الرئيسيةعريقبحث

موقف الشريعة الإسلامية من المثلية الجنسية


☰ جدول المحتويات


تنظر مدارس الشريعة الإسلامية والتي تعتمد على أسس قرآنية وأحاديث نبوية إلى أن المثلية الجنسية هي شذوذ جنسي وخروج عن فطرة الإنسان. ويصنف العلماء هذه العلاقة كخطيئة وجريمة يجب أن يحاسب عليها المشارك فيها. ويُذكر في القرآن قصة "قوم لوط" الذين نزل بهم غضب من الله لأنهم ووفقاً لمعظم التفسيرات شاركوا بأفعال جسدية "شهوانية" بين الرجال.

وقال ابن القيم في كتاب الجواب الكافي: «وَلَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ؛ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ...».

وجهة النظر الدينية

الشريعة الإسلامية

هناك العديد من الأساليب التي دعا فيها فقهاء الشريعة الإسلامية لمعاقبة مثليي الجنس أو مثليات الجنس الذين يقومون بممارسة أنشطة جنسية. إحدى أشكال الإعدام تتضمن تعريض الشخص المثلي للرجم بالحجارة حتى الموت على يد حشد من المسلمين، حيث يقول حديث للنبي محمد: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» [1][2] أقام غالبية حكماء الفقه الإسلامي حكم بالإجماع بأن أي شخص مثلي يجب أن يلقى من سطح منزل أو مكان مرتفع.[3]

القرآن

يوجد في القرآن سبع آيات تتحدث عن "قوم لوط" وهم نفسهم الذين وردوا في الكتاب المقدس ولكنهم معروفون في المسيحية بسكان "سدوم وعمورة" [4]، وتدميرهم من قبل الله يرتبط بشكل واضح بممارساتهم الجنسية المثلية.[5][6] في سورة الشعراء: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [26:165] والآية ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ [26:166]. وفي سورة الأعراف، الآية: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ﴾ [7:80] والآية : ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ [7:81]

في العالم العربي أصبحت قصة "قوم لوط" قصة شعبية غالباً ما يتم طرحها، في الثقافة الشعبية العربية الكلمة المماثلة للمثلية الجنسية هي لواط والشخص الذي يقوم بممارسة سلوك جنسي مثلي هو لوطي كلا الكلمتان تم اشتقاقهما من لفظ "لوط".[7]

ويرى الدكتور سراج الحق كوجل (Siraj al-Haqq Kugle)‏ صاحب كتاب المثلية في الإسلام (Homosexuality in Islam)‏ بأن هناك تفسير مختلف لقصة قوم لوط، حيث لم يكن التركيز فقط على الأفعال الجنسية التي مارسوها، ولكن رفضهم أيضاً الإيمان بنبوة لوط وكفرهم بالله.[8]

في حين يجد آخرون بأن عقوبة قوم لوط كان مضاعفة على فعلتهم، فقد عاقب الله عز وجل قوم لوط بخسف الأرض وجعل عاليها سافلها، ثم أرسل عليهم حجارة من سجيل منضود، مسومة. في حين عاقب فرعون وقومه بالغرق فقط، وعاقب عادا بالريح فقط، وثمود بالصيحة فقط، وفي هذا دليل على قبح المعصية وشناعتها.[9]

الحديث والسيرة النبوية

تشير الأحاديث النبوية (وهي الأقوال والأفعال المنقولة عن النبي محمد) أن المثلية الجنسية لم تكن مجهولة في شبه الجزيرة العربية.[10] وبالنظر لغياب نص قرآني يفصل في عقوبة المثلية الجنسية، اتجه الفقهاء إلى السيرة النبوية والتي وضحت كيفية إقامة الحدود.[10]

في تسجيلات نقلها ابن الجوزي عن النبي محمد، يذكر بأنه لعن قوم لوط في عدة أحاديث نبوية، وأوصى بإعدام الفاعلين الاثنين.[11] وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط ثلاثا، ولم يلعن أحدا من أهل الكبائر ثلاثا إلا من فعل هذا الأمر.

وأورد الترمذي وأبو داود ومحمد بن ماجة وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به). وهو حديث صحيح صريح في عقوبة القتل للفاعل والمفعول به مطلقاً مرتكبي هذه الجريمة. [12]

أحكام الصحابة والمذاهب الإسلامية

ذكر الشوكاني في السيل الجرار « قد قتل اللوطي في زمن الخلفاء الراشدين، وأجمعوا على ذلك، ولا يضر اختلاف صفة القتل، وذهب إلى ذلك جماعة من العلماء».[13] وكتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق حول الموضوع، فاستشار أبو بكر الصديقُ الصحابةَ، فكان رد علي بن أبي طالب أشدها وقال« ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار». فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه. [14]

وينقل عالم الدين والداعية فتحي يكن في كتابه "الإسلام والجنس" بأن أحكام المذاهب الإسلامية لعقوبة المثلية الجنسية والاختلاف حولها.[15] فيذكر بأن المذهب المالكي يرى بأن يتم رجم "الفاعل والمفعول فيه" سواء أكانا محصنين أو غير محصنين.[16] في حين يجد مذهب الشافعي ومذهب أحمد ثلاث آراء:

  • المثلية حكمها حكم الزنا، يرجم المحصن ويجلد ويغرب غير المحصن.
  • الفاعل يرجم والمفعول فيه يجلد ويغرب
  • عقوبة الفاعل والمفعول به القتل في كل حال.[17]

وينتقل الدكتور فتحي يكن في كتابه «الإسلام والجنس» إلى ذكر بأن عقوبة السحاق أو وطء البهائم هي التعزير.

