الرئيسيةعريقبحث

عبد المؤمن بن علي

خليفة في دولة الموحدين

☰ جدول المحتويات


عبد المؤمن بن علي الكومي واختصارا: عبد المؤمن (487هـ/ 1094م في هنين[2] - 558هـ / 1163م في سلا) كان الخليفة المؤسس لدولة الموحدين وحكمها من العاصمة مراكش من سنة 1147 م وحتى 1163 م. وطبق ما أخذه من سلفه من فقه ظاهري وفكر أشعري، فكان أول من وحّد كامل الساحل المتوسطي من مصر إلى المحيط الأطلسي فحكمها دولة واحدة هي والأندلس وجعلها تحت عقيدة واحدة وتحت حكومة واحدة.[3]

عبد المؤمن بن علي
عبد المؤمن بن علي
الخليفة الثاني لدولة الموحدين
معلومات عامة
الكنية أبو محمد
الاسم الكامل عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى بن مروان بن نصر بن علي بن عامر بن الأسر بن موسى بن عبد الله بن يحيى بن وريغ من صطفور بن يقور بن مطماط بن هودج الكومي.
الفترة 30 سنة 1133 - 1163
(527 - 558 هـ)
الـتـتـويج 1133 (527 هـ)
معلومات شخصية
تاريخ الولادة (487 هـ) 1094
مكان الولادة هنين[1]، تلمسان
تاريخ الوفاة (558 هـ) 0 ديسمبر 1163 (69 سنة)
مكان الوفاة سلا - بلاد المغرب الأقصى
مكان الدفن تينمل - المغرب الأقصى
الأبـنــاء يوسف
الأب علي بن مخلوف
الـسـلالـة الكوميين
الـــديـــــانــة مسلم سني
مسجد الكتبية الذي أسسه عبد المؤمن عام 1147 م في مراكش.

مسيرته

هو عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى بن مروان بن نصر بن علي بن عامر بن الأسر بن موسى بن عبد الله بن يحيى بن وريغ من صطفور بن يقور بن مطماط بن هودج، أبو محمد الكومي.[4] ولد بمدينة هنين[1] في تلمسان التي كانت تابعة لدولة الحماديين[5]. وفيها نشأ وتعلم. وكان والده صانع خزف. تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودرس شيئا من الفقه والسيرة النبوية، تعلم في تلمسان، وكانت من حواضر العلم، وتلقى العلم على عدد من كبار العلماء، في مقدمتهم الشيخ « عبد السلام التونسي » إمام عصره في الفقه والحديث والتفسير، ثم استعد للرحلة إلى المشرق ؛ طلبا للمزيد من المعرفة. وقبل الرحيل سمع بوجود فقيه جليل يتحدث الناس عن علمه الغزير، فاشتاق إلى رؤيته، فاتجه إليه حيث يقيم في بلدة «ملالة» القريبة من بجاية عاصمة الدولة الحمادية. وفي هذا اللقاء أُعجب عبد المؤمن بشخصية ابن تومرت وغزارة علمه وقدرته على حشد الأنصار والأتباع، وتخلى عن فكرة السفر إلى المشرق، ولزم ابن تومرت، ودرس على يديْه، وكان عالما كبيرا وفقيها متبّحرا، ودرس في بلاد المغرب الكبير، ورحل إلى المشرق، وقابل العلماء، وأخذ عنهم، ثم توثقت الصلة بين الرجلين، ثم غادرا ملالة، واتجها إلى فاس، وفي أثناء الرحلة لم يكف المهدى عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى وصل إلى مدينة فاس، فأقام بها يدرّس العلم إلى سنة (514 هـ/1120 م)، ثم ارتحل ومعه عبد المؤمن بن علي الكومي، إلى مراكش عاصمة دولة المرابطين، فأقاما بها في (ربيع الأول 515 هـ/1121 م).

سقوط دولة المرابطين

ويعود سبب تسمية عبد المؤمن بلقب أمير المؤمنين خلال الإعداد لمعركة البحيرة سنة 524 هـ، حيث أمَّر المهدي ابن تومرت على جيش الموحدين عبد المؤمن فقال: »أنتم المؤمنون وهذا أميركم«.[6]

رأى عبد المؤمن أن الفرصة قد سنحت للقضاء على المرابطين، فآثر أن يسرع في ذلك، وأن يبدأ بمهاجمتهم في قلب دولتهم، فجهز جيشًا عظيمًا لهذا الغرض، وخرج به من قاعدته " تينمل " سنة (534 هـ/1140 م)، واتجه إلى شرق المغرب الأقصى وجنوبه الشرقي؛ لإخضاع القبائل لدعوته، بعيدًا عن مراكش مركز جيش المرابطين القوي، وأنفق عبد المؤمن في غزوته الكبرى أكثر من سبع سنوات متصلة، أبدى فيها ضروبًا من الحيل الحربية والمهارة العسكرية؛ وهو ما جعل الجيش المرابطي يحل به الوهن دون أن يلتقي معه في لقاءات حاسمة ومعارك فاصلة.

في أثناء هذه الغزوة توفي علي بن يوسف سلطان دولة المرابطين سنة (537 هـ/1142 م) وخلفه ابنه تاشفين، لكنه لم يتمكن من مقاومة جيش عبد المؤمن، الذي تمكن من دخول تلمسان سنة (539 هـ=1144)، فتراجع تاشفين، إلى مدينة " وهران "، فلحقه جيش الموحدين، وحاصروا المدينة وأشعلوا النيران على باب حصنها، ولما حاول تاشفين الهروب من الحصن سقط من على فرسه ميتًا في (27 من رمضان 539 هـ/23 من مارس 1145 م)، ودخل الموحدون مدينة وهران، وقتلوا من كان بها من المرابطين.

بعد وهران تطلع عبد المؤمن إلى فتح مدينة فاس، فاتجه إليها، وضرب حولها حصارًا شديدًا، ظل سبعة أشهر، وعانى أهلها من قسوة الحصار، واضطر واليها إلى التسليم فدخلها الموحدون في (14 من ذي القعدة 540 هـ/5 من مايو 1145 م).

ثم دخلت كل من مدينتي سبتة وسلا في طاعة دولة الموحدين قبل أن يتجهوا إلى مراكش لفتحها، وكان يعتصم بها إسحاق بن علي بن تاشفين، وضرب الموحدون حصارًا حول المدينة دام أكثر من تسعة أشهر، أبدى المدافعون عن المدينة ضروبًا من الشجاعة والبسالة، لكنها لم تغن عنهم شيءًا، واستولى الموحدون على المدينة في (18 من شوال 541 هـ/24 من مارس 1147 م)، وقتلوا إسحاق بن علي آخر أمراء المرابطين بعد أن وقع أسيرًا، وبذلك سقطت دولة المرابطين، وقامت دولة جديدة تحت سلطان عبد المؤمن بن علي الكومي الذي تلقب بلقب "خليفة".

منجزاته

حكم عبد المؤمن بن علي أربعًا وثلاثين سنة تعد من أزهى عصور بلاد المغرب (شمال إفريقيا)، ورث عن ابن تومرت حركة ثائرة فحولها إلى دولة، ومد سلطانها حتى شملت بلاد المغرب كله وما بقي من الأندلس ووضع لها القواعد والنظم الإدارية التي تمكن من تسيير أمور الدولة وإدارة شئونها. ويحفظ التاريخ رسالة طويلة بعث بها عبد المؤمن إلى أهل الأندلس، تعد دستورًا لنظم الحكم الموحدية.

نظم عبد المؤمن أمور دولته وجعل لها مؤسسات، فللعدل والنظر في الشكايات وزير، ولأعمال الحرب والجهاد وزير يسمى "صاحب السيف"، وللثغور وزير، وللشرطة رئيس يسمى "الحاكم"، وجعل للكتابة والمراسلات وزيرًا من أهل الرأي والبلاغة، وكان لعبد المؤمن مجلس خاص للنظر والمشاورة يحضره الفقهاء ونواب القبائل وكبار رجال الدولة.

