المجوز هو فن شعبي من الموروث الثقافي والشعبي في بلاد الشام. ويعتبر المجوز أحد أنواع الحداء، وهو التغني بالشعر. وهي آلة موسيقية تقليدية تعني "مزدوج" لأنها قصيرة تتكون من جهتين ومن خيزران القصب وأنابيب مجتمعة، مما يجعل المجوز مزدوج الأنابيب. تتكون آلة المجوز من أنبوبين متساويين الطول؛ كل أنبوب لديه حوالي خمسة أو ستة ثقوب صغيرة للإصبع. فإنه يتطلب تقنية اللعب الخاصة المعروفة باسم "التنفس دائري"، وهو أمر صعب جدا ولكن ينتج معزوفة جميلة مستمرة، يقوم صاحبها بالعزف دون توقف باتخاذ نفسا قويا.
يلعب المجوز للدبكة والرقص الفلكلور. المجوز هو الأكثر شعبية اليوم في بلاد الشام (الأردن، لبنان، سوريا، فلسطين). ومن الأمثلة على ذلك أغنية الدبكة اللبنانية الشهيرة "جيب المجوز يا عبود" من قبل المغنية صباح. كما يرتبط المجوز باليرغول الذي يتكون من أنبوبة قصيرة واحدة تتكون من خمسة إلى ستة ثقوب، وأنبوب طويل انضم إليها تماما مثل المجوز وتنتج صوتا مشابها جدا لذلك. المجوز مثل اليرغول فهو من الانابيب الاسكتلندية[1]
أدائها
تم وصف المجوز في الأفراح في كتاب تاريخ بلدة معركة الحديث لعلي غندور يقول فيه أنه يأتي شباب ويصدحون بأبيات العتابا والمواويل في الحقول والأراضي الواسعة، وعادة تتم هذه الأفراح في ليلة الحنا أو ما يسمى بالتعليلة وهي آخر ليلة في العزوبية عند الرجل. يأتي النافخون بالمجوز أو المنجنيرة وهي الآلة الموسيقية الثانية بعد الطبلة في الأهمية[2]. تبدأ الدبكة حركتها بالرجل اليسرى وتنتهي أيضا باليسرى وتمتاز بإيقاعها السريع وتدبك على أنغام المجوز وبشكل أقل على أنغام اليرغول، ومن دبكات المجوز دبكة الجوفية وهي تعتمد على وقوف الدبيكة على شكل صفين متقابلين الصف الأول يغني والثاني يرد عليه بأغانٍ فلكلورية أردنية، وغالباً ما يغني الصف الأول الشطر الأول ويرد عليه الصف الثاني بالشطر الثاني. وهناك أيضا دبكة الغوارنة وتسمى أيضا بدبكة ديرعلا. تكون الأيدي مشبوكة على الأكتاف وتمتاز بالسرعة الفائقة والحركات المتعددة.[3]
الشعر والمجوز
- الشعر في المجوز الأردني (قصيدة الميجانا):
ميجنا وعالميجنا وعالميجنا | يا ظريف الطول حول لعندنا | |
لابس الهبري وقالبتو قلب | يا بعد زوج العيون و القلب | |
روحي عن دربي تايسلاك القلب | وان نساك القلب كيف انساك انا |
يابعد الروح والعمر اللي تعده | المراسيل التظل عندك رهينه | |
مراسيل انه وديت مراسيل | ولا مرت على البيت مراسيل | |
يايمه انا احبهم شكد قاسي قلبهم | مراسيل بلا جواب مراسيل | |
مراسيل انه وديت | مراسيل | |
تعال ولا تجافيني حبيبي | وحبك شمعه لسنيني حبيبي | |
غيابك عذب الحال غيابك | وضيعت المنامات غيابك | |
مراسيل انه وديت | مراسيل | |
عجيبه الصار مابينك وبيني | وشنهو الغيرك يابعد عيني | |
حبيبي شلون تنساني حبيبي | غريب بين خلاني حبيبي | |
مراسيل انه وديت | مراسيل |
