الدبكة هي رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في بلاد الشام وهي تمثل التراث الفلكلوري لتلك البلدان. تمارس غالباً في المهرجانات والاحتفالات الأعراس. تتكون فرقة الدبكة من مجموعة تزيد عادة عن عشرة أشخاص يدعون دبيكة وعازف اليرغول أو الشبابة والطبل. والدبكة هي رقصة شرقية جماعية معروفة في فلسطين، لبنان، سورية، الأردن، تركيا، والعراق وكذلك شمال السعودية.
الدبكة في بلاد الشام
تشتهر أنواع الدبكة في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وتختلف قليلاً من منطقة إلى أخرى، كما في نابلس وبعلبك والسويداء والخليل وجبل لبنان واللاذقية وطرطوس والناصرة.
يصطف الراقصون إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة. يكون الراقصون من الذكور أو الإناث، وتؤدى الرقصات إما مختلطة أو بانفصال الجنسين. يقود الرقصة أول الراقصين، وهو يحدد بشكل عام منحى الرقصة، ويقوم عادة بأداء حركات إضافية تظهر مهارته. والدبكة تكون عبارة عن حركات بالارجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عال مترافقة بالغناء والعزف الموسيقى الفلكلورية.
وهي جزء مهم من التراث والفلكلور في بلاد الشام، وتمارس في الأعراس والمناسبات ولا تكتمل الأفراح الشعبية الفلسطينية أو السورية أو لبنانية أو الأردنية إلا بوجود حلقات الدبكة وتتكون فرقة الدبكة من مجموعة من الدبيكة مثلا عشرة دبيكة وعازف الشبابة والطبل أو المجوز والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل والضرب على الأرض وتكون الدبكة عادة عدة أنواع.
أنواع الدبكة الأردنية
هنالك ما يقارب العشرين نوع من الدبكة الأردنية. ومن الآلات الموسيقية المصاحبة لهذه الدبكات: الشبابة، المجوز، اليرغول، القربة، الطبلة وفي بعض الأحيان العود.
- دبكة حبل مودع: وهي الدبكات على اختلاف أنواعها التي يقف بها الرجال والنساء بتتابع مشترك.[1]
- دبكة الكرادية: وتسمى أيضا الطيارة وتتميز بإيقاعها السريع في حلقة مفتوحة حيث يتحرك المشاركون بالدبكة من اليسار إلى اليمين.[1]
- دبكة التسعاوية: وتعرف بالدبكة المعانية وهي من أجمل الدبكات الأردنية وتدبك على أنغام المجوز أو الشبابه أو القربة.[1]
- الدبكة العادية: وتسمى أيضا دبكة الدلعونا وهي تستوعب كافة الألحان بالإيقاعات المتقاربة وخاصة ألحان الدلعونا البطيئة منها والسريعة وتدبك على أنغام المجوز أو اليرغول والشبابه بشكل أقل وهي سداسية.[1]
- دبكة الشعراوية: هي كالدبكة العادية إلا أن خطوتها أسرع وأقرب ما تكون إلى القفز وهي تستوعب كافة الألحان وغالبا ما تدبك على أنغام اليرغول.[1]
- دبكة الدرازي: تدبك مع شبك الأيدي وهي ذات إيقاع سريع وتدبك على أنغام المجوز.[1]
- الدبكة الشمالية: وهي من أشهر الدبكات الأردنية. تبدأ حركتها بالرجل اليسرى وتنتهي أيضا باليسرى وتمتاز بإيقاعها السريع وتدبك على أنغام المجوز وبشكل أقل على أنغام اليرغول.[1]
- دبكة الجوفية: وهي تعتمد على وقوف الدبيكة على شكل صفين متقابلين الصف الأول يغني والثاني يرد عليه بأغانٍ فلكلورية أردنية، وغالباً ما يغني الصف الأول الشطر الأول ويرد عليه الصف الثاني بالشطر الثاني.[1]
- الدبكة العسكرية: تكون الأيدي مشبوكة على الأكتاف على شكل دائرة مغلقة أو مفتوحة وقلما تشارك فيها النساء لأنها مجهدة. طريقتها قائمة على تبادل الدبك بالرجل اليمين باتجاه اليمين واليسرى باتجاه اليسار، وهي تكون بأربع عدات والعدة الرابعة ترفع الرجل اليمنى نحو اليمين واليسرى نحو اليسار.[1]
- دبكة الغوارنة: وتسمى أيضا بدبكة ديرعلا. تكون الأيدي مشبوكة على الأكتاف وتمتاز بالسرعة الفائقة والحركات المتعددة.[1]
- دبكة واحد ونص: يقفز الدبيكة قفزة بسيطة بالرجلين ويخبط واحدهم خبطة بسيطة باليمين ثم بالقدم الشمال حتى تصبح الارجل شكل خبطة واحدة.[1]
- دبكة أبو علنده: يقفز الدبيكة خمس قفزات خفيفة ثم حركة باليمين وحركة بالشمال ثم حركة واحدة ونصف.[1]
- الدبكة العقباوية: وهي الرقصة الخاصة بأهل العقبة.[1]
- الدبكة الرمثاوية: يكون الدبيكة بصف واحد باستثناء اثنان يخرجان عن الصف ويرقصان وحدهما.[1]
- الدبكة الفرادية: وتقوم بها أم العريس أثناء الزفة أو في سهرة الدخلة قبل دخول العروسين لمنزلهما حيث تحمل بيدها عجينة تلصقها العروس عند دخول المنزل الجديد. أو تقوم بها العروس عند قدوم العريس وأهله وبهذه الحالة تسمى رقصة العروس.[1]
- الدبكة الجماعية: تكون من قبل قريبات العروس أو العريس في الزفة ويكون مشتركاً بها أدوات شعبية وزي شعبي كامل وتكون قبل العرس بيوم فيما يعرف بالتعليلة والحنة.[1]
- دبكة السحجة: وتكون على شكل أبيات مغنّاه مقرونة بحركات متناسقة يوجد لها عدة حركات وأداء معيّن وعلى حسب النغم والقافية، ومن هذه الحركات الوقوف معاً والجلوس منتصف الصف الثاني والانحناء بالظهر وجلسة القرفصاء مع تصفيق الأيدي وإدارة الوجوه يميناً وشمالاً وحركة الرأس، كما يقوم شخص وربما أكثر بالوقوف أمامهم للمشاركة معهم في جميع الحركات والأداء ويتفق البيت مع الحركة منسجماً مع المعنى واللفظ والصوت، والصوت له عدة درجات بطيء ووسط وعالٍ ونوع آخر يسمونه الجر (المد)، كما يقومون بالحركات المثيرة للنفس والحماسية والمشجعة. ويمكن أن يتقابل المشاركون في صفين وجهاً لوجه يقف في وسط الدائرة الشاعر القوّال وحوله المشاركون.[1]
- دبكة الدحية: والدحية نوع من أنواع السحجة يشكل الرجال حلقة كبيرة ومن خلفهم المتفرجون من النساء والأطفال، وتكون السحجة في بدايتها فاترة تشتد شيئاً فشيئاً، حيث يشكل الدبيكة صفاً منظماً طويلاً أو دائرياً أو بشكل صندوق مفتوح، ويبدؤون التصفيق المنتظم المرتب مع هز الكتف يمنة ويسرة وإمالة الأيدي، ومع كل ضربة من الكف اليمين على الكف الشمال يخرج صوت منتظم من فم كل واحد من رجال "السحجة" يردد كلمة "دحي يوبي دحيه" وبشكل جماعي. ويحمى وطيس هذه الدحية إذا دخلت إحدى النسوة متنكرة الوجه "متلثمة بعصابتها" ترتدي شالاً أو عباءة وبيدها سيف أو عصا لترقص أمام الجميع، وتثير فيهم الحماس على إيقاع الدحية وتنطلق الصيحات والزغاريد والعيارات النارية فرحاً وابتهاجاً بالتي ترقص أمامهم ويقال لها "الحاشي" وقد يتجرأ أحدهم ويكون ذو قربة منها وينزل أمام الحشد ليراقصها فتتحين الفرصة وهي ترقص لتأخذ عن رأسه العقال، فإن هي فعلت ذلك أو استطاعت فتكون لها الغلبة في هذا السجال من الرقص، ويعلو صوت المشجعين وتنطلق العيارات النارية زيادة في الفرح والسرور، وكذلك الزغاريد ويتخلل هذه السحجة قول القصيد باللهجة البدوية من قبل أحد الحافظين، حيث يبدأ قصيدته بيتاً بيتاً مردداً إياها عدة مرات، وفي نهاية كل مرة يردد عدد من الرجال المجاورين له في الصف، (هلا بك هلا ويا هلا مار إنك صادق يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا هلا ليا حنيف يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا مهلي ويا ريت إزويلك "خيالك" ما يولي).[1]
