الرئيسيةعريقبحث

عراق المنشية

من حق الزوجة

☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن المنشية القرية الفلسطينية. لتصفح عناوين مشابهة، انظر المنشية (توضيح).

عراق المنشية (Iraq al-Manshiyya)‏ هي قرية فلسطينية مهجَّرة كانت تابعة لقضاء المجدل عسقلان التابعة لمدينة غزة "حسب الوثائق الانتدابية الإنجليزية"[2]، وتبعد عن مدينة غزة حوالي 32 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي. وتضاريس عراق المنشية هي عبارة عن مجموعة من التلال المتموجة، بالإضافة إلى أختراق هذه التلال عدداً من الوديان ومن أشهرها وادي فتالة وهو أحد الروافد الرئيسية لوادي المحور القادم من الفالوجة وتميل الأراضي في عراق المنشية إلى الارتفاع كلما أتجهنا نحو الشرق باتجاه أراضي قضاء الخليل وتميل إلى الانخفاض والاستواء كلما اتجهنا نحو الغرب وتصبح ساحلية بمعنى الكلمة لأنها تكون على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني، وترتفع 125 م عن سطح البحر، بلغت مساحة أراضيها 17,901 كم، ويحيط بها من الشمال قرية زيتا قضاء الخليل ومن الغرب قرية الفالوجة ومن الجنوب فطاطة وأراضي عشيرة الوحيدات الجبارات في قضاء بير السبع ومن الشرق بيت جبرين قضاء الخليل، وتعد قرية عراق المنشية من أواخر القرى التي سقطت بيد العصابات الصهيونية بعد عام كامل من عام النكبة وظلت صامدة حتى عام اذار من عام 1949 تحت القصف والدمار بفضل المتطوعيين من القرية والجيش المصري والمتطوعين السودانيين، حيث قامت العصابات الصهيونية المسلحة بعد الاتفاقية رودس بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1949 حوالي 2332 نسمة، وعلى أنقاضها أقام الصهاينة مستعمرة كريات جات التي تعد اضخم مدن الاحتلال الصناعية في هذه الايام .

عراق المنشية
(بالإنجليزية) Iraq al-Manshiyya
(بالبولندية) Irak al-Manszija
Mainirqmansheh.png
من الأعلى باتجاه عقرب الساعة: صورة منظر عام لبيوت قرية عراق المنشية وسكانها (نادرة)، والبقية صور ملتقطة عام 1949 لترحيل اهالي القرية بعد استيلاء العصابات الصهيونية عليها وطرد سكانها المحليين .

اللقب جت - عراق الصبر - عراق دعيس
تاريخ التأسيس القرن الرابع قبل الميلاد
تقسيم إداري
البلد Flag of Palestine.svg فلسطين المحتلة
قضاء قضاء المجدل - مدينة غزة
اللواء (زمن الانتداب البريطاني) غزة
السنجق الذي تتبعه القرية ابان الحكم العثماني عراق المنشية تتبع سنجق غزة في ولاية دمشق مع بداية الحكم العثماني المبكر عام 1596 [1]،
خصائص جغرافية
المساحة 17,901 كم²
الارتفاع 125 متر
السكان
التعداد السكاني 2332 نسمة (إحصاء 1948)
إجمالي السكان 2332
معلومات أخرى
التوقيت الصيفي +3 غرينيتش
الموقع الرسمي

عراق المنشية على خريطة فلسطين الانتدابية
عراق المنشية

التسمية

تقول الرواية الشفوية بالإجماع إننا ورثنا هذا الاسم عراق المنشية عن الأباء والاجداد وأن عراق المنشية مكون من مقطعين الأول عراق وهذا اسم قديم والثاني المنشية فهو محدث وكان يطلق عليها اسم عراق في سنة 1596.

أما أهل اللغة فقد عرفوا كلمة عراق أنها تطلق على المناطق القريبة من شط البحر أو شط النهر وكذلك سفح أو جرف الجبل أو التل أو الجبل الصغير أما أهل فلسطين فيطلقون كلمة عراق على المنطقة الصخرية الظاهرة بين الحقول والبساتين وأحياناً تكون ملساء وكلمة المنشية اصطلاح معروف يطلق على المنشأ الجديد أو موقع هام في القرية أو المدينة وأكثر من منطقة أحدثت في فلسطين أطلق عليها أسم المنشية مثل منشية يافا وعكا وصفد والناصرة وجنين أما قرى فلسطين والتي تبدأ بكلمة عراق هي : عراق المنشية وعراق سويدان وعراق التايه وعراق الشباب .

أما الوثائق العثمانية تفيد أنه في القرن السادس عشر الميلادي كان في سنجق غزة ثلاث قرى اسمها عراق وهي:

  1. عراق حالا : وهي ضمن أراضي المنشية اليوم .
  2. عراق الهتيم (حاتم) : وهي ضمن أراضي المنشية اليوم .
  3. عراق: ويطلق عليها اليوم عراق سويدان .

وبناء على الوثائق العثمانية والخرائط القديمة واستشارة المؤرخ الدكتور كمال عبد الفتاح تبين لنا أن قرية عراق الهتيم وقرية عراق حالا هما متلاصقتان، وتقريباً في نهاية القرن الثامن عشرالميلادي توحدت القريتان وأطلق عليهما اسم قرية عراق المنشية .

الموقع

منظر عام لبيوت قرية عراق المنشية وسكانها.

في أواخر القرن التاسع عشر كانت قرية عراق المنشية مبنية بالطوب وتحيط بها الأراضي الزراعية، وكان القرية تأخذ الشكل الدائري .

في موقع فريد تقع عراق المنشية حيث تلتقي ثلاث أقضية فلسطينية حول جسمها وهي قضاء الخليل وقضاء بئر السبع وقضاء غزة. هذا التمازج أكسب القرية ميزة الجمع الفريدة بين بيئة الجبل والساحل متمثلة في جبال الخليل وسهول الساحل الغربي الفلسطيني وصحراء النقب، وتقع القرية على بعد (32)كيلو متراً من مدينة غزة، وتبعد عن مدينة يافا المحتلة (تل ابيب) ما يقارب (56) كيلو متراً و (43) كيلومتراً من بئر السبع و (68) كم من مدينة القدس، ترتفع (125) متراً عن سطح البحر وهي إلى الشمال الشرقي منه.

وقد أكتسب موقع عراق المنشية أهمية لوقوعها على الطريق الموصل بين الخليل وغزة وكذلك لوقوعها على مفترق طرق وهي طريق بئر السبع المتجهة جنوباً وطريق الفالوجة المتجهة غرباً، وطريق الخليل المتجهة شرقاً ومن ثم إلى الطريق الشمالي المؤدي إلى أسدود .

وكذلك اكتسبت أهمية لمرور خط سكة الحديد من أراضيها والذي كان يربط بئر السبع بشمال البلاد الفلسطينية .

التاريخ

الكنعانيون

كانت فلسطين آهلة بالسكان في عصور ما قبل التاريخ، وقد تعرضت في أواخر الألف الرابع وأوائل الألف الثالث قبل الميلاد لموجات عربية سامية كبيرة وهي الموجة المعروفة باسم (الأمورية. الكنعانية) والتي تعاظم أمرها قبل عام 2500 قبل الميلاد، نزل الأموريون داخل بلاد الشام وجنوبها واستوطن الكنعانيون ساحلها وجنوبها الغربي.

وقد كانت لهم حضارة معروفة ومشهود لها وعليه فإن الكنعانيين دخلوا بلادنا وهم متقدمين في المدينة فأخذوا يتابعون نشاطهم ويمارسون حضارتهم على نطاق واسع في وطنهم الجديد وقد كان الكنعانيون يقسمون إلى عدة قبائل ومنها:

  1. اليبوسيون: وقد دعوا بذلك نسبة إلى "يبوس" جدهم الأعلى وكانت منازلهم في مدينة "يبوس" وحولها، ويبوس أسم القدس العربي الكنعاني.
  2. الحويون: وكانت منازلهم في مدينة نابلس ثم انتشروا في شمال فلسطين حتى جبل الشيخ وجبل لبنان.
  3. العمالقة أو "العماليق" : وكانت بلادهم تقع في جنوب فلسطين وفي الأراضي الكائنة إلى الغرب والشمال الغربي من البتراء .
  4. الفرزيون : وكانوا يسكنون القرى ولم يسمع لهم اسم بعد القرن الخامس قبل الميلاد .
  5. العناقيون : وهو الفرع من الكنعانيين الذين ينسب إليهم أهالي "جت" عراق المنشية، كانت منازل العناقيون تمتد من جنوبي الخليل إلى القدي ونزل بعضهم الساحل فأقاموا في "جت" وينسب إليهم بناء أسدود ونذكر من العناقيين "أربع" ويعتبر أعظم رجل ظهر في قومه، وهو باني ومؤسس مدينة الخليل ونسبة إليه دعيت يومئذ ( قرية أربع ) بمنى مدينة أربع .

بيليست

شعوب البحر، فهم: بيليست ( peleset )، أو بلستي، الذين ذكروا في العهد القديم باسم الفلسطينيين : وهم قوم أتوا من جزيرة كريت، فسكنوا غزّة وجوارها، وتوالت هجراتهم من كريت إلى فلسطين، حيث امتلكوا الساحل الفلسطيني حتى جبل الكرمل، ووصلوا شرقاً إلى رؤوس الجبال الشرقية في فلسطين. ويضيف مصطفى مراد الدبّاغ، أنّه كانت مدن الفلسطينيين المهمّة، خمسة مدن، هي: غزّة، وعسقلان وأسدود وعقرون، وجت (عراق المنشية) ، كذلك مدينة يبنة شمالي أسدود. وكان حاكم المدينة، يلقب بلقب سيرين ( Seren )، كذلك مدينة اللُّد، ومدينة صقلاغ التي كانت تقوم في تل خويلفة على بعد 25 كم، شمال شرق بئر السبع. ويُعتقد أنهم، أي الفلسطينيين، هم من علّم الفينيقيين، مجموعة من الخبرات البحرية، وللفلسطينيين أثر كبير في المدنيّة الكنعانية، حيث كانوا يتقنون صناعة الحديد، وأقدم الآثار الحديدية، عُثر عليها في تلّ الفارعة، وتل جمّة، ومجدّو . ومن أبطال الفلسطينيين، جوليات ( Goliath )، الذي ولد في جت "عراق المنشية"، و أخيش ( Achich )، هو ملك جت "عراق المنشية".

العصور القديمة

عراق المنشية (هي مدينة جت الكنعانية ) جاء في موسوعة بلادنا فلسطين للمؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ، في الجزء الثامن بالديار الغزية صفحة 230 فقرة صغيرة نذكرها حرفياً وهي : (وقريتنا هذه تقوم على البقعة التي كانت بلدة "جت" الكنعانية، سكنها في بادئ أمرها "العناقيون" ولما نزل الفلسطينيون، الأتون من كريت، هذه الناجية من بلادنا كانت "جت" إحدى مدنهم الخمس العظيمة وهي جت وغزة وعاقر وأسدود وعسقلان، وقد ولد فيها "جالوت.جليات" الجبار الفلسطيني) .

وقد دارت على هذه البلدة نكبات من الزمن فقد هدمها اليهود في عهد ملكهم "عزيا" في القرن التاسع قبل لميلاد وضربوها ضربة قاضية .

والظاهر أنها في أوائل العهد المسيحي عادت للظهور ولكنها قرية متواضعة حملت أسمها القديم: جت، ولم يدم ذلك طويلاً إذ لم نسمع لها اسماً في عهد الفتوح العربية والإسلامية ولا في أيام الحروب الصليبية .

وفي عام 2012 م عثر على كنز في عراق المنشية يعود للعهد البيزنطي، حيث يحتوي الكنز على قطع نقدية، ومجوهرات نادرة، وخواتم مرصعة بالأحجار الكريمة من الفترة البيزنطية. وقال إميل الجم الباحث الإسرائيلي المسؤول عن الحفريات الخاصة بالتنقيب عن الآثار: يعود الكنز لفترة القيصر نيرون "حارق روما" والقيصر فتريانوس، حيث حكما في الفترة 54 - 117 بعد الميلاد.وأضاف: تحمل القطع النقدية الذهبية صور القيصرين كما كان مألوفا في بيوت صك العملة وقتها ولجانبها رموز إخوة المقاتلين وآلهة اليونان .

القرية في القرن السادس عشر

قلنا أن الوثائق العثمانية تشير أن عراق الهيتم (حاتم) وعراق حالا هما قريتان متلاصقتان وتوحدتا مع خرب أخرى وأطلق عليها قرية عراق المنشية واعتقد أيضاً بوجود أكثر من قرية أو خربة ضمت إلى عراق المنشية مثل خربة الجديدة والتي هي اليوم إحدى خرب عراق المنشية وكانت في القرن السادس عشر لها وجود ومن القرى المشهورة . وللأهمية أن عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة عام 1596 م - 1597 م لقرى عراق حالا وعراق الهيتم (حاتم) وخربة الجديدة وهم اليوم ضمن أسم قرية عراق المنشية وذلك من كتاب جغرافية فلسطين وشمال الأردن وجنوب سوريا للمؤلف الكبير الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله هيتروت :

  1. عراق حالا : عدد أرباب الأسر الدافعة للضريبة سبعة وقيمة الضريبة (25%) ومجموع الضريبة (1100) أقجة (الأقجة عملة عثمانية كانت مع بداية العهد العثماني لها قيمتها ومصنوعة من الفضة) وهذه الضريبة تدفع على الحنطة والشعير وبقية الحبوب وكذلك أشجار العنب والفواكة وضريبة الماعز ورسوم الزواج .
  2. عراق الهتيم (حاتم) عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (11) وقيمة الضريبة (25%) ومجموع الكلي للضريبة (1200) أقجة وهي ضريبة الحنطة والشعير والماعز .
  3. خربة الجديدة : كان عدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة فيها (12) وقيمة الضريبة (33.3%) والمجموع الكلي للضريبة (8676) أقجة، كانت تدفع على الحنطة والشعير والسميم وبقية الحبوب وأشجار العنب مع المقائي والحدائق والبساتين وضريبة الماعز ورسوم الزواج .

عهد المماليك

أنشئ خان على تل الشيخ أحمد العريني في 717 هجري (1317-1318)م، في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، تاسع سلاطين المماليك البحرية، هذا وفقاً للنقوش على جانبي مدخل مقام الشيخ أحمد العريني .

عراق المنشية نهاية الدولة العثمانية

من المعروف أن قضاء غزة في نهاية الحكم العثماني قسم إلى مركز وناحيتين وكان المركز مدينة غزة ويتبعه (15) قرية والنواحي هي : خان يونس والمجدل، وقرية عراق المنشية كانت تتبع ناحية المجدل مع (18) قرية وهي : الفالوجة، كراتيا، حليقات، حتا، صميل، جسير، بعلين، عراق المنشية، تل الترمس، ذنبه (إذنبه) ، التينة، ياسور، المسمية الكبير، المسمية الصغيرة، قسطينة، جلدية، بيار تعبيا .

في أواخر العهد العثماني تأسست محطة للسكك الحديدية بالقرب من القرية، ومع ذلك، تم تدمير هذه المحطة في الحرب العالمية الأولى

طابو ارض قديم لاراضي قرية عراق المنشية من فترة الدولة العثمانية.

قائمة المقامات والأضرحة التاريخية في عراق المنشية

تعم معظم أنحاء العالم الإسلامي شبكة واسعة من القبور والأضرحة المقدسة والقباب، حتّى غدا عدد الأضرحة في بعض الأقطار بما لا يقل عن عدد المدن والقرى. ومثلها مثل اي قرية كانت عراق المنشية تضم في جعبتها بعض القبور للمقامات والضراحة اليكم قائمة بها.

مقام الشيخ أحمد العريني

مقام الشيخ أحمد العريني موجود على قمة التل الذي سمي بأسمه ويرتفع ما قارب 32 م وكان الضريح يتألف من الجدران المكشوفة المصنوعة من كتل حجرية، ويقع المدخل في منتصف الجدار الشمالي، فوق المدخل كان الرخام في حين كان على جانب الباب النقوش وعلى الجدار الجنوبي كان المحراب المقعر العميق.

مقام الشيخ أبو سل

احد الاولياء الصالحين والذي كان وقتها الناس تتقرب اليه بالعطايا والهدايا وكان موقعه في متنصف القرية بجانب المسجد.

المساحة والحدود

حسب خريطة فلسطين ووثائق الانتداب البريطاني عام 1945 فإن مساحة عراق المنشية (17901) دونم، ويحدها من الشمال قرية زيتا قضاء الخليل ومن الغرب قرية الفالوجة ومن الجنوب فطاطة وأراضي عشيرة الوحيدات الجبارات في قضاء بئر السبع ومن الشرق بيت جبرين قضاء الخليل .

التضاريس

لالتقاء أقدم سلسلة جبال الضفة الغربية وبالتحديد أقدم جبال الخليل مع الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني مع الأطراف الشمالية للنقب الشمالي شكل هذا الوضع مجموعات من التلال المتموجة ولذلك فإن تضاريس عراق المنشية هي عبارة عن مجموعة من التلال المتموجة ويعد تل العريني أشهرها، بالإضافة إلى أختراق هذه التلال عدداً من الوديان ومن أشهرها وادي فتالة وهو أحد الروافد الرئيسية لوادي المحور القادم من الفالوجة وتميل الأراضي في عراق المنشية إلى الارتفاع كلما أتجهنا نحو الشرق باتجاه أراضي قضاء الخليل وتميل إلى الانخفاض والاستواء كلما اتجهنا نحو الغرب وتصبح ساحلية بمعنى الكلمة لأنها تكون على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني .

المناخ

بسبب وقوع قرية عراق المنشية في الوسط الغربي لفلسطين ولوقوعها على الأطراف الشرقية للسهل الساحلي الفلسطيني، فإن مناخها حار نسبياً في الصيف مع قليل من الرطوبة، وماطر معتدل شتاءً، وتمتاز بأمطار غزيرة دافئة نسبياً بسبب الرياح الجنوبية الغربية التي تهب من البحر الأبيض المتوسط الحاملة للرطوبة والماء وعند اصطدامها بالأرض فإنها تتمدد وترتفع وتبرد وتتكاثف قطرات الماء فتتساقط أمطاراً غزيرة ويتميز الشتاء بشكل عام بالدفء، فقد تتساقط حبات البرد بالرغم من دفء الجو في ذلك البلد شتاءً. وأن كمية الأمطار التي تسقط تكون كافية لنمو كافة أنواع المزروعات وبخاصة الأشجار المثمرة مثل اللوز والعنب والتين والمشمش والزيتون وغيرها وكذلك القمح والشعير وكافة أنواع الحبوب والبقوليات بالإضافة إلى السمسم .

المياه والآبار

وقد كان لوقوع عراق المنشية عند أقدام جبال الخليل أثر كبير في كثرة الينابيع والآبار لا سيما على طول التقاء السهل بالجبل، وعمق آبارها بين (15 و 22) متر، هذه الينابيع والآبار الارتوازية مياهها غزيرة عذبة وكان قسم كبير يذهب سدى دون أن يستغل في الزراعة المروية جيدا.

ولبَركة هذه الأرض كان الناس في القرية لا يحفرون عميقا، فتخرج المياه العذبة والغزيرة ومن أشهر تلك الآبار :

  1. بئر عبد الله صافي الطيطي: يقع من حوله بيارة ويقع جنوب القرية .
  2. بئر الزلطة ( بئر البلد ): ويقع في وسطها وهو أشهر آبار البلد وكان أكثر الاعتماد عليه لأنه يوجد بين تجمع أهل البلد ومركز القرية .
  3. بئر محمود ظاهر شمال شرقي البلد.
  4. بئر علي حسن ويقع غربي البلد.
  5. بئر عبد العزيز ناجي صلاح ويقع جنوب البلد.
  6. بئر الحاج زكوت ويقع جنوب البلد.
  7. بئر محمود أبو محيسن ويقع جنوب شرقي البلد.

وهناك الكثير من الآبار والينابيع الأقل شهرة، وعن السؤال عن كيفية استخراج تلك المياه من هذه الآبار أجاب سكان البلدة بأنه كان يستعمل الطريقة التقليدية وهو استعمال الدواب كالبغال والأبقار كأسلوب للسقاية، حيث كانت الدواب تدور حول هذه السواقي وتستخرج منها المياه وخاصة للزراعة.

التربة

تقع القرية ضمن السهول الداخلية وهي المناطق شبه الرطبة وتسود فيها التربة الرسوبية، وتنتشر هذه التربة في السهول الداخلية والأشرطة المحيطة بهوامش الشفا وتتكون من الطمي ويميل لونها إلى البني وتتصف بالعمق والقوام الناعم الطفلي وهي ذات جودة وإنتاج عاليين حيث تتجدد قوتها وطاقتها الانتاجية .

بتجدد عناصرها والمواد المكونة لها، وذلك نتيجة نقل السيول والأمطار للمياه الجارية للمواد الرسوبية الناعمة من المرتفعات المحيطة، أو المطلة على السهول والمدخنات كل سنة.

الزراعة

استخدام الأراضي عام 1945

نوعية المساحة المستخدمة فلسطيني (دونم) يهودي (دونم)
مزروعة بالبساتين المروية 53 0
مزروعة بالحبوب 13,463 3,433
مبنية 169 35
صالح للزراعة 13,516 3,433
بور 748 0

أراضي القرية سهلية وتربتها طينية صالحة للزراعة ولذلك فهي صالحة للزراعة التي كانت تعتمد على مياه الأمطار. وكان السكان يعملون على الأغلب في الزراعة فيزرعون الحبوب والعنب والكثير من أصناف الأشجار المثمرة (مثل الزيتون واللوز) وبيارات الحمضيات، وكانت الزراعة بعلية في معظمها ولا سيما على طول خط تماس السهل بالسفوح الغربية [3] .

  1. نماذج الزراعة في القرية : القمح والشعير والحبوب بشكل عام والعنب وأصناف الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوز.
  2. الإنتاجات اخرى مثل الماعز وخلايا النحل.
  3. كان الماعز والضأن يوفران لسكانها المواد اللازمة (الصوف والغزل) لحياكة البسط، وكان سكان القرية يصبغون بسطهم في الفالوجة.

أهم الخرب التابعة لعراق المنشية

تتبع هذه القرية بعض الخرب ومن أهمها :

  1. خربة الفرط: قد تكون (الفرت) من (فرتا) السريانية بمعنى الخصب والأثمار والخربة تقع على الحدود بين قضائي غزة وبئر السبع، وتحتوي على صهاريج وأرضية مرصوفة بالفسيفساء وحجارة ساقطة وطريق قديمة ومعصرة زيتون وبركة متهدمة.
  2. قرية أم الكلخة: تقع بين قضائي غزة والخليل على أساس شقف فخار.
  3. خربة البرجالية: لعل كلمة البرجالية من البرج وهي كلمة يونانية بمعنى مكان عال مشرف للمراقبة، وتعرف هذه الخربة باسم خربة (الوحيدي) وتحتوي على بئر، مبنية وصهاريج مهدمة وأكوام فخار.
  4. خربة الجديدة: وتقع في الجنوب الغربي من عراق المنشية، وتحتوي على صهاريج وحجارة مبعثرة وشقف فخار.
  5. خربة أولاد سلامة: تقع في شرقي البلد حيث يختلط السهل بالجبل.

