أبو كبير الهُذلي واسمه عامر بن الحليس ( توفي نحو 10هـ ) , أحد بني سعد بن هذيل ثم أحد بني جُريب. تزوج أم الشاعر تأبط شرا. شاعر فحل من شعراء الحماسة في الجاهلية. قيل إنه أدرك الإسلام وأسلم. ولقي الرسول.ولأبي كبير الهذلي ديوان شعر مطبوع مع ترجمة فرنسية له, شعره يكاد يقتصر على وصف حياة الفروسية والقتال والصحاب الذين رافقوه, يفاخر بغاراته على القبائل وبطشه بأهلها وصيده للذئاب وحيداً, وكذلك يشيد كثيراً بسيفه, عبارته قوية جزلة [1].
أبو كبير الهذلي عامر بن الحليس | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عامر |
الإقامة | الجزيرة العربية |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعر |
اسمه ونسبه
- هو : عامر بن الحليس أحد بني جريب بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان [2].
إسلامه
قيل أنه أسلم وأتي إلي الرسول الكريم وطلب منه أن يأذن له بالزنا، فقال له النبي صل الله عليه وسلم هل ترضاه لأحد من محارمك وكان النبي يعلم أن أبو كبير رجل كريم حريص على عرضه، فأجابة أبو كبير: لا والله لا أرضاه لأحد من أهلي، فقال له الرسول فارض لناس ماترضاه لنفسك، فقال أبو كبير اُدع لي يارسول الله أن يذهب الله مابي من رغبةً فيه فدعى له الرسول صل الله عليه وسلم، وفي هذه القصة إشارة ودرس لحسن تعامل الرسول مع الناس.
ذُكر عن أبي اليقظان أنه أسلم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحل لي الزنا. فقال: "أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك؟ قال : لا قال: "فارض لأخيك ما ترضى لنفسك". قال: فادع الله أن يذهب ذلك عني. قال: وقد قال حسان يذكر ذلك :
خبره
تزوج أبو كبير عامر بن الحليس الهذلي أم تأبط شرا، وكان غلاماً صغيراً، فلما رآه يكثر الدخول على أمه تنكر له، وعرف ذلك أبو كبير في وجهه إلى أن ترعرع الغلام، فقال أبو كبير لأمه: ويحك، قد والله رابني أمر هذا الغلام، ولا آمنه، فلا أقربك! قالت: فاحتل عليه حتى تقتله. فقال له ذات يوم: هل لك أن تغزو؟ فقال: ذلك من أمري. قال: فامض بنا. فخرجا غازيين ولا زاد معهما، فسارا ليلتهما ويومهما من الغد، حتى ظن أبو كبير أن الغلام قد جاع، فلما أمسى قصد به أبو كبيرٍ قوماً كانوا له أعداءً فلما رأيا نارهم من بعد، قال له أبو كبير: ويحك قد جعنا، فلو ذهبت إلى تلك النار فالتمست منها لنا شيئاً! قال: ويحك وأي وقت جوعٍ هذا. قال: أنا قد جعت فاطلب لي فمضى تأبط شراً فوجد على النار رجلين من ألص من يكون من العرب، وإنما أرسله إليهما أبو كبير ليقتلاه، فلما رأياه قد غشي نارهما وثبا عليه، فرمى أحدهما، وكر على الآخر فرماه، فقتلهما، ثم جاء إلى نارهما فأخذ الخبز منها، فجاء به إلي أبي كبير، فقال: كل لا أشبع الله بطنك! ولم يأكل هو، فقال: ويحك أخبرني قصتك. قال وما سؤالك عن هذا، كل، ودع المسألة. فدخلت أبا كبير منه خيفة، وأهمته نفسه، ثم سأله بالصحبة إلا حدثه كيف عمل فأخبره، فازداد خوفاً منه. ثم مضيا في غزاتهما فأصابا إبلاً، وكان يقول