الأحكام الصادرة من العلماء المعاصرين في الإسلام

مع استثناءات قليلة جداً، يرى جميع علماء الشريعة الإسلامية أي نشاط جنسي من نفس الجنس على أنه جريمة تخضع للعقاب وينظر له على أنه خطيئة. على الرغم من عدم وجود عقوبة محددة جرى الاتفاق عليها، إلا أن ذلك، عادةً ما يتم تركه لتقدره السلطات المحلية حسب الشريعة الإسلامية.[18] يرى يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المثلية الجنسية "انتكاساً في الفطرة ومفسدة للرجولة وظلماً للمرأة"، ويفسر القرضاوي بأن "شدة العقوبات إنما هي لتطهير المجتمع الإسلامي".[19]

ذهبَ الداعية الإسلامي السعودي سلمان العودة في شريط مصور له أن المثلية فعلٌ آثم، لكنها لا تُخرج صاحبها من الإسلام، وجاء ذلك بعد انتقادات وجهت له بسبب مقابلة مع صحيفة سفينسكا داغبلادت[20] وأضاف في فيديو نشره على حسابه الرسمي أن هناك إجماعاً بين علماء الدين الإسلامي على حرمة المثلية الجنسية، إلا أنهم اختلفوا ما إذا كانت العقوبة حداً أم تعزيراً متروكاً للحاكم.[21]

صرح شوقي علام مفتي الديار المصرية في حوار معه بأن لا أحد لديه الحق في إيذاء المثليين أو التمييز ضدهم.[22]

مراجع

  1. سنن أبي داود (4462)،وسنن الترمذي (1456)،وسنن ابن ماجه (2091)،ومسند أحمد (4/258)،وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2422)،وابن عثيمين في الشرح الممتع (14/242)،وأحمد شاكر
  2. The Hudud: The Hudud are the Seven Specific Crimes in Islamic Criminal Law and Their Mandatory Punishments, 1995 Muhammad Sidahmad
  3. Stonebanks, Christopher Darius (2010). Teaching Against Islamophobia. صفحة 190.
  4. (المراجع 7: 80-84، 11: 77-83، 21:74، 22:43، 26: 165 -175، 27: 56-59، و29: 27-33)
  5. Duran (1993) p. 179
  6. Kligerman (2007) pp. 53–54
  7. Wayne Dynes, Encyclopaedia of Homosexuality, New York, 1990.
  8. Kugle, Scott (2010). Homosexuality in Islam. Oxford, England: Oneworld Publications. صفحات 42–49.
  9. حد اللواط والشذوذ : وسائل نافعة لعلاج الشذوذ - موقع إسلام ويب - تصفح: نسخة محفوظة 13 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  10. Ed. C. Bosworth, E. van Donzel, The Encyclopaedia of Islam, Leiden, 1983
  11. Wafer, Jim (1997). "Muhammad and Male Homosexuality". In Stephen O. Murray and Will Roscoe (المحرر). Islamic Homosexualities: Culture, History and Literature. New York University Press. صفحة 89. مؤرشف من الأصل في 8 أكتوبر 201824 يوليو 2010.
  12. حد اللواط والشذوذ : يقتل الفاعل والمفعول به - فتوى من موقع إسلام ويب - تصفح: نسخة محفوظة 12 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  13. حد اللواط والشذوذ : هل يلزم من وقع في اللواط أن يقدم نفسه لإيقاع الحد عليه؟ - فتوى على موقع إسلام ويب - تصفح: نسخة محفوظة 13 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  14. حد اللواط والشذوذ : نصائح لعلاج الشذوذ الجنسي، وعقاب مرتكبه - فتوى على موقع إسلام ويب - تصفح: نسخة محفوظة 13 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  15. الإسلام والجنس، للكاتب فتحي يكن - صفحة 56 و57 - صادر عن مؤسسة الرسالة - الطبعة الثانية 1975.
  16. شرح الزرقاني
  17. نهاية المحتاج. "رقم الصفحة مطلوب"
  18. Duran, K. (1993). Homosexuality in Islam, p. 184. Cited in: Kligerman (2007) p. 54.
  19. كتاب الحلال والحرام في الإسلام - يوسف القرضاوي - ص 151 و153 - الطبعة 22 عن مكتبة وهبة .
  20. "بعد فتوى "المثلية الجنسية".. سلمان العودة يرد على مهاجميه". HUFFPOST. 2 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 22 يناير 2018.
  21. "شاهد.. سلمان العودة يثير ضجة بفيديو حول المثليين: من قال إنهم خارجون عن الملة فهم الخوارج". سي إن إن. 2 مايو 2016. مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 2017.
  22. Krüger, Interview von Paul-Anton (2016-07-24). "Fehlgeleitete Wahnsinnige". sueddeutsche.de (باللغة الألمانية). ISSN 0174-4917. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 201808 أبريل 2018.

طالع أيضا

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :