ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر ووالدة الأمير الصغير لويس السابع عشر والأميرة ماريا تريزا، تنسب لها المقولة المشهورة "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.[1][2][3]. دعهم يأكلون كعكاً" رغم أنه لا يوجد دليل على ذلك وأن الذي ذكر هذه العبارة هو جان جاك روسو في كتابه "الاعتراف" ولم يذكر اسم النبيلة التي قالتها، إلا أن هذه الحكاية الواهية منتشرة بين العامة.
عقيلة ملك فرنسا ونافار عقيلة ملك الفرنسيين |
||
---|---|---|
| ||
(بالفرنسية: Marie-Antoinette d'Autriche) | ||
ملكة فرنسا القرينة | ||
الفترة | 10 مايو 1774 - 21 سبتمبر 1792 | |
معلومات شخصية | ||
الاسم الكامل | Maria Antonia Josephina Johanna ماريا أنطونيا جوزيفينا يوهانا |
|
الميلاد | 2 نوفمبر 1755 قصر هوفبرغ، فيينا، الإمبراطورية الرومانية المقدسة |
|
الوفاة | 16 أكتوبر 1793 (37 سنة) ميدان الكونكورد (ميدان الثورة)، باريس، الجمهورية الفرنسية الأولى |
|
سبب الوفاة | قطع الرأس، ومقصلة | |
مكان الدفن | كاتدرائية سان دوني، فرنسا | |
تاريخ الدفن | 21 يناير 1815 | |
مواطنة | فرنسا ملكية هابسبورغ |
|
اللقب | عقيلة ملك فرنسا ونافار عقيلة ملك الفرنسيين |
|
الديانة | الكاثوليكية الرومانية | |
الزوج | لويس السادس عشر ملك فرنسا | |
أبناء | ماري تيريز، دوقة أنغولم لويس جوزيف، دوفين فرنسا لويس السابع عشر الأميرة صوفي |
|
الأب | فرانتس الأول إمبراطور روماني مقدس | |
الأم | ماريا تيريزا ملكة المجر وكرواتيا وبوهيميا | |
أخوة وأخوات | الأرشيدوقة ماريا كارولينا من النمسا، والأرشيدوقة ماريا يوزفا من النمسا، وماريا كارولينا، وماريا كريستينا، دوقة تيشن، والأرشيدوقة ماريا آنا من النمسا، وأرشيدوقة ماريا أماليا من النمسا، والأرشيدوقة ماريا إليزابيث من النمسا، والأرشيدوقة ماريا يوهانا غابرييلا من النمسا، والأرشيدوقة ماريا كارولينا من النمسا، والأرشيدوقة ماريا إليزابيث من النمسا، وجوزيف الثاني، وأرشيدوق ماكسيمليان فرانز من النمسا، وليوبولد الثاني إمبراطور روماني مقدس، وفرديناند، دوق بريسغاو، والأرشيدوق كارل يوف من النمسا |
|
عائلة | آل لورين آل بوربون |
|
معلومات أخرى | ||
المهنة | نجمة اجتماعية، وزوجة الحاكم | |
اللغات | الفرنسية، والألمانية | |
التوقيع | ||
وُلدت ماري أنطوانيت عام 1755 في فيينا، ثم انتقلت إلى فرنسا لتتزوج، وهي أصغر أبناء الملكة ماريا تيريزا. تزوجت ماري أنطوانيت من الملك لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشر من عمرها وكان هو في الخامسة عشرة من عمره.
كانت الملكة الصغيرة جميلة وذكية ومتهورة، وقد ملَّت الشكليات الرسمية لحياة البلاط، لذا اتجهت إلى الترويح عن نفسها بالملذّات، مثل: الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباقات الخيول والمقامرة. كان ينقص ماري التعليم الجيد، ولم تكن تُعط الأمور الجادة إلا القليل من الاهتمام، ولم تتردد في عزل وزراء فرنسا الذين هددت جهودهم ملذاتها عن طريق خفض النفقات الملكية.
أصبحت ماري أنطوانيت مكروهة جدًا، وقد تم تأنيبها على فساد البلاط الفرنسي، إذ أنها كانت تُسرف في إغداق الأموال على محاسيب البلاط ولم تعط أي اهتمام للأزمة المالية بفرنسا. وقد رُويت القصص الكاذبة والسيئة عنها، إلى حد أنه أثيرت الشائعات على أنها كانت جاسوسة لحساب النمسا. أصابت المآسي ماري مرتين في عام 1789م، حيث توفي ابنها الأكبر وبدأت الثورة الفرنسية، وقد فقد زوجها ـ ضعيف الإرادة ـ حكمه للبلاد تدريجيًا، ولكن ماري واجهت المخاطر بشجاعة، وحاولت أن تُقوّي من إرادة الملك لويس، ولكنها زادت من غضب الشعب بسبب معارضتها العنيدة للتغييرات الثورية.
قام الملك ـ الذي كان يعمل بنصيحة ماري أنطوانيت ـ بحشد الجنود حول فرساي مرتين في عام 1789م، ولكن أعقب المرتين العنف، وأصبحت السلطة الملكية أضعف، حيث أنه في المرة الثانية ـ في أوائل أكتوبر 1789م ـ اتجهت الجماهير الباريسية الجائعة البائسة في مسيرة إلى فرساي وأجبرت العائلة الملكية على الانتقال إلى قصر تويلري بباريس. ومنذ ذلك الحين أصبح لويس وماري سجينين بالفعل.
كان بإمكانهما أن يكونا الحاكمين القادرين على لم شمل الأمة من أجل دعم الملكية الدستورية مثلما حدث في إنجلترا، لكنهما لم يتبعا نصيحة رجال الدولة المعتدلين مثل الكونت "دي ميرابو"، وبدلاً من ذلك، تآمرت ماري أنطوانيت للحصول على المساعدة العسكرية من حكام أوروبا خاصة من أخيها ليوبولد الثاني ملك النمسا، ورفضت أن تعطي أية امتيازات مطلقًا للثوار. كانت ماري أنطوانيت ذات شخصية كاريزمية وكانت هي الحاكمة الفعلية للدولة لأن زوجها الملك لويس السادس عشر كان ضعيف الشخصية، متردد غير متوازن، مما أفسح المجال لماري انطوانيت للتسيّد وأن تكون صاحبة الكلمة العليا في فرنسا قبل الثورة الفرنسية، لا هم لها سوى الترف والسلطة والفخر بقوميتها الألمانية وبأسرتها النمساوية الملكية.
السيرة الذاتية
أصبحت ماري أنطوانيت حزينة جدا بعدما اعتُقل زوجها وفقدت أحاسيسها في لحظة إعدامها هي وأولادها. كانت ماري انطوانيت ملكة قوية تحتمل وتصبر وكانت أماً حنوناً تشعر بأبنائها، وكانت ملكة ذات عز وبأس وقوة. في السجن، تحول شعرها الجميل إلى شعر أبيض متجعد وقام حراس السجن بقص شعرها وإلباسها ملابس رديئة ونتنة، وفي أثناء جلسة محاكمتها اتهموها بالقسوة على ابنها فسألها القاضي لماذا كنتي تقسين على ابنك؟ فقالت: لن أُجيب لأنه سؤال لا يُسأل لأم. فصفقت لها كل الأمهات في المجلس، وظنت ماري أن الأمر سيقلب لمصلحتها إلا أنه صدر الحكم عليها بالإعدام بالمقصلة، وعندما كانت تسير لمنصة الإعدام كانت تمشي بكل فخر واعتزاز وكأنها تمشي إلى قصرها المحاط بالحدائق.
