الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في سنغافورة

تشكل المسيحية ثاني أكبر الديانات في سنغافورة

☰ جدول المحتويات


مركز منارة الكرازة الإنجيلي.

المسيحية هي ثاني أكبر الديانات في سنغافورة بعد البوذيَّة،[1] وتبلغ نسبة المسيحيين حسب التعداد السكاني لعام 2015 حوالي 18.8% من السكان.[2] المسيحية هي من الأديان الناميَّة في سنغافورة إذ ارتفعت نسبة المسيحيين من 12.7% سنة 1990 إلى 17.5% سنة 2010، وهي إلى جانب اللادينية تحظى بأعلى معدل نمو في سنغافورة.[3] وتشير دراسات إلى نمو المسيحية في سنغافورة ما بعد الحقبة الإستعمارية، خاصةً من خلال اجتذاب المتحولين من الشباب، والحضريين والمثقفين الصينيين الناطقين باللغة الإنجليزية.[4]

سنغافورة هي أكثر دول العالم تنوعًا من الناحية الدينيَّة،[5] وتعتبر المسيحية من الأديان الحديثة العهد في الدولة، ومع ذلك فهي تعتبر من الأديان الأربع الرئيسية فيها، وقد زار سنغافورة كلاً من الأم تريزا عام 1985 والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1986، ويوجد تنوع طائفي داخل التركيبة المسيحية في سنغافورة، إذ يوجد أتباع للكنيسة الرومانية الكاثوليكية وكذلك لمختلف الطوائف البروتستانتية مع أقلية من الكنيسة الأرثوذكسية،[6] كما يوجد بعض الأرمن، وتعتبر الكنيسة الأرمنية في سنغافورة أقدم كنيسة وتعود لعام 1836 وهي أول بناء تم تزويده بالكهرباء في المدينة. في عام 1972 حظرت الحكومة طائفة شهود يهوه بسبب رفض معتنقيها أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، ويغرم من يعتنقها بحوالي 4000 دولار أمريكي، وسجن 12 شهرًا في حال رفضه أداء الخدمة العسكرية.[7] كان الرئيس السابق لسنغافورة بنيامين شيريس وتوني تان مسيحيين تابعين للكنيسة الأنجليكانية، في حين أن رئيس وزراء سنغافورة الحالي لي هسين لونغ فهو مسيحي يتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وكان حوالي ثلث أعضاء البرلمان من المسيحيين.

يتم تصوير المسيحيين في سنغافورة كمجتمع ورع وكأثرياء ومتعلمين نسبياً،[4] وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يتصدر مسيحيي سنغافورة المرتبة الأولى كأكثر المجتمعات المسيحيَّة تعليمًا حيث أن حوالي 67% من المسيحيين في سنغافورة من الحاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة.[8] وبحسب معطيات التعداد السكاني بين السنوات 2010 و2010 كانت المسيحيَّة أكبر مجموعة دينيَّة بين خريجي الجامعات في البلاد، حيث شكَّل المسيحيين حوالي 32.2% بين حملة الشهادات الجامعيَّة في سنغافورة.[9]

تاريخ

العصور المبكرة

يعود جذور المذهب الرومانية الكاثوليكي في سنغافورة مع تأسيس أبرشية ملقا بعد فترة وجيزة من وصول المستكشف البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك إلى ملقا في عام 1511. وشجعّت الحكومة البرتغالية المستكشفين على إحضار زوجاتهم الهنديات للواتي تحولّن إلى المسيحية الكاثوليكية، وذلك بموجب سياسة وضعها كل من ألفونسو دي ألبوكيرك ونائب الملك في الهند. وكان هؤلاء بالغالب من كاثوليك غوا وهنود الشرق (الكاثوليك من أصول مراثيَّة). الاختلاط بين السكان المحليين والبرتغاليين والهنولنديين في ملقا وسنغافورة أدى إلى نشأة شعب الكريستانج وهم من شعوب الكريول. وتعني شعب الكريستانج الشعب المسيحي. وقام الرجال البرتغاليين بالزواج من النساء المحليات من أجل تكوين عائلات ومجتمعات أكثر استقرارًا، مع أسر يكون أولادها كاثوليك وموالين للتاج البرتغالي. وبعدما فقدت الإمبراطورية البرتغالية سلطتها على ملقا في عام 1641، حافظ مجتمع كريستانج على تقاليده إلى حد كبير، حيث مارس المجتمع التقاليد الكاثوليكية واستخدم اللغة البرتغالية على نطاق واسع. كما تم استيعاب بعض الكاثوليك الهولنديين في المجتمع خلال هذا الوقت.

