أبو عبد الله محمد المستنصر هو -حسب ابن الشماع- المولى أبو عبد الله محمد المنتصر ابن أبي زكرياء بن عبد الله أبي محمد عبد الواحد، وأمه الأميرة عطف التي بنت جامع التوفيق، والمدرسة التوفيقية، ولد عام 625 هـ/1228 م [1]، سلطان حفصي تولى الحكم فيما بين عامي 647 هـ/1249م و675 هـ/1277م، ويعتبر عهده العصر الذهبي للدولة الحفصية.
أبو عبد الله محمد المستنصر | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | 1228 |
تاريخ الوفاة | 1277 |
الأب | أبو زكرياء الأول |
عائلة | الدولة الحفصية |
الحياة العملية | |
المهنة | ملك |
الخدمة العسكرية | |
المعارك والحروب | حملة صليبية ثامنة |
لقب الخليفة
لقد اقتنع أبو عبد الله المستنصر في البداية بلقب أمير، ثم سمي سلطانا وآل إليه في الأخير لقب خليفة أي أمير المؤمنين[1][2] وكان ذلك عام 1253 م، في ظرفية سانحة حيث كانت الخلافة العباسية تعيش سنواتها الأخيرة، وانقرضت الدولة الأيوبية عام 648 هـ/1250 م [2]، ووكانت الدولة الموحدية تلفظ أنفاسها الأخيرة في المغرب الأقصى [2]. وبالفعل وصلته عام 652 هـ/1254 م-1255 م البيعة من بني مرين من فاس، وفي عام 657 هـ/1259 م من مكة[2][3] إذ اعترف به شريفها ابن نمي خليفة للمسلمين [2] إلا أن السلطان بيبرس كره أن يصبح تابعا للسلطان الحفصي، فأتى بأحد أبناء المستعصم بالله العباسي وبايعه تحت تسمية المستنصر بالله [2]، فكادت الحرب تقع بين السلطانين لولا أن حالت بينهما الحملة الصليبية الثامنة التي قادها لويس التاسع. إلا أن بيبرس نبذ بعد ذلك الخلاف وأرسل المدد تباعا لإخوته في تونس مما جعل المستنصر يكبر هذا الموقف ويصرف النظر عن مسألة الخلافة.
إنجازاته
لقد تخلى أبو عبد الله المستنصر عن سياسة التواضع والبساطة التي اتبعها والده من قبله، وأظهر مظاهر العظمة من خلال القيام ببعض الإنجازات، ومن أهمها أنه:
- أتم عام 666 هـ/1267-1268 م الساقية التي كانت تجلب في العهد الروماني الماء من عيون زغوان إلى قرطاج فأوصله إلى مدينة تونس، وجعل جانبا منه لجامع الزيتونة [3]
- أحدث بساتين غناء في ضواحي العاصمة وحديقة صيد بالقرب من بنزرت [2]
- قرب إليه الأدباء والشعراء والعلماء من الأندلسيين وغيرهم [2].
الحرب الصليبية الثامنة
وكان لويس التاسع ملك فرنسا قد قاد حملة صليبية أولى عام 1250م محاولا غزو مصر في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب، لكنه فشل وأسّر وكاد أن يقتل. فوقع افتداؤه بقناطير من الذهب كما يقول ابن الشماع [3]، ثم في عام 668 هـ/1270 م اتجه نحو إفريقية في حملة صليبية جديدة، وكانت الدولة الحفصية آنذاك تتميز بتماسك حقيقي وقوة لا يستهان بها [2]. من جهة أخرى لم تكن هناك مبررات للقيام بهذه الحملة الصليبية ضد إفريقية الحفصية التي لوحظ وجود مبعوثين من سلطانها المستنصر في القصر الملكي الفرنسي قبل أشهر فقط من انطلاق الحملة وتحديدا في أكتوبر 1269 [2]. نزل الصليبيون بقرطاج يوم 18 جويلية 1270 وفي 25 أوت مات الملك الفرنسي بسهم أو بالوباء أو بالسم حسب اختلاف الروايات [3]. لكن ما هو موقف السلطان الحفصي وعموم السكان؟ لقد قام المستنصر بقيادة مقاومة باسلة إذ كما يقول ابن الشماع "أرسل إلى الأقطار يستفزهم" [3]. ونظم دفاعه واستنجد بعدد كبير من الجنود ورجال القبائل، وقد شاركت في المقاومة قسنطينة والساحل والقيروان [2]. ويتحدث ابن الشماع عن نجدة اهل إفريقية، وكثرة أمدادها وقوة جهادها [3]، وفي الأخير رحل الصليبيون بعد التفاوض معهم "وصالحهم السلطان على الانضراف إلى بلادهم من غير تعرض لجهة من جهات المسلمين خشية أن يطأوا بعض البلاد فلا يقدرون على مدافعتهم على أن يدفع لهم ألف قنطار ومائة قنطار وعشرة قناطير من الفضة الخالصة" [3].
سياسته الخارجية
- في عهد أبي عبد الله المستنصر، استمرت العلاقات الحفصية مع الدول الأوربية المتوسطية وخاصة منها الدويلات الإيطالية التالية:
- مع دولة جنوة، تم عقد اتفاقية عام 1251 م لمدة عشر سنوات
- مع دولة البندقية، تم إبرام اتفاقية في عام 1251 م لمدة أربعين سنة، وقد سمحت بتطوير التجارة بين الجانبين [2]
- مع بيزا، استمرت العلاقات التجارية السابقة. ووقع تجديد المعاهدة بين البلدين عام 1264م وتمتد صلوحيتها ثلاثين سنة [2]
- مع مملكة أراغون، توطدت العلاقات التي كانت قائمة [2]، إلا أنها تجهت إلى التوتر في ستينات القرن الثالث عشر للميلاد، وصولا إلى قطع العلاقات عام 1263م و1268م [2]
- في المغرب العربي: في حين أعلنت كل من طنجة وسبتة وغرناطة عن خروجها عن طاعة الدولة الحفصية بعد موت أبي زكرياء يحيى الأول، استمرت كل من تلمسان وفاس في تقديم شواهد الإخلاص إلى السلطان الحفصي [2]
إشارات مرجعية
- ابن القنفذ، الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية، تحقيق وتقديم محمد الشاذلي النيفر وعبد المجيد التركي، الدار التونسية للنشر، 1968، ص 117-134
- روبار برنشفيك، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي، من القرن 13 إلى نهاية القرن 15، تعريب حمادي الساحلي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1988، ج 1، ص 69-100
- ابن الشماع، الأدلة البينة النورانية في مفاخر الدولة الحفصية، تحقيق الطاهر المعموري، الدار العربية للكتاب، تونس، 1988، ص 62-74
سبقه أبو زكراء يحيى الأول |
سلطان حفصي (تونس) | تبعه أبو زكرياء يحيى الواثق |
م
م