الأستاذ عبد الغني ابن الشيخ سعيد الكرمي. (1908م - ) ولد في مدينة طولكرم، وعاش في أسرة اشتهرت بالعلم والدين والأدب، حيث لعبت عائلة الشيخ سعيد الكرمي دورا هاما في الثقافة الفلسطينية فقد نبغ عدد من أفرادها كعلماء وأدباء، فهو شقيق أحمد شاكر الكرمي الكاتب والأديب وعبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" الشاعر والمناضل ومحمود الكرمي الذي عمل في الصحافة وحسن الكرمي الذي كرس حياته للعمل المعجمي. والده العالم المشهور الشيخ سعيد الكرمي أحد طلائع رجال النهضة العربية المعاصرة حيث كان شاعراً وفقيها بالدين واللغة.
عبد الغني الكرمي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1908 مدينة طولكرم |
الإقامة | طولكرم |
الجنسية | فلسطيني |
الديانة | مسلم سني |
منصب | |
من مؤسسي المملكة الأردنية ، ورئيس الديوان الملكي الأردني | |
الحياة العملية | |
المهنة | سياسي |
تلقى عبد الغني دراسته الابتدائية في مدرسة طولكرم الحكومية وفي عام 1918م انتقل إلى دمشق وواصل دراسته ليلتحق بمدرسة التجهيز الأولى (عنبر) ثم دخل الدراسة الثانوية بين سنتي 1923 و1928 في ثانوية دمشق وكان من أساتذة العربية فيها: الشيخ عبد الرحمن سلام والشيخ محمد سليم الجندي والشيخ محمد الداوودي والشيخ أبو الخير القواس والشاعر محمد البزم، الذين كان لهم اثر كبير في أحداث نقله في عقول الطلاب، خاصة وان العربية كانت تسابق الزمن على ايدي هؤلاء في الوقوف امام الهجمات الشرسه ضدها. كان من أقران عبد الغني الكرمي في ثانوية دمشق مجموعه من التلاميذ الذين صار شأنهم في الحياة كبيرا، وبلغوا منزلة من الفكر والثقافة والبيان، منهم: سعيد الأفغاني، علي الطنطاوي، محمد الجيرودي، جمال الفرا، أنور العطار، مسلم القاسمي، جميل سلطان، زكي المحاسني، أمجد الطرابلسي، ظافر القاسمي وبالطبع شقيقه عبد الكريم الكرمي وغيرهم كثير. كان لهؤلاء الطلاب دراية في النقد ودرايه في فنون الكلام، وما جاءت لهم هذه الملكة من فراغ لولا حرص أساتذتهم وتشجيعهم لهم أن تكون اللغة العربية زادهم وكيانهم، فكانوا في جلساتهم لا يتحدثون إلا الفصحى.
إذن، في دمشق حيث كان يحضر مجلس والده وفيه اهل علم وأدب فكان يستفيد كثيرا من مجالس العلم ويقرأ الكتب الأدبية النافعه.. وقد أتاحت له مجالس العلم هذه تكوين خبرة اجتماعية وإثراء ثقافته وتكامل شخصيته... كما ثانوية دمشق هي التي رسخت فيه محبة العربية حيث كتب الأدب واللغة مع شقيقه عبد الكريم وسعيد الأفغاني وغيرهم إلى جانب كتبهم الدراسية الثانوية. وهي التي درجت بهم أن يكونوا في يوم من الأيام أعلاما في رحابها وكينونتها.
عبد الغني الكرمي والشيخ القسام
روى عبد الغني الكرمي القصة التالية التي حصلت له مع الشيخ القسام: رآني «القسام» بعد أسبوع «من تعليق الأبطال الثلاثة على المشانق في 17 / 6 / 1930» ألعب النرد في جمعية الشبان المسلمين وسمعني أسخر بقروي جاء ليتداوى في عيادة الجمعية الإسلامية إذ أشكل عليه التفريق بين الإسمين «الجمعية الإسلامية وجمعية الشبان المسلمين» لتقاربهما فانتهرني وأخذ بيد القروي إلى العيادة ولم يتركه حتى اشترى له العلاج!
وقال لي ذات يوم: يمين الله إن شباب العصر الأخير ابتعدوا كثيراً عن النهج القويم وأمعنوا في الضلال فلم يبق على هذه الأمة إلاّ أن تعتصم بما في قلوب الفلاحين والعمال من بساطة وإيمان وبعد عن بهارج مدنيتكم الزائفة وعلومكم وآدابكم التي تقصي الإنسان عن «الفطرة» المستحبة. فقلت له: أتدري أنهم يتهمونك بالشيوعية إذا سمعوك! فقال: انظر لقد أشتعل رأسي شيباً وخبرتي الطويلة تجعلني أرجو خيراً من الفلاحين والعمال فهم واثقون بالله، مؤمنون بجنات الخلد واليوم الآخر، ومن كانت هذه صفاته كان أقرب الناس إلى التضحية وأجرأهم على الإقدام، أضف إلى ذلك أنهم أقوى بنية وأكثر احتمالاً للمشاق والمتاعب»
عصبة الأمم
كان من بين أبرز المثقفين الذين ساهموا في دعم الصحافة التقدمية، وأحد أعضاء "عصبة الأمم" التي تشكلت في فلسطين عام 1935 وكان من أعضائها: حنا سويدة، وعبد الكريم الكرمي، ومحمود سيف الدين الإيراني، ورئيف خوري، ورجا حوراني، وعارف العزوني ود.خليل البديري حيث أصدر الصحفي الفلسطيني عبد الغني الكرمي اثنتان الصحف والدوريات الصادرة في فلسطين باللغة العربية خلال الفترة ما بين 1876 و1948 هما "الصاعقة" والتي أصدرها سنة 1935 في مدينة يافا وكان صاحب الامتياز لها، والأخرى "الميزان" وأصدرها من يافا سنه 1948.
من مؤسسي الكيان الأردني وكان رئيسا للديوان الأميري مع الملك عبد الله ثم أصبح رئيساً للديوان الملكي. يجيد اللغات الروسية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والعبرية والألمانية وكان في العربية لا يجاريه شيخ أزهري يكتب الشعر.