الآثار في القرية

الوضع التاريخي لعراق المنشية

كانت القرية كغيرها من القرى الفلسطينية تحوي في داخلها مجموعة من الآثار التي تثبت وتدل على أن هذه الأرض فلسطينية كنعانية منذ آلاف السنين ولتدحض أكاذيب العدو الصهيوني وزيف أقوالها حول أن الأرض لهم. ومن هذه الآثار.

  • التل (تل العريني): وهو شيخ مصري عاش في القرية قبل مئات السنين وربما أكثر وبقي المكان الذي دفن فيه كمزار للسكان يتبركون به.
  • بركة البلدة: ويعود تاريخها إلى ما قبل العهد العثماني وإلى عصور قديمة حيث كانت مياه السيول والأمطار تتجمع فيها لري المزروعات في الصيف.
  • المحطة: وهي عبارة عن آثار قديمة كان القطار يتوقف فيها لدى مروره من أفريقيا إلى مكة المكرمة أو آسيا قادماً من مصر إلى السعودية ولنقل التجارة والجيوش.

ومنذ احتلال القرية من العدو الصهيوني في العام 1949م بدأ بتغيير وتدمير كل ما فيها وليمحوا كل الآثار فقد غيَّر اسمها ليصبح (كريات جات) بدل عراق المنشية، ثم دمَّر بيوت القرية وأقام مكانها المستوطنات ومصانع السكر والحديد.

ولكن بقيت بعض الآثار قائمة برغم الزمن مثل التل، ووادي البلدة وبعض بيارات البرتقال والعنب، ومنطقة صغيرة كان قد زرع فيها الصبر وأشجار الجميز وبعض القبور لأهل البلدة.

المساجد والمقامات

كان هناك في العهد العثماني مسجد واحد في عراق المنشية ولا يعرف متى تم بناؤه وقد وسع على عدة مراحل.

وبني مسجد جديد في القرية كان يعتبر من أجمل مساجد المنطقة وأوسعها وهذا الجامع هو ملحق بزاوية للمتصوفين وقد أشترك في إنشاؤه المجلس الإسلامي الأعلى واتباع الشيخ خير الدين الشريف والشيخ حسن القواسمي وهم من مشايخ الطرق الصوفية في المنطقة.

وفي عراق المنشية عدد من المقامات مثل مقام أبي الدرداء ومقام الشيخ أحمد العريني بالإضافة إلى مقامات الأربعين الذين شاركوا مع عمرو بن العاص في الفتوحات الإسلامية ضد الروم.

الخطباء والأئمة

من خطباء وأئمة المساجد في كل من مسجد أبوسل القديم والزاوية المسجد الجديد عرف كل من :

  1. الشيخ شعبان سلمان الجوابرة .
  2. الحاج عمرو جبريل خليل الجوابرة.
  3. الشيخ محمد عبد الله نمر الجوابرة.
  4. الشيخ محمد أبو زغيريت .

ومن الأئمة أيضا

  1. الشيخ حسن عبد العاطي البدوي .
  2. الشيخ محمد أحمد عبد الرحمن أبوسل .
  3. الشيخ خليل محمد عبد العزيزي أبوسل .
  4. الشيخ محمد عبد الله حسن الجوابرة .
  5. الشيخ عبد الحي القواسمي .

ولأهمية عراق المنشية فقد كان الواعظ الديني لمنطقة غزة الشيخ فهمي الأغا يزور القرية كثيرا خصوصا بين أعوام 1935 م إلى 1938 م وكان يسر المسجد الذي ذكره في كتاباته من خلال جولاته الوعظية في قرى غزة إذ قال : ( إنه مسجد في غاية الإتقان ) ، ومن الوعاظ أيضاً الذين زاروا القرية الشيخ شعبان أفندي صبح واعظ قضاء بئر السبع وزار القرية أكثر من مرة في عام 1936 م .

المدرسة والكتاب

بدأ التعليم في عراق المنشية منذ العهد العثماني وخصوصا في الزاوية التابعة لطرق الصوفية على شكل كتاب (الكتاتيب) وبقي الحال كذلك حتى عام 1934 م عندما تأسست مدرسة ابتدائية وكان في القرية أكثر من شيخ يدرس الكتاب قبل افتتاح المدرسة وكانت عراق المنشية مشهورة بين القرى في من يلم بالقراءة والكتابة في نهاية العهد العثماني والانتداب البريطاني وقال المؤرخ مصطفى الدباغ في موسوعته أنه في القرية (294) رجلاً ملمون بالقراءة والكتابة وكان عدد من أبناء عراق المنشية حملة شهادات من الأزهر الشريف في القاهرة وعندما افتتحت المدرسة عام 1934 م بلغ عدد طلابها (80) يوزعون على ستة صفوف ثلاثة يعلمهم أربعة معلمين تدفع القرية عمالة ثلاثة منهم وفي عام 1945 م وصل عدد طلاب المدرسة (201) ومن المدرسين الذي هم من اهل القرية منذ تأسيس المدرسة 1934 م حتى عام النكبة :

  1. الشيخ عبد المجيد حبوش .
  2. الشيخ شعبان سليمان الجابري .
  3. الشيخ محمد عبد المحسن أبو زغيريت الجابري .
  4. الأستاذ عبد الفتاح محمود سويلم الجابري.
  5. محمد نمر عبد الله الجابري .
  6. الشيخ حسن عبد العاطي .

ومن أساتذة مدرسة القرية أيضا :

  1. الأستاذ ربيع أبو الليل من بلدة برير .
  2. الاستاذ ربيع فايز الدبشة مدرس لغة إنجليزية.
  3. الأستاذ أحمد شتات مدرس من قرية جسير.
  4. الأستاذ محمود شريم من قلقيلية.
  5. الأستاذ عبد الكريم أبودف من مدينة غزة.
  6. الشيخ شكري أبو رجب من مدينة الخليل.
  7. الأستاذ خضر زمو.

البيوت المعمورة في عراق المنشية

جاء في كتاب ملكية الأراضي في متصرفية القدس 1858 م - 1918 م للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر أن بيوت قرية عراق المنشية عام 1871 م (114) بيت معمور، وفي عام 1905 م حسب الوثائق العثمانية (126) بيت معمور وفي عام 1931 م أصبحت البيوت المعمورة (299) بيت وقبل تهجيرهم في الأول من آذار عام 1949 م كانت البيوت المعمورة في القرية (517) بيت.

عائلات عراق المنشية

التعداد السكاني

السنة نسمة
1596 61
1922 1,132
1931 1,347
1945 2,220 (210 يهودي)
1948 2,332
تقدير لتعداد الاجئين في 1998 14,319

كان عدد اهالي عراق المنشية قبل تهجيرهم من قريتهم عام النكبة (2332) نسمة موزعين إلى العائلات التالية:

عشيرة الطيطي (وبطونها)، عشيرة الجوابرة (وبطونها)، عائلة أبوسل، عائلة أبو محيسن، عائلة البدوي، عائلة أبو داود، عائلة أبو ريا، عائلة أبو عريش، عائلة أبومحفوظ، عائلة أبوهشهش، عائلة أبو وردة، عائلة البطحيشي، عائلة البلاصي، عائلة الجعافرة (الجعفري)، عائلة الجنازرة، عائلة الجندي، عائلة الحمامي، عائلة الراعي، عائلة الشريف، عائلة الطرشا، عائلة العطار، عائلة العفيفي، عائلة العيساوي، عائلة القريقي، عائلة المزين، عائلة المعيوي، عائلة ثلجي، عائلة حبوش، عائلة دخان، عائلة سمور، عائلة شعفوط، عائلة عايش، عائلة عقيل، عائلة مقبل، عائلة نصار، عائلة الجبر، عائلة صلاح، عائلة أبو خيران، عائلة الجابري، عائلة عوكل، عائلة عبد العاطي.

وكان أهالي عراق المنشية من طبقة ذات مستوى واحد ويعود ذلك إلى العقلاء من كبار السن، كونوا وحدة واحدة متعاونين في الأفراح والأتراح واحترام الكبير.

نسب العوائل

الشعب الفلسطيني هو شعب عربي يعيش أو كان يعيش في فلسطين التاريخية بشكل طبيعي قبل بدء الهجرات الصهيونية الحديثة، وجميع نسله من بعده. وهو جزءٌ ممن يُطلق عليهم تسمية "شوام"، حيث تشكل فلسطين الجزء الجنوبي من بلاد الشام. أكثر من نصفهم بقليل يعيش كلاجئ خارج حدود فلسطين التاريخية، أما الجزء الآخر فهم يعيشون داخل حدودها، ولكن ليس بالضرورة في بلداتهم الأصلية، فنسبة كبيرة منهم أيضاً لاجئون. عراق المنشية يعود نسب افراد عائلة الطيطي، إلى الخليط العجيب ال تتميز به منطقة بلاد الشام بالعموم وعلى الاخص منطقة فلسطين، حيث يعود نسب عائلة الطيطي إلى قديم الازل عندما كانوا يسكنون قرية عراق المنشية قبل اتحادها بين عراق الهتيم (حاتم) وعراق حالا ، ويعود نسبهم الحقيقي إلى تزواج الكنعاني مع اليونانين وظهر هذا جلياً إلى تفاوت واضح بين الالوان البشرة والعيون وطول اجسامهم، كان افراد عائلة الطيطي يسكنون في قرية عراق المنشية قبيل نكبة الشعب الفلسطيني وبعد النكبة والتطهير العرقي الذي حصل للقرية لجئو إلى مخيم العروب والفوار في منطقة الخليل وبعد النكسة انتقل اغلبهم إلى الأردن لاجئين مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مناطق تجمع جديدة وكان اضخمها في اربد وبالتحديد مخيم اربد ومخيمات اخرى مثل مخيم حطين ومخيم سوف ومخيم البقعة والوحدات ( عن المؤرخ شاكر الطيطي )

مخاتير القرية

كان في الغالب في عراق المنشية مختاران في البلدة وكان مركز المختار (لقب) مهماً ومهامه كثيرة منها الرسمية والشعبية بالإضافة إلى الإصلاح بين الناس وبيته كان مجمعاً وملتقى رجالات البلدة بالإضافة إلى أنه هو المسؤول عن الوفيات والمواليد وهو الشاهد الأول على عملية عقود الزواج ومن المخاتير :

المختار يونس أدعيس الطيطي، المختار خالد حمدان الطيطي، المختار عبد الله صافي حمدان الطيطي، والمختار أحمد حمدان الطيطي، والمختار جبرين خليل حمدان الجوابرة، المختار نجيب مصطفى حماد البدوي، المختار أحمد يوسف نمر الجوابرة، المختار عبد الفتاح أحمد يوسف الجابري .

الساحات والدواوين

الديوان أو المضافة أو مقاعد الرجال أو الساحات يطلق عليها اسم حارة وخصوصا عند العشاير وهذه الحارات من الأمكنة التي يتواجد فيها الرجال بصورة دائمة ومن حارات أو دواوين عراق المنشية :

حارة (ديوان) عشيرة الطيطي ، حارة (ديوان) عشيرة الجوابرة ، حارة (ديوان) عشيرة أبو محيسن، حارة (ديوان) عشيرة أبوسل ، حارة (ديوان) عشيرة البدوي. ولهذه الحارات والدواوين دور في اجتماع العائلات والحمايل وهي مأوى الضيف وعابر السبيل وتقام فيها الأفراح والأتراح والصلح العشائري وقبل الرحيل كبرت القرية وكثرت الدواوين .

السوق في قرية عراق المنشية

كان السوق في القرية هو عبارة عن عدة بقالات صغيرة وبسيطة تحتوي على الأساسيات الضرورية من سكر وأرز وسمن وشاي والحلاوة والحلقوم وغيره من الأساسيات الضرورية والبسيطة في نفس الوقت كان في عراق المنشية عدد من تجار القبان وهم تجار القمح والشعير والكرسنة والسمسم حيث زرعت معظم أراضي القرية بالحبوب والقطاني وفي القرية عدد من الملاحم بالإضافة إلى النجارين والحدادين والحلاقين ومحلات صغيرة لبيع الأقمشة واشتهروا بصنع البسط في البيوت وهذه قائمة ممن عرفنا من أصحاب البقالات والملاحم :

  1. بقالة أحمد الطيطي.
  2. بقالة محمود العبد الطيطي.
  3. بقالة رمضان أبوريا.
  4. بقالة إبراهيم خميس أبو خيران.
  5. بقالة محمد حسن المعيوي.
  6. بقالة عبد أبو ريا.
  7. بقالة خميس الجابري.
  8. بقالة إبراهيم الجابري.
  9. بقالة محمد المزين.
  10. بقالة محمد محيي الدين الجابري.
  11. بقالة حسن الويفي.

أما الملاحم عرفنا منها :

  1. ملحمة عبد القادر الفضيلات .
  2. ملحمة إبراهيم أبوريا.
  3. ملحمة كام أبوهشهش.

وكان للبلدة طابور طحين يملكه الشيخ ( محمود أبو محيسن ) وكان يخدم أهل البلدة ويستفيد من خدماته كذلك القرى المجاورة وخصوصاً عشائر منطقة شمال بئر السبع المحيطين بقرية عراق المنشية، وكان أهل القرية يملكون شاحنتين خاصتين فقط استفاد منهما أهل القرية للتبادل التجاري ونقل البضائع وأهمها الحبوب بين البلدة والقرى المجاورة وخصوصاً بلدة الفالوجة، وكانوا إذ أرادوا السفر إلى أي مكان في فلسطين، فإنهم كانوا يذهبون إلى الفالوجة ومنها يستقلون الحافلة إلى الوجهة التي يريدون وبالأحرى فإن الفالوجة هي المتنفس الوحيد لأهالي القرية حيث كانوا يؤمونها للتسوق لأنها كانت مركزاً هاماً من مراكز القضاء وكان سوق الفالوجة يوم الخميس من كل أسبوع له شهرة واسعة في قضاء غزة وبئر السبع .

الصحة

كان أهل القرية يؤمون الفالوجة للإفادة من العلاج الطبي الذي كان متوفراً في عيادتها باعتبارها عيادة مركزية وفي نفس الوقت كان يؤم قرية عراق المنشية أطباء ميدانيون يقدمون العلاج اللازم وذلك بسبب انتشار أمراض العيون المختلفة هناك في ذلك الوقت .

أراضي عراق المنشية

تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة وعلى بعد 32 كم منها، وترتفع 125 م عن سطح البحر، إلى الغرب من بيت جبرين، وعلى بعد 15 كم تقريبا، جنوب شرق الفالوجة. اسمها أي (عراق) (جمع عرق، ومعناه الجبل الصغير), يشير إلى موقعها أما الجزء الثاني، أي (المنشية) فقد أضاف السكان إلى الاسم لتمييز قريتهم من قرية مجاورة رحلوا عنها، وتدعي أيضا عراق. في سنة 1596, كانت عراق المنشية قرية في ناحية غزة (لواء غزة), وفيها 61 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل.

العادات والتقاليد قبل النكبة لسكان عراق المنشية

الأفراح

لم تختلف العادات والتقاليد في هذا الموضوع كثيرا عن وقتنا الحاضر الا الشيء البسيط فقد كان اهل العريس يرسلون امرأة إلى الفتاة للتعرف عليها قبل خطبتها ثم يذهب أهل العريس في جاهة كبيرة لبيت الفتاة لخطبتها وكانت تقام الافراح لمدة تتراوح ما بين الاسبوع والعشرة الايام.

وكان مهر العروس يتراوح ما بين 60- 80 ما يعادل الدينار الأردني بالجنيه الفلسطيني. وكانت كسوة العروس تشتمل على ثوب وقماش لعمل شاشة (جلجلي) توضع على الرأس وتنورة وشنابر ( حرير) وجلالي ( ثياب مختلفة كل قطعة بلون مختلف) وبغمة (وزريات للقلادة مثل العقد التي توضع في الرقبة) ووقاة ( قطعة من القماش توضع على الرأس منسوج عليها قطعة ذهبية أو فضية) ولفالف ( جرائد من القماش توضع على الظهر).

وكان الرجال ينصبون السامر ( الدبكة) في هذه الفترة منذ المساء وحتى منتصف الليل والنساء يغنين اغانٍ شعبية فلكلورية فلسطينية مثل دلعونا ويا ظريف الطول وغيرها من الاغاني الشعبية الشائعة في تلك الحقبة الزمنية.

الأتراح

وفي الأحزان والمآتم حيث كان في القرية مجلس لكل حامولة يسمى حارة يجتمع فيها الرجال عند الصباح وحتى منتصف الليل وكانت بيوت العزاء تفتح ولمدة ثلاثة أيام في هذه الاماكن حيث يستقبل أهالي الميت لثلاثة أيام متواصلة ويقوم الجيران والعائلات الأخرى بإطعام أهل الميت طعام الفطور والغداء والعشاء ويخففون من آلامه وأحزانه.

الضيافة

كانت الحامولة تستقبل الضيف القادم من خارج القرية في مجلس الحامولة وكان يقيم فيها ويبيت فيها ويقدمون له الطعام والشراب في المجلس بغض النظر عن العائلة التي ستقدم الطعام في ذلك اليوم وبالنسبة لاهل القرية فقد كانوا يطعمون بعضهم من الطعام حيث تقوم المرأة بتوزيع بعض الاطعمة على الجيران وخصوصاً أنواع الطعام التي لها علاقة بالتراث والمواسم مثل الخبيزة والزعتر بالخبز وغيرها

دور المرأة في القرية

كان للمرأة دور مميز في القرية حيث كانت تقوم على خدمة الرجل وبيته ومساعدته في أعماله اليومية مثل الزراعة والرعي وحلب الأغنام والأبقار وحصاد المزروعات ودرسها مع زوجها وأهله ونقل مياه الشرب إلى البيت من الابار القريبة والبعيدة ونقل الحطب وغيرها من الاعمال الاخرى بالإضافة إلى تربية الأولاد وخدمة الجميع.

قائمة المأكولات الشعبية

تمتاز عراق المنشية بالعديد من الأكلات الشعبية كسائر القرى والمدن الفلسطينية الاخرى ومنها:

  1. المسخن الفلسطيني
  2. المنسف الفلسطيني
  3. مقلوبة
  4. الملوخية
  5. ورق الدوالي
  6. مجدرة
  7. مفتول

ثورة فلسطين 1936

وكأي قرية فلسطينية ومدينة شاركت عراق المنشية واهلها بدورهم الطبيعي ضد قوات الانتداب الإنجليزية والعصابات الصهيونية المموله منهم لطرد سكانها الاصليين من بلادهم، حيث كان في القرية ما بين الاعوام 1936 -1939 م كان فصيل ثوري نسق نشاطه مع قائدي منطقة الخليل عيسى البطاط وبعده عبد الحليم الجولاني .

احتلال القرية وتطهيرها عرقيا ( القصة الكاملة )

كانت عراق المنشية في الأراضي المخصصة للدولة العربية بموجب قرار التقسيم للأمم المتحدة عام 1947.

هذه المقالة عن حصار قرية عراق المنشية (1948- 1949)؛ إن كنت تبحث عن عناوين مشابهة، فانظر عراق المنشية (توضيح).
الهجوم على عراق المنشية (1948)
عرفت فلسطينياً (حصار قرية عراق المنشية) وفي الرواية الصهيونية (يوعاف)
1948 Arab Israeli War - May 15-June 10-ar.svg
معلومات عامة
التاريخ 15 مايو 1948 – 1 مارس 1948
( اكثر من عام على صمود القرية )
البلد Flag of the United Kingdom.svg فلسطين الانتدابية 
الموقع فلسطين عراق المنشية
31°36′17″N 34°46′59″E / 31.60472222°N 34.78305556°E / 31.60472222; 34.78305556 
النتيجة أتفاقية رودوس وطرد السكان المحليين بعدها من قبل العصابات الصهيونية
المتحاربون
فلسطين عراق المنشية
(أهل قرية عراق المنشية)
مصرالجيش المصري
السودان
(المتطوعون السودانيون)
إسرائيل (العصابات الصهيونية (لواء غفعاتي، لواء ألكسندروني))
القادة
فلسطين المختار خالد حمدان الطيطي (عميد بلدة عراق المنشية)
فلسطين المختار يونس أدعيس الطيطي(قائد)
فلسطين احمد دعيس الطيطي(قائد)
مصر جمال عبد الناصر (قائد)
مصر السيد طه (قائد)
إسرائيل دافيد بن غوريون (رئيس الوزراء)
إسرائيل يغآل ألون (قائد)
القوة
فلسطين 250 مقاتل
مصر 4،000 جندي
السودان 100 مقاتل
إسرائيل 2000 جندي.
الخسائر
مجموع الشهداء: 110 مجموع القتلى: حسب الرواية الشفوية من اهل القرية هناك 400 قتيل صهيوني
ملاحظات

الرواية الشفوية

بدأت المناوشات في القرى المحيطة بعراق المنشية بشكل عام وفي عراق المنشية بشكل خاص في أواخر آذار عام 1948 م ولكن المعارك الحقيقية بدأت في آواخر شهر حزيران، وإزدادت حدة وشراسة المعارك وتضييق الحصار الخانق عليها من قبل اليهود بعد سقوط بيت جبرين والتي أحتلت من قبل العصابات الصهيونية يوم 27/10/1948 م وفي ذلك الوقت سقطت قرية قبية بني عواد وانسحب جزء من الجيش المصري إلى الخليل وبدأ أهالي القريتين أي بيت جبرين والقبية بالرحيل عنهما شرقاً إلى الدوايمة وقرى أخرى . وتبع ذلك سقوط عراق سويدان في أيدي اليهود بعد أن قاموا بهجوم ناجح على مفترق الطرق عند عراق سويدان وبذلك تم عزل القوات المصرية في عراق المنشية والفالوجة عن قيادتها في المجدل وغزة .

وسقوط كل من بيت جبرين شرقاً وعراق سويدان غرباً ضيق الخناق على الجيش المصري وأهالي القرية التي كانت حينها تعج وتغص بمئات اللاجئين الذي لجأوا إليها من القرى المجاورة، وفي هذا الحصار لم يبق اتصال يصل القرية بباقي أرجاء الوطن إلا من شريان واحد يصل شرق الفالوجة بغربي عراق المنشية، فلم يكن خيار للجيش المصري والأهالي إلا الاستبسال والاستماتة للدفاع عن شرفهم ولأن الإستسلام لليهود كان يعتبر بمثابة انتحار جماعي، فأقسم الجميع أي من كان قادراً على حمل السلاح من الجيش المصري والأهالي على خوض معركة الشرف تلك، فإما الموت وإما الشهادة (وعلي وعلى أعدائي) . وقد تعاون الجميع على تجاوز تلك المحنة وامتزج الدم المصري والسوداني بدماء المتطوعين من أهلي القرية وسال زكياً على تراب عراق المنشية الطاهر، كان سكان القرية فلاحين تتوفر عندهم الحبوب في الخوابي والمخازن وكذلك يتوفر لديهم الكثير من الأبقار والأغنام والطيور الداجنة في حظائرهم فقد كان هذا عاملاً مهماً في رفد الحصار وإطالة أمد الصمود وخصوصاً أتخذت هذه المواد الغذائية كإمدادات للجيش المصري الذي انطعت سبل إتصاله بقيادته وبطرق إمدادته وتعاون الأهالي والجيش المصري الذي تعداده 1300 جندي في القرية في القيادة العليا إلى القيادة المصرية ولكن كان يقودههم على المستويات الأقل ضابطان سودانيان، وهم المللازم (عبد الله) و المللازم (بشير) الذي استشهد في إحدى المعارك غربي البلد رحمه الله .

