الرئيسيةعريقبحث

تعبيرية تجريدية


تتميز التعبيرية التجريدية بـ«قوة الانفعال» وبـ«الحركة التلقائية».وقد يعرف هذا المذهب أحيانا بـ«التجريد الغنائى»أو بـ«الآلية » نسبة لتخليه عن مبدأ المراقبة العقلانية ؛وأحيانا أخرى يعرف بـ «البقعية» إشارة إلى التقنية التي تظهر الألوان على سطح اللوحة على شكل بقع [..]ومن هنا يصبح عالم اللوحة عالما خاصا، ينطلق من الصلة المباشرة بالمادة وتحويلها إلى نتاج فنى ؛ فتصبح التقنية والتجريب على المادة مقياسا لقيم «العمل الفنى» ولتمام الصورة؛بل أبرز ما تمثله اللوحة .[*]وتسمح اللوحة التعبيرية التجريدية بتفسيرات متعلقة بالأنشطة اللاشعورية في عملية الرسم؛ التي تعبر عن التحرر من المراقبة العقلانية .وبهذا الأسلوب الفنى تتحول الأشكال الحرة المحفزة على الإبداع في «البيئة الجاهزة» إلى صور فنية بفعل الخيال؛حيث يتوغل المشاهد للبقع اللونية والخدوش والبروزات والتجاويف، في أعماق صورة الإيهام غير المتعمدة؛ومن المتوقع أن توفر «الجواهز» بيئة مناسبة لبدء العمل الفنى وللتحفيز على توليد الصور[1]. وفي مقالة الناقد الفنى «محمد حمزة» نقرأ: في كل حقيقة صورة ؛«صيغة ثنائية»تتجاذب فيها صورتان ؛الصورة من الصورة ؛واحدة في الحاضر والثانية قابعة في الذكرى ؛فإذامتزجت تولدت الدهشة؛وقد وضعت فوق بعضهما [فوق الواقع] ..مستوى [الرؤية الفنية] ؛في الزمن الواحد أكثر من زاوية..أكثر من رؤية..فيستلب الشكل من سياقه؛ ويوضع في سياقات تشكيلية، وعلاقات توليفية.[2]وتبلورت نظرية «كاندنسكى»[1866-1944]حول مفهوم الفن التجريدى في كتابه «الروحية في الفن »[1911].ودافع«بيار البير بيرو»عام 1916 عن مفهوم جديد للفن يمجد فيه «الآلية»؛ويتغنى بإيقاعات المدن . وأصدر«أندريه بريتون»[1799-1850 ]الأعداد الأولى من «المجلة السريالية» [1924-1929][..]وظهر في كتابه بعنوان «الفن السحرى»[1957] الدعوة إلى تحرير الفكرة؛ودعا كذلك إلى ممارسة «الآلية» .[..]إن ثمة علاقات أخرى غير الواقع، يلتقطها الفكر، وهى مهمة مثل الصدفةوالوهم والغرابة والحلم؛وكلها تجتمع في الفوق -طبيعى.[3] أما لوحة«ديناميكية » [2012] للفنان محسن عطيه فهى تعبير عن معنى [الحرية] بطريقة [آلية] تستثمر الصدفة والحدث العرضى ؛في التعبير بإشارات تشكيلية تحررت من [الذاكرة البصرية]عن العالم الخارجى.وتعتمد الطريقة على قذف الألوان باستخدامها سائلة فوق سطح اللوحة[بآلية] تقلل من تاثير السيطرة الواعية؛ وبكثافات وتناغمات مختلفة؛وكأن الصدفة لعبت دورها المهم، في إنجاز اللوحة؛ وبالفعل حققت نتائج مدهشة.

التعبيرية التجريدية-التقنية التلقائية

إن ما تستثيره «البقعة اللونية»على سطح لوحة [مشاركة فريدة- في الأزمنة الخوالى ] [2009] للفنان محسن عطيه يؤكد فاعلية [التقنية التلقائية]؛ وما تهيئ له من الارتباطات الخلاقة للصور الخيالية ؛لتلتقى بـ[العاطفة والجمال] .والحقيقة أن الإيقاع السريع لضربات الفرشاة؛مع [أساليب التسييل والسكب المنساب] للألوان، يولد [طاقة حيوية] فتقابلها في نفس الوقت، المساحات المسكونة بـ[الصمت]؛أو[الهمس الشاعرى].[المرجع: محسن عطيه؛التجربة النقدية في الفنون التشكيلية؛عالم الكتب؛القاهرة؛2011ص 204]ويرجع مفهوم [الفضاء النشط] الذي استثمره «الفنان التعبيرى التجريدى » بخلق بيئة تواجه المشاهد؛ بدلاً من التقنيات التقليدية؛التي تعتمد أداء الفنان باستعمال يديه؛وتتميز التعبيرية التجريدية بـ[قوة التعبير الانفعالى]؛ وبـ[الحركة التلقائية] ؛وبـ [الآلية] في الأداء المتحرر من [المراقبة العقلانية].

المراجع

  1. محسن عطيه؛اتجاهات في الفن الحديث؛عالم الكتب بالقاهرة 2006 الصفحة146

2.محمد حمزة-صحيفة الجمهورية العدد الإسبوعى 16 فبراير 2006- القاهرة.

3.محسن عطيه؛نقد الفنون- من الكلاسيكية إلى عصر مابعد الحداثة؛منشأة المعارف بالأسكندرية؛2010 الصفحة 8&89.

موسوعات ذات صلة :