إليصابات (بالعبرية: אֱלִישָׁבַע؛ باليونانية: Ἐλισάβετ) بحسب إنجيل لوقا هي زوجة زكريا وأم يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا). وبحسب التقاليد الكنسيَّة هي أيضًا أبنة خالة مريم العذراء؛ إذ كان للقديسة حنة والدة مريم العذراء شقيقة تدعى ايسميريا وهي والدة إليصابات؛ ووفقًا للتقاليد المسيحية هي شقيقة إليود جد القديس سيرفاتوس.
إليصابات | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 1 ق.م الخليل |
تاريخ الوفاة | القرن 1 |
الزوج | زكريا |
أبناء | يوحنا المعمدان |
عائلة | هارون، ولاويون |
التسمية
إليصابات هذه هي الصيغة اليونانية لاسم لفظه في اللغة العبرية ((إليشيبا أو اليشبع)) أي ((الله قسم)) ومعناه المكرسة للرب، وهو اسم امرأة تقية من سبط لاوي ومن بيت هارون. واسمها في العبرية هو نفس اسم امرأة هارون ((اليشبع)). في الإنجليزية هو إليزابيث وعرب الاسم إلى "اليَصابات" كما في كتب التاريخ العربي، وأصل التاء ثاء، لكن العرب خففوها فجعلوها تاء.
النسب
يشير البعض من الباحثين أن مريم العذراء من سبط لاوي وذلك استنادًا إلى كون أليصابات قريبتها متزوجة من هذا السبط ولا يحق لليهود الزواج من غير سبطهم حسب تشريع سفر العدد، وتعتبر هذه النظرية الرسمية لدى الإسلام[1] وكذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،[2]
في الكتاب المقدس
بحسب إنجيل لوقا فإنه عندما كانت أليصابات في الشهر السادس من حملها بيوحنا المعمدان،[3] ظهر ملاك الرب جبرائيل: إلى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود، واسم العذراء مريم، فدخل الملاك وقال لها: سلام لك يا مريم، أيتها المنعم عليها، الرب معك، مباركة أنت بين النساء.[لوقا 27/1] بيّن الملاك لمريم أيضًا أن قريبتها (بحسب التقليد الكنسي ابنة خالتها) أليصابات حامل: ها إن نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضًا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرًا.[لوقا 36/1] إذاك قالت مريم: ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك.[لوقا 39/1]
انتقلت مريم العذراء إثر زواجها فقد إلى أليصابات في جبال يهوذا حسب إنجيل لوقا،[لوقا 39/1] ويحددها التقليد المسيحي بأنها عين كارم إلى الجنوب الغربي من القدس، وقد مكثت هناك إلى ما بعد ولادة يوحنا المعمدان، أي حوالي ثلاث أشهر.[4]
تعتبر زيارة العذراء إلى أليصابات من المحطات الهامة في أحداث الميلاد، وقد خصصت لها الكنيسة أسبوعًا خاصًا من أسابيع زمن الميلاد السبعة،[5] وكذلك تقيم تذكارًا لذلك في 2 يوليو من كل عام.[6] ينفرد إنجيل لوقا بذكر الحادثة، ويبدأ بذكر: في تلك الأيام[لوقا 39/1] دون مزيد من الإيضاح ما دفع بعضًا من آباء الكنيسة للقول بأن الحدث قد تم عقب الزواج الاسمي من يوسف النجار والبعض الآخر أنه قد تم عقب البشارة ولحقه الزواج بيوسف، غير أن الرأي الأكثر شيوعًا أن الزيارة قد تمت بعد الزواج من يوسف،[7] يتابع إنجيل لوقا: قامت مريم وذهبت إلى الجبال قاصدة مدينة من مدن يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلّمت على أليصابات، ولما سمعت أليصابات سلام مريم قفز الجنين في بطنها.[لوقا 40/1] اكتسبت الآيات السابقة أهمية خاصة في المسيحية وفي كتابات آباء الكنيسة فهي تشير إلى إكرام خاص للعذراء وتشير أيضًا اللقاء الأول بين يسوع ويوحنا المعمدان وكلاهما في الحشا.[8] ثمّ امتلأت أليصابات من الروح القدس وهتفت بصوت عالٍ قائلة: مباركة أنت بين النساء، ومباركة ثمرة بطنك.[لوقا 42/1] وقد أخذت الكنيسة عبارة أليصابات هذه مع عبارة الملاك جبرائيل لدى البشارة لتكوين الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية وهي السلام الملائكي، وتابعت أليصابات: فمن أين لي هذا أن تأتي إليّ أم ربي؟ فإنه ما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى قفز الجنين ابتهاجًا في بطني.[لوقا 43/1] غير أن المعترضين من الطوائف البروتستانتية رؤوا في الأصل اليوناني للكلمة بعدم استخدام أليصابات مصطلح يهوه وإنما مصطلح الرب إشارة لعدم شرعية اللقب،[9] بجميع الأحوال فإن مختلف المواقف والتفاسير تتفق أن الآيات تحوي إكرامًا خاصًا لمريم العذراء: فطوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قبل لها من الرب.[لوقا 45/1]
ينتقل لوقا حينه لذكر نشيد مريم الذي أنشدته خلال زيارتها لأليصابات وهو يتشابه مع المواضيع العامة للعهد القديم: صورت مريم في نشيدها الله نصيرًا للفقراء والأذلاء والمحتقرين.[10] وذكرت بوعده بالخلاص،[لوقا 55/1] وبختام النشيد، يختم إنجيل لوقا زيارة العذراء: وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاث أشهر ثم رجعت إلى بيتها.[لوقا 55/1] والراجح أن مريم مكثت في بيت زكريا إلى أن وضعت أليصابات ولدها، لكن لوقا أراد أن يختم موضوع سفر مريم قبل أن ينتقل إلى موضوع آخر أي مولد يوحنا المعمدان وتسميته وختانه،[11] أما في خصوص وقت الزيارة الطويل فهذا يعود: لصعوبة الانتقالات والمواصلات فضلاً عن ندرتها حينها، كانت الزيارات لفترات طويلة أمرًا عاديًا، ولا بدّ أن مريم كانت عونًا كبيرًا لأليصابات التي كانت تحتمل عناء حملها الأول وهي في سن متقدمة.[12]
مراجع
- تفسير ابن كثير الموسوعة الشاملة، 7 تشرين أول 2010. [https://web.archive.org/web/20200114210300/http://islamport.com/d/1/tfs/1/27/1215.html?zoom_highlightsub="+++" نسخة محفوظة] 14 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- جاء في السنكسار القبطي: تزوج متثات من سبط لاوي من بيت هارون من صوفية وأنجب ثلاث بنات حسب الترتيب الآتى: مريم(أم سالومي)، التي اهتمت بالعذراء مريم أثناء ميلاد المسيح؛ صوفية (أم أليصابات) والدة يوحنا المعمدان؛حنة(أم مريم العذراء) وهي أم يسوع المسيح. انظر نسب العذراء مريم. نسخة محفوظة 12 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.242
- مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.244
- القداس الماروني، مرجع سابق، ص.55
- مورد العابدين، مرجع سابق، ص.658
- نسب الملك وميلاده، منتديات الكنيسة، 8 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- المدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.59
- الطوباوية مريم، كلمة الحياة، 7 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 27 أغسطس 2008 على موقع واي باك مشين.
- المدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.206
- المدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص.245
- التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.207