صراع القطيف أو نزاع القطيف عادة ما يشير إلى المرحلة الحديثة من التوترات الطائفية والعنف الذي شهدته شرق شبه الجزيرة العربية بين العرب الشيعة والعرب السنة الذين يحكمون السعودية منذ أوائل القرن 20.
نزاع القطيف | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من صراع إيران والسعودية بالوكالة | |||||
خريطة المملكة السعودية العربية حيث يظهر فيها الجزء الشرقي من المملكة والذي يضم محافظة القطيف.
| |||||
معلومات عامة | |||||
| |||||
المتحاربون | |||||
السعودية | منظمة الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية (1979-91) حزب الله الحجاز (1987-حاليا) الشيعة العرب | ||||
الخسائر | |||||
2013-275 قتيلا (من 1979 إلى 2017) |
يشمل الصراع الاضطرابات المدنية التي كانت مستمرة بشكل متقطع منذ انتفاضة محرم عام 1979 وكذلك احتجاجات 2011 - 2013، هذا بالإضافة إلى الحوادث المسلحة التي زادت في عام 2017 كجزء من اضطرابات القطيف.
الخلفية
- مقالة مفصلة: شيعة السعودية
منذ ضم الأحساء والقطيف إلى الدولة السعودية الثالثة في عام 1913 من قبل ابن سعود والشيعة يعانون من حالات القمع المتعددة في المنطقة، وخلافا لباقي مناطق المملكة العربية السعودية والتي تضم عددا محدودا نوعا ما من الشيعة، إلا أن منطقة القطيف تُعتبر منطقة فائقة الأهمية بالنسبة للحكومة السعودية وذلك لتوفرها على احتياط نفطي مهم من جهة، وتواجد مصفاة التصدير التي تقع في محطة رأس تنورة والذي يقع بدوره بالقرب من القطيف من جهة ثانية.[1]
التاريخ
انتفاضة 1979
شهدت العديد من المناطق على رأسها القطيف والأحساء في المملكة العربية السعودية نزاعات مدنية عديدة خاصة خلال الفترة التي حدثت فيها انتفاضة محرم وذلك في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 1979، وقد أسفرت هذه الاضطرابات عن مقتل 20 إلى 24 شخصا في تفجير وُصف بأنه طائفي يستهدف أقلية الشيعة الموجودة في المملكة.
قمع 1979-83
بعد انتفاضة عام 1979، شاركت السلطات السعودية في الاضطهاد المنهجي لنشطاء الشيعة في القطيف، حيث يُقَدَّرُ عدد القتلى ما بين 182 و219 وذلك بحلول عام 1983 (بما في ذلك أحداث 1979).[2]
احتجاجات الربيع العربي 2011-12
- مقالة مفصلة: الاحتجاجات السعودية 2011 - 2013
إن الاحتجاجات التي شهدتها المملكة العربية السعودية عام 2011 هي جزء من الربيع العربي الذي بدأ مع الثورة التونسية، وقد بدأت هذه الاحتجاجات بالتضحية بالنفس في صامطة[3] لتشهد بعد ذلك شوارع جدة احتجاجات كثيرة في أواخر كانون الثاني/يناير 2011.[4][5] كما كانت هناك احتجاجات أخرى ضد شيعة السعودية وذلك في شباط/فبراير وبداية آذار/مارس من نفس السنة خاصة في محافظة القطيف، الهفوف، العوامية والرياض.[6][7] وقد أدت كل هذه الأحداث إلى قيام السعوديين بتنيظم مظاهرة عُرفت بـ "يوم الغضب" وذلك بتاريخ 11 مارس من نفس العام مستعينين بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجلب أكبر عدد من المواطنين والاتفاق على مكان انطلاق المظاهرة، [8][9] وقد زُعم أنه تم اغتيال فيصل أحمد عبد الأحد من قبل قوات الأمن السعودي في 2 آذار/مارس مع عدة مئات من المحتجين في القطيف والهفوف في اليوم نفسه؛[10] أما خالد الجهني فقد بقي وحده في الرياض، ثم أجرى مقابلة مع بي بي سي العربية قبل أن يتم اعتقاله والزج به في السجن،[11][12] وقد كسبت هذه الواقعة شهرة في الإنترنت حيث باتت تُعرف باسم "هناك رجل شجاع واحد فقط في المملكة العربية السعودية".
وقعت العديد من الاحتجاجات من أجل المطالبة بحقوق الإنسان خاصة في أبريل 2011 أمام مبنى الحكومة في كل من الرياض، الطائف وتبوك[13][14][9] ثم عادت الاحتجاجات مجددا للاشتعال لكن هذه المرة بوتيرة أقل وذلك بتاريخ يناير 2012 في العاصمة الرياض.[15] هذا وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2011 قام الشيخ نمر النمر بتشجيع أنصاره في المقاومة السلمية قصد الوقوف في وجه الحكومة السعودية والمطالبة بتغيير العديد من القوانين.[16]
الجدل حول الشيخ نمر النمر
- مقالة مفصلة: إعدام نمر النمر
في 15 أكتوبر 2014، تم الحكم على نمر النمر بالإعدام من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة وذلك بتهمة سعيه للتدخل في المملكة العربية السعودية وعصيان حكامها، بالإضافة إلى حمل السلاح ضد قوات الأمن. وقد قال سعيد بومدوحة من منظمة العفو الدولية إن حكم الإعدام "جزء من حملة تشنها السلطات في المملكة العربية السعودية بهدف سحق المعارضة، بما في ذلك تلك التي تدافع على حقوق الشيعة في المملكة." وقد قام شقيق النمر والذي يحمل اسم محمد النمر بالتغريد على حسابه في تويتر منتقدا عقوبة الإعدام ليتم إلقاء القبض عليه في اليوم نفسه.
