التقويم هو حساب الأيام والأشهر والسنين. وتختلف التقاويم بحسب اختلاف حسابها وحسب بداية اليوم أيضا. اليوم يتكون من شطرين ليل ونهار. اليوم يحسب من الغروب إلى الغروب أو من الزوال إلى الزوال. من زوال الشمس ظهرا إلى زوالها التالي. الزوال عندما لا يكون لأي شيء ظل وسط النهار، الشمس في وضع عمودي على ما تُشرق عليه. ويحسب اليوم من غروب الشمس إلى غروبها التالي. ويحسب اليوم في التقويم الميلادي من منتصف الليل إلى منتصفه التالي.
ونعرف أهمية التقويم من معرفتنا لأهمية التاريخ. استحقاقاتنا المالية وحياتنا الاجتماعية والدينية تعتمد على التقاويم. ولنزيد فهمنا لأهمية التقاويم نقتبس من كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد على. من كتابه (المفصل في تاريخ العرب) حيث كتب في تحقيقه النصوص والكتابات الأثرية ما يلي: (إذ يكون المؤرخ في حيرة من أمره في ضبط الزمن الذي دوّن فيه النص، ولم نتمكن حتى الآن من الوقوف على تقويم ثابت كان يستعمله العرب قبل الإسلام، مدة طويلة في جزيرة العرب. والذي تبين لنا حتى الآن هو أنهم استعملوا جملة طرق في تأريخهم للحوادث، وتثبيت زمانها، فأرخوا بحكم الملوك، فكانوا يشيرون إلى الحادث بأنه حدث في أيام الملك فلان، أو في السنة كذا في حكم الملك فلان. وأرخوا كذلك بأيام الرؤساء وسادات القبائل وأرباب الأسر وهي طريقة عرفت عند المعينين والسبئين والقتبانيين وعند غيرهم في مختلف أنحاء جزيرة العرب.
والكتابات المؤرخة بهذه الطريقة، وإن كانت أحسن حالاً من الكتابات المهملة التي لم يؤرخها أصحابها بتاريخ، إلا أننا قلّما نستفيد منها فائدة تذكر، إذ كيف يستطيع مؤرخ أن يعرف زمانها بالضبط، وهو لا يعرف شيئاً عن حياة الملك الذي أرخت به الكتابة أو حكمه، أو زمانه، أو زمان الرجال الذين أرخ بهم؟ لقد فات أصحاب هذه الكتابات أن شهرة الإنسان لا تدوم، وأن الملك فلاناً، أو رب الأسرة فلانا، أو الزعيم فلاناً ربما لا يعرف بعدُ أجيالاً، وقد يصبح نسياً منسياً، لذلك لا يجدي التأريخ به شيئاً، وذاكرة الإنسان لا تعي إلا الحوادث الجسام. لهذا السبب لم نستفد من كثير من هذه الكتابات المؤرخة على وفق هذه الطريقة، وأملنا الوحيد هو أن يأتي يوم قد نستفيد فيه منها في تدوين التاريخ.
وترد التواريخ في الكتابات العربية الجنوبية، ولا سيما الكتابات القتبانية، على هذه الصورة: "ورخس ذو سحر خرف ...."، أو "ورخس ذو تمنع خرف ..."، أي: "وأرخ في شهر سحر من سنة...." و "أرخ في شهر تمنع من سنة....". ويلاحظ إن "ورخ" و "توريخ"، مثل "أرخ" و "تاريخاً"، هما قريبتان من استعمال تميم، إذ هي تقول: "ورخت الكتاب توريخاً" أي: "أرخت الكتاب تأريخاً". وأما حرف "السين" اللاحق بكلمة "ورخ"، فإنه أداة التنكير. ويلي التاريخ اسم الشهر، مثل شهر "ذو تمنع" و "ذو سحر" وغير ذلك. وقد تجمعت لدينا أسماء عدد من الشهور في اللهجات العربية الجنوبية المختلفة تحتاج إلى دراسة لمعرفة ترتيبها بالنسبة إلى الموسم والسنة. ثم تلي الشهور في العادة كلمة "خرف" أي "خريف"، وهي في العربية الجنوبية، السنة أو العام أو الحول. وعندئذ يذكر اسم الملك أو الرجل الذي أرخ به، فيقال: "خرف شهر يكل" أي سنة "شهريكول"، وهو ملك من ملوك قتبان. وهكذا بالنسبة إلى الملوك أو غيرهم.
نرى من ذلك أن التاريخ بأعوام الرجال كان يتضمن شهوراً. غير أننا لا نستطيع أن نجزم بأن هذه الشهور كانت ثابتة لا تتغير بتغير الرجال، أو أنها كانت تتبدل بتبدل الرجال. والرأي الغالب هو أنها وضعت في وضع يلائم المواسم وأوقات الزراعة. ويظهر أنهم كانوا يستعملون أحياناً مع هذا التقويم تقويماً آخر هو التقويم الحكومي، وكان يستند إلى السنين المالية، أي سني جمع الضرائب. وتختلف أسماء شهور هذا التقويم عن أسماء شهور التقاويم التي تؤرخ بالرجال.
ويظهر أن العرب الجنوبيين كانوا يستعملون التقويم الشمسي في الزراعة، كما كانوا يستعملون التقويم القمري والتقويم النجمي أي التقويم الذي يقوم على رصد النجوم.
وقد اتخذ الحميريون منذ سنة "115 ق. م" تقويماً ثابتاً يؤرخون به، وهي السنة التي قامت فيها الدولة الحميرية -على رأي بعض. العلماء- فأخذ الحميريون يؤرخون بهذا الحادث، واعتدوه مبدأً لتقويمهم. وقد درسه المستشرقون، فوجدوه يقابل السنة المذكورة قبل الميلاد.والكتابات المؤرخة بموجب هذه الطريقة، لها فائدة كبيرة جداً في تثبيت التاريخ. .
وقد ذهب بعض الباحثين حديثاً إلى أن مبدأ تاريخ حمير يقابل السنة "109 ق.م" أي بعد ست سنوات تقريبا من التقدير المذكور، وهو التقدير المتعارف عليه. والفرق بين التقديرين غير كبير.
ومن النصوص المؤرخة، نص تأريخه سنة 385 من سني التقويم الحميري. وإذا ذهبنا مذهب الغالبية التي تجعل بداية هذا التقويم سنة "115 ق. م"، عرفنا أن تاريخ هذا النص هو سنة 27 م تقريباً، وصاحبه هو الملك "يسر يهنعم" "ياسر يهنعم" "ياسر ينعم" ملك سبأ وذو ريدان وابنه "شمر يهرعش". وللملك "ياسر يهنعم" نص آخر يعود تاريخه إلى سنة 374 من سني التقويم الحميري، % أي سنة "295 م".:و لشمير يهرعش" كتابة أمر بتدوينها سنة 396 للتقويم الحميري، أي سنة 281 م. وقد ورد اسمه في نصوص أخرى، وقد لقّب نفسه بلقب "ماك سباً وذو ريدان"، ولفب نفسه في مكان أخر بلقب "ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت"، مما يدل على أنه كان قد وسعّ ملكه، وأخضع الأرضين المذكورة لحكمه، وهي نصوص متأخرة بالنسبة إلى النصوص الأخرى.
ولما أراد الملك "شرحبيل يعفر بن أبي كرب أسد" "ملك سباً وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابها في الجبال والسواحل" بناء السدّ، أمر بنقش تاريخ البناء على جداره. وقد عثر عليه، وإذا به يقول: إن العمل كان في سنة 564-565 الحميرية، وهذا يوافق عامي 449-450 من الأعوام الميلادية. وبعد ثماني سنوات من هذا التأريخ، أي في عام 457-458 من التأريخ الميلاديَ "572 - 573حميري"، وضع عبد كلال نصاً تاريخياً يذكر فيه اسم "الرحمن"، ولهذين النصين أهمية عظيمة جدا من الناحية الدينية. يذكر النص الأول "إله السماوات والأرضين"، ويذكر الثاني "الرحمن". وتظهر من هذه الإشارة فكرة التوحيد على لسان ملوك اليمن وزعمائها. وقد ظهر على نصين آخرين ورد فيهما اسم الملك "شرحب آل يكف" و "شرحبيل يكيف". تأريخ أحدهما عام 582الحمري "467 م"، وتأريخ النص الثاني هو سنة 585 الحميرية، الموافقة لسنة 475 م.