- الشعر في المجوز الفلسطيني (يا ظريف الطول):
يا ظريف الطول وقف تقلك | رايح عالغربة و بلادك أحسنلك | |
خايف يا ظريف تروح و تتملك | وتعاشر الغير و تنساني أنا | |
يا ظريف الطول وين مهاجر وين | منتمنى من الله ترجع عنا هين | |
بلكي نا وياك نطلع عالعين | ونغني عتابا و نصدح ميجانا |
- الشعر في بادية الشام:
لحلم يجعل صاحب العقل مهموم | طيف الليالي ما بها غير النقصان | |
لا عاد عند الناس يا نمر محشوم | دور عوضها عند حضر وبدوان |
المجوز في الشام
الأردن
يعتبر المجوز من الغناء التقليدي الفلكلوري المنتشر في أرياف ومدن الأردن، وخاصة في مدن إربد، الرمثا وجرش وفي بلدات ومدن الشمال والوسط لا بل أن هذا الغناء قد دخل كافة المدن الأردنية بقوة. حيث جاءت أغاني الريف أكثر سرعة ورشاقة وزخرفة منها في البادية بحكم الإيقاع الحياتي المتحرك النشط في مواسمها ومناسباتها. وتُؤدّى غالبية القوالب الموسيقية الريفية بشكل جماعي حيث ترافقها الرقصات (الدبكات) الشعبية المنتشرة على مساحة الأردن ويتقنها السواد الأعظم من الأردنيين. ومن قوالبه: دلعونا، زريف الطول، المهاهاه، العتابا، الميجنا، الجفرة، علاّ وْعلاّ، وغيرها.
يعبر المجوز عن ملامح الفلكلور الأردني، حيث تقدم دبكة "المجوز" من الشمال، ودبكة "المعانية" من الجنوب، ودبكة "المهابيش" و"السيوف" و"الدلعونة" في الأفراح والمناسبات الوطنية.[1][5]
يعتبر المجوز في إربد مشابه لمجوز أهالي درعا والرمثا ويطلق عليه اسم المجوز الحوراني نسبة لمنطقة حوران
فلسطين
يعتبر من التراث الشعبي الفلسطيني فيتم تقديمه على فقرات متنوعة من الدبكات الفلسطينية، كل منها يحمل لونا مختلفا عن الآخر.
وتتماهى العناصر الفنية مع نغمات موسيقى الآلات الشعبية "المجوز" و"اليرغول" التي يتم تقديمها. ومن الدبكات المعروفة دبكة "حلالي مالي" و"السحجة" وهي رقصات شعبية تقدم في المناسبات والأفراح، وتشتهر بهما منطقة جنين، بينما دبكة "الواحدة ونص" و"الشعراوية" تعبر عن فن الضفة وبعض مناطق الشمال. ودبكة فلسطين تشترك فيها كل مناطق البلد، لأنها ترصد الواقع الاجتماعي والسياسي بحس وطني ونفس ثوري.[5]
مراجع
- "لوحات فنية تمثل موسم الحصاد ودبكات رمثاوية على إيقاع المجوز والمهباش". جريدة الغد. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 201916 ديسمبر 2017.
- غندور, علي | طالب (2016-01-01). تاريخ بلدة معركة الحديث : 2015-1900 : نموذج للقرية الجنوبية. Al Manhal. . مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2017.
- كل الاردن - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Khuder, Sawsan (الأحد، 20 سبتمبر 2015). "مدونة سوسن الفنية: مراسيل انه وديت". مدونة سوسن الفنية. مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 201817 ديسمبر 2017.
- "الدوحة تطرب على إيقاع الدبكة الشامية". مؤرشف من الأصل في 11 أبريل 201916 ديسمبر 2017.