الطفولة في فيينا
ولدت ماري أنطوانيت في هامبورغ بفيينا في الثانى من نوفمبر عام 1755، وهي الابنة القبل الأخيرة من الستة عشر أبناء ماريا تيريزا من النمسا وفرانشسكو ستيفانوا من لورين، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة .عندما تم تعميد ماريا أنطونيوا جوسيبا جوفاننا Maria Antonia Giuseppa Giovanna ، أطلق عليها في العائلة وفي البلاط اسم أنطوين ( من الممكن أن يكون الفرنسيون هم من أطلقوا عليها اسم ماري أنطوانيت بعد ذلك).في سن العامين، أصيبت بالجدرى بشكل خفيف، لكنه لم يسبب لها تشوهاً.تربت ماريا أنطوانيت في بلاط حيث الإتيكيت والتربية التي كانت تمنح للأرشيدوق وزوجته، التي لم تخنق أبداً طبيعتها العفوية. على الرغم من القيود الشديدة قضت ماريا طفولة سعيدة.لقد أفسدت مربيتها الكونتيسه برانديس La contessa Brandeiss تربيتها مانحة لها كل شئ قليل، خاصة الحب الأموى الذي كانت والدتها الإمبراطورة المشغولة دائماً في شئون الدولة، لم تعطه لها.كانت الكونتيسة تقدم لها التعليم الدينى والأخلاقى الذي كانت تتطلبه كل أرشودقية، ولإرضاء الطفلة كانت تقلل ساعات الدراسة في الكتب حتى أنها في سن الثانية عشر لم تكن ماريا تعلم القراءة ولا حتى تتحدث بشكل سليم لا الفرنسية ولا الألمانية. كانت اللغة الوحيدة التي تتحدثها بأناقة هي اللغة الإيطالية وذلك بفضل أستاذها Pietro Metastasio .كان أستاذها الذي كان يدرس لها الموسيقى هو الملحن Christoph Willibald Gluck كما علمها Philippe Joseph Hinner العزف على القيثارة بشكل جيد، لكن الفن الذي تفوقت فيه كان الرقص : كانت ماريا تحرك جسدها برقة ونعومة. في يوم الثامن عشر من شهر أغسطس عام 1765 في أنسبرك وأثناء الاحتفال بحفل زفاف الأرشدوق Pietro Leopoldo ،توفى الإمبراطور إثر إصابته بسكته دماغية . كان يبكى بمرارة من قبل أطفاله الذين كانوا يحبوه كثيراً، وخاصة من قبل زوجته التي عاشت في حداد. بدأت Maria Teresa الشعور بالخوف تجاه أبنائها الذين لم تكن تعير له أي اهتمام، بسبب أعبائها الكثيرة . فالأن كانت تهتم بهم وكانت حزينة دائماً بسبب تصرفاتهم. في عام 1767 تدمرت تماماً خطط الزواج من أجل توسيع وأنشاء تحالفات جديدة وذلك بسبب وباء الجدرى الذي أصاب أيضاً العائلة المالكة ( كانت ماريا أنطوانيت محصنة منه). للتعويض عن الخسائر الفادحة، تم تزويج ماريا كارولينا بفرديناند الرابع من نابولى وماريا أميليا بفرديناند الأول من بارما. لقد أحزن كثيراً زواج ماريا كارولينا ماري أنطوانيت لأن الشقيقتين كانت تربطهما علاقة ود عميقة التي استمرت لسنوات على الرغم من بعد المسافة.
الزواج السياسى
حتى ماريا انطوانيت تم استخدامها من قبل والدتها لتوطيد التحالف الجديد مع عدوها اللدود القديم للنمسا : أي فرنسا. بعد مفاوضات طويلة تم التوصل إلى خطوبة الأرشودقية من دوفين فرنسا ، لويس السادس عشر. قام كلاً من دوق Choiseul كويسل من فرنسا وأمير سترمبرج من النمسا بكتابة عقد الزواج . في نوفبر عام 1768غادر قس فرموند إلى فينا كمعلم لماريا أنطوانيت .على الرغم من ملامح الأرشودقية الفتانة، تم تعديل العيوب الطفيفة بسرعة، كما أنها كانت تفتقد للمعرفة الضرورية لمستقبلها كملكة، نهيك على أنها كانت متقلبة المزاج وكسولة. لم يتركها القس هكذا ووضع لها برنامج تعليمى معداً لها، حيث حل المحادثات الطويلة التي كانت تتراوح بين الدين والتاريخ والأدب الفرنسى محل الكتب . وقد أثبتت ماريا أنطوانيت أنها مهيأة أكثر مما كان يبدو وكان فيرموند مفتوناً من الشابة الأرشودقية التي حصلت على نتائج رائعة. في يوم الثالث عشر من شهر يونيو عام 1769تم الإعلان رسمياً عن خطبة ماريا أنطوانيت . تم الاتفاق على تفاصيل الزواج لمدة ثلاث سنوات : في النهاية تم تحديد مهر الأرشودقية ب 200 ألف كورونة ( ونفس المقدار من الذهب). في الشهور القليلة التي تسبق الزواج قامت ماريا تريزا، القلقة على مصير ابنتها، بتقسيم غرفتها مع أنطوانيت أثناء آخر أيامها قبل رحيل الأرشودقية إلى فرنسا. في التاسع عشر من شهر إبريل عام 1770 تم الاحتفال بحفل الزفاف بالتفويض. منذ هذه اللحظة أصبحت ماريا أنطوانيت يطلق عليها رسمياً " حرم دوفين فرنسا" . في الحادى والعشرين من شهر إبريل عام 1770 في عرض مهيب يجره سبع وخمسين عربة، تركت ماريا فيينا نهائياً. على الرغم من أن واجبها أن تنسى أصولها النمساوية لكى تصبح فرنسية حقيقية روحاً وجسداً كما كان ينتظر من كل ملكة قرينة فرنسا ،كانت الشابة على العكس تتبع تعليمات الأم التي أمرتها بما يلى : "كونى نمساوية طيبة" قالتها الأم لحظة توديعها لها .كانت الإمبراطورة مستمرة في تهديد ماريا أنطوانيت في خطاباتها الشهرية التي كانت ترسلها لها من فرساى والتي كانت تذكرها فيها بوفائها للنمسا وأنها عضو من سلالة أسبرج.
مدام لا دولفين (1770-1774)
لم تر ماري أنطوانيت بنظرة طيبة من قبل معظم البلاط الفرنسى الذي تربى على كراهية النمسا. Le Mesdames Tantes ( عمات لويس السادس عشر ) كانوا يطلقون عليها اسم النمساوية من وراء ظهرها.أيضاً الدوفين تربى على كراهية النمسا و معلمه الدوق de La Vauguyon كان يربيه ويوجه إلى احتقار خاصة أولئك الأشخاص الذين كانوا يحيطون بماريا أنطوانيت : الوزير Choiseul والقس فيرموند والكونتيسة de Noailles والسفير النمساوى Mercy-Argenteau. عندما تم عزل الوزير في يوم الرابع والعشرين من عام 1770 ،فرح الدولفين وعماته.في تلك الأثناء فهمت ماريا أنطوانيت أن لويس السادس عشر قد تزوجها فقط بسبب ضغط ملكى ومن أجل الوحدة الفرنسية النمساوية التي كانت تدعمها الإمبراطورة بشكل لا يعرف الكلل، وأنه لا ينظر إليها نظرة طيبة من قبل الجميع في فرنسا .