دور السكان في تقديم المأكل للجيش المصري

  1. اللحوم : تقدم وجبة واحدة أسبوعياً يوم الجمعة على حسب السكان في القرية، يوم على عشيرة الطيطي وتوابعها، ويوم على عشيرة الجوابرة وتوابعها ... الخ ، وقد كانت تشمل هذه اللحوم كلاً من الأبقار والأغنام والدجاج. (وكان يتم تنظيم هذه الأمر بالتعاون بين الحاج المختار خالد حمدان الطيطي عن عشيرة الطيطي والمختار عبد الفتاح أحمد يوسف مختار الجوابرة، ومعهم شخص مصري يدعى الصاغ عمر وبإشراف مباشر من البكباشي جمال عبد الناصر .)
  2. أما الخبز وإمداداته من القمح وكانت تقسم حسب ممتلكات الفلاحين وسعة أراضيهم فكان يفرض على كل شخص حصة ونصيب حسب طاقته وإمكانياته .

تدمير بابور الطحين

كانت الحبوب أول الأمر تطحن في بابور طحين تابع للقرية كان يمتلكه الشيخ محمود أبو محيسن فعرف اليهود مدى أهميته وحيويته بالنسبة للقرية فركزوا عليه قصفهم حتى دمروه تدميراً كاملاً فأصبحت هناك مشكلة كيفيه طحن الحبوب .

المطاحن اليدوية

وجدت هذه المشكلة حلها وذلك بتوزيع الحبوب على نساء القرية لكي يتم طحنها بواسطة الطواحين الحجرية اليدوية (الرحى) حيث كانت كل أمرأة تتسلم مقداراً معيناً من الحبوب سواء القمح أو الشعير يجب عليها أن تطحنها على جاروشتها وتعيده طحيناً . وكانت امرأة قوية أسمها عزيزة كلفت من قبل المختار الحاج خالد الطيطي بتوزيع الحبوب على النساء وبعد فترة تعود لتجمعه طحيناً وقد لقبت بالشاويش . أما أشهرؤ النساء اللواتي عرفن بمهارتهم في نجاعة طحنهن للقمح والشعير على جواريشهن :

  1. شايقة أدعيس امرأة عطا الله قنديل الطيطي .
  2. الشهيدة فاطمة ظاهر عبد الله .
  3. فاطمة العبد عياش.
  4. لطيفة إسماعيل أبوهشهش أمرأة يونس خليل.
  5. صبحة ظاهر عبد الله.
  6. سعيدة أم محمد حسين نمر.
  7. ساره محسن الجابري زوجة محمود جاد الله أبو محيسن.
  8. لبقة نمر زوجة جبرين خليل.
  9. شايقة امرأة محمد حسين نوفل البدوي.

وغيرهن من الحرائر بطلات ملحمة صمود عراق المنشية.

وجبات الأكل

أما وجبات الأكل فهي عبارة عن عجوة التمر تمرس (تنقع في الماء) ووجبات من الخبز والعدس ووجبات من جريشة القمح مع اللحم والبندورة المجففة والطبيعة وكذلك الفول والحمص.

طريقة الخبز

أما طريقة الخبز : فقد كان يوجد في البلد فرن لشخص اسمه (عبد الكريم عثمان أبو سل) يشعل بواسطة الأخشاب وضعه صاحبه تحت تصرف المقاتلين وعندما نفدت الأخشاب أضطر المواطنون لهدم بعض المنازل وتقديم أخشابها وقوداً للفرن وقد دمر الفرن من قبل العصابات الصهيونية أيضا، وأضطر المواطنون لخبز الخبز المقدم للجيش المصري في الطوابين وأحياناً على الصاج .

بداية المعارك

قائد الكتيبة المصرية اللواء السيد طه والملقب بالضبع الأسود

في أحد الهجمات بعد سقوط المجدل وكرتيا غرب البلد استطاعت العصابات الصهيونية دخول المنازل الغربية فتصدت لهم الوحدة السودانية والمتطوعين من أبناء البلدة الذين بلغ عددهم 200 متطوع بالإضافة إلى الجيش المصري. وبتضافر جميع الجهود والعناية الإلهية قبل كل شيء وبتخطيط من البيك (طه) الذي خطط لاستعمال الهنابر وهو نوع من المركبات كالدبابات والمدرعات تحمل نوعاً من أنواع المدفعية، وقد تم صد العدو وقد خلف مئات القتلى والجرحى وقد دفنت الجث التابعة للعدو في مقابر جماعية (تقول الرواية التاريخية الشفوية ان دفن جثث اليهود في المقابر الجماعية كان كبير جداً حتى ان اهل القرية دفنوهم وبين كل جثة وجثه مقدار لوح صبر)

استدراج اليهود

أما الهجوم الثاني المشهور فقد جاء من الشمال وقد استعمل جمال عبد الناصر حيلة لاستدراج اليهود في فخ نصبه لهم وقد كان حينها مفاوضات بين جمال عبد الناصر والقائد اليهودي (سايل سكرمان) أصبح عام 1949 م متصرفاً للواء المجدل، وقد استدعوا وقتها جمال عبد الناصر ليمثل الجيش المصري إلى المستعمرة (جات) شمال البلد واتفقوا معه على أن يسلم الجيش المصري بلا قتال مقابل عدم الانتقام من الجيش والأهالي بعد الكارثة التي حلت باليهود في هجومهم الأول والذي فقدوا فيه المئات من جنودهم، واتفقوا معه تحت شروط وضعها جمال عبد الناصر (أن يدخل جنود العصابات الصهيونية بلا أسلحة وكان يريد أن يستدرجهم إلى حتفهم الذي ينتظرهم وقال لهم بأن هذا هو شرطه خوفاً على سكان القرية أن يروعوا ). حينها رجع جمال عبد الناصر من مقابلة اليهود، وطاف على مواقع الجيش المصري وعلى مواقع المتطوعين من السودانيين والأهالي وأخبرهم بأن اليهود قادمون بدون أسلحتهم الثقيلة فلا تطلقوا النار حتى أعطي الإشارة بواسطة طلقة حمراء، وحينما وصل اليهود ويقال أنهم وصلوا بأفرادهم مجندين ومجندات وضباطاً يرقصون ويغنون ظناً منهم أنهم حصلوا أخيراً على عراق المنشية وبكل سهولة . وعندما أصبحوا على بعد 100 متر تقريباً أطلقت طلقة الإشارة وأخذ الجيش المصري يقذف بحممه وبكثافة ولم ينج منهم إلا من كان متأخر في القدوم إلى البلد عندئذ فقد اليهود صوابهم وفقدوا ثقتهم بعبد الناصر وأصبحوا لا يأمنون له جانباً وقد خلفوا وقتها قتلى كثيرين (تقول الرواية التاريخية الشفوية ان دفن جثث اليهود في المقابر الجماعية كان كبير جداً حتى ان اهل القرية دفنوهم وبين كل جثة وجثه مقدار لوح صبر).

رواية البكباشي جمال عبد الناصر في عراق المنشية (عن مذكراته)

صورة للرئيس جمال عبد الناصر مع مختار عراق المنشية الحاج خالد حمدان الطيطي

قال الرئيس عبد الناصر في 3 آذار/ مايس/1955: [إني أذكر يوم 16 أكتوبر (تشرين الأوّل) من عام 1948م. وكانت الهدنة قائمة وهجم اليهود هجوماً غادراً على موقع الكتيبة السادسة في عراق المنشية ، ولكنهم هزموا شر هزيمة.

ولستُ أنسى معركة 16 أكتوبر عام 1948 في عراق المنشية حين واجهنا اليهود وهم متفوقون في القوة والعدد وكنا نحن في موقع منعزل محاصر، وتمسكنا بالشرف، وتمسكنا بالواجب، وتمسكنا بالوطن. فهزمنا المعتدين. فرأيت العسكري اليهـودي وهو يفر مذعوراً لمجرد رؤيتنا. رأيتهم يُهزمون رغم دباباتهم ومدرعاتهم التي تركوا بعضها في الميدان].

وقال الرئيـس بتاريخ 22 يونيو (حزيران) 1962: [وفي سنة 1948م. حاربنا وحوصر جزء من الجيش المصـري في الفالوجة وعراق المنشية. ولقد رأيت الفلسطينيين في عراق المنشية. وكان معنا الشيخ خالد(خالد الطيطي والذي منحة الرئيس جمال عبد الناصر فيما بعد وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى) مختار في عراق المنشية، وقد أستشـــهد أبناؤه أمامي ولم يكن يلتفت لأحد من أبنائه، وقد أُريق في هذا اليوم الدم الفلسطيني والدم المصري، وقد بلغ عدد الذين أستشهدوا 150 شهيداً من الكتيبة المصرية وقتل أيضاً عدد كبير من الفلسـطينيين المناضلين ودخل اليهود وأستولوا على ثلثي عراق المشية ولكن لم يتمكنوا من الصمود وأســتطعنا أن نعيد الأستيلاء على مواقعنا وتكبد اليهود في هذا اليوم يوم 28 ديسـمبر (كانون الأوّل) سنة 1948 خسـائر بلغت حوالي 400 قتيل. وقمنا بدفنهم. وأنا ذهبت بعد أنتهاء الحرب وبعد الهدنة إلى عراق المنشية في يناير (كانون الثاني) سـنة 1950 ودخلت بواسطة رجال الهدنة لأطلع اليهود على مقابر هؤلاء الجنود لأنهم لم يستطيعوا معرفتها وطلبوا من رجال الهدنة أن يرسلوا أحد المصريين ليريهم هذه المقابر… وقد أوفدني الجيش المصري لأعّين لهم المقابر لأننا كنا نتبادل الجثث].

وسام الشجاعة المصري من الطبقة الاولى للحاج خالد حمدان الطيطي مختار عراق المنشية

دفتر يوميات جمال عبد الناصر الشخصية في حرب فلسطين وتحديداً في عراق المنشية

دفتر يوميات جمال عبد الناصر الشخصية في حرب فلسطين التي أفرج عنها الصحفي محمد حسنين هيكل بعد 55 عاماً [1]

مقدمة قبل أن تقرأ اليوميات بقلم عبد الله السناوي

فجأة.. توقف رجل يوليو القوي “جمال عبد الناصر” عن الاستطراد في حديثه المستفيض مع الصحافي الشاب -وقتها- “محمد حسنين هيكل” عن تجربته في حرب فلسطين وشهادته على ما جرى فيها. طلب “جمال عبد الناصر” من ضيفه الانتظار قليلاً، وغادر حجرة الاستقبال في بيته المتواضع بشارع الجلالي في الوايلي، ليعود بعد قليل ومعه صور ومتعلقات شخصية ورزمة خطابات، بعضها تلقاها بعد العودة من الحرب من “أهالي الفالوجة”، وبعضها من زوجته تحية ووالده وعمه، وبرطمان مملوء بتراب المنطقة التي حارب فيها، معتقداً أنه سوف يعود إليها، لتستكمل القوات المصرية المهمة التي لم تقم بها، وأن مصر لم تخض حرباً حقيقية في عام ،1948 فالحرب تشترط أن تكون واعياً بأهدافها ومستعداً لمقتضياتها، والنظام السياسي -وقتها- بدا غير مدرك أنه قد دخل حرباً فعلاً، أو ماذا يفعل بالضبط في فلسطين. غير أن أخطر ما أحضره معه “جمال عبد الناصر” دفتر مذكرات شخصية على غلافه الخارجي بقعة من دمه.. وقال ل”هيكل” : “يمكنك أن تأخذ معك هذا الدفتر، وأن تقرأ فيه، وأن تكتشف بنفسك ما جال بخاطري تحت وهج النيران في حرب فلسطين، وما كتبته يوماً بيوم في خنادق القتال على ضوء لمبة جاز”. في ذلك اليوم البعيد من مطلع عام ،1953 عندما أخذ “هيكل” يتصفح دفتر المذكرات، وعلى غلافه الخارجي بقعة من دم “جمال عبد الناصر” سأله : “هل هذه إصابة حرب..؟”.. فأجاب على الفور : “لا”.. وأخذ يروي “جمال عبد الناصر” قصة بقعة الدم على غلاف دفتر مذكرات، فأثناء كتابته اليومية مسجلاً وقائع القتال، وانتقاداته الحادة لمستوى الأداء العسكري للقيادات العليا، الذي كان مزريا، حدث أن قصفت القوات اليهودية مقر رئاسة الكتيبة المصرية السادسة، وكان رئيس هيئة أركانها، وأدى الارتجاج الشديد الذي نتج عن القصف إلى سقوط لمبة الجاز، وخشي “جمال عبد الناصر” أن يؤدي سقوطها على أرضية الغرفة إلى حريق، فحاول أن يمسك بها دون جدوى، فأدى ذلك إلى جرح في يده، وسقطت قطرات من دمه على الدفتر الذي كان يكتب فيه. وبدا النفي القاطع، والقصة الإنسانية البسيطة التي رواها “جمال عبد الناصر” مثيرة للالتفات من صحافي شاب غطى العمليات العسكرية في فلسطين، وتعرف على أعداد كبيرة من أبطال هذه الحرب، ويعرف -باليقين- أن البطولات فيها بلا حصر، وأنها حقيقية، ولكنه يعرف -باليقين أيضا- أن عددا آخر ادعوا الإصابات فيها، وحصلوا على أنواط ونياشين. ثم إنه يعرف -وهو شاهد كمحرر عسكري في ميادين القتال في فلسطين- أن “جمال عبد الناصر” هو واحد من أبطال هذه الحرب، ومن أبطال الصمود الأسطوري في “حصار الفالوجة”، وأنه أصيب أكثر من مرة، وقاد عمليات بطولية هددت حياته، كأنه كان على موعد مع الموت في هذه الحرب كل لحظة، ولكن المقادير ادخرته ليقوم بعد أربع سنوات بأكبر عملية تغيير سياسي في تاريخ مصر والمنطقة في العصور الحديثة. كانت مصر في مطلع عام ،1953 الثورة في أولها، وصراع السلطة داخلها يوشك أن يشتعل بعد عام فيما عرف ب”أزمة مارس”. .. وكان الحوار في هذا اليوم الشتوي البعيد بين الرجلين -زعيم يوليو والصحافي الشاب الذي قدر له أن يصحبه محاوراً وصديقاً إلى نهاية الرحلة- منصبا حول شخصية وأفكار “جمال عبد الناصر”.. وكانت فكرة “محمد حسنين هيكل”، رئيس تحرير مجلة “آخر ساعة” -في ذلك الوقت- إجراء “حوار في العمق” مع الرجل الذي بدا له أنه زعيم الثورة وقائدها الحقيقي يكشف عن شخصيته وأفكاره وتجاربه في “فلسطين” و”السودان” و”منقباد” وخلفيته الاجتماعية. وبعد حلقتين كان قد كتبهما “هيكل” باسم “أحاديث مع جمال عبد الناصر” أخذت صورة مقالات موقعة باسمه، بدا ل”جمال عبد الناصر” أن ما هو منشور يعبر بدقة عنه، طالباً من “هيكل” أن يستمر في تلك السلسلة من الأحاديث، واضعاً في حوزته مذكراته الشخصية في حرب فلسطين، ومفسحاً أمامه المجال واسعاً، بغير تكلف رسمي.. وفي بيته، أن يسأل كما يشاء.. وفي الخلفية أزمة سلطة توشك أن تشتعل في مارس/ آذار.. بدا “عبد الناصر” واثقا من نفسه ومن قدرته على حسم صراع السلطة، وتجاهل الحديث في هذا الموضوع، وأخذ يتحدث عن “فلسفة الثورة”، وكانت المفاوضات مع الإنجليز للجلاء عن مصر على رأس مشاغله. وفيما كان هدف “هيكل” بأحاديثه مع “جمال عبد الناصر” معرفة ما في داخل هذا الرجل الذي تبدى أمامه من اللحظة الأولى الرجل القوي في النظام الجديد لثورة يوليو، كان “عبد الناصر” راغباً في تأسيس فكرة جوهرية عن ثورة يوليو ومستقبلها، ووجد فيما كتبه “هيكل” تعبيراً حقيقياً عنه. في هذه اللحظة بالذات تجسرت العلاقة بين الرجلين، وذاب الجليد، فقبلها بدا أن الأساتذة “إحسان عبد القدوس” و”أحمد أبو الفتح” و”حسين فهمي” و”حلمي سلام” أقرب إلى يوليو ورجالها، ورغم أن “هيكل” التقى “ناصر” قبل الثورة وبعدها عدة مرات، بعضها مثير، إلا أنه لم يكن الأقرب.. حتى هذا اليوم البعيد من مطلع عام ،1953 فيومها تلاقت أفكار، ووضع “ناصر” ثقته في “هيكل”، الذي تولى صياغة خطاباته ووثائق الثورة، محاوراً وصديقاً.. حتى نهاية الرحلة. و.. كانت تلك الأحاديث مع “جمال عبد الناصر”، مضافا إليها دفتر مذكراته اليومية في حرب فلسطين، هي الأساس الذي صيغت عليه “فلسفة الثورة”.. ثم ما أطلق عليه “يوميات الرئيس جمال عبد الناصر في حرب فلسطين”، التي نشرت على حلقات في مجلة “آخر ساعة” خلال شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان من عام ،1955 والمذكرات المنشورة ليست يوميات بالمعنى الحرفي، ولكنها تصريحات أدلى بها “عبد الناصر” إلى “هيكل”، الذي صاغها مستندا لدواعي التدقيق في التواريخ على دفتر اليوميات الشخصية، الذي لم يتسن لأحد غيره أن يطلع عليه على مدى ستين عاماً منذ كتابتها. وترجع أهمية هذه الوثيقة الخطية إلى أنها تكشف دواخل نفس “جمال عبد الناصر”، وشخصيته، بخطه هو، لا بأي خط آخر، ولم يكن في تصور “جمال عبد الناصر” عند كتابتها الدور الاستثنائي الذي سوف يلعبه -فيما بعد- على مسارح التاريخ. وهذا هو الفارق الجوهري بين هذه الوثيقة الأصلية، والمرويات المتعددة التي كتبت عن حرب فلسطين ونسبت إلى عبد الناصر ما نسبت. ومضاهاة اليوميات المنشورة في “آخر ساعة” بهذا الدفتر الذي ينشر نصه الحرفي للمرة الأولى تثبت الاتساق في الروايات، لكن مواطن التركيز مختلفة، فاعتبارات المقاتل الغاضب تختلف -بطبائع الأمور- عن حسابات رجل الدولة.. وتكشف الوثيقة التاريخية، التي ربما تسبق في الأهمية “فلسفة الثورة”، رؤية عبد الناصر للصراع العربي - “الإسرائيلي”، أو خلفيات هذه الرؤية. يمكنك أن تلحظ بسهولة -وهو شاب في الثلاثين- إدراكه لطبيعة الصراع، وان من طبائع العدو عدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة والعهود المبرمة، ولكنه يسجل بخط يده مواطن القوة عند هذا العدو، وبخاصة في أسلوب الحياة داخل المستعمرات والآلات الزراعية الحديثة فيها. وقد زار مع قائده العسكري “الضبع الأسود” الاميرالاي “السيد طه” مستعمرة “جات” للتفاوض، وفي هذا التفاوض رفض القائد المصري تسليم الضباط والأسلحة، وكان القرار إجماعيا بالقتال حتى آخر جندي.. وربما تجد في هذا الموقف أصول “صرخة السويس” : “سنقاتل.. ولن نستسلم أبداً”. وفي اليوميات تكتشف صلابة وجسارة عبد الناصر، ونسقه الأخلاقي، وارتباطه العاطفي بأسرته، وعمق هذا الارتباط، وسخطه على القيادة العسكرية والسياسية للبلاد، وبخاصة اللواء أحمد باشا المواوي قائد حملة فلسطين، وتأهبه للموت استشهادا بلا وجل، وعلاقة الصداقة المتينة ب”عبد الحكيم عامر”، وتصافح أسماء شهيرة من قيادات “الضباط الأحرار”، وأسماء أخرى لضباط قاتلوا بشراسة، واستشهد أغلبهم، ولا يعرف عنهم شيئا حتى اليوم.. والأهم أنك يمكن أن تلحظ العدد الكبير من الضباط الأقباط الذين قاتلوا أو استشهدوا في فلسطين، ويذكر عبد الناصر أسماءهم، وبعضهم مقرب منه، دون أن يرفق بالأسماء أدنى إشارة للهوية الدينية للمقاتلين من ضباط وجنود. ويبدو أن مصر -الآن- لديها أزمة في ذاكرتها، وأزمة في نسيجها الاجتماعي الواحد، فأخذنا نفرق مالا يفرق. على مدى (55) عاماً احتفظ “هيكل” في مأمن وثائقه بدفتر مذكرات “جمال عبد الناصر”، غير أن “الأستاذ” أشار إلى دفتر المذكرات في إحدى حلقات “مع هيكل” على قناة “الجزيرة”.. وقد اتصلت به بعد خمس دقائق من نهاية هذه الحلقة المثيرة، مستغرباً أن يحتفظ بوثيقة خطيرة، عمرها ستون عاماً، دون أن ينشرها.. وكانت إجابته : “لها وقت تنشر فيه.. في حياتي أو بعدها”.. وكان تعليقي : “ما وصلت إليه في عوالم السياسة والصحافة من مكانة رفيعة جعلت منك الصحافي الأول في القرن العشرين -بحسب تعبير النيويورك تايمز- لم يكن من فراغ”.. فرد على الفور : “عبد الناصر هو الذي لم يولد من فراغ”.. والمعنى أنه كان مؤهلا للقيادة والزعامة.. وأن نصوص المذكرات، مع ملاحظة أنه كتبها في الثلاثين من عمره.. وهي بالأساس مذكرات مقاتل، كاشفة لما جرى يوم 23 يوليو/ تموز وما بعده، كأنه شهاب انطلق من تحت نيران حرب فلسطين إلى أوسع عملية تغيير في مصر والمنطقة. وفيما بعد قرر الأستاذ “هيكل” أن ينشرها، وطلب مني -وقد ألححت عليه قبلها باسم “جمال عبد الناصر” والولاء له أن تنشر هذه الوثيقة الخطيرة في عيد ميلاده التسعين- أن أذهب إليه، وأخذنا في مكتبه على نيل الجيزة نتصفح معاً دفتر اليوميات، قبل أن يبدأ مكتبه في تصوير نسخة خطية كاملة. وقال الأستاذ : “أنت تعرف خطوط الريس.. انظر معي، فهناك على بعض الصفحات خطوط أخرى لرجال آخرين، تسجل أوضاع التعيينات في الكتيبة بتواريخ سبقت وصول “جمال عبد الناصر” إلى غزة يوم 3 يونيه 1948 في قطار، وكان معه في الرحلة إلى ميادين القتال “عبد الحكيم عامر” و”زكريا محيي الدين”. وبطريقة ما وصل الدفتر إلى “اليوزباشي جمال عبد الناصر”، وأخذ يسجل يومياته من لحظة الوصول.. وفي وقت لاحق، وقبل أن يعود الدفتر التاريخي الثمين إلى مأمنه في محفوظات “مؤسسة هيكل”، اكتشف “الأستاذ” مفاجأة مدوية، وهي أن “عبد الناصر” بعد أن سجل آخر يومية له في هذا الدفتر يوم (30 ديسمبر 1948)، عاد إلى الصفحة الأولى فيه (1 يناير)، معدلا تاريخ السنة (1948) ب(1 يناير 1949).. ومضت المذكرات الجديدة مسجلة شهادته على ما جرى في شهور يناير وفبراير ومارس من العام التالي للحرب.. وقبل أن يعود ل”القاهرة”. وهي شهادة مضافة، وجزء لا يتجزأ من هذه اليوميات، على رؤية رجل ولدت إرادة الثورة فيه تحت وهج النيران.. سوف نزيح الستار عنها في وقت لاحق. ومن المعروف أن “جمال عبد الناصر” شرع في تأسيس “تنظيم الضباط الأحرار” قبل حرب فلسطين، ولكن فكرة الثورة على النظام بأكمله ولدت في ميادين القتال. وعندما عاد إلى القاهرة بدأ في إعادة بناء التنظيم وتشكيل لجنته التأسيسية تحت قيادته.. وكان لافتا في نصوص اليوميات إطلاق “عبد الناصر” على كل من هو أعلى منه رتبة لقب “بك”، غير أنه هو نفسه -بعد سنوات قليلة- من ألغى الألقاب في مصر، وافتتح صفحة اجتماعية جديدة فيها. ولدت الثورة في قلب رجل عندما كتب بخط يده في يوميات القتال : “لقد فقدنا ثقتنا في قيادة الجيش.. وفي قيادة البلاد”. ولعل هذه العبارة -بالذات- هي المشهد الافتتاحي لإزاحة النظام الملكي بالكامل.. تمهيدا لعصر يوليو التي خاض معاركها، انتصر وخسر، وربما أكثر ما أوجعه بعد هزيمة (1967) أن بعض ما انتقده في عام (1948) تكرر معه عام (1967). ثغرات النظام أدت إلى الانقضاض عليه والنيل منه.. وكانت تلك محنة رجل متسق مع نفسه ومع أفكاره، يصدق نفسه ويصدقه الشعب، لا يكذب ولا يدعي.. حتى وهو يكتب في مطلع شبابه يوميات قتال لا يتوقع أن يراها أحد.. أو أن المقادير سوف تصحبه إلى سدة السلطة العليا في مصر، وأن يكون بعد أربع سنوات الرجل القوي في مصر وبعد ثماني سنوات الرجل الذي يسقط الإمبراطوريتين الإنجليزية والفرنسية، ويصعد بالأحلام العربية -في تجربة الوحدة مع سوريا- إلى ذراها العالية بعد عشر سنوات فقط من كتابة مذكراته في خندق قتال على ضوء لمبة جاز.. كأنه شهاب انطلق من فلسطين إلى القاهرة.. كأنه نسر محلق في سماء المنطقة حملنا على جناحيه، قبل أن يهبط إلى مثواه.. ونهبط بعده إلى المأساة.

__________________ كيف ولدت الثورة في قلب رجل؟ ... (1)

وهنا تبدأ يوميات عبد الناصر :

الخميس 3 يونيو

وصلت إلى غزة ك3 - ك 4. قابلت شفيق معوض. ذهبت إلى أبو عوف.. وبلغني أن محمود بك لبيب موجود في معسكر المتطوعين. ذهبت إلى هناك مع أبو عوف ولكن لم أجده. وفي الطريق إلى غزة قابلته مع الشيخ فرغلي. اتفقنا على أن نصلي الجمعة سوية في معسكر المتطوعين. في الساعة 00 :20 سمعنا إطلاق النار في قطاع “السرية 2”.. وظهر أنهم اشتبهوا في تقدم قوات معادية.

الجمعة 4 يونيو

كنت أستعد للذهاب إلى محمود بك لبيب عندما صدرت أوامر بالتحرك من غزة إلى أسدود لغيار الكتيبة التاسعة. تعينت قائدا لجماعة الاستكشاف.تحركت الساعة 30 :13. مريت على دير سنيد لأخذ جماعة هاون وجماعة 6 رطل لنا هناك. مريت على المجدل.. ووصلت أسدود الساعة 00 :16. قابلت عبد الحكيم والرحماني بك.. مريت مع عبد الحكيم على المواقع الدفاعية.. وكان الدفاع غريبا جدا فهو أشبه بالنقط الخارجية. لا يوجد احتياط مطلقا من الفصيلة إلى اللواء. الجماعات على خط واحد.. فواجهة الكتيبة حوالي 4 كيلو. قابلت خليف وهين ومصطفى حامد.. وكان كل شيء هادئا. عرفت من عبد الحكيم أن هذا الهدوء نادر وان الوضع الدفاعي عبارة عن دائرة من كتيبتين تحيطها المستعمرات من كل جهة تقريبا وان المناوشات الليلية مستمرة.. وحكى لي عن هجوم اليهود ليلة 2-3 يونيو بقوات كبيرة والخسائر التي تكبدوها. وذهبت إلى محل الهجوم.. وكانت الرائحة لا تطاق.. والمخلفات التي تعبر عن العار. وهذه النقطة هي أقصى ما وصل إليه الجيش حتى الآن شمال أسدود. إن الخط الدفاعي ليس به عمق ولا احتياط وهو عبارة عن موانع نقط خارجية فيه ثغرات تسمح بالتسلل ولا يوجد أسلاك أو أي تحصينات سوى الحفر.

السبت 5 يونيو

وصلت الكتيبة السادسة الساعة 00 :11. وقابلها أحد الضباط عند أول أسدود واستلمت محلاتها.. وقد بلغنا القائد والضباط أن الموقف هنا يختلف جدا عن غزة.. فنحن محاطون بالمستعمرات من جميع الجهات ونشاط العدو ملحوظ. وبقيت في مركز رئاسة الكتيبة في إحدى الحدائق المجاورة للطريق.. واستمر كل شيء هادئا. الساعة 1830 حين بدأت مدفعية العدو تصب نيرانها فجأة على الحديقة.. وكانت القنابل تسقط في مواضع متفرقة.. وابتدأ الضرب حين كنت جالسا مع جاد بك الذي كان يلبس البيجامة ويجلس على السجادة.. وفوجئنا بصفير فوق رؤوسنا تبعه انفجار قريب رج أرض الحديقة. وكانت مفاجأة وجرى كل منا إلى حفرته. وكنت مع محب وكمال بشارة في حفرة واحدة. واستمر الضرب حتى بلغ عدد القنابل اثنتين وعشرين.. وكانت جميعها تسقط قريبة ولكن لم تحصل أي إصابة. وتبع ذلك عواء الذئاب التي يعتقد أنها أصوات اليهود.. وتبعه إطلاق النيران. وتلاحظ أن طلقات نارية تضرب من مكان قريب منا جدا. وأخرجت دورية لتفتيش الحديقة. وفجأة حوالي الساعة 00 :21 بدأ الخط بفتح نيران وطلب العوضي نيران نجدة في المدفعية. وبلغني أن ذخيرة الهاون (67) نفدت.. وطلبت من المدفعية نيران نجدة فأعطتها في الحال. وبلغني العوضي أنه يرى أنوارا متحركة أمامه. وعرفته أن ذلك ربما يكون الغرض منه استهلاك ذخيرتنا.. واني لن استطع أن أرسل له ذخيرة في أثناء الليل.. وفعلا كان الإسراف شديدا في الذخيرة.. ولم يطمئن الجنود إلا بعد إطلاق ذخيرة كاشفة ورؤيتهم أنه لا يوجد عدو مطلقا.

الاثنين 28 يونيو

وصل أمر إنذاري بالاستعداد للهجوم يوم ،28 ومؤتمر يوم 29 الساعة 00 :10

الثلاثاء 29 يونيو

حضرنا المؤتمر.. كان عبارة عن عدة مؤتمرات.. واحد بخصوص التأمين الاجتماعي.. وواحد بخصوص طلبات لإدارة الجيش. حضر الشاذلي الذي كان في منتهي الوقاحة إذ قال إن أي ضابط في المدفعية أحسن من بتوع المشاة الذين أظهروا الجبن.. وقوبل بثورة من الجميع. وقال له أحد الموجودين قبل ما تتكلم تعال امسك سرية.. وقال نعمة الله بك إن عساكر وضباط المشاة بيهجموا على المواقع اليهودية بالقميص وبدون أي أسلحة مدرعة الأمر الذي لم تسمع عنه.. والحقيقة أن موقف الشاذلي كان في غاية السخافة. تكلمنا مع الوالد وتحية

الأربعاء 30 يونيو

حضر عبد الحكيم وثروت.. وتكلمنا بخصوص الجواب المطلوب إرساله لمصر.. وأخبرتهم أني أرسلته فعلا بالأمس مع عبد الله مهدي. تكلمنا مع الوالد وتحية بالتليفون الساعة 30 :15. وكانت تحية تكرر السؤال دائما عن ميعاد العودة الذي لا يعلمه إلا الله. في الساعة 30 :16 حضرت مع جاد بك مؤتمرا لشرح الخطة المقبلة على تختة الرمل. وكان يشرح الأرض جبر ويساهم في ذلك رزق الله الفسخاني ونعمة الله بك.. وأخيرا تكلموا عن الخطة. أما الوقت فهو عبارة عن تكرار لليوم السابق : صحيان الساعة 00 :6 وشغل مرور وبوستة حتى الساعة 30 :13 ويشمل ذلك الكتب ثم الغداء. وبعد ذلك حتى الغروب تكملة الأعمال المطلوبة.. والنوم الساعة 00 :22.

الخميس أول يوليو

خرجت مع القائد في الصباح للاستكشاف من تبة المغناطيس ولكن لم نتقدم عن التبة.. وطلبت منه الخروج باكرا للاستكشاف مع ضابط المخابرات وضابط الحمالات.

الجمعة 2 يوليو

خرجت الساعة 700 مع حسن رأفت وإسماعيل محيي الدين للاستكشاف ومعنا مدفعا برن وثلاثة تومي وتوجهنا إلى تبة الفنطاس. وقابلنا ضابطا سودانيا وعرفناه عن اتجاهنا وتوجهنا. وقابلنا عربيين وأخذناهما معنا. وتوجهنا بالعربة إلى مكان مزروع بالذرة خلف تبة.. وتركنا العربة وتوجهنا إلى (النبي صالح). وأشرفنا من هناك على (كامب جوليس) وكان غرضنا استكشاف الصوافير الغربية ولكن لم أتمكن من رؤيتها.. وبلغنا العربي الموجود معنا أن اليهود موجودون بالجنينة شمال النبي صالح ففتشناها ولم نجد بها يهودا. وكنا في موقع بين الكامب وبيت دراس. وبعد مدة طويلة تبلغ ساعتين عدنا إلى العربة.. وعندما ركبنا العربة بلغني إسماعيل أن التبة التي خلفنا عليها يهودي. وركب الجميع وتحركت العربة. وبلغني إسماعيل أن العدد زاد وأصبح حوالي خمسة عشر.. وتحركنا في وسط التبة وخرجنا بسلام..

السبت 3 يوليو

ذهبت مع القائد وقواد السرايا إلى تبة المغناطيس لشرح الأرض.. وتوجهنا إلى البيت الأبيض قرب التبة.

الأحد 4 يوليو

حاولت الكلام بالتليفون ولكن الخط كان مشغولا.. وتكلمت الساعة 00 :19 ولكن لم يرد أحد.

الاثنين 5 يوليو

علمنا أن جلالة الملك سيزور المواقع غدا.

الثلاثاء 6 يوليو

حضر صاحب الجلالة الملك للمرور على المواقع ووصل إلى أقصى المواقع الأمامية الساعة 30 :7. ..... ..... خرجت للاستكشاف (معسكر جوليس) ومعي حسن عثمان والفيومي ولبيب وثابت ورأفت وكمال بشارة ويسري.. وتوجهنا إلى النبي صالح والتبة الموجودة جنوبه.. واستكشفنا المعسكر جيدا.. ووجدنا دشمة مبنية خلف المعسكر القديم... ورأينا مصفحتين خلف المعسكر متجهتين إلى الجنوب. واستمر الاستكشاف من الساعة 00 :15 إلى الساعة 00 :،18 وعدنا بسلام وكنا على مسافة 1100 ياردة من المعسكر.

الأربعاء 7 يوليو

طلب القائد لحضور مؤتمر يرأسه اللواء.. تكلمت مع تحية بالتليفون حوالي الساعة 00 :،17 وقبل الكلام بالتليفون حضر مراسلة يطلبني لمقابلة القائد. ذهبت فوجدت أن الأوامر صدرت للكتيبة السابعة بنقض الهدنة ليلة 7-8 ومهاجمة بيت دراس في عملية ليلية... يقوم بها السودانيون.

الخميس 8 يوليو

كانت أخبار الغارة على بيت دراس سيئة جدا فإن القوات السودانية استطاعت التسلل والدخول إلى البلدة وبدلا من أن يقوم القائد بإطلاق إشارة النجاح أرسل إشارة طلب النيران الدفاعية فأطلقت المدفعية نيرانها على القوات ولم يحصل أي تعزيز. وعاد السودانيون بعد أن أسر قائدهم وتكبدوا بعض خسائر.. ولكن بعد أن ذبحوا عددا كبيرا من اليهود.

الجمعة 9 يوليو

وصلنا أمر إنذاري الساعة 00 :14. الكتيبة تستعد للهجوم.. تسلم المواقع الدفاعية.. الغرض جوليس.. يتم الاستكشاف قبل المساء. توجهنا للاستكشاف الساعة 00 :16 ودخلت ومعي إسماعيل ورأفت وبشارة إلى آخر جنينة تشرف على جوليس.. وقمنا بعمل رسم للبلدة.. عملنا خطة للهجوم وكان جاد بك يعتد برأيه. وكانت الخطة.. سرية نيران وسرية تتقدم من الغرب وسرية من الجنوب وسرية احتياط.

السبت 10 يوليو

تحركت الكتيبة إلى منطقة التجمع الساعة 00 :7. وأعطى القائد الأوامر الساعة 30 :9. وحدد ساعة الصفر الساعة 00 :11. وبدأت العملية وكنت في مركز الرئاسة في عربة اللاسلكي مع جاد بك وبشارة وكمال عبد الحميد. استمر التقدم بانتظام ولكن القائد فقد أعصابه.. طلب التقدم وعاد وطلب تغيير محل الرئاسة إلى طريق عراق سويدان. وتقدمت الرياسة وتركها القائد وطلبني لأقدم جماعتي هاون لأساعد السرية الأولى.. تقدمت ومعي عيسى سراج الدين ضابط المراقبة الأمامي.. وكانت تطلق علينا مدافع الماكينة وتمر فوق الرأس. وعدت إلى مركز الرئاسة فلم أجد القائد ووجدت طلبات من السرايا تريد الإجابة عليها. السرية الأولى تطلب ذخيرة.. وتطلب إخلاء الجرحى.. السرية الثانية فقدت اتجاه فصيلتين.. السرية الثالثة لا ترد.. السرية الرابعة وصلت إلى غرضها. وعندما بدأت أرد على طلبات هذه السرايا علمت أن إسماعيل محيي الدين توفي وهو داخل الحمالة وأن اليهود يستعملون 20 مم.. وصلني مراسله راكباً يقول إن القائد يطلب سحب الكتيبة إلى الجناين.. وانه موجود عند بعض السرايا الاحتياطية.. طلبت قائد اللواء بالتليفون فطلب مني أن ابقى في مواقعي. ولكن وصلني مراسله وأخبرني أن القائد سحب جميع السرايا ما عدا السرية الأولى وأنه طلب سحبها. أخبرت اللواء بذلك وعملت ترتيب سحب السرية وتم الانسحاب بخسائر قليلة.. وكانت الخسائر 15 قتيلا و30 جريحا..

الأحد 11 يوليو

اتخذت الكتيبة موقعا دفاعيا حول محطة التجارب.. وقضينا الليلة هناك. وفي الصباح وصل أمر للكتيبة باحتلال جوليس اليوم.. وعزل جاد سالم من القيادة.. وتسليم الكتيبة لحسين كامل. كان حال الكتيبة لا يشجع أي هجوم.. توجهنا للمجدل وأفهمناهم حال الكتيبة. وصل أمر لنا باحتلال تقاطع عراق سويدان - المجدل - كوكبة - جوليس. ذهبت مع قائد اللواء وأركان حرب اللواء وقائد الكتيبة وقادة السرايا..وغيرنا سرية من ك 9 غرب نجبة. وطلب منا وضع سرية على تقاطع الطرق نجبة - جوليس.. وسرية على تقاطع الطرق عبديس - جوليس. احتل لبيب محله بعد السرية الموجودة تحت نيران المدفعية.. وتواجدت مع السرية الثانية غرب نجبة. وكانت نيران مدافع الماكينة من نجبة تتناثر حولي والمدفعية تسحل الطريق بين السرية الثانية والرابعة. عدت إلى تقاطع عراق سويدان.. فوجدت أن سرية حسني (السرية الأولى) لم تتحرك وأن حسني لم يعد من استكشافه.. وعاد حسني في حالة عصبية وأخبرني أن اليهود فتحوا عليه نيرانا وأن الحمالات تركته وأنه لا يستطيع أن يحتل محلاته الآن فاتفقنا على أن يحتل محلاته قبل أول ضوء.. وكان في حالة يرثى لها ويقول إنه لا داعي لاحتلال هذه المواقع.. وعدته أن أذهب معه في الصباح إلى الموقع. فقدت الأمل في النجاة

الاثنين 12 يوليو

توجهت مع السرية الأولى إلى محلاتها عند تقاطع الطريق جوليس - عبديس.. وكان الموقع مغمورا بالنيران من التباب غرب عبديس.. واتخذت السرية مواقعها تحت النيران.. واستترت مع عبد العزيز في حافة الطريق.. وكان الرصاص يتساقط حولنا. بعد أن استقرت السرية حوالي الساعة 600 في محلها ركبت حمالة وعدت إلى السرية الرابعة وقد تعطلت الحمالة. ذهبت إلى السرية الرابعة وكان يطلق على مواقعها نيراناً أوتوماتيكية من نجبة.. وكان الرصاص يمر فوق رؤوسنا. ووصل سامي يس إلى موقع السرية وطلب مني أن نذهب إلى السرية الأولى فذهبنا وكانت النيران قد تزايدت على مواقع السرية. وحاولنا معرفة مواقع العدو ولكنها كانت مختفية فاستترنا خلف إحدى الحمالات..ثم ركبت مع سامي حمالة وتوجهنا إلى المحلات التي يطلق علينا منها.. ولكن لم نتمكن من تمييز محلها. وعدنا ولكن لاحظت أن هناك دما يتساقط على القميص.. فسألت الجاويش عبد الحكيم الذي أخبرني أن هناك جرحا بسيطا في ذقني.. ثم قمت مع سامي للعودة فقام العدو بإطلاق نيران شديدة على الحمالة فشعرت أني أصبت في الصدر من الجهة اليسرى. ونظرت فوجدت أن الدماء تبلل القميص حول الجيب الشمال وأن القميص به خرم متسع..وكان محل الإصابة يظهر في منتهي الخطورة.. فوق القلب.. فأخبرت سامي الذي أخذني إلى محطة الغيار الأمامية. وقد كان منظر الجرح يدعو إلى القلق ولكن عندما فحصه الطبيب قال انها شظية وليست رصاصة. ونقلت في الحال إلى مستشفى المجدل. ودخلت غرفة العمليات وبالفحص وُجدت بالجرح شظيتان صغيرتان أخرجهما الدكتور وخيط الجرح. وقد ارتفعت روحي المعنوية وحمدت الله فأول ما خطر على بالي عند الإصابة كان الأولاد وأمهم.. والحقيقة أنه عندما عرفت محل الإصابة فقدت الأمل في النجاة ولكن الله كريم.

الثلاثاء 13 يوليو

عدت إلى الكتيبة حوالي الساعة 1100 وكانت حالتي متعبة إلى حد ما.. ولكن كان لابد لي من العودة وكل عمل الكتيبة في يدي.. كانت السرية الأولى في موقف حرج.. وفي الساعة 1300 صدر أمر بسحبها. وتوجهت مع ضابط المراقبة الأمامي إلى محل السرية (الذي أصبت فيه بالأمس) لإعطاء مساعدة لها وعمل شارة دخان. وكان الجنود المشاة قد انسحبوا فعلا أما 6 رطل فكان في محله.. وكان هناك حسن عثمان والفيومي وحسني. بعد تسجيل الأغراض عدت إلى مركز الرئاسة.. وكلمني الفيومي بالتليفون وقال إن اليهود هجموا خلاص.. رحنا خلاص. وانقطعت المكالمة. اتصلت بلبيب (س 4) وطلبت منه إرسال فصيلة وجماعة م م لستر انسحاب الفيومي وحسن عثمان. وعاد لبيب وقال إنهم انسحبوا وسحبوا مدفعا وتركوا مدفعين وأخذوا ترابيسهم.. ووصل حسن والفيومي في حالة يرثى لها.. عندهم صدمة عصبية ونقلوا للمستشفى.

الأربعاء 14 يوليو

سقطت قنابل على مركز الرئاسة فقتلت أربعة وأصابت ثلاثة.. واستمر سقوط القنابل. فطلبت من المدفعية ضرب المكان الذي أعتقد أن المدفع به.. فسكت. بلغتني س2 أن اليهود يحتلون الآن مكان س1. فعملت على ضرب هذا المكان بالمدفعية. صدر أمر بتغييرنا بالكتيبة التاسعة.. ونقل الكتيبة إلى القشلاق المهجور الإنجليزي جنوب شرق نيتساليم. استلم مني رؤوف محفوظ سرية إلى أسدود.

الخميس 15 يوليو

سرية توجهت إلى تقاطع طرق عراق سويدان.. هجمت ك3 على (بيرون إسحق). بعد أن دخلت المستعمرة لم تؤمن الطرق فحصل هجوم مضاد.. أرسلت سرية من ك6 لإنقاذها.. ولكن وصلت متأخرة وعادت. وبلغني لبيب أن العويس توفي وأن شفيق معوض حالته خطرة. مجلس الأمن قرر وقف القتال في إذاعة المساء.

الجمعة 16 يوليو

س4 اتخذت مواقع دفاعية جنوب تبة المغناطيس. س1 توجهت إلى اللواء الثاني.. هجوم من اليهود على طول الجبهات أثناء الليل ورد خاسرا.

السبت 17 يوليو

علمت بوفاة فيليب بقطر في موقعه أمس بالكتيبة الخامسة. أوقف القتال نهائيا بالقدس.. التقطت إشارة أن العدو حول ستة آلاف مدد أمام أسدود.

الأحد 18 يوليو

صدرت أوامر بإيقاف القتال الساعة 00 :17. كانت السرية الأولى تقوم بعملية تثبيتية عند جوليس. وكانت السرية الثانية تقوم مع قوات أخرى بالهجوم على كراتية لفتح الطريق إلى الفالوجة. في الساعة 1720 فوجئنا بمعركة في الجو بين خمس طائرات سقطت إحداها فوق خطوطنا.. اعتقدنا أنها يهودية ولكن ظهر أنها مصرية بقيادة الجنزوري فاجأتها ثلاث طائرات يهودية بعد الهدنة.

الاثنين 19 يوليو

زارني ثروت عكاشة ووحيد حلمي. المواوي في منتهى السماجة والغرور

السبت 24 يوليو

ابتدأ الملل يسري في دمائنا.. الحالة اليومية متكررة.. الواحد بدأ يقرف من كل شيء ولا يعمل شيء.

