الرئيسيةعريقبحث

ابن خزيمة


☰ جدول المحتويات


هو محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري الشافعي (223 هـ - 311 هـ)، المكنى بأبي بكر، الحافظ الحجة الفقيه، الملقب بشيخ الإسلام، وإمام الأئمة. وصاحب كتاب صحيح ابن خزيمة.عرف بشفوف نظره في باب التعارض والترجيح في أصول الفقه حيث كان بارعا في إيجاد أوجه الجمع بين النصوص الصحيحة المتعارضة في الظاهر فكان يقول:« من رأى نصين متعارضين فليأتني أوفق له بينهما[1]»

محمد بن إسحاق بن خزيمة
معلومات شخصية
الميلاد 223 هـ في نيسابور.
نيسابور 
تاريخ الوفاة 311 هـ في نيسابور.
اللقب شيخ الإسلام وإمام الأئمة
الحياة العملية
العصر  الدولة العباسية
المنطقة خراسان
تعلم لدى مسلم بن الحجاج،  وأبو الفضل الرياشي،  وإسماعيل بن يحيى المزني 
التلامذة المشهورون أبو بكر القفال الشاشي 
المهنة عالم مسلم
اللغات العربية 
مجال العمل علم الحديث والتعارض والترجيح.
أعمال بارزة صحيح ابن خزيمة
تأثر بـ الشافعي والربيع بن سليمان المرادي.
📖 مؤلف:ابن خزيمة

مولده ونشأته وطلبه للعلم

ولد سنة 223هـ في نيسابور، ونشأ في بيئة متدينة. وأراد أن يرتحل لسماع الحديث النبوي، وكان يرغب في الذهاب إلى قتيبة بن سعيد، فاستأذن أباه، فأجابه: «اقرأ القرآن اولا حتى آذن لك». فحثه أبوه على حفظ القرآن الكريم، فحفظه في سن صغيرة، يقول ابن خزيمة: «فاستظهرت القرآن، فقال لي: امكث حتى تصلي بالختمة. ففعلت، فلما عيدنا أذن لي، فخرجت إلى مرو وسمعت من محمد بن هشام - يعني صاحب هشيم - فنعى إلينا قتيبة».[2]

وكانت وفاة قتيبة سنة 240هـ، فعلى هذا بدأ ابن خزيمة رحلاته العلمية وهو في السابعة عشرة من عمره.

وقد اتسعت رحلاته حتى شملت الشرق الإسلامي آنذاك، فسمع:

كما سمع من البخاري ومسلم بن الحجاج والذهلي وغيرهم.

روى عنه جماعة من مشايخه منهم البخاري ومسلم خارج الصحيحين، وشيخه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو علي النيسابوري وخلائق.[4]. وآخر من روى عنه بنيسابور حفيده أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة.[5]

وعني بالحديث والفقه، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان. واشتهر بقوة حفظه حتى قال عن نفسه ((ما كتبت سوداء في بياض إلا وأنا أعرفه))[6]. وكان من أعلم الناس بفقه الشافعي. وكان إماماً مجتهداً في الفقه، بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق[7].

مصنفاته

صنف ما يزيد على مائة وأربعين كتاباً، كما قال الحاكم النيسابوري: «فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء.»

و لم تصلنا أغلب مؤلفاته. ومن أشهر مصنفاته كتاب صحيح ابن خزيمة واسمه الأصلي كما قال صاحبه: (مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه وسلم من غير قطع في أثناء الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار)، وهو أحد أهم كتب الحديث عند أهل السنة والجماعة. وكتاب التوحيد، وهو كتاب في شرح عقيدة أهل السنة والجماعة. وله كتاب باسم: (شأن الدعاء وتفسير الأدعية المأثورة عن رسول الله ) وهو من محفوظات المكتبة الظاهرية بدمشق.

شجاعته الأدبية

كان ابن خزيمة جريئا لا يخاف الأمراء والولاة ولا يهابهم، قال أبو بكر بن بالويه: «سمعت ابن خزيمة يقول: كنت عند الأمير إسماعيل بن أحمد فحدّث عن أبيه بحديث وَهِمَ في إسناده، فرددته عليه، فلما خرجت من عنده قال أبو ذر القاضي: قد كنا نعرف أن هذا الحديث خطأ منذ عشرين سنة فلم يقدر واحد منا ان يرده عليه، فقلت له: لا يحل لي أن أسمع حديث رسول الله فيه خطأ أو تحريف فلا أرده.»[8]

