الأمير أبو الربيع سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن الكومي الموحدي[1][2][3]، صاحب السيف والقلم ، كان أديبا شاعرا بليغا، فصيح العبارة باللغتين العربية والبربرية، وهو أديب من بني عبد المؤمن ونابغتهم الفذ، عاش في بيت الرياسة والحكم، ولم يمنعه ذلك من الإشتغال بالأدب والإكباب على التحصيل، فنشأ متأدبا أريحيا يعشق المجد[2]، وقد كان شيخا بهي المنظر حسن المخبر فصيح العبارة باللغتين، وله شعر بليغ النظم، قاله في ابن عمه[1] الخليفة يعقوب المنصور.
حياته
عاش أبو الربيع سليمان بن عبد الله، في كنف الرئاسة والملك، محفوفة بإبداع أدبي وشعري، وما لبث حتى ولاه ابن عمه السلطان يعقوب المنصور، إمارة بجاية، ولما ثار بها علي بن غانية، نقل إلى ولاية سجلماسة، وكان في كلتا ولايته كعبة القصاد من أدباء المغرب، يأتونه عاقدي الآمال طمعا في رضاه، وكلهم ألسنة مدح وثناء عليه[2].
وممن تحدث إلينا عنه من أدباء الشرق، التاج ابن حمويه السرخسي، اجتمع به في مراكش عقب وفاة السلطان يعقوب المنصور، بعد أن قدم لمبايعة ولده محمد، فقال فيه:
" |
اجتمعت بالسيد أبي الربيع حين قدم إلى مراكش بعد وفاة الخليفة يعقوب المنصور لمبايعة ولده محمد الناصر، وكان في تلك المدة يلي مدينة سجلماسة أعمالها فرأيته شيخا بهي المنظر، حسن المخبر، فصيح اللسان باللغتين العربية والبربرية.[2]
|
" |
- وقال فيه صاحب كتاب المغرب:
" |
لم يكن في بني عبد المؤمن مثله في هذا الشأن الذي نحن بصدده وكان قد تقدم على مملكتي سجلماسة وبجاية، وكان كاتبا شاعرا أديبا ماهرا، وشعره مدون وله ألغاز.[2]
|
" |
شعره
صنف سليمان الموحدي شعرا بليغ النظم، وشعره مدون وله ألغاز، له ديوان شعر جمعه كاتبه محمد بن عبد ربه المالقي، وله أيضا مختصر الأغاني، من شعره المشهور قصيدة يمدح فيها ابن عمه المنصور :
هبت بنصركم الرياح الأربع | | وجرت بسعدكم النجوم الطلع |
[4]
واستبشر الفلك الأثير تيقنا | | ان الأمور إلى مرادك ترجع |
[4]
وأمدك الرحمان بالفتح الذي | | ملأ البسيطة نوره المتشعشع |
[4]
لم لا ؟ وأنت بذلت في مرضاته | | نفسا تفديها الخلائق أجمع |
[4]
ومضيت في نصر الإله مصمما | | بعزيمة كالسيف بل هي أقطع |
لله جيشك والصوارم تنتضى | | والخيل تردى والأسنة تشرع |
من كل من تقوى الإله سلاحه | | ما ان له غير التوكل مفزع |
- ومنها يصف انهزام العدو [4]:
أين المفر ولا مفر لهارب | | والأرض تنشر في يديك وتجمع |
أخليفة الله الرضا هنئته | | فتحا يمد بما سواه ويشفع |
فلقد كسوت الدين عزا شامخا | | ولبست منه أنت ما لا يخلع |
هيهات سر الله أودع فيكم | | والله يعطي من يشاء ويمنع |
الوفاة
لم تضبط كتب التراجم السنة التي توفي فيها سليمان الموحدي، فقد قيل أنه توفي حوالي سنة| 600هـ | [2]، ومنهم من قال توفي سنة |610هـ|[1].
مصادر
- ^ الصفدي،صلاح الدين خليل بن ايبيك: الوافي بالوفيات؛ تحقيق أحمد الأرناووط_تركي صطفى،مج 15 ،دار إحياء التراث العربي،بيروت لبنان،ط1، 2000
- ^ كنون ،عبد الله :النبوغ المغربي في الأدب العربي؛مج1،ط2,(( دم )),(( دز))
- السملالي, العباس بن إبراهيم: الإعلام بمن حل مراكش و أغمات من الأعلام; راجعه عبد الوهاب ابن منصور, المطبعة الملكية, الرباط ط2, 1993
- ^ السملالي, العباس بن إبراهيم: الإعلام بمن حل مراكش و أغمات من الأعلام; راجعه عبد الوهاب ابن منصور, المطبعة الملكية, الرباط ط2, 1993
هوامش
موسوعات ذات صلة :