الحرمان الكنسي عقوبة تنزلها الكنيسةُ على بَعْضٍ من أبنائها "بهدفِ الحَضِّ على التوبة"، وينتهي الحِرْمُ بإعلانِ التوبةِ. ماهيةُ الحِرْمِ، الذي نصّ عليه الكتابُ المُقَدَّسُ، يفضي إلى قطعِ الشركةِ بَيْنَ الشَّخْصِ والكَنِيسَةِ، ومِنْ ثَمَّ الشراكةَ في الإيمانِ مع سائرِ المسيحيِّينَ. يُقَسَّمُ الحِرْمُ إلى نوعَيْنِ، الحِرْمِ الصَّغِيرِ، وبموجبه يُمْنَعُ الْمَرْءُ مِنَ التقدُّمِ لنَيْلِ أَحَدِ الأسرارِ السبعةِ المقدسةِ، لكنْ تُقَامُ عَلَيْهِ أشباهُ الأسْرارِ حَتَّى صلاةُ الجنازةِ. الحِرْمُ الصَّغِيرُ يكون تلقائيًا، فنُصْحُ شخصٍ بالإجهاضِ أو حضِّهِ على الِانتحارِ مثلاً، يؤدِّي تلقائيًّا إلى الحِرمِ الصَّغيرِ وقطع الشركةِ مع الكَنِيسَةِ الجامِعةِ. أمَّا الحِرمُ الكَبيرُ، فَيُمنعُ بموجبهِ المَرءُ من أيِّ عَمَلٍ كَنَسِيٍّ أو روحانيٍّ، حتى إشهارِ التَّوبةِ، ويكونُ شخصيًّا، ويضعُهُ البابا أو مجمع مسكوني؛ غيرَ أنَّهُ قد يكونُ عامًّا أيضًا، فمثلًا حَكَمَتِ الكنيسةُ الكَاثُولِيكِيَّةُ على أتباعِ الأَحْزَابِ الشُّيُوعِيَّةِ الَّذِينَ أنْكَرُوا الله وحارَبُوا الدِّينَ بِالحِرمِ الكَبيرِ لا يُفسحُ منهُ سِوَى البابا.[1]
يوجَدُ أيضًا في اليهوديةِ ما يشبهُ الحِرمانَ الكَنَسِيَّ باسم حِرْم (مثل ما حدث مع باروخ سبينوزا)، ويقابله بَعْضٌ بالتكفيرِ في الإسلامِ.
المراجع
- فتاوى لاهوتية، نعمة الله مطر، جامعة الروح القدس، الكسليك 1966، ص.76
مصادر
- الحرمان الكنسي - الموسوعة الكاثوليكية (بالإنجليزية).