سلسلة من الهجمات على النساء باستخدام ماء النار في مدينة أصفهان الإيرانية بدأت في أكتوبر عام 2014، وأثارت المخاوف والشائعات حول أن تلك الهجمات استهدفت الضحايا لعدم التزامهن بقواعد الحجاب والزي الإسلامي.[1] منذ السابع والعشرين من أكتوبر عام 2014، ُشنت تلك الهجمات في مدينة أصفهان [2] فكان يقدر عدد الضحايا ثمانية[2] على الأقل حتي وصل هذا العدد إلى خمس وعشرين [3] ضحية.كانت هناك حالة وفاة واحدة على الأقل من بين الضحايا بالإضافة إلى حالة أخرى فقدت بصرها (وهي سهيلة جيركوش البالغة من العمر 26 عامًا). فقدت سهيلة بصرها في أحدي عينيها بينما يحاول الأطباء إنقاذ عينها الأخرى.[4] فضلًا عن ذلك، تعاني حالات عديدة من حروق بالغة في الأيدي والوجه.[4] نفّذت هذه الهجمات بواسطة ملثمين يرتدون خوذات ويركبون دراجات نارية، ويقذفون ماء النار علي وجوه النساء اللاتي يسرن في الشوارع أو يركبن السيارات.[2][5]
دوافع
بينما يعتقد كثير من الإيرانيين أن هؤلاء المهاجمين هم حراس الإسلام الذين يحاولون تخويف النساء لدفعهن إلى ارتداء (ما يعتبره هؤلاء الحراس) زي محتشم متواضع،[6] يستنكر المسؤولون الإيرانيون هذا الفعل وأعربوا عن "غضبهم مشيرين إلى أن المهاجمين متطرفون دينيًا، وتُستهدف الضحايا لارتدائهن ملابس غير مناسبة في نظر هؤلاء المتشددين".[7] ويعتقد الليبراليون الإيرانيون بأن هذه الهجمات ترتبط بإجراءات برلمانية اتخذت في التاسع عشر من أكتوبر[8] بشأن تأدية فريضة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من خلال توفير حماية الأشخاص الذين يجوبون الشوارع بهدف فرض قواعد الأعراف الاجتماعية الصارمة في البلاد الخاصة بالزي العام أو السلوك.[6][9] نقلت قناة برس تي الحكومية عن الرئيس روحاني تحذير من توجيه " اتهامات لا أساس لها من الصحة " ضد " أي شخص معين أو مجموعة معينة قبل إلقاء القبض علي الجناة الحقيقيين ".[10] قامت إحدى المجموعات " شبه الرسمية " التي يرتدي أفرادها الملابس المدنية، وتدعى أنصار حزب الله، بإلقاء اللوم علي " الأعداء"الذين قاموا بـ " توجيه ضربة ضد الأمن " من خلال هجمات ماء النار.[11] يذكر أن أنصار حزب الله قامت بإجراء مجموعة من " دوريات الأخلاق " لتفعيل ارتداء الزي الإسلامي بالقوة خلال وقت سابق. ومع ذلك، أفاد المدير التنفيذي للحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران هادي قائمي، أن هذه الهجمات تأتي " بعد هجوم لفظي لمدة عام من قبل القوى المحافظة في إيران التي تهاجم النساء لملابسهن " موجهةً " تحذيرات شفهية ودعوات إلى إراقة الدماء.ولذلك فهذه الحوادث متوقعة ".[4]
ردود أفعال
اعتقالات
وفقاً لتقرير صادر عن وكالة الانباء الإيرانية الرسمية، اعتقلت السلطات الإيرانية أربعة أشخاص للاشتباه بهم في إلقاء ماء النار على النساء. ولكن صرح وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي أن الحكومة ليس لديها أدلة كافية لتوجيه الاتهام للمشتبه بهم في تنفيذ هذه الهجمات. وحتي الخامس من نوفمبر 2014، لم يتم توجيه تهمة القيام بهذه الهجمات لأي شخص.
احتجاجات
خرجت العديد من المسيرات الاحتجاجية في أصفهان والعاصمة طهران للتنديد بالهجمات. وعلي الرغم من علم المتظاهرين بالإجراءات القمعية الماضية، إلا أنه تم تفريقهم بشكل عام وبسرعة عندما واجه من قبل الشرطة. في السابع والعشرين من أكتوبر، أحبطت مئات من قوات الامن الإيرانية احتجاج مزمع في طهران للمطالبة بفعل حكومي أكثر صرامة ضد الهجمات.
غضب الحكومة علي الإعلام
أفادت صحيفة مونيتور بأنه ألقي القبض على أربعة صحفيين ومصور من وكالة أنباء الطلبة الإسلامية بعد أن قاموا بتغطية أحداث الهجمات. أُفُرج عن صحفييْن، ولكن بداية من الثامن والعشرين من أكتوبر، أفادت مصادر باستمرار اعتقال[9] كل من (زهراء محمد، رئيسة مكتب اسنا في أصفهان، وسنام فارسي، محررة الشئون الاجتماعية[7]). صرح وزير الداخلية فضلي في أواخر أكتوبر بأن " الإعلام الأجنبي يبالغ بشان هجمات ماء النار".[2] وفي الثامن والعشرين من أكتوبر، صرح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية حسن فيروز أبادي أن تأثير بعض التقارير الإعلامية كانت "أسوأ من ماء النار".[7] كما أنكر وكيل النائب العام بإيران إبراهيم رايسي وجود أي ارتباط بين هجمات ماء النار والسياسة الأخلاقية للدولة.[7] وأفاد جوسن ستيرن التابع للجنة حماية الصحفيين بأن " هذه القضية تتناول كل شيء لا يمكن للمتشددين الإيرانيين احتماله: تغطية إعلامية ناقدة، معارضات في الشارع، حقوق المرأة ومُسألة الحكومة".[7]
أقرأ أيضًا
مراجع
- "'Bad hijab' link to acid attacks on Iranian women]". AFP. October 19, 2014. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 02 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Mostaghim, Ramin (27 October 2014). "Spate of acid attacks against Iranian women and girls prompts protests". LA Times. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 02 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- Grant, Madeline (October 27, 2014). "Iran's Rouhani Promises "Harshest Possible Sentence" for Acid Attack Perpetrators". Newsweek. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- Grant, Madeline (October 27, 2014). "Iran's Rouhani Promises "Harshest Possible Sentence" for Acid Attack Perpetrators". Newsweek. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 27 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "'Bad hijab' link to acid attacks on Iranian women]". AFP. October 19, 2014. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 02 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Motevalli, Golnar (October 26, 2014). "Iran Plan to Boost Security to End Acid Attacks on Women". Bloomberg. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 21 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Dehghan, Saeed Kamali (28 October 2014). "Iranian journalists detained after reporting on acid attacks". The Guardian. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Noack, Rick (24 October 2014). "Why President Rouhani is supporting thousands of Iranian protesters". Washington Post. Retrieved 31 October 2014. نسخة محفوظة 22 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- Ioannou, Filipa (28 October 2014). "Iranian Journalists Arrested After Coverage of Acid Attacks Against Women". Slate. Retrieved 30 October 2014. نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Acid attacks culprits to be dealt with harshly: Rouhani". Press TV. 31 October 2014. Retrieved 31 October 2014. نسخة محفوظة 10 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Rising Acid Attacks Raise Fears About 'Morality Patrols' In Iran". Huffington Post. Reuters. 5 November 2014. Retrieved 5 November 2014. نسخة محفوظة 15 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.