- رقصة السيف الحاشي: والحاشي هي فتاة تجيد الرقص تنزل لترقص على حاشية السحيجة وهي منتدبة عن أهل العرس. اما لازمة القصيدة التي تنشد أثناء الرقص تكون (هلا بك هلا ويا هلا مار إنك صادق يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا هلا ليا حنيف يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا مهلي ويا ريت إزويلك ما يولي).[1]
توضيحات
- الشيلة: هي حركة تكون أثناء الدبكة حيث يخرج اللويح أو الرويس بقفز سريع مع حركات متنوعة.[1]
- الكرجة: هي حركة تكون أثناء الدبكة حيث تدبك عادة أثناء المشية وغناء المطرب أثناء المقطع الموسيقي.[1]
أنواع اخرى
- دبكة الدحيّة وهي تنتشر عند البدو وهي خاصة بهم، وفيها تسحيجات وتصدر أصوات قد لا يفهمها الآخرون. حيث يصطف الرجال في صف واحد ويقومون بترديد بعض الجمل على نفس المنوال وفي المقابل تكون هناك امراة مرتدية الزى البدوى وملتثمة به حتى لا يراها الرجال ويقال لها (البعير).تقوم هده المراة برسم خط على الأرض موماة لهم أن لا ينبغي لاحد تجاوز هدا الخط وهو كناية عن شرف وعرض هده المراة ويستمر دلك إلى أن ينصرف البعير و(البديع)وهو الرجل الدى يتقدم صف الرجال ويقومون بالرد عليه فيما يقول.
دبكة فلسطين
في فلسطين، كانت الدبكة قبل الاحتلال تأخذ طابع المناسبات، وبعد نكبة عام 1948 م أخذت الدبكة شكلاً من أشكال النضال، لأن إسرائيل تحارب هذا الإرث الحضاري وتجيره لها. وهذا ما جعل إحياء الدبكة الشعبية يأخذ شكلاً منظماً في بداية الثمانينيات، فكان في الضفة الفلسطينية العديد من التجارب كفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي لا تزال حتى الآن تعمل، وفرقة سرية رام الله وفرقة مرج ابن عامر وفرقة حنظلة ومجموعة من الفرق التي وضعت الأسس الصحيحة للدبكة الشعبية بشكلها المنظم المعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني الشامي وحمل هذا التراث للمحافل الدولية والعالم بمعنى إن فرقة الفنون الشعبية من الثمانينيات وحتى الآن وهذه الفرق تشتغل على عروض محلية ودولية. الدبكة هي من العادات والتقاليد الفلسطينية ويتمسك ويحافظ عليها جيل بعد جيل وكما أن الدبكات الشعبية منتشرة، وتشيع في الأقاليم الشمالية كفرقة الرمثا والجنوبية كفرقة معان والبادية الشمالية.
الدبكة في العرس الفلسطيني
تلعب الدبكة دوراً أساسياً في العرس الفلسطيني، والدبكة المعروفة والرائجة بكثرة في منطقة الخليل، شمال فلسطين وحتى جنوب مرج ابن عامر ووادي عارة وأجزاء من شمال الضفة الغربية هي دبكة الدلعونا (يذكر أنه في المناطق الوسطى والجنوبية من فلسطين تنتشر الدبكة الجوبية). تستعمل للدبكة في العرس الفلسطيني بشكل كبير آلات المجوز اليرغول الطبلة وبشكل أقل الشبابة. وتقسم الدبكة إلى عدة أقسام أساسية، مع أنها كلها تعتبر دبكة دلعونا لأن مغني الدبكة يعتمد بشكل أساسي على أغنية الدلعونا وما على وزنها كأغنية ظريف الطول وغيرها (مع أن كل أنواع الدبكة المعروفة في شمال فلسطين ولبنان وحوران هي نفس الدبكة ونفس الحركات الأساسية ولكن بترددات وسرعات مختلفة).
آنواع دبكة فلسطين
- دبكة الشعراوية تدبك عادةً على أنغام اليرغول، وهي ذات إيقاع سريع، وهي الدبكة التقليدية المعروفة في بلاد الشام، هي ودبكة الدرازي، تدبك مع شبك الأيدي.
- دبكة الدرازي هي نفس حركات دبكة الشعراوية وبنفس التردد ولكن بحركات بطيئة وهادئة تدبك على أنغام المجوز، تدبك مع شبك الأيدي.
