ايزابيل ايبرهارت (17 فبراير 1877 - 21 أكتوبر 1904) مستكشفة وكاتبة سويسرية، عاشت وسافرت في شمال أفريقيا. كانت من أكثر نساء جيلها تحررا، حاربت المبادئ الأخلاقية الأوروبية واعتنقت الدين الإسلامي.[2] توفيت في فيضان طوفاني في الصحراء بين الحدود المغربية الجزائرية عندما كان عمرها 27 سنة.[3]
ايزابيل ابرهارت | |
---|---|
Isabelle Eberhardt | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 17 فبراير 1877 جنيف ، سويسرا |
الوفاة | 21 أكتوبر 1904 (27 سنة) عين الصفراء ، الجزائر |
سبب الوفاة | غرق |
مكان الدفن | الجزائر |
الجنسية | سويسرا |
الحياة العملية | |
المهنة | مستكشفة، كاتبة |
اللغات | الفرنسية[1] |
نشأتها
ولدت ايبرهارت في جنيف لأم أرستقراطية لوثرية روسية
من أصول ألمانيةبلطيقية ناتالي موردر، وأب لاسلطوي آلكسندر تروفيموفسكي، وهو عشيق أمها، الذي ولد في أرمينيا، وكان قسيسا ثم اعتنق الإسلام. كانت أمها زوجة لجنرال أرمل كبير في العمر، بافل دي موردر، الذي كان متحصلا على مناصب امبريالية مهمة، حيث كان يشغل قبيل الثورة البلشفية قائدا عاما لشرطة القيصر. وبعض المؤرخين يؤكدون أن والد إيزابيل الحقيقي هو الشاعر الفرنسي الشهير آرثر رامبو.[4] لكن إيزابيل لم تكن متأكدة من كان والدها الحقيقي، فأخذ اسمها العائلي من جدتها من جانب والدها.
انجبت بعدها ابنين وابنة، وبعد الثورة سافرت إلى جنيف بسويسرا وأخذت معها مدرّسها الخصوصي تروفيموفسكي. بعد فترة قصيرة من وصولها إلى سويسرا، انجبت اغوستين أخ ايزابيل، وبعد أربع أشهر سمعت أن زوجها توفىّ من سكتة قلبية. قررت بعدها البقاء في سويسرا. بعد بأربع سنوات، انجبت ايزابيل وسُجلت كأبنة لقيطة وبذلك تجنّبت ذكر أبوة مدرسها آلكسندر. لقاطة ايزابيل سببت لها مشاكل مادية وعاطفية وقد منعتها من حقوقها الوراثية وأدى به هذا إلى الشعور بالجفاء من قبَل أشقائها الذين كانوا يعادون أبيها. بالرغم من ذلك، كانت ايزابيل متعلمة، في الرابعة عشر اهتمت باللغة التركية أولا قبل ان تتعلم وتتقن اللغة العربية، وتكاتب بها بعضا من كبار المستشرقين الروس المعاصرين لها. كما حصلت عل كتاب في النظام النحوي في اللغة الأمازيغية القبائلية وتعلمتها عبره. لقد كانت إيزابيل، ومنذ أن كانت صغيرة في السن، ترتدي الملابس الرجالية كي تمنح لنفسها حرّية أكثر، وكانت تحتقر ملابس النساء، ورغم محاولتها، كان جمالها البارز يكشف أنوثتها. كان منزل والدتها يعج باجتماعات اللاسلطويين، والعدميين والثوار من مختلف البلدان، لذلك فإنه ليس من المستغرب أن تخرج الفتاة متأثرة بفكرهم.
وعندما بلغت الخامسة عشرة من العمر قرأت اعلانا صغيرا نشره ضابط فرنسي مصاب بالسأم خلال تأديته الخدمة العسكرية في الجزائر، فسارعت للكتابة اليه، وسرعان ما نشأت بين الاثنين قصة حب عبر المراسلة، وقررت لقاءه فغادرت النمسا إلى الجزائر. وبعد رحلة طويلة وشاقة اكتشفت انه لا يطابق مواصفات فارس الأحلام الذي تخيلته.[5]
السفر إلى الجزائر
" | ... سأعيش بدوية طوال حياتي... عاشقة للآفاق المتغيرة والأماكن البعيدة الغير مستكشَفة... لأن كل رحلة، حتى إلى المواقع المعروفة عند الجميع، هي استكشاف. مذكرات إيزابيل إيبرهارت | " |
سنة 1894 هرب أخوها أوغسطين وانخرط في الجيش كجندي، وتواصل معها من سيدي بلعباس، فكان هذا الحدث بالنسبة لوالده انحطاط وسقوط من سلمه الاجتماعي، لكن بالسبة لإيزابيل كان هذا الخبر كدعوة إليها. فكتبت لاخيها:
" | "أنت في أراض المغرب، دار الإسلام، هي، إن كنت لا تزال تذكر، كعبتنا.!" | " |
سافرت ايبرهارت إلى الجزائر لأول مرة في مايو 1897 مع أمها في محاولة للأثنين ببدأ حياة جديدة، بعدها اعتنقتا الإسلام هناك وانحازتا لهذا الدين. وكانت الأم قد اعتنقت الإسلام تحت تأثير ابنتها. توفيت أمها فجأةً في عنابة ودفنت تحت اسم فاطمة منوبية وفقا للتقاليد والإسلامية، بعد فترة قصيرة من وفاة أمها، انخرطت وتضامنت مع المسلمين في محاربتهم للاستعمار الفرنسي. بعد ذلك بسنتين توفى أبوها من سرطان الحنجرة في 1899 في جنيف، وقد كانت إيزابيل تمرضه في هذا الوقت.
