الرئيسيةعريقبحث

حمران بن أبان

☰ جدول المحتويات

حمران بن أبان ( المتوفى 75 هـ = 694 م ) مولى عثمان بن عفان ، تابعي ، أسر في فتح العراق عند معركة عين التمر أيام خلافة أبي بكر بن أبي قحافة مع 39 غلاما آخر في سنة 12 للهجرة [1] ، سباهم خالد بن الوليد من كنيسة لليهود يتعلمون فيها الكتابة[2] في حصن سمى بـ (قصر سابور)[3]، وهم أوّل سبي دخلوا المدينة المنورة بعد رسول الله من قبل المشرق[4]، كان من حصّة المسيّب بن نجبة الفزاري ، فابتاعه منه عثمان بن عفّان، وعلّمه الكتاب واتّخذه كاتبا و حاجبا حتى صار خاتم عثمان عنده فكان يفتح على عثمان في الصلاة. و روى صفة وضوء رسول الله عن عثمان.

حمران بن أبان
مولى عثمان
معلومات شخصية
اسم الولادة طويدا بن أبا
تاريخ الوفاة 694 (75 هـ)
معالم من اسرى عين التمر · مولى عثمان بن عفان · راوي وضوء رسول الله عن عثمان · كاتب عثمان · حاجب عثمان · والي البصرة
اللقب النمري
الخدمة العسكرية
في الخدمة
645 (26 هـ)–694 (75 هـ)
الولاء الدولة الأموية
الفرع المدينة · البصرة
الرتبة والي البصرة
المعارك والحروب يوم الجفرة · البصرة بعد صلح الحسن

ادرك كل من أبي بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية و يزيد بن معاوية و معاوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبد الملك بن مروان و لم يرو عن أحد من الصحابة غير عثمان بن عفان و معاوية بن أبي سفيان.

وله مواقف مع عثمان ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي خصوصا بعد صلح الحسن حيث وثب حمران على البصرة سنة 41 هـ  نصرة للمروانيين و ضربت مسكوكة باسمه ايام سلطته على البصرة.

وقد كانت له دار بالبصرة مشرفة على رحبة المسجد الجامع، وكان عثمان أقطعه إيّاها وأقطعه أيضاً أرضاً على فراسخ من الأُبُلّة فيما يلي البحر. کما قیل له أرض عند نهر أزَّي بالبصرة أقطعه إياها عثمان. [5] وقدم دمشق وكانت له بها دار.[6]

كما أنه ولي البصرة  في سنة 72 هـ ايضا. [7]

كان له منزلة عند بني أميّة[8] و أنه وافر الحرمة عند عبد الملك[9] وأن مدينة عبادان هي من قطائع عبدالملك بن مروان لحمران أقطعها لعباد بن الحصين الحبطي.

وأن عبد الملك بن مروان لما علم بأن  الحجاج حبس حمران واغرمه مائة ألف درهم كتب اليه: إن حمران أخو من مضى و عم من بقي، وهو ربع من أرباع بني أمية فارددْ عليه ما أخذت منه.

وقال عنه ابن عبد البر في الإستذكار [10]: وكان حمران أحد العلماء الجُلة، اهل الوداعة والرأي والشرف بولائه و نسبه.

اسمه وكنيته

حُمران بن أبان بن خالد بن عمرو بن عقيل بن عامر بن جَنْدَلة بن جَذِيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النَّمِر بن قاسط بن هِنْب بن أفصى النّمِري[11]

كان يهوديا اسمه طويدا[12] ولقبه طورط [أو طويط] فاسلم. [13] واسم أبيه أُبّي أو أَبَّا.

ترجم له المزي (ت742هـ) في «تهذيب الكمال »[14] فقال:

«حمران بن أبان، ويقال ابن أبّي، ويقال: ابنُ أَبَّا... مولى عثمان بن عفان من سبي عين التمر.»

قال ابن قتيبة: و تزوّج «حمران» امرأة من «بنى سعد». و تزوّج ولده في «العرب».[15] وإنما كان ابن أَبَّا، فقال بنوه: ابن أبان

الوافي باوفيات (ت 764 هـ): وادَّعى ولده أنهم من النَّمِر بن قاسط بن ربيعة (169:5)

كنيته: أبو زيد.[16]

اوصافه: قال الجاحظ (ت 255هـ): كان أقرع الرأس أجرد، سَنُوط اللِّحية ليس في وجهه شَعَر.[17]

لم يتضح تاريخ ولادته مع اختلافهم في تاريخ وفاته، فقيل: سنة نيف وثمانين[18]، وقيل : سنة 75 أو 76 أو 71.[19]

حاله قبل الإسلام

لم يعرف حاله قبل الإسلام إلا ما جاء عن أسره و هو صبي يدرس في احدى مدارس عين التمر وقد اختلفوا في ديانته فذهب بعض إلى يهوديته والآخر إلى نصرانيته واستدل كل واحدا بأدلة.

فمن القائلين بيهوديته هو مصعب بن الزبير حيث قال له يوم الجفرة (سنة 71 هـ): يابن اليهودية إنما أنت علج نبطي سُبيت من عين التمر وكان أبوك يدعى أُمّي.[20]

قال ابن قتيبة (ت 276 هـ): فوجده مختونا وكان يهوديا اسمه طويدا.[21]

وقال ابن حجر: طورط هو لقب حمران بن ابان مولى عثمان وكان يهودياً فاسلم... [22]

وفي تاريخ دمشق: و وجدوا في كنيسة اليهود صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين [التمر] يقال لها نقيرة[23] و كان فيهم حمران بن أبان مولى عثمان .[24]

ومن النصوص التي جائت في اقران حمران وأنهم من اليهود يستفاد بانه كان يهودياً، إذ ترى في تاريخ اليعقوبي (ت284هـ): وسبى منهم سبايا كثيرة بعث بهم إلى المدينة وبعث إلى كنيست اليهود فأخذ منهم عشرين غلاماً.[25]

وفي مصنف ابن أبي شيبة وأخبار القضاة : ان كعب بن سوّار [سور] كان يدخل محمد بن سيرين الكنيسة ويضع التوراة على رأسه.

وذهب مولف كتاب «وضوء النبي» إلى أن حمران كان يهودي الأب والأم، وأن عائلته كانت ملتزمة بيهوديتها حريصة على نشر تعاليمها، فارسلت ولدها الصبي طويدا إلى كنيسة اليهود ليتعلم تعاليمهم.[26]

وفي المقابل استدل آخرون على نصرانية حمران، لأنه عاش في منطقة اشتهرت بالنصرانية، وأن قبيلة النمر بن قاسط كانت نصرانية، وان خالداً وجد في بيعتهم أربعين غلاماً يتعلّمون الإنجيل حسب ما جاء في خبر سيف بن عمر. [27]

نسبه

أول من قال بعروبة حمران وذكر نسبه إلى النمر بن قاسط هو هشام بن السائب الكلبي (ت204هـ) في كتاب «نسب معن وعدنان» [28] واليمن الكبير[29]، ثم اتبعه ابن الخياط (ت240هـ) في «طبقاته»[30]، ثم ابن عبد ربه الاندلوسي (ت328هـ) في «العقد الفريد»، عند ذكره قبيلة النمر بن قاسط، فقال: ومنهم حمران بن أبان.[31] ثم ابن حزم (ت456هـ) [32] وابن عساكر(ت571هـ) [33]، والمزي (ت742هـ) [34] وابن حجر (ت852هـ).[35]

لكن نصوصا أخرى ذكرت أعجميته، منها ما قاله مصعب بن الزبير لحمران يوم الجفرة سنة 71هـ: يابن اليهودية إنما أنت علج نبطي سُبيت من عين التمر.[36]

وقال الحجاج بن يوسف الثقفي (ت 95 هـ) يوماً وعنده عباد بن الحصين الحبطي: ما يقول حمران ؟ لئن انتمى إلى العرب ولم يقل: إنه مولى لعثمان، لأضربن عنقه [37]، والحجاج هو المعروف بقوميته وتعصبه للعرب.[38]

وقال عامر بن عبد قيس (ت قرن7 هـ) معيرا حمران قبل هذين الشخصين بعدم عروبة [39] فمما جاء في العقد الفريد (... كلمه حمران مولى عثمان بن عفان عند عبد الله بن عامر صاحب العراق في تشنيع عامر [بن عبد القيس] وطعنه عليه، فأنكر ذلك، وقال حمران له: لا كثّر الله فينا مثلك! فقال له عامر: بل كثّر الله فينا مثلك! فقيل له: أيدعو عليك وتدعو له؟ فقال: نعم، يكسحون طرقنا، ويخرزون خفافنا، ويحوكون ثيابنا... [40] إشارة منه إلى مهن ومشاغل الموالي آنذاك.

قال ابن قتيبة: و تزوّج «حمران» امرأة من «بنى سعد». و تزوّج ولده في «العرب».[15]

وقد مرّ عليك كلام ابن سعد في «الطبقات» (ت230هـ) [41] وفي آخر: حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، روى عن عثمان و تحول إلى البصرة فنزلها وادعى ولده أنهم من النمر بن قاسط بن ربيعة.[42]

وقال مصعب بن عبد الله الزبيري (ت 256هـ) [43]: حمران بن أبان، وإنما كان (ابن أبا) فقال بنوه (ابن أبان). [44]

الأقوال في اسم أبيه، فقال: قيل اسم أبان: أُبي، وقيل: أبا،

ورجح مؤلف كتاب «وضوء النبي 2 : 237»، أعجميت حمران وقال: ان غلبة الحمرة على بشرة حمران، من صفات الفرس ولذلك سمّيت الكوفة بـ«الكوفة الحمراء» لما فيها من الموالي الفرس الحُمْر البشرات بخلاف العرب السُّمْر الوجوه.

وقال البلاذري (ت279هـ): كان حمران بن أبان من سبي عين التمر، يدعي أنه من النمر بن قاسط، فقال الحجاج ذات يوم: لئن انتمى حمران إلى العرب ولم يقل أن أباه (إبيْ) [45] لاضربن عنقه.[46]

وقال ابن عبد البر (ت463هـ) في كتاب «التمهيد» : وادّعي أن حمران بن أبان هو ابن عم صهيب الصحابي، المعروف بـ(صهيب الرومي) إذ يلتقي في خالد بن عبد عمرو. [47]

وذكر الأشعري اليمني في كتابه «التعريف بالأنساب» نسب النمر بن قاسط ولم يذكر منهم حمران بن أبان، ومثله فعل ابن خلدون إذ لم يدرجه مع من ذكرهم من رجال النمر بن قاسط وهكذا فعل الكثير من النسابين والمؤرخين.[48]

واخيراً قال الذهبي (ت748هـ): حمران الفارسي الفقيه وهو قليل الحديث.[49]

مروياته

هو راوي وضوء رسول الله عن عثمان بن عفان[50] واصح الروايات في الوضوء قد جاءت عنه.

لم يرو حمران عن غير عثمان و معاوية بن أبي سفيان مع أنه كان قد عاصر كثيراً من الصحابة، ولم يوثقه أحد من ائمة الرجال لا المتشددين[51] ولا المتساهلين[52]  ولا المعتدلين، الا ابن حبان في «الثقات» [53]  والذهبي في «ميزان الاعتدال».[54]

قال الاستاذ بشار عواد معروف ملخّصاً حال حمران بالقول[55]:

«ما وجدتُ أحداً وثّقه سوى ابن حبان والذهبي، وقال ابن سعد: لم أرهم يحتجون بحديثه، وأورده البخاري في الضعفاء.»

ثم قال [55]:

«قلتُ: ويظهر من جماع ترجمته أن الرجل لم يكن أمينا تلك الامانة التي تؤدي الى توثيقه توثيقا مطلقا، فلعلّ هذا هو الذي تبيّن للبخاري [حين أورده في الضعفاء]، على أن البخاري ومسلماً قد احتجا به في الصحيح.»

كما قال الاستاذ بشار في هامش ترجمة حمران من تهذيب الكمال[56]:

«قال افقر العباد بشار بن عواد: قد ضعفه ابن سعد والبخاري، ويظهر من جماع ترجمته أن الرجل لم يكن أمينا الامانة التي تؤدي إلى توثيقه، وفي ذلك كفاية لتضعيفه، والله أعلم. وقال البخاري في تاريخ الكبير: وممن روى عنه [أي  عن حمران] فلم يذكر سماعا: مسلم بن يسار (في المطبوع: كيسان. خطأ)، وابن المنكدر، وزيد ابن أسلم، وبكير، والمطلب بن حنطب، وابن أبي المخارق، وعبدالملك بن عبيد، وعثمان بن موهب. قال بشار: وهؤلاء ذكر المزي روايتهم مُتْصلة، فكان ينبغي عليه الاشارة إلى ما ذكره البخاري في الأقل.»


دخول حمران إلى المدينة

بعد اسر حمران من عين التمر والاتيان به ضمن الاربعون غلاما مختنين إلى المدينة المنورة سنة 12 للهجرة صار من حصة المسيب بن نجبة الفزاري، لأنه كان قد سباه من هناك[57].

في عهد عثمان

بما ان حمران كان قد تعلم الكتابة في مدارس عين التمر فاشتراه عثمان ـ في أوائل خلافته ـ من المسيب ثم اعتقه[58]، فصار يكتب بين يديه[57] وترقى فصار خاتَمُ عثمان بيده[59] وحاجبه وكاتبه[60].

و احتمل السيد علي الشهرستاني إلى انه لم يسلم إلا في السنة الثالثة من خلافة عثمان بن عفان (أي في سنة 26 للهجرة)[61].

ورغم هذا الإسلام المتأخر صار يصلي خلف عثمان فاذا اخطا فتح عليه حمران[62]، وقد ذكرت في النصوص التاريخية أن عثمان قد ابعد حمران إلى البصرة ثلاث مرات:

أحدها: أنه «تزوج امرأة في عدتها، ففرق عثمان بينهما، وضربه وسيّره إلى البصرة»[63].

ثانيها: أن عثمان بعثه إلى الكوفة ليسأل عن عاملها [الوليد بن عقبة] فكذبه وأخرجه من جواره، فنزل البصرة[64]، وفي نص آخر: فوجد عليه لأنه كان وجّهه للمسالة عن ما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فارتشى منه، وكذّب ما قيل فيه، فتيقن عثمان صحّة ذلك بعد، فوجد عليه، وقال: لا تساكني أبداً وخيّره بلداً يسكنه غير المدينة، فاختار البصرة، وسأله أن يقطعه بها داراً، وذكر ذرعاً كثيراً، فاستكثره عثمان، وقال لابن عامر: أعطه داراً مثل بعض دورك، فأقطعه داره التي بالبصرة[65].

ثالثها: ان عثمان اعتل علة اشدت به فدعا حمران ابن أبان وكتب عهداً لمن بعده، وترك موضع الاسم، ثم كتب [عثمان] بيده: عبد الرحمن بن عوف، وربطه وبعث به إلى أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقرأه حمران في الطريق، فأتى عبد الرحمن فأخبره. فغضب عبد الرحمن غضباً شديداً وقال: أستعمله علانية ويستعملني سرّاً؟ ونُمي الخبر وانتشر بذلك في المدينة، وغضب بنو أمية فدعا عثمان بحمران مولاه، فضربه مائة سوط وسيّره إلى البصرة، فكان سبب العدواة بينه وبين عبد الرحمن بن عوف[66].

حمران والثائرون على عثمان

جاء في البدء والتاريخ: لما أعطى عثمان القوم [أي المصريين] ما أرادوا، قال مروان بن الحكم لحمران بن أبان كاتب عثمان ـ فكان خاتم عثمان مع مروان بن الحكم ـ: إن هذا الشيخ قد وهن وخرف، وقم فاكتب إلى ابن أبي سرح أن يضرب أعناق من ألب على عثمان، ففعلا[67].

وفي تاريخ المدينة: لما رجع أهل مصر [من عند عثمان] رأوا راكباً يعارض الطريق، فارتابوا فأخذوه ففتّشوه فلم يجدوا شيئاً، فقال رجل منهم: لعلّ حاجتكم في الشنّة، فانظروا فإذا كتاب إلى ابن أبي السرح فيه: إذا قدم عليك فلان وفلان فاضرب أعناقهم، فرجعوا فقالوا: هذا خاتمك على هذا الكتاب، أفهذا من التوبة؟ قال: ما كتبته ولا أمرتُ به وحلف. قالوا: خاتمك عليه!! قال: خاتمي مع فلان ـ مروان أو حمران ـ...[68].

والسيد علي الشهرستاني بعد ذكره هذين النصين احتمل بان يكون مروان بن الحكم وحمران بن أبان وراء مقتل عثمان، لأن حمران هو الذي كتب إلى والي عثمان ان يقتل الثائرين على عثمان حين رجوعهم إلى مصر، بدون علم عثمان[69] كما أنه رجح من خلال النصوص إلى أن دور حمران في مقتل عثمان يغلب على ما قيل في دور عبد الله بن سبأ في اشتعال الفتنة ضد عثمان وقوى احتماله بفقدان اسمه ضمن المدافعين عن عثمان بن عفان يوم الدار مع لزوم كونه عنده في المدينة لتسارع الاحداث، و عدم وجود دور له في الوقائع التي حدثت بعد مقتل عثمان: الجمل، صفين، النهروان، لا مع علي بن أبي طالب ولا مع عائشة ولا مع معاوية وظهور اسمه بعد مقتل علي و صلح الحسن، فشخصية حمران بنظره هي أخطر من شخصية عبد الله بن سبأ[70].

حمران أيام صلح الحسن مع معاوية

في سنة 41 وثب حمران على البصرة نصرة للمروانيين، إذ جاء في «الفتوح» لابن الأعثم: وبلغ أهل البصرة ما كان من بيعة الحسن لمعاوية، فشغبوا وقالوا: لا نرضى أن يصير الامر إلى معاوية، ثم وثب رجل منهم يقال له: حمران بن أبان، فتغلب على البصرة فأخذها ودعا للحسين بن علي، وبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن أبي أرطاة وهو أخو بسر، فضم إليه جيشا ووجه به إلى البصرة، فأقبل عمرو في جيشه ذلك يريد البصرة وتفرق أهل الشغب فلزموا منازلهم[71] وفي ايام ولايته على البصرة ضربت مسكوكة باسمه[72].

وقال في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: وذلك أنه لما صالح الحسن معاوية وثب حمران على البصرة فأخذها فبعث إليه معاوية بسر بن أرطأة فصعد حمران إلى المنبر وشتم عليًا رضي الله عنه ثم قال: أنشد الله رجلًا عليمًا أني صادق إلا صدقني أو كاذب إلا كذبني فقال أبو بكرة: لا نعلمك إلا كاذبًا فأمر به يخنق فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه فأعطاه أبو بكرة - بعد ذلك مائة جريب فقيل لأبي بكرة: ما أردت بهذا فقال: يناشدنا بالله ثم لا نصدقه فأقام بسر بالبصرة ستة أشهر وفي هذه السنة ولي معاوية بن عامر البصرة وحرب سجستان وخراسان وسبب ذلك أن معاوية أراد أن يوجه عتبة بن أبي سفيان على البصرة. في فتوح البلدان : ومرّ عبيد الله بن زياد يوم نعي يزيد بن معاوية (ت 64 ه‍) على نهر أمّ عبد الله فإذا هو بنخل، فأمر به فعقر، وهدم حمَّام حمران بن أبان[73].

مسكوكة حمران بن أبان

اوّل من ضرب السكة في العهد الإسلامي على الطريقة الكسروية  هو عمر بن الخطاب مع إضافة كلمة ( الحمدلله ) و ( محمد رسول الله )، وبعده ضربت السكة في عهد عثمان وكتب عليها بالخط الكوفي ( بسم الله ربي )، ثم استمر ضرب السكة في عهد علي بن أبي طالب إلى أن ابدلت العملة الكسروية بالعملة الاسلامية العربية تمامًا في عهد عبد الملك بن مروان سنة 76 ه‍ -، وقد بقيت في المتاحف مسكوكات من العهد الإسلامي الأول قد ضربت باسم الخلفاء وولاتهم على شكل مسكوكات العهد الساساني (تتجاوز اسم 42 شخصا) امثال: معاوية، عبد الملك بن مروان، عبد الله بن الزبير، مصعب بن الزبير، سمرة بن جندب، حكم بن العاص، الحجاج بن يوسف، مصلب بن ابي صفرة و... ومن بين هذه الأسماء يشاهد اسم حمران بن أبان.

أيام معاوية

قال الأصمعي: حدثني رجل، قال: قدم شيخ أعرابيٌّ فرأى حمران، فقال: من هذا؟ قالوا: حمران بن أبان، فقال: لقد رأيتُ هذا و [قد] مال رداؤه عن عاتقه، فابتدره مروان بن الحكم (ت 65هـ) وسعيد بن العاص (ت 58 هـ) أيّهما يسوّيه[74]. قال أبو عاصم: فحدثت به رجلا من ولد عبد الله بن عامر فقال فحدثني أبي وقال إنّ حمران بن أبان مدّ رجله، فابتدره معاوية (60هـ) وعبد الله بن عامر(ت58هـ) أيّها يغمزه[75].

في العهد المروان

أنّ حمران تعاون مع عبد الملك بن مروان ضدّ مصعب يوم الجفرة، وأنّ مصعباً لمّا دخل البصرة سنة 71 أقبل على عبيد الله بن أبي بكرة فقال له: يابن مسروح إنّما أنت ابن كلبة تعاورها الكلاب، فجاءت بأحمر وأسود وأصفر من كلّ كلب بما يشبهه....

ثمّ دعا بحمران وقال له: يابن اليهوديّة... [76] ولمّا قتل مصعب أقام عبد الملك بمسكن خمسين ليلة و ولّى الكوفة قطن بن عبد اللّه الحارثي، و غلب حمران بن أبان على البصرة، و دعا إلى بيعة عبد الملك[77]، ثم دخل عبد الملك إلى الكوفة، فوجّه خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد إلى البصرة، فقدمها في آخر سنة [78]72، وأنّ حمران ولي لخالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، سابور[79] إكراماً له، ولمّا قدم الحجّاج البصرة آذاه وأغرمه مائة ألف درهم، فكتب حمران إلى عبد الملك يشكوه، فكتب عبد الملك إلى الحجّاج: أنّ حمران أخو من مضى [يعني مروان أو عثمان] وعمّ من بقي [يعني نفسه] وأنّه ربع أرباع بني أمية ، أحسن مجاورته، وردَّ عليه ماله[80].

قال البلاذري: كانت عبادان قطيعة لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قطيعة من عبد الملك بن مروان، - وبعضها فيما يقال من زياد - وكان حمران من سبي عين التمر يدّعي أنّه من النمر بن قاسط، فقال الحجّاج يوماً وعنده عباد بن حصين الحبطي: ما يقول حمران‌؟ لئن انتمى إلى العرب ولم يقل أنّه مولى لعثمان لأضربنّ عنقه!! فخرج عبّاد من عند الحجّاج مبادراً فأخبر حمران بقوله، فوهب له غربي النهر وحبس الشرقي ونسب إلى عباد بن الحصين[81].

المراجع

  1. انظر: تاريخ الطبري 324:2، الكامل في التاريخ 246:2، الاكتفاء بما تضمّنه من مغازي رسول الله للكلاعي الأندلسي 102:4، نهاية الأرب للنويري 113:19 (فتح عين التمر)، تاريخ خليفة بن خياط: 118، في وفيات الأعيان 181:4، تاريخ بغداد 332:5. وتاريخ دمشق 180:53و 174:15-176،  تهذيب الكمال 301:7-303، بغية الطلب في تاريخ حلب 1753:4، نفح الطيب 250:1، المنتظم لابن الجوزي 107:4، تاريخ ابن خلدون 512:2.
  2. تاريخ دمشق 87:2 و 174:15، تهذيب الكمال 302:7، معجم البلدان501:5، مدارس العراق قبل الاسلام : 134 لرفائيل بابو إسحاق.
  3. انظر فتوح البلدان: 250.
  4. التمهيد 22: 211، عمدة القاري 7 : 142 وانظر الاستذكار 1 : 196 أيضاً.
  5. كتاب معجم البلدان للحموي 317:5.
  6. تاريخ مدينة دمشق 173:15.
  7. تاريخ مدينة دمشق 125:16.
  8. الكامل في التاريخ 336:4.
  9. سير أعلام النبلاء 183:4.
  10. كتاب الإستذكار لإبن عبد البر 196:1.
  11. تاريخ دمشق 172:15.
  12. المعارف: 436.
  13. نزهة الالباب في الالقاب: 448 الترجمة 1855 ورجح علي الشهرستاني في كتابه «وضوء النبي» 124:2 أن يكون طويط لا طورط حسب الترتيب الالفبائى لكتاب ابن حجر.
  14. تهذيب الكمال 7 : 301 ـ 306 / ت 1496.
  15. المعارف :436.
  16. شرح مسلم للنووي 218:1، المعارف لابن قتيبة 248.
  17. الجاحظ. كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان:519.
  18. سير اعلام النبلاء 4 : 183.
  19. تهذيب التهذيب 3 : 25 ، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة 1 : 305.
  20. أنساب الاشراف 5 : 470 وتاريخ الطبري 5 : 519 وفي طبعة اخرى 6 : 154 ـ 155 والكامل في التاريخ 4 : 93.
  21. المعارف: 436.
  22. نزهة الالباب في الالقاب : 448 الترجمة 1855 .
  23. نقيرة قرية من قرى عين التمر (ياقوت) و بالأصل «نفير».
  24. تاريخ دمشق 2 : 87.
  25. تاريخ اليعقوبي 2 : 133.
  26. تاريخ ابن خلدون 2 : 82، وتاريخ ابن كثير 6 : 354.
  27. تاريخ الطبري 2 : 324 ، الكامل في التاريخ 2 : 395 ، المنتظم 4 : 107 ، تاريخ ابن خلدون 2: 512.
  28. نسب معن وعدنان 1 : 18 وانظر تاريخ دمشق 15 : 172/ت 1741 أيضاً.
  29. وضوء النبي 2 : 232.
  30. الطبقات لابن خياط: 200 ، 204.
  31. العقد الفريد 3 : 310.
  32. جمهرة أنساب العرب: 292 ـ 301.
  33. تاريخ دمشق 15 : 172 / ت 1741.
  34. تهذيب الكمال 7 : 301/ت1496.
  35. الاصابة 2 : 180 / ت 2000.
  36. تاريخ الطبري 6 : 154 ـ 155.
  37. فتوح البلدان: 513، معجم البلدان 4 : 74 عن انساب الاشراف 13 : 36.
  38. العقد الفريد 3 : 364، باب في المتعصبين للعرب ، والكامل في الغة للمبرد 1 : 397.
  39. انظر المعارف: 194، والعقد الفريد 3: 378 ـ 379.
  40. العقد الفريد 3: 361 ـ 362.
  41. الطبقات الكبرى 7 : 148.
  42. الطبقات الكبرى لابن سعد 5 : 283.
  43. انظر تاريخ بغداد 13 : 112/ ت 7096، تهذيب التهذيب 10: 147/ت311، اللباب في تهذيب الأنساب 2 : 60.
  44. انظر تاريخ الإسلام 6 : 53، تاريخ دمشق 15 : 175، وذكر المزي في تهذيب الكمال 7 : 301/ت1496،
  45. إبيْ أو أبّي مخفف إبراهيم.
  46. انساب الاشراف 13 : 36.
  47. التمهيد 22 : 211.
  48. تاريخ ابن خلدون 2 : 360.
  49. سيرأعلام النبلاء 4 : 182.
  50. صحيح البخاري 51:1 (باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً) ، 52:1 (باب المضمضة في الوضوء)، 234:1، صحيح مسلم 205:2 / ح 4، 204:2 / ح 3، سنن النسائي 64:1، 65:1، 80:1، سنن الدارمي 176:1، سنن أبي داود 26:1 / ح 106، 26:1 / ح 107، سنن الدارقطني 83:1 (باب دليل تثليث المسح) / ح 14، مسند أحمد 68:1.
  51. أمثال شعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطّان، ومالك بن أنس، وعفّان بن مسلم البصري، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبي حاتم الرازي، والجوزجاني، والنسائي، وأبي الفتح الأزدي، وابن القطّان، وابن حزم، وابن خراش وغيرهم.
  52. مثّل لهم الذهبي بالبخاري، وأحمد، وأبي زرعة الرازي، وابن عدي، وأضاف الزركشي الدارقطني وابن عدي.
  53. الثقات 4 : 79. وانظر مقدمة لسان الميزان 1 : 14 وسلسلة الاحاديث الضعيفة للالباني 2 : 300 ومقدمة محقق المعجم الكبير ا : 12 ـ 17 وهامش سير اعلام النبلاء 18 : 170 عن توثيقات ابن حبان.
  54. ميزان الاعتدال 1 : 604 ت 2291، سير اعلام النبلاء 4 : 182.
  55. تحرير تقريب التهذيب 1 : 321 ـ 322.
  56. تهذيب الكمال 7 : 306 الهامش.
  57. المعارف: 248.
  58. انظر: طبقات ابن سعد 7 : 148 ، تهذيب الكمال 7 : 303 ، وتاريخ الاسلام للذهبي: 395، ومختصر تاريخ دمشق 7 : 253، ووفيات الأعيان 4 : 181 ، تاريخ بغداد 5 : 332، وتاريخ الطبري 3 : 415 ، الأخبار الطوال: 112 ، ومعجم البلدان 5 : 301.
  59. أنساب الاشراف 6 : 182 ونص عبارته وكان خاتم عثمان بديّاً في يد حمران بن أبان، ثمّ أخذه مروان حين شخص حمران إلى البصرة، فكان معه.
  60. انظر تهذيب الكمال 7 : 305 ، والعقد الفريد 4 : 70 ، 149 ، 168 ، وتاريخ خليفة: 106، وتاريخ الطبري 6 : 180 ، وتاريخ دمشق 15 : 178 ، وسير أعلام النبلاء 4 : 183.
  61. وضوء النبي 126:2.
  62. انظر تهذيب الكمال 7 : 304 ، وتاريخ دمشق 15 : 177 ، والاصابة 1 : 380.
  63. تاريخ الطبري 2 : 640.
  64. مختصر تاريخ دمشق 7 : 253 ، فتوح البلدان: 248.
  65. انظر فتوح البلدان: 346 ـ 347. وقريب منه في معجم البلدان 1 : 434 ـ 435.
  66. تاريخ اليعقوبي 2 : 169. وانظر تاريخ دمشق 15 : 178 ـ 179 وتاريخ الإسلام 5 : 396،  تهذيب الكمال 7 : 304، تاريخ المدينة 2 : 138 و 1805 و 1806.
  67. البدء والتاريخ 5 : 204.
  68. تاريخ المدينة 2 : 216 /2013.
  69. وضوء النبي 2 : 252.
  70. وضوء النبي 152:2.
  71. الفتوح لابن الاعثم 4 : 296 وانظر تاريخ الطبري 3 : 169 والكامل في التاريخ 3 : 278 والمنتظم 5 : 186 والبداية والنهاية 8 : 22.
  72. هذه المسكوكة موجودة في مكتبة الحاج حسين ملك بطهران
  73. فتوح البلدان: 365.
  74. انظر انساب الاشراف 89:6، وتاريخ الطبري 165:6، والوافي بالوفيات 169:3، وتهذيب الكمال 305:7، ومختصر تاريخ دمشق 254:7.
  75. انظر مختصر تاريخ دمشق 254:7، وتهذيب الكمال 305:7، والوافي بالوفيات 169:13، وتاريخ الطبري 165:6، وأنساب الأشراف 89:6.
  76. تاريخ الطبري ٥١٨:٣-٥١٩، أحداث سنة ٧١ للهجرة.
  77. تاريخ دمشق ٢٩٠:٤٥
  78. تاريخ مدينة دمشق 178:15.
  79. سابور هي بلدة بين خوزستان واصفهان، وقيل بأنّها كورة بأرض فارس، انظر عن ولاية حمران لسابور تهذيب الكمال ٣٠٥:٧، تاريخ دمشق ١٧٧:١٥، الوافي في الوفيات ١٠٤:١٣، وقد انفرد الذهبي في الكاشف ١٢٢٩/٣٥٠:١ إذ قال: إنّ حمران ولي أمرة سابور من الحجاج.
  80. أنساب الأشراف ٤٧٢:٥. المعارف: ٤٣٥-٤٣٦، وانظر أنساب الأشراف ٤٧٢:٥، تاريخ الطبري ٥٢٤:٣-١٦٥:٥٢٥٦، وانظر تاريخ دمشق ٢٩٠:٤٥. تاريخ خليفة: ٢٦٩
  81. معجم البلدان ٧٤:٤، فتوح البلدان: ٥١٣، أنساب الأشراف ٣٦:١٣.

موسوعات ذات صلة :