الرئيسيةعريقبحث

شيخ مشايخ حوران

لقب متوارث لأمراء قبيلة الرفاعي الهاشمية

☰ جدول المحتويات


شيخ مشايخ حوران، [1] [2] هو لقب تاريخي متوارث لأمراء قبيلة الرفاعي في حوران، ولا ينسب لغيرهم.

شيوخ وزعماء حوران

الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري - شيخ مشايخ حوران

على اليمين :الشيخ إسماعيل الحريري (شيخ مشايخ حوران) - في الوسط :الملك فيصل بن الشريف حسين.

يعد الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري ،من أهم وجهاء الحريرية على الإطلاق في القرن العشرين، ومن أهم زعماء حوران خلال وبعد مرحلة الانتداب الفرنسي، فعندما دخل غورو بقواته واحتل مدينة دمشق بعد معركة ميسلون سنة 1920م، أصدر أوامره إلى الشيخ إسماعيل الحريري - باعتباره أحد أهم وجهاء حوران - بالعمل على إمداد القوات الفرنسية الغازية برجال من قبيلته ومؤازرته في حملاته ضد الوطنيين.

فرفض الشيخ إسماعيل الحريري ذلك، وبادر إلى اجتياز حدود حوران ترافقه قوة مؤلفة من خمسين فارساً وأقام لاجئاً في الأردن، مما دفع بالفرنسيين للانتقام منه عن طريق مهاجمة منزله وتدميره، وفي هذه الأثناء شن الشيخ إسماعيل الحريري ومجموعته المجاهدة حملات متواصلة ضد القوات الفرنسية على الحدود السورية لمدة عامين، ولم يعد إلى موطنه حوران إلا بعد صدور عفو عام عنه وعن أولاده (محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري، وسالم الحريري) الذين كانوا قد حكموا بالإعدام. وعاد الثوار الحوارنة إلى بيوتهم من اللجاة ومن الأردن بعد أن حملت الطائرات المناشير بالعفو عنهم وألقتها على معاقلهم في الصفا واللجاة على الحدود مع الأردن.

ويتحدث " سلطان باشا الأطرش " في مذكراته عن مواقف "الشيخ إسماعيل الحريري" الوطنية بقوله:

(وفد علينا ونحن في مخيم المزرعة الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري شيخ مشايخ حوران المشهور باسم (الشيخ إسماعيل الترك الحريري)، على رأس قوة من حوران مؤلفة من نحو مئة فارس، وأعلن استعداده للانضمام للثورة بعد أن رفض الإذعان لـ شوفلير وكيل المندوب السامي الفرنسي بدمشق الذي كان يعمل على تسليح الإخوة الحوارنة ويحرضهم على محاربتنا).

وفي 4 أغسطس/ آب 1925 طلب وكيل "المندوب السامي" بدمشق شوفلير، وصبحي بركات رئيس الحكومة السورية سابقاً زعماء حوران فحضر منهم "الشيخ إسماعيل الحريري" من الشيخ مسكين، والشيخ زعل باشا بن شحادة الرفاعي من بصر الحرير، ومنصور الحلقي من جاسم، وعبد المجيد الفيصل من داعل، وعقيل الياسين من بصر الحرير، وأحمد بيك بن زعل الرفاعي من بصر، والشيخ فرحان غازي الحريري من نامر، عبد الرحمن الرفاعي من أم ولد، ومحمد الزعل من المسيفرة، وفندي الحشيش العباس من تل الشهاب، وفاضل المحاميد من درعا، وبعد أن التأم شمل المدعوين، تحدث "ميسو شوفلير" بالقول:

أنتم تعلمون ما لفرنسا عليكم من الأيادي البيضاء وأعمال البر التي لا تصدر إلا من الأم المشفقة، والآن تسعى لاستتباب الأمن بينكم ولذا قرر فخامة الجنرال "سراي" إعفاء حوران من دفع الضريبة، والنظر لاحتياجاتكم لدفع الثوار عن أراضيكم، مع أجازة حمل السلاح ونحن نقدم لكم ألفي بندقية لتحاربوا العدو المغتصب لبلادكم، "ويقصد ثوار الجبل"، وستعلن الحكومة المنتدبة استقلال حوران.

وما إن أنهى كلامه حتى ثار في وجهه "الشيخ إسماعيل الحريري"، قائلاً:

أما بخصوص المنحة الأولى فنحن نشكر السلطة الفرنسية، وأما بخصوص حمل السلاح لمحاربة "الدروز، وثوار الجبل" فنحن قررنا عدم محاربتهم لأن لهم حق الجوار علينا والوطنية أيضاً، أما استقلال حوران فلا أوافق عليه لأن حوران هي جزء من سورية الكلية. وكانت صفعة مؤلمة ورائعة في وجه شوفلير.

الأمير زعل باشا بن شحادة الرفاعي- من زعماء حوران

يعد الشيخ زعل باشا بن شحادة الرفاعي من زعماء ووجهاء حوران المخلصين، فقد كان من دعائم الثورة الوطنية ضد الفرنسيين، وكان الساعد الأيمن لشيخ مشايخ حوران الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي خلال وبعد مرحلة الانتداب الفرنسي على سوريا.

وكان من المطلوبين من قبل المحتل الفرنسي فغادر برفقة الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي حدود حوران لاجئا إلى الأردن ترافقهم قوة مؤلفة من خمسين فارساً، وفي هذه الأثناء شن الشيخ إسماعيل الحريري يساعده الشيخ زعل باشا بن شحادة الرفاعي، ومجموعته المجاهدة، حملات متواصلة ضد القوات الفرنسية على الحدود السورية لمدة عامين مما أنزل بالمحتل الكثير من الخسائر المادية والمعنوية والبشرية.

والجدير بالذكر أيضا أن هناك علاقة نسب ومودة ورحمة بين الشيخين فقد تزوج حفيد الشيخ زعل باشا بن شحادة الرفاعي بحفيدة الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري.

الشيخ محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري - شيخ مشايخ حوران

الشيخ محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري شيخ مشايخ حوران يعد الأكثر شهرة في تاريخ حوران في القرن العشرين.. ولد في قرية الشيخ مسكين سنة 1890م، وكان اسمه معروفاً لدى أغلب الوطنيين في سورية خلال فترة الانتداب الفرنسي فقد أسندت إلى الشيخ محمد خير بيك الحريري مهمة تسهيل وصول "الثوار الوطنيين" إلى الأردن.

وفي الوقت ذاته كان يمثل الرديف المعنوي للعمل الجهادي الذي كان يقوده والده الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الحريري زعيم وشيخ مشايخ حوران.

ونتيجة لدوره البارز في مقاومة الاستعمار فقد انتخبه أهالي حوران نائباً في البرلمان السوري خلال فترة ما بعد الانتداب الفرنسي، فكان رائداً من رواد الإصلاح السياسي والاقتصادي، ومن إنجازاته تبني مشروع نموذجي زراعي واسع النطاق لزراعة الأشجار المثمرة والخضروات في بلده الشيخ مسكين، وأقام على تنسيقه والعناية به مجموعة مختصين من دمشق لغراسة الأشجار والبقول.

عندما انتخب الشيخ محمد خير بيك الحريري ممثلاً لـ حوران في البرلمان السوري عام 1943م تحدثت عنه الوثائق الفرنسية باعتباره: ينتمي إلى عائلة غنية وتتبوأ الصدارة في حوران، ووصفته بأنه: ذكي وطموح ومثابر.. ورث عن أبيه موقعه كـ "شيخ مشايخ حوران".

وقد وصفه المقربون منه بأنه كان جاداً في كل شيء، واضحاً في عمله يكره التذبذب في مواقفه السياسية ويتجنب التقلب والرياء، كما كان واسع الثقافة، يتقن اللغة الفرنسية، وكان محبوباً من قبل أصدقائه ومقربيه، مسموع الكلمة واسع النفوذ، وكان يطلق عليه اسم (أبو الخير) لسعيه للخير والإصلاح بين الناس والعشائر في سوريا والخليج العربي. توفي سنة 1985 م، وسار في جنازته حشد جماهيري كبير قارب النصف مليون شخص من أرجاء القطر السوري على المستوى الرسمي والشعبي.

الأمير أحمد بيك بن زعل باشا الرفاعي - من زعماء حوران

الحديث عن الشيخ أحمد بيك بن زعل باشا بن شحادة الرفاعي، يطول فهو من زعماء ووجهاء حوران، ومن المتعلمين القلائل الذي يحملون درجات علمية من الخارج.

نذر حياته لله بالإصلاح بين الناس بجاهه، وماله، ووقته.. وكان حافظا لكتاب الله متفقها في الدين، وكان يحمل الكثير من صفات والده المجاهد البطل أحد ركائن الثورة ضد المحتل الفرنسي الشيخ الشيخ زعل باشا الرفاعي رحمهم الله جميعا.

وكانت هناك نقطة تحول في حياة الشيخ أحمد ابان الحكم العثماني، وذلك عندما قرر العثمانيون (الأتراك) إهانة أبناء العشائر والزعامات في حوران بأن طلب من كل أبناء العشائر والزعامات الحورانية الخدمة الإجبارية في الجندية، وبعثهم إلى الأناضول لاهانتهم ولكي يكونوا تحت السيطرة العثمانية.

قاد هذه الحملة لتجنيد أبناء العشائر في حوران وجبل العرب "الذي أصبح حمى لاحرار العرب من كل حدب وصوب " سامي باشا الفاروقي، وهو عربي من العراق، وقال الفاروقي لـ الأمير علي باشا الجزائري وبحضور القنصل الفرنسي بدمشق (بانه يقصد من حملته سيادة القانون واعادة الطمأنينة والهدوء إلى المنطقة وتطبيق القانون كنزع السلاح من الأهالي، وجباية الاموال وتجنيد الشباب). مستغلا الخلاف، والحرب القائمة بين العشائر في حوران، وبين الدروز لتدمير الطرفين.