وبعد صدور الحكم مباشرة، حذر رئيس القوات المسلحة الإيرانية المملكة العربية السعودية بأنها "ستدفع الثمن غاليا" إذا ما تنفيذ هذه العقوبة.[17]
في شهر مارس من العام 2015، أيدت محكمة الاستئناف في السعودية حكم الإعدام بحق النمر.[18]
في 25 تشرين الأول/أكتوبر من عام 2015، رفضت المحكمة الشرعية العليا في المملكة العربية السعودية استئناف النمر ضد عقوبة الإعدام. وخلال مقابلة مع رويترز، صرح شقيق النمر أن قرار الإعدام كان نتيجة جلسة الاستماع التي وقعت دون وجود أو إخطار النمر أو أحد محاميه، كما أكد أنه لا يزال يأمل صدور قرار العفو من الملك سلمان.[19][20][21]
اضطرابات 2017-حاليا
حدثت عام 2017 اضطرابات عنيفة في القطيف؛ حيث شهدت هذه المنطقة صراعا كبيرا بين كل من الحكومة السعودية والشيعة المسلحين، وقد اشتدت هذه الصراعات في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، حيث بدأت في مايو 2017 بعد حادث قتل شاب لطفل باكستاني في 12 مايو.[22]
مقالات ذات صلة
المراجع
- Nehme, Michel G. (October 1994). "Saudi Arabia 1950–80: Between Nationalism and Religion". Middle Eastern Studies. 30 (4): 930–943. doi:10.1080/00263209408701030. JSTOR 4283682.
- JAY PETERZELL (1990-09-24). "The Gulf: Shi'Ites: Poorer Cousins". TIME. TIME. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 201301 فبراير 2011.
- "Man dies after setting himself on fire in Saudi Arabia". BBC News. BBC News. 23 January 2011. مؤرشف من الأصل في 23 يناير 201123 يناير 2011.
- "Flood sparks rare action". The Gazette. 29 January 2011. مؤرشف من الأصل في 01 فبراير 201129 يناير 2011.
- "Dozens detained in Saudi over flood protests". بينينسولا. رويترز. 29 January 2011. مؤرشف من الأصل في 31 يناير 201131 يناير 2011.
- "Anti-govt. protests hit S Arabia cities". برس تي في. برس تي في. 5 March 2011. مؤرشف من الأصل في 05 مارس 201103 مارس 2011.
- Laessing, Ulf; Matthew Jones (5 March 2011). "Saudi Arabia says won't tolerate protests". رويترز. مؤرشف من الأصل في 05 مارس 201103 مارس 2011.
- Spencer, Richard; James Kirkup; Nabila Ramdani (21 February 2011). "Libya: Muammar Gaddafi's regime on the brink of collapse". The Daily Telegraph. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 201122 فبراير 2011.
- "Middle East unrest: Saudi and Bahraini kings offer concessions". The Guardian. 23 February 2011. مؤرشف من الأصل في 02 مارس 201124 فبراير 2011.
- Banerjee, Neela (11 March 2011). "Saudi Arabia 'day of rage' protest fizzles". Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 11 مارس 201111 مارس 2011.
- Kennedy, Dana (8 April 2011). "Imprisoned Father of Autistic Boy Called 'the Bravest Man in Saudi Arabia". إيه أو إل. إيه أو إل. مؤرشف من الأصل في 06 يونيو 201106 يونيو 2011.
- Buchanan, Michael (24 May 2011). "Saudi Arabia: Calls for political reform muted". BBC. BBC. مؤرشف من الأصل في 06 يونيو 201106 يونيو 2011.
- "Saudis stage protest rally in Riyadh". برس تي في. برس تي في. 5 April 2011. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 201106 أبريل 2011.
- Alsharif, Asma; Jason Benham (10 April 2011). "Saudi unemployed graduates protest to demand jobs". رويترز. مؤرشف من الأصل في 12 أبريل 201112 أبريل 2011.
- "Saudi police break up rare Riyadh demo". برس تي في. برس تي في. Ahlul Bayt News Agency. 14 January 2012. مؤرشف من الأصل في 16 يناير 201216 يناير 2012.
- Cowburn, Ashley (2 January 2016). "Sheikh Nimr al-Nimr profile: A 'holy warrior' who called for elections in Saudi Arabia". ذي إندبندنت. مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 201703 مايو 2017.
- The Shia in Saudi Arabia: The sword unsheathed, economist.com. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Tasnim News Agency – Saudi Appeal Court Upholds Sheikh Nimr's Death Sentence". Tasnim News Agency. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015.
- "Saudi court upholds death sentence for Shi'ite cleric". Reuters. 25 October 2015. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 201530 أكتوبر 2015.
- Brittany Felder (26 October 2015). "Saudi Arabia top court confirms death sentence of Shiite Muslim Cleric". JURIST. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 201731 أكتوبر 2015.
- October 26, 2015. "Saudi Arabia court confirms Shia cleric death sentence". Al Jazeera. Retrieved 27 October 2015. نسخة محفوظة 06 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- "Two, including infant, killed after 'terror shootout' in Saudi Arabia's Qatif". Al Arabiya. 12 May 2017. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 201906 أكتوبر 2017.