في عام 1606 أنشئ الحي الأرمني نيو جلفة بواسطة مرسوم من الشاه عباس الأول، وهو شاه بارز من السلالة الصفوية. قدم إلى الحي أكثر من 150,000 من الأرمن إلى جولفا من ناخيتشيفان. وقد جاء الأرمن إلى بلاد فارس فارين من الاضطهادات في الدولة العثمانية؛ في أواخر القرن السابع عشر، سيطر الأرمن تقريبًا على كل التجارة الفارسيَّة.[10] وأنشأ الأرمن شبكات تجارية واسعة في مدن مثل بورصة، وحلب، والبندقية، وليفورنو، ومرسيليا، وأمستردام.[11] وهكذا أصبح الأرمن المسيحيين النخبة التجاريَّة في المجتمع الصفوي من خلال وجود رأس مال كبير أتاح للمسيحيين حرية دينية كبيرة فضلًا عن ثراء وسطوة.[12] وهاجر بعض هؤلاء الأرمن إلى الهند، وبحلول القرن الثامن عشر، أقامت المجتمعات الأرمنية في الهند ولا سيما في كلكتا وميانمار وشبه جزيرة الملايو وجزيرة جاوة. بعد فترة وجيزة من تأسيس السير ستامفورد رافلس سنغافورة كميناء تجاري في عام 1819، وصل التجار الأرمن إلى سنغافورة.[13]

الحقبة الإستعمارية

الكنيسة الأرمنيَّة في سنغافورة؛ وهي أقدم كنيسة في البلاد وتعود لعام 1836.

كان الوجود الحقيقي للمسيحية لأول مرة على شواطئ سنغافورة بعد فترة وجيزة من تأسيس سنغافورة الحديثة وذلك في عام 1819. في غضون عام ونصف العام، وصلت أولى الارساليات البروتستانتية التبشيريَّة. وتلاها وصول أول قس كاثوليكي في ديسمبر 1821 وهو التاريخ الذي تم فيه الاحتفال بالقداس الكاثوليكي لأول مرة في البلاد لتلبية احتياجات المجتمع المتنامي المتألف إلى حد كبير من الأوروبيين وبعض الصينيين؛ ومع ذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك بعض المبشرين البرتغاليين العاملين من ملقا في سنغافورة خلال الفترة البرتغالية بين عام 1511 حتى عام 1641 قبل الغزو البريطاني.

على الرغم من صغر عددها كان الأرمن المسيحيين نشطين في النشاط التجاري لسنغافورة في وقت مبكر.[14] وكانت الشركات التجارية الأرمنية مثل سركيس وموسيس (1840-1914) وأبكار وستيفنز (1826-1845) وماكريتش إم موسيس (1820-1839) بارزة في اقتصاد سنغافورة. وبحلول عقد 1830، بدأ التجار الأرمن في الاستثمار في الأراضي. وتعتبر الكنيسة الأرمنية في سنغافورة أقدم كنيسة وتعود لعام 1836 وهي أول بناء تم تزويده بالكهرباء في المدينة.[15] وكانت مساهمات المجتمع الأرمني في الكنيسة الأرمنية كبيرة نسبياً، مما يدل على ازدهار الأرمن وتفانيهم الديني.[16]

في عام 1888 أقامت الجماعة التاميلية الكاثوليكية كنيسة سيدة لورد، وهي أقدم كنيسة كاثوليكية للشعب التامِلي في سنغافورة. واعتمدت الحكومات الإستعمارية سياسة الحياد وعدم التدخل بشأن الدين. وأنشئت الكنائس ووصل عدد من المبشرين المسيحيين إلى الجزيرة. كما أنشأوا منظمات الرعاية الاجتماعية والعديد من المدارس التبشيرية التي تعتبر بشكل جيد مدارس النخبة وذات مستوى تعليمي عال. خلال الحرب العالمية الثانية، في محاولة لإدارة الاحتياجات المتزايدة للسكان المحليين في سنغافورة، تم ترحيل العديد من الرومان الكاثوليك من الأوراسيين والصينيين إلى باهاو.

في ديسمبر من عام 1950 شهدت مستعمرة سنغافورة أعمال شغب بين المسلمين والمسيحيين دُعيت بإسم أعمال شغب ماريا هيرتوخ، وذلك بعدما قضت محكمة بأن طفلة تربّت في كنف مسلمين يجب أن تعود إلى والديها البيولوجيين الكاثوليك. تصاعد احتجاج من قبل مسلمين غاضبين إلى أعمال شغب حين نشرت صور تظهر ماريا هيرتوخ البالغة من العمر 13 عامًا (أو بيرثا هيرتوخ) راكعًة أمام تمثال لمريم العذراء، وقد المسلمين بالإهانة الشديدة من هذه الصور، ناهيك عن انتشار التقارير المثيرة، التي وصف بعضها صراحة بأنها قضية دينية بين الإسلام والمسيحية. استمرّت أعمال الشغب في سنغافورة من قبل المسلمين حتى مساء يوم 13 ديسمبر عام 1950. قُتِل ثمانية عشر شخصًا، وأصيب مئة وثلاثة وسبعون. وتضررت العديد من الممتلكات. وكانت هيرتوخ (تُعرف أيضًا بنادرا) في عناية تشي أمينة بنت محمد قبل إعادتها إلى والديها البيولوجيين الهولنديين الكاثوليك.[17][18][19]

العصور الحديثة

كنيسة الخلق الجديدة الإنجيلية: تشهد المسيحية نموًا في سنغافورة في العقود الأخيرة.

بعد استقلال سنغافورة كان الرئيس السابق لسنغافورة بنيامين شيريس وتوني تان مسيحيين تابعين للكنيسة الأنجليكانية، في حين أن رئيس وزراء سنغافورة الحالي لي هسين لونغ فهو مسيحي يتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. في عام 1972 حظرت الحكومة طائفة شهود يهوه بسبب رفض معتنقيها أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، ويُغرم من يعتنقها بحوالي 4000 دولار أمريكي، وسجن 12 شهرًا في حال رفضه أداء الخدمة العسكرية. في الآونة الأخيرة أنشئت كليات لاهوتية وأقيمت العديد من الكنائس والمنظمات المسيحية مما أدى إلى زيادة في نسبة المسيحيين في سنغافورة اليوم. أرتفعت النسبة المئوية للمسيحيين من بين السنغافوريين من 9.9% في سنة 1980 إلى 12.7% سنة 1990 إلى 17.5% سنة 2010، وهي إلى جانب اللادينية تحظى باعلى معدل نمو في سنغافورة.[3] وفي عام 2012 وصلت نسبة المسيحيين إلى 18.3% من السكان.[2] وحوالي 61.5% من مسيحيي البلاد من البروتستانت، وحوالي 38.5% من الكاثوليك.[20]

زار سنغافورة كلاً من الأم تريزا عام 1985 والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1986، وفي عام 2008 تم تأسس المتروبوليتات الأرثوذكسية في سنغافورة وجنوب آسيا والتي تم إنشاؤها بقرار من المجمع المقدس لبطريركية القسطنطينية المسكونية. وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يتصدر مسيحيي سنغافورة المرتبة الأولى كأكثر المجتمعات المسيحيَّة تعليمًا حيث أن حوالي 67% من المسيحيين في سنغافورة من الحاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة. وبحسب معطيات التعداد السكاني بين السنوات 2010 و2010 كانت المسيحيَّة أكبر مجموعة دينيَّة بين خريجي الجامعات في البلاد، حيث شكَّل المسيحيين حوالي 32.2% بين حملة الشهادات الجامعيَّة في سنغافورة. وتتألف الطائفة المسيحية البروتستانتية في سنغافورة اليوم، بشكل كبير من الناس من "خلفيات تعليمية واقتصادية أكثر تنظيماً وأكثر تميزًا"، والمسيحية أكثر انتشاراً بين الشرائح السكانية الثرية والمتعلمة.[21][22][23] ويعد روبرت نج تشي سيونغ أثرى أثرياء سنغافورة وفقاً لمجلة فوربس عام 2017، ويعتنق روبرت نج تشي سيونغ الديانة المسيحية.[24]

كنيسة البحارة.

بحسب تقرير لجامعة سنغافورة للإدارة "يتحول المزيد والمزيد من الناس في جنوب شرق آسيا إلى المسيحية. ولكن هؤلاء المتحولين الجدد - ومعظمهم من الصينيين العرقيين - ينجذبون بشكل خاص إلى المسيحية الكاريزمية". ويشير التقرير إلى دراسة الباحثة جولييت كونينغ وهايدي داهلس من الجامعة الحرة بأمستردام حيث وفقاً لهم "هناك توسعاً سريعاً للمسيحية الكاريزمية منذ الثمانينات فصاعداً. ويقال إن سنغافورة والصين وهونغ كونغ وتايوان وإندونيسيا وماليزيا لديها أسرع المجتمعات المسيحية نمواً، وأن غالبية المؤمنين الجدد هم صاعدون متحركون، وحضريون، وشباب من الطبقة المتوسطة".[25] وذكرت صحيفة "إيرث تايمز" في عام 2008 "إن المسيحية تجتذب بشكل متزايد أتباع الديانة الصينية والطاوية، حيث وجد المسيحيون المتحولون من الشباب أسراً موسعاً في الكنيسة وموسيقى راقية وفرصاً للتواصل الاجتماعي"، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في عام 2009 أنه "شهدت سنغافورة طفرة في السنوات الأخيرة في الحركات المسيحية الولادة من جديد"، وتنمو المسيحية بين الشريحة السكانية الثرية والمتعلمة حيث تصل نسبة المسيحيين بين الحاصلين على شهادة جامعية إلى حوالي 32.2%.[26] وازدادت نسبة المسيحيين بين الصينيين في سنغافورة من 16.5% في عام 2000 إلى 20.9% في عام 2015.[27][28] وكان معظم المتحولين إلى المسيحية من الشباب، والمتعلمون جيداً والعاملين في وظائف آمنة ومهنية. وإنضم معظم المتحولين إلى الكنائس البروتستانتية الإنجيلية الناطقة في اللغة الإنجليزية.

أنشأ الهنود ضمن المجتمعات الإسلامية والمسيحية على نطاق أوسع أماكن عبادة خاصة بهم، حيث تُجرى الخطب والخدمات والصلاة باللغات الهندية. واحتفظت بعض العائلات المسيحية التاميلية بأسماء هندية (كأسماء شخصيَّة أو أسماء العائلة) عمومًا بجانب أو بدلاً من الأسماء الغربية أو المسيحية. تضم البلاد حوالي 1,600 مسيحي من عرقية الملايو ومعظمهم من خلفية مسلمة.[29] ومع ذلك، فقد عارضت الحكومة بشدة نشر الكتاب المقدس المسيحي بين شعب الملايو، عارضت بشدة محاولات المبشرين لتحويل الملايو إلى المسيحية، وقد تم اتباع هذه السياسة حتى لا تتسبب في توترات عنصرية ودينية في المجتمع الذي تقطنه أغلبية مسلمة، وبسبب الهوية الإسلامية الملاوية. وهناك طائفة مسيحية بين الباتاقيين، والذين قدموا إلى سنغافورة لمواصلة تعليمهم في المدارس الخاصة والمسيحية. وبعد تلقي تعليمهم في سنغافورة، كان الباتاقيين يعودون إلى وطنهم في إندونيسيا. ومن يتزوج البعض منهم ويجلبون زوجاتهم إلى سنغافورة للعمل كعمال الياقات البيضاء.

الطوائف المسيحية

البروتستانتية

كنيسة طريق البستان المشيخية.

يشكل البروتستانتي ثلثي المسيحيين في سنغافورة،[30] وتنضوي غالبيَّة الكنائس البروتستانتية تحت مظلة المجلس الوطني للكنائس في سنغافورة.[31] وتنتمي الطوائف البروتستانتيَّة إلى مختلف تقاليد الكنائس البروتستانتية وتشمل هذه الكنائس الكنيسة الانجليكانية، والانجيلية، والأخوة بليموث، واللوثرية، والميثودية والكنائس المشيخية. وتملك الكنائس البروتستانتية شبكة واسعة من المؤسسات من المدارس والكليّات والمستشفيات وملاجئ الأيتام وبيوت المسنين والمعاقين في سنغافورة. وتلعب الكنائس البروتستانتيَّة دورًا ثقافيًا وسياسيًا هامًا في البلاد، حيث تنتمي العديد من العائلات السياسيّة العريقة في البلاد للمذهب البروتستانتي.

يُعد مذهب الأنجليكانية من أكبر المذاهب البروتستانتية في البلاد، ويعود حضور الكنيسة إلى عام 1881، مع بناء كاتدرائية القديس أندراوس لتصبح أبرشية سنغافورة الأنجليكانية لاحقًا، وفي عام 1909 أصبحت سنغافورة أبرشية منفصلة، مع تنصيب المطران تشارلز ج. فيرغسون دافي كأول مطران للأبرشية. وفي 6 فبراير من عام 1960، اندمجت مع أبرشية أخرى لتشكيل أبرشية سنغافورة ومالايا. في 8 أبريل من عام 1970، تم حل الأبرشية وتقسيمها إلى أبرشية سنغافورة وأبرشية غرب ماليزيا. وتضم الكنيسة الأنجليكانيَّة حوالي ستة وعشرين أبرشية داخل سنغافورة.

وتملك الكنيسة الميثودية في سنغافورة حوالي ستة وأربعين جماعة محلية، وتدير ستة عشرة مدرسة. ومنذ عقد 1970 أصبحت للكنائس الخمسينية تأثير أكبر بين سكان البلاد، وتجذب هذه الكنائس العديد من السكان المحليين القادمين من خلفيات دينية مغايرة. بحسب التعداد السكاني تعد البروتستانتية من المذاهب الناميَّة في سنغافورة إذ ارتفعت نسبة البروتستانت من 9.8% سنة 2000 إلى 12.0% سنة 2015.[9] ويعتبر المجتمع البروتستانتي المحلي مهني ومتعلم، حيث وفقاً لتعداد السكان عام 2010 يحمل 40% من البروتستانت في البلاد شهادات جامعيَّة.[32]

الكاثوليكية

كنيسة الراعي الصالح الكاثوليكية.

يشكل الكاثوليك ثلث مسيحيين سنغافورة، وتتكون الجماعة الكاثوليكية عمومًا من الصينيين، يوروآسييوين والفلبينيين والهنود. هناك واحد وثلاثين أبرشية رومانية الكاثوليكية في سنغافورة. هناك تجمعات أيضًا من الموارنة والكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية في الجزيرة. يرأس الكنيسة الكاثوليكية في البلاد المطران نيكولاس شيا والذي يرأسها في كاتدرائية الراعي الصالح. يحتفل بالقداس الإلهي في سنغافورة في اللغات العامية عديدة، بما في ذلك الإنجليزية، والمندرينة، وهوكين، والتاميلية، والمالايالامية، والمالطية والكورية ونادرًا ما يستخدم الملايو. وتشارك بنشاط مختلف الأبرشيات الرومانية الكاثوليكية في سنغافورة في الخدمات الاجتماعية مثل دور الرعاية، وفتح مطابخ الحساء وكذلك الرحلات التبشيريه إلى مكان مثل اندونيسيا والفلبين. هناك أيضًا النقابة الطبية الكاثوليكية، وغيرها من الجماعات الكاثوليكية. تم إنشاء حاليًا مؤسسة (NCC) من أجل تنظيم وجمع المجتمعات الكاثوليكية داخل أحيائهم.

تاريخيًا انقسمت المجتمعات الكاثوليكية في سنغافورة على أسس اثنيَّة والتي تمحورت معظم كنائسهم في شارع الملكة؛ في السنوات الأولى من الحقبة الإستعمارية كان معظم أبناء المجتمع الكاثوليكي من الأوراسيين والذين امتلكوا كنيسة البعثة البرتغالية، جنبًا إلى جنب مدرستين، في حين تعبد السكان من ذوي الأصول الأوروبيّّة في كاتدرائية الراعي الصالح. وتعبَّد التاميليين الكاثوليك في كنيسة سيدة لورد على شارع أوفير، وتعبد الكاثوليك الصينيين في كنيسة القديس بطرس بولس وكنيسة القلب المقدس . وسبَّب التحول إلى المذهب الروماني الكاثوليكي بين المجتمع الصيني في القرن التاسع عشر إلى حالة من الازدراء بين المجتمعات الصينية المهاجرة في سنغافورة.

الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية

كنيسة مسيحية في الحي الهندي في سنغافورة.

الكنائس المسيحية الأخرى في سنغافورة تشمل كنيسة الأرمن الأرثوذكس والتي تملك أقدم كنيسة في سنغافورة، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، تتكون الجماعة الأرثوذكسية الشرقية من الأرمن والأقباط واليونانيين والهنود والروس، تشكل أقلية صغيرة من عدد السكان المسيحيين المحليين. تعتبر الكنيسة الأرمنية في سنغافورة أقدم كنيسة وتعود لعام 1836 وهي أول بناء تم تزويده بالكهرباء في المدينة، وعلى الرغم من صغر عددها كان الأرمن المسيحيين نشطين في النشاط التجاري لسنغافورة في وقت مبكر. وتشهد البلاد تزايد في أعداد أتباع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقيَّة، والتي تتألف من اليونانيين والروس والأوكرانيين والهنود، وتشكل أقلية صغيرة بين السكان المسيحيين المحليين. في عام 2008 تم تأسس المتروبوليتات الأرثوذكسية في سنغافورة وجنوب آسيا والتي تم إنشاؤها بقرار من المجمع المقدس لبطريركية القسطنطينية المسكونية.[33]

طوائف مسيحية لاثالوثية

في عام 1972 قامت حكومة سنغافورة بسحب وحظر أنشطة شهود يهوه اللاثالوثية في سنغافورة على أساس أن أعضائها يرفضون أداء الخدمة العسكرية (وهو إلزامي لجميع المواطنين الذُكور)، أو تحية العلم، أو يمين الولاء للدولة.[34] وقامت سنغافورة بحظر جميع المواد المكتوبة التي تنشرها الرابطة الدولية لطلاب الكتاب المقدس وجمعية برج المراقبة للكتاب، وكلاهما مؤسسات أدبية لشهود يهوه. ويُمكن تغريم الشخص الذي يمتلك منشورًا محظورًا ما يصل إلى 1,500 دولار (2,000 دولار سنغافوري) والسجن لمدة تصل إلى 12 شهرًا في حال رفضه أداء الخدمة العسكرية. هناك العديد من التجمعات المسيحيَّة اللاثالوثيَّة الأخرى في سنغافورة، مثل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وكنيسة يسوع الحقيقية، والتي تخضع بعضها لدرجات متفاوتة من التقييد.

ديموغرافيا

تعداد السكان

الديانة
[9]
السكان
% 1980
السكان
% 1990
السكان
% 2000
السكان
% 2010
السكان
% 2015
البوذية 26.7% 31.1% 42.5% 33.3% 33.1%
المسيحية 9.9% 12.5% 14.6% 18.3% 18.8%
الكاثوليكية غير متوفر غير متوفر 4.8% 7.1% 6.7%
البروتستانتية وطوائف غير كاثوليكية غير متوفر غير متوفر 9.8% 11.3% 12.0%
لادينية 13.1% 14.3% 14.8% 17.0% 18.3%
الإسلام 16.2% 15.4% 14.9% 14.7% 14.0%
الطاوية 30.0% 22.4% 8.5% 10.9% 11.0%
الهندوسية 3.6% 3.7% 4.0% 5.1% 5.0%
أديان أخرى 0.5% 0.6% 0.6% 0.7% 0.6%

الإثنية

القائمة التالية تستعرض تعداد ونسب السكان المسجلين كمسيحيين حسب المجموعات الإثنيَّة المقيمة في البلاد؛ وفقًا للتعداد السكاني عام 2015:[35]

الجماعة الإثنيَّة عدد المسيحيين نسبة المسيحيين نسبة المجموعة الإثنيَّة من مجمل السكان مجمل تعداد المجموعة الإثنيَّة
صينيون 526,280 20.90% 76.84% 2,517,580
مالايو 1,590 0.41% 11.88% 389,090
هنود 32,720 12.11% 8.25% 270,220
آخرون 55,600 66.58% 3.03% 99,300
مجمل 616,190 18.81% 100% 3,276,190

العمر

القائمة التالية تستعرض معطيات من التعداد السكاني لعام من عام 2010:[9]

الديانة 15-24 25-34 35-45 45-54 55+
مجمل السكان 100% 100% 100% 100% 100%
مسيحيون 17.7% 18.4% 20.3% 18.2% 17.3%
بوذيون 27.1% 30.6% 33.3% 35.9% 36.9%
طاويون 7.7% 8.7% 7.8% 11.0% 17.0%
مسلمون 21.7% 14.5% 13.0% 15.1% 11.5%
هندوس 4.2% 7.4% 6.9% 4.4% 3.2%
لادينيون 21.0% 19.9% 18.0% 14.6% 13.4%

التعليم

القائمة التالية تستعرض معطيات من التعداد السكاني لعام من عام 2010:[9]

الديانة أقل من شهادة ثانويَّة شهادة ثانويَّة فوق ثانويَّة (من دون تعليم عالي) شهادة دبلوم وشهادة احترافيَّة شهادات جامعيَّة
مجمل السكان 100% 100% 100% 100% 100%
مسيحيون 8.8% 15.9% 16.5% 21.4% 32.2%
بوذيون 42.4% 35.4% 29.7% 32.7% 23.6%
طاويون 19.1% 9.2% 8.1% 8.6% 5.3%
مسلمون 16.1% 19.9% 23.8% 11.6% 4.3%
هندوس 3.1% 4.1% 4.7% 4.7% 9.6%
لادينيون 9.9% 14.8% 16.5% 20.4% 24.2%

معرض الصور

مراجع

  1. What is each country’s second-largest religious group? - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. "Census of Population 2010 Statistical Release 1 - Demographic Characteristics, Education, Language and Religion" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 نوفمبر 201225 أغسطس 2012.
  3. Christianity, non-religious register biggest growth: Census 2010. - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. State and Social Christianity in Post-colonial Singapore - تصفح: نسخة محفوظة 08 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. "Global Religious Diversity". Pew Research. مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 201915 أبريل 2014.
  6. Dept. of Statistics, Ministry of Trade and Industry, Singapore (2001). Census of Population 2000: Statistical Release 2: Education, Language and Religion ( كتاب إلكتروني PDF ). Singapore: The Dept. Table 39 ("Resident Population Aged 15 Years and Over by Religion, Ethnic Group and Sex").  . .
  7. تقرير الحرية الدينية في سنغافورة - 2002، وزارة الخارجية الأمريكية (بالإنكليزية)، 23 كانون الأول 2010. نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  8. Educational Attainment of Religious Groups by Country - تصفح: نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. Religion in Singapore (census 2015)؛ صفحة: 29-32. نسخة محفوظة 16 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. Savory; p. 195-8
  11. Savory; p. 213.
  12. Savory; p. 202.
  13. "Armenian Church". Singapore Infopedia. National Library Board. مؤرشف من الأصل في 1 يونيو 2019.
  14. Beamish, Jane; Ferguson, Jane (1985). A History of Singapore Architecture: The Making of a City. Graham Brash Publishing. صفحات 39–43.  . مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2016.
  15. "Armenian Apostolic Church of Saint Gregory the Illuminator". Roots. National Heritage Board. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 2019.
  16. Singapore's 100 Historic Places. National Heritage Board. Archipelago Press. 2002. صفحات 10–11.  .
  17. "Persoonskaart Huberdin Maria Hertogh". home.kabelfoon.nl. مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 201906 يناير 2020.
  18. http://www.bernama.com/bernama/v3/news_lite.php?id=424252
  19. "Relive the key moments of the Maria Hertogh riots as a young Malay man". Mothership.sg (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 201606 يناير 2020.
  20. Singapore Census of Population 2015: Statistical Release 1: Demographic Characteristics, Education, Language and Religion. Singapore: Department of Statistics, Ministry of Trade and Industry, Singapore. January 2011. Table 59 ("Resident Population Aged 15 Years and Over by Religion, Ethnic Group and Sex").  .
  21. 'Crazy Rich Asians' Shows the Role of Christianity in the World's Richest Countries - تصفح: نسخة محفوظة 12 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  22. Population of crazy rich Singaporeans with net worth of over US$50m surges to 1,400 - تصفح: نسخة محفوظة 17 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  23. The Selective Singapore of ‘Crazy Rich Asians’ - تصفح: نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  24. "Biz Notes", The Oklahoma City Journal Record, 15 July 1997, مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019,05 يونيو 2009
  25. UNDERSTANDING THE RAPID RISE OF CHARISMATIC CHRISTIANITY IN SOUTHEAST ASIA, Singapore Management University, 2010 نسخة محفوظة 24 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. CHRISTIANS IN SINGAPORE - تصفح: نسخة محفوظة 25 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  27. Statistics Singapore: 2015 General Household Survey. Religion data - تصفح: نسخة محفوظة 12 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  28. "Demographic Characteristics, Education, Language and Religion" ( كتاب إلكتروني PDF ), Singapore Census 2010, Statistical Release 1, صفحات 13–16, مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 13 نوفمبر 2013,17 نوفمبر 2014
  29. Statistics Singapore: 2015 General Household Survey - تصفح: نسخة محفوظة 5 May 2017 على موقع واي باك مشين.. Religion data - تصفح: نسخة محفوظة 9 April 2016 على موقع واي باك مشين.
  30. Dept. of Statistics, Ministry of Trade and Industry, Singapore (2001). Census of Population 2000: Statistical Release 2: Education, Language and Religion ( كتاب إلكتروني PDF ). Singapore: The Dept. Table 39 ("Resident Population Aged 15 Years and Over by Religion, Ethnic Group and Sex").  . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 أبريل 2012.
  31. "National Council of Churches Singapore Website". National Council of Churches Singapore Website. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2011.
  32. THE CHURCH AND THE STATE IN SINGAPORE - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  33. Eastern Orthodox Metropolitanate of Singapore and South Asia - تصفح: نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  34. "Singapore", International Religious Freedom Report 2004, U. S. Department of State, As Retrieved 11 March 2010 - تصفح: نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  35. "Religion by Ethnic in Singapore 2015" - تصفح: نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.

مواقع خارجية

موسوعات ذات صلة :