الرئيسيةعريقبحث

ملحم بركات

موسيقار ومغني لبناني

☰ جدول المحتويات


ملحم بركات (5 أبريل 1942[1] - 28 اكتوبر 2016)، أيضاً يلقب أبو مجد، مغني وملحن لبناني. يعتبر من أشهر المطربين والملحنين اللبنانين والعرب، تأثر بفن الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب[2] ولد في قرية كفر شيما. ينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس. ظهرت موهبته منذ كان في المدرسة وفي أحد الاحتفالات المدرسية، قام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها، والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، وقام باختباره رواد الفن اللبناني الكبار، وقالوا عنه أنه موهبة لا مثيل لها لما يمتلكه من طبقات صوت عالية ذات مواصفات جيدة، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الرحبانية، وكانت من هناك انطلاقته الكبيرة[3].

ملحم بركات
Melhem Barakat.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 5 أبريل 1942
كفر شيما، لبنان
الوفاة 28 أكتوبر 2016 (74 سنة)
بيروت، لبنان
سبب الوفاة سرطان البروستاتا 
الجنسية  لبنان
الديانة مسيحي
الحياة الفنية
النوع موسيقى عربية
نوع الصوت تينور
الآلات الموسيقية عود
شركة الإنتاج إيمي 
المهنة الغناء - ملحن
تأثر بـ محمد عبد الوهاب
المواقع
الموقع الموقع الرسمي 

طرب وملحّن من كبار الموسيقيين اللبنانيين والعرب، طبع الأغنية العربية المعاصرة بأسلوبه اللحني الإبداعي، وأدائه الذي يجمع بين الطرب الأصيل والغناء المتجدّد. توفي يوم 28 أكتوبر 2016 بعد صراع مع المرض.

نشأته

ولد في بلدة كفرشيما عام 1942 والده كان نجارًا، مارس الفن كهواية، وكان يدندن على العود ويرندح أغنيات عبد الوهاب. أمّا ملحم فكان يصغي إليه باهتمام، يراقب أصابع يديه على آلة العود ويتعلّم. وعندما كان الوالد يتغيب، كان الصبي ملحم يقفز ويلتقط العود من على ظهر الخزانة ويدندن عليه، فيجتمع الصبية حوله يصفقون، ويلقبونه "مطرب الضيعة".

موهبته

ظهرت موهبته الموسيقيّة منذ كان تلميذًا في مدرسة بلدته كفرشيما. وكان يقوم بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها في إحدى المناسبات المدرسية. ويؤكّد ملحم بأنّ أول لحن وضعه كان نشيدًا لمدرستة في بلدة كفرشيما.وكان ملحم يستمتع بالغناء من جهة لعبد الوهاب، وأغاني أم كلثوم من جهة أخرى. اشتهر منذ صباه كمغنّ في بلدته، حتّى طُلب منه مرّة الغناء والعزف بين فصلَي مسرحية "جنفياف" التي كانت تُعرض في البلدة، فلفت انتباه الموسيقي حليم الرومي، الذي كان يسكن كفرشيما، فأثنى على موهبته وشجّعه. في مطلع شبابه طلب ملحم من والده ان يسمح له بدراسة الموسيقى، فكان جواب الأب:"هناك عبد الوهاب في الساحة وتريد ان تصبح فنانًا؟!" ومع ذلك ترك ملحم المدرسة وكان في السادسة عشرة من عمره، وقرر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى، فانتسب إليه دون معرفة أبيه، وكان يخبئ كتب المعهد في كيس ورقي يخفيه أمام مدخل منزله، إلى أن اكتشف والده الأمر، الذي عاد وقبل الأمر نظرًا لإصرار ابنه وموهبته الواعدة. درس ملحم النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدّة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقى (الكونسرفاتوار)، وكان من بين أساتذته، سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا.

مع الرحابنة

ترك المعهد قبل إكمال دراسته، فنصحه فيلمون وهبة بأن يتوجه إلى مسرح الرحابنة وهكذا كان. انضم إلى فرقة الأخوين رحباني. لكنّه بعد أربعة أعوام، تركهما لكي يشقّ طريقه الفنيّة ويبني شخصيّته الموسيقيّة الطربية والتلحينيّة المتميّزة لما يمتلكه من موهبة في هذين المجالين. فكان يلحن في مسرحيات الاخوين رحباني، وبرنامج ساعه وغنية الذي سجل في التلفزيون الأردني، وكان على صداقة حميمة مع فيلمون وهبة ابن بلدته، فأثّر فيلمون عليه بلحنه الطربي ذي الطابع الشعبيّ الذي يصنّف ضمن خانة "السهل الممتنع". وكانا كلاهما يعشقان الصيد، وحياتهما مليئة بالبسمة والطرافة و"خفة دم" ينشرانها أينما وُجدا. وعن التعامل مع الرحابنة، قال بركات: "ذات يوم قال لي فيلمون وهبة بالحرف الواحد: يا ابني أنت ولد موهوب لكن مع بيت الرحابنة لن تصل إلى الشهرة، إما أن تكون مكان نصري شمس الدين أو أقل منه، ولن يتركوك تتفوق عليه". أشار بركات إلى أن الرحابنة "كادوا أن يربطوني بعقد، لكني لم أقبل، أكملت مسرحية الشخص ورحلت، اتصلوا بي عدة مرات فقلت لهم إنّ مستقبلي ليس عندكم، انطلقت، لو لم أفعل هذا لما انطلقت ولم يكن هناك ملحم بركات". ويصف عمله مع روميو لحود مشبعاً بالحرية بينما عمله مع الرحابنة أكسبه الخبرة في الحياة وشجعه لأن يصبح فناناً.

انطلاقته

أغنية «الله كريم» التي كتبها له الراحل توفيق بركات ولحنها له جاره الراحل أيضاً فيلمون وهبي رسمت اولى بدايات ملحم الفنية، كانت بداية مهمه لان صوته كان ممتلئ وكامل والبعض كان يتوقع ان وديع الصافي هو الذي يغني الله كريم. إلا أنه لم يقتنع بأغنية واحدة وعندما طالبهما بأغنية ثانية وكانت الأغنية الرائعة سافر يا هوا كلمات مصطفي محمود والحان فيلمون وهبي، وبعدها تعرف إلى مارون نصر وقدم له أغنية «يا أسمر» بعد أن دفع له مبلغ 32 ليرة لبنانية مقابل الحصول عليها. يومها طلب المبلغ من والده فوافقه رغم انه لم يكن يشجعه على الغناء. في الثانية والعشرين من عمره شقّ ملحم طريقه في مشوار فني طويل تعليمًا ولحنًا وغناء ومسرحيات. فقد درّس العزف على العود، واشترك في الغناء في فرقة الرحابنة في عدد من مسرحياتهم الغنائية وقام ببطولة مسرحية "الربيع السابع"، وبدأ مسيرته التلحينيّة لعدد كبير من المطربين، نذكر منهم: وديع الصافي، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي، وليد توفيق، بسكال صقر، ربيع الخولي، أحمد دوغان، ميشلين خليفة، إلخ. وكانت أولى ألحانه، "بلغي كل مواعيدي" (ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ)، ثم ألحان مسرحية "حلوة كتير" للمطربة صباح، ومن بينها: "المجوز ألله يزيدو"، و"صادفني كحيل العين"، و"ليش لهلق سهرانين".

أول عمل مسرحي قام ببطولته كان مسرحية "الأميرة زمرد" ومن ثمّ "الربيع السابع" مع الأخوين رحباني، وبعد ذلك مسرحية "ومشيت بطريقي". وخاض غمار السينما وقام ببطولة فيلم "حبي لا يموت" مع النجمة هلا عون. كما أحيا وما زال يحيي الحفلات فوق المسارح العربية والعالمية في فرنسا، وأميركا، وأستراليا، وكندا، وقرطاج (تونس) وجرش (الأردن)، وغيرها من البلدان.

مرّ بمرحلة فقر وظلم وعوز أيام الحرب. ولكنّه لمّا لحّن أغنية "أبوكي مين يا صبيّه" للفنان وليد توفيق، كرّت بعدها السبحة وانطلقت شهرته من جديد، فقدّم: "علواه يا ليلى"، "عود يا حبيب الروح"، "يا لايمة ليش الملام"، "على بابي واقف قمرين"، إلخ.

يعتبر الشاعر نزار فرنسيس توأم روحه، فهو كتب له معظم كلمات اغانيه. واذا ما تطلب الأمر تعديل بعض هذه الكلمات فهو لا يتوانى عن القيام بذلك بكل طيبة خاطر من اجل عيني ملحم، كما حصل مثلاً في أغنية «جيت بوقتك» عندما قرر ملحم ان تحل كلمة «فرفح» مكان كلمة «فرَّح»، وكان له ما أراد، خصوصاً ان هذه الكلمة تذكره بابنه ملحم جونيور فهو كان يقول له دائماً: «بابا عندما اشاهدك على شاشة التلفزيون «بفرفح قلبي».

حياته الخاصة

تزوّج ملحم بركات في بداية حياته من سعاد فغالي شقيقة الفنّانة الراحلة صباح، ولم يثمر الزواج اولاداً، ومن ثم السيدة رندا عازار وهي أم أولاده مجد ووعد وغنوة، ومن ثمّ مي حريري التي أنجبت له ملحم جنيور والتي عاد وطلقها وارتبط بها مجدداً عدة مرات حتى الطلاق النهائي، وقد أعلن إسلامه "على الورق" كي يستطيع الزواج منها.

