الرئيسيةعريقبحث

محمد بن يعقوب الكليني

من كبار فقهاء ومحدثي الشيعة الإمامية ومؤلف كتاب الكافي

☰ جدول المحتويات


الشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (توفي سنة 329 هـ / 941 م)[1] من كبار فقهاء ومحدثي الشيعة الإمامية ومؤلف كتاب الكافي الذي يعدّ من أهم المصادر الحديثية الأربعة عند الشيعة. وُلد الكليني في النصف الثاني من القرن الثالث بقرية كُلَين على بعد (38) كيلو متراً من مدينة ري، الواقعة في جنوب العاصمة طهران ، صاحب كتاب الكافي ، أجلّ كتب الأصول عند الشيعة .

الشيخ 
محمد بن يعقوب الكليني
Muhammad ibn Ya'qub al-Kulayni.png
 

معلومات شخصية
الميلاد سنة 864 
قم 
الوفاة سنة 941 (76–77 سنة) 
بغداد 
مكان الدفن مدرسة الآصفية 
مواطنة Black flag.svg الدولة العباسية 
اللقب ثقة الإسلام الكليني
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة فقيه،  وعالم مسلم 
اللغات العربية 
مجال العمل الحديث النبوي
أعمال بارزة أصول الكافي 
📖 مؤلف:محمد بن يعقوب الكليني

تولَّى أبوه منذ صغره رعايته وتربيته، حيث علَّمه الأخلاق، وحسن السلوك، والآداب الإسلامية. وكان خاله له عظيم الأثر في نشأته وتربيته.

تاريخ ولادته ومكانها

لم تحدد المصادر التي ترجمت للكليني زمان ولادته ومكانها بالتحديد؛ ألا أنّ المسلّم به من خلال تتبع كلمات الرجاليين أنّه ولد في قرية كُلين إحدى توابع مدينة الري. كما يستفاد من مجموعة من القرائن التاريخية أنّ زمن ولادته يقارب ولادة الامام الحجّة المنتظر عليه السلام في سنة 255هـ وأنّه عاش في زمن الغيبة الصغرى. واحتمل السيد بحر العلوم أنّه أدرك بعض أيام الحسن العسكري.[2] فيما ذهب السيد الخوئي إلى القول بأنّ ولادته كانت بعد وفاة الحسن العسكري عليه السلام وفي بدايات الغيبة الصغرى.[3]

أسماؤه وألقابه

وصفه الرجاليون ومن ترجموا له بأبي جعفر ومحمد بن يعقوب، وابن إسحاق، وثقة الإسلام والرازي، والسِلسِلي والبغدادي.[4] وهو أوّل من لقّب بـ ثقة الإسلام وكان الناس يرجعون اليه في مسائلهم الاجتماعية والفقهية لفضله وعلمه وتقواه.[5] وإنّما سمّي بالسِلسِلي نسبة إلى درب السلسلة ببغداد، عند باب الكوفة حيث نزله الكليني إبّان وجوده في بغداد.[6]

أسرة الكليني

ينتسب الكليني إلى بيت معروف في الري، وقد عرف من رجال هذا البيت مجموعة من العلماء وحملة الحديث والفقه الشيعي، منهم: والده يعقوب بن إسحاق الذي يعدّ من كبار علماء الإمامية زمن الغيبة الصغرى في كلين[7]، وخاله أبو الحسن علي بن محمد المعروف بـ علان، ومحمد بن عقيل الكليني، وأحمد بن محمد أخو أبي الحسن.[8]

دراسة الحديث والهجرة إلى قم

نشأ الكليني في مدينة الري التي حوت جميع المذاهب من الإسماعيلية والأحناف والشافعية فضلاً عن الشيعة الإمامية، فكان على معرفة جيدة بآراء ونظريات تلك المذاهب الكلامية والفقهية، وإلى جانب ذلك قرر الخوض في مجال علم الحديث حفظا وتدوينا متلمذاً على كبار أساتذة الفن في مدينة الري كأبي الحسن أبي الحسن محمد بن جعفر بن عون الأسدي.[9] ثم شدّ الرحال صوب مدينة قم لمواصلة الدراسة في مجال علم الحديث متلمذاً على محدثيها ممن رووا عن الإمامين العسكري والهادي (ع) مباشرة وبلا واسطة.

شخصيته ومكانته العلمية

اتفق الموافق والمخالف من الرجاليين والمؤرخين على عظم شخصية الكليني عند الشيعة وفضله ومكانته العلمية وجميل ذكره وحسن سيرته.[10]

أقوال علماء الشيعة في حقّه

  • قال النجاشي : "محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني، وكان خاله علان الكليني الرازي، شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث، وأثبتهم، صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة.[11]

كنت أتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي، وهو مسجد نفطويه النحوي، أقرأ القرآن على صاحب المسجد وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب، حدثكم محمد بن يعقوب الكليني، ورأيت أبا الحسن العقرائي يرويه عنه. وروينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا: محمد بن محمد، والحسين بن عبيد الله، وأحمد بن علي بن نوح، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عنه. ومات أبو جعفر الكليني رحمه الله ببغداد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، سنة تناثر النجوم، وصلى عليه محمد بن جعفر الحسيني أبو قيراط، ودفن بباب الكوفة، وقال لنا أحمد بن عبدون: كنت أعرف قبره، وقد درس رحمه الله. وقال أبو جعفر الكليني: كل ما كان في كتابي عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، فهم محمد بن يحيى، وعلي بن موسى الكميذاني، وداود بن كورة، وأحمد بن إدريس، وعلي بن إبراهيم بن هاشم.[12]

  • وقال الشيخ حسين الحارثي والد الشيخ البهائي: "أما كتاب الكافي فهو للشيخ أبى جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ره) شيخ عصره في وقته ووجه العلماء والنبلاء. كان أوثق الناس في الحديث وأنقدهم له وأعرفهم به.[13]
  • الشيخ عباس القمي: "الكليني هو الشيخ الأجل قدوة الأنام، وملاذ المحدثين العظام، ومروج المذهب في غيبة الإمام عليه السلام، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي الملقب ثقة الإسلام. ألف الكافي الذي هو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للامامية مثله.[14]

أقوال علماء السنّة في حقه

قال المؤرخ الشهير ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: «أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي، الفقيه، الإمام على مذهب أهل البيت، عالم في مذهبه، كبير، فاضل عندهم، مشهور».[15] وقال الذهبي: «عالم الإمامية وصاحب المؤلفات المعروفة».[16] وقال ابن حجر في التبصير: «أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني، من رؤساء فضلاء الشيعة في أيام المقتدر، وهو منسوب إلى كلين من قرى العراق...». وقال ابن حجر في لسان الميزان: «... وكان من فقهاء الشيعة، والمصنّفين على مذهبهم...».[17] وأثنى عليه ابن عساكر في كتابه.[18]

من أساتذته

  • أبو الحسن محمّد بن الأسدي الكوفي.
  • أحمد بن محمّد الأشعري.
  • الشيخ أحمد بن إدريس الأشعري.
  • عبد الله بن جعفر الحميري.
  • أحمد بن محمّد بن عاصم الكوفي.
  • حسن بن فضل بن زيد اليماني.
  • محمّد بن حسن الصفّار.
  • سهل بن زياد الآدمي الرازي.
  • محمّد بن إسماعيل النيشابوري.
  • أحمد بن مهران.
  • علي بن إبراهيم القمي.

من مؤلفاته

  • الكافي في الأُصول والفروع.
  • كتاب الرجال.
  • كتاب الردّ على القرامطة.
  • كتاب رسائل الأئمّة.
  • كتاب تعبير الرؤيا.
  • موسوعة شعرية في مناقب وفضائل أهل البيت.

تلامذته والرواة عنه

تلمذ عليه وأخذ الحديث عنه الكثير من الرواة منهم من يندرج في عداد كبار علماء الشيعة الإمامية، ومن هؤلاء التلاميذ:

  • أبوعبد الله أحمد بن إبراهيم المعروف بابن أبي رافع الصيمري.
  • أبو القاسم جعفر ابن قولويه صاحب كتاب كامل الزيارات.
  • أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري.
  • أبوغالب أحمد بن محمد الزراري.
  • محمد بن علي ماجيلويه القمي.
  • أبوعبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر.
  • أبوعبد الله محمد بن أحمد بن قضاعة الصفواني.[19]

