الرئيسيةعريقبحث

التسوية النمساوية المجرية


التسوية النمساوية المجرية عام 1867 (بالألمانية: Österreichisch-Ungarischer Ausgleich، بالمجرية: Kiegyezés) أسست الملكية المزدوجة بين النمسا والمجر.[1][2][3] أعادت التسوية تأسيس سيادة مملكة المجر، منفصلة عن الإمبراطورية النمساوية ولم تعد خاضعة لها. بموجب التسوية، أعيد تنظيم أراضي آل هابسبورغ باعتبارها اتحادا حقيقيا بين الإمبراطورية النمساوية ومملكة المجر. أُديرت منطقتا ضفة اللايتا (Cisleithanien) النمساوية وماوراء اللايتا (Transleithanien) المجرية ببرلمانين ورئيسي وزراء منفصلين. استمرت الوحدة بحكم رئيس واحد للدولة هو إمبراطور النمسا وملك المجر، ووزارات ملكية مشتركة للشؤون الخارجية والدفاع والمالية تحت سلطته المباشرة. وجـُـمعت القوات المسلحة مع الإمبراطور الملك كقائد أعلى للقوات المسلحة.

استمد الاسمان اللذان استخدما تقليدياً للمملكتين من نهر لايتا، أحد روافد نهر الدانوب والحدود التقليدية بين الأراضي النمساوية والمجرية. إلا أن نهر اللايتا لم يشكل كامل الحدود ولم يكن كل مجراه جزءاً من الحدود: كان تحديد الضفة وما وراءها يعتمد على العرف أكثر من الدقة الجغرافي.

التاريخ

في العصور الوسطى كانت النمسا دولة شبه مستقلة داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة، يحكمها آل هابسبورغ، بينما كانت مملكة المجر دولة ذات سيادة خارج الإمبراطورية. في عام 1526 هزمت المجر في معركة موهاج وستولت عليها جزئياً الدولة العثمانية. ورث آل هابسبورغ تاج المجر في الجزء من المملكة الذي لم يقع بيد العثمانيين، والذين طردوا لاحقاً من المجر في عام 1699. بين عامي 1526-1806، كانت النمسا والمجر في اتحاد شخصي تحت هابسبورغ، لكنها ظلتا منفصلتين اسمياً.

في 1804-6، تم إلغاء الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأنشئت الإمبراطورية النمساوية. وشملت الإمبراطورية النمساوية المجر كدولة تأسيسية لم تعد ذات سيادة. ما أثار استاء المجريون. هددت المشاعر القومية بين المجريين والشعوب الأخرى في المنطقة استقرار الدولة وقوة النخبة النمساوية.

في الثورة المجرية الفاشلة عام 1848، اقترب المجريون من استعادة الاستقلال، وهزمتهم الإمبراطورية النمساوية فقط بمعونة من الإمبراطورية الروسية. بعد عام 1848، وضعت الامبراطورية العديد من الإصلاحات الدستورية، في محاولة لحل المشكلة، دون أن تكلل بالنجاح.

في عام 1866، هـُـزمت النمسا تماماً في الحرب البروسية النمساوية وانتهت إلى الأبد مكانتها كالدولة الرائدة في ألمانيا، وسرعان ما دخلت الدول الألمانية الصغيرة المتبقية في الإمبراطورية الألمانية التي أنشأتها بروسيا. كما خسرت النمسا تقريباً جميع المطالبات والنفوذ المتبقي لها في إيطاليا، والتي كانت المصلحة الرئيسية لها في السياسة الخارجية.

الدولة بحاجة إلى إعادة تعريف نفسها للحفاظ على الوحدة في مواجهة القومية.

التبني

في أعقاب الهزيمة على يد البروسيين، تجددت الدعوات في المجر للانفصال كامل عن النمسا. وتجنباً لهذا، طرح فرانتس يوزف الأول إمبراطور النمسا وبلاطه اقتراح النظام الملكي المزدوج.

يعتبر رجل الدولة المجري فيرنس دياك العقل المدبر للتسوية. أراد دياك في البداية استقلال المجر ودعم ثورة 1848، إلا أنه انفصل عن القوميين المتشددين ودعى اتحاد معدل تحت حكم آل هابسبورغ. رأى دياك بأن يكون للمجر الحق في الاستقلال الداخلي الكامل، بينما تظل مسائل الدفاع والشؤون الخارجية "مشتركة" إلى كل من النمسا والمجر تحت العقوبة البراغماتية لعام 1713. كما أدرك بأن المجر مستفيدة من استمرار الوحدة مع الأغنياء، فالنمسا أكثر تصنيعاً، ومن شأن التسوية إنهاء الضغوط على النمسا بشأن الاختيار الدائم بين المجريين والأقوام السلافية في مملكة المجر. تفاوض المستشار الامبراطوري فون بويست بسرعة على التسوية مع القادة المجريين. فقد كان فون بويست يرغب بشكل خاص في تجديد الصراع مع بروسيا، وظن أن تسوية سريعة مع المجر ستجعل من ذلك ممكناً. وقع فرانتس يوزف ودياك على التسوية، وتمت المصادقة عليها دايت المجر المستعاد يوم 29 مايو 1867.

ولم تتحقق رغبة فون بويست في الانتقام من بروسيا. ففي عام 1870 لمـّـا أراد فون بويست أن تدعم الإمبرطورية النمساوية المجرية فرنسا في حربها ضد بروسيا، منعت معارضة رئيس الوزراء المجري جولا أندراشي الشديدة التدخل النمساوية.

مراجع

  1. André Gerrits; Dirk Jan Wolffram (2005). "hungarian+parliament"+re-established&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwinkczGv4jWAhWBE5oKHRkKAiAQ6AEILTAB Political Democracy and Ethnic Diversity in Modern European History. Stanford University Press. صفحة 42.  . مؤرشف من الأصل في 17 يناير 2020.
  2. Seton-Watson, R. W. (1925). "Transylvania since 1867". The Slavonic Review. 4 (10): 101–23.
  3. Austerlitz, 1805. december 2. A három császár csatája – magyar szemmel, In: Eszmék, forradalmak, háborúk. Vadász Sándor 80 éves, ELTE, Budapest, 2010 p. 557 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :