الرئيسيةعريقبحث

شهود يهوه

فرقة مسيحية

☰ جدول المحتويات


شهود يهوه هي طائفة مسيحية ذات معتقدات لاثالوثية لا تعترف بالطوائف المسيحية الأخرى، ويفضلون أن يُدعوا بشهود يهوه تمييزًا لهم عن الطوائف المسيحية الأخرى.[1][2][3] كانت بداياتهم في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر في ولاية بنسلفانيا الأمريكية على يد "تشارلز تاز راسل"، نشأ الشهود عن مجموعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس وكبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح "تلاميذ الكتاب المقدس"، يتميز الشهود بروابطهم المتينة دون أية حواجز عرقية أو قومية، ووعظهم التبشيري الدؤوب في الذهاب إلى أصحاب البيوت وعرض دروس بيتية مجانية في الكتاب المقدس، ورفضهم لمظاهر الاحتفالات التي يزاولها أغلب إن لم يكن كل المسيحيين بميلاد المسيح، ولا يحتفل الشهود بأعياد الميلاد الفردية، ولا يخدم الشهود في الجيش وهم محايدون سياسيا إذ لا يتدخلون بأي شكل من أشكال السياسة، كما أنهم لا يؤمنون بالثالوث ولا بشفاعة القديسين ولا بنار الهاوية كوسيلة لتعذيب الأشرار، كما يؤمنون بأن 144 ألف مسيحي ممّن يدعونهم "ممسوحين بالروح" سيملكون مع المسيح في الملكوت (بحسب مفهومهم، الملكوت هو حكومة سماوية برئاسة المسيح) وبأن بقية الأشخاص الصالحين سيعيشون في فردوس أرضي إذ سيرثون الأرض ويتمتعون بالعيش إلى الأبد بفضل تلك الحكومة السماوية.

يؤكد شهود يهوه أن الاسم يهوه هو اسم الله وهو يرد في الكتاب المقدس (المخطوطات الاصلية) أكثر من 7200 مرة، (مزمور 18:83) ولكن المترجمين قاموا باستبدال الاسم بلقب "الرب". ويكنّ الشهود مقداراً كبيراً من الالتزام بعقيدتهم وحرصاً أشدّ في حضور الاجتماعات التي تعقد مرتين في الأسبوع في القاعات العامّة وفي حضور المحافل التي تعقد 3 مرات في السنة في قاعات أكبر أو ملاعب رياضية. وقام الشهود باتّخاذ اللقب "شهود يهوه" بشكل رسمي في عام 1931 (اشعياء 10:43).

NW.Arabic.jpg

المعتقدات

يؤمن شهود يهوه بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله. ويعتبرون أسفاره الـ 66 موحًى بها ودقيقة تأريخيا. وما يُدعى عموما العهد الجديد يفضّلون الإشارة إليه بعبارة "الأسفار اليونانية المسيحية"، والعهد القديم بعبارة "الأسفار العبرانية". وفي حين يقولون إن المسيحيين غير ملزمين بحفظ شرائع التوراة الواردة في "الأسفار العبرانية" وإنما يخضعون لتعاليم "الأسفار اليونانية"، يقتبس شهود يهوه من الأسفار اليونانية والعبرانية على حد سواء ويفهمون نصوصها حرفيا إلا حيث تدل التعابير أو سياق الكلام على نحو واضح أن المعنى مجازي أو رمزي. وهم يقولون أنه فيما تنتظر بعض نبوات الكتاب المقدس الإتمام، فإن الكثير من النبوات قد تم، أو انه قيد الإتمام. والهدف الأهم لكل واحد من شهود يهوه هو التبشير بملكوت الله باعتبارهِ الحل الوحيد والقريب لمشاكل العالم المتفاقمة، وكذلك تعريف الناس على اسم الله الفريد - يهوه - كما يذكر الكتاب المقدس.

كما أنهم يمنعون أتباعهم من التدخين باعتبارهِ مؤذياً للجسم ويخالف كلمات القديس بولس "لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح" (2 كورنثوس 7: 1). ويمنعوهم أيضاً من خدمة العلم لأنهم يعتبرون أن ولاءهم هو لملكوت الله وجميع حكومات العالم في نظرهم هي موجودة بسماح من الله القادر على كل شيء لكنها تخضع لسلطة الشرير - الشيطان (1 يوحنا 5: 19)، ويقولون إن تحية العلم هي نوع من عبادة الأصنام فيمتنعون عن أداء تلك التحية باعتبارها طقساً دينياً. غير أنهم يشددون على احترام قوانين الدولة ما دام ذلك لا يتعارض مع الولاء المطلق لله ولملكوته.

أيضا يحرمون عملية التبرع بالدم بسبب قدسيته فكل إنسان بحسب اعتقادهم يمتلك حياته في دمه ولا يجوز ان تنتقل تلك الحياة لإنسان آخر حتى لو كان مشرفاً على الموت ويحتاج لمتبرع بالدم، وان الدم الوحيد القادر على الإنقاذ هو دم المسيح الكريم. غير أنهم يقبلون بالبدائل الطبية للدم.

ويقولون إن المسيح لم يمت على صليب كما تعتقد طوائف العالم المسيحي بل على عمود أو خشبة (الكلمة الاصلية اليونانية staurós) كما هو موجود في أسفار الكتاب المقدس، لذلك فهم لا يضعون الصليب على الصدور وفي البيوت، كما أنهم لا يستعملون الصور والتماثيل في عبادتهم. وفي حين يؤمنون بأن مريم وَلدت المسيح وهي عذراء، يفسّرون نصوص الإنجيل التي تتحدث عن "إخوة يسوع" بالقول إن مريم أنجبت أولادا آخرين من زوجها يوسف بعد ولادة المسيح (وقد خصصت مجلتهم "برج المراقبة" عدد 1 يناير 2009 مقالات حول الاستفادة من مثال مريم والاقتداء بها [1]). لكل هذه الأسباب تعتقد طوائف العالم المسيحي ان شهود يهوه هي بدعة واتباعها ليسوا بمسيحيين.

الأتباع

بحسب تقريرهم العالمي لعام 2019، تشير احصائيات الشهود ان أتباعهم الملتزمون 8,683,117 في 240 بلدا،[4] وتستند الإحصائية على عدد الذين يقومون بالعمل التبشيري في بيوت الناس. وقد لا نتوخّى الدقة في الإحصاء، إذ استثنى الإحصاء الأطفال دون سنّ العاشرة، واستثنى كذلك اتباع فكر الشهود الذين لا يقومون بالأعمال التبشيرية المنزلية. فنستنتج مما سبق، ان الإحصائية متحفّظة بعض الشيء فهناك 20 مليون نسمة يحضرون نيسان بحسب التقويم القمري.

الدوريات

قاعة الملكوت، والخاصة بجماعة شهود يهوه في ألمانيا

لا تدّخر جماعة الشهود من نشر معتقداتها في شتّى بقاع الأرض، ويؤكد شهود يهوه على نشر معتقداتهم عن طريق المادة المكتوبة. ويقوم الشهود بطبع ونشر مجلة استيقظ Awake، والتي تنشر في 221 لغة. وتتناول المجلة مواضيع متنوعة ولكن تتم معاينة ومداولة تلك المواضيع العامّة من وجهة نظر الكتاب المقدس. ويقوم الشهود أيضا بنشر مجلة أخرى تعرف باسم "برج المراقبة" The Watchtower، وتُطبع هذه المجلة بـ357 لغات وتتناول شرح مبادئ الكتاب المقدس، ويقدّر توزيع المجلة بـ 93 مليون نسخة. يصدر شهود يهوه أيضا مطبوعات تشرح الكتاب المقدس بأكثر من 1000 لغة، حتى باللغات التي ينطق بها عدد قليل من الأشخاص الساكنين في المناطق النائية. موقعهم على الإنترنت يزود معلومات بمئات اللغات.[2]

معارضة

في دول الجنوب ودول العالم الثالث

إلا أن الكثير من أتباعهم خصوصا في الدول غير المدنية التي تعرف تراجعا كبيرا في الحريات والحقوق المدنية في العالم المعاصر يشتكون على غرار أتباع الديانة البهائية، ويُصرِّحون أنهم يعانون بشدة من الاضطهاد والإقصاء والملاحقة المُمنهجة في العديد من الدول، وأحيانا كثيرة الملاحقة والتحريض والحرمان من حرية التعبير والتجمع في الأماكن والمنشآت العمومية، وحرمان أتباع ديانتهم من حق الوعظ في إطار حق الاعتقاد كمجموعة دينية وثقافية عالمية لا عُنفية لا إثنية وطائفة مسيحية قائمة بذاتها، مسالمة ومنصهرة في المجتمعات المدنية والقيم العلمانية الحديثة، حيث تتبنى ثقافة التسامح والتعايش الاجتماعي والديني مع مختلف الطوائف والأديان ورفض الإقصاء والعنف والتحريض على الأشخاص أو الجماعات أو الإثنيات. ويشتد هذا الضغط بالخصوص في معظم الدول غير العلمانية المُنغلقة والمتشددة بخصوص حرية التعبير وحرية المعتقد والتجمع، المتعلقة بالحقوق والحريات المدنية المتطورة في العصر الحديث.[5] يتهم البعض هذه الجمعية بأنها جماعة يهودية، وهو أمر ينكرهُ شهود يهوه. [3] . وجماعة شهود يهوه ينتشرون في كل دول العالم تقريباً، حتى في الدول الشيوعية والملحدة، ومعروفون بسلوكهم المسيحي الحسن وإتباعهم للقوانين واحترامها والتسامح مع كل الأطياف والثقافات. ومن الجدير بالاهتمام أن عمل شهود يهوه مسموح به في العالم العربي فقط في كل من جمهوريتي لبنان والسودان، حيث يناهز عددهم 3600 في لبنان و700 في السودان بحسب ما ذكر في كتابهم السنوي لعام 2013، وهو الأمر الذي يطرح إشكالية الحرية الدينية وإقصاء بعض الطوائف في العالم العربي.