ومن النصوص الآثارية المهمة، نص حصن غراب. وهذا النص أمر بكتابته "السميفع أشوى" "السميفع أشوع" وأولاده، تخليداً لذكرى انتصار الأحباش على اليمانيين في عام 525م "سنة 640 الحميرية". ويليه النص الذي أمر أبرهة حاكم اليمن في عهد الأحباش بوضعه على جدران سدّ مأرب لما قام بترميم السدّ وإصلاحه في عام 657 الحميري، الموافق لعام 542م. وآخر ما نبديه من نصوص مؤرخة، نص وضع في عام 669 لتقويم حمير "يوافق عام 554م". ولم يعثر المنقبون بعد هذا النص على نص آخر يحمل تاريخاً. نعم، عثروا على نصوص كثيرة تشابه في مضمونها وعباراتها، وألفاظها النصوص التي أقيمت في الفترة بن 439 م وسنة 554م، وهذا يبعث على احتمال كون هذه النصوص مكررة، وأنها من هذا العهد الذي بحثنا عنه آنفاً. هذا، وإن مما يلاحظ على الكتابات العربية الجنوبية أن التي ترجع منها إلى العهود القديمة من تاريخ جنوب بلاد العرب، قليلة. وكذلك الكتابات التي ترجع إلى العصور الحميرية المتأخرة، أي القريبة المتصلة بالإسلام. ولذلك أصبحت أكثر الكتابات التي عثر عليها حتى الآن من العهود الوسطى المحصورة بين أقسام عهد من عهود تأريخ اليمن وبين أقرب عهود اليمن إلى تأريخ الإسلام. وأكثرها خلو من التأريخ غير عدد منها يرد فيه لسماء ملوك وملكات أرخت بأيامهم. لكنّنا لا نستطيع تعيين تأريخ مضبوط لزمانهم، لعدم وجود سلسلة لمن حكم أرض اليمن، ولعدم وجود جداول بمدد حكمهم، ولفقدان الإشارة إلى من كان يعاصرهم من الملوك والأجانب. وقد كان ما قدمناه يتعلق بالكتابات العربية الجنوبية المؤرخة. أما الكتابات العربية الشمالية المؤرخة، فهي معدودة، وهي لا تعطينا هذا السبب فكرة علمية عن تاًريخ الكتابات في الأقسام الشمالية والوسطى من بلاد العرب. وقد أرخ شاهد قبر "امرئ القبس" في يوم 7 بكسلول من سنة 223 "328 م". وهذه السنة هي من سني تقويم بصرى Bostra، وكان أهل الشام وحوران وما يليهما، يؤرخون بهذا التقويم في ذلك العهد، ويبدأ بدخول بصرى في حوزة الروم سنة 105 م. وعثر على كتابة في خرائب "زيد" بين قنسرين ونهر الفرات جنوب شرقي حلب، كتبت بثلاث لغات: اليونانية والسريانية والعربية، يرجع تأريخها إلى سنة "823 للتقويم "السلوقي"، الموافقة لسنة 512م. والمهم عندنا، هو النص العربي، ولا سيما قلمه العربي. أما من حيث مادته اللغوية، فإن أكثر ما ورد فيه أسماء الرجال الذين سعوا في بناء الكنيسة التي وضعت فيها الكتابة. وأرخت كتابة "حرّان" اليونانية بسنة أربع مئة وثلاث وستين من الأندقطية الأول، وهي تقابل سنة 568م، والأندقطية، هي دائرة ثماني سنين عند الروماينين، وكانت تستعمل في تصحيح تقويم السنة. أما النص العربي، فقد أرخ "بسنه 463 بعد مفسد خيبر ب" "عام". ورأى الأستاذ "ليتمن" أن عبارة "بعد مفسد خيبر بعام"،تشير إلى غزوة قام بها أحد أمراء غسان لخيبر. وفي استعمال هذه الجملة التي لم ترد في النص اليوناني، دلالة على أن العرب الشماليين كانوا يستعملون التواريخ المحلية، كما كانوا يؤرخون بالحوادث الشهيرة التي تقع بينهم.
