شهر بانو شاه زنان بنت يزدجرد بن أنوشروان أميرة فارسية، واسمها يعني باللغة العربية "ملكة النساء" ولقبت بـ "سلافة" وهي ابنة آخر أكاسرة الفرس.[1][2] هي زوجة الحسين بن علي بن أبي طالب وأم علي السجاد بن الحسين. وقعت في الأسر هي وأختيها بعد انتصار الجيوش الإسلامية على الجيوش المجوسية في الفتوح الإسلامية وقد تزوجها الحسين بن علي بن أبي طالب، وأنجب منها ابنه علي زين العابدين. والقول الصحيح أنها توفيت بعد ولادة علي السجاد. لكن وفقًا لدهخدا، فقد أظهرت الأبحاث أن يزدجرد لم يكن لديه بنت تدعى شهربانو. وقصة شهربانو مأخوذة من ربيع الأبرار لزمخشري وقابوس نامه.[3] وكذلك وفقًا لأمير معزي في الموسوعة الإيرانية، جميع المؤرخين القدماء الذي تطرقوا إلى الفتح الإسلامي لفارس ومصير عائلة الساسانيين لم يذكروا أي شي عن زواج أي من بنات يزدجرد مع الحسين بن علي. في القرن الثالث للهجرة عرف محمد بن سعد البغدادي وأبو محمد بن قتيبة الدينوري (مؤرخ فارسي) أم علي زين العابدين بأنها امرأة من السند.[4] كذلك شكك مرتضي المطهري وجعفر شهيدي بروايات زواج الحسين من شهربانو واعتبروها غير صحيحة.[5][6]
شهربانو | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الوفاة | 658 |
مكان الدفن | ضريح بيبي شهربانو |
الجنسية | الدولة الساسانية اخر ممالك الفرس |
الزوج | الحسين بن علي |
أبناء | علي بن الحسين السجاد |
الأب | يزدجرد الثالث |
أخوة وأخوات |
اسمها ونسبها
فيما يتعلق بهوية أبيها واسمه اختلف المؤرخون،[7] والمشهور بين الأوساط المختلفة أنها ابنة يزدجرد آخر ملوك الفرس في العهد الساساني.[8][9] هناك الكثير ممن رجح هذه الرواية بعدما تبنّته الأعلام من المؤرخين والمحدثين كالنوبختي، الأشعري القمي، حسن بن محمد القمي، ابن أبي الثلج البغدادي، ابن حيون وخليفة بن الخياط في القرن الثالث، والكليني والمفيد والصدوق في القرن الرابع والطوسي في الخامس. أما البعض فرغم أنهم أذعنوا بفارسية أصل أم الإمام علي بن الحسين، إلا أنهم ذكروا اسماً آخر لأبيها سوى اليزدجرد الساساني، ك(السنجان) ملك الفارس.[10] و يقال: هي بَـرَّة بنت النوشجان.[11]
وردت لها عدة أسماء بالفارسية والعربية، منها: شهربانويه، شهرناز، شاه زنان، جهانشاه، جهان بانو، خولة، سلافة، سلامة، غزالة، حرار وغيرها.[12]
أسرها
في مصادر الشيعة الاثنا عشرية، يروى أنه في عهد عمر بن الخطاب وأثناء معارك فتح بلاد الفرس (إيران حاليا)، أُسرت وسُبيت الأميرة شهربانو بنت يزدجرد ابنة كسرى الفرس، وأُرسلت مع من أرسل إلى عمر بن الخطاب، وتطلع الناس إليها وظنوا أنها تعطى وتنفل إلى ابن أمير المؤمنين الذي قاتل تحت لواء رسول الله في غزوات عديدة، لأنه هو الذي كان لها كفوا، ولكن عمر لم يخصها لنفسه ولا لابنه ولا لأحد من أهل بيته، بل رجح أهل بيت النبوة فأعطاها للإمام الحسين.
- ذكر النسابة ابن عنبة: (إن اسمها شهربانو قيل: نهبت في فسخ المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين عليه السلام).[13]
- ذكر الكليني في كتابه الكافي في الأصول عن محمد الباقر أنه قال:
(لما قدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى المدينة ، وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته ، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت : أف بيروج باداهرمز ، فقال عمر: أتشتمنى هذه وهمّ بها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ليس ذلك لك، خيرها رجلاً من المسلمين وأحسبها بفيئه \، فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام ، فقال لها أمير المؤمنين : ما اسمك ؟ فقالت : جهان شاه، فقال لها أمير المؤمنين : بل شهربانويه، ثم قال للحسين: يا أبا عبد الله ! لتلدن لك منها خير أهل الأرض ، فولدت على بن الحسين عليه السلام، وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام: ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس.[14]
المجلسي ذكر تلك القصة أعلاه في كتابه "جلاء العيون" ولكنه صحح الروايات التي جاء بها المفيد وابن بابويه بأن شهربانو لم تكن سُبيت في عهد علي كما ذكره المفيد ولا في عهد عثمان كما ذكره ابن بابويه القمي، بل كانت من سبايا عمر كما رواه القطب الراوندي ثم يقر بعد ذلك بأن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وزين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم هما ابنا خالة . ["جلاء العيون" ص673، 674].
زواجها من الحسين بن علي بن أبي طالب
لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطّاب بيع النساء، وأن يجعل الرجال عبيداً، فقال علي بن أبي طالب : إنّ رسول الله قال: أكرموا كريم كلّ قوم. فقال عمر: قد سمعته يقول :إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم. فقال له علي بن أبي طالب: هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الإسلام، ولا بدّ أن يكون لي فيهم ذرّية، وأنا أُشهد الله وأُشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله... فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك. فقال أمير المؤمنين: اللّهمّ اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إيّأهم.فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء، فقال علي بن أبي طالب: هنّ لا يُكرهنَ على ذلك، ولكن يخيّرنَ ما اخترنه عُمل به.
فأشار جماعة إلى شهربانو بنت كسرى فخُيّرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور، فقيل لها: مَنْ تختارين من خطّابك، وهل أنت ممّن تريدين بعلاً؟ فسكتت. فقال أمير المؤمنين: قد أرادت وبقي الاختيار. وبعدها أومأت بيدها واختارت الحسين بن علي، فأُعيد القول عليها في التخيير، فأشارت بيدها وقالت: هذا إن كنت مخيّرة. وجعلت علي بن أبي طالب وليّها، وتكلّم حذيفة بالخطبة...[15]
فتزوّجها الحسين، وأنجبت له زين العابدين ، وقد أنشأ أبو الأسود الدؤلي في وصف زين العابدين قوله: وإنّ غلاماً بَيْنَ كِسرى وهاشمٍ ****لأَكْرَمُ من نِيطَتْ عَلَيْهِ التَّمَائِمُ.[16]
سبب اختيارها للحسين بن علي
تذكر شهربانو قصة اختيارها للحسين بن علي زوجاً لها، بأنّها رأت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين، أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم دخل دارها مع الحسين وخطبه له وزوجه منه، تقول: لمّا أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وماكان لي خاطر غير هذا،فلمّا كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أتتني وعرضت علي الإسلام فأسلمت ثم قالت إن الغلبة تكون للمسلمين وإنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لايصيبك بسوء أحد، قالت:وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة مامس يدي إنسان.[17]
وفاتها
توفّيت شهربانو في الخامس من شعبان من سنة 38 هـ في المدينة المنوّرة، وذلك في نفاسها، أي حين ولادتها لزين العابدين.[18]
طالع أيضاً
مراجع
- الإرشاد,ج1,ص137.
- الكافي,ج1,ص446.
- قابوس نامه باب 27 ص 144
- shahrbanu, Iranica, by Mohammad Ali Amir-Moezzi - تصفح: نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- خدمات متقابل إسلام وإيران، ص 131 إلى 133
- كتاب زندگی حسين بن علي اثر دكتور سيد جعفر شهيدي طبعة مركز نشر فرهنگ إسلامي صفحه 12 إلى 27
- اليوسفي الغروي، ص15.
- تاريخ قم، ص196.
- تاريخ اليعقوبي، ج2، ص247.
- مجمل التواريخ والقصص، النص، ص456.
- مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج4، ص176؛ كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج2، ص105.
- موسوعة الإمام الحسين، ج1 ،ص198-199.
- ["عمدة الطالب في أنساب أبي طالب" الفصل الثاني تحت عنوان عقب الحسين ص192].
- "الأصول من الكافي" ج1 ص467، ناسخ التواريخ ج10 ص3، 4]
- الطبري،محمد بن جرير بن رستم، دلائل الإمامة، ص194
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي(الأصول)، ج1،ص297
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج46،ص10
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار (الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار)،ج46،ص10