- دبكة الشمالية سميت كذلك لأن الحركة تبدأ بالرجل اليسار (الشمال) وتنتهي أيضا باليسار، تدبك على أنغام المجوز واليرغول، تتميز بحركاتها السريعة والإيقاع السريع مع أنها تبقى بنفس تردد دبكة الدرازي والشعراوية وهي بحاجة إلى لياقة بدنية عالية تتميز بأنها تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف.
- دبكة البدّوية من نفس فصيلة الدبكة الشمالية هي ودبكة السبعوية تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف. تبقى بنفس تردد الدرازي والشعروية.
- دبكة السبعوية من فصيلة الشمالية، تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف، سميت "سبعوية" لأنها عبارة عن سبع قرعات، تنتهي السابعة بالرجل اليمين.
- دبكة العسكر تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف وحركاتها تشبه حركات المشية العسكرية في بدايتها إلى أن تتطور لتصبح بنصف شمالية أو بالكرجة، تعتبر الطبلة أداة مهمة في هذه الدبكة.
- حركات معروفة أثناء الدبكة
الشيلة هي حركة في الدبكة تتميز بخروج الرويس أو اللويح بقفز سريع مع من خلفة بحركات متنوعة. تستعمل غالبا عند نهاية مقطع الدلعونا وخروج الدبكة من المشي إلى الدبك.
الكرجة هي حركة في الدبكة تدبك عادتا أثناء المشية وغناء المطرب بشكل استثنائي، أو أثناء دبكة العسكر في أوجها.
دبكة زريف الطول:ينتشر قيها المديح والتفتيش عن منافب البنت الحلوة أو الفتى، أو المناقب الموجودة في البشر وهذه تستخدم للغزل في الأفراح والمناسبات الأخرى.
دبكه وحده ونص
دبكه طوباسيه
دبكة الكرادية أو الطيارة:وهي تتميز بالإيقاع السريع، فلا بد أن يكون من يزاولها يتمتع باللياقة وبحركة سريعة ويكون لديهم تجانس في الحركة مع أقرانهم
دبكة الدلعونا:وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت الدلعونا تُغنى بأغاني جديدة الكلمات لكن على نفس الرتم مع اختلاف في الكلمات، كأن نقول مثلا: على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها بحسب المناسبة.
أغاني الدبكة
تنشد خلال الدبكة الأغاني الشعبية المشهورة كأغنية الدلعونا وظريف الطول وهي ليست أغان ثابته بل هي على الأكثر لأزمات معروفة ومشهورة وهي من أغاني الحداء وهو نوع من أنواع الزجل، حيث يقوم المغني بغناء اللازمة وأبيات على وزن الحداء حيث يتكون كل مقطع من بيتين صدر وعجز، يبقى فيه صدر وعجز البيت الأول وصدر البيت الثاني على نفس القافية بينما يكون عجز البيت الثاني على وزن اللازمة، مثال:
اللازمة:
ويلي دلعونا ويلي دلعونا | راحوا الحبايب ما ودعونا |
المقطع:
يا أرض بلادي يا بعد روحي | عنك ما أتنازل والله وما بروح | |
ولو قطعوني وما داوو جروحي | ع ترابك باقي وما أرحل من هونا |
وبما أن مغني الدبكة في الأعراس الشامية هم في العادة شعراء زجل، فإن مواضيع الغناء في الدبكة تبقى ارتجالية ويمكن لشاعر الزجل أن يتطرق لأي موضوع من مواضيع الحياة وأحوالها فيمكن أن يتناول شعره مواضيع الغزل والحب وحتى المواضيع الوطنية واليومية.
أزياء الدبكة
تختلف الأزياءالتي يرتديها راقصو الدبكات حسب المنطقة في في الشام، وهي عبارة عن أزياء مستوحاة من التراث أو من أزياء الريف. فهي للرجال قد تكون السروال (الشروال) الفضفاض والقمصان وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية وقد تكون الدشداش والعباءة وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية (في البادية)، وللمرأة الثوب الملون أو الأسود الطويل يغطي كامل جسدها والمطرز بالخيوط الذهبية على شكل أزهار وورود ويختلف حسب المنطقة ما بين المناطق الجبلية أو البادية أو الساحل.
مقالات ذات صلة
مراجع
- كل الاردن - تصفح: نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.