أما الكتابات الصفوية والثمودية واللحيانية، فإن من بينها كتابات مؤرخة، إلا أن تواريخها لم يفدنا شيئاً أيضاً. فقد أرخت على هذا الشكل: "يوم نزل هذا المكان" أو "سنة جاء الروم". ومثل هذه الحوادث مبهمة، لا يمكن أن يستفاد منها في ضبط حادث ما.
هذا وقد أشار "المسعودي" إلى طرق للجاهليين في توريخ الحوادث، تنفي مع ما عثر عليه في الكتابات الجاهلية المؤرخة، فقال: "وكانت العرب قبل ظهور الإسلام تؤرخ بتواريخ كثيرة، أما حمير وكهلان ابنا سبأ بن يشجب يعرب بن قحطان بأرض اليمن، فإنهم كانوا يؤرخون بملوكهم السالفة من التبابعة وغيرهم"، ثم ذكر أنهم أرخوا أيضاً بما كان يقع لديهم من أحداث جسيمة في نظرهم، مثل "نار صوان"، وهي نار كانت تظهر ببعض الحرار من أقاصي بلاد اليمن، ومثل الحروب التي وقعت بين القبائل والأيام الشهيرة وقد أورد جريدة بتواريخ القبائل إلى ظهور الإسلام. وذكر "الطبري" أن العرب "لم يكونوا يؤرخون بشيء من قبل ذلك، غير أن قريشا كانوا -فيما ذكر- يؤرخون قبل الإسلام بعام الفيل، وكان سائر العرب يؤرخون بأيامهم المذكورة، كتأريخهم بيوم جبلة. وقد ذكر المسعودي أن قدوم أصحاب الفيل مكة، كان يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمانمائة واثنتين -وثمانين سنة للأسكندر، وست عشرة سنة ومئتين من تاريخ العرب الذي أوله حجة العدد "حجة الغدر"، ولسنة أربعين من ملك كسرى أنوشروان. ولم يشر المسعودي إلى العرب الذين أرخوا بالتقويم المذكور، غير أننا نستطيع أن نقول إن "المسعودي" قصد بهم أهل مكة، لأن حملة "أبرهة" كانت قد وجهت إلى مدينتهم، وأن الحملة المذكورة كانت حادثاً تاريخياً بالنسبة إليهم، ولذلك أرّخوا بوقت وقوعه. ويرى كثير من المستشرقين والمشتغلين بالتقاويم وبتحويل السنين وبتثبيتها، وفقاً لها، أن عام الفيل يصادف سنة "570" أو "571" للميلاد، وذلك يمكن اتخاذ هذا العام مبدءاً نؤرخ به على وجه التقريب الحوادث التي وقعت في مكة أو في بقية الحجاز والتي أرّخت بالعام المذكور ).
العرب واليهود والبابليون والإغريق يحسبون اليوم من غروب الشمس. الهنود والمصريون يحسبونه من الفجر. الرومان يحسبونه من منتصف الليل. واليوم يختلف قياسه إلا أن البابليين والمصريين والسومريين والرومان وتبعتهم الحضارة الغربية قسموا اليوم إلى 24 ساعة نصفها نهار ونصفها ليل.
حساب الأيام يعتمد على حركة الشمس والأرض والقمر. أغلب التقاويم كذلك تعتمد على حركة الشمس والأرض والقمر. اليوم عبارة عن ليل + نهار. من غروب الشمس إلى شروقها ليل. من شروقها إلى غروبها نهار. كل سبعة أيام أسبوع. الشهر يُحسب من ميلاد الهلال إلى ميلاده الثاني.
اليوم هو عندما تكمل الأرض دورة واحدة حول محورها، حول نفسها. الأسبوع هو سبعة دورات أرضية. الشهر هو عندما يكمل القمر لفة أو دورة حول الأرض. السنة هي عندما تكمل الأرض دورة كاملة حول الشمس. مع العلم بأن لكل نجم وكوكب وقمر يومه الخاص به. مثلا، يوم المريخ (دورة كاملة حول محوره) غير يوم الأرض غير يوم عطارد.
يوجد في عالمنا أكثر من أربعين تقويما عاما، غير التقاويم الخاصة والتي هي كثيرة جدا. ويوجد علم خاص بالتقاويم يسمى الكرونولوجيا ((Chronology. وهو يُعني بتقسيم الأوقات والتواريخ إلى فترات زمنية.
الصعوبة تأتي في حساب التقاويم بسبب أن هذه الدورات تأخذ أوقاتا مختلفة. بسبب لفات هذه الكواكب والنجوم. فهي ليست دائرية 100%. مثلا، الأرض تدور حول الشمس في مدار شبه دائري وليس دائري مائة في المائة. هذه الأوقات ليست أعدادا صحيحة، بل فيها كسور. لذلك لابد من استخدام المتوسطات الإحصائية لحسابها. فاليوم مثلا ليس بالضبط 24 ساعة بل هو 23 ساعة، 56 دقيقة، 4 ثواني. الشهر كمتوسط عن 12 شهر، عبارة عن 29.530588 يوما أو 29 يوم، 12 ساعة، 44 دقيقة، 3 ثواني. بتعبير آخر، الشهر القمري مرة 30 يوما ومرة 29 يوما في الطبيعة. هذا بالنسبة للأرض. لذلك يحتاج التقويم لتعديل أو تقويم على مدى السنين.فهو علم ليس بالسهل. السنة المدارية الشمسية عبارة عن 365.2421896698 يوما وبدقة تحسب بالمعادلة التالية:
365.2421896698 - 0.00000615359 T - 7.29E-10 T^2 + 2.64E-10 T^3
كما نلاحظ أن المجهول في هذه المعادلة هو T ويُحسب بالمعادلة التالية:
T = (JD - 2451545.0)/36525
أما JD فهو رقم اليوم الجو لياني. أما السنة القمرية فهي حوالي 354.36707 يوما.
يوم الجمعة التي أتت بعد عيد الأضحى مباشرة لهذه السنة، 12 ديسمبر 2008، كان القمر الأقرب والأكثر وضوحا ولمعانا خلال العام. لماذا؟ يقول علماء وكالة الفضاء الإمريكية ناسا أنه كان كذلك أكثر قربا أو أكبر بنسبة 14% و أكثر لمعانا بنسبة 30% بسبب أن القمر يبعد عن الأرض بمتوسط 384400 كم. في تلك الليلة كان القمر يبعد فقط 334400. وفي المقال هناك قرأت أنه بنهاية قراءة المقال يكون القمر قد إبتعد حوالي 4 سنتيمتر!
اليوم يختلف من مكان إلى مكان على سطح الأرض. و من زمان إلى زمان، مثلا النهار في الصيف قصير والنهار في الشتاء طويل. في قمة شمال الأرض يطول الليل إلى أشهر ويقصر النهار إلى ساعات. الآن الساعة في الحجاز التاسعة مساءا. لكنها في جزر الفلبين (أقصى الشرق) الوقت صباح، وفي ماليزيا آخر الليل، وفي الهند الثانية عشرة مساءا، وفي الكويت العاشرة مساءا، وفي الرياض 9:30 مساءا. لاحظ أنني لو إتصلت بصديق لي في الرياض لقال إن الساعة هي التاسعة مثلما هي في الطائف. في الواقع أنها غير والدليل أن صلاة المغرب (غروب الشمس) في الرياض قبل الطائف بنصف ساعة، وفي الكويت بساعة كاملة. لأنهما شرقي الطائف. تقريبا كل ألف كيلومتر شرقا أو غربا تفرق نصف ساعة. لكن شمال وجنوب لا تفرق. المدن التي على تقع على نفس خط الطول أوقاتها متماثلة مهما كان البعد بينها. مثلا مدينة الطائف مثل موسكو أوقات الصلاة متماثلة.
حسابات التقاويم تعتمد على نوع التقويم. فهناك تقاويم تعتمد على حركة الشمس وتسمى التقاويم الشمسية، مثل التقويم الميلادي. وهناك تقاويم تعتمد على حركة القمر (الشهر القمري)، مثل التقويم الهجري. وهناك تقاويم تعتمد على الشمس والقمر. القمر لحساب الأشهر والشمس للسنين، مثل التقويم الصيني والعبري.
السنة الشمسية تزيد عن السنة القمرية ب 11 يوما. والشهر الشمسي ثابت بالنسبة للفصول. في بلاد العرب يناير عز البرد وأغسطس عز الحر. بينما الشهر القمري يتنقل في الفصول ليصير في نفس الفصل بعد 33 سنة. بتعبير آخر رمضان يأتي في عز الحر في سنة ما ثم يعود لنفس الفصل عز الحر بعد 33 سنة. كل مائة سنة شمسية تساوى 103 سنة قمرية. مصداقا لقول الله عز وجل {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } (25) سورة الكهف.
و لنبدأ بالتقويم الهجري. هو تقويم قمري. قال الطبري في تاريخه، بسم الله الرحمن الرحيم ذكر الوقت الذي عمل فيه التأريخ قال أبو جعفر ولما قدم رسول الله المدينة أمر بالتأريخ فيما قبل حدثني زكرياء بن يحيى بن أبي زائدة قال حدثنا أبو عاصم عن ابن خريج عن أبي سلمة عن ابن شهار أن النبي لما قدم المدينة وقدمها في شهر ربيع الأول أمر بالتأريخ قال أبو جعفر فذكر أنهم كانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه إلى أن تمت السنة وقد قيل إن أول من أمر بالتأريخ في الإسلام عمر بن الخطاب رحمه الله ذكر الأخبار الواردة بذلك حدثني محمد بن إسماعيل قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا حيان بن علي الغزي عن مجالد عن الشعبي قال كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر إنه تأتينا منك كتب ليس لها تأريخ قال فجمع عمر الناس للمشورة فقال بعضهم أرخ لمبعث رسول الله وقال بعضهم لمهاجررسول الله فقال عمر لا بل نؤرخ لمهاجر رسول الله فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل حدثني محمد بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خالد بن حيان أبو يزيد الخراز عن فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران قال رفع إلى عمر صك محله في شعبان فقال عمر أي شعبان الذي هو آت أو الذي نحن فيه قال ثم قال لأصحاب رسول الله ضعوا للناس شيئا يعرفونه فقال بعضهم اكتبوا على تأريخ الروم فقيل إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين فهذا يطول وقال بعضهم اكتبوا على تأريخ الفرس فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح من كان قبله فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله بالمدينة فوجدوه عشر سنين فكتب التأريخ من هجرة رسول الله حدثت عن أمية بن خالد وأبي داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بن سيرين قال قام رجل إلى عمر بن الخطاب فقال أرخوا فقال عمر ما أرخوا قال شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا فقال عمر بن الخطاب حسن فأرخوا فقالوا من أي السنين نبدأ قالوا من مبعثه وقالوا من وفاته ثم أجمعوا على الهجرة ثم قالوا فأي الشهور نبدأ فقالوا رمضان ثم قالوا المحرم فهو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فأجمعوا على المحرم.
حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا الدراوردي عن عثمان بن عبيدالله بن أبي رافع قال سمعت سعيد بن المسيب يقول جمع عمر بن الخطاب الناس فسألهم فقال من أي يوم نكتب فقال علي عليه السلام من يوم هاجر رسول الله وترك أرض الشرك ففعله عمر رضي الله عنه قال أبو جعفر وهذا الذي رواه علي بن مجاهد عمن رواه عنه في تأريخ بني إسماعيل غير بعيد من الحق وذلك أه لم يكونوا يؤرخون على أمر معروف يعمل به عامتهم وإنما كان المؤرخ منهم يؤرخ بزمان قحمة كانت في ناحية من نواحي بلادهم ولزبة أصابتهم أو بالعامل كان يكون عليهم أو الأمر الحادث فيهم ينتشر خبره عندهم يدل على ذلك اختلاف شعرائهم في تأريخاتهم ولو كان لهم تأريخ على أمر معروف وأصل معمول عليه لم يختلف ذلك منهم ومن ذلك قول الربيع بن ضبع الفزاري هأنذا آمل الخلود وقد أدرك عقلي ومولدي حجرا أبا امرئ القيس هل سمعت به هيهات هيهات طال ذا عمرا فاخ عمره بحجر ابن عمرو أبي امريء القيس وقال نابغة بني جعدة فمن يك سائلا عني فإني من الشبان أزمان الخنان فجعل النابغة تأريخه ما أرخ بزمان علة كانت فيهم عامة وقال آخر وما هي إلا في إزار وعلقة مغار ابن همام على حي خثعما فكل واحد من هؤلاء الذين ذكرت تأريخهم في هذه الأبيات أرخ على قرب زمان بعضهم من بعض وقرب وقت ما أرخ به من وقت الآخر بغير المعنى الذي أرخ به الآخر ولو كان لهم تأريخ معروف كما للمسلمين اليوم ولسائر الأمم غيرها كانوا إن شاء الله لا يتعدونه ولكن الأمر في ذلك كان عندهم إن شاء الله على ما ذكرت فأما قريش من بين العرب فإن آخر ما حصلت من تأريخها قبل هجرة النبي من مكة إلى المدينة على التأريخ بعام الفيل وذلك عام ولد رسول الله وكان بين عام الفيل والفجار عشرون سنة وبين الفجار وبناء الكعبة خمس عشرة سنة وبين بناء الكعبة ومبعث النبي خمس سنين قال أبو جعفر وبعث رسول الله وهو ابن أربعين سنة وقرن بنبوته كما قال الشعبي ثلاث سنين إسرافيل وذلك قبل أن يؤمر بالدعاء وإظهاره على ما قدمنا الرواية والإخبار به ثم قرن بنبوته جبريل عليه السلام بعد السنين الثلاث وأمره بإظهار الدعوة إلى الله فأظهرها ودعا إلى الله مقيما بمكة عشر سنين ثم هاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول من سنة أربع عشرة من حين استنبئ وكان خروجه من مكة إليها يوم الاثنين وقدومه المدينة يوم الاثنين لمضي اثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا موسى بن داود عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش الصنعاني عن ابن عباس قال ولد النبي يوم الاثنين واستنبئ يوم الاثنين ورفع الحجر يوم الاثنين وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين. حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري قال قدم رسول الله المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول قال أبو جعفر فإذا كان الأمر في تأريخ المسلمين كالذي وصفت فإنه وإن كان من الهجرة فإن ابتداءهم إياه قبل مقدم النبي المدينة بشهرين وأيام هي اثنا عشر وذلك أن أول السنة المحرم وكان قدوم النبي المدينة بعد مضي ما ذكرت من السنة ولم يؤرخ التاريخ من وقت قدومه بل من أول تلك السنة.
الخلاصة، لكل مكان يومه وتوقيته. وبالتالي تقويمه الخاص. لذلك تجد المزارعين والرعاة وصيادي السمك واللؤلؤ لهم تقاويمهم المتوارثة أبا عن جد حسب خريطة السماء لتساعدهم على معرفة أوقات الزراعة من بذر وتقليم وعلى معرفة مواسم الزراعة والرعي والصيد الوفير. و كذلك تجنب أوقات الرياح والعواصف والثلوج والتغيرات الجوية الكبيرة.
هناك سبب رئيس لاختلاف التقاويم وهو اختلاف بداية التقويم. وهو عادة حدث عظيم. مثل مولد عيسي وهجرة الرسول عليهما وعلى جميع الرسل والأنبياء أفضل الصلاة والت سليم.