بعد انتحار أخوها فلاديمير، وزواج أغوستين أخوها بإمرأة فرنسية الذي لم يكن يلتقي معها في الأراء، انقطعت صلة ايزابيل إلى حدّ بعيد بحياتها الماضية. كتبت عن أغوستين أنه "مرة وإلى الأبد، اتجه بخطواته إلى طريق الأغلبية الضالة". ومنذ ذلك الحين، كما دونت في مذكاراتها، عاشت بقية عمرها في الجزائر، مقيمة فيها
رحلات روحية
كلفتها زوجة أحد النبلاء الأوروبيين، ميدورا ماركيز، بالتحقيق في الوفاة الغريبة لزوجها الماركيز في تونس، فاكتشفت ايبرهارت المجتمع الشمال إفريقي بحرية لم تستطع أن تجرّبها كامرأة عندما ارتدت ملابس رجالية، تحت اللقب "سي محمود السعدي" وهي تجول بلاد المسلمين تحقق في الجريمة. اعتبرت ايبرهارت الإسلام منالها في الحياة ومن خلال رحلاتها تعرفت ايزابيل على الطريقة القادرية الصوفية السرية، التي كان أتباعها يحاربون الظلم الاستعماري في الجزائر ويساعدون ويطعمون الفقراء في هذا الوقت. في بداية 1901، هجم عليها رجل بسيف، وهو قطع يدها تقريبا في محاولة اغتيال، لكنها عفت عنه، ونجحت في الدفاع عن حياته. ويرجع السبب إلى الخلافات الداخلية الموجودة بين الطرق الصوفية، والاستعمار من جهة أخرى، واستغلت السلطات الفرنسية الحادث وطردتها إلى مارسيليا، ويرجع البعض سبب ذلك إلى خشية السلطات من تحقيق إيزابيل في جريمة الماركيز. وتحول منفاها المؤقت إلى انتكاسة شجعتها على كتابة العديد من مؤلفاتها. وتعرفت هناك على جندي جزائري اسمه سليمان، والذي كان ينتمي لطريقة صوفية، فتزوجت به في 17 أكتوبر 1901، مما منحها الجنسية الفرنسية وحق الرجوع للجزائر.
في الأشهر الاخيرة من حياتها اقامت ايزابيل في قرية عين الصفراء الموجودة قرب الحدود المغربية الجزائرية بهدف تغطية العمليات التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي بالحدود المغربية، بسبب الصراع القائم بين الثائر بوحمارة وقوات السلطان المغربي عبد العزيز بن الحسن والقبائل المتعربة والبربرية (الأمازيغية) المنقسمة بين هذا وذاك.، توفيت ايبرهارت في فيضان طوفاني في عين الصفراء يوم 21 أكتوبر 1904. كانت تقطن بيت مأجر في الصحراء مع زوجها، وانهار البيت الطيني في الفيضان، كان عمرها 27 سنة فقط، وجد عناصر الجيش الفرنسي، والذين كلفهم الجنرال ليوطي بعملية الإنقاذ، وجدوا ايزابيل ميتة غرقا تحت انقاض بيتها، وكانت تمسك بيديها مخطوطا كبيرا هو عبارة عن كتاب تأملات وملاحظات خطت فيه مسارها ومسيرتها القصيرة والحافلة، وعنونته ب"المتسكع". توفي زوجها سنة 1907.
مؤلفاتها
بعض من كتاباتها:
- Nouvelle Algériennes (أخبار الجزائر)، 1905.
- Dans l'Ombre Chaude de l'Islam (في ظل الإسلام الحار)، 1906.
- Les Journaliers (عمّال النهار)، 1922.
مقالات ذات صلة
مراجع
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb120441266 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- "Eberhardt, Isabelle (1877–1904)". Women in World History: A Biographical Encyclopedia via HighBeam Research. 2002. مؤرشف من الأصل في 15 نوفمبر 201824 نوفمبر 2012. (الاشتراك مطلوب)
- Abdel-Jaouad, Hedi (1993). "Isabelle Eberhardt: Portrait of the artist as a young nomad". Yale French Studies. 2 (83): 93–117. مؤرشف من الأصل في 02 يناير 2019.
- ISABELLE EBERHARDT O L A METAMORFOSIS CONSUMADA Author: Michel Tournier نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- امرأة فعلت ما لم تفعله أوروبية قبلها الشرق الأوسط، 24 أبريل 2013 نسخة محفوظة 26 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.