عني عبد المؤمن بن علي بالجيش حتى صار من أعظم الجيوش في وقته، وكان هو نفسه قائًدا عظيمًا وجنديًا ممتازًا، يشاطر جنوده مشقة الطريق وتقشف الحياة العسكرية، واجتمع له من الجيوش الجرارة ما لم يجتمع لملوك بلاد المغرب مثله، حيث حقق به انتصارات رائعة.

بالغ الموحدون (عبد المؤمن بن علي وخلفاؤه) في التعليم الإجباري، وكان على كل من انضوى تحت راية الموحدين أن يتعلّم، ولم يقتصر دور التعليم الديني على الرجال، فقد كانت النساء يشاركن الفقهاء في نهضة العلوم الدينية والدنيوية.

فقد أنشأ الموحّدون مدرسة لتعليم الملاحة بمدينة الرباط، وأخرى لتخريج الموظفين بمراكش، وكان عبد المؤمن بن علي يربي الحفّاظ ـ صغار الطلبة ـ بحفظ كتاب (الموطأ) وغير ذلك من تواليف المهدي، وكان يدخلهم في كل يوم جمعة بعد الصلاة داخل القصر فيجتمع الحفّاظ فيه، وهم نحو ثلاثة آلاف كأنهم أبناء ليلة من المصامدة وغيرهم، قصد بهم سرعة الحفظ والتربية على ما يريده، فيأخذهم يوماً بتعليم الركوب، ويوماً بالرمي بالقوس، ويوماً بالعوم في بحيرة صنعها خارج بستانه مربّعة، ويوماً يأخذهم بأن يحدّقوا على قوارب صنعها لهم في تلك البحيرة ؛ وكانت نفقتهم وسائر مؤونتهم من عنده، وخيلهم وعددهم كذلك، ولما كمل له هذا المراد فيهم عزل بهم أشياخ المصامدة عن ولاية الأعمال والرئاسة وقال: العلماء أولى منكم فسلّموا لهم.

امتازت مدارس الموحّدين بالمبالغة في اختيار مشاهير الأساتذة، وعلى غرار منهج مدرسة عبد المؤمن "عبد المؤمن" جرت مناهج خلفاء الموحّدين من بعده.

وفاته

تُوفِّي عبد المؤمن بن علي في جمادى الآخرة عام (558 هـ/1163م) بمدينة سلا المغربية. اقتباس من كتاب ابن أبي زرع الفاسي الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس حول وفاة الخليفة عبد المؤمن بن علي :".... فتمادا مرضه و اشتد ألمه ووجعه، إلى أن توفي يوم الثلاثاء عند الفجر عاشر جمادى الاخرة( 16 ماي 1163 م)..... وحمل إلى تنمل ودفن بها إلى جنب قبر المهدي ابن تومرت".


من مؤلفاته

  • كتاب: "الأغذية"

مراجع

  1. تاريخ الجزائر في القديم و الحديث، ج2، مبارك بن محمد الميلي، مكتبة النهضة الجزائرية، الجزائر، ص310
  2. تاريخ الجزائر في القديم و الحديث، ج2، مبارك بن محمد الميلي، مكتبة النهضة الجزائرية، الجزائر، ص310
  3. Kojiro Nakamura, "Ibn Mada's Criticism of Arab Grammarians." Orient, v. 10, pgs. 89-113. 1974
  4. تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - الجزء 6 - الصفحة 126
  5. https://en.m.wikipedia.org/wiki/Abd_al-Mu%27min=paA8DwAAQBAJ&pg=PA34&dq=تلمسان تلمسان من الفتح الإسلامي إلى قيام الدولة الزيانية
  6. عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، تحقيق وتعليق محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي، القاهرة، 1949، ص. 192.

مصادر

طالع أيضًا

موسوعات ذات صلة :