حديث المباهلة هو حديث مروي عن النبي محمد ﷺ عندما أراد نصارى نجران مباهلته. والمعنى اللغوي للمباهلة هي الملاعنة والدعاء على الطرف الآخر بالدمار والهلاك.[1]
حديث المباهلة
قال السيوطي : « أخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم عن الشعبي قال : كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولاً في عيسى بن مريم، فكانوا يجادلون النبي فيه. فأنزل الله هذه الآيات في سورة آل عمران : ( إن مثل عيسى عند الله ) إلى قوله : ( فنجعل لعنة الله على الكاذبين ). فأمر بملاعنتهم، فواعدوه لغدٍ، فغدا النبي ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية. فقال النبي : لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تّموا على الملاعنة » [2] عند نزول الوحي بالآية: ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ وحسب صحيح مسلم[3] و سنن الترمذي[4] ومسند أحمد بن حنبل[5] أخذ النبي محمد معه للقاء نصارى نجران أهل بيته وهم:
خلفية القضية
في السنة العاشرة من الهجرة كتب النبي رسالة لأسقف نجران ودعا أهالي نجران إلى الإسلام. عندما أوصل ممثلو النبي الرسالة إلى اسقف نجران وهم :عتبة بن غزوان وعبد الله بن ابيامية والهدير بن عبد الله وصهيب بن سنان وبعد قراأتها، أنشأ مجلس متكون من الشخصيات الدينية والعلمانية ليقابلون النبي أو يتفاوضون معه.تألف المجلس من 60 شخص وذهبوا إلى المدينة.فبعد المناقشات والحوار الطويلة الذي جرى بينهم، نزلت آية المباهلة و أمر النبي بالمباهلة مع من جادلوه. وحددوا اليوم الذي تلى المناقشات موعدا للمباهلة وخارج المدينة مكاناً لها لكنهم أبوا التباهل بعدما اصطحب النبي علي بن أبي طالب وابنته فاطمة و الحسن و الحسين معه.[6]
دلالة الحديث
عند أهل السنة
يعتقد المسلمون السنة أن آية المباهلة من آل عمران (( فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ ))[7] نزلت بحق النبي محمد ومن خرج معه آنذاك وهم علي وفاطمة والحسن والحسين[8][9][10][11][12][13][14][15]
عند الشيعة
يعتقد المسلمون الشيعة أن قضية المباهلة قدمت للنبي فرصة التعريف بأهل بيته الذين عرفوا بأصحاب الكساء و هم علي،فاطمة ،الحسن و الحسين. تعتقد الشيعة بأن الحديث المذكور يشير إلى تفوق علي بن ابي طالب وإمامته بعد النبي [16]
وجهات نظر حديثة
يرى سيدني إتش جريفيث أنه جدير بالملاحظة أن تلك الآية ترد الأمر في النهاية لله ليحكم بين الفريقين بعد أن يضعا حياتهم وحياة أحبتهم على المحك في سبيل إيمانهم.[17]
طالع أيضا
مراجع
- ما هي آية المباهلة و في من نزلت هذه الآية ؟ - تصفح: نسخة محفوظة 5 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 39
- صحيح مسلم : 4/1871 ، طبعة : دار إحياء التراث العربي/ بيروت
- صحيح الترمذي : 5/225 حديث : 2999 ، طبعة : دار الكتاب العربي / بيروت .
- مسند أحمد بن حنبل : 1/ 185 ، طبعة : دار صادر / بيروت .
- سيرة سيد المرسلين> حوادث السنة العاشرة للهجرة - تصفح: نسخة محفوظة 15 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- سورة آل عمران: آية 61
- مسند أحمد بن حنبل 1: 185
- صحيح مسلم: 120 كتاب (فضائل الصحابة، باب فضائل عليّ
- سنن الترمذي 4: ص 293 الحديث (4085).
- الحاكم الحسكاني ، المستدرك على الصحيحين 3: 150.
- البهيقي ، السنن الكبرى 7: 63 باب (إليه ينسب أولاد بناته)
- النسائي ، خصائص أمير المؤمنين(ع): 48 منزلة عليّ كرم الله وجهه من الله.
- الجصاص ، أحكام القرآن 2: 18 قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ...
- تفسير ابن كثير 1: 408 سورة آل عمران:61
- آية المباهله،علي الحسيني الميلاني،صفحة29
- Harrison., Griffith, Sidney (2008). The church in the shadow of the mosque : Christians and Muslims in the world of Islam. Princeton, N.J.: Princeton University Press. . OCLC 85443890. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019.