الرئيسيةعريقبحث

أعمال الخديوي إسماعيل


☰ جدول المحتويات


أعمال الخديوي إسماعيل أثناء فترة حكمه، هذه لمحة عنها:

إعمار المدن

كان إسماعيل أثناء دراسته بباريس ميالاً إلي علوم الهندسة، ومن هنا اتجهت ميوله إلي تنظيم المدن وتخطيطها وتجميلها، وقد وجه جل عنايته في هذا الصدد إلي القاهرة والإسكندرية.

إعمار القاهرة

فمن أعماله في القاهرة إزالة تلال الأتربة التي كنت تحيط بها، والتي بدأ محمد على في إزالتها ن وتخطيط شوارع وميادين جديدة، كشارع الفجالة الجديد، وشارع كلوت بك، وشارع محمد علي، وشارع عبد العزيز، وشارع عابدين. وانشأ أحياء بأكملها، كحي الإسماعيلية، والتوفيقية، وعابدين، وميدان الأوبرا، ونظم جهات الجزيرة، والجيزة، بعد أن أنشأ بها القصور العظيمة، وأنشأ حديقة النبات بالجيزة. وكان لفتح الشوارع والميادين والأحياء الجديدة فضل كبير في توسيع المدينة وتجميلها، وتوفير الهواء النقي وتدبير الوسائل الصحية للسكان، وارتفاع قيمة الأراضي والمباني وازدهار العمران.

وأهم الأحياء التي أنشأها حي (الإسماعيلية)، وقد سمي باسمه، لأنه هو الآمر بإنشائه، وكانت جهاته من قبل أراضى خربة تحتوى على كثبان من الأتربة وبرك المياه، وأراضي سباخ، فخططها وأنشأ فيها الشوارع والحارات على خطوط مستقيمة، وأغلبها متقاطع علي زوايا قائمة، ودكت شوارعها وحاراتها بالحجر (الدقشوم)، ونظمت علي جوانبها الأرصفة، ومدت في أرضيها أنابيب المياه، وأقيمت فيها أعمدة المصابيح لإنارتها بغاز الاستصباح، فأصبحت كما يقول العلامة على باشا مبارك "من أبهج أخطاط القاهرة وأعمارها، وسكنها الأمراء والأعيان ".

وبنى مسرح الكوميدي ومسرح الأوبرا، ونسق حديقة الأزبكية تنسيقاً جميلاً. وانشأ كوبري قصر النيل البديع ليصل الجزيرة بمصر، وتم إنشاؤه على يد شركة فيف ليل vives lille الفرنسية سنة 1872، وتكلف 108.000 جنيه، والكوبري المسمى الكوبري الإنجليزي أو كوبري البحر الأعمى (كوبري الجلاء الآن) لوصل الجزيرة بالجيزة، وقامت بإنشائه شركة إنجليزية وتكلف 40.000 جنيه وتم إنشاؤه أيضاً سنة 1872 وردم بركة الرطلى وأنشأ بها الشوارع المستقيمة. وأنشأ الطريق المعبد بين القاهرة والأهرام (شارع الهرم)، ورصفه بالحجارة، وكان إنشاؤه سنة 1869 لمناسبة زيارة الإمبراطورة أوجينى مصر لحضور حفلات افتتاح قناة السويس.

ومد أنابيب المياه في أحياء المدينة لتوزيع مياه النيل العذبة في البيوت بعد أن كان يحملها السقاءون في القرب.

وعنى بتعميم الكنس والرش في شوارع القاهرة، وأدخل نظام الإنارة بغاز الاستصباح، فاكسب المدينة بالليل بهجة وجمالاً وبهاء، وساعدت الأنوار على حفظ الأمن ليلاً. وهو أول من شرع في إقامة تماثيل العظماء في الميادين العامة تخليداً لذكراهم، فأمر بصنع التمثالين الكبيرين الذين يزينان أهم ميادين القاهرة والإسكندرية الأول لمحمد علي، وقد نصب في الإسكندرية والثاني لإبراهيم باشا وقد نصب في القاهرة سنة 1873. وعمر المسجد الحسيني، وأصلح ميدان الرميلة، الواقع بجانب القلعة، ووسعه وغرس به الأشجار وأوصله بشارع محمد علي فصار أفسح ميادين القاهرة. وأمر ببناء حمامات حلوان لما تبين من مزايا مياهها المعدنية الكبريتية، وعنى بعمران هذه المدينة وشيد بها قصراً فخماً وهو المعروف بقصر الوالدة على النيل، وخطط طريقاً معبداً من النيل إلي حلوان، ورغب إلي السرة سكناها، وأنشأ السكة الحديدية التي تصلها بالقاهرة وبلغ عدد سكان العاصمة في ذلك العهد 350,000 نسمة.

إعمار الإسكندرية

تكلمنا عن عمران الإسكندرية في عهد محمد علي، وقد ازدادت عمراناً في عهد إبراهيم وعباس، ثم في عهد سعيد الذي كان يحب الإقامة فيها، ويؤثرها على عاصمة البلاد، وقد جدد بها مسجد البوصيرى بالميناء الشرقي، وبلغ عدد سكانها في عهده نحو مائه ألف من السكان. وازداد عمرانها في عهد إسماعيل فاختط فيها شوارع جديده وأحياء جديدة، كشارع إبراهيم الممتد من مدرسة السبع بنات إلي ترعة المحمودية، وشارع الجمرك، وشارع المحمودية، وفتح ستة شوارع أخرى ممتدة بين سكة باب شرقي والطريق الحربي الذي كان يحيط بالمدينة.

