الرئيسيةعريقبحث

العلاقات الإيرانية السورية

العلاقات الثنائية بين إيران وسوريا

☰ جدول المحتويات


إيران و‌سوريا حليفين استراتيجيين. عادة ما تسمى سوريا "الحليف الأقرب" لإيران.[1] بغض النظر عن الصراع الأيديولوجي بين أيديولوجية القومية العربية لحزب البعث العلماني الحاكم في سوريا وسياسة الوحدة الإسلامية لجمهورية إيران الإسلامية. إن إيران وسوريا في تحالف استراتيجي منذ الحرب العراقية الإيرانية، عندما وقفت سوريا مع إيران غير العربية ضد جارها الذي يحكمه البعث وفي نفس الوقت خصمها العراق ما جعلها عرضة للعزل من قبل بعض الدول العربية. ربط البلدين العداء المشترك تجاه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والتنسيق ضد الولايات المتحدة و‌إسرائيل. سوريا تتعاون مع إيران في تهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، بما أن إسرائيل هاجمت سوريا.[2] خلال الحرب الأهلية السورية قامت إيران ب"محاولة مكثفة ومكلفة ومتكاملة للحفاظ على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة".[3]

العلاقات الإيرانية السورية
إيران سوريا
Iran Syria Locator (orthographic projection).svg

السفارات
السفارة الإيرانية بدمشق
  السفير : جواد تركبادي
  العنوان : دمشق (مزة أوتستوراد، جانب مشفى الرازي)
  السفارة الإيرانية بدمشق
السفارة السورية في طهران
  السفير : عدنان محمود
  العنوان : طهران ( شارع افريقيا – زقاق ايرج بناء رقم 20)
زوار إيرانيين في دمشق

نظرة عامة

1979–1990

تغيرت العلاقات الإيرانية السورية جذرياً بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979. انتهى تحالف سوريا الاستراتيجي مع مصر في نفس الوقت تقريباً بسبب معاهدة مصر مع إسرائيل. مثلت إيران بعد الثورة فرصة للرئيس السوري حافظ الأسد لإيجاد ثقل جديد لإسرائيل والعراق، الخصوم الإقليميين لسوريا.[4] ومن ناحية أخرى، رأى القائد الإيراني الجديد آية الله الخميني سوريا كقناة للطائفة الشيعية في لبنان. مصطفى تشمران، مستشار وثيق للخميني، خاض تجربة قتال في لبنان ودعا إلى تحالف إيراني مع الرئيس الأسد لزيادة نفوذهم في جنوب لبنان.[5]

وصفت العلاقة بين الحكومتين الإيرانية والسورية في بعض الأحيان ب"محور المقاومة".[6] كانت سوريا هي الدولة العربية الأولى والثالثة بشكل عام، بعد الاتحاد السوفيتي وباكستان، التي اعترفت بالجمهورية الإسلامية التي تأسست في فبراير 1979.[7] واعترفت سوريا رسمياً بجمهورية إيران الإسلامية في 12 فبراير 1979 على وجه التحديد.[8] غير أن، الأسد لم يقم بزيارة إيران حينما كان آية الله على قيد الحياة، بما أن آية الله لم يعتبر الأسد مسلماً حقيقياً.[6] القيادة السورية، بما في ذلك الرئيس الحالي بشار الأسد نفسه، ينتمي معظمهم إلى فرع العلوية من الشيعة. ومع ذلك، فإن العلاقات بين البلدين لا تعتمد على الأسباب الدينية، لأن سوريا دولة علمانية، في حين أن إيران جمهورية إسلامية.[6] بدلاً من ذلك، العلاقات بينهما تدفعها النقاط السياسية والاستراتيجية المشتركة.[6]

وكان من الجبهات الرئيسية الأولى لتحالف إيران–سوريا العراق. فخلال الحرب العراقية الإيرانية، وقفت سوريا مع إيران غير العربية ضد العراق وتم عزلها من قبل السعودية وبعض البلدان العربية، باستثناء ليبيا و‌لبنان و‌الجزائر و‌السودان و‌عمان.[9] كونها واحدة من الحلفاء العرب القلائل لإيران خلال الحرب، أغلقت سوريا خط أنابيب النفط العراقي خط أنابيب كركوك–بانياس لحرمان عراقيين من الإيرادات. دربت سوريا أيضًا الإيرانيين في تكنولوجيا الصواريخ، وزودت إيران بصواريخ سكود ب بين عامي 1986 و 1988.[10] مقابل الدعم السوري في الحرب، قدمت إيران لسوريا الملايين من براميل النفط المجانية والمخفضة طوال الثمانينات. بالإضافة إلى ذلك، كان الخميني مقيداً في إدانته لمجزرة حماة 1982.[5]

وكان المجال الرئيسي الثاني للتعاون بين البلدين في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية. أنشأ ودرب حرس الثورة الإسلامية الإيراني، بمساعدة سورية، جماعة حزب الله لنشر أيديولوجية الخميني وصد الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. نظرت إيران وسوريا إلى حزب الله كأداة مفيدة ضد إسرائيل وطريقة لإنشاء تأثير أكبر في الشؤون اللبنانية.[11]

كان بين سوريا وإيران خلافات عرضية في السياسة. والتزمت سوريا في أواسط إلى أواخر الثمانينات، بدعم حركة أمل الشيعية الغير الإسلامية في لبنان، حتى وإن حاولت إيران تحقيق أقصى قدر من السلطة لحزب الله بين الشيعة اللبنانيين.[9] على الرغم من أن إيران كانت متناقضة للغاية حول التدخل بقيادة الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين من الكويت،[12] فقد شاركت سوريا في التحالف الأممي لمحاربة العراق. ومع ذلك، فإن هذه الخلافات لم تهدد بتقويض العلاقة.[13]

عقد 1990–عقد 2000

تعمق التحالف في عام 2000 عندما تولى بشار الأسد ابن حافظ رئاسة سوريا. وجعلت الأحداث اللاحقة مثل حرب العراق، "ثورة الأرزوحرب لبنان 2006 البلدين أقرب إلى بعضهما البعض. أصبحت سوريا تعتمد بشكل متزايد على إيران من أجل دعم السياسي والعسكري بما أن الأسد كان غير قادر على المحافظة على العلاقات الإيجابية مع الدول العربية الأخرى خلال عهده.[13]

في 16 يونيو 2006 وقع وزراء دفاع كل من سوريا وإيران اتفاقاً للتعاون العسكري ضد ما أسموه "التهديدات المشتركة" التي تشكلها إسرائيل والولايات المتحدة. لم يتم تحديد تفاصيل الاتفاق، ومع ذلك قال وزير الدفاع الإيراني نجار "أن إيران تعتبر أمن سوريا من أمنها، ونحن نعتبر أن قدراتنا الدفاعية تابعة لسوريا". وأسفرت الزيارة أيضًا عن بيع معدات عسكرية إيرانية إلى سوريا.[14] بالإضافة إلى الحصول على معدات عسكرية، استثمرت إيران باستمرار مليارات الدولارات في الاقتصاد السوري.[15]

في الوقت الراهن، تشارك إيران في تنفيذ العديد من المشاريع الصناعية في سوريا، بما في ذلك مصانع الأسمنت وخطوط تجميع السيارات ومحطات الطاقة وتشييد صوامع. وتعتزم إيران أيضًا إنشاء مصرف إيراني سوري مشترك في المستقبل.[16] وفي 17 فبراير 2007، اجتمع الرئيسان أحمدي نجاد والأسد في طهران. وأعلن أحمدي نجاد بعد ذلك أنهما سيشكلا تحالفاً لمكافحة المؤامرات الأميركية والإسرائيلية ضد العالم الإسلامي.[17]

ذكر الرئيس الإيراني حسن روحاني في 3 أغسطس 2013، يوم تنصيبه، أن تحالف إيران مع سوريا سوف يستمر.[18]

الحرب الأهلية السورية

خلال الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011، ساعدت إيران الحكومة السورية. ادعت الغارديان في مايو أن الحرس الثوري الإيراني زاد من مستوى الدعم التقني ودعم الموظفين لتعزيز "قدرة سوريا على التعامل مع المتظاهرين" وفقاً لأحد الدبلوماسيين في دمشق.[19] أعلن كبير مستشاري السياسة الخارجية الإيرانية علي أكبر ولايتي، "إيران ليست مستعدة لفقدان عامل التوازن هذا [لصالح إسرائيل]."[20]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Nada Bakri, "Iran Calls on Syria to Recognize Citizens' Demands", New York Times, 2011 August 8 نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. "Russia Today". Die Welt. 16 فبراير 2012. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 20174 أغسطس 2016.
  3. "Iranian Strategy in Syria" ( كتاب إلكتروني PDF ). A joint Report by AEI's critical threats project & Institute for the Study of War. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 22 يونيو 20164 أغسطس 2016.
  4. "Why Tehran Won't Abandon Assad(ism)". خريف 2013: 79. doi:10.1080/0163660x.2013.861715.
  5. Milani, p. 80.
  6. "Syria and Iran: Alliance Cooperation in a Changing Regional Environment" ( كتاب إلكتروني PDF ). يناير 2013: 31–59. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 18 أبريل 20164 أغسطس 2016.
  7. "Syrian Alliance Strategy in the Post-Cold War Era: The Impact of Unipolarity". صيف 2013. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 201711 سبتمبر 2013.  – via Questia (التسجيل مطلوب)
  8. "Syrian Alliance Strategy in the Post-Cold War Era: The Impact of Unipolarity". صيف 2013. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 20174 أغسطس 2016.  – via Questia (التسجيل مطلوب)
  9. "Iran and Syria". The Iran Primer. U.S. Institute of Peace. مؤرشف من الأصل في 11 مارس 20194 أغسطس 2016.
  10. Milani, pp. 80–81.
  11. Milani, p. 81.
  12. Takeyh, Ray (2009-04-28). Guardians of the Revolution: Iran and the World in the Age of the Ayatollahs. Oxford University Press. صفحات 134–136.  . مؤرشف من الأصل في 07 يناير 202017 ديسمبر 2013.
  13. Milani, p. 82.
  14. "Iran and Syria sign pact against 'common threats". مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2018.
  15. "Syria's Diplomatic History with Iran". ربيع 2007: 28. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017.
  16. "No Operation". PressTV. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 20164 أغسطس 2016.
  17. "Iran, Syria vow united front to thwart U.S. and Israel". 18 فبراير 2007. مؤرشف من الأصل في 24 يوليو 20084 أغسطس 2016.
  18. "Syria alliance will 'stay strong". AFP. 4 أغسطس 2013. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 20134 أغسطس 2016.
  19. "Iran helping Syrian regime crack down on protesters, say diplomats", Simon Tisdall and foreign staff in Damascus The Guardian, 9 May 2011 نسخة محفوظة 30 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
  20. "How Deeply is Iran Enmeshed in Syria?". U.S. Institute of Peace. 6 مايو 2013. مؤرشف من الأصل في 11 مارس 20195 أغسطس 2016.


موسوعات ذات صلة :