الرئيسيةعريقبحث

الإمبراطورية البيزنطية تحت حكم السلالة الإيساورية


☰ جدول المحتويات


حكمت الإمبراطورية البيزنطية من قبل السلالة الإيساورية أو السورية من 717 إلى 802.[1] نجح الأباطرة الإيساورين في الدفاع عن الإمبراطورية ضد الخلافة وتوقيفها بعد هجمات الفتوحات الإسلامية الأولى، لكنها كانت أقل نجاحًا في أوروبا، حيث عانوا من انتكاسات ضد البلغار، واضطروا للتخلي عن إكسرخسية رافينا، وفقدوا نفوذهم على إيطاليا والبابوية إلى القوة المتنامية للفرنجة.

الإمبراطورية الرومانية
Βασιλεία Ῥωμαίων
صوليدوس مع صورة لـليو الثالث الإيساوري
(حكم بين 717–741) (أنظر Byzantine insignia)الشعار

Byzantine Empire 717 AD.png

الأرض والسكان
عاصمة القسطنطينية
التاريخ

ترتبط السلالة الإيساورية بشكل أساسي بـ«تحريم عبادة الأيقونات» -الذي يعد محاولة لاستعادة التأييد الإلهي من خلال تنقية الإيمان المسيحي من التمجيد المفرط للأيقونات الذي أدى إلى خلق اضطرابات داخلية هائلة.

استمر البيزنطيون –خلال فترة سقوط السلالة الإيساورية عام 802- بمحاربة العرب والبلغاريين من أجل البقاء، وأصبحت الأمور أكثر تعقيدًا عندما توج البابا القديس ليون الثالث لكارل الكبير (شارلمان) إمبراطورًا رومانيًا مقدسًا (إمبراطور الرومان)، الأمر الذي اعتبر محاولة لجعل الإمبراطورية الكارولنجية بديلة للإمبراطورية الرومانية.

خلفية: بيزنطة في القرن السابع

واجهت الإمبراطورية البيزنطية تحت حكم السلالة الهرقلية (في الفترة ما بين عام 610 وعام 695، والفترة ما بين عامي 705 و 711) صعوبات قاسية، إذ واجه الإمبراطور فلافيوس أغسطس هرقل (الذي حكم الإمبراطورية بين عامي 610 و 641) ومملكته، توسعًا مفاجئًا للدولة الإسلامية انطلاقًا من شبه الجزيرة العربية وحتى دول الشرق الأدنى.[2]

سقط -بعد الفتح الإسلامي لسوريا- إقليم مصر الثري، الذي يعتبر المصدر الرئيسي للحبوب والإيرادات الضريبية للإمبراطورية البيزنطية، بيد العرب. تعرض البيزنطيون أيضًا لهجمات عربية عبر ليبيا ضد إكسارخية أفريقيا، وضد منطقة قيليقيا -الواقعة إلى الجنوب من الأناضول والتي يمكن من خلالها السيطرة على الممرات الجنوبية إلى آسيا الصغرى والتي كانت في تلك الفترة آخر المناطق الرئيسية المجاورة للإمبراطورية- وضد المرتفعات الأرمنية التي كانت تعتبر المصدر الرئيسي للقوة البشرية للإمبراطورية البيزنطية والمخزن الحيوي للمنطقة الواقعة ما بين الصحراء السورية -التي سيطر عليها العرب- والممر الشمالي الشرقي إلى آسيا الصغرى. شكل النزاع على هذه المناطق الرئيسية الثلاث أساسًا للخلاف العربي البيزنطي الذي استمر لنصف قرن. واصل العرب تقدمهم، وأسسوا أسطولًا بحريًا تمكن من تحدي التفوق البيزنطي في منطقة البحر الأبيض المتوسط. استغل البيزنطيون اندلاع الحرب الأهلية الإسلامية (فتنة مقتل عثمان بن عفان التي حدثت عام 656)، وتمكن الإمبراطور قسطنطين الثاني (الذي حكم من عام 641 وحتى عام 668) من تعزيز نفوذ إمبراطورية في شبه جزيرة البلقان وفي إيطاليا، وتمكن خليفته قسطنيطين الرابع (الذي حكم في الفترة ما بين عامي 668 و 685) من التغلب على حصار القسطنطينية الأول (من عام 674 وحتى عام 678)، وقام بهجوم مضاد أمّن من خلاله منطقة آسيا الصغرى، وتمكن من استعادة قيليقيا، وأجبر الخليفة الإسلامي على دفع الأتاوة. تعرض الإمبراطور قسطنطين الرابع، في نفس الفترة، للهزيمة على يد البلغاريين بقيادة الخان أسباروخ، واضطر إلى توطين شعبه في الأراضي البيزنطية الواقعة إلى الجنوب من نهر الدانوب.[3][4][5][6]

