الطائفة السامرية أو السُمَرة (العبرية: שומרונים، تُلفظ "شمرونيم"، وفي التلمود يعرفون باسم כותים "كوتيم") هي مجموعة عرقية دينية[2] تنتسب إلى بني إسرائيل وتختلف عن اليهود إذ يتبعون الديانة السامرية المناقضة لليهودية (رغم اعتمادهم على التوراة) لكنهم يعتبرون توراتهم هي الأصح وغير المحرفة وأن ديانتهم هي ديانة بني إسرائيل الحقيقية. يقدر عدد أفرادها بـ 820 شخصاً موزعين بين قرية لوزة في نابلس ومنطقة حولون بالقرب من تل أبيب.
التعداد الكلي |
---|
820 (2019)[1] |
اللغات |
الطقسية: العبرية السامرية والآرامية السامرية |
الدين |
تاريخ
يرجع أصل الطائفة إلى أسباط بني إسرائيل، وتُعد مدينة نابلس (التي كانت تسمى شخيم) موطنها، فيما يتجه أفرادها في صلاتهم نحو جبل جرزيم؛ أما الطائفة الأخرى (اليهود) فكان موطنها الأساسي أورشليم (أو القدس حالياً) وتتجه في صلاتها إلى جبل صهيون. ويلقب اليهود باسم العبرانيين أما السامريون فينسبون إلى شامر الذي باع جبلاً للملك عمري وبنى عليه مدينة شامر (والتي حرفت إلى سامر ومن ثم السامرة -نسبة لملكها الأول شامر). ولكل طائفة توراة خاصة بها، فالعبرانيون لهم التوراة العبرانية والسامريون لهم التوراة السامرية.
ظهر الخلاف بين الطائفتين بعد العودة من السبى البابلي، إذ تمسك كل طرف بتوراته على أنها التوراة الصحيحة غير المحرفة. وتتكون التوراة السامرية من خمسة أسفار، هي: التكوين والخروج واللاويين (ويسمى الأحبار) والعدد وتثنية الاشتراع. وتختلف التوراة السامرية عن التوراة العبرانية في بعض الألفاظ والمعاني.
وقد كان عدد السمرة في القرن التاسع عشر يتراوح ما بين 150 و200 نسمة يعيشون في حي الياسمينة في مدينة نابلس القديمة. أما حالياً فيصل تعدادهم إلى 400 نسمة في منطقة حولون قرب تل أبيب، وحوالي 350 في قرية لوزة بالقرب من نابلس بفلسطين (وفقاً لإحصائيات عام 2011).
السامريون اليوم
يعد السامريون في مدينة نابلس (وهي مدينتهم المقدسة وجبلها جرزيم مقدس عندهم) أنفسهم فلسطينيين، فهم طوال فترة تواجدهم عاشوا مع الفلسطينين في مدينة نابلس ولهم محالهم التجارية فيها حتى اليوم، وكانوا سابقا يتمتعون بتمثيل نيابي لهم في المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث أعطاهم الرئيس السابق ياسر عرفات مقعد تحت نظام الكوتا، إلا أنه تم إلغاء هذا الكرسي لاحقا بعد وفاة عرفات، كما أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية التي أعطتهم إياها الحكومة الإسرائيلية لأسباب منها تسهيل تواصلهم مع الأقلية السامرية الموجودة في منطقة حولون.
أساس ديانة السامريين التوراة أي الكتب الموسوية الخمسة وهي التي كتبها موسى وهي الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد وتثنية الاشتراع.
تختلف الوصايا العشر عندهم عن وصايا اليهود لأنهم جمعوا الوصيتين الأولى والثانية (أنا الرب الهك، لا يكون لك آلهة غيري؛ لا تصنع لك تمثالا)، وزادوا وصية عن قداسة جبل جرزيم (تثنية 11: 29 و17: 12) ولايقبلون كتب العهد القديم الأخرى التي كتبت بعد العودة من السبي.
لا يعتبرون نبيا إلا موسى. يقول السامريون أنهم من نسل إسرائيل القديم أي سكان مملكة الشمال وعاصمتها السامرة، وأن أصل تقاليدهم الدينية يرجع إلى يشوع، وأن كتابهم المقدس المكتوب بالأحرف العبرية القديمة يعود إلى أيام غزو بلاد كنعان.
عقيدة السامريين "اركان الديانة السامرية"
تقوم عقيدة السامريين على أركان خمسة وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي:
1. وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل.
2. الإيمان بأن سيدنا موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة.
3. الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله.
4. الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين ومحجة قولبهم وهو الواقع مقابل جبل عيبال جنوبي مدينة نابلس.
5. الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.