سفره إلى بغداد

تشير الشواهد التاريخية إلى أنّ الكليني قد هاجر إلى بغداد سنة 327 هجرية وبقي فيها السنتين الأخيرتين من عمره حيث كانت بغداد تمثّل المركز العلمي للعالم الإسلامي. ومن الشواهد التي تدلّ على الانتهاء من كتاب الكافي قبل الدخول إلى بغداد أنّه لم يرو عن النواب الأربعة للإمام الحجّة عليه السلام بلا واسطة مع معاصرته لهم. ولشهرة الكليني ومعروفيته رجع إليه الشيعة في الفتوى حتى وصفوه بـــ ثقة الإسلام.[20]

وفاته ومكان دفنه

توفى الكليني ببغداد سنة ثلاثمائة وتسع وعشرين وقيل ثمان وعشرين، في شعبان سنة تناثر النجوم، والمقارن لبدء الغيبة الكبرى عن عمر ناهز الثانية والسبعين.[21] وقال النجاشي والشيخ الطوسي: «وصلى عليه محمد بن جعفر الحسيني أبو قيراط، ودفن بباب الكوفة في مقبرتها». قال ابن عبدون: «رأيت قبره في طريق الطائي، وعليه لوح مكتوب فيه اسمه واسم أبيه».[22] وقال محمد باقر الخوانساري: «والقبر الشريف في شرقي بغداد، في تكية المولوية، وعليه شباك من الخارج إلى يسار العابر من الجسر المشهور، تزوره العامة والخاصة.[23]، وهذا غير وارد كما ذكر المؤرخ محمود شكري الآلوسي في كتابه مساجد بغداد وآثارها وذكر إن بناء القبر على هذا الوضع ينبيء إنه مشهد قبر لأحد الخلفاء إذ كان هذا الموضع مقبرة لبني العباس كما ذكر بعض المؤرخين، وكان المسجد من مرافق المدرسة ومتمماتها فمن المحتمل أن يدفن فيه باني المدرسة المذكورة بل هو الظاهر ومن البعيد أن يدفن فيهِ الإمام الكليني أو الزاهد الحارث المحاسبي الذي لا يملك ديناراً ولا درهماً، وكان أهل العلم والورع في ذلك العصر يتجنبون زخرفة القبور، ومن البعيد أن يصرف غير الخليفة على عمارة مرقده نحو عشرة آلاف دينار فلابد أن يكون ذلك لأحد الخلفاء.[24]، والأصح هو ما ذكر إن موقع قبر محمد بن يعقوب الكليني في مدينة الكوفة وليس في بغداد كما دلت عليه المصادر الشيعية، ولكن تم تعمير القبر حاليا في مدرسة الآصفية وما زال الكثير من عوام الشيعة يعتقد إنه مرقد الكليني.

المصادر

  1. طرابيشي, جورج (2006 م). معجم الفلاسفة (الطبعة الثالثة). بيروت: دار الطليعة. صفحة 527. مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 2016.
  2. الفوائد الرجالية، ج 3، ص 336.
  3. معجم رجال الحديث، ج 19، ص 58.
  4. الكليني والكافي، ص 124 و125.
  5. ريحانة الادب، ج 5، ص 79.
  6. تاج العروس، ج 18، ص 482.
  7. سفينة البحار، ج 2، ص 495.
  8. روضات الجنات، ج 6، ص 108.
  9. الكليني والكافي، ص 179.
  10. الفوائد الرجالية، ج 3، ص 325.
  11. رجال النجاشي ص377
  12. رجال النجاشي – أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الاسدي الكوفي – ط مؤسسة النشر الإسلامي 1418ه بقم المشرفة رقم الترجمة 1026 – محمد بن يعقوب
  13. وصول الأخيار إلى أصول الأخبار – الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني – صفحة 85
  14. الكنى والالقاب – الشيخ عباس القمي منشورات مكتبة الصدر - الجزء الثالث صفحة 120
  15. الكامل في التاريخ، ج 8، ص 364.
  16. سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 280.
  17. لسان الميزان،ج 5، ص 433. إكمال الكمال، ج 7، ص 186.
  18. تاريخ مدينة دمشق، ج 56، ص 297.
  19. الكليني والكافي، ص 182 به بعد.
  20. الكليني والكافي، ص 264 - 267.
  21. ريحانة الأدب، ج 8، ص 80.
  22. رجال نجاشي، ص 378. الفهرست، ص 210 و211.
  23. روضات الجنات، ج6، ص 108.
  24. تاريخ مساجد بغداد وآثارها - تاليف السيد محمود شكري الآلوسي وتهذيب محمد بهجة الأثري - مطبعة دار السلام في بغداد 1346هـ ، صفحة28 - 31.

موسوعات ذات صلة :