معركة الشعيبة هي معركة وقعت بتاريخ 12 - 14 نسيان (أبريل) عام 1915 بين القوات البريطانية والقوات العثمانية التي كانت تحاول استرداد مدينة البصرة من البريطانيين
معركة الشعيبة | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب العالمية الأولى، حملة بلاد الرافدين | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
المملكة المتحدة الهند البريطانية |
الدولة العثمانية القبائل العربية والكردية | ||||||
القادة | |||||||
اللواء جارلس ميليس | العقيد سليمان عسكري | ||||||
القوة | |||||||
6,156 جندي | 5,000 جندي | ||||||
الخسائر | |||||||
1570 | 2,435 | ||||||
ملاحظات | |||||||
أرقام تقريبية | |||||||
مقدمة
باحتلال البصرة، أصبح البريطانيون يسيطرون على مركز مهم للاتصالات والصناعة. أحكم البريطانيون قبضتهم على المدينة وجلبوا تعزيزات. استجمع العثمانيون قواهم وقاموا بشن هجوم معاكس لإسترجاع المدينة وطرد البريطانيين من بلاد الرافدين .
تقدم الجنرال داريت قائد الحملة إلى القيادة العامة، اقترح لتوطيد حكمهم في البصرة ان يتم احتلال القرنة لتكون حامية للبصرة من الناحية الشمالية، وان يتم احتلال الشعيبة لتكون حامية للبصرة من الناحية الغربية، وتمت الموافقة على اقتراحه بالتقدم نحو القرنة لاحتلالها، وفي 9 كانون الثاني 1914 تم احتلال مدينة القرنة من قبل البريطانيين وانسحاب العثمانيين التي كانت قوتهم ضئيلة بالنسبة للبريطانيين مؤلفة من 45 ضابطا، 989 مختلفين المراتب، و4 مدفع، وبانسحاب العثمانيين من حامية القرنة قام الجنرال داريت بوضع جحفل اللواء وتحصينها.[1]
وبعد احتلال القرنة، تم انشاء محمية بريطانية محصنة في الشعيبة، اصبح للقطعان البريطانية موقف رصين في البصرة، ولكن لم تكتفي القيادة العامة البريطانية بفرقة واحدة لحماية آبار النفط ومنطقة العرب، إلا انها تحتاج لقوة اضافية أكبر، وخصوصا خوفهم من وصول امدادات عثمانية جديدة في العراق.[1]
كانت القوة البريطانية في العراق تتألف من فيلق يتكون من فرقتي مشاة، لذا صدرت الاوامر إلى الفرقة الثانية عشرة بالتوجه إلى العراق وصلت الفرقة في 15 شباط 1915، وفي 9نيسان 1915 وصل الجنرال نيكسون المرفق إليه قيادة الجيش فاستلم القيادة الحملة البريطانية.[1]
وكان لسقوط القرنة بيد البريطانيين أثر كبير على العثمانيين فتم عزل جاويد باشا عن القيادة والولاية، وعين بدلا عنه العقيد سليمان عسكري، وكان معروف بشجاعته ولا سيما انه قد سبقت له الخدمة في العراق، واصطحب عند قدومة ثلاثة افواج عثمانية حسنة التدريب، وكما صدرت الاوامر إلى الفرقة 35 وهي من الفرق العراقية، التي اوفدت إلى الجبهة السورية بالعودة إلى العراق.[1]
كما جاء في خطة سليمان عسكري ان للمناطق الثلاثة دجلة، والفرات، والكارون، ميزات وخطورات منها:[2]
أ.التقدم إلى الفرات عبر الناصرية إلى الشعيبة، يؤدي هذا التقدم إلى تقليل تأثير الاسطول البريطاني، ويهدد خط انسحاب البريطانيين بصورة مباشرة ويمر بقبائل المنتفق تحت قيادة عجيمي باشا السعدون الموالية لسليمان عسكري (الدولة العثمانية) والتي يعتمد عليها بشكل كبير.