الأحد 25 يوليو

مرور المواوي على الخط الدفاعي.. الذي لم يمر عليه مطلقا قبل الآن إلا مع جلالة الملك.. يمر عليه الآن بعد انتهاء القتال. كان في منتهى السماجة والغرور والجهل.. كل ملاحظاته تقريبا غلط.. الراجل نسي نفسه وركبه الغرور.. كان يقول مبادئ 100 سنة هدمتموها.. ويتكلم في النقط الهايفة.. ولم يرتد ثوب القائد الذي يكلم جنوده بعد معارك أصيبوا فيها بخسائر جسيمة وصمدوا. كلمني عبد الحكيم وأنا أمر مع المواوي فلم يجدني.. قال إنه سيتكلم في المساء. لم أستطع الكلام مع المنزل.. اتصل بي عبد الحكيم الساعة 00 :،23 ولكن لم أستطع الكلام معه إلا الساعة 00 :11. وكلمني حمدي عاشور.. زارني عبد المنعم والمنشاوي.

الأربعاء 28 يوليو

قام اليهود بنقض الهدنة في الساعة 00 :1 عند الفالوجة وكان إطلاق النار مستمرا حتى الصباح. وعلمت أنهم أرادوا المرور إلى المستعمرات الجنوبية فحاولت القوات منعهم وحدث اشتباك.. وفي الصباح بدأت المدفعية تشترك في المعركة ثم اشترك الطيران.. ويقال إن خسائر اليهود كثيرة.. واستمرت المعركة حتى الغروب. وصلني جواب من حسن إبراهيم.. قدمت طلب إجازة من 2 إلى 6 أغسطس.. كلمت تحية في التليفون. غيرت رتبة اليوزباشي برتبة الصاغ.

الاثنين 23 أغسطس

علمت اليوم خبراً لم أصدقه لأول وهلة. إن أحمد عبد العزيز قتل أمس عند عودته من بيت لحم.. وتفصيل الأمر أن أحمد عبد العزيز وصلاح سالم والورداني عادوا بعد مؤتمر العرب واليهود بالقدس لمقابلة المواوي. وعندما اقتربوا من عراق المنشية حوالي الساعة 00 :20 فتحت عليهم نيران من المواقع المصرية. فكان أحمد عبد العزيز هو الضحية. ولقواتنا بعض العذر فإن اليهود يخرقون الهدنة يوميا في هذا المكان محاولين العبور إلى المستعمرات الجنوبية. قد تألمت جدا فإن أحمد عبد العزيز كان يحب أبناءه.. وكان في عز مجده الذي لم يجاز عليه ولم يره الشعب ولم يستقبله.. مات أحمد عبد العزيز وكله أمل في الحياة.. لقد تألمت جدا.. لهذه الآمال التي انهارت.. كان آخر ما قاله لصلاح سالم.

الأربعاء 8 سبتمبر

تكلمت مع تحية في التليفون وبلغتها أني سأحضر يوم 10 بعد بكرة..طلبني اللواء تليفونيا.. وطلب مني أن أذهب وأقابله. وبلغني في المقابلة طلب رئاسة القوات بأن أتواجد مع القائد وقائد اللواء وأركان اللواء الساعة 00 :8 باكر.

__________________ كيف ولدت الثورة في قلب رجل ؟ ... (2) كيف ولدت الثورة في قلب رجل ؟ ... (2) تواصل “الخليج” نشر يوميات عبد الناصر الشخصية في حرب فلسطين.. وهذا الجزء من اليوميات ينتقد فيه عبد الناصر قيادة الجيش المصري ويحملها مسؤولية كل المصائب ويصفها بالعجز والنفاق وخداع المواطنين ويقول عنهم إنهم مضللون وممثلون، ويشير في يومياته بصراحة إلى أن اليهود كانوا الأفضل عسكريا، وأنهم لا يحتفظون بالعهد ولا أمان لهم.. ونبدأ في استكمال اليوميات كما تركها بخط يده : الخميس 9 سبتمبر : ذهبت لرئاسة القوات وطلبوا من الكتيبة احتلال خط عراق المنشية بيت جبرين، اتصلت بعبد الحميد وبلغته أن إجازتي تأجلت.. وقمت مع صلاح سالم إلى عراق المنشية.. وصلت السرية الأولى.. احتلت خربة الأمير.. رأيت محل الكمين الثاني (الذي) عمله تهامي وأثر العربات اليهودية التي نسفت.. كانت ك 1 في عملية لاسترداد أبو جابر.. توجهت مع صلاح إلى بيت جبرين..

الجمعة 10 سبتمبر

تركت معسكر نتسانيم إلى عراق الأمير.. وصل لبيب واحتل عراق المنشية..

السبت 11 سبتمبر

وصل المواوي باشا عراق المنشية وذهبت معه إلى بيت جبرين.. وعدنا سويا.. وكان يطلب تعديل الدفاعات في عراق المنشية..

الأحد 21 سبتمبر

الحمد لله.. دخلت في حقل ألغام بنوع الخطأ.. فبعد استكشاف عراق الخراب مع عبد الفتاح فؤاد وعبد العزيز كامل طلب السير في طريق غزة بير سبع.. وقد عأرضته لأني أعرف أن في هذا الطريق ألغاماً.. ولكنه صمم على السير.. ووجدت فجأة أن العربة وسط الألغام الموجودة خلف عراق الأمير ومنسوف فيها لغمان وآثار عربات اليهود حولنا.. رفعنا محلينا.. وخرجنا بعون الله.. ذهبت للمجدل لأكلم تحية.. كلمتها الساعة 17,00 وقابلت عبد الحكيم.. وفي العودة اصطدمت بعربة من ك 1. ولكن الله سلم.. كنت مسرعا حتى أصل بيت جبرين قبل الساعة 18,00 وصلت الساعة 18,00 والحمد لله..

الجمعة 17 سبتمبر

سافرت في الإجازة في قطار الساعة 6,20 في غزة..

الأربعاء 22 سبتمبر

عدت بعد انتهاء الإجازة الساعة 11,30.

الخميس 23 سبتمبر

وصلت الكتيبة الساعة 1,00. زكرين.. ودير الريان.. عجور.. بيت الجمال.. تهاجم.. تحركت إلى بيت جبرين..

الجمعة 24 سبتمبر

قام القائد في إجازة.. تسلمت قيادة الكتيبة..

الأربعاء 29 سبتمبر

مر المواوي باشا وموسى لطفي باشا على مواقع الكتيبة.. وقد أعجبوا بالمواقع الدفاعية..

الجمعة أول أكتوبر

وصلتني الساعة 9,00 ورقة من لطفي واكد الحاكم الإداري ببيت جبرين يقول إن اليهود احتلوا خربة المجحز وأنه مع المناضلين يناوشونهم ويطلب النجدة.. أرسلت كمال بشارة لمقابلة واكد واستكشاف مواقع العدو.. وصدرت أوامر بأن يطرد العدو من موقعه.. فاتصلت بكمال على أن يقابلني في الكتيبة.. وقمت ومعي خمس حمالات برن بقيادة الشاويش عبد الفتاح وفصيلتان مشاة وجماعة هاون 2ر4 بوصة وجماعة فكرز بقيادة الحديدي وعربيتان هامر بقيادة فايز يكن.. وصلنا إلى منطقة التجمع وتحركت للاستكشاف.. خربة المجحز عبارة عن عدد من المنازل فوق تبة عالية تشرف على الأرض المحيطة بها.. والعرب مشتبكون معهم.. وضعت الخطة كالآتي.. ساعة صفر ،16,00 من صفر + 10 إلى صفر + 10 نيران هاون ومدافع ماكينة.. ستتقدم الحمالات من الجنب الأيمن إلى البلدة رأسا.. تتقدم المشاة من الجانب الشمالي بقيادة الشاهد.. حدث الآتي : فتحت نيران المدفعية ومدافع الماكينة ولكن لم تتقدم المشاة.. وكان الاتصال بها بالمراسلة لتعطل اللاسلكي.. اتصلت بنا الحمالات وبلغتنا أنه يوجد خور يمنع تقدمها.. كانت الساعة 17,00 ولم تتقدم الحمالات ولم تتقدم المشاة وكان المسلحون العرب معرضين لنيران العدو.. وفي الساعة 17,30 بلغ قائد الحمالات أنه استطاع أن يعبر الخور مسافة مفتوحة رأسا إلى العزبة.. وفي الساعة 17,40 بلغ أنه دخل البلدة وقتل جميع اليهود الموجودين بها.. توجهت في عربة هامر إلى البلد.. سلمتها لمحمد عبد الهادي قائمقام الخليل وعدنا إلى عراق المنشية الساعة 22,00. لم تحصل أي خسائر.. التحموا مع اليهود وانتصروا

السبت 2 أكتوبر

حضر قائد اللواء.. قام كمال بشارة إلى المجحز.. وجد أن العرب مثلوا بالقتلى اليهود.. قام بتأنيبهم.. وأحضر بعض الألغام وجوابات القتلى.. أحضرت فصيلة الحمالات الأسلحة الآتية من اليهود : مدفع هاون 3 بالقاعدة الجديدة.. مدفع هاون 2 بالقاعدة الجديدة.. مدافع بيات وقنابل كثيرة.. واحضروا مأكولات وسجاير وعلب بيرة.. وقد أخذنا الأسلحة وأعطيناهم المأكولات والسجاير.. كانت هذه المعركة سببا كبيرا في رفع الروح المعنوية.. أصبحت روح عساكر فصيلة الحمالات عالية جدا.. لقد التحموا مع اليهود وجها لوجه.. وانتصروا بدون خسائر.. كان حسن التهامي وفايز يكن موجودين لحماية الجانب الأيمن.. وقال الجميع إنها أبسط عملية للآن.. وكان الهاون 2ر4 بوصة عظيما جدا.. ضرب مواقع العدو من مسافة 3100 متر..وكان العدو يستعمل هاوناته ومدافع اللافايت ولكنها لا تفلح.. كانت جماعة مدافع الماكينة ومعها الحديدي تضرب على مسافة 2000 متر.. وكان ضربها مؤثرا جدا.. بعد المعركة وجدت خوذات للعدو بكل منها دفعة.. كان لطفي واكد من أسباب نجاح المعركة.. فعندما علم باحتلال المجحز.. قام ومعه المناضلون.. واشتبك مع العدو.. ومنعه من عمل أي تحصينات.. فلم تقم أسلاك ولم توضع ألغام..

الأحد 3 أكتوبر

حضر بعض العرب وقالوا إن اليهود استولوا على المجحز مرة أخرى وطردوا المناضلين.. بلغنا اللواء الرابع.. فقال إنها مسؤولية لواء المتطوعين.. بلغنا لواء المتطوعين.. فقال إنها مسؤولية الكتيبة.. أعطيت العرب صندوقي ذخيرة.. وطلبت منهم عدم تمكين اليهود من عمل أسلاك.. فأنا أعرف أن تأخير الهجوم سيفيد اليهود في عمل التحصينات، وأعرف أيضا أنه لابد وسيصدر أمر لأي شخص بعد مدة من التردد بالاستيلاء على البلد..المواوي في بيت لحم.. نعمة الله ملخوم.. مش عارف يعمل إيه..مضى اليوم بدون أي تصرف.. معركة المجحز الثانية

الاثنين 4 الثلاثاء 5 أكتوبر

استمر العرب في مناوشة العدو ويطلبون نجدة.. حضر نعمة الله بك وفؤاد بك ثابت.. لم يتخذا أي قرار.. الساعة 16,00 صدرت أوامر بالاستيلاء على المجحز.. القوة.. سرية في ك1.. جماعة حمالات من ك1.. وجماعة حمالات من ك6.. وجماعة فكرز من ك1.. جماعة هاون 2ر4 بوصة من ك6.. وجماعة هاون 3 من ك1.. على أن تكون القيادة من ك 6. استعددت للخروج.. ولكن عدلت القيادة على أن تكون من ك 1. خرجت القوة بقيادة زكريا وخرجت معه.. كان الوقت متأخرا.. فقررنا تأجيل الهجوم للصباح على أن تبيت القوة في (الخليل).. عمل اللازم للدفاع ووضعت الخطة على أن تبدأ العملية في أول ضوء.. ونمنا أنا وكمال بشارة على الأرض على بطانية.. واتغطينا ببطانية.. وقمنا في الساعة 4,00 صباحا يوم 5 أكتوبر.. وبدأت العملية.. الهجوم كان مقدرا له الساعة ،5,30 ولكن تأجل للساعة 7,00 لقلة ذخيرة الهاون 4ر2 بوصة.. بدأ الهجوم.. الحمالات من اليمين والمشاة من الشمال، وبدأ الهاون 2ر4 والهاون 3 في ضرب الغرض.. قطعت المواصلات مع المشاة، وطلبنا من الحمالات التقدم ولكن الملاح لم ينفذ، كان قريبا من محلات العدو.. ولم يقتحم وكان بذلك معرضا لنيران شديدة من العدو وهاوناته.. غالي مسيحة قائد المشاة لم يبذل أي مجهود لكي يتقدم.. الحمالات لم تتقدم.. الساعة 2,00 هبطت حدة الهجوم.. أوقفنا العملية على أن نبدأ عملية أخرى الساعة 15,00. طلبنا الملاح.. فقال إنه لن يستطيع التقدم إلى الخربة مطلقا.. وهو مستعد لحماية جنب أو شيء.. طلبنا الشاويش عبد الفتاح من الكتيبة.. ومعه جماعة حمالات.. وصل عبد الفتاح الساعة ،14,00 طلبنا منه التقدم إلى المجحز رأسا، على أن توضع جميع حمالات الكتيبة السادسة تحت قيادته.. وكانت روحه عالية.. ..... ..... المعركة.. قطع الطريق بواسطة جات وكراتيا الساعة 15,00 بدأت المعركة بنيران شديدة.. الهاون 2ر4 بوصة.. وتقدم عبد الفتاح مع الحمالات.. وفي الساعة 15,20 كان داخل المجحز يطلب المشاة.. وصلت إلى المجحز.. وكانت تحت نيران شديدة من العدو.. انفجار جوي.. هاون أسلحة صغيرة.. وكان غالي مسيحة قد وصل إلى هناك مع سريته واتخذ مواقع دفاعية وانسحبت الحمالات.. عدت إلى محل التشكيل.. وجدت زكريا.. واتفقنا على أن يأخذ الأسلحة المساعدة.. الفكرز والذخيرة والأسلاك والألغام ويذهب للمجحز حيث سيبيت هناك.. وآخذ أنا المتبقي وأبيت في الكتيبة.. وصلتني فصيلة من ك ،6 وفي نفس الوقت وصل أحمد شريف.. وبلغني أن العدو استرد المجحز، وأن القوة انسحبت.. بقيت فوصل زكريا وبلغني أنه قابل القوة منسحبة في الطريق.. ويظن أن السرية انسحبت بدون أدنى مقاومة.. جمعنا نفسنا وبتنا في الكتيبة..

الأربعاء 6 أكتوبر : عودتي إلى عراق المنشية.. معركة المجحز الثالثة

الخميس 7 أكتوبر : قطع الطريق ضرب عراق المنشية بالطائرات.. 1500 اتصل الشافعي بنا.. وطلب إرسال سرية بسرعة وجماعة هاون 2ر4 بوصة.. وكان صوته يدل على منتهى الانزعاج.. أرسلت سرية بقيادة حسن عثمان..

الجمعة 8 أكتوبر : طلبت وضع سرية بالكتيبة وسرية بالدرايمة..وقلت إن اليهود بنشاطهم في ذكرين ودير الريان في آنستا، ونشاطهم في المجحز وفي أبو جابر في الجنوب.. ينوون على ما اعتقد فتح طريق في هذا القطاع.. وبينت ذلك لفؤاد بك وثابت وصلاح سالم وعبد الفتاح فؤاد.. أرسلوا لنا سرية على أن تقوم بدورية ليلية على المجحز باستمرار.. فاعترضت على ذلك، وقلت إن اليهود لابد وأن يضعوا كمينا لها.. والأجدى هو وضعها بالكتيبة.. وقد وافق قائد اللواء على ذلك.. سافر عبد الحكيم وزكريا بالإجازة، وكلموني بالتليفون من عراق سويدان..

السبت 9 أكتوبر : أوامر من اللواء الرابع بوضع 300 عسكري من الإمداد بالرجال تحت قيادة الكتيبة..

الأحد 10 أكتوبر : ساعة 1200. وصل محمد السيد ومعه 300 من الإمداد بالرجال.. صدر أمر بإلغاء الهجوم الثقيل على المجحز..

الاثنين 11 أكتوبر : صدرت أوامر أمس بسحب السرية الأولى من هربيا من قيادة القوات الضاربة وتنضم إلى الكتيبة.. وصلت الساعة 10,00 ووضعت بالاحتياط..

الثلاثاء 12 أكتوبر : عادت القوة الخاصة بالإمداد إلى غزة.. وتركت سرية مع الكتيبة.. أوامر باحتلال أبو طر والسكرية كل منها بفصيلة.. الأوامر من صلاح سالم وعبد الفتاح فؤاد.. عارضت هذه الفكرة..

الأربعاء 13 أكتوبر : بلغني الساعة 20,00 من الشاهد بخربة الأمير أن العدو يحاول اتخاذ مواقع أمامه.. أمرت الهاون 2ر4 بوصة بضربه.. وطلبت من حسني عبد العزيز الذي كان وصل اليوم أن يأخذ فصيلتين ويقوم دورية قتال.. وصل فلم يجد شيئا فطلبت منه المبيت..

الخميس 14 أكتوبر : بلغني حسني أنه وجد طلقات فارغة في المحل الذي كان به العدو وسلك شائك.. أخذنا مندوبي لجنة الهدنة لمعاينة المكان..

الجمعة 15 أكتوبر : 12,00 طلبت لمقابلة أركان اللواء الساعة 15,00. 15,00 بلغت أن العدو استطاع أن يمرر في الليلة الماضية بين التقاطع والمجدل عددا كبيرا من العربات.. 16,00 طلب مني أن أرسل تحت قيادة اللواء السرية الأولى وسرية الإمداد.. قابلت عبد السلام عفيفي في رئاسة اللواء وصلاح سالم..

السبت 16 أكتوبر : من الساعة 20,30 أمس.. نشاط للعدو في خربة الأمير.. احتل خربة عطا الله.. الساعة 5,00 بدأت القنابل تسقط على عراق المنشية ثم بدأ الهجوم الكبير.. دبابات طائرات مشاة.. النصر الكبير خرق اليهود للهدنة في قطاع ك 6. الساعة 20,30 أمس اتصل الشاهد بي من خربة الأمير، وقال إنه يسمع حركة، فطلبت منه أن يعمل على إرسال دورية استكشاف.. عادت.. وقالت إن العدو يحاول احتلال خربة عطا الله والتبة جنوب الطريق، فطلبت منه أن يعمل على إرسال دورية استكشاف، عادت وقالت إن العدو يحاول احتلال خربة عطا الله والتبة جنوب الطريق.. فطلبت منه إرسال دورية قتال وإزعاجه بالهاون.. واستمرت المناوشات طيلة الليل.. وفي الساعة 4,30 اتصلت بعبد الفتاح فؤاد وبلغته فطلب طرده.. في الساعة 5,00. وكل شيء هادئ بعراق المنشية.. فوجئنا بنيران هاون شديدة.. تجمعات من جات على البلدة.. وكان الضرب في كل أنحاء البلدة حتى أصبحت وكأنها ضباب.. في الساعة 5,30 اتصل بي حسن عثمان، وقال إن اليهود يهجمون جهة المدرسة وإن معهم دبابات ثقيلة.. عملت على سحب المدفع 6 رطل الموجود في الجهة الشرقية وإرساله للجهة الغربية حتى يكون هناك مدفعية.. وفي الساعة 5,50 اتصلت بأركان حرب اللواء.. فقال إنه سيكلم أركان حرب ك 1 لإرسال سرية.. اتصلت ك 1 فقال إنها ستصل بعد ساعة.. اتصل بي حسن عثمان وقال إن دبابات العدو اقتحمت الفصيلة التي بالمدرسة وإن العدو دخل عراق المنشية.. طلبت س2 سودانية.. وطلبت أن يقوموا بهجوم مضاد.. حسن عثمان بلغني أن المدفعية 6 رطل عطلوا.. طلبت أبو سبع.. وطلبت منه أن يرسل الحمالات لعمل هجوم مضاد ومعها أكبر عدد من آليات الاستعانة..توجهت للسرية السودانية.. فبلغني الضابط أن بشير توجه إلى المدرسة.. توجهت إلى الحملة وطلبت إخراج كل عسكري للدفاع.. كان العدو داخل عراق المنشية.. دبابة من دباباته شرق المدرسة.. عدت من عند السودانية فوجدت أن بشير الأمين قائد السودانية والحمالات استطاعوا طرد العدو وتعطيل 3 دبابات اثنتين بالألغام وواحدة ضربها عبد الخالق شوقي بعد أن اقتحمت الموقع.. وكان قتلى العدو كثيرين..كانت الدبابة الثانية على السلك والدبابة الثالثة على بعد ألف متر.. ستر العدو انسحابه بالدخان ونيران. وفي الساعة 9,00 عاود الهجوم مرة أخرى.. ولكن ضرب عليه بالهاون فانسحب.. ذخيرة الهاون 2ر4 بوصة قربت من النفاذ.. طلبنا ذخيرة.. استعملنا الطريق الخلفي.. طلبت من أبو زيد قائد س 5 سودانية مساعدة خربة الأمير.. وكذلك من الفيومي..طلبنا 6 رطل.. وصل 4 الساعة 13,00 وبعد ذلك بخمس دقائق حصل الهجوم الثالث لسحب الدبابات المعطلة.. ولكن انسحبوا.. وتركوا ثلاث دبابات أخرى في الخور حرقها الهاون..وبلغتنا دوريتنا الليلية بذلك.. قام الطيران أثناء الهجوم بضرب البلد بمدافع الماكينة..بعد الانسحاب ضربت عراق المنشية بحوالي 500 قنبلة.. كان يوم 16 تابع يوم العيد.. وكان عيدا حقا بعون الله.. هجم العدو باثنتي عشرة دبابة.. ترك ستة وسحب اثنتين عاطلتين.. أصبحنا محاصرين وموقف الذخيرة سيئ

الأحد 17 أكتوبر : مهاجمة الفالوجة بالطائرات.. قطع الطريق عند التقاطع.. إلغاء الإجازات.. وإجازتي باكر.. ضرب جات بالطائرات.. قطع الاتصال مع المجدل وبيت جبرين.. وأصبحنا محصورين.. لا تصل لي أي تموينات.. موقف الذخيرة سيئ وكذلك التعيين..

