تًشكل المسيحية في كوسوفو ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام،[1] ولدى المسيحية في كوسوفو جذور طويلة الأمد وتعود إلى الإمبراطورية الرومانية، وتضم على العديد من الأديرة والكنائس التي تعد مهد الأرثوذكسيَّة الصربيَّة. قبل معركة كوسوفو في عام 1389، كان قد تم تنصير كافة منطقة البلقان من قِبل الامبراطوريات الرومانية والبيزنطية. ومن عام 1389 حتى 1912، حُكمت كوسوفو رسميًا من قبل الدولة العثمانية والتي قامت مستوى عال من عمليات الأسلمة. خلال الفترة الزمنية بعد الحرب العالمية الثانية، حُكمت كوسوفو من جانب السلطات الاشتراكية العلمانية الممثلة في جمهورية يوغوسلافيا. خلال تلك الفترة، أصبح أهل كوسوفو علمانيين ومسلمين اسميًا على نحو متزايد. اليوم، أكثر من 85% من سكان كوسوفو هم من خلفيات أسريّة مسلمة، ومعظمهم من أصل ألباني،[2] وهي إلى جانب ألبانيا من الدول المسلمة في القارة الأوروبيّة ذات التقاليد المسيحية.
وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2010 يعيش في كوسوفو حوالي 240,000 مسيحي،[3] أي حوالي 11.4% من مجمل السكان؛ ومعظم المسيحيين في كوسوفو من أتباع الكنيسة الصربية الأرثوذكسية.
تاريخ
العصور الوسطى
كانت البلاد جزء من المطرانيَّة القديمة في أولبيانا المعروفة أيضًا بإسم إيوستينيانا سيكوندا والتي تقع بالقرب من بلدة ليبليان الحديثة وقد تم العثور على بقايا كنيسة الأسقفية التي يرجع تاريخها من النصف الأول من القرن السادس. في البداية، كانت كرسي أسقفية أولبيانا واقع تحت السلطة الروحيَّة لأبرشية تسالونيكي، وفي عام 535 تم نقل الكرسي إلى جوستينيانا بريما. ومع انهيار الحكم البيزنطي في تلك المنطقة في بداية القرن السابع، تجددت حياة الكنيسة في وقت لاحق بعد تنصير الصرب.[4]
أطلق على أسقفية راس الاسم تيمنًا بإسم القلعة الصربية القديمة الواقعة بالقرب من بلدة نوفي بازار.[5] وسطع نجم أسقفية راس في وقت ما خلال القرن التاسع، في ذلك الوقت الذي تميز فيه العمل التبشيري للأخوان كيرلس وميثوديوس في مورافيا في عام 863 أو عام 864. كانوا يستخدمون العاميَّة ليس فقط في التعليم ولكن أيضًا في القداس،[6] مما مكنهم من تعزيز العنصر المحلي من رجال الدين.[7] وفي عام 863 بدأا عملهما بين السلاف مستعملين اللغة السلافية في الصلاة والليتورجيا، وقاما بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة التي عرفت لاحقًا باسم اللغة السلافيَّة الكنسيَّة القديمة، وقاموا بابتكار الأبجدية السلافية المبنية أساسًا على طابع الحرف اليوناني والتي لا تزال تستعمل بشكلها السيريلي النهائي في الأبجدية المعاصرة في اللغة الروسية وفي مجموعة من اللغات السلافية الأخرى. ويعود تأسيس المسيحية كدين للدولة في الأراضي الصربيَّة إلى عهد الأمير موتمير (851-891) والإمبراطور البيزنطي باسل الأول (867-886)؛[8] ويشهد بورفيريجينيتوس أن الكروات والصرب أرسلوا مندوبين لبلاط باسل الأول يطلبون التعميد.[9] وتم تعميد أحد أبناء موتيمير كما تبنى ستيفان موتميروفيتش وغيرهم من أفراد الأسرة الصربية الحاكمة أسماء مسيحية مثل الأمراء بيتار غوجنيكوفيتش وبالإلي برانوفيتش وزهاريجا بريبيسلافجيفيتش.[10]
تأسست أسقفيَّة راس خلال الأحداث الكنسيَّة الكبرى مع مجمع القسطنطينية الرابع في عام 869 وعام 870 ومجمع القسطنطينية الرابع الأرثوذكسي في عام 879 وعام 880.[11] وقد تم اتخاذ قرارين بشأن تقسيم الأسقفية في ذلك الوقت. أولاً من خلال قرار بطريركية القسطنطينية لإنشاء أسقفية مستقلة لبلغاريا بعد تحويل البلغار إلى المسيحية، وثانيًا قرار عام 870 والذي أكد على ارتباط الكنيسة البلغارية بالأرثوذكسية الشرقية.[12] وبحلول عام 878 تأسست كراسي الأسقفية في مدينتي بلغراد المجاورة وبرانيسيفو بالفعل. وأتاحت العلاقات الوثيقة بين صربيا والإمبراطورية البيزنطية إقامة الكنيسة الصربية الأرثوذكسية ومركزها الرئيسي في القسطنطينية، مع تمييز هام واحد وهو اعتمد الصرب اللغة السلافونية الكنسية القديمة بدلاً من اليونانية. وضمت أسقفية راس مدينة بريزرن ويبليان في حدودها الكنسيَّة.
