التوعية بسرطان الثدي هي محاولة لـرفع الوعي والحد من وصمة سرطان الثدي عن طريق التعريف بالأعراض والعلاج. ويأمل القائمون على هذه التوعية أن زيادة المعرفة سيؤدي إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي، الذي يرتبط بمعدلات أعلى للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل، وأن الأموال التي يتم جمعها لعلاج سرطان الثدي ستكون مصدرًا موثوقًا به وعلاجًا دائمًا.
تعد مكافحة سرطان الثدي وجهود التوعية أحد أنماط التبشير بمفهوم تبشير الصحة. يتولى مؤيدو التوعية بسرطان الثدي جمع التبرعات وممارسة الضغط السياسي للحصول على رعاية أفضل وزيادة مستويات المعرفة وزيادة مستوى تمكين المريض. قد يقوم مؤيدو التوعية بحملات أو تقديم خدمات مجانية أو بتكلفة منخفضة. ثقافة سرطان الثدي، وتُسمى في بعض الأحيان ثقافة الشريط الوردي تشير إلى زيادة التوعية الثقافية بشأن مكافحة سرطان الثدي، وهي الحركة الاجتماعية التي تدعمها والتي تعد الحركة الأكبر المهتمة بـصحة المرأة.
الشريط الوردي هو أبرز رموز التوعية بسرطان الثدي، وفي كثير من البلدان يعد شهر أكتوبر هو الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي. تتلقى بعض المؤسسات الدولية المعنية بسرطان الثدي دعمًا ماليًا كبيرًا من خلال رعاية الشركات.[1]
المناهج المتبعة في التسويق
تهدف حملات التوعية بمرض سرطان الثدي إلى زيادة "الوعي بعلامة" سرطان الثدي لدى العامة، وكيفية اكتشاف هذا المرض وعلاجه والحاجة إلى علاج دائم وموثوق به. وقد أدت زيادة التوعية إلى زيادة عدد النساء اللاتي يجرين تصوير الثدي بالأشعة السينية وزيادة عدد الحالات المكتشفة المصابة بسرطان الثدي وزيادة عدد النساء اللاتي يستأصلن نسيجًا من الجسد.[2] وبصفة عامة، ونتيجة لذلك الوعي، يتم اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، تكون فيه الحالة أكثر قابلية للعلاج. وقد استغلت جهود التوعية مناهج التسويق بنجاح للحد من الوصمة المرتبطة بهذا المرض.
وبصفة عامة، كانت حملات التوعية بمرض سرطان الثدي فعالة للغاية في تنبيه المواطنين بهذا المرض. تتمتع التوعية بمرض سرطان الثدي بتغطية إعلامية أكبر بكثير من أنواع السرطان الأخرى المنتشرة، مثل سرطان الموثة.[3]
سرطان الثدي كعلامة
يستخدم القائمون على التوعية بسرطان الثدي الشريط الوردي واللون الوردي كـماركة تصورية للتشجيع على التبرع بالأموال وزيادة معدلات الكشف عن المرض. علامة سرطان الثدي علامة قوية: الأشخاص الذين يدعمون "الماركة الوردية" أعضاء في السوق المتخصص للـوعي الاجتماعي، حيث يعمل هؤلاء الأشخاص للارتقاء بحياة المرأة، ويؤمنون بالتفكير الإيجابي، ويثقون في قدرة العلوم الطبية الحيوية على حل أي مشاكل إذا توفر المال الكافي، ويفضلون وسائل العلاج الشافية للوقاية.[4][5]
تجمع العلامة بين مسألة الخوف من السرطان والأمل في التعرف المبكر على المرض وتوفير العلاج الناجح، وبين الأصالة الأخلاقية للمرأة المصابة بمرض سرطان الثدي وأي امرأة أخرى يُشتبه في إصابتها بسرطان الثدي. تسمح هذه العلامة بل وحتى تشجع الناس على استبدال الاستغلال الواعي والأفعال الرمزية الفردية مثل شراء أو ارتداء الشريط الوردي، بنتائج ملموسة وعملية، مثل العمل السياسي الجماعي الذي يهدف إلى اكتشاف الأسباب غير الوراثية لمرض سرطان الثدي.[6]
لقد كان إنشاء هذه العلامة وتحصين حركة مكافحة سرطان الثدي أمرًا ناجحًا وفريدًا من نوعه، بسبب عدم وجود حركة مضادة تعارض حركة سرطان الثدي أو تؤمن بأن سرطان الثدي مرغوب فيه.[7]
الشريط الوردي
الشريط الوردي هو رمز للتوعية بمرض سرطان الثدي. قد ترتديه من تم تشخيص حالتها بأنها مصابة بمرض سرطان الثدي، أو لتحديد المنتجات التي ترغب الشركة المصنعة في بيعها للمستهلكين المهتمين بمرض سرطان الثدي. وقد تُباع الأشرطة الوردية في بعض الأحيان على أنها وسيلة لجمع التبرعات، مثل الكثير من الخشخاش (يوم الذكرى).
يتعلق الشريط الوردي بالكرم الفردي والإيمان بالتقدم العلمي والتوجه المتفائل ب"ما يمكن فعله". وتُشجع هذه الشرائط الأفراد على التركيز على التصور النهائي المثير للعواطف لعلاج سرطان الثدي، بدلاً من الحديث عن عدم وجود علاج على أرض الواقع لسرطان الثدي وعدم وجود أي ضمان على اكتشاف مثل هذا العلاج.[8] وُصفت ممارسة الارتداء العشوائي أو عرض الأشرطة الوردية دون بذل المزيد من الجهود الملموسة لعلاج سرطان الثدي على أنها نوع من المظهرية بسبب افتقارها إلى الآثار الحقيقية الإيجابية،[9] ولقد تمت مقارنتها بممارسات "التوعية" المشابهة البسيطة وغير الفعالة مثل حملة نشر النساء لألوان حمالات صدورهن على الفيس بوك.[10] يشير النقاد إلى أن طبيعة الشعور الجيد للشرائط الوردية و"الاستخدام الوردي" يصرفان المجتمع عن حقيقة إحراز أي تقدم في علاج مرض سرطان الثدي.[11] وتُنتقد الأشرطة الوردية أيضًا لأنها تعزز الأدوار النمطية الجنسية أيضًا إلى جانب تجسيد النساء وصدورهن.[12]
الأحداث
من المعروف أن شهر أكتوبر كل عام هو الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي لدى العديد من الحكومات ووسائل الإعلام والناجين من مرض السرطان. ويُطلق على الحملة التي تعمل على مدار الشهر الشهر الوردي بسبب الإنتاج الزائد للمنتجات الوردية للبيع، والشهر العالمي لصناعة مرض سرطان الثدي من قبل بعض النقاد مثل أعمال مكافحة سرطان الثدي.[13] بدأ الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي عام 1985 عن طريق جمعية السرطان الأمريكية وشركة الأدوية استرازينيكا. تهدف المنظمة المسؤولة عن إدارة "الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي" الرسمي إلى تشجيع تصوير الثدي الشعاعي وغيرها من أنواع الكشف المبكر لأنها من أهم الوسائل الفعالة للمحافظة على حياة المرأة.[14]
وعادة ما تتضمن أحداث "الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي" سباقات الركض وسباقات المشي وسباقات الدراجات التي تهدف إلى جمع التبرعات.[15] يتولى المشاركون في هذه السباقات جمع التبرعات على سبيل الإنفاق الخيري على مرضى سرطان الثدي. وعن طريق المشاركة الجماعية، تُشكل الناجيات من سرطان الثدي مجموعة واحدة وموحدة تتحدث وتعمل باستمرار وتشترك في مجموعة واحدة من المعتقدات.[16] وبإمكانهن أيضًا تعزيز الاتصال الثقافي بين اللياقة البدنية واللياقة الأخلاقية لكل فرد.[17] ومن المعروف أن الأحداث التي تنظمها شركة آفون أو شركة كومن تُخصص فيها 25%-33% تقريبًا من التبرعات للأموال اللازمة لتنظيم هذا الحدث والإعلان عنه.[15]
تمت إنارة العديد من المعالم الشهيرة بالإضواء الوردية كتذكار بصري بمرض سرطان الثدي، وقد تستغل الأحداث العامة، مثل مباريات كرة القدم الأمريكية، قد تستخدم المعدات أو التوريدات الوردية. في 2010، تمت طباعة جميع الشرائط الهزلية لـكينج فيتشرز سينديكات (King Features Syndicate) في أسبوع واحد في ظلال بلون أحمر ووردي، مع شعار الشريط الوردي الذي يظهر بارزًا في لوحة واحدة.
قد تُنظم شركات القطاع الخاص "اليوم الوردي" وفيه يرتدي الموظفون ملابس وردية اللون وذلك دعمًا لمرضى سرطان الثدي أو يدفعون لصالح قواعد سلوك الزي مثل اليوم الوطني للدنيم (Lee National Denim Day).[15] يتم توجيه بعض الأحداث لناس في مجتمعات محددة، مثل اليوم العالمي للحجاب الوردي (Global Pink Hijab Day)، الذي بدأ في أمريكا لتشجيع الرعاية الطبية المناسبة والحد من وصمة سرطان الثدي بين النساء المسلمات، وأسبوع توعية الذكور بسرطان الثدي، والذي تسلط بعض المؤسسات الضوء عليه في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر. تُستقبل معظم الأحداث استقبالاً جيدًا، ولكن بعض الأحداث، مثل دهان الجسر الوردي غير المصرح به في هنغتينغتون، فيرجينيا الغربية تثير الجدل.
الشركات والمستهلكون
يتم إنتاج الآلاف من المنتجات ذات الصلة بسرطان الثدي وبيعها كل عام.[18] تمثل بعض هذه الأصناف منتجات يومية أعيد تعبئتها أو تعديلها للاستفادة منها في التسويق المتعلق بقضية مثل الدببة والملابس والمجوهرات والشموع وأكواب القهوة.[15] وتوفر المنتجات ذات القيمة المختلطة هذه للمستهلكين فرصة الجمع بين شراء هذه المنتجات والتبرع لمؤسسات مكافحة سرطان الثدي.[15] يتم إنتاج بعض هذه المنتجات و/أو بيعها عن طريق الناجيات من سرطان الثدي أو الجمعيات الخيرية لجمع تبرعات، والبعض الآخر لتحقيق أرباح إضافة إلى جمع تبرعات. وتنتج الشركات أيضًا منتجات تحمل العلامة الوردية أو تحمل شعارات الأشرطة الوردية للتبرع بمبالغ مالية لدعم مرضى سرطان الثدي.[19] عادة ما تتفوق عملية التبرعات على الحد المستهدف لأنها تتجاوز المستوى المحدد للمبيعات، رغم أن بعض الشركات تقدم إعلانات مجانية فقط للجمعية الخيرية المختارة. ورغم أنه قلما يتم الإفصاح عن تكاليف الإعلانات، إلا أنه اكتُشف أن بعض الشركات تنفق أموالاً هائلة على إعلانات "المنتجات الوردية" ومستلزماتها أكثر مما يتبرعون به للمؤسسات الخيرية التي تدعم الأبحاث أو المرضى. على سبيل المثال، في عام 2005، أنفقت شركة ثري إم (3M) 500000 دولار أمريكي في الإعلان عن ملاحظات انشر هذه المطبوعة مع شعار الشريط الوردي. وبلغت نتيجة المبيعات تقريبًا ضعف ما توقعته الشركة، لكن الحملة أسفرت عن تبرعت بلغت 300000 دولار أمريكي.[19]
الحواشي
ملاحظات
- King 2006، صفحة 2.
- Sulik 2010، صفحات 157–210.
- Arnst 2007.
- Sulik 2010، صفحة 22.
- King 2006، صفحة 38.
- Sulik 2010، صفحات 133–146.
- King 2006، صفحة 111.
- Sulik 2010، صفحات 359–361.
- Landman 2008.
- Borrelli 2010.
- Sulik 2010، صفحات 365–366.
- Sulik 2010، صفحات 372–374.
- Sulik 2010، صفحات 48, 370.
- King 2006، صفحة xxi.
- Ehrenreich 2001.
- Sulik 2010، صفحة 56.
- King 2006، صفحات 46–49.
- Ave 2006.
- Levine 2005.
المراجع
- Arnst, Catherine (13 June 2007). "A Gender Gap in Cancer". بلومبيرغ بيزنس ويك. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 2012.
- Aschwanden, Christie (17 August 2009). "The Trouble with Mammograms". The Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2018.
- Ave, Melanie (10 October 2006). "All May Not Be in the Pink". تامبا باي تاميز. مؤرشف من الأصل في 02 فبراير 2017.
- Beck, Melinda (4 September 2012). "Can There Be Too Much Breast-Cancer Treatment?". وول ستريت جورنال. مؤرشف من الأصل في 17 مايو 2013.
- Borrelli, Christopher (1 June 2010). "Click. Support. Whatever. Social network campaigns build 'slacktivism' to new heights, but is there real impact behind these digital devotions?". Chicago Tribune. مؤرشف من الأصل في 29 نوفمبر 2016.
- Browne, Anthony (7 October 2001). "Cancer Bias Puts Breasts First". الغارديان. London. ISSN 0261-3077. مؤرشف من الأصل في 30 يونيو 2013.
- Elliott, Stuart (12 November 2009). "For Causes, It's a Tougher Sell". نيويورك تايمز. صفحة F1. مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2018.
- Ehrenreich, Barbara (November 2001). "Welcome to Cancerland". Harper's Magazine. مؤرشف من الأصل في 08 نوفمبر 2013.
- Farmer, Rebecca (8 October 2005). "Governor Signs Safe Cosmetics Bill:New Law Heightens Scrutiny of Industry Safety". Breast Cancer Fund. مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2016.
- Grady, Denise (8 December 2011). "Panel Finds Few Clear Environmental Links to Breast Cancer". نيويورك تايمز. صفحة A3. مؤرشف من الأصل في 09 نوفمبر 2015.
- Institute of Medicine (2012). Breast Cancer and the Environment: A Life Course Approach (Institute of Medicine). Washington, D.C: National Academies Press. .
- King, Samantha (2006). Pink Ribbons, Inc.: Breast Cancer and the Politics of Philanthropy. Minneapolis: University of Minnesota Press. .
- Kingston, Anne (2010). "A Nice Rack of Slogans". مجلة ماكلين. 123 (41). صفحة 73.
- Landman, Anne (11 June 2008). "Pinkwashing: Can Shopping Cure Breast Cancer?". PR Watch. Center for Media and Democracy. مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2019.
- Levine, Daniel S. (30 September 2005). "Breast Cancer Group Questions Value of Pink Ribbon Campaigns". San Francisco Business Times. ISSN 0890-0337. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019.
- Mackenzie, Carpenter (October 1, 2006). "Just about everything turns pink for cancer in October". Pittsburgh Post-Gazette.
- "2006 Pink Ribbon Coin: Creating a Future Without Breast Cancer". Royal Canadian Mint. 2006. مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 201812 نوفمبر 2010.
- Mulholland, Angela (9 October 2010). "Breast Cancer Month Overshadowed by 'Pinkwashing". CTV.ca News. مؤرشف من الأصل في 03 يناير 2012.
- Olson, James Stuart (2002). Bathsheba's Breast: Women, Cancer and History. Baltimore: Johns Hopkins University Press. . OCLC 186453370.
- Singer, Natasha (16 October 2011). "Welcome, Fans, to the Pinking of America". The New York Times. صفحة BU1. مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2019.
- Soffa, Virginia M. (1994). The Journey Beyond Breast Cancer: From the Personal to the Political. Rochester, VT: Healing Arts Press. . OCLC 26217697.
- Stukin, Stacie (8 October 2006). "Pink Ribbon Promises". TIME. ISSN 0040-781X. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2013.
- Sulik, Gayle (2010). Pink Ribbon Blues: How Breast Cancer Culture Undermines Women's Health. New York: مطبعة جامعة أكسفورد. . OCLC 535493589.
- Welch, H. Gilbert (20 October 2010). "The Risk of Being Too Aware". لوس أنجلوس تايمز. ISSN 0458-3035. مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2010.
- World Health Organization (2004). "Annex Table 2: Deaths by cause, sex and mortality stratum in WHO regions, estimates for 2002" ( كتاب إلكتروني PDF ). The world health report 2004 -changing history01 نوفمبر 2008.
- Zuger, Abigail (25 October 2010). "Breast Cancer Tales: The Inspirational vs. the Actual". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 02 يونيو 2013.
- "Bovine Growth Hormone (rBGH/rBST)". Breast Cancer Fund. 2013. مؤرشف من الأصل في 02 يونيو 2013.
- "rBGH & Breast Cancer". Think Before You Pink. Breast Cancer Action. 2013. مؤرشف من الأصل في 26 سبتمبر 2014.
- "History & Accomplishments". Breast Cancer Action. 2013. مؤرشف من الأصل في 01 ديسمبر 2019.