الاثنين 18 أكتوبر : قامت طائراتنا بضرب جات بالقنابل.. وصل خليل من الفالوجة بعد أن قضى ليلته هناك.. كان ذاهبا لإحضار بطاريات وتوصيل بطاريات للملء.. حصلت غارة على الفالوجة بمجرد وصوله.. تهشمت العربة.. مات الشاويش جرجس.. تكسرت البطاريات.. ضربت جات علينا قنابل هاون قبل ضربها بالطائرات.. سحبنا دبابة من دبابات العدو المعطلة بواسطة عربة النجدة الثقيلة.. الدبابة مكتوب عليها G11. Hotchicuss Fbrs مسلحة بمدفع 2 رطل ومدفع هوتشكس بها ترسان سمكهما أكثر من بوصة.. هذه الدبابة كانت دخلت البلدة وضربها عبد الخالق شوقي بالبيات في الجنزير الشمال فقطع الجنزير.. وكان الضارب على مسافة 5 ياردة منها.. وقد رمى طاقم الدبابة مولد دخان ونزل منها.. ولكن مدافع الماكينة قتلته.. القتلى اليهود منثورون أمام السلك.. عددهم كبير.. خرجت دوريات لإحضار أسلحتهم.. نقض اليهود الهدنة بعد استكمال التسليح..وقد قاموا بهجوم عام.. فبدأ أول نقض للهدنة عندنا في عراق المنشية يوم السبت 16. استعملوا مدفعية شديدة. تجمعات.. سقطت قنابل لا حصر لها.. واستعملوا الدبابات.. ثم استعملوا الطائرات ذات الأربع محركات.. كل الغارات الجوية أثناء الليل.. الآن الساعة 18,45 ضربت الطائرات الفالوجة.. كان استعمال الدبابات في هجوم يوم السبت على عراق المنشية مضافا إلى خرق الهدنة أكبر مفاجأة في هذه الحرب.. عندما بلغني ضابط الموقع الذي هوجم أن اليهود يهجمون ومعهم دبابات ثقيلة..لم أصدق.. ولكن عاد وقال إن الدبابات اخترقت الموقع.. وعند ذلك صدقت.. لأول مرة يستعمل اليهود دبابات..

الثلاثاء 19 أكتوبر : أحضرنا ثلاثة أجهزة للاسلكي من دبابات العدو.. وأخذنا أسلحة كثيرة من القتلى.. مدافع استن وهوتشكس ومدافع بيات وبنادق.. استعملنا الأجهزة اللاسلكية 19 ماركة 2. أرسلت النادي مع الحمالات لاستكشاف طريق خلفي إلى الكتيبة عن طريق السكرية وأبو طر..بلغني أبو زيد الساعة 1,00 أن اليهود استولوا على خربة حامد.. فطلبت منه أن يطرد العدو من هذا الموقع بأي حال.. في الساعة 11,00 بلغني أن العدو ترك الموقع.. عاد المنياوي وأخبرني أنه استكشف طريقاً آمناً.. واتفقت مع السيد بك طه على ترحيل الجرحى من هذا الطريق إلى مستشفى الخليل..الجرحى بالفالوجة كثيرون نتيجة للغارات الجوية.. والجرحى عندنا لا يمكن إخلاؤهم.. وذلك بعد إخلاء جرحى يوم السبت نظرا لقطع الطريق.. إن حالة الجرحى مؤلمة..فالدكتور لا حول له ولا قوة.. حصلت أمس حالة “مصران” أعور وكان لا يمكن التصرف فيها.. وفي الظهر أبلغ الدكتور أن “المصران” انفجر.. وفي المساء قال إنه توفي..قامت جات بضربنا بالهاون.. لا يمكن الرد عليها لأننا في حاجة إلى القنابل.. طلب أبو زيد مني ذخيرة.. أرسلت له خمسة صناديق.. الباقي خمسة عشر صندوقا فقط.. اتصلت بالفيومي وطلبت منه أن يرسل تعيينات لنا.. فقال سيتصل بالخليل لطلب تعيينات على أن ترسل لنا باكر.. وطلبت ذخيرة فقال إنه سيحاول.. علمت أن اليهود استولوا على التقاطع وكوكبة.. وأن الرياسة نقلت إلى غزة.. وأن العدو هاجم عراق سويدان والمواقع التي أمام كراتيه..وصد بخسائر جسيمة.. وقام العدو بضرب البلد بالطيران في المساء.. ولكن سقطت خارج البلد.. عرّفني حكيم أن هدى ومنى بخير __________________

كيف ولدت الثورة في قلب رجل ؟ ... (3) كيف ولدت الثورة في قلب رجل ؟ ... (3)

الأربعاء 20 أكتوبر : أرسلنا الجرحى ومعهم الحمالات إلى الكتيبة لينقلوا إلى مستشفى الخليل.. ضمن الجرحى طفل مصاب في رجله.. بلغني الفيومي من بيت جبرين أن التعيينات وصلت في الخليل وأنه أرسلها إلى الكتيبة.. فطلبت من المنياوي إرسالها مع حمالتين.. سمعت أخبار الشرق الأدنى.. وهم يقولون إن العدو محاصر غزة.. وأنه فتح طريقاً بجوار الكتيبة.. أما في الكتيبة فهو قطع طريقنا الرئيسي إلى بيت جبرين.. ولكن لا يستطيع المرور.. وصل التعيين ومعه عدد قليل من الذخيرة.. أرسلت ثلث التعيين وكل الذخيرة إلى ك1 لإرسالها إلى ك2. قام العدو بضربنا بالهاون من جات الساعة 16,00 لمدة ساعة.. كلمني عبد الحكيم وزكريا وكمال بشارة باللاسلكي.. عرفني حكيم أن هدى ومنى بخير.. سمعت في الراديو أن مجلس الأمن أمر بإيقاف القتال.. إن قطع طرق التموين يدعو للقلق.. فنحن مقطوعون من الشرق والغرب.. وأمامنا عدو وخلفنا عدو.. خفض التعيين بنسبة النصف.. وصلنا دقيق.. سنعمل ترتيب خبز عيش وشراء لحوم بمعرفتنا. تصورت منظر الأطفال والنساء عند انسحابنا

الخميس 21 أكتوبر : مؤتمر الفالوجة أمر الانسحاب إلى الخليل المعارضة فيه أمر بإلغاء الانسحاب غارة جوية على عراق المنشية وصول الإجازات عن طريق الخليل. طلب القائد إلى مؤتمر في الفالوجة فذهبت معه.. واجتمعنا مع السيد طه وأركان حربه وأحمد توفيق وأركان حربه وحسين كامل وأركان حربه.. وتكلمنا في أمر الانسحاب.. الأمر ينفذ الساعة 18,30 وكان أمرا إنذاريا فقط.. كلفني السيد بك بكتابة أمر الانسحاب بعد أن اختلف مع أحمد توفيق على طريقة انسحاب كتيبته.. جهزت أمر الانسحاب مع الفسخاني.. صدر أمر بإلغاء أمر الانسحاب.. وأن الحالة ستتحسن.. وأن أمر القتال سيصدر في مصلحتنا.. عادت الإجازات عن طريق غزة بير سبع الخليل الدوايمة.. عندما صدر الأمر بالانسحاب انتابتني أفكار عدة.. فان انسحابنا سيعرض جميع السكان التي من عراق سويدان إلى بيت جبرين إلى التشرد.. أو الوقوع في قبضة اليهود.. تصورت منظر الأطفال والنساء والعائلات عند انسحابنا.. وكيف سيحتل اليهود عراق المنشية والفالوجة الخ.. وكيف إذا استمرت الحرب سنحاول استعادة هذه البلاد التي حصّناها.. عراق المنشية مثلا التي وقفت أمام دبابات العدو وجموعه، كل ذلك سيستولي عليه اليهود.. وسيكون من العسير بل من المحال استرجاعها.. ومن ناحية أخرى فإن وجود ثلاث كتائب ومعها أسلحة مساعدة.. في هذا الوضع يدعو إلى التفكير.. لقد كان الغرض من وجودنا فصل الشمال عن الجنوب.. والآن اتصل الشمال بالجنوب.. ووجود هذا اللواء في الخليل يمكن أن يغير من مجرى الأمور هناك..

الجمعة 22 أكتوبر : استيلاء اليهود على خربة حمدي العملين..أمر ايقاف القتال الساعة 14,00. إيقاف ضرب النار.. بلغني أبو زيد الموجود بالكتيبة أن العدو استولى على خربة العملين.. وكنت قد أرسلته للمنياوي ليطلب منه احتلال هذه الخربة بواسطة قوات من سريته لا بواسطة المناضلين.. ولكنه لم ينفذ ذلك.. استمر ضرب الهاون علينا.. وصدرت لنا أوامر بإيقاف القتال الساعة 14,00 وفي الساعة 14,00 أوقف القتال.. بلغنا أن الملازم أول بشري من قوة السرية السودانية بالكتيبة استشهد.. السبت 23 أكتوبر : قطع الطريق مع الكتيبة.. امتداد مواقع اليهود من خربة عطا الله إلى أبو طر.. أمر جديد بالانسحاب من الخليل.. الاعتراض عليه لقطع الطريق.. بلغنا في الصباح أن العدو احتل خربة أبو رحمة وخربة كركرة.. وبذلك قطع الطريق مع الكتيبة.. وأصبحنا محصورين من الشرق ومن الغرب.. صدر أمر جديد بالانسحاب إلى الخليل.. وقد بلغنا أن العدو قطع طريق الانسحاب.. وصدر أمر آخر بالبقاء في محلاتنا.. لقد حوصرنا وقطع طريق المواصلات مع المجدل ومع الخليل.. خفض التعيين الذي يصرف إلى الربع..

الاحد 24 أكتوبر : ذهبت إلى خربة الأمير.. رأيت اليهود على التبة شرق خربة الأمير.. والمواقع جنوبها.. وصلت إشارة من رئاسة اللواء تدعو للاطمئنان.. السرية السودانية تترك الكتيبة.. بلغنا الفيومي أن شوكت بك انسحب من رئاسته إلى الخليل، وأن الخط زكرين دير الريان استولى عليها العدو..

الاثنين 25 أكتوبر : يوجد طعام يكفي اثني عشر يوما فقط.. خبر من الرئاسة عن التموين من الجو.. طلبنا ذخيرة وأدوية.. العدو يهاجم بيت جبرين الليلة الماضية.. العدو يحتل الكبيبة دون قتال.. القيادة الهزيلة سبب كل المصائب الثلاثاء 26 أكتوبر : العدو هاجم بيت جبرين الليلة الماضية من الساعة 11,30 إلى الساعة 5,00 بدون جدوى.. احتل بيت العزة.. لم يتمكن من احتلال المركز.. وأخيرا قام بإخلاء البلدة.. أرسل الفيومي إشارات طلب نجدة.. وكان يقول سندافع لآخر طلقة وآخر عسكري والنصر لنا.. في الساعة 9,00 أرسل يقول إن الذخيرة نفدت، ويطلب ذخيرة.. وبلغنا أنه ذهب إلى الخليل..الساعة 19,00 بلغنا عامل الإشارة أن السرية تنقل للخليل.. وبذلك تركت بيت جبرين بدون دفاع..

الأربعاء 27 أكتوبر : طلبني السيد بك طه وقال إنه وصلته إشارة باحتلال بيت جبرين، وكان هذا الخبر من الأسباب التي تؤكد أن القيادة تتخبط.. لقد أخطرناهم أن الطريق إلى بيت جبرين محتل بالعدو، ولا توجد ذخيرة من يوم 16 الجاري منذ عشرة أيام، ولكن رغم ذلك يتجاهلون ويصدرون أوامر.. هذه القيادة الهزيلة هي التي تسببت في كل هذه المصائب.. والحقيقة أنه لا توجد قيادة للجيش المصري في فلسطين.. نفس التقاليد العتيقة، ونفس المظاهر والتمثيل بدون إنتاج.. لقد كون اليهود جيشا به دبابات وقوة دافعة في أربعة أشهر، واستطاعوا أن يقطعوا أوصال الجيش المصري، ويعزلوه في جيوب متفرقة، ويقطعوا خطوط مواصلاته في عملية استغرقت ثلاثة أيام.. لقد ضربوا النقاط الضعيفة ونفذوا منها.. إلى الخلف، وقطعوا خطوط المواصلات، أما قيادتنا فعاجزة كل العجز.. لا يوجد عسكري واحد احتياطي ليستعيدوا به الموقف.. ففكروا في شيء واحد وهو الهرب والنجاة بأنفسهم.. كان المواوي عاجزا، فإنه قائد بدون جنود وبدون جيش.. اللواء الثاني منعزل في أسدود، واللواء الرابع منعزل في النقب.. واللواء الجديد في مصر منذ خمسة أشهر.. وهو كل ما فكر فيه قادتنا.. لم يكمل تدريبه، أما اليهود فقد كونوا سلاح طيران سيطر على الجو طوال مدة العمليات.. قادتنا المنافقون يصدرون بلاغات كاذبة.. بعدما استولى اليهود على بئر سبع فعلا رغم تكذيب النقراشي.. وصلنا في مدة الهدنة بعض مدافع الفكرز والهاون في الوقت الذي كون اليهود فيه سلاح طيران ودبابات..

الخميس 28 أكتوبر : حلقت طائرات الساعة 6,00 وألقت منشورات تطالب منا التسليم، وتشرح موقفنا جيدا بأسماء الوحدات.. طبعا كلام فارغ قابله الجميع بالسخرية، فبالرغم من أننا محاصرون من يوم 16 وبالرغم من طلبنا تعيينات وذخيرة بواسطة الطيران.. وبالرغم من أن طلباتنا لم تجب، ولم يلتفت إليها.. فسنقاوم إلى آخر رجل.. لقد فقدنا الإيمان في قيادة الجيش.. وقيادة البلاد.. هؤلاء المضللون الممثلون، ماذا عملوا بعد أن دخلنا الحرب؟ لا شيء.. لم تصل أي إمدادات للأسلحة التي دخلنا بها.. هي هي.. إن اليهود لأفضل آلاف المرات، فبعد أن كانوا يدافعون عن أنفسهم ببنادق الرش، أصبحوا قوة كبرى بها طيران ودبابات ومشاة مجهزة بالهاون ومعها مدفعية ثقيلة.. عندما كان اليهود محاصرين قبل يوم 16 الحالي، كانت طائراتهم في الجو باستمرار لتموينهم.. أين سلاحنا الجوي؟ لقد اختفى..

الجمعة 29 أكتوبر : وصول ست طائرات وإلقاء ذخيرة.. الموافقة على سحب قوة خربة الأمير على أن يتم ذلك في الليل.. سحب القوة يتم الساعة 22,00.

السبت 30 أكتوبر : تقوية عراق المنشية والفالوجة والكوبري بقوة خربة الأمير.. إعادة تنظيم الخط الدفاعي في عراق المنشية.. تقوية الناحية الجنوبية بالأسلاك.. وضع المدافع بعمق.. إعادة توزيع القطاعات ومدافع 6 رطل.. وضع مدفع عند المدرسة.. ومدفع عند الطريق شمال شرق البلدة.. ومدفع عند تبة الثلاث شجرات.. ومدفع عند الطريق جنوب شرق البلدة.. العمل يرى ليلا.. العدو ينقض اتفاقه

الأحد 31 أكتوبر : القائد اليهودي يحضر في عربة عليها علم أبيض.. ذهبت لمقابلته.. يطلب منا التسليم.. نرفض.. يطلب أخذ جثث قتلاه..

الاثنين أول نوفمبر : جمع جثث قتلى اليهود حسب الاتفاق.. العدو يحتل عراق الخراب.. وصول أربع طائرات بها تموين.. العدو ينقض اتفاقية إيقاف القتال بعد استلام جثث القتلى بساعة.. يضرب عراق المنشية بالمدفعية.. غارة جوية الساعة 20,00 العدو يحتل عراق الخراب ويضع فيها مدافع ماكينة، وبذلك أصبح الطريق الأسفلت الذي يخدم عراق المنشية محفورا بنيران الأسلحة الصغيرة.. وكذلك الناحية الشرقية.. والمواقع الشرقية من البلدة..

الثلاثاء 2 نوفمبر ذهبت إلى مركز عراق سويدان للاستكشاف.. ماذا رأيت؟!. وصول ست طائرات تموين.. العدو يضرب عراق المنشية بالهاونات بشدة من الساعة 15,00. وصول طائرات مرة أخرى الساعة 16,00. العدو يستمر في ضرب عراق المنشية طيلة الليل بالهاون.. نمت في الخندق.. هجوم الساعة التاسعة مساء على عراق سويدان.. انسحاب العدو بخسائر..

الأربعاء 3 نوفمبر : الساعة 5,00 تجمعات كثيفة من مدفعية وهاونات العدو.. الساعة 6,00 هجوم من الناحية الجنوبية الشرقية بدبابات.. وانسحابه.. هاونات طوال اليوم.. تجمعات في الجنوب.. الساعة ،15,00 الضرب عليها.. تجمعات في جات الساعة 17,00 الضرب عليها.. الضرب الآن الساعة 17,30 على عراق المنشية.. مستمر بشدة.. توقفت عن الكتابة نظرا لقيام العدو بالهجوم في اتجاه المدرسة، وقد تم صد الهجوم.. كل عمليات اليوم وضرب الهاون تعدى ثلاثمائة قنبلة.. وخسائرنا قتيل وجريح.. ندافع فقط ونحن محاصرون

الخميس 4 نوفمبر : الضرب مستمر علينا من الشمال والشرق والجنوب.. مدافع هاون بكثرة.. ومدافع ماكينة بكثرة.. ضرب الهاون غير منقطع.. الساعة 10,30 هجوم على قطاع السودانية.. لقد أظهروا منتهى النذالة.. حضر عدد منهم.. روحهم المعنوية بطالة.. يقولون إذا لم ينته الحال فإنهم سيتركون المواقع.. ولا يمنعهم من عمل ذلك إلا أن كل الطرق مقفلة.. ضربنا العدو بالمدفعية.. ويظهر أنه كان هجوما ضعيفا.. أو دورية.. فقد انسحبت.. الساعة الآن ،11,30 الحالة تزداد سوءا. العدو متفوق في كل شيء، ويتحرك كما يريد، ونحن في خنادقنا، ندافع فقط ومحاصرون.. مازالت الكتيبة الأولى تظهر روحا سيئة في مساعدتنا.. الذخيرة تقريبا نفدت.. الهاون 3 ليس له ذخيرة.. الهاون 2ر4 بوصة تبقى منه 130 طلقة فقط.. الذخيرة م م لا يوجد احتياطي.. بعد استعواض ما ضرب أمس.. أما الطعام فهو لحم ورز باستمرار للضباط.. ولحم وعدس للجنود.. الساعة الآن ،12,00 سقطت قنبلة داخل منزلنا.. وكنت بالحجرة.. والنار دخلت من الباب..أصيب عسكريان..

الجمعة 5 نوفمبر : الأخبار تقول إن الجيش المصري انسحب من المجدل إلى غزة.. وإن العدو دخل مستعمرة دير سنيد.. سألنا.. فقيل إن هذا حقيقي.. السبت 6 نوفمبر : العدو يسقط منشورات عن دخوله المجدل ودير سنيد، ويطلب منا التسليم، ويشترط الاحتفاظ بالأسلحة والعربات.. مستعمرة ترفع العلم الشيوعي

الأحد 7 نوفمبر : أذاعت محطة لندن أن الحكومة طلبت من الصليب الأحمر سحبنا، ولكن العدو رفض، وطلب تسليم الضباط والأسلحة. مستعمرة “الجات” ترفع العلم الشيوعي بمناسبة مرور 31 عاما على الثورة الشيوعية.. أخبار الساعة 24,00 أن العدو يتجمع في “جات”.. وأن هناك صوت عربات ذات جنزير.. انتظرنا هجوما.. ولكن لم يحدث..

الاثنين 8 نوفمبر : أخبار الصباح تقول إن الجيش المصري انسحب من غزة إلى الحدود المصرية.. أخبار المساء تكذب ذلك بواسطة وزير الحربية.. خفف العدو من النيران المزعجة.. كلمت واكد ببيت لحم.. وصلت خطابات بواسطة إسقاطها من الجو.. ووصلتنا جريدة المصري والإخوان والزمان عن السبت 6 نوفمبر لأول مرة..

الثلاثاء 9 نوفمبر : مهاجمة مركز عراق سويدان وبيت عفة من الساعة 9,00. هجوم شديد جدا اشتركت فيه الطائرات والمدفعية والدبابات.. في العصر سقط مركز عراق سويدان.. خرج منه ضابط واحد وبعض الجنود.. هجم العدو علينا من الجنوب، ولكنه صد..وأحرقت المدفعية بعض عرباته.. مازال الطعام عبارة عن أرز وشوربة فقط.. بعد سقوط مركز عراق سويدان انسحبت الكتيبة الثانية انسحابا غير منظم إلى الفالوجة..وبذلك ضاق الجيب.. وأصبح محصورا في الفالوجة وعراق المنشية..

الأربعاء 10 نوفمبر : في الفجر أسقط العدو منشورات يقول فيها إن مركز عراق سويدان سقط، ويطلب التسليم.. ضربت مدفعية الفالوجة مستعمرة جات وأحرقتها.. حضرت الساعة 15,00 مصفحة يهودية من الشرق عليها علم أبيض.. طلب الضابط الموجود في العربة أن يحدد ميعاداً ليتقابل فيه قائد الفرقة اليهودية مع قائد قواتنا.. سنتقابل باكر الساعة 10,00 لأخبره عن رد قائدنا.. أحضر جوابين من صلاح بدر قائد حصن عراق السويدان لوالدته وزوجته يقول إنه بالأسر وإنه بحالة جيدة.. أوقف العدو الضرب..

الخميس 11 نوفمبر : تقابلت مع الضابط اليهودي الساعة ،10,00 وبلغته أن القائد وافق على مقابلة القائد اليهودي بين الساعة 15,00 والساعة 16,00. فقال إنه يأسف لعدم اتفاقنا على المكان، وإن هذا المكان بين الخطوط.. في الشمس غير مناسب، إذ إن قائده يرغب في أن نتناول فنجانا من الشاي سويا، وهو يخيرنا بين جات وبيت جبرين، واتفقنا على الاجتماع في جات.. وسيقابلنا منتصف الطريق الساعة 15,15. توجهنا السيد بك طه ورزق الله الفسخاني وجمال عبد الناصر وإبراهيم بغدادي وخليل إبراهيم إلى الجات.. وقوبلنا مقابلة حسنة، وكان الفرق شاسعا بين جات وعراق المنشية، فإن الشخص يشعر أنه بين قوم متمدنين.. الآلات الزراعية الميكانيكية والنظافة والنساء في ملابس زاهية يلبسن الشورت.. واجتمعنا مع اليهود، وتكلم القائد اليهودي، وقال إنه يرغب أن يمنع سفك الدماء، وإن موقفنا ميئوس منه.. وطلب أن نسلم.. فاعترض القائد المصري.. طلب الانسحاب إلى غزة أو رفح، فمانع اليهود.. وقالوا إنهم يوافقون على شرط أن يخرج الجيش المصري من كل فلسطين.. وطلبنا إخلاء الجرحى إلى غزة، ولكن رفضوا ذلك، وقالوا إنهم مستعدون أن يعطونا ما نرغب من الأدوية.. وأخيرا خرجنا.. وقد قدموا لنا عصير برتقال وبرتقالاً وسندوتش وشكولاته و”ملبّس” وبتي فور وبسكويت.. أبلغتنا الرياسة أن قافلة ستحضر.. كلمة السر “حصان”.. وأن جلالة الملك أرسل تلغراف يشكر فيه الجميع ويشجعهم.. وقد رقي السيد طه إلى أميرالاي مع رتبة البكوية.. كتبت خطابات سيأخذها أحد العرب إلى غزة..

الجمعة 12 نوفمبر : بدأ العدو الساعة 23,00 أمس حتى الصباح.. يضربنا بالقنابل ضربا شديدا.. عقد مؤتمر الساعة ،10,00 وعرض علينا طلب من القيادة بالانسحاب، ولو بتكسير العتاد، وأبدينا آراءنا.. وكان الرأي أن ذلك مستحيل، فإن العدو من جهة الشرق يتحكم في كل الطرق. وصلت إشارة عن وصول الخطابات المرسلة مع العرب.. غير أن الوسيط طلب مرور التموين و”إسرائيل” وافقت.. النساء تزغرط في عراق المنشية والرجالة تغشك..