ربما كان أيضاً بسبب الأحكام المسبقة فإن لويس السادس عشر لم يلمس ماريا على الرغم من مرور أشهر عديدة من يوم حفل الزفاف.في الواقع أنه كان يشعر بنوع من النفور غير المفهوم تجاه عروسه، بينما لم يكن هناك أي مشكلة على الإطلاق من وجهة النظر الطبية : طبقاً لتقرير أول جراح للويس الخامس عشر، لم يكن الدوفين يعانى من أي تشوهات ولكنه كان ممنوعاً بسبب كتلة نفسية راجعة إلى التربية المتعصبة. كان بلاط فرنسا يسأل متى سيتم الزواج . كانت ماريا تريزا تحاول أن تتحكم في تصرفات ابنتها من فيينا وتطلب من Mercy ميرسى أن يبلغها بشكل ثابت وبالتفصيل عن إتمام الزواج بينما كانت ماري أنطوانيت غافلة عن أن السفير يعمل من أجل خدمة الإمبراطورة وكانت تأمنه على اسرارها وعن الموضوعات التي كانت تخفيها عن والدتها.شهور مضت والموقف لم يتغير.بدأت الإمبراطورة تنتقد الفتاة بشكل ثابت لأنها كانت غير قادرة على تثير رغبة زوجها الذي كان نادراً ما ينام معها وإلى تعزيز مصالح "بيت النمسا".في وقت لاحق، قامت بإهانة ماري أنطوانيت بشكل مباشر واصفةً إياها بأنها تخلوا من الجمال والموهبة قائلة لها أن هذا فشل خاصة بعد زواج كونت بروفنسا من Maria Giuseppina di Savoia والكونت دى أرتواز من Maria Teresa di Savoia على أية حال، مع مرور الزمن وفي أعقاب نصائح الأم، نجحت ماري في اكتساب لطف لويس، إن لم يكن حب بالفعل، الذي كان يبوح لعماته بأنه وجدها زوجة ساحرة.في تلك الأثناء دفعت العمات ورثة العرش إلى فتح باب العداء تجاه مدام دو بارى Madame Du Barry عشيقة الملك والتي تسببت في عزل كويسول Choiseul .
الأمومة
في الشهور الأولى لعام 1778 اندلعت حرب الخلافة البافارية .فالملكة التي تعانى من العديد من الابتزازات النفسية من قبل الملكة ومن السفير ميرسى Mercy ،تسعى لتعزيز الاهتمامات النمساوية لدى زوجها، لكن هذا عداء وزراء الملك وعدم الثقة من قبل الرعية:فمنذ هذه اللحظة بدأ الجميع يطلق عليها "النمساوية".في ربيع هذا العام وبناء على نصائح ميرسى استأنفت الملكة حياتها الزوجية وأصبحت حاملاً.الوضع السياسى لم يتغير.على الرغم من أن أقاربها اتهموها بأنها غير مجدية لمصلحة التحالف، كانت الملكة في هذه الفترة تفكر فقط في مصلحة ابنها.في يوم 19 ديسمبر عام 1778 أعلن عن إنجاب الملكة . هذا وبسبب بعض المضاعفات لماري أنطوانيت فقد أغمى عليها وأبلغت لاحقاً بأنها أنجبت طفلة .هذا وقد أطلقت عليها اسم ماريا تيريزا كاروليتا Maria Teresa Carlotta.في هذه السنوات انتهت أعمال الترميم في تريانو وفي الحدائق المجاورة .كانت الملكة العدو لأية قيود، تؤيد استقلالها وايماناً منها بأن الملكة يمكن أن يكون لها حياتها الخاصة، فكانت تعيش في تريانو كما كانت تريد، بدون خنقة أتيكيت فرساى بين فضائح الحاشية.في تلك الأثناء، كانت الصداقة مع الكونتيسة دى بولينياك قد نمت بقوة لدرجة أنه بدأ الحديث في البلاط الفرنسي عن علاقة مثالية بين المرأتين.لكن الأمر الذي أثار غضب الناس كان يتعلق خاصة بالامتيازات والمناصب العالية التي كانت تعطيها الملكة للمفضلين لديها في الوقت الذي بدأ فيه الحديث بشكل جاد عن الحد من النفقات.
الثورة (1789-1792)
بدأ الوضع في التطور بطريقة عنيفة من قبل الثوار في شهرى يونيو ويوليو عندما بدأت الجمعية الوطنية بحقوق أكثر من لويس السادس عشر ،الذي كان على العكس، يحاول أن يجنب ويقمع سلطة الطبقة الثالثة.طلبت الملكة وأشقاء الملك حل فورى للولايات العامة، ويفضل اعتقال نشطاء الطبقة الثالثة. ماري أنطوانيت، التي لم تكن تتفهم تطلعات الشعب، كانت مقتنعة أن الثورات كانت من أطراف ثالثة التي كانت تحرض على الكفاح لمحاربة التاج.في فكرتها التي لاجدال فيها من الملكية المطلقة لم يكن هناك مكاناً لأعضاء منتخبين في السلطة التشريعية. في يوم الحادى عشر من شهر يوليو تم الإعفاء عن نيكر، عندما انتشرت أخبار عن أعمال شغب في باريس ،بعدها بثلاثة أيام تم اقتحام سجن الباستيل يوم الرابع عشر من شهر يوليو عام 1789. في الأسابيع التي تلت ذلك قام العديد من الملكيين المحافظين، من بينهم الكونت أرتويس d'Artois والدوقة دوبوليناك de Polignac ،بالهروب من فرساي خشية تعرضهم للقتل.قررت ماري أنطوانيت، على الرغم من اضطرابها بسبب معرفتها أن حياتها في خطر، أن تبقى لكى تساعد زوجها على استعادة الهدوء، على الرغم من أن سلطة الملك بدأت تكون محدودة تدريجياً من قبل الجمعية التأسيسية التي حشدت رجالاً من أجل الحرس الوطنى.في إطار الرعب الكبير الذي يعصف بالبلاد مابين شهرى يوليو وأغسطس، كانت ملامح ماري أنطوانيت تجسد الرعب من مواجهات دموية للثورة.في الأول من أكتوبر في قصر فرساي أقيمت مأدبة عشاء تكريماً لأفواج من فياندرا ، لكن في باريس تسربت أخبار أن هناك عربدة مضادة للثورة.
أناقة ماري أنطوانيت
كان لماري انطوانيت دوراً هاماً في عصرها باعتبارها رمزاً للجمال والأناقة والرقي وممثلة للحضارة النمساوية الراقية. كما كانت محل إعجاب معاصريها وتعتبر من أجمل نساء القرن الثامن عشر.كان ذوقها في الملابس وتسريحة الشعر له أصدائه في جميع أنحاء أوروبا ، وعندما كانت تتبع أي موضة جديدة كانت تقلدها جميع النساء الأخريات.ملكة فرنسا التي كانت تتبع في بداية الأمر نمط الروكوكو في عصرها، تطورت في أعقاب حبها للبساطة والأناقة.كان نمطها الشخصى يعرف ب Moyenne ، وهو نمط وسط ما بين الروكوا تيريزيانوا والكلاسيكية الفرنسية الحديثة. الأزياء: بين عام 1774 وعام 1778 كانت ماري أنطوانيت تفضل الذوق الروكوا .كانت ملابس البلاط فاخرة وفضفاضة للغاية وغنية بالزركشة، وكانت الملابس اليومية أصغر في الحجم. كانت تسريحات الشعر عالية وذات أبراج ومزينة بالريش والزهور. بعد ولادة ابنتها الأولى بدأت ماري أنطوانيت تستخدم أسلوباً أكثر بساطة. العمارة:لم تكن تهوى ماري أنطوانيت الأسلوب المبهرج بقصر فرنسا مثل المصنوع بغرفة نومها. ظهر تفضيلها للأسلوب الكلاسيكى الحديث في البيت التريانوني: كانت الأشكال بسيطة كما تنتشر الزخارف النباتية ذات اللون الأبيض. والذوق الكلاسيكى هو "معبد الحب" وهو نسخة طبق الأصل معبد وثنى بإثنى عشر عموداً وبمنتصفه يوجد تمثال إيروس. وفي حديقة لويس السادس عشر أحلت ماري أنطوانيت الحديقة الحالية التي على الطريقة الإنجليزية بأخرى صناعية تمثل الحياة البرية التي تتناسب مع العودة للحياة الطبيعية للإنسان، وهو موضوع كان ذات رواج في ذلك العصر.