له أبو كبير ثلاث ليالٍ: اختر أي نصفي الليل شئت تحرس فيه، وأنام، وتنام النصف الآخر وأحرس. فقال: ذلك إليك، اختر أيهما شئت. فكان أبو كبير ينام إلى نصف الليل ويحرسه تأبط شراً، فإذا نام تأبط شراً، نام أبو كبير أيضاً، لا يحرس شيئاً حتى استوفى الثلاث. فلما كان في الليلة الرابعة ظن أن النعاس قد غلب على الغلام، فنام أول الليل إلى نصفه وحرسه تأبط شراً، فلما نام الغلام، قال أبو كبير: الآن يستثقل نوماً وتمكنني فيه الفرصة. فلما ظن أنه قد استثقل أخذ حصاةً، فحذف بها، فقام الغلام كأنه كعبٌ، فقال: ما هذه الوجبة؟ قال: لا أدري. قال: والله صوتٌ سمعته في عرض الإبل. فقام فعس وطاف فلم ير شيئاً، فعاد فنام، فلما ظن أنه استثقل أخذ حصيةً صغيرة فحذف بها، فقام كقيامه الأول، فقال: ما هذا الذي أسمع؟ قال: والله ما أدري، قد سمعت كما سمعت وما أدري ما هو ولعل بعض الإبل تحرك. فقام وطاف وعس فلم ير شيئاً، فعاد فنام، فأخذ حصيةً أصغر من تلك فرمى بها فوثب كما وثب أولاً، فطاف وعس فلم ير شيئاً ورجع إليه، فقال: يا هذا، إني قد أنكرت أمرك، والله لئن عدت أسمع شيئاً من هذا لأقتلنك! قال أبو كبير: فبت والله أحرسه خوفاً أن يتحرك شيءٌ من الإبل، فيقتلني. قال: فلما رجعا إلى حيهما، قال أبو كبير: إن أم هذا الغلام لامرأة، لا أقربها أبداً. وقال هذه الأبيات :
سألت هُذيل رسولَ اللهِ فاحـشةً | ضلّت هُذيل بما سألت ولم تُصِب | |
سألوا نبيهم ما ليس معـطـيهـم | حتى الممات وكانوا عرة العرب[3] |
وفاته
لم يُذكر خبر وفاته، على أن الظاهر من أخباره أنه مات في الجاهلية ولم يُدرك الإسلام على الصحيح، وكان قد تزوج أم تأبط شرًا، واسمه "ثابت"، وكان ثابت صغيرا، ثم إن ثابتا قُتل كبيرا قبل أن يظهر الإسلام.
مقالات ذات صلة
مراجع
- "ابو كبير الهُذلي - الحكواتي". مؤرشف من الأصل في 5 مارس 201612 أغسطس 2013.
- جمهرة أنساب العرب ص 196
- فصل: أبو كبير الهذلي|نداء الإيمان نسخة محفوظة 18 يناير 2017 على موقع واي باك مشين. |}
- المسالك::حكاية زواج أم تأبط شراً نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. |}
ولقد سريت على الظلام بمغشم | جلدٍ من الفتيان غير مُهَبل | |
مما حملن به وهن عواقدٌ | حبك الثياب فشب غير مثقل | |
حملت به في ليلةٍ مزؤودةٍ | كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل | |
فأتت به حوش الجنان مبطناً | سهداً إذا ما نام ليل الهوجل | |
ومبرأً من كل غبَّر حيضةٍ | وفساد مرضعةٍ وداءٍ مغيل | |
فإذا طرحت له الحصاة رأيته | ينزو لوقعتها طمور الأخيل | |
ما إن يمس الأرض إلا منكبٌ | منه وحرف الساق طي المحمل | |
وإذا رميت به الفجاج رأيته | ينظر مخارمها هوي الأجدل | |
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه | برقت كبرق العارض المتهلل | |
وإذا يهب من المنام رأيته | كرتوب كعب الساق ليس بزمل | |
صعب الكريهةٌ لا يرام جنابه | ماض العزيمة كالحسام المقصل | |
يحمي الصحاب إذا تكون عظيمة | وإذا هم نزلوا فمأوى العيل[4] |