العلاقات السورية - العراقية أو العلاقات الثنائية السورية العراقية أو العلاقات بين سوريا والعراق تكتسب أهمية خاصة بسبب أهمية هاتين الدولتين وثقلهما السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وبسبب التأثير المتبادل لكل منهما في الواقع السياسي للأخرى أيضا ذلك ان كل تطور داخلي أو خارجي في سياسة احداهما لا بد ان يؤثر على الدولة الأخرى بشكل مباشر أو غير مباشر بشكل يفوق ما هو حاصل في معظم الدول الأخرى في العالم ذلك للقرب التاريخي والجغرافي والاجتماعي بين البلدين.
العلاقات العراقية السورية | |||
---|---|---|---|
السفارات | |||
السفارة العراقية في دمشق | |||
السفير : | سعد محمد رضا | ||
العنوان : | دمشق (أبو رمانة-شارع المهدي بن بركة) | ||
السفارة السورية في بغداد | |||
السفير : | صطام الدندح | ||
العنوان : | بغداد ( المنصور شارع الاميرات-محلة 609زقاق3- دار34) | ||
سفارة الجمهورية العربية السورية في العراق. | |||
إحصاء السكان | |||
|
|||
المساحة (كم)2 | |||
|
|||
عاصمة | |||
لغة رسمية | |||
نظام الحكم | |||
ناتج محلي إجمالي | |||
|
التمثيل الدبلوماسي
للعراق سفارة في دمشق، وقنصلية في حلب. ولسوريا سفارة في بغداد،[1] وقنصلية في النجف.
تاريخ العلاقات
تعود العلاقات إلى زمن الخلافة الراشدة حيث الصراع بين الخليفة الامام علي بن أبي طالب ومعه اهل العراق وبين معاوية بن ابي سفيان والي الشام ومقره دمشق. ومن ثم استمرت العلاقات في أوائل القرن العشرين حيث كان كلا البلدين حتى نهاية الحرب العالمية الأولى جزءا من الدولة العثمانية التي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا ضد دول الحلفاء وقد وقع العراق الذي كان يتكون من ولايات البصرة وبغداد والموصل في قبضة الانتداب البريطاني في حين سيطرت على سوريا قوات الثورة العربية القادمة من الحجاز بقيادة الأمير فيصل بن الشريف حسين الذي اعلن ملكا على سوريا وكان معظم اركان حكومته من العراقيين (مثل جعفر العسكري وياسين الهاشمي ونوري السعيد ومولود مخلص..الخ).
وفي عام 1920 وقعت أحداث عديدة اثرت على مجرى التطور اللاحق للبلدين ففي نيسان من هذا العام عقد مؤتمر الحلفاء في مؤتمر سان ريمو بإيطاليا الذي اعلن فرض الانتداب البريطاني على العراق والفرنسي على سورياوفي حزيران من العام نفسه اندلعت الثورة العراقية الكبرى والشهيرة بثورة العشرين في محاولة لتحرير العراق من الاحتلال البريطاني وفي 20 تموز من العام نفسه 1920وقعت معركة ميسلون الشهيرة التي انتهت بأحتلال الفرنسيين لدمشق وإسقاط حكومة الملك فيصل. كانت الحدود بين البلدين غير محددة في هذه الفترة المبكرة من تاريخ البلدين الا انه كان خط الحدود العثماني بين الولايات العراقية والسورية هو نهر الخابور ولذلك فان مدن البوكمال والميادين ودير الزور كانت مدنا عراقية حسب هذه الحدود وقد ارسلت بريطانيا والتي كانت تمارس السيادة القانونية على العراق في تلك الفترة ضباطا سياسيين لحكم هذه المدن ولكن في اواخر عام 1919 شنت قوات سورية وعشائر هجوما على هذه البلدات واسرت الضباط البريطانيين وكان من نتيجة هذا العمل ان اعترفت بريطانيا بالامر الواقع وتم تعديل الحدود إلى وضعها الحالي.
ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية لم تشهد العلاقات بين البلدين اية تطورات مهمة فكلتا الدولتين خضعت لنظام الانتداب الذي يمنع الدول من اقامة علاقات سياسية أو دبلوماسية الا باذن الدولة المنتدبة ولذلك اقتصرت العلاقات بين العراق وسوريا على العلاقات التجارية. علن استقلال سوريا ولبنان عام 1943 وقد بذل العراق بوصفه دولة مؤسسة في الأمم المتحدة جهوداً جبارة لأجل الاعتراف الدولي بسوريا ولبنان وادخالهما في عضوية الأمم المتحدة، الامر الذي اوجب تحققه شكر الحكومتين السورية واللبنانية للحكومة العراقية. وفي اواخر الاربعينيات وقعت سلسلة من الانقلابات العسكرية في سوريا كان بعضها يدعو إلى ضم سوريا إلى العراق كحل لازمة عدم الاستقرار السياسي.