إلا أن طائفة شهود يهوه تواجه نقدا حادا كطائفة مسيحية حديثة، رغم انسجامها في القيم العلمانية والمدنية مع الدولة الحديثة وتبني قيم التسامح الاجتماعي والثقافي والانفتاح. ويتجلى الانتقاد في عدم تعامل شهود يهوه مع عمليات نقل والتبرع بالدم، الأمر الذي يراه المعارضون منافيا لحاجة المستشفيات الطبية لعمليات التبرع بالدم ذات الطابع الإنساني، مما قد يتعارض حسب "المنتقدين" مع القيم الاجتماعية والإنسانية في ثقافة التبرع والعطاء من أجل المجتمع.

المؤتمرات السنوية لشهود يهوه

تعقد جمعية شهود يهوه ثلاثة مؤتمرات أو محافل عامة جامعة كل عام. مثال على ذلك ما تم عقدهً في النمسا عام 1986م.[4]

في الفترة من 18 إلى 21 تموز/ يوليو في مدينة فينا، وحضره بعض اتباع الجمعية المقيمين في شرق النمسا. وكذلك حضره الناطقون باللغة المجرية واللغة الكرواتية من المجر ويوغسلافيا. وقد حضر هذا المؤتمر حسب قولهم 11 ألف عضو.

في الفترة من 25 إلى 28 تموز / يوليو في مدينة كلا جنفورت في جنوب النمسا وذلك لأعضـاء الجمعية في محافظات جنوب النمسا وقد حضر هذا الاجتماع 5 آلاف عضو بحسب إحصائياتهم.

وفي مؤتمرهم الاخير من أيلول / سبتمبر في مدينة اسبروك غرب النمسـا وذلك لأعضاء الجمعية المقيمين غرب النمسـا.

ويتـم عقد المؤتمرات عادة في إستاد رياضي كبير يتم إستئجاره لهذا الغرض كما يحصل في مدينة ميونخ في ألمانيا الغربية حيث لوحظ عقد مؤتمراتهم في إحدى قاعات القرية الأولمبية الكبرى. ويلاحظ من يتابع لهذه المؤتمرات، سواء في ألمانيا والنمسـا الأمور التالية:

  1. الامكانيات المادية والتنظيمية الثانوية وراء عقد هذه المؤتمرات.
  2. وحدة برامج ومواضيع هذه المؤتمرات.
  3. التركيز في مواضيع برامجهم على مختلف شؤون الحياة والعبادة، كما يعرضون النصوص الواردة في أسفار العهدين القديم والجديد حول شعب إسرائيل وما لاقاه من مشاكل وما ارتكب من معاصٍ حتى جاء إلى أرض الميعاد بقيادة موسى امتثالاً لأمر يهوه.
  4. يسعى مسؤولو شهود يهوه في هذه المؤتمرات إلى تعزيز التعارف بين الأفراد ويتحدثون عن الإخـاء بين بعضهم البعض وبين أتباع فروع الجمعية في البلدان المختلفة حول العالم.
  5. تخصيص فقرات عديدة في برنامج المؤتمر لقراءة التحيات والتمنيات لفرع من فروع الجمعية ببلد مثل البرازيل أو بوليفيا أو تايوان لمؤتمر كلا جنفورت، أو من مؤتمر الجمعية المنعقد في مدينة هانوفر لنظيره في مدينة فينا، مع حرصهم على ذكر عدد الحاضرين في المؤتمر.
  6. ذكر مدى النمو الحاصل في اعداد المنتمين إلى هذه الجمعية في عدة بلدان.
  7. تناول موضوع وجود نشاط للجمعية في بعض البلاد التي تحظر عملهم.
  8. الحديث عن الاضطهاد الذي يلاقيه المنتمون لهذه الجمعية ومدى تحملهم للعذابات في البلاد الممنوعين فيها.

مراجع

  1. Alan Rogerson (1969). Millions Now Living Will Never Die. Constable. صفحة 90.
  2. Rogerson, Alan (1969). Millions Now Living Will Never Die: A Study of Jehovah's Witnesses. Constable & Co, London. صفحات 39, 52.  .
  3. Gruss, Edmond C. (2001). Jehovah's Witnesses: Their Claims, Doctrinal Changes, and Prophetic Speculation. What Does the Record Show?. Xulon Press. صفحة 218.  . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
  4. 2019 Service Year Report Includes Largest Baptismal Figure in 20 Years - تصفح: نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. موقع رصيف22 لشركة Levant Laboratories SA (مختبرات المشرق) - تصفح: نسخة محفوظة 17 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :