محمد بن علي سبع الدجيل هو أبي جعفر محمد بن علي الهادي (عاشر أئمة الشيعة) بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. هو ابن علي الهادي الإمام العاشر لدى الشيعة الإثني عشرية، . ويلقب بـ"سبع الدجيل". ولد في المدينة المنورة في قرية يقال لها (صريا) وهي قرية تقع على بعد ثلاثة أميال من المدينة.
محمد بن علي سبع الدجيل | |
---|---|
المسجد الذي دفن فيه سبع الدجيل في مدينة بلد العراقية. | |
سبع الدجيل. | |
الولادة | صريا، المدينة المنورة. |
الوفاة | 29 جمادى الآخرة ذو القعدة 220 هـ. بلد (مدينة)، محافظة صلاح الدين العراق. |
مبجل(ة) في | كشخصية مقدسة عند: الإثني عشرية. |
النسب | علي بن محمد الهادي (والده). السيدة حُدَيث (والدته) |
نسبه
اسمه وكنيته: سيد محمّد بن الإمام علي الهادي بن الإمام محمّد الجواد بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط الشهيد بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليهما وآلهما . ويكنّى بأبي جعفر، ومُشْتَهر بسبع الدُّجَيْل. ويذكر له عدّة ألقاب معروفة في نواحيه منها: البعاج، السيد، أبو جاسم، أبو البرهان، أبو الشارة، سبع الدجيل، أسد الدجيل، سبع الجزيرة، أخو العبّاس، البطّاش، اليصيح بالرأس، الطفاي(6)، ) ..
والدته
كانت والدته عليه السلام من أفضل نساء عصرها ومن السيدات الزاكيات في عفتها وورعها وطهارتها ، وكانت من العارفات الصالحات كما ذكرها صاحب كتاب عيون المعجزات ، وقد أثنى عليها زوجها الإمام علي الهادي عليه السلام ثناءً عطراً وأشاد بمكانتها وسمو منزلتها فقال : سليل (وهو اسمها)مسلولة من الآفاق والأنجاس .
ولادته
ولد السيد محمد ( المشتهر بـ سبع الدجيل في سنة 228 هـ تقريباً ، بقرية صريا من ضواحي المدينة المنورة ، تبعد عنها ثلاثة أميال ، أسسها الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه ، وقد خلَف الإمام الهادي عليه السلام ولده السيد محمداً في هذه القرية حين رحل بأمره المتوكل إلى ( سُر من رأى ) في جمادي الآخرة.
سبب التسمية بسبع الدجيل
و هو أشهر ألقابه و به عرف فلا يعدو غيره الدجيل كان المعروف عن المكان الذي دفن فيه و من قبل مئات السنين معروفا ببعده عن مناطق السكن و خاليا من سواد الناس و قراهم و كانت على شكل برية مقفرة و خالية و بما ان المنطقة كانت تسمى الدجيل قديما نسبة إلى نهر الدجيل و الذي يمتد من شمال مدينة بلد و حتى جنوبها ليصل إلى مدينة الدجيل الحالية و كان الزائرون عند زيارته في خوف و وجل و خصوصا من اللصوص و قطاع الطرق و عند ضعف الحكومات المركزية قديما الا ان الزائرين لمرقده المقدس و عند وصولهم إلى القبر المبارك كانوا يشاهدون سبعا ( أسد ) ضاريا يجوب الأرض التي حول القبر الشريف و ربما شاهدوه و هو رابض على القبر ليلا و نهارا. و كان لا يدع أحد من المعتدين بشرا كان أو حيوانا من الدنو إلى زواره أو الحرم المبارك الا و نكل به أو أبعده عن المنطقة و لذلك كان زواره ينعمون بالراحة و الإطمئنان ما داموا في حرمه و لم يسجل النقل أو الذاكرة حادثة اعتداء من قبل أحدا الا قصموا قصما وضل السبع موجودا حتى الأربعينيات من القرن العشرين تقريبا لهذا السبب سمي بسبع الدجيل .... اسرا
وفاته
كانت وفاته في حدود سنة (252) للهجرة(1)، وقيل: إنَّها في آخر جمادى الآخرة، والظاهر أنَّها ليست خارجة عن طرائق موت آبائه عليهم السلام فلم يكن مماته حتف الأنف إن صحَّ التعبير.
ومن المهم هنا الالتفات إلى أنَّ بني العبّاس على علم بتسلسل الإمامة، فكانوا يسعون في القضاء على الأئمّة ورجالات أهل البيت وهم بعد في ريعان الشباب، فمن المثير للاهتمام قصر أعمار أبناء الرضا عليه السلام: فالإمام الجواد توفي وعمره بحدود (24) سنة. والإمام الهادي توفي وعمره بحدود (40) سنة. والإمام الحسن العسكري توفي وعمره بحدود (28) سنة. قال الشيخ الطوسي: (إنَّ النبي والأئمّة ما ماتوا إلاَّ بالسيف أو السم وقد ذكر عن الرضا عليه السلام أنه سُم، وكذلك ولده وولد ولده)(2). وكذا حال السيد محمّد سبع الدجيل فقد توفي وعمره بحدود (24) سنة. وقد ذكر خبر موته دون التعرّض لكيفية الوفاة، قال في المجدي عند ذكر أبي محمّد العسكري عليه السلام: (وأخوه محمّد أبو جعفر أراد النهضة إلى الحجاز فسافر في حياة أخيه حتّى بلغ بلداً وهي قرية فوق الموصل بسبعة فراسخ(3)، فمات بالسواد، فقبره هناك عليه مشهد يزار)(4). ويروى أنَّ للإمام أبي الحسن الثالث عليه السلام صدقات ووقوفاً من ضياع وأراضٍ بمقربة من بلد، وكان الذي يتولّى أمرها ابنه أبو جعفر وفي إحدى وفداته للنظر في شؤونها فاجأه المرض واشتدَّ به الحال. وعوداً على بدء أقول: الميل إلى القول بقتله لا أتفرَّد به، فلغيري كلمات في المقام، قال الشيخ القرشي: (... ومرض أبو جعفر مرضاً شديداً واشتدَّت به العلّة، ولا نعلم سبب مرضه، هل أنَّه سقي سماً من قبل أعدائه وحسَّاده من العبّاسيين الذين عزَّ عليهم أن يروا تعظيم الجماهير وإكبارهم إيّاه...)(5). وقال السيد محمّد كاظم القزويني: (... لا نعلم سبب وفاة السيد محمّد في تلك السن، ونعتبر موته حتف أنفه مشكوكاً فيه؛ لأن الأعداء كانوا ينتهزون كل فرصة لقطع خط الإمامة في أهل البيت عليهم السلام فلعلَّهم لما عرفوا أن السيد محمّد هو أكبر أولاد أبيه وهو المرشح للإمامة بعد أبيه قتلوه كما قتلوا أسلافه من قبل...)(6). قرائن تستبعد الموت الطبيعي: 1 _ صغر سنه وعنفوان شبابه؛ إذ عمره الشريف (24) سنة. 2 _ صحة بدنه وقوة جسده، فقد زار أباه وقد اشتدّ بدنه وخرج من عند أبيه معافىً وبعد قطع مسافة قصيرة وعلى مقربة من دار أبيه مرض واشتدَّت به العلَّة، ولا خبر يذكر عن علم أهل بيته بحاله إلاَّ بعد موته؟! 3 _ انصراف وجوه الناس إلى أهل البيت وقول شطر الأمّة بإمامتهم وشيوع أنَّه الإمام بعد أبيه مع علم بني العبّاس بذلك، الأمر الذي يهدُّ كيان دولتهم وصولتهم. 4 _ اضطراب الوضع العام في مختلف أرجاء الدولة العبّاسية سيّما منطقة الحجاز. 5 _ كثرة حركات العلَّويين والشيعة بما أقضَّ مضجع سلاطين البلاط العبّاسي وقادته. 