كرمه وسخاؤه

كان ابن خزيمة سخيا جوادا كريما، وكان يتصدّق حتى بملابسه، حتى أنه لم يكن يلبس القميص الواحد مرتين.[9]

قال محمد بن الفضل: «كان جدّي أبو بكر (أي ابن خزيمة) لا يدّخر شيئا جهده، بل ينفقه على أهل العلم.»[10]

وقال الحاكم النيسابوري: «إن ابن خزيمة عمل دعوة عظيمة ببستان جمع فيها الفقراء والأغنياء ونقل كل ما في البلد من الأكل والشواء والحلوى، وكان يوما مشهودا بكثرة الخلائق... وكان ذلك في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة.»[11]

ثناء الأئمة عليه

  • قال ابن حبان: «ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها، الصحاح وزياداتها، حتى كأن السنن كلّها بين عينيه، إلا محمد بن إسحاق.»[12]
  • وقال أيضا: «أحد أئمة الدنيا علما وفقها»[13]
  • وقال عنه ابن كثير: «وهو من المجتهدين في دين الإسلام»[14]
  • وقال النووي والذهبي: «الحافظ الحجّة»[15]
  • وقال الذهبي: «الحافظ الكبير، انتهت إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان»[16]
  • وقال الدارقطني: «كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير.»[17]
  • وقال ابن أبي حاتم (وقد سئل عن ابن خزيمة): «ويحكم. هو يُسأل عنا ولا نُسأل عنه. وهو إمام يقتدى به.»[18]
  • وقال أبو علي الحسين بن محمد الحافظ: «لم أر مثل محمد بن إسحاق». وقال:« كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القاريء السورة.»[19]

نزاعه مع الكلابية

مال نفر من تلامذته (مثل أبو علي الثقفي وأبو بكر الصبغي) إلى آراء ومعتقدات الكلابية، فقام عليهم ابن خزيمة، وحذرهم من هذا المسلك، وحذر الناس من إتباعهم. وامتثل أمير نيسابور لأمر ابن خزيمة. فأُلزم الثقفي البيت، ولم يخرج منه إلى أن مات. وقيل أنهم تراجعوا عن آرائهم بعد أن أنكر عليهم إمامهم ابن خزيمة.

انتقادات

قال عنه فخر الدين الرازي في تفسير مفاتيح الغيب عند تفسيره للآية الحادية عشر من سورة الشورى: «واعلم أن محمد بن إسحاق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سماه «بالتوحيد»، وهو في الحقيقة كتاب الشرك، واعترض عليها، وأنا أذكر حاصل كلامه بعد حذف التطويلات، لأنه كان رجلاً مضطرب الكلام، قليل الفهم، ناقص العقل... وأقول هذا المسكين الجاهل إنما وقع في أمثال هذه الخرافات لأنه لم يعرف حقيقة المثلين وعلماء التوحيد حققوا الكلام في المثلين ثم فرعوا عليه الاستدلال بهذه الآية...»[20]

وفاته

توفي ليلة السبت الثاني من ذي القعدة سنة 311هـ عن تسع وثمانين سنة. وصلى عليه ابنه أبو النصر. ودفن في حجرة في داره، ثم صيّرت تلك الحجرة مقبرة.

المراجع

  1. علوم الحديث لإبن الصلاح
  2. تذكرة الحفاظ للذهبي 722 / سير أعلام النبلاء للذهبي 9:236ب
  3. المنتظم لسبط ابن الجوزي 6:184
  4. طبقات الشافعية الكبرى 3:110
  5. الإرشاد للخليلي ق172أ
  6. سير أعلام النبلاء للذهبي
  7. "طبقات الشافعية" لتاج الدين السبكي
  8. طبقات الشافعية - 3:111
  9. طبقات الشافعية للسبكي - 13:111
  10. سير اعلام النبلاء للذهبي - 9:236
  11. سير أعلام النبلاء للذهبي - 9:238
  12. طبقات الشافعية للسبكي - 3:118 / تذكرة الحفاظ للذهبي - 723
  13. الثقات لإبن حبان - 9/156
  14. البداية والنهاية لإبن كثير - 11/145
  15. الذيل على طبقات الفقهاء الشافعية - 2/843
  16. تذكرة الحفاظ - 2/720
  17. طبقات الشافعية - 3:118 / تذكرة الحفاظ - 728
  18. طبقات الشافعية - 3:118 / تذكرة الحفاظ - 729
  19. تذكرة الحفاظ - 728
  20. تفسير الرازي (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب)، سورة الشورى: الآية 11. نسخة محفوظة 24 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :