الرئيسيةعريقبحث

شارابون

حافلة بدائية فرنسية من القرن التاسع عشر

☰ جدول المحتويات


شارابون تجره الخيول في قلعة وندسور عام 1844.
شارابونات تسير على خط "الرحلة الكبيرة" الذي يربط سكة حديد كوريس بسكة حديد تاليلين مارًّا ببحيرة تاليلين حوالي عام 1900

الشارابون أو الشارابان (بالفرنسية: char à banc[1] وتعني حرفياً: "عربة بمقاعد خشبية") هو نوع من المركبات التي تجرها الخيول وقد تعتبر من الحافلات السياحية البدائية، وتكون عادة مكشوفة، كانت الشارابونات شائعة في بريطانيا خلال الجزء الأول من القرن العشرين. تحتوي الشارابونات مقاعد مُنَضّدة مرتبة في صفوف، متوجهة للأمام، وتستخدم عادة لنقل مجموعات كبيرة من الأفراد، سواء كنقل عام أو للرحلات الخاصة والنزهات. كانت مشهورة خصيصاً لمشاهدة المعالم أو نزهات العمل إلى الريف أو الساحل والتي تنظمها جهات تجارية مرة واحدة في السنة.[2] نشأت المركبة في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر.[3]

على الرغم من أن هذه المركبات لم تعد شائعة على الطرق منذ عشرينيات القرن العشرين، إلا أنه لا تزال هناك بعض لائحات الطرق من تلك الحقبة الزمنية. تقع أحد الأمثلة البارزة في قرية ووكي هول في مقاطعة سومرست الإنجليزية، حيث تحذر اللائحات من أن الطريق إلى قرية إيستون المجاورة غير مناسبة للشارابونات.[4] كانت كلمة "شارابون" شائعة الاستخدام حتى منتصف القرن العشرين، لكن تم حذفها من نسخة الجيب من قاموس كولينز في عام 2011 كونها "مهملة".[5] ما زالت هذه الكلمة شائعة الاستخدام بشكل خاص في شمال إنجلترا بطريقة هزلية للإشارة إلى نزهات العمل بالحافلات.

في أستراليا، نجا نوع حديث مماثل من الحافلات، مع بابين جانبيين لكل صف من المقاعد، حتى السبعينيات من القرن الماضي وتمت الإشارة إليه باسم حافلة التحميل الجانبي؛ إلا أن جميعها أو معظمها لم تكن مكشوفة السقف. وقد تم ترميم إحدى هذه الحافلات في بلدة إتشوكا بولاية فيكتوريا، ويتم استخدامها في ميناء إتشوكا في بعض العطل الرسمية والمناسبات الخاصة.

الحافلات ذات الترتيب المماثل للأبواب والمقاعد تعد شائعة بين فرق مكافحة الشغب للعديد من قوات الشرطة، حيث أن الترتيب يفسح المجال للفرقة لمغادرة المركبة بسرعة.

التاريخ

تم تقديم المركبة لأول مرة في الأربعينيات من القرن التاسع عشر كمركبة رياضية فرنسية، حظيت الشارابونات بشعبية في سباقات الخيول والفعاليات الجماعية للصيد أو الرماية. كان بالإمكان جر الشارابونات من قبل أربعة خيول بسائق واحد أو خيلين اثنين بمعدات خاصة. كان بها صفين أو أكثر من المقاعد المُنَضّدة المتقاطعة، بالإضافة إلى مقعد خلفي أخفض قليلاً للعرسان، وكان في معظمها أيضاً صندوق مضلع للأمتعة. كان استخدامها في البداية خاصاً بالأثرياء فقط، تم توسيع الشارابونات لاحقًا بإضافة المزيد من المقاعد من أجل الرحلات المدرسية ورحلات العمل وكذلك للنقل السياحي، كنسخة أرخص من الحافلات السياحية. أول شارابون في بريطانيا تم تقديمه للملكة فيكتوريا من قبل الملك الفرنسي لويس فيليب وهو محفوظ اليوم في مجمع الإسطبلات الملكي في بريطانيا.[6]

قبل الحرب العالمية الأولى، تم استخدام الشارابونات الآلية بشكل أساسي لرحلات اليوم الواحد، حيث أنها لم تكن مريحة بما يكفي للرحلات الأطول، وتم استبدالها بشكل كبير بالحافلات الآلية في عشرينيات القرن العشرين.

شارابون آلي في أوائل عشرينيات القرن العشرين.

عاشت شارابونات عشرينيات القرن العشرين الآلية بضع سنوات فقط. كان من العادة في ذلك الوقت أن يتم بناء هيكل الشارابون منفصلاً عن هيكل المحرك وبعضها كان مخصوصاً للصيف فقط؛ حيث يتم تركيب هيكل آخر خاص لتحميل البضائع مكان الشارابون في فصل الشتاء لإبقاء المركبة مشغولة.

كانت الشارابونات عادة مكشوفة من الأعلى، مع غطاء قماشي كبير قابل للطي مخزَّن في الخلفية لتركيبه أثناء المطر، تشبه إلى حد كبير السيارات المكشوفة اليوم والتي يمكن إغلاق سقفها عند الحاجة. عند هطول المطر، كان لا بد من سحب غطاء الشارابون إلى موقعه، وهي مهمة صعبة للغاية بسبب ثقل الغطاء، فكان يعتبر شرفًا للأعضاء الذكور في الجماعات السياحية المساعدة في تركيبه في موضعه. كانت النوافذ الجانبية مصنوعة من الميكا (طبقة رقيقة من حجر يشبه المرو).

وفرت الشارابونات حماية قليلة أو معدومة للركاب في حالة وقوع حادث انقلاب، كما كان للشارابونات مركز كتلة عالي عندما تكون محملة (وخاصة إذا كانت محملة فوق طاقتها)، وكان استخدامها يتطلب اجتياز الطرق الوعرة والمتعرجة المؤدية إلى القرى الساحلية المشهورة بالسياح. أدت هذه العوامل إلى حوادث مميتة ساهمت في الزوال المبكر للشارابونات.

في شمال إنجلترا

كانت نزهات اليوم الواحد للمصانع (رحلات العمل السنوية) في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين شائعة جدًا بالنسبة للعمال، خاصة أولئك القاطنين في بلدات المصانع (البلدات التي تم تأسيسها حول مصنع أو معمل واحد أو أكثر، عادة ما يكون مشغلاً للقطن) في مقاطعات لانكشر ويوركشاير خلال عيد أسبوع الصحوة (عيد خاص بشمال إنجلترا تم الاحتفال به بشكل رئيسي أثناء الثورة الصناعية). كانت أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي أوقاتًا صعبة نسبيًا بسبب بطء التعافي القومي بعد الحرب العالمية الثانية؛ كان التقنين لا يزال واضحًا ولم تطبق العطلات السنوية فعليًا للعمال الأكثر فقراً مثل النساجين والغزالين، لذلك كانت نزهات اليوم الواحد إلى الساحل حالة نادرة ولم يتحمل نفقاتها إلا بعض العمال ذوو الأسر الكبيرة. كانت رحلات الشارابون عادة للبالغين فقط، مرة أخرى بسبب النفقات. أحياناً كان أصحاب المعامل يساعدون في دفع ثمن هذه الرحلات، ولكن لم يكن هذا هو الحال دائمًا.

كانت الشارابونات مركبات بدائية جدًا؛ صاخبة، غير مريحة، وغالباً ما تكون منجدة بشكل سيء مع مقاعد منخفضة الظهر واستخدمت بشكل أساسي في الرحلات القصيرة إلى أقرب استراحة أو في سباقات الخيول. كما نظمت بعض أندية الرجال العاملين رحلات يوم واحد لخارج البلدة غالباً ما كانت مدعومة مادياً من الأندية نفسها من اشتراكات العضوية التي تم دفعها على مدار العام. كان العمال يدفعون بضعة بنسات في الأسبوع إلى نادٍ أو منظم رحلات ويتم تدوين المبلغ على دفتر حسابات. ويتم دفع المال للمدخر في يوم الرحلة لتعويض مصاريف الرحلة، غالبًا ما يكون هذا اليوم هو أبرز أحداث العام بالنسبة لبعض العمال والفرصة الوحيدة للابتعاد عن الضبخان وسخام بلدات المصانع المزدحمة.

في وقت لاحق، في أواخر ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما ازدهرت المعامل وتحسنت الأمور مادياً، استخدمت الشارابونات في أعياد أسبوع الصحوة السنوية وأخذ النزوح الجماعي لمدة أسبوع من بلدات المصانع الشمالية خلال أشهر الصيف الأسبقية على رحلات الشارابونات، وأصبحت عطلة الأسبوع الكامل في استراحات ومعسكرات للعطلات أو في منزل على الساحل لجميع أفراد الأسرة عادةً للعمال، بدلاً من يوم واحد لخارج البلدة.

المراجع الثقافية

ذُكر الشارابون الفرنسي في ترجمة بيفير وفولوخونسكي [2000] للرواية الروسية الشهيرة آنا كارينينا [1877] للمؤلف ليو تولستوي.

ذُكر الشارابون بشكل ملحوظ في قصة ديلان توماس القصيرة "قصة"، والمعروفة أيضًا باسم "النزهة".[7] في هذه القصة، يجد الشاب توماس نفسه عن غير قصد في نزهة الرجال السنوية إلى بورثكاول. في القصة، أشير إلى الشارابون في القصة باسم "شارا" باللهجة الويلزية الإنجليزية.

يُظهر كتاب مشروب تفاح مع وردة للمؤلف لوري لي نزهة عام 1917 من ريف غلوسترشير إلى بلدة ويستون سوبر مير الساحلية.

تبدأ أغنية فينس هيل يوم في الساحل بجملة "تسلق حبيبي، إلى الشارابون".[8] جاءت الأغنية والتي ألفها ليس فانديكي في المركز الخامس في منافسة أغنية لأوروبا لعام 1963.[9]

ذُكر الشارابون بشكل واضح أيضًا في القصة القصيرة لروديارد كيبلينج "القرية التي صوتت بأن الأرض كانت مسطحة" (1913).[10]

تمت الإشارة إلى الشارابون في كتاب الساحرات والغرينيغوغ للمؤلف دوروثي إدواردس في الفصل المعنون "قصة شبح السيدة أومفري". فيه تحاول السيدة أومفري طمأنة شبح مارجريت بأن الشارابونات ليست عربات الشياطين.

تشير أغنية "دراقات"، لفرقة الشانقين، إلى الشارابون، حيث يشرح المطرب هيو كورنويل للمستمعين كيف سيعلق على الشاطئ "طوال الصيف" بعد أن فاتته إحدى الشارابونات.

في كتاب "المهرج الميت" من سلسلة السيد كوين الغامض للروائية الشهيرة أجاثا كريستي، يتفاعل الفنان الشاب فرانك بريستو بغضب مع موقف العقيد مونكتون الرافض تجاه الشارابونات واستخدامها في السياحة. وقد ذُكرت أيضًا في قصة "الخطيئة المزدوجة" عندما تتوقف الحافلة التي يركبانها بوارو وهاستنغز لتناول الغداء في مونكهامبتون. "... في فناء كبير، هناك حوالي عشرين شارابوناً متوقفة والقادمة من جميع أنحاء البلاد."

ظهرت الشارابونات عدة مرات في رواية البائعة المتجولة الصغيرة لجون لو كار.

تستخدم أغنية جيثرو تول "أتفكر مجدداً" للكاتب إيان أندرسون المصطلح: "رحلة شارابون الأسلاف"[11]

وصف جورج هاريسون قصة فيلم فرقة البيتلز رحلة غريبة سحرية في عام 1967 بأنه "رحلة شارابون".[12]

في ألبوم تفتت مكسرات أوغدين لفرقة الوجوه الصغيرة لعام 1968، وصف الراوي ستانلي أونوين الشارابونات بأسلوب مميز "مركبة بأربع عجلات خارجة من البستان الخلفي".[13]

يظهر الشارابون في رواية نساء صغيرات للراوية لويزا ماي ألكوت. السيد لورنس، الجار الغني لعائلة مارس، يؤجر الشارابون لفتيات مارس. يطلقون عليه مازحين لقب "وثبة الكرز".

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. "char-à-banc". قاموس أوكسفورد الإنجليزي (الطبعة الثالثة). مطبعة جامعة أكسفورد. سبتمبر 2005.
  2. "World Wide Words: Charabanc". World Wide Words. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 201922 ديسمبر 2018.
  3. "charabanc - Britannica Online Encyclopedia". مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 200622 ديسمبر 2018.
  4. فليكر (2008-04-28). "This road is not suitable for charabancs". مؤرشف من الأصل في 31 مايو 202025 أكتوبر 2008.
  5. Bates, Claire (22 August 2011). "Use them or lose them! Aerodrome and charabanc become obsolete as they are scrapped from dictionaries". The Daily mail. Associated Newspapers Ltd. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 201603 ديسمبر 2013.
  6. Smith, D. J. (1994). Discovering Horse-drawn Vehicles. Osprey Publishing. صفحات 85–86.  .
  7. The Collected Stories, by Dylan Thomas. New Directions Publishing, 1984. نسخة محفوظة 2012-11-14 على موقع واي باك مشين.
  8. "Replies". archive.is. 5 May 2013. مؤرشف من الأصل في 05 مايو 201322 ديسمبر 2018.
  9. "Vince Hill - Biography, Albums, Streaming Links". AllMusic. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 201922 ديسمبر 2018.
  10. "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 18 أغسطس 201307 يناير 2014.
  11. "Jethro Tull - Wond'ring Again Lyrics - MetroLyrics". www.metrolyrics.com. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 201922 ديسمبر 2018.
  12. The Beatles Anthology. Chronicle Books. 2000. صفحة 272.  .
  13. Whistle Test Archive. "Colour Me Pop - Small Faces {21 June 1968} {Best Quality and Complete}"22 ديسمبر 2018.

وصلات خارجية


موسوعات ذات صلة :