العلاقة مع لويس السادس عشر
كان الزواج بين لويس السادس عشر وماري أنطوانيت هادئاً نسبياً على الرغم من أن كلاهما كانا مختلفاً تماماً من الناحية الجسمانية والمزاجية: في الواقع لم يكن من الممكن أن ينشأ بينهما توترات لأن الملك والملكة كانا يتجنبا أي احتكاك بينهما الأول كان بسبب فتور الشعور والثانية بسبب عدم الاكتراث له. كانت العرقلة الثقيلة للسعادة الزوجية لملوك فرنسا تتمثل في عدم إتمام الزواج في السنوات السبع الأولى من حفل الزفاف. ما جعل الوضع لايزال لا يحتمل من قبل العروسين الشابين هو أن حياتهم تحت مرئي جميع من في بلاط فرنسا . إن الإذلال الناتج من خصوصية الظروف تركت وصمة عار لا تمحى على علاقتهم الزوجية. منذ اللحظة التي لم يكن يستطع فيها أن يرضى بزوجته جسدياً وأن يجعلها في ظروف لكى تنجب وريثاً ذكراً لفرنسا ، سمح لويس السادس عشر للملكة أن تستمتع بشكل مكلف وأحمق للتغلب على معاناتها من الزواج ولى تنسى قهرها ووحدتها. نجحت ماري أنطوانيت في الحصول على كل ما تريده من الملك، ماعدا القضايا السياسية- على الرغم من أنه لم يوافق على سلوكها ونفقاتها الباهظة ولم يكن يقدر الأشخاص المحيطين بها.على أية حال، كان الملك يستسلم أمام طلبات ماري أنطوانيت، كما لو كان بيعتذر عن خطاياه التي كانا كلاهما يعانى منها سراً. كان استسلام لويس السادس عشر أمام زوجته يجعلها تشعر أنها متفوقة على الملك.على أية حال، فمن الناحية السياسية لم تنجح ماري أنطوانيت في الحصول على مزايا خاصة من زوجها على الرغم من أن الإمبراطورة ماري تريزا والسفير مارسى كانا قد حثاها للحصول على عطف لويس السادس عشر بهدف التأثير في السياسة الخارجية لصالح النمسا. كانت ماري أنطوانيت تشعر أنه كان مسموح لها من أعلى للتفكير لكى تكون متفوقة على الملك، الرجل الذي لم يكن يحبها وكان يحتقرها لسنوات كامرأة رافضا إياها عاطفياً وجسدياً. في إحدى المناسبات، بعد فترة وجيزة من تتويج لويس السادس عشر تجرأت ماري أنطوانيت لتعريف زوجها " بالرجل الفقير".
سقوط الملكية
أقنعت ماري أنطوانيت لويس السادس عشر بالفرار من باريس في 20 يونيو 1791م، وقد خرجت العائلة الملكية متنكرة في عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، ولكن أحد الوطنيين المتيقظين تعرف على الملك من صورته المطبوعة على العملة الورقية، وتم إيقاف الملك والملكة في فاران وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس. وأدى هروب لويس السادس عشر وماري أنطوانيت إلى زيادة فقدان ثقة الشعب بهما، ولكن لويس السادس عشر وعد بأن يقبل دستورًا جديدًا أدى إلى الحد من سلطاته.
كانت ماري أنطوانيت تعمل للحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا وبروسيا في عام 1792م، اتهمت بافشاء أسرارًا عسكرية إلى الأعداء. وارتاب الشعب وأيقن أنها مذنبة بسبب تلك الخيانة. في 10 أغسطس 1792م، أوقف الملك عن تولي أمور مُلكه بعد مظاهرات عنيفة وطالبت بخلعه وساقت به وبالعائلة وبولي العهد ابنه الطفل لويس السابع عشر إلى سجن "المعبد" وتولت جبهة "الكونفنسيون" محاكمته.