وأنيرت أحياؤها بغاز الاستصباح بواسطة شركة أجنبية وأنشئت بلديتها للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، وتم تبليط كثير من شوارع الإسكندرية، وعملت المجارى تحت الأرض لتصريف مياه الأمطار وغيرها، وعهد الخديوي إلي إحدى الشركات الأجنبية توصيل المياه العذبة من المحمود يه إلي المدينة وتوزيعها بواسطة وأبور مياه الإسكندرية.

وعمرت جهة الرمل في عهده عمراناً كبيراً، واتصلت بالمدينة بخط حديدى، وأنشأ بها الخديوي عدة قصور له ولذويه للإقامة بها في الصيف، واليه يرجع الفضل في جعلها مصيف القطر المصري، وفتح شارعاً عظيماً يبتدئ من باب رشيد وينتهي إلي حدود الملاحة بزمام (المندرة) ماراً بالسراي الخديوية بالرمل، طوله من باب شرقي إلي السراي 400 متر في عرض 12 متراً ومن السراي إلي الملاحة 4000 متر عرض ثمانية أمتار، ومد طريقاً من الملاحة إلي ترعة المحمودية. وأنشأ حديقة النزهة على ترعة المحمودية، وجعلها متنزهاً عاماً، وبنى سراي الحقانية التي أنشئت بها المحكمة المختلطة، وأصلح ميناء الإسكندرية، وبلغ عدد سكان المدينة في عهده 212,000 نسمة.

بناء القصور

انظر المقال الرئيسي: قصور إسماعيل. قصور إسماعيل قصور الخديوي إسماعيل.

وأنشأ عدداً كبيراً من القصور: منها

سراي عابدين التي جعلها مقراً للحكم، وحلت محل سراي القلعة التي بناها محمد علي باشا، و سراي الجزيرة، و سراي الجيزة، و سراي بولاق الدكرور، و قصر القبة، و قصر حلوان، و سراي الإسماعيلية، و سراي الزعفران بالعباسية.و سراي الرمل بالإسكندرية، و جدد القصر العالي، و قصر النزهة بشبرا (المدرسة التوفيقية الآن)، و سراي المسافرخانة، و قصر النيل، و سراي رأس التين بالإسكندرية. قصر إميرگان المطل على مضيق البوسفور بإسطنبول. وأنشأ عدة قصور أخرى في مختلف البنادر كالمنيا، والمنصورة والروضة.

الري والزراعة

انظر المقال الرئيسي: الري والزراعة في عهد إسماعيل. بذل الخديوي إسماعيل جهوداً كبيرة في أقامه أعمال العمران التي عادت على البلاد بالمزايا الجمة ،ولقد ذكرنا في الفصول السابقة ما أسسه من معاهد التعليم والمنشآت البحرية والحربية التي تعد من اجل أعماله العمرانية، والآن نتكلم عن أعمال العمران الأخرى في ميادين الري والزراعة والصناعة وتعمير المدن. فهرس [إخفاء] •1 منشآت الري o1.1 الترع o1.2 الترع الأخرى o1.3 القناطر o1.4 إصلاح القناطر الخيرية •2 منشآت الزراعة o2.1 مجالس تفتيش الزراعة ووزارة الزراعة o2.2 التوسع في زراعة القطن والقصب •3 زيادة مساحة الأطيان المزروعة •4 مراجع

[عدل] منشآت الري كان أول ما وجه إليه همته العمل على إنماء ثروة مصر الزراعية بتوفير وسائل الري، فكان لهذه الوسائل الفضل الكبير في زيادة إنتاج الأراضي المزروعة وأحياء موت الأراضي القابلة للزراعة. [عدل] الترع فشق كثيراً من الترع في الوجه القبلي، وبلغ عدد ما حفر أو اصلح في عهده نحو 112 (اثنتي عشره ومائه) ترعة ،وأهمها الترعة الإبراهيمية والترعة الإسماعيلية. •الترعة الإبراهيمية: وهي أعظم الترع التي أنشئت في عهد إسماعيل، وتعد من أعظم منشآت الري في العالم قاطبة وقت انشائها، تأخذ مياهها من النيل عند أسيوط، وتنتهي عند (أشمنت) بمديرية بنى سويف، ويبلغ طولها 267 كم. •قناطر التقسيم oقناطر التقسيم بديروط، أنشئت سنة 1871 وتعد " قناطر التقسيم "من أعظم قناطر الري في الدنيا، •الترعة الإسماعيلية

[عدل] الترع الأخرى إصلاح رياح المنوفية ومن أهم أعمال الري في ذلك العهد إصلاح رياح المنوفية الذي أنشئ في عهد سعيد باشا وإعادة احتفاره وتعميقه، وبناء قناطره، وقد اجتمع لهذا العمل نحو ثمانين ألفاً من العمال والفلاحين، وتم حفره من الفم إلى التقائه ببحر شبين سنة 1285 هـ (1868 م) في مدة ستين يوماً، ولما تم حفره تحولت منابع جميع الترع التي كانت تأخذ مياهها من النيل، فصارت تستمد مياهها من الرياح المذكور، وصار أهم مصدر للري في مديريتي المنوفية والغربية. وفى سنة 1870 أصلحت طلمبات العطف وزيدت قوتها، فصار في مقدورها تغذية ترعة المحمودية يومياً بثمانمائة ألف متر مكعب من المياه. بمحافظة الشرقية أنشئت الترع التالية: •ترعة ناطورة، و •المكاسر، و •جنابية السكة الحديد، و •جنابية أبى كبير، و •العصلوجى بمديرية البحيرة: •ترعة الحاجر الغربية، •ترعة الحاجر الشرقية و •تمديد مصرف النظامية