ب.التقدم إلى دجلة عبر القرنة، حينئذ كانت مياه الفيضان قد غمرت المنطقة (كانت المعركة في فصل الشتاء)، فيصعب انفتاح قوة كبيرة، ويسهل الدفاع، هذا يتضمن انه سيكون تأثير كبير للاسطول البريطاني ولا سيما في شط العرب.
ج. التقدم إلى الكارون عبر استقامة الأهواز، وكان من الصعب التقدم في هذا الطريق، نظرا لطوله وصعوبة حشد الجيش، ومروره بإيران التي كانت محايدة للحرب العالمية الأولى، وهذا يتضمن الاصطدام بقبائل شيخ المحمرة التي كانت موالية للإنجليز، ويقطع الطريق انهار عديدة منها نهر الكرخة، ونهر الكارون، وهي مشكلة كبيرة بالنسبة للعثمانيين؛ نظرا لعدم امتلاكهم وسائط لعبور هذه الانهار، كان لدى سليمان عسكري فكرة وهي قطع انابيب مصافي النفط في عبادان و لكنها لا تجدي نفعا لأن مصافي عبادان كانت محمية بصورة جيدة من قبل الإنجليز، وهذا يتضمن ان الوصول إلى البصرة يتطلب عبور شط العرب الذي كان بشكل تام تحت حماية الاسطول البحري البريطاني.
بعد مناقشة خطة هذه المعركة اتضح أن خطة العقيد سليمان عسكري صحيحه تماما من ناحية عسكرية.
الجدير بالذكر أن القائد عجيمي باشا السعدون قام بنصح سليمان عسكري ان يتراجع عن هذه الخطة لما فيها من خطورات ولكن لم يصغي عسكري للسعدون وباءت حملته بالفشل.
والجدير بالذكر أيضاً انه إذا ظفر الجيش العثماني بهذه المعركة لم يكن اي داعي إلى حصار الكوت أو معركة كوت العمارة ولكن عندما ظفر الجيش البريطاني بهذه المعركة تقدموا ومن ثم حصلت معركة كوت العمارة.[3]
المعركة
كان لدى القائد العثماني سليمان عسكري حوالي 4,000 جندي نظامي وعدد كبير من القوات الغير نظامية من العرب والأكراد، الذين ربما بلغ عددهم 14,000 ، ليصبح المجموع الكلي ما يقارب 18,000 شخصا.[4] اختار سليمان مهاجمة المواقع البريطانية حول الشعيبة، جنوب غرب البصرة. كان التنقل بين البصرة والشعيبة صعبا بسبب ان الفيضانات الموسمية قد حولت المنطقة إلى بحيرة، ولذلك أصبحت التنقلات والحركة عن طريق القوارب. الحامية البريطانية في الشعيبة كانت تتألف من ما يقرب من 7,000 رجل في مخيم محصن يحتوي على خنادق وأسلاك شائكة. في الساعة الخامسة من صباح الثاني عشر من نيسان، بدأت القوات العثمانية هجومها بقصف مدفعي. وفي مساء ذلك اليوم وابتداء من ساعة غسق حاولوا الزحف من خلال ثغرات في الأسلاك الشائكة البريطانية، ولكن تم صدهم. .[5] بصباح الثالث عشر من نيسان انسحبت القوات العثمانية إلى مواقعها في غابة البرجسية . في وقت لاحق من اليوم التالي أصبح واضحا أن بعض العثمانيين والمقاتلين العرب غير النظاميين كانوا يحاولون التسلل حول الشعيبة، وربما محاولة الوصول إلى البصرة من خلال تجاوز المدينة. البريطانيون، تحت قيادة الجنرال ميليس، أرسل كتيبة 7 هاريانا رماح وثم في وقت لاحق كتيبة 104 بنادق يسلي لمهاجمة العرب، ولكن كان مصير تلك الهجمات الفشل.