الرئيسيةعريقبحث

المسيحية في ألبانيا

الديانة المسيحية وأتباعها في ألبانيا

☰ جدول المحتويات


كنيسة ألبانيَّة أرثوذكسيَّة في مدينة سارنده جنوبي ألبانيا.

للمسيحية في ألبانيا تاريخ طويل ومتجذر، وتُعد الديانة المسيحية من الأديان الرئيسية في ألبانيا.[1] تقدّر الدرسات والإحصائيات المختلفة نسب المسيحيين الألبان بين 18% إلى 35% أي بين حوالي 580 ألف إلى 1.18 مليون مسيحي.[2] جدير بالذكر أنّ ألبانيا تحوي على واحدة من أكبر التجمعات المسيحية في العالم الإسلامي. تأتي في مقدمة الطوائف المسيحية في البلاد الكنيسة الألبانية الأرثوذكسية تليها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وتليها الكنائس البروتستانتية المختلفة. وتعيش الجماعات الدينية المختلفة في تعايش وفي اختلاط في ما بينهم.[3]

خلال العصور الكلاسيكية، كان هناك حوالي سبعين عائلة مسيحية في دراس، إعتنقت المسيحية في وقت مبكر من وقت الرسل.[4] وتم تأسيس أسقفية دراس على يد بولس الطرسوسي، أثناء وعظه في إيليريا وإيبيروس.[5][6] وفي العصور الوسطى ظهر الشعب الألباني لأول مرة ضمن السجلات التاريخية للبيزنطيين، وفي هذه المرحلة كان معظم الشعب الألباني من المسيحيين. وصل الإسلام لأول مرة في أواخر القرن التاسع إلى المنطقة، عندما داهم المسلمين أجزاء من الضفة الشرقية للبحر الأدرياتيكي.[7] وأصبحت لاحقًا الديانة الغالبة خلال العصر العثماني، رغم ضمها لأقلية مسيحية مهمة. خلال الأزمنة الحديثة، اتبعت الأنظمة الجمهورية والملكية والشيوعية اللاحقة سياسة منهجية لفصل الدين عن السياسية والحياة الثقافية.

تاريخ

العصور المبكرة

200pxبقايا البازيليكا وموقع المعمودية في أولبيانا.

انتشرت المسيحية في المراكز الحضرية بمنطقة ألبانيا، خلال فترة لاحقة من الغزو الروماني ووصلت المنطقة في وقت مبكر نسبيًا. حيث قام بولس الطرسوسي بنشر الإنجيل "حتى إليريكوم". ويؤكد سنابيل أن بولس ربما بشر في شقودرة ودراس.[8] النمو المطرد للمجتمع المسيحي في ديرهاشيوم أدى إلى إنشاء أسقفيَّة محليَّة في 58 م. في وقت لاحق تم تأسيس كراسي الأسقفية في أبولونيا، وبوتروتوم (بوترينت الحديثة)، و سكودرا (شقودرة الحديثة).

وكان من أبرز الشهداء المسيحيين القديس أستيوس، الذي كان أسقف ديراشيوم، وقد صلب خلال اضطهاد المسيحيين من قبل الإمبراطور الروماني تراجان. خلال هذه الفترة، فر المسيحيون الرومان إلى ألبانيا هربًا من الاضطهاد الواقع في روما. وكان من بين هؤلاء الشهداء السبعة كل من بيرجرين، ولوسيان، وبومبي، وهيسيشياس، وبابياس، وساتورنينوس وجيرمانوس، الذين عند وصولهم، تم القبض عليهم وتم اغراقهم في البحر الأدرياتيكي. عمل القديس فلوريس في إليريا وتعرض للتعذيب جنبًا إلى جنب مع لوروس وبروكولوس ومكسيموس لمساعدتهم في بناء كنيسة. وألقي في بئر وتوفي في القرن الثاني. بعض الكتاب يربطون نشأة الدولة مع أولبيانا، الواقعة جنوب بريشتينا الحديثة. من القرن الثاني إلى القرن الرابع، كانت اللغة الرئيسية المستخدمة لنشر الديانة المسيحية اللاتينية،[9] بينما في القرن الرابع إلى القرن الخامس كان اليونانية في إبيروس ومقدونيا واللاتينية في بريفاليتانا وداردانيا. ومن المعروف أن الأساقفة المسيحيين من ما أصبح في وقت لاحق شرق ألبانيا كانوا من بين أولئك الذين شاركوا في مجمع نيقية، من أجل وقف انتشار الآريوسية في الإمبراطورية. وقد امتد انتشار الآريوسية إلى إليريا، حيث كان أريوس نفسه قد نفي من قبل قسطنطين الأول.[10]

العصور الوسطى والحقبة العثمانية

أيقونة العذراء والطفل يسوع في مدينة بيرات تعود لعام 1500.

منذ القرن الثالث الميلادي، أصبحت المسيحية دين راسخ في الإمبراطورية البيزنطية، وعلى الرغم من أن ألبانيا كانت تحت السيطرة البيزنطة، إلا أن مسيحيين المنطقة ظلوا تحت ولاية البابا الروماني حتى عام 732. في ذلك العام قام الإمبراطور البيزنطي ليو السادس الحكيم الذي أغضبه قيام أساقفة المنطقة بدعم روما خلال حرب الأيقونات، بفصل الكنيسة من سلطة البابا الروماني ووضعها تحت سلطة بطريركية القسطنطينية المسكونية. وعند انقسام الكنيسة المسيحية في 1054 بين الشرق والغرب المسيحي، احتفظت منطقة جنوب ألبانيا بعلاقاتها مع القسطنطينية في حين عاد الشمال إلى سيطرة كرسي روما. وكان هذا الانقسام هو أول تجزئة دينيَّة هامة في المنطقة. وظهر الألبان لأول مرة في السجل التاريخي في المصادر البيزنطية في القرن الحادي عشر. عند هذه النقطة، كان الشعب الألباني بمعظمه من المسيحيين. وكان جميع الألبان من المسيحيين الأرثوذكس حتى منتصف القرن الثالث عشر عندما تحول عدد منهم إلى الكاثوليكية كوسيلة لمقاومة السلاف.[11][12][13]

تختلف ألبانيا عن مناطق أخرى في البلقان حيث حدثت الأسلمة في ألبانيا وقت لاحق، فقد أظهرت بيانات التعداد العثماني التي أجريت في القرن السادس عشر أن السنجق الذين عاش فيه الألبان كان لا يزال مسيحي بأغلبيَّة ساحقة حيث لم يشكل المسلمون أكثر من 5% في معظم المناطق، وخلال هذه الفترة كان المسلمون قد ارتفعت نسبهم في البوسنة (البوسنة 46%، والهرسك 43%، وسراييفو الحضرية 100%)، وفي اليونان (تريكالا 17.5%)، ومقدونيا (سكوبيه وبيتولا على حد سواء حوالي 75%) و بلغاريا الشرقية. في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، عندما توقفت عملية الأسلمة في معظم البلقان وقيام بعض الشعوب البلقانية المسيحية مثل اليونانيين والصرب بالإستقلال، استمرت عملية الأسلمة في تقدم كبير في ألبانيا، وخاصًة في الجنوب.[14]