ومن ذكرياته التي لا ينساها معايشته للراحل فيلمون وهبي، ابن بلدته كفرشيما، فهو رافقه كسائق خاص لاربع سنوات متتالية، فتعلم منه تبسيط الامور. اما النصيحة التي كان يرددها على مسمعه فكانت: «لا يتفلسف في التلحين». اما علاقته بالراحل حليم الرومي، والد المطربة ماجدة الرومي، فكانت اقل عمقاً من تلك التي ربطته بفيلمون وهبي. والمرة الاولى التي سمعه يغني فيها كانت بالصدفة عندما طلب أحد اقرباء الرومي من ملحم ان يغني للحضور في مسرحية «جنفياف» بين الاستراحة والأخرى، فأدى أغاني لمحمد عبد الوهاب مثل «يا يابور»، «احب عيشة الحرية». آنذاك أعجب الرومي بصوته. لا يحب ملحم بركات ان يستذكر طفولته كثيراً. تلك الايام تشعره بالحنين والحزن معاً. لا ينسى مثلاً رائحة الليمون التي كانت تفوح في كفرشيما في الربيع، كذلك صوت الفوتوغراف الذي كان مختار البلدة متمسكاً به كأنه جوهرة نادرة تنطلق منها اصوات العمالقة فيجلس ملحم مستمعاً شغوفاً بها. ملحم بركات يخشى الأستوديو أو بالأحرى لا يرتاح فيه، لذلك نجد له العديد من الأغاني المدرجة في ألبوماته مأخوذة من حفلاته الحيّة وليس من تسجيلات الأستوديوهات لانه يحب ان يتفاعل الجمهور مع صوته لايف عبر المسارح العربية.

المعروف عن ملحم بركات ولعه الشديد بهواية الصيد. كان يؤلف مع الملحنين ايلي شويري والراحل فيلمون وهبي ثلاثياً معروفاً في هذا المضمار فلا يفترقون في مواسم صيد طيور«المطوق» و«الترغل» و«السمن». وكان يحلو للثلاثة ان ينتقدوا بعضهم بعضا ويروون الطرائف والنكات الخاصة بالصيادين أثناء قيامهم بهذه الهواية. ويروي المقربون من ملحم بركات تلذذه في تناول الاطباق اللبنانية العريقة كالكبة على انواعها والمجدرة والتبولة الا ان طبق الفول المتبل بالحامض والثوم يبقى الأفضل بالنسبة له خصوصاً عندما يشكل ختام المسك لرحلة صيد ناجحة.

آراء وامنيات

لا يتوانى ملحم بركات عن توجيه النقد للفنان غير الملتزم فهو حامل راية الأغنية اللبنانية اينما ذهب وعتبه كبير على المطربين الذين نسوا انهم من لبنان واعتقدوا ان "مصر هي بلدهم الأول والاخير" حسب قوله. وقد كان في انتظار تعاون مع جورج وسوف وآخر مع زياد الرحباني ضمن مسرحية يعتقد أنها قد تعرض لسنوات متتالية إذا ما كتب لها ان تبصر النور.

إنجازاته

من النجاحات التي عرفها اخيراً أغنية قدمها لماجدة الرومي بعنوان «اعتزلت الغرام» وأخرى لكارول صقر بعنوان «يا حبيبي تصبّح فيي»، الا ان معظم اغانيه بقيت عالقة في ذاكرة اللبنانيين حتى اليوم. بينها «على بابي واقف قمرين»، «العذاب يا حبي»، «احلى ظهور»، «حمامة بيضا» وغيرها. ويشير ملحم بركات في غالبية احاديثه الصحافية والمتلفزة إلى أن لكل لحن أغنية قصة. وهو يحب التلحين في الصباح الباكر أو عندما يكون خلف مقود السيارة أو على متن الطائرة. من الأغاني التي استوحاها من تلك الظروف «ابوك مين يا صبية لوليد توفيق»، «يا حلوة شعرك داريه» لغسان صليبا، و«حمامة بيضا» التي غناها بنفسه.

يُعتبر ملحم بركات مجدّدًا في الأغنية العربية واللبنانية وقيل عنه بأنّه "سابق عصره" إذ قدّم نماذج من الأغنية العربية الجديدة منذ ثمانينات القرن الماضي. وهو لم يغنّ إلاّ بللهجة اللبنانية، ليس لعدم اهتمامه باللهجات الأخرى، بل قناعة ووفاء للذين صنعوا الأغنية اللبنانية وأوصلوها إلى كلّ الأقطار العربية والأجنبية، أمثال الرحابنة وفيلمون وهبة وزكي ناصيف وتوفيق الباشا ووديع الصافي وسامي الصيداوي ونقولا المنّي وغيرهم.

أطلق عليه المرحوم الأستاذ جورج إبراهيم الخوري، عندما كان رئيس تحرير مجلّة الشبكة لقب "الموسيقار". ونال جوائز وأوسمة عديدة من دول ومؤسسات وجمعيات.

كما غنى ولحن كلمات للشاعر منير عبد النور منها:

  • ومشيت بطريقي
  • حلي عني
  • يابا ناوي
  • ايام السجيني
  • حمامة بيضا
  • شباك حبيبي
  • شو بعدو ناطر
  • جيت في وقتك
  • يا حبي اللي غاب
  • بعيدك يل إنت العيد
  • موعدنا أرضك يا بلدنا
  • ولا مرة
  • على بابي واقف قمرين

الوفاة

في يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 أعلن عن وفاته في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، لبنان.[4]

المراجع

وصلة خارجية

موسوعات ذات صلة :