بدأت -مع أول علمية عزل لابن قسطنطين الرابع، والوريث جستنياتن الثاني في عام 695- فترة من الاضطرابات استمرت حوالي ربع قرن، وظهرت خلالها سلسلة من النكبات التي تسببت فيما بعد بسقوط الدولة البيزنطية. سقطت قرطاج في عام 697، وفشلت في 678 المحاولات الرامية لاستعادة الدولة البيزنطية. تعرضت قيليقيا للغزو من قبل العرب الذين سلبوا قلاعها وحصونها ومدنها، وحولوها إلى قاعدة لانطلاق الهجمات التي استهدفت عمق منطقة آسيا الصغرى، في حين خضعت القوقاز لحكم إسلامي صارم. بدأ الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك (الذي حكم في الفترة ما يبن عامي 715 و 717) بإعداد حملة استكشافية ضخمة أخرى لغزو القسطنطينية.

ظهرت، في نفس تلك الفترة، تغيرات ملحوظة في طبيعة المجتمع والدولة فيما تبقَّى من الإمبراطورية البيزنطية، إذ انتهت الحضارة العالمية المتمدنة التي تنتمي للعصور القديمة المتأخرة، وبدأت بعدها العصور الوسطى. أصبح المجتمع الذي يقطن الأماكن التي حكمتها الدولة البيزنطية -مع تحول المدن إلى مراكز صغيرة محصنة تؤدي مهامها بصفتها مراكز إدارية فقط- زراعيًا إلى حد كبير، واختفى التعليم واختفت معه الظواهر الفكرية والعلمية بشكل كامل تقريبًا. تسبب فقدان الإمبراطورية لأغنى مقاطعاتها، إلى جانب تعرضها للغزوات المتتالية، إلى تقلص اقتصاد الإمبراطورية، وتحولها مع الوقت إلى دولة فقيرة نسبيًا بالمقارنة مع دولة الخلافة الإسلامية والموارد الضخمة التي كانت تمتلكها. ظل الاقتصاد النقدي للإمبراطورية في تلك الفترة قائمًا، وشهد اقتصاد المقايضة انتعاشًا أيضًا. تغيرت في تلك الفترة الممارسات الإدارية، فإلى جانب استمرار العمل بنظام المقاطعات الرومانية المتأخر، تمت إعادة تنظيم ما تبقى من الجيوش الميدانية وتصنيفها وفق في نظام (الثيمات) كوسيلة للحفاظ على الأراضي التي نجت من الغزو وبقيت تحت السلطة الإمبراطورية. جعلت الاستراتيجية التي اتبعها قادة الثيمات -على الرغم من السلطات الواسعة التي تمتعوا بها- منهم عرضة للمتمردين. ارتقت -في الوقت نفسه- مكانة البيروقراطية المركزية في القسطنطينية. أما في المجال الديني، فقد أنهى فقدان المقاطعات الشرقية التي تتبع العقيدة المونوفيزية الحاجةَ إلى المذهب الوسطي الفاشل المتمثل بالعقيدة المسيحية المونوثيليتية (أو عقيدة المشيئة الواحدة)، والتي تم التخلي عنها في مجمع القسطنطينية الثالث الذي عُقد في عام 680، في حين وافق المجمع البنثيكتي (المجمع الخامس السادس) على تعزيز المصالح والأفكار التابعة للبطريركية المسكونية ضد كنيسة روما.[7][8][8][9][10][11]

الإمبراطورية خلال الأزمة (بين عامي 705 و 717)

انتقلت الإمبراطورية البيزنطية، بعد الإطاحة الثانية بجستنيان الثاني، إلى حقبة جديدة من الفوضى تضاهي سوء تصرف الإمبراطور البيزنطي فوقاس خلال الحرب الفارسية الأخيرة. قرر فيليبيكوس باردانيس، متمرد القرم الذي استولى على عرش الإمبراطورية البيزنطية وغير المؤهل للحكم بشكل مناسب، إشعال الخلافات الدينية عن طريق فرض عقيدة المونوثوليتية الهرقلية المكروهة، بدلًا من مواجهة التهديد البلغاري أو العربي الذي كان يلوح في الأفق خلال فترة حكمه. لم يكن لدى باردانيس، عندما غزى الملك ترفل البلغاري (الذي كان حليفًا لجستنيان الثاني) منطقةَ تراقيا (الواقعة جنوب البلقان)، سوى خيار استدعاء القوات التابعة لثيمة أوبوسكيون لدعمه في محاربة البلغاريين، ولسوء طالع الإمبراطور، لم تبدِ هذه القوات أي ولاء للإمبراطور، واستبدل في شهر يونيو من عام 713 -بعد تشويهه- بأرتيميوس «كبير أمناء الإمبراطورية».[12][13][14]

توج أرتيميوس إمبراطورًا للإمبراطورية البيزنطية، وحمل لقب أناستاسيوس الثاني. وُصفت قيادة أناستاسيوس للإمبراطورية البيزنطية بأنها جيدة، إذ عمل على تحسين أسوار القسطنطينية الدفاعية وملء مخازنها -عن آخرها- بالمؤن استعدادًا للغزو العربي الذي أُبلغ -حديثًا- عن احتمال وقوعه. طُلب من جميع سكان الإمبراطورية البيزنطية جمع الطعام الكافي لثلاث سنوات، إذ كان أناستاسيوس متأكدًا من طول فترة الحصار التي سيفرض على بلاده -في حال وصول العرب إلى المضيق. أثبت أناستاسيوس نفسه قائدًا جيدًا لإمبراطوريته، فقد خطط -بهدف تجنب الحصار العربي لعاصمة إمبراطوريته- إلى توجيه ضربة استباقية ضد الغزاة العرب، انطلاقًا من جزيرة رودس. تمرد أفراد ثيمة أوبوسكيون على أناستاسيوس الذي وجد نفسه بحلول عام 715 في دير مدينة سالونيك اليونانية.

اختار الأوبوسكيونيون ثيودوسيوس الثالث -جامع الضرائب غير الراغب بشغل المنصب- حاكمًا للإمبراطورية. لم يعتمد الأوبوسكيونيون -بشكلٍ أساسي- على مهارات ثيودوسيوس عند اختيارهم له للحكم، فقد احتاج ليو الثالث الإيساوري -الحاكم العسكري في ثيمة أنتالوكيس- لبعض وسائل الإقناع لكي يحصل على دعم مجلس الشيوخ البيزنطي والبطريرك لطلب للحصول على منصب الإمبراطور.

ليو الثالث الإيساوري (الذي جلس على عرش القسطنطينية في الفترة ما بين عام 717 و 741)

ولد ليو الثالث، الذي أصبح فيما بعد مؤسس ما يعرف بالأسرة الإيساورية في مدينة قهرمان مرعش شمال سوريا عام 684.

المراجع

  1. "معلومات عن الإمبراطورية البيزنطية تحت حكم السلالة الإيساورية على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.
  2. Whittow (1996), pp. 73–82
  3. Cheynet (2006), pp. 3–6
  4. Cheynet (2006), pp. 10–12
  5. Whittow (1996), p. 138
  6. Cheynet (2006), pp. 6–9
  7. Haldon (1990), pp. 73–74
  8. Cheynet (2006), p. 9
  9. Whittow (1996), pp. 119–121
  10. Kazhdan (1991), pp. 350–351
  11. Whittow (1996), pp. 89–95
  12. Cheynet (2006), p. 12
  13. Treadgold (1997), p. 345
  14. Kazhdan (1991), p. 1208

المصادر

موسوعات ذات صلة :