وكقاعدة عامة، فإن الحكم العثماني تسامح إلى حد كبير مع مواطنيه المسيحيين، ولكن تم التمييز ضدهم، وحولهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية مع فرض ضرائب أعلى بكثير إلى جانب مختلف القيود القانونية مثل عدم القدرة على الوقوف ضد المسلمين إلى المحكمة، أو ركوب الخيول، أو الحصول على أسلحة، أو الحصول على منازل تطل على المسلمين. في حين أن النظرة للكاثوليكية مشبوهه من قبل السلطات العثمانية، بعد سقوط القسطنطينية، سمح العثمانيون إلى حد كبير للكنيسة الأرثوذكسية في العمل دون عوائق، إلا خلال الفترات التي اعتبرت فيها الكنيسة مشبوهة سياسيًا، وبالتالي تم قمعها مع طرد الأساقفة والإستيلاء على ممتلكاتها وإيراداتها. وكان التحول الديني خلال العصر العثماني مختلفًا بسبب المحاولات لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بسبب نجاح التبشير من قبل المبشرين. في الحالة الأخيرة، فإن المتحولين غالبًا ما كان يمارسون الشعائر المسيحية بشكل سري لفترات طويلة. خلال الفترة العثمانية، تشابه معظم المسيحيين ومعظم المسلمين في أسلوب حياتهم.

خلافاً لبعض المناطق الأخرى في البلقان، مثل بلغاريا والبوسنة، على مدى القرنين الأولين من الحكم العثماني، حتى عقد 1500، اقتصر الإسلام يقتصر على أعضاء الأرستقراطية المختلطة، في حين بقي الفلاحين الألبان الأصليين مسيحيين بأغلبية ساحقة.[15][16] حتى بعد فترة طويلة من سقوط سكاندربيغ، كثيرًا ما تمردت مناطق كبيرة في الريف الألباني ضد الحكم العثماني، وكثيرًا ما تكبدت تكاليف بشرية كبيرة، بما في ذلك تدمير القرى بأكملها.[17] في عام 1570، بدأت جهود متضافرة من قبل الحكام العثمانيين لتحويل السكان الأصليين إلى الإسلام من أجل وقف حدوث أي تمرد موسمي.[18] في عام 1594، حرض البابا تمرد فاشل بين الألبان الكاثوليك في الشمال، واعدة مساعدة من قبل الإمبراطورية الإسبانية. وعندما سحق التمرد في 1596، تم تنفيذ القمع العثماني والضغوط الشديدة للتحول للإسلام.[15]

الشمال تحت الحكم العثماني

كنيسة بلدة ثيث؛ شهد الحكم العثماني هروب العديد من المسيحيين الألبان الى الجبال.

أشار رمضان مارمولاكو إلى أن العثمانيين نظموا في القرن السابع عشر حملة منسقة من الأسلمة لم تطبق عادة في أماكن أخرى في البلقان، وذلك من أجل ضمان ولاء السكان الألبان المتمردين. [16][19] وعلى الرغم من وجود عدد من الحالات من التحويل القسري العنيف، الأ أنَّ الضرائب الكبيرة على المسيحيين كانت إحدى أسباب التحول الديني.[20] خلال هذه الفترة، فر العديد من الألبان المسيحيين إلى الجبال وبنوا قرى جديدة مثل ثيث، أو إلى بلدان أخرى حيث ساهمت في ظهور مجتمعات ألبانيَّة مثل آرفانيت، وأربيريشي، و أرباناسي في كل من اليونان وإيطاليا وكرواتيا. بينما في العقد الأول من القرن السابع عشر، ظلت ألبانيا الوسطى والشمالية منطقة كاثوليكية حيث وفقا لتقارير الكرسي الرسولي، لم يكن يشكل المسلمون أكثر من 10% من سكان شمال ألبانيا.[21]

وشهدت هذه الفترة أيضًا ظهور الأدب الألباني، الذي كتبه المسيحيين مثل بيتير بوجداني. ودعا بعض من هؤلاء المفكرين الألبان المسيحيين، مثل بيتر بوجداني، إلى الاستقلال عن السيطرة العثمانية، وفي نهاية القرن السابع عشر، قام بوجداني وزميله راسباساني، بقيام جيشًا من الآلاف من ألبان كوسوفو لدعم النمساويين في الحرب التركية العظمى. ومع ذلك، عندما فشل هذا الجهد لطرد الحكم العثماني من المنطقة مرة أخرى، فر العديد من الكاثوليك في كوسوفو إلى المجر.[22]

في عام 1700، انتقلت تربع على عرش البابوية لبابا كليمنت الحادي عشر، الذي كان نفسه من أصول ألبانية وإيطالية، واهتم اهتمامًا كبيرًا بالكاثوليك الألبان، وفي عام 1703 عقد المجلس الألباني لتنظيم طرق منع الارتداد في ألبانيا، والحفاظ على وجود الكاثوليكية داخل الأراضي الألبانيّة.[23] ويعزى بقاء الكاثوليكية على نطاق واسع في شمال ألبانيا إلى حد كبير إلى نشاط الرهبان الفرنسيسكان في المنطقة. وكثيرًا ما كانت الاختلافات الدينية تخفف من الخصائص الثقافية والقبلية المشتركة، فضلاً عن الأنساب الأسريَّة التي تربط بين المسيحيين الألبان والمسلمين الألبان. في القرن السابع عشر، لوحظ أن العديد من المسلمين الألبان شاركوا أيضًا في التمردات، كما وطالبوا مساعدة من الغرب الكاثوليكي.

الجنوب تحت الحكم العثماني

دير الروح القدس الأرثوذكسي في بيرات.

في أواخر القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر، وخاصة بعد العديد من أشكال التمرد بما في ذلك خلال الحرب التركية العظمى والاشتباكات اللاحقة مع الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية، بذل الحكام العثمانيون أيضًا جهودًا متضافرة لتحويل الألبان الأرثوذكس في جنوب ووسط ألبانيا (وكذلك المناطق المجاورة لليونان ومقدونيا) للإسلام.[24][25] في ظل الحكم العثماني، لم يكن للمسلمين أي سيطرة على الكنيسة واعتبرت الدولة العثمانية كل من الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وبطريركية القسطنطينية المسكونية هي السلطات الحاكمة لكافة المسيحيين الأرثوذكس في الدولة العثمانية، سواء كانوا يونانيين العرقيَّة أم لا. وأنشأت الدولة العثمانية من خلال أخذ أطفال الرعايا المسيحيين الروم والأوروبيين الذين تم جمعهم من مختلف الأنحاء كأسرى حرب جيشًا قويًا عُرف بجيش الإنكشارية.[26] وحُول هؤلاء الصبية بعد ذلك إلى الديانة الإسلامية بالإكراه،[27] وتم تجنيدهم أيضاً من خلال الدوشيرمة - والتي كانت موجودة في كريت، ومقدونيا اليونانية، واليونانيين البنطيين في البنطس والمرتفعات الأرمنية والبلقان.

خلال الحقبة العثمانية ظهر في الشمال الألباني مجتمع مسيحي متخفي من الألبان عرقيًا في بداية القرن الثامن عشر، حيث أن خلال الفترة العثمانية تحول عدد من الأرثوذكس إلى الإسلام خاصًة في النصف الثاني من القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من ذلك واصل العديد من المتحولين إلى الإسلام في الحفاظ على الطقوس الأرثوذكسيَّة بشكل سرّي، وقد اعتنق العديد من المسيحيين الإسلام في عهد الدولة العثمانية تفاديًا لضغوط مختلفة بما فيها الضرائب الكثيرة التي كانت تفرض على المسيحيين والاضطهادات والتمييز وللاستفادة من عدة امتيازات اجتماعية، وقد تحول عدد من الأديرة والكنائس إلى مساجد. وقد كان أبناء المجتمع ممزقين بين هذه الازدواجية الدينية حيث يذهبون إلى المساجد نهارًا وإلى الكنيسة ليلاً. وكان ذلك نمط حياة للبقاء، حيث كانوا لا يستطيعون ممارسة دينهم علنًا لكنهم اصروا على الحفاظ عليه في منازلهم. وقد خصصوا طابقًا من منزلهم "إلى الطقوس والاحتفالات المسيحية" بينما خصصوا طابقًا آخر للعادات الإسلامية. وكانت الأسرار تكتم عن الأطفال خوفا من ان يبوحوا بها عرضًا، وكان كل شيء يظل داخل النواة العائلية الضيقة. وقد عاد المسيحيين المتخفين رسميًّا إلى الأرثوذكسية في عام 1897.[28]

في نهاية الفترة العثمانية، كان الإسلام السني أغلبية طفيفة في الأراضي الألبانية. الكاثوليكية كانت تزال سائدة في المناطق الشمالية الغربية، فضلًا عن جيوب قليلة في كوسوفو في وحول غاكوفا وبيجا وفيتينا وبريزرين وكلينا. وظلت الأرثوذكسية الشرقية سائدة في جيوب مختلفة من جنوب ووسط ألبانيا.

العصور الحديثة

الملكية

فيزاريون شوفاني؛ أول بطريرك للكنيسة الألبانية الأرثوذكسية.

مع تحول ألبانيا إلى النظام الملكي أعلنت الكنيسة الألبانية الأرثوذكسية أستقلالها في عام 1928.[29] وفي عام 1930، تم إجراء أول تعداد ديني رسمي. وقد أعيد التأكيد على البيانات العثمانية التقليدية منذ قرن مضى والتي كانت تغطي سابقًا ضعف أراضي الدولة الجديدة وسكانها، وقال 50% من السكان أنهم مسلمون من جماعة أهل السنة والجماعة، وحوالي 20% مسيحيين أرثوذكس، وحوالي 20% مسلمين بكتاشيين، وحوالي 10% مسيحيين كاثوليك.

وقد تقرر النظام الملكي أن الدين يجب الا يكون عامل تقسيم بين الألبان، ولكن عامل وحدة. وفي هذا الوقت بدأت الافتتاحات الصحفيَّة في تضييق على الاعتماد للأسماء الإسلامية والمسيحية، واقترح بدلاً من ذلك إعطاء الأطفال أسماء ألبانية محايدة. ونص النظام الملكي على وجوب أن تكون الدولة محايدة وان لا تملك دين رسمي. وكان درس القراءة الأولى في المدارس الابتدائية خلال حصص التعليم المسيحي الوطني يبدأ من هذه الجملة، "أنا ألباني، بلدي ألبانيا".

الشيوعية

وقبل تولي الشيوعيين السلطة في عام 1944 واعتماد نظام إلحاد الدولة، قدر عدد سكان ألبانيا البالغ عددهم حوالي 1.1 شخص، وكان حوالي 70% منهم ينتمون إلى الطوائف الإسلامية، في حين أن 30% منهم ينتمون إلى الطوائف المسيحية.[30] وصدر قانون الإصلاح الزراعي في أغسطس 1946 والذي أدى إلى تأميم معظم ممتلكات المؤسسات الدينية، بما في ذلك ممتلكات الأديرة والأبرشيات. وحوكم العديد من رجال الدين والمؤمنين، وعذبوا، وأعدموا. وتم طرد جميع الكهنة الرومان الكاثوليك والرهبان والراهبات في عام 1946.[31]

وأجبرت الجماعات الدينية التي كان لها الفروع أو مقرات خارج البلد، مثل الرهبانيَّة اليسوعية والفرنسيسكانية، إنهاء أنشطتها في ألبانيا. وحظر على المؤسسات الدينية أن تكون لها علاقة بتعليم الشباب، لأن ذلك المجال كان من اختصاص الدولة حصريًا. وحظر على جميع الطوائف الدينية امتلاك العقارات وتشغيل المؤسسات الخيرية والرعاية الاجتماعية والمستشفيات. وكان هدف هذه الإجراءات التدمير الشامل لجميع الديانات المنظمة في ألبانيا. بين عام 1945 وعام 1953، انخفض عدد الكهنة بشكل كبير وانخفض عدد الكنائس الرومانية الكاثوليكية من 253 إلى 100، وتم وصم الكاثوليك بالفاشية.[31]

خلال الحقبة الشيوعية واعتماد عقيدة إلحاد الدولة تم هدم عشرات الكنائس والأديرة.

وقد بلغت الحملة ضد الدين ذروتها في الستينات. وابتداءًا من عام 1967، بدأت السلطات الألبانية حملة عنيفة لمحاولة القضاء على الحياة الدينية في ألبانيا. و تم إغلاق جميع الكنائس والمساجد والأديرة والمؤسسات الدينية الأخرى أو تحويلها إلى مستودعات أو صالات رياضية أو ورش عمل بحلول نهاية عام 1967.[32] وبحلول مايو 1967، اضطرت المؤسسات الدينية إلى التخلي عن جميع الكنائس والمساجد والأديرة والمزارات في ألبانيا والبالغ عددها 2,169 والتي تحول الكثير منها إلى مراكز ثقافية للشباب. وكما ذكرت مجلة نيدوري الشهرية أن هذا الحدث، قد "خلق أول دولة ملحده في العالم".[31] وتم ذل رجال الدين علنًا، وأخذت أموالهم وتم تدنيسها. وسجن أكثر من 200 من رجال الدين من مختلف الديانات، وأجبر آخرون على البحث عن عمل في الصناعة أو الزراعة، وتم إعدام بعضهم أو جوعًا حتى الموت. وقد اشعل النار في دير فرنسيسكاني في شقودرة، مما أدى إلى وفاة أربعة من الرهبان المسنين.[31] ونصت المادة 37 من الدستور الألباني لعام 1976 على أن "الدولة لا تعترف بأي دين، وتدعم الدعاية الإلحادية من أجل زرع نظرة علمية مادية عالمية في الشعب"،[33] ونص قانون العقوبات لعام 1977 على أحكام بالسجن تتراوح بين ثلاثة إلى عشر سنوات لأي "دعاية دينية وإنتاج أو توزيع الأدب الديني". وكان المرسوم الجديد يستهدف الألبانيين ذوي الأسماء المسيحية الإسلامية أو الدينية حيث نص القانون على أن المواطنين الذين لا تتطابق أسماؤهم مع "المعايير السياسية أو الأيديولوجية أو الأخلاقية للدولة" يجب تغييرها. وقرر أيضًا إعادة تسمية البلدات والقرى ذات الأسماء الدينية. نجحت حملة أنور خوجة الوحشية المعادية للأديان في القضاء على العبادة الرسمية، ولكن واصل بعض الألبان على ممارسة عقيدتهم سرًا، وخاطروا بعقوبة شديدة. وواجه بعض الأفراد الذين تم القبض عليهم مع الأناجيل أو الرموز أو غيرها من الأشياء الدينية أحكامًا بالسجن لمدة طويلة. وحظرت الحكومة حفلات الزفاف الدينية.[34]

بوفاة أنور خوجة في عام 1985، تبنى خلفه رامز عليا موقفًا متسامحًا نسبيًا تجاه الممارسة الدينية، مشيرًا إلى أنه "مسألة شخصية وعائلية". وقد سمح لرجال الدين بالعودة إلى البلاد في عام 1988 والاشتراك في الخدمات الدينية. وقامت الأم تيريزا، وهي ألبانية الإثنية، بزيارة تيرانا في عام 1989، حيث استقبلها وزير الخارجية وأرملة خوجو. وفي ديسمبر 1990، رفع رسميًا الحظر على الطقوس الدينية، وتم للسماح لآلاف المسيحيين بحضور خدمات عيد الميلاد.[35]

الجمهورية الألبانية

جرسية كنيسة الفرنسيسكان في شقودرة.