السبت 13 نوفمبر : يحاول العدو اتخاذ مواقع قريبة من مواقعنا من جهة الجنوب والجنوب الغربي.. وقد طلبنا من الرياسة أن تضرب عليه بالمدفعية.. ولكن لم يوافق السيد بك طه.. وأخيرا اتفقنا على تقوية موقع الكوبري، حتى لا تفصل الفالوجة عن عراق المنشية إذا استولى العدو عليه.. كان الصليب الأحمر منتظراً وصوله الساعة ،12,00 ولكن لم يصل.. وعلمنا في المساء أن اليهود منعوه من المرور عند التقاطعات، وضربوا أعضاءه.. سقطت أمطار غزيرة من الساعة 23,00 ومستمرة.. وصلني باللاسلكي أنهم اتصلوا بالبيت وأن الجميع بخير.. والسيد يوسف بك يبلغ سلامه.. والعم موجود.. يبدأ العدو في الضرب حوالي الساعة 16,30. ويبدأ بعد ذلك في الإزعاج طيلة الليل بقنابل الهاون والمدفعية.. ونحن لا نرد عليه محافظة على الذخيرة..

الأحد 14 نوفمبر : استمر العدو يطلق مدفعيته وهاوناته طوال الليل.. وفي الساعة 11,00 وصلت عربة عليها علم أبيض، وبلغنا الضابط اليهودي أنه مستعد لإعطائنا أدوية، وأخذ الجرحى إلى مستشفياتهم على أن يكونوا أسرى حرب، وافق القائد على أخذ الأدوية.. ولكنه قال إنه مصمم على إخلاء الجرحى بواسطة الصليب الأحمر إلى خطوطنا.. واتفقنا على أن نتصل الساعة 19,00 باللاسلكي مع اليهود لأخذ الرد بعد أن استلموا كشف الأدوية.. المطر مستمر.. وقد تقابلت مع الضابط اليهودي تحت الأمطار.. وتكلمنا في مواضيع عامة.. فقال إنه يرجو أن لا نكون متعبين في المطر.. وسأل.. هل بمصر الآن مطر بهذا الشكل..؟ وقال إنه يرجو أن يسود السلام.. وأن نرجع آمنين سالمين.. وتكلم فقال إن بريطانيا هي التي زجت بنا لتحقق أغراضها.. وإنهم قد تمكنوا من طرد الإنجليز من فلسطين.. ويرجون أن نطردهم كذلك.. وأن نتعاون سويا.. مازال الضرب كالعادة.. ______________

كيف ولدت الثورة في قلب رجل ؟ ... (4) كيف ولدت الثورة في قلب رجل ؟ ... (4) و الاخير في الحلقة الأخيرة من هذه اليوميات يشير عبد الناصر إلى الوضع الذي فرضه الحصار على القوات المصرية ورفض المصريين للهدنة، واحتلال الخط الموصل إلى الفالوجة باعتباره أكبر مفاجأة وكارثة.

الاثنين 15 الثلاثاء 16 نوفمبر: الضرب مستمر كالعادة.. توقفت الأمطار لكن الجو بارد.. لا يزال العدو يتخذ مواقع في الجنوب في الوحيدات وشمال العظاطة، وأصبح قريبا جدا ومشرفا على عراق المنشية، وجعلها تحت نيران أسلحته الصغيرة.. ولكنهم لم يضربوا مطلقا.. طلبت من السيد طه ضرب مواقع العدو بالمدفعية بقنابل الانفجار الجوي، ولكنه رفض وأيده الفسخاني.. لن يبدأ بالضرب.. قلت لهما إن العدو الآن لا يضرب على مواقعنا، لأنه لم يتخذ مواقع للآن.. ولكن التجربة أثبتت أن العدو بعد أن يتخذ مواقع دفاعية كاملة سيبدأ في فتح النيران.. وأن العدو حاول عدة مرات اتخاذ مواقع في العظاطة.. ولكن لما ضرب بالهاون 4.2 بوصة انسحب.. والآن لا يمكن استعمال الهاون لأن الذخيرة أصبحت لا تحتمل ذلك.. ولكن لم يستمع أحدا منهم لهذا الكلام.. إن أعصابهم جميعا مضطربة.. وللآن لم يتفهموا صفات العدو الذي نقاتله.. إنه لا يحتفظ بالعهد.. كل غرضه هو تكبيدنا أي خسائر ممكنة.. ما دام الحكام غير موجودين.. أما نحن فلا نزال نتمحك في إيقاف القتال.. حتى يبدأ اليهود السيطرة على الموقف... في الساعة 2300 اتصل بي السودانية، وكنت نائما.. وفوجئت بصلاح سالم يتكلم ويقول أنا صلاح يا جمال، جيت لكم من غزة.. وقد فوجئت بذلك.. وقال إنه سيحضر مع أحد السودانية.. ووصل مساء بمعرفة عسكريين من السودانية.. وكان في حالة يرثي لها.. ملابسه ممزقة وكلها طين وقواه خائرة جدا.. وبعد أن استراح وأخذ كوبا من الشاي، قال إنه خرج من غزة أمس الساعة ،1600 ومعه زكريا محيي الدين وثلاثة عرب أولاد وثلاثة بغال محملة بالذخيرة والأدوية ومبلغ مائتي جنيه.. ومع زكريا مبلغ مائتي جنيه.. وإن الأولاد قالوا إن المسافة تقطع في ست ساعات.. ولكنهم استمروا طول الليل تحت الأمطار يسيرون بين خطوط الأعداء حتى طلع النهار.. فاختبأوا في بيت.. وكان البرد فظيعا.. ودفأوا أنفسهم تحت التبة.. وكان المشوار متعبا جدا.. فإن الحمولة وقعت من البغال مرات عدة.. وكانوا يحملونها.. وقابلوا دوريات يهودية مرات كثيرة في الطريق.. فكانوا يختبئون في مجاري السيول.. وكانوا يكممون أفواه البغال لمنع صوتها.. ونفدت المياه التي معهم.. وقاسوا كثيرا من العطش.. واستطاعوا بصعوبة بعد فك الحبال التي على البغال أن يستخرجوا قليلا من الماء من أحد الآبار في وعاء فخاري قذر.. وشربوا.. وعندما انتهي النهار بدأوا في السير في اتجاه عراق المنشية.. وحوالي الساعة 2200 فوجئوا بالنيران تطلق عليهم.. والعدو يشعر بهم.. ويخرج بعرباته في اتجاههم.. فجرى زكريا والعرب في جهة الشمال.. أما صلاح فقد خارت قواه من التعب وسقط مكانه.. وعثر اليهود على البغال، وانشغلوا بها.. وأخذ صلاح يزحف في اتجاه الشمال، حين تيقن أنهم لم يلتفتوا له.. وفوجئ عندما رأي تبة عراق المنشية.. وعادت له الحياة.. فأخذ يزحف حتى وصل للأسلاك.. وعندما مر من تحت أول سياج، ووصل للسياج الثاني، فتحت عليه نيران بنادق من خطوطنا، فثبت في الأرض، وصاح أنه ضابط مصري من غزة.. فخرج إليه أحد السودانية وأحضره.. وكان في شدة الانشغال على زكريا، ويعتقد أنه مسك، ونام معنا.. وكانت القنابل تتساقط طول الليل، والطائرات تغير علينا وعلى الفالوجة.. وفي الساعة 1100 عرفنا أن زكريا وصل الفالوجة، فتوجهت مع صلاح.. وقد أطلق علينا العدو مدافع الماكينة في طريقنا إلى العربة، ونفذنا بأعجوبة.. وعرفت أن زكريا أمضى الليلة في البئر الغربية من مواقعنا.. وصل العدو إلى البئر غرب عراق المنشية.. ولكن طرد من هناك.. عراق المنشية مكتسحة لنيران الأسلحة الصغيرة اليهودية.. ترقية عبد الحكيم وصلاح سالم

الأربعاء 17 نوفمبر: عقد مؤتمر من قادة الكتائب وأركان حربها للنظر في موقف التعيين.. وهل من الممكن الانسحاب إلى الخليل بعد تهديد الأسلحة الثقيلة؟ كان الرأي الغالب أن العملية صعبة جدا.. وقد ترك قائد القوات الحرية لنا في هذا التصرف، الذي لم نوافق عليه.. علمت من صلاح أن ستة مراقبين كانوا في طريقهم إلينا.. ولكن اليهود منعوهم وأسروا اثنين منهم.. غارات جوية طوال الليل على الفالوجة وعراق المنشية، وضرب باستمرار بالمدفعية وقنابل محرقة.. عراق المنشية تضرب بالهاون باستمرار والأسلحة الصغيرة..

الخميس 18 نوفمبر: احتلت ك2 موقعا يشرف على التبة والخور حتى لا يصل العدو.. إشارة تنتظر معروف.. معروف يصل ومعه لوكن وفورستاك الساعة ،2200 ومعهم ثمانية خيول، وخمسة وعشرون جنديا من شرق الأردن.. ومفرقعات..

الجمعة 19 نوفمبر: توجهت مع معروف ولوكن لمقابلة السيد طه.. تعليمات عمليات من صبور.. السيد طه يعترض..

السبت 20 نوفمبر: قابلنا السيد طه مع معروف ولكن، معروف ولوكن والجميع يعودون إلى الظاهرية، ويتركون فورستاك.. في أخبار الساعة 2030 من مصر أن عبد الحكيم رقي إلى رتبة صاغ.. وكذلك صلاح سالم.. استثنائي..

الاثنين 22 نوفمبر: العدو نشط جدا.. عمل ستارة دخان صباحا.. يضرب انفجار جوي على ستارة دخان الساعة 1700.. وتقدم باثنتي عشرة مصفحة وفتح مدافع ماكينة.. فتحت نيران عليه.. انسحب.. فورستاك يقرر الخروج مع دليل عربي.. يخرج الساعة ،1900 ويعود مرعوبا بعد ساعتين..

الثلاثاء 23 نوفمبر: إشارة تنتظر معروف ما بين 2200 و100. العدو يتخذ مواقع جديدة.. ك1 تهاجم العدو أمام الكوبري.. معروف يصل الساعة 2230.

الأربعاء 24 نوفمبر: توجهت مع معروف ونعمان إلى الفالوجة.. تناقشنا في موضوع الانسحاب.. معروف غادرنا مع (....) الساعة 1930.. ومعه جرحى..

الخميس 25 نوفمبر: إشارة من الرئاسة أنها تتفاوض لحل الموقف.. وسحبنا.. إشارة من بيت لحم أن معروف هوجم في الطريق.. وأنه وصل سالما.. ولكن لم يصل الجمال ورياض والسروجي السيد.. وكل من باشكاتب ك،1 ك 2.

الجمعة 26 نوفمبر: إشارة من بيت لحم أن الجميع وصلوا.. وأن السروجي فقط مفقود.. مطر شديد من الساعة 1500.

السبت 27 نوفمبر: في الليل دورية قتال معادية في القطاع الجنوبي الغربي.. أطلق السودانيون نيرانا شديدة.. واستهلكوا عددا كبيرا من الذخيرة.. تكلمت مع قائد السرية في صباح اليوم.. وأفهمته أن العدو ربما سيتخذ هذه الطريقة لاستهلاك الذخيرة.. فإذا وصلت دورية قتال فلا تردوا عليها.. [2]

العتاد الزائف ومذبحة السودانيين

وفق يوم 17/2/1949 م أتى من الخليل 100 جمل محمل ببعض العتاد الزائف وقليل من التموين بحجة أنها دعم إلى الجيش المصري والمواطنين وكان يقود هذه القافلة ضابط بريطاني عرف فيما بعد وكان يلبس الكوفية الحمراء والعقال وأخذ يطوف في مواقع البلد التي تحيط بالبلدة ويلتقط صوراً للمواقع ويستكشف نقاط الضعف . وبعد خروجه بأربع وعشرين ساعة حل القصف من جانب العصابات الصهيونية على البلد من كل جانب بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة، وبعد ساعات طويلة من القصف العنيف هذا القصف وكأن شيئاً لم يكن وفي منتصف اليل دخل اليهود جنوب البلد وقد كان الجيش المصري منهك القوى ومتعباً من شدة ما صب عليه من حمم القصف من قبل العصابات الصهيونية وقد كان يعاني من البرد والجوع والنعاس. دخل اليهود من مواقع كان يسيطر عليها السودانيون فذبحوا من السودانيين ما يقرب من 54 جندياً وضابطاً ودخلوا البلدة مع تأمين لخطوطهم الجنوبية للانسحاب وقت الحاجة، وجمعوا السكان جنوب البلدة أي عشيرة الطيطي في مكان يقال له حارة الطيطي وظنوا انه لا يوجد في البلد غير هؤلاء لظنهم أن القصف العشوائي المركز قد أفنى باقي السكان، فتحرك وقتها مع الفجر جمال عبد الناصر وفي يده قطعة سلاح وفي يده الأخرى عصا (درة) وهو ينادي الله أكبر ويرد الجنود المصريين الهاربون وهو يحاول لملمتهم ثانية على أرض المعركة، وكان يبث الثقة في نفوسهم وشاء الله أن نزلت أمطار غزيرة انهمرت كالقرب من افواه السماء بوصف لم يحدث من قبل فتجمع الضباط اليهود في منزل أحد السكان ويدعى (أحمد اخريوش) فأتت طائرة صهيونية ظناً من طيارها ان المجتمعين في هذه الدار هم من المصريين الهاربين فقصفت المنزل ولم ينج أحد من اليهود وأتت قوات مصرية من الفالوجة وأعطت الأوامر بإبادة البلدة بمن فيها من مصريين ويهود تحت مبدأ (علي وعلى أعدائي) إذا تعذر اقتحام واستعداة البلدة من قبل المصريين، وبعد أن قصفت الطائرة بطريق الخطأ الضباط اليهود والعصابات الصهيونية ذعر جيش العدو وأخذ بالهرب طالباً النجاة وقد وقع في الأسر خمسة من الضباط اليهود ولحسن الحظ كان من بين هؤلاء القائد الإنجليزي الذي قاد ما يسمى قافلة الإمدادات من الجمال التي اتت سابقاً إلى البلدة بحجة أنها إمدادات عربية لنجدة الأهالي والقوات المصرية وضبطت الخرائط في حوزته والتي دخلت بها القوات الصهيونية بواسطتها وأيضاً كان من بينهم طبيب صهيوني كان معروفاً لدى أهالي البلدة. وأطلق سراحهم فيما بعد وبعد مفاوضات (رودوس) التي بواسطتها تحويل القريتين (عراق المنشية والفالوجة) إلى منطقتين محرمتين وبواسطة هذه الإتفاقية تم سحب الجيش المصري إلى غزة يوم 25/2/1949 م .

التهجير ونكبة أهل القرية

في يوم 26/2/1949 م دخلت القوات الصهيونية إلى القرية أخذوا يعيثون في القرية فساداً وتدميراً لأنهم ركزوا على عراق المنشية بشكل خاص لأنهم كانوا قد أخلوا الفالوجة تماماً من سكانها وقد ركزوا بشكل خاص لإجبار الأهالي على الهجرة . غير ان السكان صمدوا وأبوا أن يغادروا رغم ترويع اليهود لهم ولأنها أي عراق المنشية منطقة حرام وهذا ساعد قليلاً في منع اليهود من ارتكاب مجازر رهيبة في البلدة مع أنهم قاموا بمثل هذه المذابح ضد الكتيبة السودانية وكذلك قتلوا الكثير من الأهالي والمصريين، وأمام سمع وبصر أهل القرية قام اليهود بقتل الشابين وهما (سلطان ماضي 45 عاماً) من الجوابرة و (بد المجيد محمد يوسف أبو محيسن 28 عاماً ) وذلك بقصد ترويع وإرهاب الأهالي لإجبارهم على الرحيل . عندئذ ذكر السكان وطلبوا حماية دولية واجتمع أهل القرية في منزل شخص يدعى (عيسى حبوش) مع المراقبين الدوليين وأحدهما مصري ومراقب دولي أخر يدعى (تيستي) من السويد زطام يترأس الاجتماع من السكان الشيخ جبرين خليل الجوابرة فطلب حماية من تيستي غير أن جوابه كان: لا استطيع حمايتكم والأفضل أن تخرجوا، وكان جواب الأهالي: لا نريد الخروج بل نريد أن نبقى في وطننا وأمرنا إلى الله، فكان الجواب من تيستي سيء جدا ولا يذكر في هذا المقام، بعدها أصاب الناس كثيراً من اليأس والقنوط وأجبروا مرغمين وصاغرين على الخروج فتم إخراجهم على ثلاث مراحل أيام 24 و 25 و 26 من الشهر الثاني لعام 1949 م كان آخر رجل غادر القرية. فخرجوا من عراق المنشية بواسطة سيارات صهيونية انتظرتها سيارات أردنية في مكان يقال له (السنابرة قرب ترقوميا) وتم ترحيلهم إلى مكان يقال له العروب بين بيت لحم والخليل حيث كانت الخيام منصوبة تنتظرهم، وهذا يدل على مؤامرة دولية دبرت للشعب الفلسطيني .

وكما ذكرنا سابقاً عن الحرب والاتفاقية لقد بقيت عراق المنشية صامدة امام جرائم العصابات الصهيونية، وجرت اتفاقية بين مصر وإسرائيل برعاية دولية على ان يبقى اهل قرية عراق المنشية وقرية الفالوجة عليها وقد شهد على ذلك عدة اطراف دولية ولكن العصابات الصهيونية سرعان ما نبذ هذه الاتفاقية وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد اهلها، وكان ذلك في 24/2/1949 وهنالك جدال قانوني دولي حتى يومنا هذا على عدم شرعية تهجير اهل هذه القرية بسبب الاتفاقية المصرية ووجود شهود دوليين على الاتفاقية وعلى ما اقترفته العصابات الارهابية الصهيونية هناك.

رالف بنش الوسيط الدولي بين العرب والعصابات الصهيونية

شهادة من الوسيط الدولي (رالف بانش رالف بنش ) وذكر وسيط الامم المتحدة رالف بانش ثم بدأت العصابات الصهيونية بأنتهاك وقف اطلاق النار، حيث بدأ الجنود بترويع وتخويف المدنيين العرب والتي شملت على حالات الضرب المبرح والسرقات ومحاولات الاغتصاب لجعل سكان القرية يغادرون عن بيوتهم، وهذا الاسباب اضطر المدنيين لمغادرة قريتهم في 22 أبريل وبدأت العصابات الصهيونية بهدم المنازل في يوم 27 من نفس الشهر .

الإنطلاق من مخيم العروب

ومن مخيم العروب التحق قسم كبير منهم بمخيم الفوار في بداية الخمسينات ومنهم من انتقل إلى الضفة الشرقية حيث استقر قسم كبير منهم في مخيمات الأردن وتحديداً مخيمات اربد وحوله، وبعد نكسة حزيران عام 1967 م نزح قسم كبير منهم من مخيمي العروب والفوار إلى الضفة الشرقية واستقروا في مخيمات أقيمت في الأردن خصيصاً لأستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين.

أسماء شهداء حرب عراق المنشية

هناك أكثر من 100 شهيد وشهيدة سقطو على من سكان عراق المنشية ولكن للاسف استطعنا إلى الآن احصاء هذه المجموعة البسيطة منها :

الشهداء من الذكور

  1. الشهيد محمد حسن محمود شحادة الطيطي
  2. الشهيد جهاد محمود شحادة الطيطي
  3. أبناء الحاج خالد الطيطي
  4. الشهيد المصري أحمد عبد العزيز ليلة 22-23-/1948/8 (كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود مما دعا القيادة العامة إلى منع السير على هذا الطريق بالليل. وكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل. وما أن وصلت السيارة إلى مواقع عراق المنشية واشتبه بها أحد الحراس (العريف بكر الصعيدي) وظنها من سيارات العدو وصاح الحارس يأمر السيارة القادمة بالوقوف ولكن لسوء الحظ ضاع صوت الحارس في ضجيج السيارة فأطلقت نقطة المراقبة النار وتدخل سوء الحظ مرة أخرى حين أصابت أول رصاصة البكباشي (أحمد عبد العزيز) في جنبه، وحمله مرافقوه إلى عيادة طبيب بمدينة (الفالوجا)، ولكن قضاء الله سبقهم إليه فصعدت روحه إلى بارئها.)
  5. الشهيد المصري عبد التواب سعيد قطب (عسكري من سلاح المدفعية)
  6. الشهيد المصري عبد العزيز عزب السيد (عسكري من سلاح المدفعية)
  7. الشهيد المصري محمد عطية قاسم (عسكري في ك 1 مدفعية)
  8. الشهيد المصري حسنين عبد المجيد بحيري (أونباشي ك 1 مشاة)
  9. الشهيد المصري حميد سعد الله حميده (عسكري من سلاح المدفعية)
  10. الشهيد المصري محمد عطية قاسم (عسكري في ك 1 مدفعية)
  11. الشهيد المصري محمود حماد خليل (عسكري في ك 2 مشاة)
  12. الشهيد المصري بشير بادي أفندي
  13. الشهيد أحمد أبو ريا
  14. الشهيد محمد عبد الرحمن يوسف الجابري
  15. الشهيد محمد جابر فحجان
  16. الشهيد شرف سليم البلاصي
  17. الشهيد حسين الحمامي
  18. الشهيد إبراهيم عطية حماد فحجان
  19. الشهيد حسن أبو وردة
  20. الشهيد محمد مهدي نوفل البدوي
  21. الشهيد عمر الحاج عبد العاطي البدوي
  22. الشهيد يوسف المزين
  23. الشهيد حلمي مصطفى عرفات الراعي
  24. الشهيد أحمد أبو هشهش
  25. الشهيد حسن عبد القادر البلاصي
  26. الشهيد الشيخ محمد أبو زغريت
  27. الشهيد سلطان ماضي
  28. الشهيد أحمد عبد الرحمن نصار
  29. الشهيد محمد سليم البلاصي
  30. الشهيد عبد الفضيلات
  31. الشهيد يحيى محمد نمر الجابري
  32. الشهيد كامل المزين
  33. الشهيد عبد الله مهدي البدوي
  34. الشهيد عبد المجيد أبو محيسن
  35. الشهيد جاسر محمود ماضي

الشهداء من الاناث

  1. الشهيدة فاطمة ثلجي
  2. الشهيدة ساره محمد عبد العزيز أبو سل
  3. الشهيدة خضرة محمود سويلم الجابري
  4. الشهيدة ثريا سليم البلاصي
  5. الشهيدة رحمة إبراهيم أبو ريا
  6. الشهيدة فاطمة عبد الرحمن البلاصي
  7. الشهيدة غياهب جبرين خليل الجوابرة
  8. الشهيدة أم أحمد الشريف

رواية المؤرخين الصهاينة عن حرب عراق المنشية

استنادا إلى ما ذكره المؤرخ الإسرائيلي بني موريس فإن لواء غفعاتي حاول احتلال القرية في أواخر تموز\ يوليو 1948, خلال الهدنة الثانية في الحرب، غير أنه أخفق وجاء في تقرير لصحيفة(نيورك تايمز) في 28 تموز\ يوليو، أن القوات الإسرائيلية كانت تهاجم المواقع التي تتركز فيها الاتصالات والعربات المصرية في عراق المنشية. وبعد ذلك بيومين، أورد تقرير للصحيفة ذاتها حدوث (اشتباكات عنيفة نوعا ما بين حتا وعراق المنشية) ويقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف إن القرية كانت هدفا (لهجمات متواصلة) خلال الهدنة الثانية، ولاسيما في 22 آب \أغسطس. جرت محاولة كبيرة لاحتلال القرية عند انتهاء الهدنة الثانية في بداية عملية يوآف (أنظر بربرة، قضاء عزة), وذلك في 16 تشرين الأول\ أكتوبر. وهذه المرة دحر الجيش الإسرائيلي وبصورة حاسمة على يد القوات المصرية وقد حدث ذلك بعد أن نجحت وحدة مدرعة إسرائيلية في اقتحام القرية. وجاء على لسان ناطق إسرائيلي استشهدت صحفية (نيورك تايمز) به، أنه لدى دخول هذه القوات المدرعة عراق المنشية, (أطلق الجيش الإسرائيلي النار على القرية فقتل عددا من المصريين، ودمر مستودعات الذخيرة والمدافع...) ووصف الناطق هذا الهجوم بأنه (غارة تأديبية), كما اعترف بخسارة ثلاثة دبابات. شن الهجوم الأخير في 27- 28 كانون الأول\ديسمبر من جانب وحدات تابعة للواء ألسكندروني نجحت في دخول القرية، غير أنها طردت منها مجددا لدى وصول إمدادات مصرية. وعند نهاية الحرب، كانت القرية تقع في (جيب الفالوجة), وهو جيب حوصر فيه 3000 مدني فلسطيني ولواء مصري(خدم فيه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان آنئذ ضابطا في الجيش المصري). ويقول موريس إنه بعد أيام م توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل في 24 شباط \ فبراير 1949, خرقت إسرائيل شروط الاتفاقية مستخدمة الرعب والإرهاب لحمل 2000-3000 من سكان عراق المنشية والفالوجة على الفرار. وقد ذكر وسيط الأمم المتحدة أن الجنود الإسرائيليون ضربوا المدنيين في ذاك اغتصاب عدة. ويقول موريس إن قرار ترويع السكان لحملهم على الفرار من قراهم اتخذه قائد القطاع الجنوبي الإسرائيلي يغآل ألون، وبموافقة رئيس الحكومة دافيد بن غوريون في أغلب الظن. * اقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي

أحصائيات تاريخ الاحتلال الصهيوني

إحصاءات وحقائق القيمة
تاريخ الاحتلال الصهيوني 1 آذار، 1949
البعد من مركز المحافظة 32 كم شمال شرقي غزة
متوسط الارتفاع 125 متر
العملية العسكرية التي نفذت ضد البلدة يوعاف
الكتيبة المنفذة لللعملية العسكرية الإسكندروني
سبب النزوح نتيجة طرد القوات الصهيونية للسكان.
مدى التدمير دمرت بالكامل
المدافعون الجيش المصري
التطهير العرقي لقد تم تطهير البلدة عرقياً بالكامل

العلاقات المصرية الفلسطينية (عراق المنشية) قبل وبعد ثورة يوليو المجيدة

وسام الشجاعة المصري من الطبقة الاولى للحاج خالد حمدان الطيطي مختار عراق المنشية، في 27 نوفمبر 1955 الرئيس جمال عبد الناصر يستقبل في مكتبه عمدة "عراق المنشية" بلواء الفالوجا في فلسطين الشيخ خالد حمدان طيطى، ويأمر بمنحه وسام نوط الشجاعة العسكرى.[4]

دور الزعيم جمال عبد الناصر في عراق المنشية وتوجيهاته لرعاية لعدد من رجالات فلسطين في عراق المنشية

اطلق عبد الناصر عبارته المجلجلة أرجاء الدنيا قائلاً :"إن من قاتل من أبناء فلسطين قاتل ببسالة ومن استشهد منهم استشهد بشرف...".

( قام جمال عبد الناصر بتسمية ابنه خالد نسبة إلى خالد الطيطي عميد قرية عراق المنشية)

في الثامن والعشرين من أيلول العام 1970، فجمعت الأمة العربية بفقدان جمال عبد الناصر الذي انتقل إلى رحاب ربه بعد قيامه بوداع آخر الزعماء العرب الذين حضروا اجتماعات مؤتمر القمة العربية الطارئ الذي دعا لانعقاده جمال عبد الناصر حقنا للدم العربي ودفاعا عن الشعب الفلسطيني وحماية لحركة المقاومة الفلسطينية. نعم كانت خسارة الأمة بفقدان جمال عبد الناصر فادحة، لكن خسارة الشعب الفلسطيني كانت أكثر فداحة وأشد إيلاما، إذ لم يكن جمال عبد الناصر كأي من زعماء العرب في علاقته بالقضية الفلسطينية وفي دفاعه عن الشعب الفلسطيني، بعد أن اقتسم شعب فلسطين لقمة العيش مع القوات المصرية أثناء حصار الفالوجا حتى أوائل العام 1949 وبعد أن سال الدم المصري مختلطا مع الدم الفلسطيني على أرض فلسطين في الفالوجا وعراق المنشية اثناء الحرب العربية - الإسرائيلية العام .1948 كانت القوات المحاصرة المدافعة بقيادة السيد طه الملقب بالضيع الأسود ورئيس أركانه جمال عبد الناصر الذي كان اثناء قتاله القوات الصهيونية، يحمل ورفاقه من الضباط الأحرار هموم وطنهم مصر بعد أن تفجرت فضيحة الأسلحة الفاسدة فوق أرض الفالوجا وعراق المنشية. وعند انطلاق ثورة يوليو 1952 المجيدة في مصر بقيادة جمال عبد الناصر كاتب عبارته الشهيرة التي انطلقت مجلجلة في أرجاء الدنيا. "إن من قاتل من أبناء فلسطين قاتل ببسالة ومن استشهد منهم استشهد بشرف...". وهكذا توافقت إرادة حكومة ثورة يوليو بقيادة جمال عبد الناصر مع إرادة الشعب الفلسطيني في الصمود وفي الحفاظ على القضية الفلسطينية وفي الدفاع عنها لترتفع عالياً وليرتفع بها ومعها الشعب الفلسطيني بدعم ومساندة قويين من جمال عبد الناصر. ولا ينسى أحد منا ما أحاطته حكومة الثورة بتوجيهات من جمال عبد الناصر من رعاية لعدد من رجالات فلسطين في الفالوجا وعراق المنشية تقديراً لجهودهم من جانب وتكريماً للشعب الفلسطيني في أشخاصهم من جانب آخر: أحمد حسن عواد مختار الفالوجا الذي أصيب في معارك الفالوجا ففقد بصره فبعث به جمال عبد الناصر للعلاج في ألمانيا. خالد الطيطي، مختار عراق المنشية، منحه جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. تعددت أشكال ونماذج دعم جمال عبد الناصر للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية. ولا يتسع المجال اليوم لحصرها، لكن نتناول من باب التذكير على سبيل المثال دور جمال عبد الناصر في مؤتمر القمة العربية الأول (13 كانون الثاني 1964) والذي حضره أحمد الشقيري ممثلاً لفلسطين بدعم مباشر من جمال عبد الناصر حتى انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول (28 آيار 1964) في القدس ليحضره اثنان من وزراء عبد الناصر ليشهدا مع آخرين إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية. وفي مؤتمر قمة الإسكندرية (أيلول 1964) والشقيري يقدم للقادة العرب اللجنة التنفيذية الأولى في م.ت.ف تأتي مبادرة عبد الناصر بالاعتراف بالمنظمة قوية حاسمة وليحذو حذو عبد الناصر عدد من الزعماء العرب الآخرين.

" فى سنة 48 حاربنا، فى سنة 48 احنا - جزء من الجيش المصرى - حوصر فى الفالوجا وفى عراق المنشية، وأنا شفت الفلسطينيين كانوا فى عراق المنشية، وكان معانا مختار عراق المنشية.. الشيخ خالد، وكان بيطلع... ولاده ماتوا قدامى وقدامه وماكانش بيلتفت لواحد من أولاده. وكان الدم الفلسطينى والدم المصرى يومها - فى هذا اليوم - 150 من الكتيبة قتلوا.. الكتيبة المصرية، عدد كبير من الفلسطينيين المناضلين قتلوا، ودخلوا اليهود أخدوا تلتين عراق المنشية، ولكن لم يتمكنوا من الصمود، واستطعنا ان احنا نعيد الاستيلاء على مواقعنا، وتكبد اليهود فى هذا اليوم - يوم 28 ديسمبر سنة 48 - خسائر حوالى 400 قتيل واحنا دفناهم. وأنا رحت بعد انتهاء الحرب وبعد الهدنة إلى عراق المنشية رحت سنة 50.. فى يناير سنة 50، ودخلت بواسطة رجال الهدنة علشان أورى اليهود المقابر بتاعت هؤلاء الجنود لإن ما قدروش يعرفوا المقابر، وطالبوا من لجان الهدنة إنهم يبعتوا حد من هنا يوريهم المقابر، والجيش فى مصر بعتنى علشان أعين لهم المقابر، وكنا بنتبادل الجثث، يعنى كانوا بيدونا جثث المصريين وبياخدوا... بيخلونا ننقل جثث المصريين من جوا؛ لإن احنا سبنا جثث المصريين فى المناطق اللى الموجودة فى شمال النقب.[5] "

قالوا عنها

  • كتب فيها الكاتب والباحث الاستاذ المرحوم هاني مصباح الطيطي Hani Al-Titi (48)عاماً قصة قصيرة للاطفال بعنوان حصار عراق المنشية (من خبز طابونك ذقنا حلاوة الحياة، وعلى ذكراك نسير عبر درب العودة إلى تـلــك الشامخ، شموخ الاقصى والقبة، على انغام بطولات اهلك نشرب حلاوة الايمان بالجهاد لنحررك ونحر كل القرى المبادة، من عزة النفس نرفع الهامات ساريات تحملمنا في مهب الرياح اليك)
  • بكائية على قرية عراق المنشية للشاعر العروبي لطفي الياسيني

عراق منشية اشتاق... لقياها من يوم نكبتنا والقلب يهواها يا قريتي الام ان الشوق يحملني إلى ثراك بلادي لست انساها قد عشت فيك وبيت العز يذكرني والبندقية ... والثوار ذكراها اني مقيم على عهدي اتوق لها لبيت جدي إلى الاطيان اغلاها دفنت فيها رفاق الدرب اجمعهم ودمع عيني على الخدين جاراها هذي بلادي ورب العرش باركها من قبل صهيون لي طابو انساها لا بد ارجع من منفاي يا وطني رغما عن الكل والرايات اعلاها عهد علي بني صهيون ادفنهم وازرع الغار يوم النصر مغزاها

  • وكتب محمد محيسن في رثاء قريبه حسن (حسن كما علمت أراد أن يعرف أين يذهب، لكنه استنشق هواء لم يكن مشبعا بأشعة الشمس في أريحا، ولا برطوبة بحر يافا، ولا برائحة الصبر في عراق المنشية. )

القرية اليوم

يذكر ان العصابات الصهيونية قامت بهدم كل الاثار الموجودة للقرية والبيوت الزرع ولم يبقى منها حتى يومنا هذا الا بعض العلامات للشوارع مع الصبار المتناثر هنا وهناك في القرية المنكوبة .

وغرست غابة الكينا في الموقع وثمة إشارتان بالعبرية والإنكليزية تعرف هذه الغابة بأنها (غابة مرعولين للسلام) ولم يبق من القرية سوى آثار شوارعها مع بعض نبات الصبار المبعثر. ويستغل المزارعون الإسرائيليون قسما من الأراضي المجاورة.

عراق المنشية منظر شامل من الاعلى للقرية المسروقة من قبل العصابات الصهيونية والتي اسموها كريات جات

المستوطنات الصهيونية على اراضي القرية

أقيم كيبوتس يدعى غان(130115) في سنة 1941 على أراض كانت تابعة تقليديا للقرية، كما استولى هذا الكيبوتس في سنة 1949 على مزيد من الأراضي بعد طرد السكان. وبعد ذلك التاريخ بخمس سنوات، أي في سنة 1954 أنشئت بلدة كريات غات(128113) على أراضي القرية، وأقيمت أيضا مستعمرة سدي موشيه (131113) في سنة 1956 على أراضي القرية إلى الشرق من موقعها.

قضية عراق المنشية مع شركة انتل للكمبيوتر والعلامات التجارية الاخرى

  • شركة انتل : يدعو تحالف "العودة إلى فلسطين" لمقاطعة مصانع "إنتل" في "كريات جات"، وهي الموقع السابق لقرية "عراق المنشية " الفلسطينية، وتهيمن معالجات "إنتل" على 80% من حواسب العالم، هذا فيما كانت قد وردت تقارير عن استثمارات بقيمة 2.7 مليار رصدتها الشركة لتطوير مصانع المنطقة.

"إنتل" الشركة التكنولوجية الكبرى: استثمارات في "إسرائيل" بـ10 مليارات دولار

بدأت الثورة التكنولوجية في إسرائيل أساساً، عندما أفلحت الدولة العبرية في تغيير منهاجها التعليمي من جهة، واستيعاب الهجرة الروسيَّة من جهةٍ ثانية. وبديهي أنَّ الجيش الإسرائيلي، وعبر محاولات تطويره على أرضية الرغبة في الحفاظ على تفوّقه النّوعي في مواجهة الجيوش العربيّة، شكَّل قاطرة تطوير لهذا القطاع أيضاً، الَّذي غدا قطاعاً مركزياً في الحياة العامة الإسرائيليَّة، فنصف صادرات إسرائيل الصناعيَّة هي نتاج تكنولوجيا عالية لشركات محليّة ودوليّة تعمل هناك.

وعند الحديث عن الشركات التكنولوجيّة العاملة في إسرائيل، يُخصّص جانب مهم لشركة "إنتل". ومن بين حوالى 20 ألف خبير ومتخصص تستخدمهم الشركات الدولية العاملة في إسرائيل، يعمل حوالى نصفهم (8500)، في مراكز شركة "إنتل" الكبيرة المقامة في كل من حيفا، و"ياكوم"، و"بيتح تكفا"، والقدس، و"كريات غات".

وخلافاً لمعظم الشركات الدولية المستجدة النشاط في إسرائيل، فإن شركة "إنتل" تعمل في الدولة العبرية منذ السبعينيات. وتقوم المراكز الإسرائيلية للشركة بدور مركزي في أهم التطويرات التي أدخلتها الشركة على منتجاتها الأساسية، وعلى رأسها المعالجات التي تشكل قلب كل حاسوب يُباع في أرجاء العالم.

وعلى سبيل المثال، فإن معالج "سنترينو"، الذي تم تطويره في إسرائيل ووزع في العالم ابتداءً من العام 2003، احتوى على تكنولوجيا "WIFI"، جعلت منه للمرة الأولى معياراً للحاسوب المحمول الخفيف المقتصد في الطاقة، والمؤهّل للارتباط بالإنترنت لاسلكياً. كما أن معالج "ساندي بريدج"، الذي أدخل إلى الخدمة في العام 2011 من إنتاج مركز "إنتل" في حيفا، أما خلفه أي معالج "هايفي بريدج"، الذي طُوّر في إسرائيل وأميركا، فينتج حالياً بكميات هائلة في مصنع الشرائح التابع لـ"إنتل" في "كريات غات".

وفضلاً عن ذلك، فإن رابط "ثاندربولت" الموجود في حواسيب "ماكبوك" (والمعد لخلافة رابط USB مستقبلاً)، طوّره المركز الإسرائيلي لـ"إنتل" بالشراكة مع "أبل". وفي الأسابيع الماضية، أعلنت "إنتل" عن الجيل الجديد من الروابط القادرة على أن تنقل للحاسوب معلومات بسرعة 20 جيغا بايت في الثانية، وهي أيضاً نتاج تكنولوجيا إسرائيلية.

وتركّز الشركة حالياً في مركزها في إسرائيل على تطوير القفزة التالية في عالم الحواسيب، والمسماة "الحوسبة الحساسة"، والتي ترمي إلى السيطرة مستقبلاً على الحواسيب والأجهزة الأخرى عبر حركات الجسم والكلام، أو النظرة وحتى عبر الأحاسيس.

وبغية فهم المعنى الحقيقي لاستثمارات "إنتل" في إسرائيل، يمكن الإشارة إلى ما قاله رئيس "إنتل إسرائيل"، مولي أدان، عن استثمار 10,5 مليارات دولار حتى الآن في مصانع الشركة في إسرائيل.

وبعد تعرض "إنتل" وعدد من الشركات الدولية لانتقادات واسعة في إسرائيل جراء تمتعها بإعفاءات ضريبية، دافع أدان عن شركته قائلاً إنها خسرت مؤخراً فرصة إقامة مصنع آخر يشغّل 4500 مستخدم، لأن العرض الإيرلندي كان أفضل من الإسرائيلي. وأكد أن هناك منافسة شديدة بين الدول لاجتذاب استثمارات تكنولوجية، مشدداً على أن الخسارة لا تنحصر فقط في فقدان أماكن عمل، بقدر ما تتمدَّد لتشمل خسائر مداخيل مالية كبيرة من الضرائب التي تجبيها الدولة من منتجات هذه المصانع.

وأشار أدان إلى الصورة الكاملة التي تعمل فيها الشركات العالمية في إسرائيل، مثل "تيفع" للدواء، و"كيل" للأدوات، و"إنتل" لمنتجات الحواسيب، وأثرها في الاقتصاد الإسرائيلي. وأوضح مثلاً أن "إنتل" توفر 8500 فرصة عمل هي من الوظائف المنتجة والمجددة وذات الرواتب العالية. ويضاف إلى ذلك، أن لذلك تأثيراً على الأعمال غير المباشرة مثل مقدمي الخدمات، من معدي البرامج وصولاً إلى خدمة الإطعام والنقل، والتي تخلق أيضاً حوالى 25 ألف فرصة عمل. وقد بلغت صادرات "إنتل" الإسرائيلية 4,6 مليارات دولار في العام 2012.

ولتوضيح الصورة أكثر، بيّن أدان أن "الصادرات الصناعية من إسرائيل تبلغ 46 مليار دولار"، ما يعني أن حصة "إنتل" وحدها من هذه الصادرات بلغت 10%، مشيراً إلى أن "صادرات التكنولوجيا العالية تبلغ 21,5 مليارات دولار، ما يعني أن "إنتل إسرائيل" التي تصدّر بقيمة 4,6 مليارات دولار، تشكل 20% من مجموع صادرات التكنولوجيا العالية الإسرائيلية. وكل استثمار جديد لإنتل يشكّل إضافة لأماكن عمل، وزيادة في الصادرات وزيادة في المداخيل الضريبيّة للدولة، بحيث إن إسرائيل تخرج في نهاية المطاف رابحة من كل استثمارات إنتل".

وسنة بعد سنة، تكبر "إنتل" في إسرائيل، ويزداد عدد المستخدمين فيها، وتزداد عوائد الدولة العبرية من الضرائب المفروضة على منتجاتها وعلى العاملين فيها. ووفقاً لرئيس الشركة في إسرائيل، فإن الدولة العبرية تجبي ضريبة دخل من مستخدمي الشركة أعلى بستة أضعاف من متوسط ضريبة الدخل في إسرائيل. ولكن ما لا يقل عن ذلك أهمية، أن "أكثر من 12 ألف مستخدم تركوا شركة إنتل وانخرطوا في القطاع الاقتصادي، وأقاموا مئات الشركات التكنولوجية. كما أن الكثير ممن انتقلوا للعمل مع مركز شركات أخرى في إسرائيل، مثل أبل وياهو، هم من متخرّجي إنتل".

تجدر الإشارة إلى أن 40% من صادرات إسرائيل هي من إنتاج عشر شركات كبرى فقط، وهذه هي سيرورة تطور الاقتصاد الذي يغدو أكثر تركيزاً واحتكاراً.

  • شركة VISONIC : تنتج أنظمة Azhka المنزلية والصناعات.
  • مصنع Numonix، ومشروعات التكنولوجيا الفائقة والتي أنشئت من قبل شركة انتل والآس تي. للالكترونيات الدقيقة .
  • مصنع HP - مجالات إنتاج المصنع المتقدمة تتألف نفسها أجهزة كمبيوتر وطابعات .
  • Hmsbb : مصنع المعادن والبلاستيك .
  • كوكا كولا : وفي تموز 2002 أَعلنتْ كوكاكولا ستبني مصنعًا جديدً لها في "كريات غات"
  • Nestle : لديها مصنع بني على انقاض قرية عراق المنشية .

حروب غزة ( 2008 - 2014 )

خلال عملية معركة الفرقان في ديسمبر من عام 2008 أُطلق على عراق المنشية المحتلة عدت صواريخ غراد من غزة، وتكررت حينها هجمات المقاومة الصاروخية من قطاع غزة على القرية المحتلة. وفي عام 2012 أُطلق العشرات من صواريخ غراد على عراق المنشية (كريات جات)، وتسببت في أضرار واسعة النطاق لعدة مبان فيها.

أعلام القرية

خرج من عراق المنشية أو من لاجئين القرية عددٌ من الشخصيات، ومنهم:

  • هاني مصباح الطيطي، كاتب وباحث ومربي فلسطيني وله عدد من القصص والمقالات "رابط الموقع".
  • عبد القادر عبد الفتاح الطيطي، مربي فلسطيني.
  • هيثم هاني الطيطي، مدون وناشط فلسطيني "رابط الموقع".
  • يونس إسماعيل الطيطي، كاتب صحفي.
  • خالد الطيطي، مختار عائلة الطيطي قبيل عام 1949، منحه الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
  • عناز محمد مشعل الطيطي (1911-1996)، مختار ال الطيطي في مخيم الفوار في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، شارك في حرب 1948
  • اسحق عناز محمد الطيطي (1934 - 2003)، مربي فاضل، وكان يحظى باحترام أهالي مخيم الفوار و خصوصاً لدوره في تأسيس جميعة كهرباء الفوار وشركة الباصات ومشاريع اخرى.
  • عبد اللطيف عثمان الطيطي، مدير التربية والتعليم في وكالة الغوث الدولية في منطقة الخليل وبيت لحم.
  • د جمال أحمد المحيسن، عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
  • الشيخ حسن عبد العاطي يوسف البدوي أحد أئمة عراق المنشية.
  • الدكتور سعيد خالد عثمان عبد اللطيف الطيطي دكتور في جامعة الملك سعود في الرياض السعودية، معلم ومشرف تربوي في وزارة التربية والتعليم، باحث تربوي له أبحاث ودراسات تربوية.
  • الشيخ خالد عثمان عبد اللطيف الطيطي، قاضي صلح عشائري، ومشارك في حرب 1948.
  • الشيخ محمود المحيسن، وكان له دور كبير بدعم القوات المصرية التي حوصرت بالقرية.
  • جميل إسماعيل الجابري، مربي فلسطيني.
  • عبد الفتاح محمود سويلم الجوابرة، مربي فلسطيني.

أفلام تسجيلة مصورة

فيلم مصور عن عراق المنشيه تم تصويره عام 1998

فيديو كل ما تبقى من عراق المنشية منذ النكبة

مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية

فيدوهات منوعة عن عراق المنشية

معرض صور

    مراجع

    المصدر:

    انظر أيضاً

    موسوعات ذات صلة :