مسجد السلطان المؤيد شيخ أو مسجد المؤيد أو المسجد المؤيدي هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، ويوصف بأنه فخر مساجد عصر المماليك الجراكسة. بدأ بناؤه سنة 818هـ/1415م بأمر السلطان المؤيد أبو النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة وكان قبل أن يعتلي كرسي السلطنة أحد أمراء السلطان الظاهر سيف الدين برقوق، وتوفي المؤيد شيخ في 8 محرم 824هـ/1421م وكانت قبة المسجد لا تزال تحت الإنشاء، وانتهى العمل بها في رمضان 824هـ/1421م، وإلى ذلك الوقت كان كثير من ملحقات المسجد لم يشرع في بنائها كما هو مخطط مثل القبة القبلية وبيوت الصوفية بالخانقاه. وفي المسجد ضريحين تحت القبة، أحدهما للسلطان المؤيد شيخ، والآخر لأبنائه الصارمي إبراهيم والمظفر أحمد وأبو الفتح موسى.
مسجد السلطان المؤيد شيخ | |
---|---|
معلومات عامة | |
القرية أو المدينة | شارع المعز لدين الله الفاطمي، القاهرة |
الدولة | مصر |
المساحة | مساحة المكان المخصص للصلاة 2750 متر² |
سنة التأسيس | 1421 |
تاريخ بدء البناء | 818هـ/1415م - 824هـ/1421م |
المواصفات | |
عدد المآذن | 2 |
عدد القباب | 1 |
النمط المعماري | المملوكي |
ويكيميديا كومنز | مسجد السلطان المؤيد شيخ |
كان موقع المسجد قديماً سجناً عرف باسم "خزانة شمائل"، ويقع حالياً بالسكرية بمنطقة الدرب الأحمر التابعة لحي وسط القاهرة. وللمسجد أربع حدود، يطل حده الجنوبي الشرقي على شارع المعز لدين الله وبه الواجهة الرئيسية والمدخل، ويطل حده الشمالي الشرقي على شارع الأشرقية، وحده الشمالي الغربي به الميضأة ومساكن الطلبة، وحده الجنوبي الغربي يطل على شارع تحت الربع "شارع أحمد ماهر حالياً"، بينما الزاوية الجنوبية للمسجد متداخلة مع البرج الغربي لباب زويلة. ويجاور المسجد عدة مساجد أثرية أخرى مثل مسجد الصالح طلائع، وزاوية الناصر فرج بن برقوق.[1][2][3][4]
المنشئ
- مقالة مفصلة: المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي
أمر بإنشاء المسجد السلطان الملك المؤيد أبو النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري الجركسي الأصل. لُقب المؤيد شيخ بالمحمودي نسبة إلى أستاذه الخواجة محمود شاه اليزدي [معلومة 1]، ولُقب بالظاهري نسبة إلى الظاهر برقوق الذي اشتراه واعتنى به، وكني بأبو النصر للدلاله على أنه منصور في كل تحركاته وأن النصر لا يفارقه. وهو السلطان التركي الثامن والعشرون الذي يحكم مصر والرابع من الجراكسة وأولادهم. ولد المؤيد شيخ سنة 770هـ/1368م تقريباً، وقدم القاهرة سنة 782هـ/1381م وعمره اثنتي عشرة سنة، فاشتراه الخواجة[معلومة 2] محمود شاه اليزدي تاجر المماليك، الذي باعه إلى الظاهر برقوق وكان وقتئذ أتابكاً للعسكر[معلومة 3]، فأعتقه وعنى بتربيته وتعليمه فنون الحرب من فروسية واللعب بالرمح ورمي النشاب والضرب بالسيف والمصارعة.[5][6][7][8]
تدرج المؤيد شيخ في المناصب حتى رقي في دولة الظاهر برقوق إلى خاصكي[معلومة 4] ثم ساقياً إلى أن أنعم عليه بإمرة عشرة[معلومة 5] ثم نقل إلى طبلخاناة[معلومة 6]، ثم سار سنة 801هـ بالحج كأمير حاج المحمل وعاد وقد مات الظاهر برقوق، فأنعم عليه من بعده بإمرة مائة وتقدمه ألف بالديار المصرية، وفي سنة 802هـ عين نائباً لطرابلس إلى أن أسر عند اقتحام تيمورلنك للشام ثم أطلق سراحه وعاد إلى مصر ثم أعيد إلى نيابة طرابلس مرة أخرى حتى تم نقله إلى نيابة دمشق. ومع وقوع الفتنة بين الأمراء الظاهرية[معلومة 7] وبين ابن أستاذهم السلطان الناصر فرج بن برقوق، قدم المؤيد شيخ إلى مصر، وبعد القبض على الناصر فرج بن برقوق وقتله، ساعدته الأقدار وحسن تدبيره على أن يعتلي كرسي السلطنة سنة 815هـ/1412م. وفي سنة 823هـ/1420م توفي الصارمي إبراهيم ابن السلطان المؤيد، وقيل أنه قتل مسموماً بالزرنيخ بعلم والده، بعد أن زرع كاتب السر ابن البارزي الضغينة في قلب السلطان تجاه ولده لخلافات بين ابن البارزي والصارمي، وندم السلطان على ذلك وشهد الصلاة عليه ودفنه بالمسجد المؤيدي. وفي سنة 824هـ/1421م توفي السلطان المؤيد بعد أن اشتد عليه المرض ودفن بجوار ابنه بالقبة البحرية بالمسجد، بعد أن حكم ثمان سنوات.[6][7]
اتصف السلطان المؤيد بالشجاعة والإقدام وحبه لأهل العلم وتبجيله للقضاة، وكان يميل إلى الترك ويقدمهم، وكانت أفعاله في وجوه البر كثيرة، وكان مغرماً بالعمارة فأنشأ منارة بالأزهر وجدد مسجد المقياس وأنشأ الخانقاه الخروبية وكذلك أنشأ عدة مساجد وأسبلة ومكاتب وعمائر أخرى بمصر والشام، لم يبق منها سوى بقايا سبيل ومصلى بالقلعة والبيمارستان بالمحجر والحمام بشارع تحت الربع والمسجد المؤيدي، إلا أنه وصف أيضاً بالبخل وبعض الهنات.[6][7]
المهندس
عين السلطان المؤيد شيخ "بدر الدين بن محب الدين الاستادار" مشرفاً على البناء، ثم عين "الأمير ططر" بوظيفة "شاد العمارة"، وكان ذلك المنصب يختار صاحبه من بين العارفين بأمور الهندسة والبناء وذوي الأمانة والصدق وحسن السياسة، وكان من واجبه أن يحرص على مصالح الوقف والمستحقين وأن يجدد ويصلح مباني الوقف، وأن يشرف على أرباب الصناعات المختلفة في العمائر ويحثهم على العمل. وتولى "بهاء الدين محمد بن البرجي" النظر على العمارة، وكان المؤيد يمر بنفسه بين الحين والآخر لمتابعة أعمال البناء. ومن البنائين المشاركين في أعمال العمارة "محمد بن القزاز" الذي تولى إقامة المنارتين الشرقية والغربية.[4][7][7]
التاريخ
كان موقع المسجد قديماً سجناً عُرف باسم "خزانة شمائل"، سُجن فيه المؤيد شيخ مدة من الزمن وقت أن كان أميراً لأسباب اختلف حولها المؤرخون، وعانى فيه من شدائد عدة، فنذر إلى الله إن نجا من محنته وخرج من السجن أن يبني مكانه مسجداً، فلما وُلي ملك مصر وفي بنذره وشرع في بناء المسجد، فاشترى قيسارية الأمير سنقر الأشقر وعدة دور وحارات مجاورة للسجن وهدمها جميعها، وفي 4 جمادى الآخرة 818هـ/1415م بدأ حفر الأساسات، أما البناء فبدأ في 5 صفر 819هـ/1416م، وفي 17 ربيع الأول 819هـ أشهد السلطان على نفسه أنه وقف هذا المسجد لله تعالى، ووقف عليه عدة مواضع بمصر والشام. في شعبان 819هـ نقل الباب النحاس الكبير من مدرسة السلطان حسن مع التنور النحاس ودفع ثمنهما 500 دينار، وعلل البعض عملية النقل تلك بأن هذا الباب لم يكن منتفعاً به بسبب سد باب المدرسة في عهد السلطان برقوق، وقيل أنه نقل بناءً على اقتراح المهندسين، وفي نظير ذلك وقف على مدرسة السلطان حسن قرية قها بالقليوبية. وإلى شهر ذي الحجة 819هـ/1417م بلغت النفقات أربعين ألف دينار[معلومة 8] ولم ينته المسجد بعد، ونقل إليه مكتبة كبيرة كانت بالقلعة، وكذلك خمسمائة مجلد أهداها له كاتب السر ناصر الدين محمد البارزي وافتتحها في محرم 820هـ/1417م، وفي 2 جمادى الأولى 820هـ/1417م أقيمت به صلاة الجمعة ولم يتم منه سوى إيوان القبلة. وفي 5 رمضان 820هـ/1417م هدمت الأماكن اللازمة لبناء الميضأة بشارع تحت الربع، وتمت عمارتها في شوال 820هـ/1417م، وبلغت النفقات إلى آخر رمضان 820هـ/1417م نحو سبعين ألف دينار. فيما قام السلطان المؤيد بتعيين المدرسين للمسجد في جمادى الأولى 822هـ/1419م لتدريس المذاهب الأربعة والحديث والقراءات والطب وذلك بينما لا تزال العمارة مستمرة بالمسجد. في 21 شوال 822هـ/1419م احتفل بافتتاح المسجد ولم يتم آنذاك بناء القباب بعد، وأمر السلطان المؤيد بإعداد سماط عظيم وأن تملأ فسقية الصحن بالسكر، وأنعم على الخطيب والمدرسين بحضور كبار رجال الدولة وابنه الصارمي إبراهيم. ولما مات الصارمي إبراهيم في 22 جمادى الآخرة 823هـ/1420م دفن بالقبة البحرية وهي تحت الإنشاء، ولحق به أبوه السلطان المؤيد في 8 محرم 824هـ/1421م ودفن أيضاً بالقبة البحرية قبل أن تتم، واستمر العمل بتلك القبة حتى تمت في رمضان 824هـ/1421م، وإلى ذلك الوقت كان كثير من ملحقات المسجد لم يشرع في بنائها كما هو مخطط مثل القبة القبلية وبيوت الصوفية بالخانقاه.[7][9][10]
التصميم
للمسجد أربع إيوانات أو وجهات جدد ثلاث منها حديثاً على نفس طرازها القديم، أما الوجهة الرابعة الرئيسية الشرقية فهي التي لا تزال محتفظة بتفاصيلها الأثرية القديمة، وهي وجهة كبيرة شاهقة حليت أعتاب شبابيكها ومزرراتها بالرخام، وغطي كل شباكين بمقرنص واحد. وفي الطرف البحري من هذه الوجهة المدخل العمومي، وهو مدخل شاهق له سلم مزدوج من الرخام وكسي بالرخام الملون وغطي بالمقرنصات وله مسطبتان طويلتان بهما مزررات رخامية، وكتفا المدخل من قطعتين كبيرتين من الجرانيت الأحمر المرقط يحملان عتباً كسي بالرخام، ويحيط بالمدخل إفريز من الرخام مقسم إلى دوائر ومسدسات مطعمة باللونين الفيروزي والأحمر، وركب بالمدخل باب مكون من مصراعان من الخشب المغشى بالنحاس نقل إليه من مدرسة السلطان حسن وهو من أنفس الأبواب الأثرية وأكبرها إذ يبلغ ارتفاعه 6 متر، ويؤدي الباب إلى دركاة لها سقف شاهق على هيئة مصلبة حجرية يكتنفها عقود بها مقرنصات.[6][7]
وعلى يمين ويسار الدركاة بابان يؤدي الأيمن منهما إلى طرقة مفروشة بالرخام تنتهي إلى باب يؤدي إلى مؤخر الإيوان الشرقي، ويؤدي الباب الأيسر إلى قبة شاهقة مبنية بالحجر حلي سطحها بزخارف دالية، وبها قبران يرقد بأحدهما الصارمي إبراهيم، والمظفر أحمد، وأبو الفتح موسى وهم أبناء السلطان المؤيد، وعليه أجزاء من تركيبة رخامية، فيما يرقد بالقبر الثاني السلطان المؤيد شيخ وعليه أيضاً تركيبة رخامية بها كتابات بالخط الكوفي القديم ويحيط بها مقصورة خشبية، وللقبة بابان ركب لكل منهما مصراعان طعما بالسن والزرنشان.[6][7][11][12]
أما الإيوان الشرقي فهو المحتفظ بحالته ولم تتهدم أجزاؤه، وبه توجد بدائع الفنون، حيث تغمره الزخارف من الأرض إلى السقف، وكسي جداره الشرقي بالرخام الملون إلى ارتفاع المحراب الذي تعلوه دائرة من رخام بها دوائر وتواشيح، ويتوسط هذا الجدار محراب مكسو بالرخام حلي بالألوان والنقوش، ويكتنفه عمودان أحمران لهما تيجان عربية مذهبة، وبجواره منبر كبير مطعم بالسن والزرنشان، كما طعم حشوات الدرابزين وذهبت أجزاء كبيرة منه، وقد أمر السلطان المؤيد سنة 819هـ/1416م بأن ينزل الخطباء يوم الجمعة درجة عن سلم المنبر ثم يدعون للسلطان، حتى لا يكون ذكره في الموضع الذي يذكر فيه اسم الله ورسوله. وبسقف الإيوان زخارف خشبية راقية، وفي مؤخر الإيوان دكة المبلغ وهي من رخام وقائمة على ثمانية عمد رخامية ونقشت وذهبت جوانبها.[6][7]
وقد انتهز مهندس المسجد فرصة وجود باب زويلة ملاصقاً للمسجد فاتخذ من بدنتيه قاعدتين لمنارتين، وهما رشيقتان لكل منهما ثلاث دورات أو طوابق حليت بالكتابات والنقوش، يتكون الطابق الأول من شكل مثمن يقوم على قاعدة مربعة وزخرفت أضلاع المثمن بحنيات مستطيلة، والطابق الثاني مكون من مثمن زخرفت أضلاعه بخطوط متعرجة، أما الطابق الثالث فيتكون من جوسق ذي ثماني أعمدة رشيقة تحمل شرفة مثمنة ترتكز على دلايات، ويعلو الطابق الثالث خوذة على شكل كمثري يعلوها هلال نحاسي. وتم العمل بالمنارة الشرقية في رجب 822هـ، فيما تم العمل بالمنارة الغربية في شعبان 823هـ.[6][7][13]
الترميم
دب التلف سريعاً إلى هذا المسجد على خلاف حال المساجد المعاصرة له التي احتفظت بتفاصيلها، ويعزو بعض المؤرخين ذلك إلى مهاجمة المسجد سنة 1076هـ/1665م حين أمر عمر باشا حاكم مصر بعد استفتاء العلماء بضرب المسجد بالمدافع، لإخراج المتحصنين به من الزرب وهم جماعة من الطغاة الفاسدين وقتئذ، فصوب العسكر اثنا عشر مدفعاً نحو المسجد إلى وقت العصر، فاستسلم المتحصنين وفتحوا الأبواب وقبض عليهم وقتلوا. وفي سنة 1102هـ/1690م قام بعمارة المسجد أحمد باشا والي مصر. وفي سنة 1254هـ جدد المسجد إبراهيم خادم فقراء كلشني. وفي القرن التاسع عشر الميلادي كان المسجد قد وصل إلى أسوأ حالاته، فعاينه مسيو بسكال كوست، ومسيو مهرن ونقل كتاباته سنة 1872م وذكر أن المسجد متخرب عدا الإيوان الشرقي. وفي عهد الخديوي إسماعيل جددت وزارة الأوقاف وجهات المسجد الثلاث المتهدمة القبلية والبحرية والغربية في المدة من سنة 1870م إلى 1874م. وفي سنة 1881م عاينت لجنة حفظ الآثار العربية المسجد فوجدته متداعياً وقد فقد إيواناته عدا صفي عمد بالإيوان الشرقي كانا على وشك السقوط، ورخام الجدار الشرقي للمحراب مشوه، والقبة بحاجه إلى إصلاح، والمنارتان جزئهما العلوي مفقود، فقامت اللجنة منذ ذلك التاريخ بالحفاظ على البقايا الأثرية، وأزالت الدكاكين التي كانت بالوجهة الشرقية، وقومت العمد وركبت عمداً جديدة، وأصلحت سقفي الرواقين وكذلك المدخل والباب الرئيسي، كما أصلحت دكة المبلغ، وكملت المنارتين، وأنشأت الرواق الثالث المشرف على الصحن، كما عملت قبة الوضوء بالصحن وأصلحت المنبر وأبواب القبة، وفي حديقة المسجد لوحة تاريخية تشير إلى تعميره سنة 1302هـ/1884م في عهد الخديوي توفيق.[7][14]
في مايو 2000 بدأت وزارة الثقافة متمثلة في المجلس الأعلى للآثار عملية ترميم شاملة للمسجد كلفت بها شركة وادي النيل للمقاولات. تضمن مشروع الترميم إزالة العقود الخرسانية التي تمت إقامتها داخل المسجد بالمخالفة للأصول الأثرية السليمة، وإعادة إنشاء الإيوانات الثلاثة المتهدمة بنفس شكل وطريقة بناء إيوان القبلة الشرقي، لتزداد بذلك مساحة المكان المخصص للصلاة من 735 متر² إلى 2750 متر²، كما تضمنت الأعمال إزالة 50 إشغالاً تجارياً وإشغال حكومي واحد.[15][16] وفي يوليو 2006 افتتح المسجد رئيس الوزراء أحمد نظيف بعد انتهاء أعمال التطوير الترميم التي استغرقت سبع سنوات تقريباً بتكلفة إجمالية 14 مليون جنيه.[17][18] وفي عام 2016 تمت عملية ترميم لمنبر المسجد وجدار القبلة كانت قد بدأت في عام 2012 على مراحل، واشتملت عملية ترميم المنبر على إعادة قطع حشوات أصلية حاول أحد اللصوص سرقتها وأمسك به الأهالي وسلموه للشرطة، واستعين بقطع أخشاب جديدة من نفس النوع لتعويض بعض القطع التي كانت حالتها سيئة وشبه مدمرة نتيجة السرقة، وتم تنظيف المنبر كله وحقن بعض الأجزاء فيه وإصلاح أخطاء قديمة في الترميم السابق للمنبر، كما تم إعادة إظهار وتنظيف جدار المنبر والقبلة وما به من زخارف ورسوم، وإعادة نحت شباكين من الجبس كانا ضمن 7 شبابيك من المسجد تضررت بشدة بسبب انفجار مديرية أمن القاهرة.[19]
سرقة المحتويات
تعرض باب مسجد المؤيد شيخ الذي يعد تحفة فنية ويعود أصله إلى مسجد السلطان حسن للسرقة عدة مرات تمثلت المرة الأولى في سرقة كندة من الطبق النجمي بالمصراع الأيسر وجزء من الشريط السفلي بنفس المصراع، والمرة الثانية كانت بسرقة كندة الأجزاء النحاسية البارزة في حشوات الأبواب من الطبق النجمي السفلي وكندتين من الطبق النجمي بالمصراع الأيسر، وكذلك سرقة حشوات بجانب الطبق النجمي السفلي للمصراع الأيمن، وأيضاً سرقة الشريط السفلي للباب بالكامل وهو الذي سبق سرقة جزء منه، أما المرة الثالثة فسرق فيها الطبق النجمي السفلي بالمصراع الأيسر، والمرة الرابعة سرق فيها كندة الطبق النجمي السفلي بالمصراع الأيمن.[20]
أقوال مأثورة
- وصفه المؤرخ السخاوي بقوله: «قيل أنه لم يعمر في الإسلام أكثر منه زخرفة ولا أحسن ترخيماً بعد الجامع الأموي»[7]
- وصفه المؤرخ المقريزي بقوله: «فهو الجامع الجامع لمحاسن البنيان، الشاهد بفخامة أركانه وضخامة بنيانه أن منشئه سيد ملوك الزمان. يحتقر الناظر له عند مشاهدته عرش بلقيس وإيوان كسرى أنوشروان، ويستصغر من تأمل بديع أسطوانه الخورنق وقصر غمدان»[7]
- وصفه السلطان سليم بقوله: «هذه عمارة الملوك»[7]
التكريم
بما أن مسجد المؤيد شيخ من الآثار المصرية ذات الطراز الخاص، وكنوع من الاهتمام بالمعالم السياحية والأثرية، فقد تم تزيين وجه العملة الورقية المصرية فئة 100 جنيه برسم لمنارتي المسجد فوق باب زويلة في إصدارات قديمة كانت تطبع خلال الفترة من 1 مارس 1921 إلى 3 أبريل 1945، فيما كان يحمل ظهر الورقة صورة لمركب شراعي في نهر النيل.[21]
معرض صور
انظر أيضاً
مصادر
هوامش
- "مسجد المؤيد شيخ". المسالك27 يونيو 2017.
- طه علي (08 ديسمبر 2008). "مسجد المؤيد.. درة العمارة المملوكية في مصر". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 9 مارس 202027 يونيو 2017.
- أبو الحمد محمود فرغلي، "الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية والقبطية في القاهرة"، طبعة 1991، 302 صفحة، الدار المصرية اللبنانية.
- فهمي عبد العليم، "جامع المؤيد شيخ"، طبعة 1994، 277 صفحة، هيئة الآثار المصرية - وزارة الثقافة.
- صابر جودة (29 مايو 2017). "قصة مسجد بناه صاحبه في مكان سجنه". اليوم السابع27 يونيو 2017.
- سعاد ماهر، "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون، خمسة أجزاء، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
- حسن عبد الوهاب، "تاريخ المساجد الأثرية"، طبعة 1946، جزأين.
- بدر الدين العيني، "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد شيخ المحمودي"، طبعة 1998، 427 صفحة، دار الكتب والوثائق القومية.
- أميرة طلعت (16 يوليو 2015). "مسجد «المؤيد شيخ».. السجن الذي تحول إلى جامع". المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 201827 يونيو 2017.
- محمود أحمد، "دليل موجز لأشهر الآثار العربية بالقاهرة"، طبعة 1938، 229 صفحة، المطبعة الأميرية.
- صالح لمعي مصطفى، "التراث المعماري الإسلامي في مصر"، طبعة 1984، 341 صفحة، دار النهضة العربية.
- فهمي عبد العليم، "العمارة الإسلامية في عصر المماليك الجراكسة - عصر السلطان المؤيد شيخ"، طبعة 2003، 388 صفحة، المجلس الأعلى للآثار - وزارة الثقافة.
- أحمد السيد (21 أكتوبر 2006). "مئذنتا المؤيد شيخ.. أبرز المعالم لزائر القاهرة التاريخية". الاتحاد27 يونيو 2017.
- "وصف جامع السلطان المؤيد شيخ". المسالك27 يونيو 2017.