بعد انهيار الشيوعية في ألبانيا عام 1990، خرجت الكنيسة الأرثوذكسية الألبانية من تلك الفترة الصعبة بـ 22 كاهنا فقط، وبمساعدة من الكنائس الأرثوذكسية الأخرى عملت على إعادة تنظيم نفسها وعلى إعادة بناء ما تهدم في الفترة السابقة، فأنشأت أكثر من 74 كنيسة كانت 12 منها مسبقة الصنع في مدينة تسالونيكي اليونانية، ورممت قرابة خمسة أديرة. والكنيسة تعمل باستمرار على مشاريع أخرى متفرقة. هذا عدا الاهتمام الكبير الذي توليه الكنيسة لإعادة تأهيل أتباعها روحيا بعد أن تلقنت عدة أجيال الفكر الإلحادي الماركسي خلال الخمسين عاما الماضيةً. وفي سبيل ذلك امتلكت الكنيسة مطبعة للكتب طُبع فيها الكتاب المقدس وكتب روحية أخرى باللغة الألبانية. وفي الآونة الأخيرة بدأ العديد من المسلمون العودة إلى المسيحية حيث يصفونها بأنها ديانة أجدادهم. نحو ثلاثة في المئة من السكان الألبان في كوسوفو هم من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وذلك على الرغم من قرون من الحكم العثماني. خلال الفترة العثمانية تحول عدد من الكاثوليك إلى الإسلام خاصًة في النصف الثاني من القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من ذلك واصل العديد من المتحولين إلى الإسلام في الحفاظ على الطقوس الكاثوليكية بشكل سرّي، وقد دعي المسيحيين المخفيين في كوسوفو بإسم "لارامان" وهو ما يعني باللغة الألبانية متنوع الصفات. في الآونة الأخيرة بدأ العديد من الكوسوفيون ترك الإسلام والعودة لجذورهم المسيحية،[36] فضلًا عن العديد من الحالات حيث تعود الأسر لإيمانهم الكاثوليكي.

تشير تقريرات حكومية إلى وجود 254 جماعة ومنظمة ومؤسسة ذات طابع ديني في البلاد إلى جانب المجموعات الأربع الكبرى الآنفة الذكر (أهل السنة والجماعة، والبِكْتاشيَّة، والأرثوذكسية والكاثوليكية). وتدير الكنيسة الكاثوليكية في ألبانيا العديد من المدارس التبشيرية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إضافةً لخمس جامعات وثماني مستشفيات وستة عشر دارًا للمسنين وستة عشر ميتمًا ودارًا للحضانة، وثلاثة مراكز لمساعدة العائلات وحماية الحياة البشرية. وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يُعتبر المسيحيين المجموعة الدينيَّة الأكثر تعليمًا في البلاد حيث أن حوالي 16% من مسيحيين ألبانيا حاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة، بالمقارنة مع 10% من مسلمين ألبانيا وحوالي 12% من اللادينيين الألبان. وكان الحاصلين على جائزة نوبل من ذوي الأصول الألبانية وهما الأم تريزا الحاصلة على جائزة نوبل في السلام وفريد مراد الحاصل على جائزة نوبل في الطب من أتباع الديانة المسيحية.[37]

الوضع الديني

إحصائيات

  خارطة تُظهر المناطق ذات الغالبيَّة اللادينيَّة من السكَّان.
  خارطة تُظهر المناطق ذات الغالبيَّة الإسلاميَّة من السكَّان.
  خارطة تُظهر المناطق ذات الغالبيَّة الكاثوليكيَّة من السكَّان.
  خارطة تُظهر المناطق ذات الغالبيَّة الأرثوذكسيَّة الشرقيَّة من السكَّان.

لا يوجد إحصائيات رسمية عن عدد المتدينين في ألبانيا ولكن تقدر نسبتهم من ممارسي مختلف الأديان بين 25% إلى 40%. ويشكل الألبان ذو الخلفية الإسلامية غالبية السكان (65% إلى 70%) وهم منقسمون في مجموعتين رئيسيتين: أهل السنة والجماعة والبِكْتاشيَّة، ويمثل أتباع البِكْتاشيَّة حوالي 25% من مسلمي ألبانيا.

أما المسيحية فقد كانت ديانة ألبانيا ما قبل الفترة العثمانية، واليوم تقدر نسبة الألبان الأرثوذكس بين 20% إلى 25%، يلي ذلك الألبان الكاثوليك بحوالي 10%، وهناك أقليات دينية أخرى كالبروتستانتية وغيرها. ينتشر المسلمون في معظم أرجاء البلاد بينما يتركز وجود الأرثوذكس في الجنوب في حين يتركز الوجود الكاثوليكي في الشمال. وبشكل عام فأن هذا التوزع لا يعتبر معياريًا حيث توجد مدن مختلطة تعيش فيها سوياً مجموعات دينية ولا دينية مختلفة.

الوضع الاجتماعي

تشير تقريرات حكومية إلى وجود 254 جماعة ومنظمة ومؤسسة ذات طابع ديني في البلاد إلى جانب المجموعات الأربع الكبرى الآنفة الذكر (أهل السنة والجماعة، والبِكْتاشيَّة، والأرثوذكسية والكاثوليكية).[38] وتدير الكنيسة الكاثوليكية في ألبانيا العديد من المدارس التبشيرية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، إضافةً لخمس جامعات وثماني مستشفيات وستة عشر دارًا للمسنين وستة عشر ميتمًا ودارًا للحضانة، وثلاثة مراكز لمساعدة العائلات وحماية الحياة البشرية.[39] تعيش الجماعات الدينية المختلفة في تعايش وفي اختلاط في ما بينهم؛ وبحسب مركز بيو للأبحاث يقول حوالي 4% من المسلمين الألبان إن جميع المسلمين في بلدهم، أو الكثير منهم، معادون للمسيحيين، وفقاً لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث حول مسلمي العالم. ويقول نحو 2% ممن تم استطلاع آرائهم من المسلمين في ألبانيا إن كل أو معظم أو كثير من المسيحيين معادون للمسلمين، وهو أقل نصيب في 26 دولة سئل فيها السؤال. [40] ويقول حوالي 75% من المسلمين الألبان أنهم سيكونون مرتاحين بحالة زواج ابنتهم من مسيحي، بالمقارنة مع 77% بحالة زواج ابنهم من مسيحيَّة.[41]

وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يُعتبر المسيحيين المجموعة الدينيَّة الأكثر تعليمًا في البلاد حيث أن حوالي 16% من مسيحيين ألبانيا حاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة، بالمقارنة مع 10% من مسلمين ألبانيا وحوالي 12% من اللادينيين الألبان.[42]

العلاقات مع الأديان الأخرى

القادة الدينيين للطوائف الألبانية الأربعة الرئيسية (الكاثوليكية والبكتاشية والأرثوذكسية والسُنّة).

تتنوع العلاقات بين الألبان الكاثوليك والألبان المسلمين أو بين الألبان الأرثوذكس والألبان المسلمون في المناطق الريفيَّة في شمال وجنوب البلاد، حيث غالبًا ما تنعزل المجتمعات المسيحية والمسلمة، إذ تعيش تقليديًا كل منها في قرى أو في أحياء منفصلة، حتى بداخل المدن.[43][44] وتستخدم العديد من المصطلحات الازدرائية اليوم لتسمية المجموعات الدينية المختلفة باللغة الألبانية، ويعتمد بعضها على نظام التصنيف العثماني.[45][46][47][46] خلال الأزمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الألبانية في عام 1997، لم تلعب الاختلافات الدينية دوراً في الاضطرابات المدنية التي حدثت، على الرغم من أنَّ الكنيسة الألبانية الأرثوذكسية كانت تدعم في ذلك الوقت بشكل خاص سقوط حكومة صالح بريشا المكونة بشكل رئيسي من المُسلمين.[48] على مر السنين وقعت حوادث طائفيَّة طفيفة بين الألبان المسلمين والألبان المسيحيين مثل إلقاء رؤوس الخنازير في باحات مسجد، وتدمر شواهد قبور كاثوليكية، وقصف كنيسة أرثوذكسية في إشقودرة وإلحاق أضرار باللوحات الجدارية في كنيسة في فوسكوبوي.[49] وتم إنشاء منظمة حوار بين الأديان تسمى مجلس الأديان في ألبانيا في عام 2009 من قبل الأديان الأربعة الرئيسية لتعزيز التعايش الديني في ألبانيا.[50]

تسود المسيحية في جنوب ألبانيا، وفي المراكز الحضرية في وسط ألبانيا وفي بعض شمال ألبانيا.[51] كما يُنسب رفض الإسلام إلى الانقسام الذي انفتح بين سكان المدن القدماء والريفيين المسلمين الألبان والوافدين الجدد المحافظين إلى حد ما من الشمال الشرقي إلى مدن مثل تيرانا، حيث يُشار الى الجماعة الأخيرة بالشيشانيين.[51] بعد موجات الهجرة للمسيحيين الألبان الذين حصلوا على تأشيرات للعمل في اليونان،[51] كانت هناك حالات تحول فيها المهاجرون الألبان المسلمون في اليونان إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وقاموا بتغيير أسماءهم إلى أسماء ذات هوية يونانية مسيحية ليتم قبولهم في المجتمع اليوناني.[51][52][53][54] بعض الألبان المسلمين الآخرين عند الهجرة تحولوا أيضًا إلى المذهب الكاثوليكي، في حين أن التحولات إلى المسيحية داخل ألبانيا ترتبط بشكل عام بالإنتماء وتُفسر على أنها جزء من الغرب وقيمه وثقافته.[51][55][56] قدرت دراسة عام 2015 وجود حوالي 13,000 مسيحي من خلفية إسلامية في ألبانيا، على الرغم من أنه ليس من الواضح أي الكنائس المسيحية كان هؤلاء الناس ينتمون إليها.[57]

على الرغم من القضايا العرضية، يُنظر إلى "التسامح الديني" و"التناغم الديني" في ألبانيا كجزء من مجموعة من المثل الوطنية الألبانية المتميزة، ويُقال إنها تخدم جزءاً مهماً من الإطار المدني لألبانيا، حيث تضع المجتمعات الدينية اختلافتها جانباً وتقوم بالعمل معاً من أجل المصلحة الوطنية.[58] على الرغم من اعتبارها من قبل البعض بأنها "أسطورة وطنية"،[59] فقد تم الترويج "للمثال الألباني" للتسامح بين الأديان والعلمانيَّة المُتسامحة كنموذج لبقية العالم من قبل كل من الألبان والمعلقين الأوروبيين الغربيين والأمريكيين،[60][61][62] بما في ذلك البابا فرنسيس الذي امتدح ألبانيا باعتبارها "نموذجًا لعالم يشهد صراعًا باسم الله"،[63] وفي الوقت نفسه، جذب "المثال" الألباني للتعايش اهتماماً مؤخراً بالغرب، حيث تم استخدامه المصطلح للقول أن "الحرية الدينية والقيم الإسلامية لا يُمكن أن تتعايش فحسب، بل يمكنها أيضًا أن تزدهر معًا"، ويُنظر إليها على أنها حجة إيجابية لصالح تسريع انضمام ألبانيا إلى الاتحاد الأوروبي.[64]

يُعتبر الزواج بين الأديان بين المسلمين والمسيحيين "شائعًا" في ألبانيا مع القليل من التداعيات الاجتماعية، على الرغم من قلة البيانات الإحصائية حول انتشارها. خلال الفترة الشيوعية، من المعروف أنه خلال الفترة بين عام 1950 إلى عام 1968، تراوحت معدلات الزيجات المختلطة بين المسيحيين والمسلمين من 1.6% في إشقودرة وحوالي 4.3% في جيروكاستر إلى حوالي 15.5% بين عمال النسيج في العاصمة تيرانا.[65] ووصلت إلى حوالي 5% في مقاطعة إشقودرة في عام 1980. بحسب مركز بيو للأبحاث يقول حوالي 75% من المسلمين الألبان أنهم سيكونون مرتاحين بحالة زواج ابنتهم من مسيحي، بالمقارنة مع 77% بحالة زواج ابنهم من مسيحيَّة.[41]

التوزيع الديني

تنقسم الطوائف المسيحية في ألبانيا إلى ثلاثة طوائف رئيسية على النحو التالي:

حسب المقاطعات

الديانة حسب المقاطعة (2011)[66] الأرثوذكس الكاثوليك البروتستانت مسيحيون آخرون مجمل المسيحيون
مقاطعة بيرات 7.4% 1.1% 0.05% 0.2% 8.6%
مقاطعة ديبر 0.09% 2.0% 0.01% 0.01% 2.1%
مقاطعة دوريس 3.3% 7.3% 0.1% 0.06% 10.7%
مقاطعة إلباسان 5.1% 0.1% 0.05% 0.03% 5.2%
مقاطعة فيير 13.7% 1.9% 0.1% 0.06% 15.7%
مقاطعة غيروكاستر 17.4% 2.0% 0.08% 0.07% 19.5%
مقاطعة كوكس 0.03% 2.6% 0.03% 0.04% 2.7%
مقاطعة لجه 0.2% 72.3% 0.06% 0.01% 72.5%
مقاطعة شكودر 0.3% 47.1% 0.09% 0.02% 47.5%
مقاطعة تيرانا 5.0% 5.3% 0.2% 0.1% 10.6%
مقاطعة فلوره 13.7% 1.9% 0.06% 0.07% 15.7%

حسب الجموعات الألبانية

الطوائف المسيحية

الأرثوذكسية

كاتدرائية القيامة الأرثوذكسية في مدينة كورتشي جنوب شرق ألبانيا.

يتبع معظم الأرثوذكس الألبان الكنيسة الألبانية الأرثوذكسية (بالألبانيَّة: Kisha Ortodokse Shqiptare) وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية، يُرجع تقليدها الكنسي وصول المسيحية لألبانيا والبلقان إلى القرن الأول الميلادي على يد بولس. أٌعلن عن استقلالها في عام 1922 من خلال المؤتمر الأرثوذكسي عام 1922، وحصلت على اعتراف بطريرك القسطنطينية في عام 1937.

بين عام 1890 وعام 1920 هاجر ما يقرب من 25,000 ألباني، معظمهم من المسيحيين الأرثوذكس من جنوب شرق ألبانيا، إلى الولايات المتحدة، واستقروا في بوسطن وحولها.[74] وكان المسيحيين الألبان الأرثوذكس تابعين لبطريركية القسطنطينية حتى عام 1937، حيث أصبحوا كنيسة مستقلة في أيام البطريرك المسكوني بنيامين الأول، ومع بداية الحقبة الشيوعية في البلاد عام 1945 عانت الكنيسة الألبانية الأمرِّين فسجن وعذب الكثير من أبناءها بما فيهم رعاتها وكهنتها، ولاسيما عقب إعلان ألبانيا دولة ملحدة عام 1967، حيث اتجه النظام السياسي الحاكم لتدمير جميع كنائس وأديرة البلاد، فكانت النتيجة تهديم قرابة 1600 كنيسة ودير.

بعد انهيار الشيوعية في ألبانيا عام 1990، خرجت الكنيسة الأرثوذكسية الألبانية من تلك الفترة الصعبة بـ 22 كاهنًا فقط، وبمساعدة من الكنائس الأرثوذكسية الأخرى عملت على إعادة تنظيم نفسها وعلى إعادة بناء ما تهدم في الفترة السابقة، فأنشأت أكثر من 74 كنيسة كانت 12 منها مسبقة الصنع في مدينة تسالونيكي اليونانية، ورممت قرابة خمسة أديرة. والكنيسة تعمل بإستمرار على مشاريع أخرى متفرقة (كنائس، ومعاهد لاهوتيَّة، وبيوت للضيافة، ومستوصفات وغيرها من المؤسسات). هذا عدا الاهتمام الكبير الذي توليه الكنيسة لإعادة تأهيل أتباعها روحيا بعد أن تلقنت عدة أجيال الفكر الإلحادي الماركسي خلال الخمسين عاما الماضيةً. وفي سبيل ذلك امتلكت الكنيسة مطبعة للكتب طُبع فيها الكتاب المقدس وكتب روحية أخرى باللغة الألبانيَّة، كما أنها تصدر أيضا مجلة شهرية دينية بإسم القيامة.

للكنيسة أيضًا معهدين يدرس اللاهوت الأرثوذكسي، منها معهد قيامة ربنا يسوع المسيح والذي أنشأ عام 1992، والآخر معهد الصليب المقدس والذي أنشأ عام 1998. رئيس الأساقفة الحالي لهذه الكنيسة هو أنستاسيوس من مواليد 1929، ويشكل الألبان الأرثوذكس بين 20% إلى 25% تقريبًا من سكان ألبانيا.[2] من المناطق الجنوبية التي تحتفظ بأعلى نسب من السكان الألبان الأرثوذكس، وفي بعض الحالات أغلبية مطلقة، سارنده، وجيروكاستر، وبرمت، وليسكيكو، وبوغراديس وكورتشي وما حولها.[75] إلى جانب منطقة ميزيك في وسط ألبانيا خاصةً في فيير وحولها، حيث يشكلون أغلبية كبيرة من السكان.[76] وهناك أيضاً أعداد كبيرة من السكان الأرثوذكس الألبان في مناطق إلباسان وبيرات والعاصمة تيرانا. وخلافًا للصورة النمطية المتمثلة في أنَّ التوكس فقط هم الأرثوذكس، يتواجد الألبان الأرثوذكس أيضًا في الشمال، حيث يشكل الألبان الأرثوذكس نسب كبيرة في بعض المدن الشمالية: دراس (36%)، وكافايه (23%) وإلباسان (17%).[77] ويميل الألبان الأرثوذكس إلى العيش في المراكز الحضرية أو في المناطق المرتفعة، ولكن نادراً في المناطق الريفية المنخفضة (بإستثناء منطقة ميزيك).

الكاثوليكية

كاتدرائية القديس بطرس الكاثوليكية في مدينة تيرانا.

الكنيسة الكاثوليكية الألبانيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الألباني. ووفقًا للأرقام التي قدمتها الحكومة في عام 2010 ذكرت أن حوالي 17% من السكان يتبعون الكنيسة الكاثوليكية.[2] يتوزع المكاثوليك الألبان على خمسة أبرشيات، بما في ذلك مطرانية بالإضافة إلى الإدارة الرسوليَّة والتي تغطي جنوب ألبانيا. يتركز الحضور الكاثوليكي الأقوى في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، والذي كان تاريخيًا الموقع الأسهل للإتصال مع روما وجمهورية البندقية. وتعد مدينة شقودرة مركز الطائفة الرومانية الكاثوليكية في ألبانيا، وتعتبر المنطقة جزءًا من منطقة مالسيا هايلاندر والتي سكنتها القبائل الكاثوليكية الألبانية السبعة.

انتشرت المسيحية في ألبانيا في القرن الأول الميلادي. وكانت الديانة السائدة في ألبانيا قبل دخول العثمانيين هي المسيحية، وكانت البلاد جسراً كاثوليكياً في البلقان، حيث لعب الألبان الكاثوليك دوراً لا يختلف عن دور الكروات الكاثوليك في يوغوسلافيا السابقة. في العصور الوسطى حكم ألبانيا العديد من الحكام الكاثوليك، بما في ذلك السكان الأصليين وآل أنجو الكابيتيون، وأصبحت البلاد موقعًا لانتشار الكاثوليكية في البلقان على حساب الأرثوذكسية الشرقية حيث تحول النبلاء الألبان الأرثوذكس سابقًا ورعاياهم بشكل متزايد للقوى الغربية والكاثوليكية كوسيلة لدرء التهديدات القادمة من الكيانات السياسية الأرثوذكسية. لكن بعد سقوط البلاد في يد العثمانيين اعتنق الكاثوليك الإسلام هربًا من الضرائب الباهظة التي فرضت على المسيحيين أو التأهل لوظائف والتقدم في المجتمع الذي يحكمه المسلمون. وكان ذلك معروفًا أيام الامبراطورية العثمانية وكان الألبان يلقبونهم بالمرقطين أي من لهم لونان،[78] بسبب الإزدواجية الدينية التي اضطروا أن يعيشوها، فكانوا يمارسون الطقوس والصلوات الإسلامية علنًا، ويمارسون الطقوس المسيحية ويحضرون القداسات سرًا. والآن هناك مسلمون يعودون إلى المسيحية حيث يصفونها بأنها ديانة أجدادهم. ويقول محمد ملا أستاذ تاريخ الديانات بجامعة بريشتينا العامة "خمسون أو ستون في المئة من السكان مرتبطون عاطفيًا بعقيدة الكاثوليك. هذا بسبب الشعور تجاه ما كان يؤمن به أجدادنا".

