محمد بن حمد بن لعبون يعد من أشهر أعلام الشعر النبطي في الجزيرة العربية. عاش في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري). وله شعر غنائي جميل أشتهر بابن لعبون.
محمد بن حمد بن لعبون | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | محمد بن حمد الوائلي |
الميلاد | 1204هـ حرمة، نجد |
الوفاة | 1247هـ الكويت |
الجنسية | سعودي |
اللقب | أمير شعراء النبط |
الديانة | مسلم |
الأب | حمد بن لعبون |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعر |
سبب الشهرة | ابن لعبون |
نسبه
محمد بن حمد بن محمد بن ناصر بن عثمان بن لعبون بن ناصر بن حمد بن إبراهيم بن حسين بن مدلج الوائلي البكري العنزي من بكر بن وائل من قبيلة عنزة الوائلية.[1]
علاقاته
ساعدت عبقرية ابن لعبون الشعرية وشخصيته المرحة الطربة في توطيد علاقاته مع كثير من وجهاء وأعيان نجد والزبير والكويت والأحساء والبحرين والهند وورد في شعره ذكر كبار شخصيات عصره، وفي صغره مدح آل سعود ومنهم عمر بن سعود بن عبد العزيز بقصائد كثيرة، ومدح شيخ الزبير محمد بن إبراهيم بن ثاقب، والشيخ ضاحي بن عون وابنه أحمد، والشيخ أحمد بن محمد بن تركي السديري، والشيخ جابر بن عبد الله الصباح، وكانت له علاقات ومراسلات مع عدد من وجهاء المنطقة، كالحاج يوسف اليعقوب البدر والشاعر عبدالجليل الطباطبائي وغيرهما.
تميزه
استضيف الأديب الراحل خالد الفرج في برنامج خاص عن حياة الشاعر محمد بن لعبون في بث إذاعي من الكويت عام 1953هـ، وقد أشاد الفرج بالشاعر محمد بن لعبون قائلاً: " إن محمد بن لعبون هو المتنبي الثاني من حيث ماتنة شعره، وكثرة الأمثلة والحكم، وإنه طرق أبواب عديدة لم يطرقها شاعر من قبله" [2]، مزج ابن لعبون لهجته النجدية بلهجة الزبير (العراق)، وشيء من لهجة ساحل الخليج العربي، فأصبحت لغةُ قصائدِه مقبولةً يفهما جميع الخليج، وتجاوزت حدود اللهجات المعزولة.[3]
قصته
ولد عام 1204هـ وتوفي عام 1247هـ. ولد في بلدة حرمة بنجد ثم رحل مع أهله إلى بلدة ثادق، ثم رحل وحده إلى الزبير قرب البصرة في العراق. ثم ترك الزبير في إثر حادثة له مع حاكمها إلى البحرين ثم الكويت وبها توفي بالطاعون. نشأ محمد بن لعبون في بيت علم وأدب، ووالده الشيخ حمد بن محمد بن لعبون كان مشهوراً بمعرفته بالأنساب والتاريخ. ويدل شعر محمد بن لعبون على إطلاعه الأدبي وثقافته وتأثره بقصائد الأولين.[4] يلقب (بأمير شعراء النبط) لقوة قصائدة وجمالها له القصيدة المشهورة المسماة (المهملة) وهي عبارة عن حوالي 30 بيت كلها دون نقط وذلك لاشك بأنه دليل قاطع على تمكن الشاعر وقدرته على الابداع وفيما يلي جزء من قصيدته:
أحمد المحمود مادمع همــل | أو عدد ماحال واد له وسـال | |
أو عدد ماورد وراد الدحل | أو رمى دلوه وماصدر ومــال | |
أو حدا حاد لسلمى أو رحل | سار هاك الدار أو داس المحال | |
أحمده دوم على حلو العمـل | سامع الدعوى ومعط للســؤال |
إن من أوائل ما ذكر عن شعره وهو صغير ربما في الرابعة أو الخامسة من عمره عندما ارتجل أبياتاً من شعر كرد فعل لتمنع أمه أن تعطيا تمراً، فقد عاد الولد ظهراً من الدرس وكان جائعاً فطلب من امه تمراً فتمنعت بحجة أن المفتاح قد ضاع، وربما كان ذلك تعذراً من الوالدة حتى يأتي والده وتجتمع العائلة كلها للغداء، لم يقتنع محمد بهذا العذر فصعد إلى السطح وركب الجدار وأخذ ينادي بأعلى صوته بحثا عن المفتاح أو إحراجاً لوالدته لتفتح له مخزن التمر ويقول:
يا من عين المفتاح | من فوق وركي طاح | |
بطني كما الردّاح | يبغي غـــداً لــه |
خرج ابن لعبون من نجد وظل قلبه معلقا بها وبأحبته فيها ونظم في ذلك شعراً بثه حنينه وشوقه لهم ولديارهم ودعاءه لبلده ثادق وسكانها بالخير العميم والغيوم المرناة، ومن ذلك قوله:
فَيا نَادِبِي سِر فِي قرَاها وَمَسْنَدِي | إلى حَيْ بَينَ أطلاَلْ نَجْدٍ جثُومَهَا | |
إلىَ سِرْتها مِنْ دَار ميّ وَغَربتْ | ونَابَاكْ مِنْ طُفَّاحْ نَجْدٍ خشُومهَا | |
أوَّلْ موارِي دَارهُمْ لِكْ جلاَلَهْ | حَاشَا الإلهْ وَبَاقِي الدَّارْ زُومهَا | |
علمي بهم قطن على جوْ ثَادِقْ | سِقاهَا مِرنَّات الْغَوادِي ركُومهَا | |
مَرَابيع لَذَّاتِي وَغَايَاتْ مَطْلبِي | وَمَخْصُوصْ رَاحاتِي بهَا في عمُومهَا | |
ألاَ يا خَبِيرٍ بَالْمَصادِيرْ حثها | وَ سِرْهَا أمَامَ الدَّارْ تلْقَى علُومها | |
إلىَ جِيتْ فَي وَادِي سدَيرٍ فخَلهَا | تِذبَّ الْعَفا مَا فَوقها إلاَ وسُومهَا | |
إلىَ لاَحْ بَرْقٍ مِنْ حَيا نَجد حَنَّتْ | مِنْ الْوَجدْ حَنَّةْ وَالِدين رحُومهَا |
على الرغم من أن محمد بن لعبون عاش فترة من عمره في الكويت (14 سنة هجرية) إلا أن شعره لم يكن متأثراً بالبيئة الكويتية وظل يذكر الزبير ولعل ذلك لأنه خرج مكرهاً منها وقلبه معلق هناك وظل يذكر أحبته هناك وخاصة (مي) والتي حرم عنها بسبب سفره وزواجها ومن ثم وفاتها. كما إنه لم يكن مستقر الأقامة في الكويت حيث يسافر أحياناً للبحرين ثم يرجع للكويت. ومن المواضع التي ذكرها والتي يصف فيها موقعاً كويتياً [4]:
حي المنازل جنوب السيف | ممتدة الطول مصفوفة | |
أمشي على زبنها واقيف | في حبها الروح مشفوفه | |
دار الخدم والكرم والضيف | دار المناعير معروفة |
عرف محمد بن لعبون بشعر المجون، وذكره الشاعر خالد الفرج :«فقد كان ميالاً إلى اللهو والبطالة» [5] وكانت هذه نظرة الناس إليه في ذلك الوقت. لكن للشاعر محمد بن لعبون قصائد تدل على تعلقه واهتمامه للدين والتي تقابل نظرة الناس إليه. وربما نظرة الناس له كانت بسبب اشتهاره بقصائد الغزل. وقد قال الشاعر[4]
بادره مادام لك فيها مهل | فالمنايا رايحات بك عجال | |
واسأل اللي يستجيب لمن سأل | هو يجيبك محتفى بك حيث قال | |
اسأله باسرار ما جاب الرسل | واسمه المخزون في علمه تعال | |
و الملائكة الكرام أهل المحل | و أولياه الموصلين به الحبال | |
يسمح اللي فات في وقت الجهل | واسع الإحسان وإن ضاق المجال |
ومن قصائدة قصيدته التي قالها في البحرين حينما كان يحضر حفلا خاصا وكانت الراقصة قد رمت قاناعها وقد اتى اخوها فأراد ان ينبهها دون أن يحس اخوها به فقال هذه الابيات
يا علي صحت بالصوت الرفيع | يـا مـره لا تـذبـيـــن الـقــنــاع | |
يا عـلـي عـنـدكـم صفراً صنيع | سـنـهـا يـا عـلـي وقـم الـرباع | |
نـشـتـري يا عـلـي كـانـك تبيع | بالعـمـر مـيـر ما ظــنـي تـبـاع | |
شـاقـنـي يـا عـلي قـمرا وربيع | يــوم أنا آمر وكل امري مطاع | |
يوم أهـلـنـا وأهـل مـي جـمـيع | نازلـيـن عـلـى جـال الرفاع | |
ضـحـكـتـي بـيـتـهـم وأنا رضيع | ما سوت دمعتي يــوم الـوداع | |
هــم بـرونـي وانا عـودي رفـيع | يا علي مثل ما تـبـرى الـيـراع | |
طـوعـونـي وانـا مـا كنـت أطيع | وغـلـبـونـي وانــا قرم شجاع | |
دون مـي الـظـبـي وأم الـوضـيع | والثعالب وتـربـيـع الـشراع | |
راس ريـع دخـل في راس ريـع | مـسـتـطـيـل ووديـان وسـاع |
وصيته بن الحقيقة والخيال
مات ابن لعبون في مدينة الكويت ودفن فيها، وهذا لا غبار عليه، ولكن أين يقع قبره لقد أثار هذا الموضوع اهتمام عدد من الناس ونسجت حول قبر ابن لعبون روايات اختلطت فيها الحقيقة بالخيال، ومن ذلك قول بعضهم إن ابن لعبون أوصى أن يدفن على قارعة الطريق التي تمر بها النساء عند ذهابهن وإيابهن إلى البحر، و مثلها ما يشاع عن أبيات تنسب إلى ابن لعبون في تحديد مواعيد لقائه بالنساء على السَّيف، ربما تكون شيئاً من الأساطير الكثيرة التي حيكت حوله
والسبب في القول بأن هذه المقولة أو الوصية خيالية أن ابن لعبون مات بداء الطاعون، وأن الإنسان في مثل هذه الحالة لا يمكن أن في أين يُدفن فضلاً عن أن يوصي بذلك [6]
أماكن سميت باسمه
- شارع محمد بن لعبون في منطقة العرقوبه جنوب العكارش
- شارع منطقه النزهة في دوله الكويت التابعة لمحافظه العاصمة
- شارع محمد ابن لعبون في حي غبيرة - السعودية
مقالات ذات صلة
وصلات خارجية
المراجع
- مخطوطة حمد بن لعبون
- شاعر الأطلال محمد بن لعبون: حياته وشعره، عبدالرزاق محمد صالح العدساني، الطبعة الأولى، الكويت، 1997م، ص30
- ʻAbd al-ʻAzīz ibn ʻAbd Allāh Ibn (1997). "لهجة+أهل+الزبير"&dq="لهجة+أهل+الزبير"&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj69e_W0o3mAhV0DmMBHUkaAEMQ6AEIMTAB Amir Shuʻaraʼ al-nabat Muhammad Ibn Laʻbun, 1205-1247: Siratuhu wa-Dirasah fi Shiʻrih. Dār Ibn Laʻbūn lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- يعقوب يوسف الغنيم.الأغاني.2000
- خالد الفرج.ديوان النبط:الجزء الأول"مطبعة الأنشاء.دمشق
- شاعر الأطلال: مرجع سابق، ص207
المصادر
- شاعر الأطلال محمد بن لعبون: حياته وشعره، عبد الرزاق محمد صالح العدساني، الطبعة الأولى، الكويت، 1997م.
- أمير شعراء النبط محمد بن لعبون: مدخل لدراسة سيرته وشعره، عبد العزيز بن عبد الله بن لعبون، دار ابن لعبون، 1416هـ/1995م.
- محمد بن لعبون، يحيى الربيعان، شركة الربيعان، الكويت، 1996م.
- ابن لعبون: حياته وشعره، يحيى الربيعان، شركة الربيعان، 1982م.
- ابن لعبون: حياته وشعره: قراءة جديدة وتدوين جديد لترجمة ابن لعبون وشعره، أبو عبد الرحمن عقيل الظاهري؛ محمد بن عمر العقيل، مؤسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، الكويت، 1997م.
- ديوان ابن لعبون
- تاريخ حمد بن لعبون
- مصدرية ابن لعبون لتاريخ ابن بشر
- اللمحات الأدبية في تاريخ ابن لعبون
- مخطوطة حمد بن لعبون