اتخذ الأمير الصربي راستكو نيمانجيتش والذي عرف لاحقًا بإسم سافا، ابن ستيفان نيمانجا، نذور الرهبانية في جبل آثوس في عام 1192.[13][14] بعد ثلاث سنوات، انضم له والده، وأتخذ نذور الرهبانية ودعي بسميون. طلب كل الأب والابن من الجماعة الرهبانية أن يتم تأسيس مركز ديني صربي في موقع هايلاندار المهجور، والذي تم تجديده، وهو ما مثل بداية النهضة في الفنون والأدب والدين. توفي والد سافا في هيلاندار في 1199.[14] في عام 1219 تم الاعتراف به كأول رئيس أساقفة صربي من قبل بطريركية القسطنطينية المسكونية، خلال عصور الإمبراطورية الصربية والتي أنشات في عام 1346 ميلادي على يد ستيفان دوسان تحولت الكنيسة الصربية من مطرانية إلى بطريركية وروج لها، وأنهى بناء دير فيسوكي ديتشاني، وأسس دير سانت أركانجلز، من بين أعمال أخرى. ففي حكمه وصلت صربيا لقمة ازدهارها التوسعي، والاقتصادي، والسياسي، والثقافي. وتعد وفاته في عام 1355م نهاية مقاومة تقدم الدولة العثمانية، وسقوط اللاحق للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في المنطقة.[15] وتمثل أديرة وكنائس آثار القرون الوسطى في كوسوفو التي تعود لحقبة الإمبراطورية الصربية، انصهار العمارة البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية والعمارة الرومانسكية الغربية لتشكّل نمطًا خاصًا في عصر النهضة.
الحقبة العثمانية
في 15 يونيو 1389 حصلت معركة قوصوة بين جيش العثمانيين وجيوش الصليبيين المكونة من الجيش الصربي والألباني بقيادة ملك الصرب أوروك الخامس. حدثت المعركة في مكان يسمى قوصوة. انزعج ملوك أوروبا من توسعات الدولة العثمانية والتي كانت قد توغلت في القارة الأوربية حتى تاخمت حدود دولة الصرب والبلغار وألبانيا وأحاطت بالقسطنطينية من كل اتجاه، فأرسلوا إلى البابا يستنجدونه فقام بدعوة ملوك أوروبا لحروب صليبية جديدة. في تلك الأثناء قام ملك الصرب بمهاجمة أدرنة وكان مراد غائبا عنها، فلما علم بأمر الهجوم عاد وحارب الصرب وهزمهم. وظلت أهوال تلك المعركة ماثلة في وجدان الصرب حتى نهاية القرن العشرين حيث رمزت المعركة في وجدان الصرب إلى استشهاد الأمة الصربية في الدفاع عن شرفهم وشرف العالم المسيحي ضد الأتراك. جوهر الأسطورة هو أنه خلال المعركة، خسر الصرب، برئاسة القيصر لازار، لأنهم ضحوا بمملكة ترابي (الإمبراطورية الصربية) من أجل الحصول على ملكوت الله.