6 _ ظهور جيوب في كيان الدولة العبّاسية يوالي أهل البيت ويعظِّمونهم، ويقفون سدّاً مانعاً في بعض الأحيان من إيذائهم. وحيث إنَّ المقدم والمعروف من ولد الإمام الهادي هو أبو جعفر فاتجهت الأنظار إليه، كما سيأتي ذكره في بحث البداء أنَّ التقية لم تكن تجدي نفعاً ولا تدفع ضيراً عن ولي الله في مسألة تعيين الإمام لعلم بني العبّاس بمسالكها، وأيضاً هم يعلمون أن لا تقية في الإمامة بمعنى أنَّه ليس للإمام أن ينفي الإمامة عن نفسه ولا محيص من النصّ على خليفته، وهذا لا يتقاطع مع استعمال التقية في النصّ على الإمام بنحو يعرف الحقَّ أهله. 7 _ الإقامة الجبرية المفروضة على أهل البيت آنذاك والتي لم يكن ليجرؤ أحد معها على الالتقاء بهم حتّى النصارى فإنهم كانوا يخشون من أعين السلطان، لاحظ قضية الطبيب النصراني لترى شدّة البلاء ووطأته وشمول الرصد لجميع وجملة رجالات أهل البيت الطاهر، وإلاَّ لتمكّن طلابهم من لقياهم، ولا أقل من تمكّن النصارى من الالتقاء بهم حيث لا تخشاهم الدولة، وهذا الأمر ابتلي به أهل البيت من بدايات الدولة العبّاسية. والرصد _ بطبيعة الحال _ يوجب اطلاع الدولة بشكل جيد على مقام سبع الدجيل بين الناس، فإذا رأت اتّجاه الأنظار إليه وإلى أبيه في معسكرهم وهو بعد في عنفوان شبابه فلا بدَّ وأن تأخذ بالشدّة كي لا تذهب ليالي السمر من أيامها. ولاسيّما وأنهم يرون تمسُّك الشيعة بمسألة البداء _ وهي تقتضي التغيير في النظم الكونية وعدم ثباتها القهري _ ولعلَّهم في غفلة من عدم مساس البداء بقضية الإمامة، الأمر الذي جعل بني العبّاس قلقين من شأن الخلافة. وببالي أنَّ دعوى موته بالسم مبثوثة في مدوَّنات التاريخ. هذا مجمل القرائن التي تقف في صف احتمال الاغتيال. ومقابل هذا الاحتمال هنالك احتمال آخر وهو احتمال الموت الطبيعي، وله مجموعة من التصوّرات والشواهد التي تقف إلى جنبه، ويمكن تلخيصها في أمرين: الأوّل: علم بني العبّاس بأنَّه ليس الإمام من بعد أبيه لعدم توافره على خصائص الإمام؛ إذ لم يكن سمته سمت الأئمّة ولم يكن منطقه منطقهم وإن كان عالماً قد التفَّ الناس حوله، فلقد كان بنو العبّاس يرصدون أهل البيت في كل مكان وزمان حتّى أنَّهم عرَّضوهم للتفتيش الشخصي من أجل الاطلاع على ختم الإمامة. الثاني: عدم تعرّضه للسجن مع أبيه وإن تعرَّض للمضايقة من قبل السلطة لكنها مضايقة بعيدة من حيث الشكل والمضمون بالنظر لما تعرَّض له أئمّة الهدى.
ذريته
خلف من الأولاد تسعة وكلهم ذكور ودفنوا في مدينتي خوي وسلماس الإيرانيتين:
- جعفر (وبه اشتهرت كنيته)
- عبد الله
- لطف الله
- عناية الله
- هداية الله
- محمود
- أحمد
- علي
- اسكندر[1]
مراجع
- الآخر من جمادى الآخرة ذكرى شهادة السيد محمد سبع الدجيل - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.