وخلال هذه الحملة تحركت النخوة العربية في الأردن حيث قام الشيخ عبد العزيز الكايد، وشقيقه الشيخ علي الكايد، وبحضور المئات من اهل سوف في الأردن باشعال المشاعل في المنطقة المرتفعة المنارة إشارة إلى زعماء الدروز، بان سوف جاهزة لاستقبال من يرغب بالنزوح إلى سوف وبخاصة الرجال الذين تطاردهم السلطات العثمانية، وكانوا بحدود الألف رجل، وكذلك الترحيب بالعائلات التي دمرت منازلها ونهبت مواشيها، وموجودات المؤن والمحاصيل المخزنة في بيوتها.

كانت الاستجابة سريعة فتدفقت العائلات الدرزية المنكوبة إلى الشمال الأردني، واستقبل علي الكايد العشرات من رجال الثورة الدرزية، وعائلاتهم، وفتحت بيوت سوف للنازحين، وأصبحت الشراكة في المنزل الواحد على طريقة المهاجرين والأنصار، وكانت نسوة سوف يقدمن الطعام والشراب للنازحين ليل نهار، وقيل، ان منزل الاخوين عبد العزيز وعلي الكايد، كان محطة لزعماء المنطقة، وكل واحد منهم يسوق امامه ما تيسر له من الاغنام لتكريم الضيوف الاشقاء، ولتخفيف المصاب الجلل عنهم، وبخاصة الذين فقدوا أولادهم في المعارك، أو الذين لا يعرفون مصير أولادهم.

ان هذه المواقف التي لا تدل الا على الشهامة والكرم وشرف الانتماء، لم تكن على حساب اهل حوران خصوم الدروز، وقد قدر الشيخ إسماعيل باشا الرفاعي شيخ مشايخ حوران هذه المواقف النبيلة، حيث قال:

ان الهم واحد، والعدو واحد، ولو جاء أهل الجبل إلى حوران خلال محنتهم لتناسينا واياهم الخلافات، ولكن اهلنا في شرقي الأردن، بلسموا جراحنا وجراح جيراننا الدروز.

وعندها قرر الشيخ زعل باشا الرفاعي تهريب ابنه الشيخ أحمد بيك الرفاعي إلى خارج سورية وكانت وجهته إلى أمريكا دون تخطيط مسبق فالمركب الذي ركب فيه هاربا كان متجها إلى هناك... فقرر الشيخ أحمد بيك الرفاعي استغلال هذه الفرصة بالتعلم وحصل على شهادة علمية، وهي من الشهادات النادرة في ذلك الوقت.

وأيضا أيام الانتداب الفرنسي على سوريا كان الشيخ أحمد الرفاعي من المغادرين إلى الأردن من حوران مع والده الشيخ زعل بيك الرفاعي بصحبة الشيخ إسماعيل الحريري شيخ مشايخ حوران هروبا من المحتل الفرنسي الذي كان يسعى للقبض عليهم لبسالتهم وقيادة المقاومة ضدهم.

تزوج ابن الشيخ أحمد الرفاعي الدكتور حامد الرفاعي من ابنة الشيخ محمد خير بيك الحريري "شيخ مشايخ حوران".

النائب الشيخ ناصر بن محمد خير بيك الحريري - شيخ مشايخ حوران

النائب الشيخ ناصر بن محمد خير بيك الحريري شيخ مشايخ حوران عضو مجلس الشعب السوري يعد من القيادات الشابة الطموحة والمحبوبة على الصعيد الشعبي والرسمي.

ورث مشيخة حوران عن والده الشيخ محمد خير الحريري، والتي ورثها عن والده الشيخ إسماعيل الحريري .. ولد في قرية الشيخ مسكين

مصادر

  • كتاب "الثورة السورية الوطنية"، تأليف:عبد الرحمن الشهبندر ترجمة وتحقيق:محمد كامل الخطيب الناشر:منشورات وزارة الثقافة، تاريخ النشر:01/01/1993
  • كتاب "أوراق من دفتر الوطن 1946-1961"، تأليف: سامي جمعة، تقديم:العماد أول مصطفى طلاس، تاريخ النشر:2000
  • كتاب "جبل الدروز - حوران الدامية"، تأليف:حنا أبي راشد، الناشر:مكتبة الفكر العربي، تاريخ النشر:01/01/1961
  • كتاب "مذكرات سلطان الأطرش سلطان الاطرش سوريا تاريخ 1925-1927"، تأليف:سلطان الاطرش، الناشر:مطبعة الشرق العربية، تاريخ النشر:1979
  • كتاب "صور مشرقة من نضال حوران"، تأليف:أحمد عطا الله الزعبي، الناشر:دار الشادي، تاريخ النشر:1993

مراجع وهوامش

  1. كتاب "الثورة السورية الوطنية"، تأليف:عبد الرحمن الشهبندر ترجمة وتحقيق:محمد كامل الخطيب الناشر:منشورات وزارة الثقافة، تاريخ النشر:01/01/1993
  2. كتاب "جبل الدروز - حوران الدامية"، تأليف:حنا أبي راشد، الناشر:مكتبة الفكر العربي، تاريخ النشر:01/01/1961

موسوعات ذات صلة :