خلال القرن السادس عشر أثر حدثان كبيران بشكل مأساوي على الكنيسة الصربية الأرثوذكسية في المنطقة. في زمن الحرب النمساوية التركية من عام 1683 حتى عام 1699 كانت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في المقاطعات الأوروبية الواقعة تحت سيطرة الدولة العثمانية متطرفة. ونتيجة للإضطهاد التركي وتدمير الكنائس والأديرة والعنف ضد السكان المدنيين غير المسلمين، وقف المسيحيون الصرب وقادة الكنائس بقيادة البطريرك الصربي أرسينيجي الثالث مع النمساويين في عام 1689 ومرة أخرى في عام 1737 تحت رعاية البطريرك الصربي أرسينيجي الرابع.[16] وفي الحملات العقابية التالية شنت القوات التركية حملات منهجيَّة ضد السكان المسيحيين في المناطق الصربية، ولا سيما في ميتوهيا وكوسوفو وراسكا، مما أدى إلى هجرات كبيرة للصرب. وكان من بين الآثار المترتبة على الدمار السكاني المسيحي الصربي في منطقتي كوسوفو وميتوهيا أثناء الحرب النمساوية التركية إعادة تنظيم الأبرشيات الصربية المحلية. وقد اندمجت أبرشية ليبليان القديمة مع أبرشية بريزرن وظلت متحدة حتى يومنا هذا. وفي عام 1766 وضعت البطريركية الصربية لبيخا وجميع أبرشياتها في الأراضي التي الخاضعة للحكم العثماني تحت سلطة بطريركية القسطنطينية المسكونية.
خلال الفترة العثمانية تحول عدد من الكاثوليك الألبان الكوسوفيين إلى الإسلام خاصًة في النصف الثاني من القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من ذلك واصل العديد من المتحولين إلى الإسلام في الحفاظ على الطقوس الكاثوليكية بشكل سرّي، وقد دعي المسيحيين المخفيين في كوسوفو بإسم "لارامان" وهو ما يعني باللغة الألبانية متنوع الصفات. في عام 1845 عرَّفت أعداد كبيرة من المتحولين إلى الإسلام أنفسهم ككاثوليك، وذلك لتجنب التجنيد.[17] وقد اعتنق العديد من المسيحيين الإسلام في عهد الدولة العثمانية تفاديًا لضغوط مختلفة بما فيها الضرائب الكثيرة التي كانت تفرض على المسيحيين والاضطهادات والتمييز وللاستفادة من عدة امتيازات اجتماعية، وقد تحول عدد من الأديرة والكنائس إلى مساجد. كان أبناء المجتمع ممزقين بين هذه الازدواجية الدينية حيث يذهبون إلى المساجد نهارًا وإلى الكنيسة ليلاً. وكان ذلك نمط حياة للبقاء، إذ لم يستطيعوا ممارسة دينهم علنًا لكنهم اصروا على الحفاظ عليه في منازلهم. وقد خصصوا طابقًا من منزلهم "إلى الطقوس والاحتفالات المسيحية" بينما خصصوا طابقًا آخر للعادات الإسلامية. وكانت الأسرار تكتم عن الأطفال خوفا من ان يبوحوا بها عرضًا، وكان كل شيء يظل داخل النواة العائلية الضيقة.
على الرغم من فرض الحكم الإسلامي على البلاد، استمرت أعداد كبيرة من المسيحيين في العيش وأحياناً في الازدهار تحت حكم العثمانيين. وبدأت عملية الأسلمة بعد فترة وجيزة من بداية الحكم العثماني، إلا أنها استغرقت وقتاً طويلاً، على الأقل قرنا من الزمان، وتركزت في البداية على المدن. وربما كان جزء كبير من أسباب التحويل اقتصادياً واجتماعياً، حيث أنه كان للمسلمين حقوق وامتيازات أكثر بكثير من السكان المسيحيين. ومع ذلك استمرت الحياة الدينية المسيحية في كوسوفو، في حين الكنائس بقيت تعمل وتمارس الطقوس الدينية إلى حد كبير من قبل العثمانيين، لكن عانت كل من الكنائس الصربية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية ورعاياهم من فرض عدد من الضرائب الكثيرة والمرهقة.
العصور الحديثة
انتهى الحكم العثماني في عام 1912، وتم تقسيم أراضي كوسوفو بين مملكة صربيا ومملكة الجبل الأسود. وتبعت بريزرن مملكة صربيا، في حين تبعت بيخا مملكة الجبل الأسود. وأعقبت الانقسامات السياسية إعادة تنظيم إدارة الكنيسة. وفي المنطقة التي انتمت إلى الجبل الأسود، أنشئت أبرشية بيخا المنفصلة. خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) احتلت أراضي الأبرشيات من قبل جيش الإمبراطورية النمساوية المجرية. بعد التحرير في عام 1918، تم إنشاء مملكة يوغوسلافيا والتي وشملت جميع أراضي صربيا والجبل الأسود.[18] بعد أن تم تجديد البطريركية الصربية في عام 1920، أعيدت إبرشية روسكا وبريزرن إلى ولاية الكنيسة الصربية الأرثوذكسية. وفي عام 1931، أعيد أبرشية بيخا إلى أبرشية راشكا وبريزرن. في عام 1941، تعرضت يوغوسلافيا لهجوم واحتلتها ألمانيا النازية وحلفاؤها.[19] احتلت أراضي الجزء الشمالي من أبرشية راشكا وبريزرن من قبل الألمان، والجزء الأوسط من قبل الإيطاليين والجزء الشرقي من قبل البلغار. وتم ضم المنطقة الإيطالية المحتلة إلى ألبانيا الفاشية. وكان ذلك بداية الاضطهاد الجماهيري للصرب في منطقتي ميتوهيا ووسط كوسوفو. ونهبت ودمرت العديد من الكنائس الصربية في أبرشية راشكا وبريزرن. وبحلول وقت التحرير في عام 1944، تعرض السكان الصرب في المنطقة للعديد من الأضرار الثقافية والديموغرافية.
خلال حرب كوسوفو وهو نزاع مسلح دارت أطواره في كوسوفو استمر من 28 فبراير عام 1998 حتى 11 يونيو من عام 1999. واجهت في هذه الحرب قوات جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، والتي سيطرت على كوسوفو قبل الحرب، جماعة متمردة ألبانية كوسوفية معروفة بإسم جيش تحرير كوسوفو، مع الدعم الجوي من منظمة حلف شمال الأطلسي ابتداءًا من 24 مارس عام 1999، والدعم البري من الجيش الألباني. خلال الحرب حدث تخريب للكنائس الكاثوليكية الألبانية الكوسوفية.[20] تعرضت كنيسة القديس أنطون الكاثوليكية الواقعة في غاكوفي لأضرار كبيرة قام بها الجنود الصرب اليوغوسلاف.[21] وفي بريشتينا قام ضباط يوغوسلاف بإخراج الراهبات وكاهن من الكنيسة الكاثوليكية، ووضعوا ردار للطائرات في البرج مما أدى إلى قصف الناتو للكنيسة والمنازل المحيطة بها.[20] بعد استقلال كوسوفو اندلعت اضطرابات العنيفة في 17 مارس من عام 2004. وشارك ألبان كوسوفو، الذين بلغ عددهم أكثر من 50,000 شخص،[22] في هجمات واسعة النطاق على أقلية صرب كوسوفو. وكان هذا أكبر حادث عنيف في كوسوفو منذ حرب كوسوفو في الفترة بين عام 1998 وعام 1999. ووفقًا لتقارير صادرة عن مصادر إخبارية في صربيا، فقد قتل مدنيون أثناء الاضطرابات، وأجبر الآلاف من الصرب على مغادرة منازلهم، وتدمر حوالي 935 منزلاً صربياً، وعشرة مرافق عامة (مدارس ومراكز صحية ومكاتب بريد) وخمسة وثلاثين كنيسة صربية أرثوذكسية، وتم تطهير ست مدن وتسع قرى عرقيا.[23][24]
هناك شائعة على نطاق واسع، وعلى الرغم من أنها غير مؤكدة، تقول أن الرئيس إبراهيم روجوفا قد تحول إلى الكاثوليكية قبل وفاته في 2006.[25] في الآونة الأخيرة بدأ العديد من الكوسوفيون ترك الإسلام والعودة لجذورهم المسيحية، وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين في كوسوفوالمتحولين للديانة المسيحية (الغالبية من أصول ألبانيَّة) يبلغ حوالي 2,000 شخص.[26]
الطوائف المسيحية
الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية الكوسوفيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما. حاليًا هناك ما يقدر ب 65,000 من الكاثوليك في كوسوفو وحوالي 60,000 من الكوسوفيون الكاثوليك خارج كوسوفو.[27] ويتركز الوجود الكاثوليكي بين العرقية الألبانيَّة إلى جانب أقلية كرواتية، ويتركز الوجود الكاثوليكي في المناطق الحضرية مثل جاكوفا وبريزرن وكلينا وبعض القرى حول بيخا وفيتيا.
نحو ثلاثة في المئة من السكان الألبان في كوسوفو هم من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وذلك على الرغم من قرون من الحكم العثماني. خلال الفترة العثمانية تحول عدد من الكاثوليك إلى الإسلام خاصًة في النصف الثاني من القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من ذلك واصل العديد من المتحولين إلى الإسلام في الحفاظ على الطقوس الكاثوليكية بشكل سرّي، وقد دعي المسيحيين المخفيين في كوسوفو بإسم "لارامان" وهو ما يعني باللغة الألبانية متنوع الصفات. في الآونة الأخيرة بدأ العديد من الكوسوفيون ترك الإسلام والعودة لجذورهم المسيحية،[28] فضلًا عن العديد من الحالات حيث تعود الأسر لإيمانهم الكاثوليكي.
الكنيسة الصربية الأرثوذكسية
تقدر أعداد السكان الصرب بين 100,000 إلى 120,000 شخص، ويتبع أغلبيتهم إلى الكنيسة الصربية الأرثوذكسية. ويتواجد معظم صرب البلاد في كوسوفو الشماليَّة. وكانت البلاد مقر الكنيسة الصربية الأرثوذكسية من القرن الرابع عشر، عندما تم ترقية وضعها إلى بطريركية.[29][30] وفي كوسوفو هناك العديد من الأديرة والكنائس، والتي تعد مهد الأرثوذكسية الصربية،[31][32][33] ثلاث منها هي من مواقع التراث العالمي وهي بطريركية بيتش، ودير فيسوكي ديكاني، وغراكانيتشا. دمرت بعض العشرات من الكنائس، وغيرها من الأديرة التاريخية في فترة ستة أسابيع، بعد انتهاء الحكم الصربي في عام 1999.[34]
الكنائس البروتستانتية
هناك أيضًا عدد قليل من البروتستانت الإنجيليين، الذين يعود تواجدهم إلى المبشرين الميثوديين في أواخر القرن التاسع عشر. ويتبع معظم البروتستانت في البلاد الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية في كوسوفو، وتقدر أعداد أتباع الكنيسة بين عشرة الآف إلى خمسة عشرة الآف شخص، ومنهم حوالي ستة الآف شخص يعيش في بريشتينا، ومعظمهم كان من أتباع الدين الإسلامي.[35] ومعظم أتباع الكنيسة من الإثنيَّة الألبانية الكوسوفيَّة. وتملك الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية في كوسوفو حوالي اثنين وأربعين كنيسة. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أنَّ حوالي 2,000 مواطن مُسلم تحول إلى المسيحية في كوسوفو، تحول معظمهم للمذهب الإنجيلي.[36]
المواقف تجاه المسيحية
بحسب مسح لمركز بيو للأبحاث نُشر عام 2013 يقول 4% من المسلمين البوسنيين إن جميع المسلمين في بلدهم، أو الكثير منهم، معادون للمسيحيين، وفقاً لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث حول مسلمي العالم. ونحو 4% من تم استطلاع آرائهم من المسلمين في كوسوفو يقولون إن كل أو معظم أو كثير من المسيحيين معادون للمسلمين، وهو ثاني أقل نصيب في 26 دولة سئل فيها السؤال.[37] وبحسب مركز بيو للأبحاث حوالي 11% من المسلمين الكوسوفيين يقولون إنهم يعرفون بعضًا أو كثيرًا عن المعتقدات المسيحية،[37] ويقول حوالي 50% من المسلمين الكوسوفيين أنَّ المسيحية تختلف كثيراً عن الإسلام، بالمقارنة مع 26% منهم يقولون أنَّ للمسيحية الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلام.[37] وترتفع نسبة من يقولون أنَّ للمسيحية الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلام (35%) بين المسلمين الكوسوفيين الذين يقولون إنهم يعرفون بعضًا أو كثيرًا عن المعتقدات المسيحية، بالمقارنة مع المسلمين الكوسوفيين الذين يقولون إنهم يعرفون القليل أو من لا يعلمون شيئاً عن المعتقدات المسيحية (26%).[37] ويقول حوالي 22% من المسلمين الكوسوفيين أنهم سيكونون مرتاحين بحالة زواج ابنتهم من مسيحي، بالمقارنة مع 24% بحالة زواج ابنهم من مسيحيَّة.[37]
مراجع
- What is each country’s second-largest religious group? - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Muslims in Europe: Country guide". BBC News. 2005-12-23. مؤرشف من الأصل في 07 سبتمبر 2017.
- "Global Christianity". Pew Research Center's Religion & Public Life Project. 1 December 2014. مؤرشف من الأصل في 19 يوليو 201423 أغسطس 2015.
- Curta 2001، صفحة 125, 130.
- Ćirković 2004، صفحة 29-33.
- Sommer et al. 2007، صفحة 222.
- Pánek & Tůma 2009، صفحة 67.
- Vlasto 1970، صفحة 208.
- Moravcsik 1967.
- Ćirković 2004، صفحة 16-17.
- Vlasto 1970، صفحة 67-68, 208–209.
- Zlatarski, History of the Bulgarian State during the Middle Ages, vol. 1, ch. 2, Sofia, 1971, p. 159
- Vlasto 1970، صفحة 218.
- Radić 2010.
- Hupchick (1995), p. 141
- Ćirković 2004، صفحة 135-137.
- Maslcolm, Noel, Kosovo: A Short History pp 186-187
- Ćirković 2004، صفحة 252-253.
- Ćirković 2004، صفحة 268-269.
- Schwartz, Stephen (2000). Kosovo: Background to a War. London: Anthem Press. صفحة 161. . مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2020. Schwartz 2000، صفحة 161. " Albanian Catholic churches were also vandalized. Riedlmayer learned that Serb officers had installed anti-aircraft radar in the steeple of St. Anthony's Catholic church in Prishtina, after ejecting the priest and nuns; NATO bombing of the radar, and therefore the church and surrounding houses, would have been labelled an atrocity."
- Bevan, Robert (2007). The Destruction of Memory: Architecture at War. Reaktion books. صفحة 85. . مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2020. "Major damage to the Roman Catholic church of St Anthony in Gjakova, reportedly bombed by NATO, was actually committed by Serbian soldiers."
- "Six years since March violence in Kosovo". B92. 17 March 2010. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201707 سبتمبر 2015.
- "Patriarch in memorial service for victims". B92. 17 March 2010. مؤرشف من الأصل في 13 يوليو 201807 سبتمبر 2015.
- "11 years since "March Pogrom" of Serbs in Kosovo". B92. 17 March 2015. مؤرشف من الأصل في 13 يوليو 201807 سبتمبر 2015.
- Malcolm, Noel:Kosovo: A Short History, p. 186
- Johnstone, Patrick; Miller, Duane (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". Interdisciplinary Journal of Research on Religion. 11: 16. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201928 أكتوبر 2015.
- "In Kosovo, whole families return to Catholic faith" catholicnews.com 9 February 2009 Link accessed 21 March 2010 نسخة محفوظة 23 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- كوسوفيون يتركون الاسلام ويعودون لجذورهم المسيحية "دين الاجداد"- Linga - تصفح: نسخة محفوظة 01 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Sharpe, M.E. Ethnic Groups and Population Changes in Twentieth-Century Central-Eastern Europe. صفحة 364. مؤرشف من الأصل في 10 أكتوبر 2017.
- RFE/RL Research Report: Weekly Analyses from the RFE/RL Research Institute, Том 3. Radio Free Europe/Radio Liberty.
- International Crisis Group (2001-01-31). "Religion in Kosovo". مؤرشف من الأصل في July 8, 200824 يوليو 2009.
- "International Religious Freedom Report 2007 (U.S. Department of States) - Serbia (includes Kosovo)". State.gov. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 201228 أبريل 2010.
- "International Religious Freedom Report 2006 (U.S. Department of States) - Serbia and Montenegro (includes Kosovo)". State.gov. مؤرشف من الأصل في 13 يناير 201228 أبريل 2010.
- United Nations High Commissioner for Refugees (2004-05-06). "Refworld | Kosovo: Nobody charged for destruction of Orthodox churches and monasteries". UNHCR. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 201220 يوليو 2009.
- "Conversion rate". The Economist. 2008-12-30. مؤرشف من الأصل في 05 نوفمبر 2017.
- Johnstone, Patrick; Miller, Duane Alexander (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". IJRR. 11: 14. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201906 ديسمبر 2015.
- Chapter 6: Interfaith Relations - تصفح: نسخة محفوظة 2020-03-05 على موقع واي باك مشين.