محمّد عطا الله الكسم (1844-1938) من علماء دمشق، كان مفتياً على الديار الشامية من 1918 وحتى وفاته سنة 1938.
محمد عطا الله الكسم | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1844 |
مكان الوفاة | دمشق |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة دمشق |
المهنة | كاتب |
موسوعة الأدب |
البداية
ولِد عطا الله الكسم بدمشق في أُسرة يعود نسبها إلى رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، عمل أبنائها في التجارة والعِلم. دَرَس الفقه الإسلامي في دمشق وقرأ على يد أشهر علماء الدين مثل الشّيخ محمد الطنطاوي والشّيخ عبد الله الركابي السكري و الشّيخ سليم العطار، مُدرس البخاري في جامع سليمان باشا.[1]
الحياة المهنية
عمل الكسم في بداية حياته في مدرسة مكتب عنبر وكان مُدرّساً في الجامع الأموي وفي جامع يلبغا، وتتلمذ علي يديه عدد كبير من علماء الشام، مثل الشيخ عارف الجويجاتي والشيخ عارف الصواف الدوجي والشّيخ عبد الرزاق الحفّار.
موقفه من شهداء 6 آيار 1916
في منتصف الحرب العالمية الأولى حصل خلاف بينه وبين الحاكم العسكري العثماني جمال باشا، عندما عارض الشّيخ عطا الله الكسم قرار إعدام عدد من الأعيان والنواب في ساحة المرجة وسط مدينة دمشق يوم 6 أيار 1916. شمل قرار الإعدام نواب ومفكرين ومحامين مثل شفيق مؤيد العظم ورشدي الشمعة ورفيق رزق سلوم وعبد الوهاب الإنكليزي وغيرهم من قادة المجتمع السوري في حينها، المدانين بالخيانة العظمى لتواصلهم مع القنصلية الفرنسية بدمشق والعمل معها بالسر ضد الدولة العثمانية.
مفتياً على الديار الشامية
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط دمشق في يد الحلفاء في أيلول 1918، بايع الشّيخ عطا الله الكسم الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية، ممثلاً عن أبيه الشريف حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية. عُيّن رئيساً للجنة الأوقاف وعضواً في مجلس ولاية دمشق، مسؤولاً عن القضاء الشرعي. وفي 11 أيار 1919، عينه الأمير فيصل مفتياً عاماً على المدينة، خلفاً للشّيخ أبو الخير عابدين، الذي أغضب علماء الدين بتحليله للتدخين.[2]
جمعية الخلافة الإسلامية السورية
بقى المفتي الشيخ عطا الله الكسم في منصبه طوال فترة الحكم الفيصلي، وقد دعى إلى الجهاد المقدس في مواجهة الجيش الفرنسي المتقدم نحو مدينة دمشق من الساحل السوري في صيف العام 1920. وفي أذار 1924، شارك بتأسيس جمعية الخلافة الإسلامية السورية، الرامية إلى إيجاد خليفة صالح للأمة الإسلامية بعد إلغاء الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك منصب الخلافة في اسطنبول، الذي شغله وعلى مدى قرون طويلة، سلاطين بني عثمان. ضمّت الجمعية عدداً من الأعيان، مثل الوزير بديع مؤيد العظم ونقيب الأشراف الشيخ أحمد الحسيبي والأمير محمّد سعيد الجزائري، حفيد المجاهد الجزائري، الأمير عبد القادر الجزائري.[3]
جمعية الهداية الإسلامية
وفي منتصف العشرينيات، انضم الشّيخ الكسم إلى جمعية الهداية الإسلامية، التي أسسها أحد طلابه الشيخ محمود ياسين وشارك في حفل الإشهار الذي أقيم بمقر مجمع اللغة العربية. تولى محمود ياسين رئاسة جمعية الهداية الإسلامية وكان يحرص على تعليم الأُميين والأيتام من أبناء المسلمين عن طريق مدرسة خاصة أقامها بهذا الهدف، ولكنها اغلقت من قبل الاستخبارات الفرنسية بسبب نشاطها الوطني.[4]
الوفاة
توفي المفتي الشيخ عطا الله الكسم في دمشق يوم 7 آب 1938.
مؤلفاته
وضع الشيخ عطا الله الكسم عدد من المؤلفات والأبحاث، أشهرها "فصل الخطاب في المرأة ووجوب الحجاب" و"الأقوال الردية في الرد على الوهابية."
الأولاد
اشتهر ثلاثة من أبناء المفتي عطا الله الكسم، وهم الدكتور بديع الكسم، المفكر القومي الذي كان من مؤسسي حزب البعث العربي الإشتراكي، والدكتور عبد الرؤوف الكسم، الذي كان رئيساً لوزراء سورية في ثمانينيات القرن العشرين. اما ثالث الأبناء الدكتور بدر الكسم فقد عمل في منظمة الأمم المتحدة ووضع عدد من الأبحاث القانونية والسّياسية والتاريخية.
مراجع
- محمد شريف الصّواف (2014). شام شريف: دور الفقهاء في المجتمع الدمشقي في العهد العثماني، ص 416-418. دمشق.
- محمد شريف الصّواف (2014). شام شريف: دور الفقهاء في المجتمع الدمشقي في العهد العثماني، ص 410. دمشق.
- الأمير محمد سعيد الجزائري (1968). مذكراتي عن القضايا العربية والعالم الإسلامي، ص 323. الجزائر.
- علي الطّنطاوي (1985). ذكريات، الجزء الأول 2 267. الممكلة العربية السعودية: دار المنارة.
وُثّق نص هذه المقالة أو أجزاء منه من قبل مؤسسة تاريخ دمشق.
رخصة CC BY-SA 3.0