الرئيسيةعريقبحث

نهر صرصر

من أنهار العراق

نهر صرصر من انهار بغداد القديمة، يحمل الماء من الفرات ويصب في دجلة قرب قرية زريران فوق المدائن، واسافل هذا النهر تسقي طسوج[1] بادوريا،[2] جنوب بغداد الغربي.[3] وكانت تجري فيه السفن وعلى النهر مدينة صرصر، وعليه فيها جسر من مراكب يعبر عليه، ومدينة صرصر عامرة بالنخيل والزروع وسائر الثمار، من بغداد ثلاثة فراسخ، ثم ينتهي على فرسخين من نهر الملك وهو كبير ايضاً وغزارة مائه اضعاف نهر صرصر.[4] وظلت صرصر مدينة ذات شأن حتى ختام القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، حينما استولى تيمور على بغداد، وعسكر في الأرباض المجاورة لها.[5] اما ياقوت الحموي فيبدوا انه قد اختلط عليه الأمر لقرب نهر عيسى من نهر صرصر، حيث يقول: وصرصر قريتان في سواد بغداد، صرصر العليا وصرصر السفلى، [6]وهما على ضفة نهر عيسى، ويستدرك فيقول: وربما قيل نهر صرصر فنسب النهر اليهما.[7] والصحيح نهر عيسى ونهر صرصر، نهران موجودان ومختلفان وكل واحد منهما له مساره الخاص به.[8] ونهر صرصر قد ذكره الشعراء، وهذا عبيد الله بن الحر يقول:

نهر صرصر
الخصائص
ويوم لقينا الخثعمي وخيلهوجالدنا على نهر صرصرا
ويوماً تراني في رخاء وغبطةويوماً تراني شاحبُ اللون أغبرا

وصرصر في طريق الحاج من بغداد، وقد كانت تسمى قديماً قصر الدير أو صرصر الدير، وقد خرج جماعة من التجار والأعيان وأرباب الأموال.[9] وعند احتلال بغداد من قبل المغول، فقد كان من صرصر احد العلماء اللذين لم ينصاعوا لأمر زعيم التتر هولاكو عند طلبه له، وواجه جنوده بالحجارة فلما وصلوا اليه بعد ان جرح عدد منهم قتلوه، وهو العلامة جمال الدين الصرصري.[10] ويذكر الادريسي، ان نهر صرصر عليه مدينة صرصر، تجري فيه السفن، وبين مدينة صرصر وبغداد تسعة أميال، وهي مدينة عامرة كثيرة التجار والأسواق، وبها فواكه وخير وافر ولا سور لها، ولها جسر من مراكب يعبر الناس عليه، ومن نهر صرصر إلى نهر الملك ستة أميال.[11] واشار إلى نهر صرصر أبو الفداء إسماعيل بن علي صاحب حماة، في كتابه تقويم البلدان حيث قال: ونهر صرصر مخرجه من الفرات تحت نهر عيسى، ويسير في سواد العراق بين بغداد والكوفة حتى يصل إلى صرصر ، ويسقي ماعليه من البلاد، ويصب في دجلة بين بغداد والمدائن.[12]

انظر ايضا

المصادر

  1. طسوج: لفظة فارسية تعني المنطقة الزراعية او الأرض المزروعة، أو الناحية. أنظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص141.
  2. بادوريا: طسوج من كورة الاستان، بالجانب الغربي من بغداد، وهو اليوم محسوب على كورة عيسى بن علي، وقالوا: ما كان من شرقي الصراة فهو بادوريا، وما كان غربها فهو قطربل.انظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، تحقيق:فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، ج2، ص29-30.
  3. كي سيترانج، بلدان الخلافة الشرقية، ترجمة وتعليق:بشير يوسف فرنسيس و كوركيس عواد، مؤسسة الرسالة، ط2، ص93.
  4. ابن حوقل، صورة الارض، دار صادر، بيروت، 1938م، ج1،ص243.
  5. كي سيترانج، المصدر السابق، ص93.
  6. إستدراك: ربما ياقوت الحموي (رحمه الله):يقصد نهر الصراة الذي يتفرع من نهر عيسى، وعليه الصراة الكبيرة والصراة الصغيرة، ويدخل في جوف بغداد فيسقيها، وكما تؤكد جميع المصادر ان نهر صرصر ونهر عيسى هما نهران مختلفان كل له مجراه الخاص به.أنظر: ابن حوقل، المسالك والممالك، طبع في مدينة ليدن المحروسة، مطبعة برل، 1872م، ص195.
  7. ياقوت الحموي، مصدر سابق، ج3، ص455.
  8. كي سيترانج، مصدر سابق، ص91-94.
  9. ياقوت الحموي، المصدر السابق، ج3، ص455-456.
  10. ابن كثير، البداية والنهاية، دار عالم الكتب، بيروت، 2003م، ج17، ص377-378.
  11. الادريسي، نزهة المشتاق في إختراق الآفاق، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1409 ه‍، ج2، ص668.
  12. أبو الفداء إسماعيل بن علي، تقويم البلدان، اعتنى بتصحيحه وطبعه:رينود مدرس العربية و البارون ماك كوكين ديسلان، دار الطباعة السلطانية، باريس، 1840م، ص52-53.

موسوعات ذات صلة :