[6] بعد ذلك هاجم ميليس بواسطة كتيبة 2 دورسيتس مشاة وكتيبة 24 بنجاب، مدعومة بنيران المدفعية، فأستطاعت أن تهزم القوات العربية الغير نظامية، وتمكنت من أسر 400 مقاتل منهم وتشتيت البقية. بعد هذه المواجهة لم تشارك القوات العربية الغير النظامية في بقية المعركة. سليمان عسكري والقوات النظامية العثمانية تراجعوا إلى غابة البرجسية. في 14 نيسان، غادر البريطانيون الشعيبة للبحث عن القوات العثمانية المتبقية. وبالفعل وجدوهم في البرجسية وابتدأ القتال بينهم حوالي الساعة 10:30 صباحا واستمر حتى الساعة 5:00 مساءاً توجب على ميليس تعديل قواته في أرض المعركة وتحت النار للتقرب من المواضع العثمانية. كانت نيران العثمانيين مكثفة وفي الساعة 4:00 مساءاً كان الهجوم البريطاني قد تعثر.[7] الجنود البريطانيون كانوا عطاشى وأخذت ذخيرتهم بالنفاد ولم تبدي القوات العثمانية النظامية اي إشارة للتراجع أو الإستسلام. عندها أطلقت كتيبة دورسيتس هجوما بالحِراب على الخطوط العثمانية ثم تبعتها بقية القوات الهندية، الهجوم كان ساحقا مما اضطر العثمانيون إلى الانسحاب من أرض المعركة.[7] البريطانيون، وبسبب الإنهاك من القتال طيلة اليوم مع قلة وسائل النقل وكون قوة الخيالة مُرابطة في مكان آخر، لم يقوموا بمطاردة القوات العثمانية المنسحبة. في نهاية المطاف أقدم القائد العثماني سليمان عسكري على الانتحار بسبب خسارته المعركة.[8] على الجانب البريطاني وُصفت المعركة بأنها "معركة الجندي" بمعنى معركة قتال مشاة بشق الأنفس، حيث أن قوات المشاة، وخاصة القوات البريطانية، قد حسمت المعركة.[9]
نتائج المعركة
تعتبر معركة الشعيبة من المعركة الهامة ومن نتائجها أنها كانت المرة الأخيرة التي سيهدد بها العثمانيون البصرة حيث أن بعد هذه المعركة أصبح زمام المبادرة والمبادءة بيد البريطانيين في بلاد الرافدين. غيّرت المعركة أيضا من مواقف القبائل العربية. حيث بدءوا ينأون بأنفسهم عن العثمانيين واندلعت ثورات في وقت لاحق في النجف وكربلاء.[10]
مصادر
- الموسوعة السياسة والعسكرية ج4
- كتاب حرب العراق 1914-1918 تأليف الزعيم الركن شكري محمود نديم
- الموسوعة السياسية والعسكرية ج4 تأليف الدكتور فراس البيطار
- Charles Townsend, Desert Hell, The British Invasion of Mesopotamia (Harvard University Press, Cambridge, Mass, 2010), 84.
- A.J. Barker, The First Iraq War, 1914-1918, Britain's Mesopotamian Campaign,(Enigma, New York, 2009; originally published in 1967 as The Bastard War(US)/The Neglected War(UK)), 50.
- A.J. Barker, The First Iraq War, 1914-1918, Britain's Mesopotamian Campaign,(Enigma, New York, 2009; originally published in 1967 as The Bastard War(US)/The Neglected War(UK)), 51.
- A.J. Barker, The First Iraq War, 1914-1918, Britain's Mesopotamian Campaign,(Enigma, New York, 2009; originally published in 1967 as The Bastard War(US)/The Neglected War(UK)), 53.
- Charles Townsend, Desert Hell, The British Invasion of Mesopotamia (Harvard University Press, Cambridge, Mass, 2010), 90.
- A.J. Barker, The First Iraq War, 1914-1918, Britain's Mesopotamian Campaign,(Enigma, New York, 2009; originally published in 1967 as The Bastard War(US)/The Neglected War(UK)), 54-55.
- Charles Townsend, Desert Hell, The British Invasion of Mesopotamia (Harvard University Press, Cambridge, Mass, 2010), 90-91.