الرئيسيةعريقبحث

إحكامات الوليد للحياة خارج الرحم


☰ جدول المحتويات


إن أكبر تأثير للولادة على الوليد هو فقدانه لاتصاله المشيمي مع أمه، فيفقد بذلك الدعم الاستقلابي الموجه له من أمه.

بدء التنفس

أهم كل الإحكامات المباشرة التي يحتاجها الوليد عند ودلاته هو أن يبدأ التنفس.

سبب التنفس عند الولادة

الوليد في العادة بعد ولادته ولادة طبيعية من أم لم تكبت بالمبنّجات يبدأ بالتنفس مباشرة في ثوان، ويكون له نظام تنفسي طبيعي في أقل من دقيقة واحدة بعد الولادة. و تدل السرعة التي يبدأ بها الوليد بالتنفس على أن ذلك يحدث بسبب تعرضه المفاجئ للعالم الخارجي المحيط، ومن المحتمل أن ذلك ينتج من حالة الاختناق البسيط التي تحدث أثناء عملية الولادة ولكنه يتولد أيضا من الدفعات الحسية التي تبدأ من الجلد الذي يبرد فجأة بعد ولادته. و في الجنين الذي لا يتنفس مباشرة بعد الولادة، يصبح جسمه ناقص الأكسجة ومفرط ثنائي أكسيد الكربون في الدم فرط ثنائي أكسيد الكربون في الدم تدريجيا، مما يوفر منبها إضافيا لمركز التنفس ويسبب التنفس في العادة خلال دقيقة إضافية بعد الولادة.

= التنفس المتأخر والشاذ عند الولادة وخطر نقص التأكسج

إذا كبتت الأم بمخدر عام أثناء الولادة، بحيث يتخدر الجنين جزئيا على الأقل، فمن المحتمل أن يتأخر التنفس عند الوليد لعدة دقائق، مما يبين أهمية استعمال أقل ما يمكن من التخدير للأم أثناء الولادة. كما أن العديد من الولدان الذين يصابون برضح الرأس أثناء الولادة أو الذين يعانون من ولادة ذات مدة طويلة نسبيا يبدأون التنفس ببطء أو قد لا يتنفسون نهائيا بالمرة.

و يمكن أن ينتج ذلك من تأثيرين محتملين هما:

و يتولد نقص التأكسج أثناء الولادة في الغالب بسبب:

  1. انضغاط الحبل السري.
  2. الانفصال المبكر للمشيمة.
  3. التقلص المفرط للرحم، الذي يقطع جريان دم الأم للمشيمة.
  4. التخدير المفرط للأم الذي يسبب كبت الأكسجة حتى لدم الأم نفسه.

درجات نقص الأكسجة التي يمكن أن يتحملها الوليد

يؤدي الفشل في التنفس لمدة أربع دقائق فقط لدى الشخص البالغ في الغالب إلى الموت الحتمي ؛و لكن من المثير للدهشة أنه في الوليد الحديث غالبا ما يتمكن من البقاء حيا لمدة تصل إلى عشر دقائق من فشل تنفسي بعد الولادة.

و لكن لسوء الحظ غالبا ما يحدث ضعف دماغي دائم وواضح جدا إذا ما تأخر التنفس لأكثر من 8-10 دقائق. و في الواقع، تحدث آفات حقيقية بصورة خاصة في المهاد ،و في باحات جذع الدماغ الأخرى، مما يؤثر على العديد من الوظائف الحركية للجسم تأثيرا دائما.

توسع الرئتين عند الولادة

عند الولادة تبقى جدران الحويصلات الهوائية منطبقة بالتوتر السطحي للسائل اللزج viscid الذي يملأها.ويلزم أكثر من 25 ملم زئبقي من الضغط الشهيقي السالب لمقاومة تأثيرات هذا التوتر السطحي عند فتح الحويصلات الهوائية للمرة الأولى في الحياة.و لكنها متى ما فتحت فإنه يمكن للتنفس أن يجري عندئذ بحركات تنفسية ضعيفة نسبيا.و لحسن الحظ تكون الحركات الشهيقية الأولى للوليد شديدة جدا وعادة ما تكون متمكنة من توليد ضغط سلبي يصل إلى 60 ملم زئبقي في الحيز داخل الحويصلات الهوائية. فبدراسة الضغوط السلبية الشديدة داخل الحويصلات الهوائية الضرورية لفتح الرئتين عند بدء التنفس نلاحظ أن حجم الهواء في الرئتين يبقى مساويا للصفر تقريبا إلى أن يصل الضغط السالب إلى -40 سنتيمتر ماء ( -30 ملم زئبقي ).و بعد ذلك عندما يزداد الضغط السالب غلى -60 سنتيمتر ماء، يدخل عندئذ حوالي 40 مليلترا من الهواء إلى الرئتين.و يلزم ضغط موجب كبير حوالي +40 سنتيمتر ماء لتفريغ الرئتين وذلك بسبب المقاومة اللزجة التي يقاوم بها السائل في القصيبات. كما يلاحظ أن النفس الثاني للوليد حديث الولادة يكون أسهل كثيرا عن النفس الأول في حياة الوليد لتطلبه ضغطين سالب وموجب أقل بكثير، و لكن التنفس لا يصبح سويا تماما إلا بعد مرور حوالي 40 دقيقة بعد الولادة.

متلازمة الضائقة التنفسية المتولدة من نقص الفاعل بالسطح الرئوي ( Pulmonary surfactant )

تظهر لدى عدد قليل من الولدان - وخاصة الخدج منهم والولدان الذين يولدون لأمهات مصابات بالداء السكري - ضائقة تنفسية حادة لعدة ساعات إلى عدة أيام بعد الولادة. و غالبا ما يموتون في اليوم التالي لولادتهم أو ما يقاربه.و تحوي الحويصلات الهوائية لهؤلاء الولدان عند موتهم كميات كبيرة من سائل بروتيني، و كأن بلازما الدم النقية قد تسربت لخارج الشعيرات الدموية إلى الحويصلات الهوائية. كما يحتوي هذا السائل على خلايا نسيج طلائي من الحويصلات الهوائية.و تسمى هذه الحالة متلازمة الضائقة التنفسية لدى الرضع Infant respiratory distress syndrome نظرا إلى أن الشرائح المجهرية للرئتين تظهر بأن هذه المادة التي تملأ الحويصلات الهوائية تشبه الغشاء الهياليني بشكل كبير. و أحد أهم النتائج المميزة في متلازمة الضائقة التنفسية هو فشل إفراز كميات مناسبة من السرفكتانت مؤثر سطحي ( الفاعل بالسطح الرئوي )،و هي مادة تفرز في العادة إلى الحويصلات الهوائية فتقلل من التوتر السطحي بداخلها، فتسمح بذلك بانفتاح الحويصلات الهوائية بسهولة أثناء الشهيق.و لا تبدأ الخلايا المفرز للسرفكتانت ( النمط 2 من الخلايا الظهارية السنخية ) من إفراز السرفكتانت حتى الأشهر 1 - 3 الأخيرة من الحمل.و لهذا فإن العديد من الولدان الخدج أو بعض الولدان الذين يولدون في أوانهم السوي ولكن من دون المقدرة على إفراز الفعال بالسطح، مما يولد نزعة لانخماص الحويصلات الهوائية وتوليد وذمة رئوية.

موسوعات ذات صلة :