البروتستانتية

يصل تعداد البروتستانت في ألبانيا، إلى حوالي 8,000 نسمة،[79] ويتزوعون على 189 جمعية بروتستانتيَّة مختلفة.[80] وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين الألبان المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 13,000 شخص.[81]

المراجع

  1. What is each country’s second-largest religious group? - تصفح: نسخة محفوظة 20 أبريل 2019 على موقع واي باك مشين.
  2. Albanian Government. "L'Albania oggi" (باللغة الإيطالية). Ministry of Foreign Affairs of Albania. مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 201930 أغسطس 2010.
  3. مسيحيون ومسلمون يقصدون القديس انطونيوس في البانيا - تصفح: نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. "ALBANIA" ( كتاب إلكتروني PDF ). religion-freedom-report.org.uk (باللغة الإنجليزية). صفحة 2. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 8 أغسطس 2019.
  5. BERNHARD TONNES. "Religious Persecution in Albania" ( كتاب إلكتروني PDF ). biblicalstudies.org.uk (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 27 مايو 2019.
  6. "Early Christianity – Albania – Reformation Christian Ministries – Albania & Kosovo". reformation.edu. مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017.
  7. Jørgen Nielsen; Samim Akgönül; Ahmet Alibašić; Egdunas Racius (2013). "Albania". Yearbook of Muslims in Europe. 5. Leiden, Boston, New York: Brill. صفحة 23.  12 مارس 2016.
  8. Schnabel, Sckhard. Paul the Missionary: Realities, Strategies, and Methods. Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 2008. p. 113.
  9. Lloshi p.92
  10. Sumruld, William A. (1994). Augustine and the Arians: The Bishop of Hippo's Encounters with Ulfilan Arianism (باللغة الإنجليزية). Associated University Presse.  . مؤرشف من الأصل في 9 يناير 2020.
  11. Leften Stavros Stavrianos (January 2000). The Balkans Since 1453. C. Hurst & Co. Publishers. صفحة 498.  . مؤرشف من الأصل في 6 يناير 202017 يوليو 2013. Religious differences also existed before the coming of the Turks. Originally, all Albanians had belonged to the Eastern Orthodox Church... Then the Ghegs in the North adopted in order to better resist the pressure of Orthodox Serbs.
  12. Hugh Chisholm (1910). Encyclopædia Britannica: a dictionary of arts, sciences, literature and general information. Encyclopædia Britannica. صفحة 485. مؤرشف من الأصل في 3 يونيو 201918 يوليو 2013. The Roman Catholic Ghegs appear to liave abandoned the Eastern for the Western Church in the middle of the 13th century
  13. Ramet, Sabrina P. (1989). Religion and Nationalism in Soviet and East European Politics. Duke University Press. صفحة 381.  . مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019. Prior to the Turkish conquest, the ghegs (the chief tribal group in northern Albania) had found in Roman Catholicism a means of resisting the Slavs, and though Albanian Orthodoxy remained important among the tosks (the chief tribal group in southern Albania),...
  14. Anton Minkov. Conversion to Islam in the Balkans. صفحات 41–42.
  15. Zhelyazkova, Antonina. ‘’Albanian Identities’’. Sofia, 2000: International Center for Minority Studies and Intercultural Relations. Page 15-16
  16. Florian Bieber (19 August 2010). "Muslim identity in the Balkans before the establishment of nation states". Nationalities Papers: The Journal of Nationalism and Ethnicity. صفحات 15–19.
  17. Zhelyazkova, Antonina, ‘’Albanian identities’’, page 15.
  18. Zhelyazkova, Antonina. ‘’Albanian Identities’’. Page 19.
  19. Marmullaku, ‘’Albania and the Albanians’’. London: C. Hurst & co., 1975. Page 16.
  20. Jelavich, Barbara. ‘’History of the Balkans.’’ Cambridge: Cambridge University Press, 1983. Pages 80-81.
  21. Zhelyazkova, Antonina. ‘’Albanian Identities’’. Page 21
  22. Malcolm, Noel (1998). ‘’Kosovo: a short history’’. Page 162.
  23. Elsie, Roberts. Historical Dictionary of Albania. Page 7
  24. Isufi, Hajredin (2004). “Aspects of Islamization in Çamëri”. ‘’Historical Studies’’ (in Albanian). Tirana, Albania: Institute of History. ‘’’3’’’ (4) : 17-32.
  25. Giakoumis, Kosta (2010). “The Orthodox Church in Albania Under the Ottoman Rule , 15th- 19th Century”. In Rathberger A. [ed.] (2010), ‘’Religion und Kultur im albanischschprachen sudosteuropen’’. Page 8-11
  26. Nicolle, p. 7.
  27. The New Encyclopedia of Islam, ed. Cyril Glassé, (Rowman & Littlefield, 2008), 129.
  28. Aleksandar Bellé (1972). Јужнословенски филолог. 29. صفحة 14. مؤرشف من الأصل في 8 يناير 2020.
  29. "Swiss Laws, Greek Patriarch". تايم (مجلة). 15 April 1929. مؤرشف من الأصل في 02 أكتوبر 2016.
  30. Keefe, Eugene K. (January 1971). Area Handbook for Albania. صفحة 95. مؤرشف من الأصل في 06 ديسمبر 2019.
  31. "Albania - Hoxha's Antireligious Campaign". مؤرشف من الأصل في 28 ديسمبر 201714 مايو 2015.
  32. "Albania - The Cultural and Ideological Revolution". مؤرشف من الأصل في 03 مارس 201614 مايو 2015.
  33. "Education, science, culture". The constitution of the People's Socialist Republic of Albania. Bjoern Anderse. March 2005. مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2017.
  34. "Albania - Social Structure under Communist Rule". مؤرشف من الأصل في 04 مارس 201614 مايو 2015.
  35. "Albania - The Revival of Religion". مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 201514 مايو 2015.
  36. كوسوفيون يتركون الاسلام ويعودون لجذورهم المسيحية "دين الاجداد"- Linga - تصفح: نسخة محفوظة 01 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  37. "Ferid Murad autobiography". مؤسسة نوبل - تصفح: نسخة محفوظة 2 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
  38. Albania, International Religious Freedom Report 2007, Released by the Bureau of Democracy, Human Rights, and Labo - تصفح: نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  39. ألبانيا.. وأول زيارة (تبشيرية) لبابا الفاتيكان - تصفح: نسخة محفوظة 3 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  40. Chapter 6: Interfaith Relations - تصفح: نسخة محفوظة 5 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  41. Chapter 6: Interfaith Relations - تصفح: نسخة محفوظة 2020-03-05 على موقع واي باك مشين.
  42. Educational Attainment of Religious Groups by Country - تصفح: نسخة محفوظة 17 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  43. De Rapper 2002، صفحة 191. "It is common in Albania to say that all Albanians, whether Christian or Muslim, are brothers, and that their only religion is their common Albanian nationality. The dogma of national unity as against religious differentiation is at the core of the most widely-spread Albanian national rhetoric. However, this rhetoric is challenged when local society is underpinned by, and conceptualised in terms of, religious differentiation. This is the case in mixed areas, where Muslims and Christians live in separate villages (or in separate neighbourhoods), and both have strong identities as religious communities – as in Devoll. In this specific context, religion cannot consist of just being Albanian. On the contrary, people are very well aware of their belonging to a specific religious community, and national identity is rarely thought of outside the basic opposition between Muslims and Christians."
  44. De Rapper 2005، صفحة 181. "The Muslims from Erind – the only village in Lunxhëri to be Muslim in majority – are not perceived as the descendants of migrants from other Muslim areas, but they are nonetheless definitely different, and the relations between Erind and the neighbouring villages are marked by the same stereotypes as the relations between Muslims and Christians usually are: people from Erind are said to be violent and dirty, to have no culture, and to be responsible for anything bad happening in the area."
  45. Nitsiakos 2010، صفحات 200–201. "Traces of this historical differentiation are still evident in South Albania today between Christian and Muslim Albanians. Very often on hears Christians call Muslim Albanians "Turks"; they, in their turn, often attribute pro-Greek sentiments to Orthodox Christian Albanians."
  46. De Rapper 2001، صفحات 3–4.
  47. Bon 2008، صفحة 33. "According to the mainstream public opinion in Greece the Greek speaking people of Orthodox religion living in Southern Albania are called Northern Epirots (Vorioepirotes) (see Triandafyllidou and Veikou 2002: 191). According to the public opinion in Albania they are often referred to by Greeks or Greku or pejoratively Kaure (non-believers) or Kaur i derit (non-believer-pigs, i.e. Greek pigs)."; p. 57. "The locals also use pejorative names such as Turkos or Alvanos, which according to them mark the differences in language skills, religion, financial position, social status and the possibility of unrestricted crossing of the Albanian – Greek border.
  48. Vickers & Pettifer 2007، صفحة 31. "Many Greek Orthodox clergy privately relished the downfall of the northern predominantly Muslim government. As always in Balkan conflicts, religion is a major factor under the surface and the no doubt that the Greek Orthodox Church was privately very happy to see the departure of the DP government. It was also clear to Athenian politicians that if they gave a certain amount of tacit diplomatic help to the rebellion, they could expect a post-conflict government in Tirana that was likely to be much more sympathetic to Greece and its regional priorities than the Berisha administration." p. 41. "Islam as a political factor did not emerge at all throughout the crisis, even though most of the Berisha government was nominally Muslim. The presence of prominent northern Catholics such as Pjeter Arbnori, as Speaker of the Parliament and someone close to the government, assisted this perception while on the rebel side Orthodox links with Greece were certainly useful."
  49. Elsie 2001، صفحة 126.
  50. Jazexhi 2013، صفحة 33.
  51. Clayer 2003، صفحات 14–24.
  52. Kokkali 2015، صفحات 129, 134–135.
  53. Kretsi 2005. para: 2, 23, 31–33.
  54. De Rapper 2010، صفحة 6. "We have seen for instance the case of a Muslim villager building a shrine of a Christian type in his own courtyard, in clear relation to the expectations of some of the people who visit the place before crossing the border to work in Greece. One might draw a parallel between such cases and the conversion of Muslim Albanian migrants to Orthodoxy, in order to facilitate their acceptation in Greek society.
  55. King & Mai 2008، صفحة 210.
  56. Blumi & Krasniqi 2014، صفحات 480–482.
  57. Miller & Johnstone 2015، صفحة 15.
  58. Hamiti, Xhabir. 30 September 2009. Toleranca fetare dhe shqiptarët - تصفح: نسخة محفوظة 2016-11-06 على موقع واي باك مشين.
  59. Halili, Nijazi. 7 January 2017. "Tolerance tek Shqiptaret: Mit Apo Realitet" - تصفح: نسخة محفوظة 2017-01-08 على موقع واي باك مشين.
  60. Elbasani & Puto 2017، صفحات 53–67.
  61. http://www.tiranaobserver.al/harmonia-nderfetare-nje-shembull-qe-vjen-nga-shqiperia/ Paja, Sokol. 1 December 2012 - تصفح: نسخة محفوظة 2017-11-09 على موقع واي باك مشين.
  62. Schwartz, Stephen. 28 November 2012. How Albania’s Religious Mix Offers an Example for the Rest of the World - تصفح: نسخة محفوظة 2017-06-17 على موقع واي باك مشين.
  63. Likmeta, Besir. 22 September 2014. "Pope Francis Praises Albania’s Religious Tolerance". Balkan Insigh نسخة محفوظة 2016-10-28 على موقع واي باك مشين.
  64. Melady, Thomas Patrick (2010). Albania: a nation of unique inter-religious tolerance and steadfast aspirations for EU integration - تصفح: نسخة محفوظة 2017-12-02 على موقع واي باك مشين.
  65. "Albania – Researched and compiled by the Refugee Documentation Centre of Ireland on 13 November 2012 " - تصفح: نسخة محفوظة 2020-02-15 على موقع واي باك مشين.
  66. INSTAT. "Population and Housing Census" ( كتاب إلكتروني PDF ). instat.gov.al (باللغة الألبانية). صفحة 39. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 03 مارس 201625 مايو 2015.
  67. "Appartenenza e pratica religiosa tra i cittadini stranieri". www.istat.it (باللغة الإيطالية). 30 October 2014. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 201922 أكتوبر 2017.
  68. "Instantanés d'Albaníe, un autre regard sur les Balkans" ( كتاب إلكتروني PDF ). 2005. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 14 يونيو 200720 يوليو 2017. Etudiants en Tourisme et Actions Patrimoniales. (plus de 72 % irréligieux ou non pratiquants. 28 % se répartissent en 21 % musulmans, 6% orthodoxes, 3 % catholiques. )
  69. "Table: Muslim Population by Country". Pew Research Center. 27 January 2011. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2019.
  70. "SMRE". www.smre-data.ch. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 201807 فبراير 2019.
  71. Institute of Democracy and Mediation (2018). "TOLERANCA FETARE NË SHQIPËRI" ( كتاب إلكتروني PDF ). UNDP. صفحة 31. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 19 يونيو 2018.
  72. Institute of Democracy and Mediation (2018). "TOLERANCA FETARE NË SHQIPËRI" ( كتاب إلكتروني PDF ). UNDP. صفحة 32. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 19 يونيو 2018.
  73. "Araştırma: Türkiye'nin yüzde 95'i tanrıya inanıyor, yüzde 74'ü 'dindar". Diken (باللغة الإنجليزية). 19 April 2017. مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 201805 فبراير 2019.
  74. De Rapper, Gilles. Religion in post-communist Albania: Muslims, Christians and the idea of 'culture' in Devoll, southern Albania (2008). [1] - تصفح: نسخة محفوظة 21 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  75. Psomas, Lambros A. Synthesis of the Population of Southern Albania (2008). [2] - تصفح: نسخة محفوظة 6 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  76. Grüber, Siegfried. Regional variation in marriage patterns in Albania at the beginning of the 20th century. Available here: http://www-gewi.uni-graz.at/seiner/marriage_patterns.html - تصفح: نسخة محفوظة 2019-10-03 على موقع واي باك مشين.
  77. Demographic maps by Franz Seiner, based on data from the Austrian-run 1918 Albanian census. Available here: http://www-gewi.uni-graz.at/seiner/density.html - تصفح: نسخة محفوظة 2019-10-27 على موقع واي باك مشين.
  78. Out of hiding, some Kosovars embrace Christianity, رويترز, 28 سبتمبر 2008 نسخة محفوظة 11 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
  79. "First Protestant Church Dedicated". Christianity Today Library. مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2016.
  80. "International Religious Freedom Report 2007: Albania". US Dept. of State/Bureau of Democracy, Human Rights, and Labor. www.state.gov. 15 September 2006. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 201213 مايو 2010.
  81. Johnstone, Patrick; Miller, Duane (2015). "Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census". Interdisciplinary Journal of Research on Religion. 11: 16. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201928 أكتوبر 2015.

مواضيع متعلقة

موسوعات ذات صلة :