الترع بالمنوفية والغربية: تحويل كثير من الترع القديمة إلى ترع صيفية، كالتالي: -الباجورية •السرساوية •خليج عشما •السمسمية •الملوانية •ترعة الثعالب •ترعة قطور •ترعة سبطاس •جنابية القرشية •بحر دخميش •ترعة نورى أغا •ترعة الألفي •ترعة الساحل •ترعة الخط •ترعة بجيرم •ترعة قويسنا •العطف •الخضارات •ترعة حسن •ميت خلف الخ بمحافظة القليوبية: •ترعة القرطامية، و •الفليفلة، و •مصرف العموم بمحافظة الشرقية: •ترعة مصطفى أفندي، و •بحر الرمل بمحافظة الدقهلية: •وسعت ترعة الساحل، وجرى امتدادها إلى البوهية، و •أعيد حفر ترعة الدنديطية، والصافورية، وجعلت كلتاهما صيفية، •ووسعت ترعة أم سلمى، وصار تعميقها وتوصيلها بالبحر الصغير، فعم النفع الكبير ومن الترع التي جُعلت صيفية بالدقهلية : •ترعة جصفه، و •الغفارة، و •مصرف المقدام ،و •ترعة الأفنديه، و •الخزان الجديد، و •ترعة معاند، و •البزرارى، و •بحر طناح، و •ميت سويد، و •ميت يعيش وكانت العناية مبذولة لتطهير الترع في مختلف المديريات

[عدل] القناطر وأنشئ من قناطر الترع والرياحات 426 قنطرة، منها 150 في الوجه القبلي و276 في الوجه البحري وعنيت الحكومة بالمحافظة على جسور النيل والترع. [عدل] إصلاح القناطر الخيرية وقد ظهر خلل في بعض عيون القناطر الخيرية سنة 1867 بسبب ضغط المياه، فوجه إسماعيل عنايته إلى ملافاة هذا الخلل، وعهد بذلك إلى فطاحل المهندسين في عصره، وهم : موجيل بك (وكان قد غادر مصر إلى فرنسا)، وبهجت باشا، ومظهر باشا، ثم المستر فولر المهندس الإنجليزي، وأنجز هذا الإصلاح في عهد الخديوي إسماعيل. [عدل] منشآت الزراعة [عدل] مجالس تفتيش الزراعة ووزارة الزراعة وتقرر إنشاء مجالس بالأقاليم سميت (مجالس تفتيش الزراعة)، منها مجلسان بالوجه البحري وثلاثة مجالس في مصر الوسطى والوجه القبلي، والغرض منها البحث في الوسائل الكفيلة بتحسين الزراعة وإنمائها وتوزيع مياه الري، وكان تأليفها تنفيذاً لقرار مجلس شورى النواب وأنشئت وزارة الزراعة للعناية بالشؤون الزراعية عامة، وجعلت مرجع مجالس تفتيش الزراعة. [عدل] التوسع في زراعة القطن والقصب وعنى الخديوي بالتوسع في زراعة القطن لما ظهر من ارتفاع أسعاره أثناء الحرب الأهلية الأمريكية وما كانت تدر زراعته على البلاد وقتئذ من الأرباح العظيمة، وجلب من أوروبا العدد الوفير من آلات الري لتوفير المياه وتحسين طرق الري، وأمدت الحكومة المزارعين بالبذور التي يحتاجون إليها، وازداد الناتج من القطن في ذلك العهد. ووجه الخديوي همته إلى الإكثار من زراعة قصب السكر، وخاصة في أملاكه بالوجه القبلي، وازدادت عنايته به بعد أن تراجعت أسعار القطن وهبطت إلى مستواها العادي عقب انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، فرأى من الحكمة أن ينهض بزراعة القصب لاستحداث صناعة السكر بإنشاء معامله الكبيرة، ولكي تجد محصولاً آخر تعتمد عليه بجانب محصول القطن.

[عدل] زيادة مساحة الأطيان المزروعة كان لأعمال العمران التي قام بها إسماعيل في ميادين الزراعة فضل كبير في ازدياد مساحة الأطيان الزراعية وزيادة محصولها، فقد كانت مساحة الأراضي المزروعة في أواخر عهد محمد علي 3.856000 فدان، فبلغت في أواخر عهد إسماعيل 4.810.000 فدان أي أنها زادت في هذا العهد بمقدار مليون فدان تقريباً، ويدخل في هذا الإحصاء ما زاد من الأطيان في عهد سعيد، لما اشتمل عليه ذلك العهد من الإصلاحات الزراعية.

معامل النسيج

وعاد النشاط إلى معمل الطرابيش بفوه، ومعامل النسيج بها، وهما المنشآن من عهد محمد علي. وأنشئ مصنعان لعمل الجوخ، أحدهما ببولاق، والثاني بشبرا، وكانا يصنعان الأجواخ التي تلزم لجنود البر والبحر.

معامل الطوب والدباغة والزجاج والورق

وأنشئ معمل لضرب الطوب في قليوب، ومصنع لدبغ الجلود بالإسكندرية، ومعمل للزجاج، ومعمل للورق في بولاق.

المواصلات والسكة الحديد

انظر: المواصلات والسكة الحديد المواصلات في عهد الخديوي إسماعيل (تم التحويل من مواصلات وسكة الحديد في عهد إسماعيل) المواصلات والسكك الحديدية في عهد الخديوي إسماعيل

اصلحت إدارة السكك الحديدية بعد أن كانت محتلة في أواخر عهد سعيد، وبذل إسماعيل جهداً كبيراً في مد السكك الحديدية في أنحاء القطر، فقد كان طول ما أنشئ منها قبل ولايته الحكم 245 ميل (خمسة وأربعون ومائتي ميل)، فأنشأ نحو 1085 ميل " خمسة وثمانين وألف ميل". وبحسب إحصاء بعثة "كيف" الإنجليزية، بلغ طول السكك الحديدية التي أنشأها إسماعيل 1200 ميل، وقدرت البعثة نفقات إنشائها بمبلغ 13.200.000 جنيه ونيف، بواقع الميل 11.000 جنيه.

وهاك بيان أهم الخطوط التي أنشئت في ذلك العهد وتاريخ إنشائها وطولها بالميل.

سكك حديد مصر في عهود عباس وسعيد وإسماعيل الخط سنة الإنشاء طوله (ميل)

الخطوط التي أنشئت في عهد عباس وسعيد من القبارى (الإسكندرية) إلي كفر الزيات 1854 107 من كفر الزيات إلي طنطا 1855 18 من طنطا إلي القاهرة 1856 86 من القاهرة إلي السويس رأساً (ثم الغي سنة 1869 بعد إنشاء خط مصر - الإسماعيلية – السويس) 1858 من طنطا إلي كفر الزيات 1859 18 من القاهرة إلي قليوب 1861 14 من بنها إلي ميت برة 1861 10 من بنها إلي الزقازيق 1860 37 من طنطا إلي محلة روح 1857 14 من محلة روح إلي سمنود 1859 21 اجمالي الخطوط في عهدي عباس وسعيد 245 الخطوط التي أنشئت في عهد إسماعيل من دمنهور إلي القباري 1864 64 من بنها إلي طنطا 1865 41 من كفر الزيات إلي دمنهور 1865 43 من قليوب إلي بنها 1866 31 من القاهرة إلي سراي القبة 1865 7 من القاهرة إلي المحطة 1865 13 خط الجبل الأحمر 1865 4 من المكس إلي محاجر الدخيلة 1870 16 من سيدي بشر إلى رشيد 1876 66 من المعمورة إلى أبو قير 1876 3 من قليوب إلى القناطر الخيرية 1865 10 من شبين الكوم إلى طنطا 1866 28 من محلة روح إلى دسوق 1865 52 من الزقازيق إلى الإسماعيلية 1868 78 من نفيشة إلى السويس 1868 91 من الزقازيق إلى بنها 1870 37 من قليوب إلى الزقازيق 1865 63 من الزقازيق إلى المنصورة 1865 70 من أبو كبير إلي الصالحية 1869 34 من سمنود إلي طلخا 1863 17 من طلخا إلي دمياط 1869 66 من محلة روح إلى طنطا 1876 14 من قلين إلي كفر الشيخ 1875 17 من محلة روح إلي زفتى 1865 32 من بولاق الدكرور إلى بشتيل 1872 4 من بشتيل إلي ايتاي البارود 1872 116 من بولاق الدكرور إلى المنيا 1867 238 من المنيا إلى ملوي 1870 48 من ملوي إلي أسيوط 1874 82 توصيله معمل ببا 1870 1 توصيله النيل إلي أسيوط 1875 1 من الواسطى إلى الفيوم 1868 38 من الفيوم إلى أبو كساه 1869 24 من باب اللوق إلي حمامات حلوان 1872 25 اجمالي الخطوط في عهدي إسماعيل 1200 وعملت التحويلة من الملاحة إلي محطة الباب الجديد بالإسكندرية سنة 1876 وخصصت محطة القبارى من ذلك الحين للبضائع والقطارات الخاصة الواصلة إلي الميناء ومد الخط الحديدي من وادى حلفا جنوباً على مسافة 57 كيلو متراً.

] التلغراف انظر: تلغراف في عهد إسماعيل. تلغراف في عهد إسماعيل التلغرافات في عهد الخديوي إسماعيل عمم إسماعيل الخطوط التلغرافية التي بدأ إنشائها في عهد سعيد باشا، وتألفت منها شبكة ممتدة الفروع بين مختلف البلدان ومدة أيضاً الخطوط التلغرافية بين مصر والسودان وبين المدن المهمة في الأقاليم السودانية كما تقدم بيانه. وبلغ طول الخطوط التلغرافية سنة 1872 في مصر والسودان 5,582 كيلو متر وطول أسلاكها 11,951 كم. وهاك أهم هذه الخطوط في مصر: شبكة تلغراف مصر في عهد إسماعيل الخطوط عدد الأسلاك طول الخط (كم) من مصر إلي الإسكندرية 6 223 من مصر إلي ضواحيها 2 80 من القاهرة إلي قليوب والقناطر الخيرية 2 28 من القاهرة إلي غزة (فلسطين) بطريق بنها 2 455 من القاهرة إلي السويس بطريق بنها 1 242 من القاهرة إلي المنصورة بطريق قليوب 2 154 من القاهرة إلي السويس رأساً 4 144 من بنها إلى سراي ميت برة 2 14 من بنها إلي الزقازيق فالسويس 2 197 من طنطا إلي طلخا فدمياط 2 115 من طنطا إلي زفتى 2 53 من طنطا إلي دسوق 2 74 من طنطا إلي شبين الكوم 2 30 من الإسماعيلية إلي بورسعيد 1 74 من القنطرة إلي بورسعيد 1 41 من دمنهور إلى العطف ورشيد 2 90 من القاهرة إلي المنيا 2 276 من المنيا إلي أسيوط 2 144 من أسيوط إلي قنا 2 225 من قنا إلي أسوان 2 257 من قنا إلي القصير 2 188 من أسوان إلي وادى حلفا 2 337 اجمالي طول الشبكة 5,582 هذا عدا خطوط السودان. وبلغ عدد مكاتب التلغراف في مصر والسودان سنة 1878 : 151 مكتب، منها 86 مكتباً بالوجه البحري و44 مكتباً بالوجه القبلي و21 مكتباً بالسودان.

[تحرير] الشبكة الدولية وأنشأت الشركة الإنجليزية الشرقية في عهده خطاً تلغرافياً بحرياً من الإسكندرية إلي مالطة وصقلية فأوربا، وخطاً آخر من الإسكندرية إلي السويس إلي عدن فالهند، ويتصل بخط الشرق الأقصى وأستراليا، فاتصلت مصر بأوربا بخط الشركة الإنجليزية وبالخط الذي أنشأته الحكومة المصرية إلي غزة ومنها إلي الأستانة.

البريد

المقال الرئيسي: بريد مصر.

استمر البريد في عهد عباس باشا وسعيد باشا يسير علي الطريقة التي كانت متبعة في عهد محمد علي، فكان يحمل براً على يد السعاة وبحراً على ظهر السفن في النيل. وكان للجاليات الأوربية مكاتب للبريد بالإسكندرية والقاهرة، يقوم عليها طائفة من الأفراد يتولون أمر إرسال الخطابات إلى أصحابها، وأشتهر منهم رجل يسمى المسيو جاكومو موتسى Muzzi فكان لهُ شبه إدارة لتوزيع البريد بين مصر وأوروبا. فاعتزم إسماعيل إنشاء مصلحة بريد مصرية، تكون فرعاً من فروع الحكومة، فاشترى إدارة البريد التي أنشأها الميسيو موتسى، وصارت إدارة مصرية تابعة للحكومة من يناير سنة 1865، وأبقى الميسيو موتسى مديراً لها، بعد أن أنعم عليه بلقب بك، فصار أول مدير لمصلحة البريد في مصر. واعتزل موتسى بك العمل سنة 1876، فعين مكانه المستر كليار Kaillard الإنجليزي وأنعم عليه فيما بعد بالباشوية، فعرف بكليار باشا المسمى باسمه الشارع الذي به دار مصلحة البريد العامة بالإسكندرية (نقلت إلى القاهرة) وقد نظمت إدارة البريد وأنشئت لها المكاتب في الإسكندرية والقاهرة والأقاليم، وبلغ عددها في عهد إسماعيل 210 مكتب (عشرة ومائتي مكتب).

المتحف المصري

المقال الرئيسي: المتحف المصري.

كان محمد على قد أمر بمنع خروج الآثار القديمة من مصر، وبالمحافظة عليها، وأنشأ داراً للآثار بجهة الازبكية بمنزل الدفتردار، ونضيف إلى ذلك أن هذا الأمر لم يمنع يد السرقة والنهب أن تمتد إلى الآثار والعاديات القديمة فكان الإفرنج ينهبون منها ماتصل إليه أيديهم، وينقلون منها إلى بلادهم من بدائع الآثار المصرية ما تزدان به الآن متاحف أوروبا. وكانت الحكومة ذاتها، وخاصتاً في عهد عباس الأول، تهب من هذه الآثار إلى الأمراء والعظماء من الأجانب بغير حساب، حتى تضاءلت مجموعة العاديات التي جمعت في دار الآثار، فأمر عباس بنقلها إلى القلعة، فنقلت إليها. وحدث سنة 1855 أن جاء مصر الأرشيدوق ماكسمليان النمسوى زائراً، فأعجبته تلك الآثار، فطلب إلى عباس باشا أن يهبه شيء منها، وكان عباس لايقدر قيمتها الفنية أو التاريخية، ولايشعر بواجب المحافظة عليها، فوهبها إياه كلها، ولم يتورع عن التفريط في تلك الكنوز القومية الثمينة. وفي غضون هذه المآسي جاء مصر عالم من علماء العاديات كان له الفضل الكبير في الاحتفاظ بآثار مصر، ذلك وهو العالم الفرنسي المسيو "أوجوست مارييت" Mariette الذي أشتهر ذكره وعرف فيما بعد بمارييت باشا. جاء المسيو مارييت مصر سنة 1850، موفداً من قبل الحكومة الفرنسية للبحث عن بعض الآثار والمخطوطات، فعكف على التنقيب عن آثار سقارة، وأجرى حفائر عظيمة حتى كشف مدفن العجول (السرابيوم)، وكان يعمل في التنقيب منفرداً، دون أن تكون له بالحكومة صلة رسميه، وقد نقل إلى فرنسا كثيراً مما عثر علية من العاديات واللوحات الأثرية، وظل يعمل على هذا النحو حتى جعله سعيد باشا سنة 1858 مأموراً لأعمال العاديات بمصر، وكان ذلك بسعي المسيو فردينان دليسبس صديق سعيد الحميم، وقد بذل مارييت جهوداً في التنقيب عن العاديات والآثار ونقلت إلى مخازن أعدت لها ببولاق. ولما مات سعيد لقي مارييت من إسماعيل تعضيداً كبيراً، فأمره الخديوي بإصلاح مخازن بولاق وتوسيعها، وأفتتحها في حفلة رسميه حافلة يوم 18 أكتوبر 1863، وظلت دار العاديات في تقدم مستمر بفضل مثابرة مارييت ومؤازرة إسماعيل اياه طوال مدة حكمة. وبقى مارييت مثابراً على تعهد متحف الآثار حتى توفي سنة 1881، وقد نقل المتحف إلى الجيزة سنة 1891، ثم إلى مكانة الحالي بجوار قصر النيل سنة 1902، ودفن جثمان مارييت باشا في ناووس بمدخل المتحف.

دار الآثار العربية

وأصدر إسماعيل أمراً بإنشاء دار الآثار العربية سنة 1869، وعهد بإنفاذ المشروع إلى المسيو فرانس بك (باشا) كبير مهندسي الأوقاف، يجمع فيها ما كان مبعثراً في المساجد من الآثار العربية والإسلامية، ولكن المشروع لم يتحقق في عهد إسماعيل وإنما نفذ في عهد الخديوي توفيق.

دار الرصد

وأنشأ الرصد خانة (دار الرصد) بالعباسية وعهد برئاستها إلى إسماعيل الفلكي باشا العالم المشهور.ثم تولي رآستها بعد ذلك محمود باشا الفلكي صاحب المقالة الشهيرة عن علوم الفلك والتي طبعت بفرنسا وتنبأ فيها بحدوث الكسوف الكلي للشمس سنة 2004 وقد كان ما تنبأ به. تعديل الباحثة عزه محمود علي باحث أول وثائق

مصلحة الإحصاء

وأنشأت مصلحة الإحصاء تولاها المسيو دى رينى بك، ثم عهد برآستها إلى المهندس الإيطالي المسيو أمتشى amicci ولها إحصاءات قيمة عن أحوال مصر الاقتصادية والاجتماعية. وقد اقترحت هذه المصلحة عمل إحصاء جديد للسكان في أواخر عهد إسماعيل، ولكنه لم ينفذ إلا في أوائل عهد الخديوي توفيق، وعرف بإحصاء 4 مايو 1882.

مصلحة المساحة

وأنشئت (مصلحة المساحة) في أواخر عهد إسماعيل، وهي من أهم أعمال العمران المرتبطة بالزراعة والملكية الزراعية، وعهد بإدارتها إلى السير كلفين والمسيو كليجور، ثم أسندت إدارتها في أبريل سنة 1879 إلى الجنرال إستون باشا رأيس هيئة أركان حرب الجيش المصري.

الأعمال الصحية

انظر المقال الرئيسي: الأعمال الصحية في عهد إسماعيل. الأعمال الصحية في عهد إسماعيل الأعمال الصحية في عهد الخديوي إسماعيل

كانت المسائل الصحية موضع عناية إسماعيل، وشاركه في هذه العناية نوابغ الأطباء في مصر وأعضاء مجلس شورى النواب، فقد وجهوا همتهم جميعاً إلي تحسين أحوال البلاد الصحية، وكان للإدارة الصحية فضل كبير في مقاومة الأمراض ومكافحة الأوبئة، وخاصةً وباء الكوليرا الذي حل بالبلاد سنة 1865، وكان أشد ما أصيبت به البلاد من الأوبئة في ذلك العصر. وأنشئت مستشفيات عدة، وهاك بيان المستشفيات التي كانت موجودة بمصر والسودان في ذلك العهد :

المستشفيات الجديدة في عهد إسماعيل المستشفى عدد الأسرة

القاهرة- المستشفي الأميري 1153 القاهرة - المستشفي الأوروبي 150 الإسكندرية- المستشفي الأميري 350 الإسكندرية –المستشفى الأوروبي 150 الإسكندرية – المستشفى اليوناني 60 الإسكندرية – مستشفى الدياكونيس 80 رشيد 50 بورسعيد 45 الإسماعيلية 34 السويس - المستشفي الأميري 40 السويس – المستشفي الأوروبي 50 القصير 25 دمنهور 50 العطف 15 طنطا 30 المحلة الكبرى 25 شبين الكوم 25 الزقازيق 55 المنصورة 50 بنها 25 الجيزة 25 القناطر الخيرية 30 بني سويف 50 الفيوم 10 أسيوط 30 سوهاج 25 قنا 25 اسنا 25 دنقله (السودان) 15 كسلا (السودان) 38 الأبيض (كردفان - السودان) 35 سنار (السودان) 60 الخرطوم (السودان) 70 سواكن (إريتريا الحالية) 40 مصوع (إريتريا الحالية) 41 بربر (إثيوبيا) 320

  • مشكلة الديون:

ديون مصر في عهد إسماعيل •مشكلة الديون: ديون مصر في عهد الخديوي إسماعيل ديون مصر في عهد الخديوي إسماعيل ديون مصر في عهد إسماعيل السنة اسم القرض قيمة القرض (جنيه إنجليزي) الفائدة ديون داخلية 1864 قرض 1864 5,704,200 1865 قرض 1865 3,387,300 1866 قرض 1866 3,000,000 1867 قرض 1867 2,080,000 1868 قرض 1868 11,890,000 1869 قروض التحايل 18% 1870 دين الدائرة السنية 7,142,860 13% 1870 الديون السائرة 25,000,000 24% 1873 قرض اوبنهايم 32,000,000 29% ديون داخلية 1870 دين الرزنامة 3,337,000 9% 1871 دين قانون المقابلة 13,000,000 8.5% 1870 تعهد شراء أسهم مصر في قناة السويس 4,000,000 1870 دين للأوقاف الخيرية وبيت المال 537,000 1870 التزامات حكومية 6,276,000 اجمالي الديون 126,354,360 رأيت مما تقدم أن الفائدة الاسمية للقروض كانت تتراوح بين 6 و7%، ولكن فائدتها الحقيقية تصل إلي 12 و18 و26 و27%، وكان الخديوي كلما أعوزه المال يستدين بفوائد باهظة جالبة للخراب، وزادت هذه الفوائد الربوية في أواخر سنة 1875 وأوائل سنة 1876، لاضطرار الحكومة إلي أداء أقساط الديون المتراكمة وفوائدها، فكانت تتحايل للحصول علي المال بأية وسيلة، ومنها الاستدانة بواسطة السندات على الخزانة بفوائد فاحشة، بالغة ما بلغت، فكانت سائرة في سبيل الخراب لا محالة. ولم تكن قيمة القروض تصل كاملة إلي الخزانة، بل كان أصحاب البيوت المالية والمرابين يخصمون منها مبالغ طائلة لحساب المصاريف والسمسرة والفوائد، وما إلي ذلك، ولم يكن إسماعيل يدقق أو يعارض في الحسابات التي يقدمها له الماليون والسماسرة. فالقرض المشئوم الذي عقد سنة 1873 بلغ مقداره الاسمي 32 مليون جنيه لم يدخل منه الخزانة سوى 20,700,000 جنيه، منها أحد عشر مليوناً من الجنيهات نقدناً والتسعة ملايين سندات. ولم يتسلم من القرض الذي عقده سنة 1870 سوى خمسة ملايين فقط، وكان اصله سبعة ملايين، وقس علي ذلك باقي القروض. أما الديون السائرة فلم يكن لها ضابط ولا حساب، وكانت تبلغ ثلاثة أمثال قيمتها الحقيقية وفي بعض الأحيان أربعة أمثالها. وقد أحصى بعض الماليين مقدار ما تسلمه الخديوي من القروض فبلغ 54 مليوناً من الجنيهات تقريباً في حين أن قيمتها الرسمية 96 مليوناً. وقال المسيو جابرييل شارم Gabriel Charmes أحد كتاب فرنسا السياسيين ومن محرري جريدة (الديبا) وقد عاصر إسماعيل ودرس حالة مصر في عهده : "إن إسماعيل باشا قد اقترض في الثمانية عشر عاماً التي تولى الحكم فيها نحو ثلاثة مليارات من الفرنكات (120 مليون جنيه تقريباً)، ولكن الواقع أن نصف هذا المبلغ على الأقل بقي في يد الماليين وأصحاب البنوك والمضاربين من مختلف الأجناس ممن كانوا يحيطون به على الدوام " وهذا هو الخراب بعينه.

  • الخلاصة

يتضح مما تقدم بيانه أن القروض شغلت معظم سني حكم إسماعيل، وأن الاقتراض كان له عادة سنوية لم يكن يقوى على التخلص منها، ويتبين أيضا انه يقترض المال بشرط خاسرة، وأن القروض التي عقدها لم تكن البلاد في حاجة إليها، ومعظمها كان الغرض منه سداد الديون السائرة، وهذه الديون لم تعرف لها حكمة، ولم ينفق منها على الضروري من مصالح البلاد سوى النزر اليسير، وأن ميزانية الحكومة لو حسن تدبيرها كانت تفي بنفقاتها المعتدلة، وتفي بأعمال العمران دون حاجة للاستدانة. وفي ذلك يقول المستر (كيف) الذي عهد إليه إسماعيل فحص مالية مصر سنة 1875: "إن المبالغ الحاصلة من ميزانية مصر عن المدة الواقعة بين سنة [1864] وسنة 1875 بلغت 94,21,400 جنيه، خصص منها لحملة الأسهم نحو ستة ملايين من الجنيهات، أى أن مخصصات الديون ابتلعت معظم الميزانية، وظهر في ميزانية تلك السنة عجز مقداره 1,382,200 جنيه، نشأ عن فداحة مخصصات الديون.

[تحرير] اسراف إسماعيل إذا لم تكن البلاد هي التي دعت إلي اقتراض تلك الملايين ففيم كانت تنفق إذن ؟ إن الجواب لا يحتاج إلي عناء كبير، فإن إسراف إسماعيل هو الباعث الأكبر على مأساة القروض. إن الجانب السيئ من شخصية إسماعيل هو إسرافه وأنفاقه الأموال من غير حساب أو نظر في العواقب، وهو بلا مراء مضرب الأمثال في هذا الصدد، فقد كان متلافاً للمال، وظهر هذا العيب في حياته العامة، وحياته الخاصة، ظهر في بناء قصوره، وتأثيثها، وتجميلها، كما ظهر في حياته الخاصة، في حفلاته وأفراحه، ومراقصه، ورحلاته وسياحاته، وأهوائه وملذاته.

  • أمثلة من إسراف إسماعيل

بنى الخديوي إسماعيل نحو ثلاثين قصراً من القصور الفخمة، وكان دائم الرغبة في التغيير والتبديل، وكان بعض القصور التي يبنيها لا يكاد يتم بناؤها وتأثيثها حتى يعرض عنها ويهبها لأحد أنجاله أو حاشيته. وذكر العلامة على باشا مبارك عن قصري الجزيرة والجيزة : "أنهما من أعظم المباني الفخمة التي لم يُبن مثلها، وتحتاج لوصف ما اشتملت عليه من المحلات والزينة والزخرفة والمفروشات، وما في بساتينها من الأشجار والأزهار والرياحين والأنهار والبرك والقناطر والجبلايات إلي مجلد كبير "، وذكر عن أرض سراي الجزيرة أن مساحتها ستون فداناً، وأن ما صرف عليها على كثرته قليل بالنسبة لما صرف على سراي الجيزة، وكانت هذه السراي في منشئها قصراً صغيراً وحماماً بناهما سعيد باشا، ثم اشتراها إسماعيل من ابنه طوسون مع ما يتبعها من الأرض ومساحتها ثلاثون فداناً، ثم هدم هذا القصر وبناه من جديد وأضاف أليه أراضى أخرى، وأحضر المهندسين والعمال من الإفرنج لبناء القصر وملحقاته وانشأ بستانه العظيم وبستان الأورمان، وبلغت مساحة الأرض التي شغلها سراي الجيزة وسراي الجزيرة وحدائقها 465 فدان (خمسة وستين وأربعمائة فدان). وذكر أن ما أنفق على إنشاء سراي الجيزة بلغ 1.393.374 جنيه §وسراي عابدين 565.570 جنيه §وسراي الجزيرة 898.691 " §وسراي الإسماعيلية (الصغيرة) 201.286 " §وباقي القصور 2.331.679 " §من ذلك سراي الرمل 472.399 "