حكمت عليه بقطع الرأس ونفذ الحكم في 21 يناير 1793 في ساحة الكونكورد بينما أعدمت أنطوانيت في 16 أكتوبر 1793 م، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس حيث رماها الغوغائيين بالأوساخ وكل ما يقع تحت يدهم، وقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص في المقصلة التي أطاحت برأسها. كان عمرها 38 سنة حين أعدمت وبقي ولي العهد الطفل وحيدًا في السجن ثم مات بعد فترة متأثرًا بمرضه. بذلك انتهى عصر الملكية.
ماري أنطوانيت في الثقافة الشعبية
-ماري أنطوانيت (1816)، مأساة لم تنته لجاكومو ليوباردي. -خمس روايات الكسندر دوماس: - فارس من ميزون روج (1846). جوزيبي بالسامو (1848). قلادة الملكة (1850). أنجي بيتوا (185). الكونتيسة دي تشارني (1855). وداعاً ملكتى (2002)رواية لشانتيل توماس. -المذكرات السرية لماري أنطوانيت (2005) رواية لكاروللى إيريكسون. اليوميات الممنوعة لماري أنطوانيت (2010) رواية لجوليت جرى. استدعاء الملكة (2012)قصة لكارلو ديل تيليو.
السينما
- نابليون، من إخراج هابيل جانس 1927، مع سوزان بينكيتى
- مدام دو باري، من إخراج وليام ديتريل (1934)، مع أنيتا لويز
- ماري أنطوانيت، من إخراج جورج S. فان دايك 1938، مع نورما شيرر
- المبارزون البندقية، من إخراج جريجوري راتوف 1949، مع نانسي نقابة
- سكاراموتشه، من إخراج جورج سيدني (1952)، مع نينا فوش
- فرساي، من إخراج ساشا زيفا مقصودا (1954)، مع لانا ماركوني
- ماري أنطوانيت ملكة فرنسا، من إخراج جان ديلاننوى 1955 ، مع ميشيل مورغان
- قصة البشرية (1957)، ماري ويلسون
- بدء الثورة بدوننا، من إخراج برعم يورك 1970، مع بيلي وايتلو
- وقاتلة دمية (1973)، مع ريكي وير
- ليدي أوسكار (1979)، مع كريستين بوم
- عالم جديد شجاع (لا نوي دي فارين)، من إخراج إيتوري سكولا (1982)، السيدة اليانور هيرت
- ماري أنطوانيت ملكة الحب واحد بطولة ايمانويل بيرت
- الثورة الفرنسية (1989)، مع جين سيمور وأوتريكيينه 1990وغير منشورة في إيطاليامع يوت ليمر
- جيفرسون في باريس، من إخراج جيمس العاج (1995)، مع شارلوت دي توركهايم
- وقح (1996)، وبطولة جوديث جوريكه Godrèche
- السخرية (1996)، مع ميرابل كيركلاند
- هذه القضية من قلادة (2001)، مع جولى ريتشاردسون
- ماري أنطوانيت، من إخراج صوفيا كوبولا (2006)، وبطولة كريستين دانست
- وداع لارين (2012)، وبطولة ديان كروغر
النسب
المصادر
- "معلومات عن ماري أنطوانيت على موقع universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2019.
- "معلومات عن ماري أنطوانيت على موقع web.archive.org". web.archive.org.
- "معلومات عن ماري أنطوانيت على موقع ne.se". ne.se. مؤرشف من الأصل في 9 سبتمبر 2017.
- ماري أنطوانيت - موسوعة المورد، منير البعلبكي، 1991
- ليون بلوى، فارس الموت، ميلانو، أدلفى ،1996. .
- مدام كامبان، الحياة السرية لماري أنطوانيت(ذكريات)،روما، نيوتاون كوبتون،2006، .
- أندريه كاستيلوت، ماري أنطوانيت-القصة الحقيقية لملكة غير مفهومة، ميلانو، توزيع فابرى ،2000.