ففي عام 1958اقيمت الوحدة بين مصر بقيادة جمال عبد الناصر وبين سوريا وكان النظام الملكي في العراق رافضا لهذه الوحدة مما احدث قطيعة بين البلدين وحالة من التوتر والمؤامرات استمرت حتى سقوط النظام الملكي العراقي بعد ثورة تموز 1958 ومع ان اقامة الوحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة مصر وسوريا كان أحد اهداف ثورة العراق إلا أن هذا لم يحدث بل دخل البلدان في حالة من العداء والهجمات الاعلامية استمرت حتى بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961.
وفي عام1963 لاحت فرصة أخرى للوحدة بين مصر وسوريا والعراق عندما حدثت خلال شهر واحد ثورتان في 8 شباط و8 اذار 1963 في كل من العراق وسوريا قادهما حزب البعث في كلا الدولتين وبعد مباحثات مع مصر اعلن ميثاق 17 نيسان للوحدة بين البلدان الثلاثة ولكن الميثاق لم يطبق نتيجة لرفض مصر للوحدة الفورية بعد تجربة عبد الناصر في وحدة عام 1958 مع سوريا وفيما بعد اطيح بحكم البعث في العراق على يد الرئيس عبد السلام عارف في تشرين الثاني 1963 وفي سوريا في شباط 1966 ورغم عودة البعث إلى الحكم في العراق عام 1968 وفي سوريا عام 1970 إلا أن البلدين لم يتحدا ابدا بل ان العلاقات بين البلدين ازدادت عدائية لان كلا جناحي حزب البعث السوري والعراقي اعتبر كل منهما نفسه الممثل الحقيقي لحزب البعث واعتبر الطرف الاخر بمثابة انشقاق عن المبادئ الأساسية للبعث واقيمت قيادة قومية في كلا البلدين اعتبرت نفسها بمثابة القيادة الشرعية ومن الواضح ان هذا الصراع الذي اكتسى طابعاً ايديولوجيا لم تكن له علاقة بالايديولوجية بل كان صراعاً على السلطة فكلاً الفرعين لم يكن يقبل زعامة الاخر للحزب ومن ثم للدولة الموحدة.
وفي حرب أكتوبر 1973 اشترك الجيش العراقي على الجبهتين المصرية والسورية. وفي عام 1978 لاحت فرصة أخرى لتحسن العلاقات بين الدولتين فبعد أن قامت مصر بعقد اتفاقية كامب ديفيد قام كل من العراق وسوريا بمحاولات للتقارب فيما بينهما، وعقدت بين سوريا والعراق اتفاقية العمل المشترك وتم توحيد بعض المؤسسات في خطوة أولى للوحدة الكاملة بين القطرين غير ان بعض الاطراف في القيادة العراقية وخصوصاً نائب رئيس مجلس قيادة الثورة حينذالك صدام حسين ومؤيديه اعلنوا عن وجود مؤامرة ضد نظام الحكم اشتركت فيها اطراف من داخل القيادة العراقية وبتأييد من سوريا وان الغرض منها ان يكون الرئيس الراحل حافظ الأسد رئيساً للدولة الموحدة واعدم اعضاء القيادة العراقية أمثال محمد عايش عدنان حسين واعقب هذا الحادث قطع العلاقات كافة بين البلدين بما فيها إمكانية سفر مواطني كل من البلدين إلى الاخر. وبعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية اتخذت سوريا ومعها ليبيا- موقفاً رافضا لتلك الحرب. وبعد احتلال العراق للكويت انضمت سوريا إلى التحالف الدولي لإخراج القوات العراقية من الكويت. ونتيجة للمصلحة المشتركة للطرفين السوري والعراقي في التقارب فقد حدث نوع من التقارب بين الطرفين جسدته زيارات للقيادات العراقية إلى سوريا والتي ادت إلى توقيع اتفاقات للتعاون الاقتصادي بين البلدين وبما فيها اتفاق لاعادة ضخ النفط عبر الاراضي السورية الذي توقف عام 1982، وبعد الاحتلال الاميركي للعراق دخلت العلاقات العراقية السورية في مأزق جديد فقد شعرت سوريا بقلق لوجود القوات الاميركية في العراق المجاور لها وهذا يعني ان تحشر بين مطرقة إسرائيل وسندان الولايات المتحدة. لذلك كانت هناك مصلحة سورية الوطنية والقومية هي بدعم حركات المقاومة في العراق، إلى الآن ما زالت العلاقات السورية العراقية السياسة متواضعة ولكن العلاقات التجارية والاجتماعية ازدادت بشكل كبير جدا وذلك عن طريق العائلات المشتركة بين البلدين ولجوء لاجئين باعداد ضخمة إلى سورية يعدون بالملاين حوال مليونين ونصف لاجئ عراقي والكثير من هؤلاء بدؤوا العمل وتأسيس أعمال لهم في سورية.[2][3]
العلاقات بين إقليم كردستان العراق وسوريا
هي علاقات ثنائية بين الطرفين.[4] إقليم كردستان وسوريا جارتان، يقع إقليم كردستان على حدود مناطق الإدارة الكردية في سوريا (شمال شرق سوريا) التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي منذ بدايات الحرب الأهلية السورية. حيث يشترك إقليم كردستان مع سوريا في المعابر الحدودية،[5] وفي أواخر يوليو 2017، كان 244,605 لاجئ سوري يعيشون في إقليم كردستان.[6] ارتفع العدد إلى 247,347 في يناير 2018 وإلى 249,123 في أغسطس 2018.[6]
بسبب العلاقات المتوترة بين سوريا والعراق[7] في ظل حكم حافظ الأسد وصدام حسين، قام الأسد بدعم المتمردين الكرد في شمال العراق وهم يقاتلون القوات العراقية آنذاك. في عام 1975، أنشأ جلال طالباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق، وأنشأ النظام السوري علاقات رسمية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1979 الذي كان يترأسه مصطفى بارزاني، بينما زار إدريس بارزاني دمشق، حاولت دمشق توحيد مختلف الكتل الكردية العراقية ضد النظام العراقي حينها وتم فتح مكاتب لكلا الحزبين في القامشلي.
عندما وصلت الحرب الأهلية السورية إلى المناطق الكردية في شمال سوريا في عام 2012، قام رئيس إقليم كردستان الأسبق مسعود برزاني بجمع مختلف الفصائل الكردية في سوريا وأبرزهم، المجلس الوطني الكردي وحزب الإتحاد الديمقراطي في أربيل لتوحيدهم ضد النظام السوري.[8] العديد من الجنود الكرد السوريين انشقوا عن القوات المسلحة السورية في المراحل الأولى من الحرب الأهلية السورية وفروا إلى إقليم كردستان ليشكلوا قوة تحت مسمى "بيشمركة روج افا" التي تموّل من إقليم كردستان.[9] وقال وزير خارجية إقليم كردستان فلاح مصطفى بكر: "نريد أن نرى حكومة ديمقراطية وتمثيلية في دمشق، ويجب على المعارضة أن تأخذ بعين الاعتبار الاعتراف بحقوق جميع الأقليات وحقوقها ومستقبلها".[10] في عام 2015، زار النائب في مجلس الشعب السوري، شريف شحادة أربيل، حيث ذكر أن بارزاني رفض زيارة دمشق في عام 2011.[11] وفي رده على استفتاء إقليم كوردستان في سبتمبر 2017، قال النائب السوري رياض طاووس إن سوريا لم تؤيد الاستفتاء، لأنه قرار أحادي الجانب دون موافقة بغداد.[12] كما ردد مستشار مجلس الوزراء سعيد عزوز أنه سيتم رفض أي إجراء أحادي الجانب وأن سوريا لا يمكنها قبول تقسيم العراق. وعلاوة على ذلك، ذكر أن الاستقلال يحتاج إلى أحكام قانونية من الدستور العراقي.[13]
في أغسطس 2017، زار وزير السياحة السوري بشر يزيجي أربيل لتعزيز العلاقات السياحية بين الطرفين.[14]
المصادر
- سفارة الجمهورية العربية السورية في جمهورية العراق - تصفح: نسخة محفوظة 27 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- موقع البي بي سي عن مسار العلاقات السورية العراقية - تصفح: نسخة محفوظة 6 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- علاقة سورية والعراق - تصفح: نسخة محفوظة 6 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
- "كردستان العراق - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة". ar.wikipedia.org. مؤرشف من الأصل في 2 مايو 201925 ديسمبر 2018.
- Kurdistan24. "Business booming in Rojava after outlet opened with Kurdistan Region". Kurdistan24 (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 201825 ديسمبر 2018.
- "Situation Syria Regional Refugee Response". data2.unhcr.org. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 201925 ديسمبر 2018.
- "العلاقات السورية العراقية - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة". ar.wikipedia.org. مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 201825 ديسمبر 2018.
- Ates, Hazal (2012-07-17). "Barzani Unites Syrian Kurds Against Assad". Al-Monitor (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201825 ديسمبر 2018.
- Kurdistan24. "Syrian Kurdish women join Peshmerga". Kurdistan24 (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 201825 ديسمبر 2018.
- "Minister Falah Mustafa: Kurdish unity in Syria is of paramount importance". dfr.gov.krd. مؤرشف من الأصل في 22 فبراير 201925 ديسمبر 2018.
- "No future' for Kurdish forces in Syria, says lammaker close to Assad". Rudaw. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 201825 ديسمبر 2018.
- "Syrian MP on Kurdish independence: Damascus seeks Arab unity". Rudaw. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 201925 ديسمبر 2018.
- "مسؤول سوري: عملية استقلال إقليم كوردستان تحتاج إلى نصوص قانونية في الدستور". Rudaw. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 201925 ديسمبر 2018.
- "Syrian minister to visit Kurdistan Region in bid to boost tourism ties". Rudaw. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 201825 ديسمبر 2018.