وبالرغم مما وصلت أليه حالة الحكومة المالية من الارتباك وتوقفها عن الدفع في سنة 1876، فإن الخديوي استمر في تلك السنة يكمل سراي الجيزة الفخمة التي لم تتم إلا قبيل خلعه. وتكالف تجميل هذه القصور وتأثيثها ما لا يحصى من الملايين، فقد بلغت النقوش والرسوم في قصور الجيزة والجزيرة وعابدين مليوني جنيه ونيفاً، وبلغت تكاليف الستارة الواحدة ألف جنيه، أما الطنافس والأرائك والأبسطة والتحف والطرف والأواني الفاخرة، فلا يتصور العقل مبلغ ما تكلفته من ملايين الجنيهات. ومن أسباب إسراف إسماعيل ميله إلي الملذات، وهذه مسألة تعد مبدئياً من المسائل الشخصية، التي لا يصح التعرض لها، ولكن إذا تعدى أثرها إلي حياة الدولة العامة كانت من المسائل التي لا حرج من الخوض فيها، وقد تعرض لهذه الناحية الكتاب والمؤرخون حتى الذين كانوا من أصدقاء إسماعيل، ويلوح لنا أنها كانت من العيوب التي أخذت عليه وهو بعد أمير، قبل أن يتولى العرش، فقد ذكر المسيو فردينان دليسبس انه رآه في عهد سعيد قبل أن تؤول ولاية العهد، وكان عمره وقتئذ خمساً وعشرين سنة، وقال عنه أنه علي جانب عظيم من الذكاء والحصافة والجاذبية، وأنه إذا لم ينهمك في ملذاته بمقدار ما هو عليه الآن (سنة 1854) فإنه سيعرف قدر نفسه يأتي منه النفع الكبير. ومما يدعو إلي الأسف أن أمواله التي كانت تتدفق ذات اليمين وذات الشمال لم يكن ينال الوطنيين منها إلا النزر اليسير، بالنسبة لما ينال الأجانب الذين كانوا يحيطون به ويشملهم بثقته ورعايته، قال المسيو جابرييل شارم في هذا الصدد : "كان إسماعيل يغترف المال من الخزانة العامة بكلتا يديه ليرضى أهواءه الشخصية فحسب، بل ليسد نهم الطامعين الملتفين حوله، فكم من الفرنسيين والإيطاليين والإنجليز كانوا تعساء في بلادهم، ثم نالوا بعد أن هبطوا مصر الرخاء والنعيم، لقد كان الخديوي مستعداً على الدوام أن يهبهم المراكز والقصور والمنح (البقاشيش)، أو يعهد إليهم بالتوصيات على التوريدات، وما كان أشد دهشة السياح إذ يرون في القاهرة أو الإسكندرية جماعة من الأوربيين ليس لهم من المزايا إلا مظهر الرجل الأنيق، يقومون بمهمة الموردين لنائب الملك (الخديوي)، ويربحون من هذه التجارة أرباحاً باهظة، لا يتصورها العقل، فليس ثمة وسيلة لجمع الثروة الطائلة أسهل من الحصول على عطاء تأثيث إحدى السرايا الخديوية، أو توريد بعض الصور أو التحف والطرف، وكم من أناس جاءوا من أوروبا مثقلين بالديون، فما كادوا يستقرون في القاهرة ويأوون إلي إحدى قاعات الانتظار في سراي عابدين، حتى صاروا طفرة من أصحاب الملايين ". وقد فحصت لجنة التحقيق الأوربية سنة 1878 أسباب تراكم الديون والعجز في ميزانية الحكومة، فكشفت عن تصرفات مدهشة تدل على أقصى أنواع الإسراف والتبذير، فمن ذلك أن إحدى الأميرات من بيت إسماعيل بلغ المطلوب منها لخياط فرنسي 150 ألف جنيه، وأن مبالغ طائلة ضاعت في الآستانة دون أن تعرف أبواب إنفاقها، وأن الخديوي كان يشترك مع إسماعيل باشا صديق في مضاربات البورصة، وأن الحكومة أرادت يوماً أن تؤدي بعض ما عليها من الدين لأحد البنوك المحلية، فأعطته سندات من الدين الموحد قيمتها 230 ألف جنيه بحساب السند 31.5 جنيه، أو بعبارة أخرى لكي تسدد ديناً قدره 72 ألف جنيه حملت البلاد ديناً مقداره 230.000 جنيه. وقد فحصت لجنة التحقيق قاعدة إسماعيل المتبعة، حتى في أعمال العمران، فقد اتفق مع شركة جرنفلد الإنجليزية على إصلاح ميناء الإسكندرية في مقابل 2.500.000 جنيه في حين أن أعمال الإصلاح لم تتكلف سوى 1.440.000 جنيه كما اعترف بذلك اللورد كرومر.

مراجع

موسوعات ذات صلة :