- مشيرة موسى (30 مايو 2000). "إزالة تجاعيد الزمن عن مسجد المؤيد شيخ بالجمالية". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 201627 يونيو 2017.
- خالد عزب (05 يونيو 2000). "ترميم مسجد "المؤيد شيخ" في القاهرة". الحياة27 يونيو 2017.
- "نظيف افتتح جامع «المؤيد شيخ» بعد أعمال تطوير تكلفت 14 مليون جنيه". المصري اليوم. 18 يوليو 2006. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 201827 يونيو 2017.
- "مصر تعي افتتاح جامع المؤيد شيخ بعد الانتهاء من ترميمه". وكالة الأنباء الكويتية. 16 يوليو 2006. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 201827 يونيو 2017.
- علاء المنياوي (12 مارس 2016). "بالفيديو والصور.. نرصد عملية ترميم منبر مسجد "المؤيد شيخ" الأثري". صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 201827 يونيو 2017.
- حنان حجاج (11 يوليو 2016). "خمسة عشر عامًا من نهب الآثار الإسلامية". الأهرام. مؤرشف من الأصل في 18 يونيو 201826 يونيو 2017.
- علاء الدين ظاهر (03 مارس 2017). "مساجد وآثار مرسومة على فلوسك يا مصر". روز اليوسف01 أغسطس 2017.
ملاحظات
- يدعى أحياناً في بعض المصادر التاريخية محمود شاه البرزي أو محمود الرومي
- الخواجا أو الخواجه لفظ فارسي دخيل في التركية ورسم في اللغتين بهاء في آخره، وهو لقب تكريم عندهم يرادف الأغا والأفندي والسيد، ويطلق أيضاً على الأساتذة المعلمين والمشايخ المعممين، ولقب به كبار التجار منذ القرن السابع الهجري، وظل مستعملاً بمصر حتى القرن الثالث عشر الهجري.
- أتابك هو كبير الأمراء.
- الخاصكي وجمعها خاصكية هي فرقة من المماليك يختارهم السلطان من الأجلاب الذين دخلوا خدمته صغاراً ويجعل منهم حرسه الخاص ويكلفهم بالمهام الشريفة ويدخلون عليه خلوته وحاملين للسيوف.
- إمرة عشرة هي الطبقة الثالثة من الأمراء وعدة كل منهم عشرة فوارس، وأحياناً عشرون، ومنهم يكون صغار الولاة.
- أمراء الطبلخاناة هم الطبقة الثانية من الأمراء وتكون منهم الرتب الثانية من أرباب الوظائف والكشاف وأكابر الولاة.
- أمراء الظاهر برقوق.
- ذكر بعض المؤرخين تكلفة مختلفة وهي 400 ألف دينار
مراجع
- حسن عبد الوهاب، "تاريخ المساجد الأثرية"، طبعة 1946، جزأين.
- سعاد ماهر، "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، خمسة أجزاء، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
- محمود أحمد، "دليل موجز لأشهر الآثار العربية بالقاهرة"، طبعة 1938، 229 صفحة، المطبعة الأميرية.
- أبو الحمد محمود فرغلي، "الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية والقبطية في القاهرة"، طبعة 1991، 302 صفحة، الدار المصرية اللبنانية.
- صالح لمعي مصطفى، "التراث المعماري الإسلامي في مصر"، طبعة 1984، 341 صفحة، دار النهضة العربية.
- فهمي عبد العليم، "العمارة الإسلامية في عصر المماليك الجراكسة - عصر السلطان المؤيد شيخ"، طبعة 2003، 388 صفحة، المجلس الأعلى للآثار - وزارة الثقافة.
- فهمي عبد العليم، "جامع المؤيد شيخ"، طبعة 1994، 277 صفحة، هيئة الآثار المصرية - وزارة الثقافة.
- بدر الدين العيني، "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد شيخ المحمودي"، طبعة 1998، 427 صفحة، دار الكتب والوثائق القومية.