اللغة السامرية
اللغة السامرية هي اللغة العبرية القديمة، لغة الإشارة والتصوير، كل حرف منها يشبه أحد اعضاء جسم الإنسان. وتعد أقدم لغات العالم أجمع وتتألف من 22 حرفاً، تقرأ من اليمين إلى اليسار. وأقرب اللغات إلى العبرية القديمة هي اللغتين الآرامية والعربية لكونها لغة سامية.
أما اللغة اليهودية فهي لغة أشورية قام الربي [أي الحاخام] ’عزراهسوفير‘ بتغييرها من العبرية القديمة إلى اللغة الآشورية في عهد قائدهم ’زروبابل‘ قبل حوالي 2300 سنة.
شريعة السامريين
ترتكز شريعة السامريين على الكلمات العشر، أي الوصايا العشر التي نزلت على موسى عليه السلام يوم خاطبه الله تعالى في سيناء، تختلف الوصايا العشر للسامريين عن الوصايا العشر اليهودية بحيث ان اليهودية فيها وصيّتان تحُثّ على عبادة وتوحيد الله :
1-لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
2-لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.[3]
أما السّامرية فالوصيتان أعلاه نراها في واحدة وقد نجد أن الوصايا تحتوي على حفظ قُدسيّة جبل جرزيم بينما في الوصايا اليهودية لا نجد وصية حفظ قُدسيّة جبل الزّيتون.
الوصايا السامريّة هي كالآتي:
1. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي.
2. لا تنطق باسم الله (إلهك) باطلاً.
3. احفظ يوم السبت لتقدّسه.
4. احترم أباك وأمك لتطول أيام حياتك.
5. لا تقتل.
6. لا تزنِ.
7. لا تسرق.
8. لا تشهد الزور.
9. لا تشتهِ بيت قريبك وما يحويه.
10. احفظ قدسية جبل جرزيم الأبدية المطلقة.
عادات السامريين
طعام السامريين
لا يأكلون أي طعام مطبوخ خارج بيوتهم بتاتاً، كما انهم يحرمون على أنفسهم اللحوم المذبوحة على غير طريقة وشريعة السامريين، ولا يجمعون بين اللبن واللحم على مائدة واحدة ولا يأكلونهما معاً.
الزواج عند السامريين
يحق للسامري أن يتزوج واحدة ولا يحل له أن يجمع بين اثنتين، وإذا ظهر له أن امرأته لا تنجب أولاداً أو أنها لا تطيعه أو اكتشف أن بها مرضاً معدياً فيحق له طلاقها بعد الإثبات، ثم الزواج بغيرها، كما أن للمرأة أن تطلق زوجها لدى القاضي الشرعي إذا أخل زوجها ولم يقم بواجبها من الكسوة والفراش وحفظ القرابة، ولا يختلف السامريون عن اليهود في الزواج إلا فيما يتعلق بزواج اليهودي من زوجة أخيه بعد وفاته كذلك أخت زوجته بعد وفاتها وكذلك بنت أخيه وبنت أخته، فهؤلاء الأربع محرمات تحريماً قطعياً عند السامريين.
الطهارة عند السامريين
الطهارة عند السامريين ركن وأساس في دينهم، فالمرأة التي تكون في فترة الحيض يجب أن تبتعد كلياً عن أعمال بيتها مُدة سبعة أيام، والحامل إذا ولدت ذكراً تبتعد 41 يوماً وإذا ولدت أنثى تبتعد 80 عن التعامل مع الناس، كل ذلك حسب أوامر التوراة، ويجب الاغتسال مباشرة بعد جماع الزوج لزوجته، وكذلك إذا أحدث الرجل أثناء نومه، ويجب تبديل الثياب والوضوء عند الصلاة وكذلك الوضوء دائماً لدى الاقتراب من المقدسات أو الدخول إليها.
الموسيقى السامريّة
الأنغام السامرية فولكلور بحدّ ذاته، تعتمد على الإيقاعات الموسيقيّة التي تخرج من الحنجرة بدون أدوات موسيقيّة مساعدة، لها قافية مميّزة يتمّ ترديدها على وتيرة قياسيّة مجرّدة وعذبة، تعلّم لأفراد الطّائفة السامريّة منذ نعومة أظفارهم على أيدي معلّمين يتقنون الموسيقى السامريّة جيّداً، يتم الحفاظ على الأنغام السامريّة التي تضمّ حوالي ألف نغمة مختلفة، يردّدها السامريّ بإيقاعات تختلف باختلاف الأوقات والمناسبات، انتقلت من جيل إلى جيل عبر عشرات السّلالات وهي فلكلور بحدّ ذاته يروي حكاية السامرييّن بأحلى صوره عبر التّاريخ.
مقدسات السامريين
1. جبل جرزيم، لأنه في اعتقادهم:
- أ- عليه قدم نوح قربان الشكر لله بعد الطوفان.
- ب- عليه أراد إبراهيم أن يقدم ابنه إسحاق.
- ج- عليه نام يعقوب ورأى السلم منصوباً والملائكة عليه.
- د- إليه ابتهل موسى لرؤيته ولعمارته وعدم خرابه.
- هـ - عليه بنى يوشع بن نون هيكل موسى عليه السلام بعد دخول الأرض المقدسة.
- و- عليه تلا الإسرائيلون البركة (لذلك سمي جبل البركة).
2. قبور الأنبياء حول نابلس مثل: قبور الكهنة العازار وايتامر وفينحاس والسبعين شيخاً في عورتا قضاء نابلس ثم قبر يوسف عليه السلام في نابلس ثم قبور ذو الكفل ويوشع بن نون في كفل حارس.
3. قبور الأزكياء العشرة في حبرون (الخليل) وهم: آدم، شيت، أنوش، نوح، إبراهيم، إسحق، رفقة، يعقوب ولائقة، ثم قبر السيدة راحيل بين الخليل وبيت لحم.
4. قبر هارون بن عمران في جبال موآب عند وادي موسى شرقي الأردن.
5. قبور باقي أولاد يعقوب عليه السلام والمنتشرة في الأرض المقدسة منها : بنيامين في كفر سابا، لاوي في سيلة الظهر، يهودا في طلوزة، وثلاثة منهم جامع الأنبياء في نابلس.
أعياد السامريّين
جميع أعياد السّامريّين هي أعياد موسميّة دينيّة وليس لهم أي أعياد وطنيّة أو قوميّة، وأعيادهم هي:
عيد الفسح
يصادف هذا العيد في الرّابع عشر من الشّهر الأوّل للسّنة العبريّة، عند غروب الشّمس، حسب التقويم العبري السّامري، وهو ذكرى لخروج شعب بني إسرائيل من مصر، وتحرّرهم من عبوديّة فرعونها، ويقام في كل عام على قمّة جبل جرزيم، ويطلق عليه أيضاً عيد قربان الفسح حيث فسح الله عن أبكار العبرانيّين عندما ضرب أبكار المصريّين.
عيد الفطير
يصادف في الخامس عشر من الشّهر الأول للسّنة العبريّة، وهو ذكرى لخروج الشّعب الإسرائيلي من مصر، ومدّته سبعة أيام، يأكلون فيه الفطير بسبب أن عجينهم لم يختمر عندما خرجوا من مصر، وفي اليوم السّابع منه يقوم السامريّون في الصّباح الباكر بالحجّ على قمّة جبل جرزيم، حيث يقيمون صلوات ختام عيد الفسح.
عيد الحصاد
هو ذكرى نزول التّوراة، ويعرف أيضاً بعيد الأسابيع السّبع وعيد البكوريم، وهو الثاني من بين ثلاث أعياد الحج، حيث يصعد السامريون على قمّة جبل للصّلاة، يصادف بعد خمسين يوماً من غداة سبت الفسح.
عيد رأس السنة العبريّة
يصادف في الأول من الشهر السابع العبري ولمدة يوم واحد وهو اليوم الأول من أيام التكفير العشرة، والذي يختتم السامريون به عيد الغفران في العاشر من هذا الشهر.
عيد الغفران
يصادف في العاشر من الشهر السابع العبري، ويمتنع فيه السامريون عن تناول الطعام والشراب، وفيه يعتكفون على الصلاة فقط لمدة 25 ساعة متواصلة دون انقطاع ما عدا الطفل الرضيع.
عيد المظال
ويعرف بعيد العرش، يصادف في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع العبري ولمدة سبعة أيام، في اليوم الأول يحج السامريون إلى قمّة جبل جرزيم، وهو العيد الثالث والأخير من أعياد الحج، في هذا العيد يجب على كل بيت سامري أن يجمع الأربعة أصناف التي ذكرتها الشريعة المقدسة ( التوراة ) وهي أشجار بهجة، سعف النخيل، أغصان أشجار غبياء ( غبياء تعني ملتفة وكثيفة ) وصفصاف الوادي.
اليوم الثامن
يصادف في اليوم الثامن من عيد العرش، السابع والعشرين من الشهر السّابع العبريّ، هو العيد السّابع والأخير للسامريّين.
السامريون في الأدبيات
أورد ابن حزم في كتابه الملل والأهواء والنحل
معرض صور
المراجع
- https://web.archive.org/web/20190530033351/http://thesamaritanupdate.com/. مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2019.
- Ireton 2003
- الوصايا العشر | St-Takla.org - تصفح: نسخة محفوظة 27 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.