مشروع غاز جنوب العراق هو مشروع عملاق لربط حقول إنتاج الغاز الطبيعي في العراق بمحطات توليد الكهرباء والمعامل الضخمة.
نفذت المشروع شركة المشاريع النفطية العراقية بأسلوب تجزئة المقاولات، بلغت أكثر من عشرين مقاولة وتولت تنفيذ أجزاء منه بأسلوب التنفيذ المباشر. بوشر بالتنفيذ عام 1979 وفق قانون خاص لتنفيذ المشاريع الكبرى الثلاث وهي مصفى الشمال وغاز الشمال وغاز الجنوب وبعد نجاح تجربة تنفيذ الخط الإستراتيجي والميناء العميق. تعرقل التنفيذ بسبب ظروف الحرب مع إيران. على الرغم من تلك الظروف، أنجز المشروع بالكامل في أواخر الثمانينات من القرن العشرين وتضمن جمع كافة الغازات ومن المراحل الأربع (المصاحبة لإنتاج أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط في الحقول الجنوبية) ومحطات تسييل الغاز والإنتاج (من خلال مصنعين ضخمين في الزبير وشمال الرميلة) لتصنيع حوالي 4.4 مليون طن سنوياً من البروبان البيوتان والغاز الطبيعي ونقلها وتجميعها في خزانات عملاقة في خور الزبير مع ميناء خاص للتصدير يقع على خور الزبير أيضاً. وبلغت الكلفة الأجمالية حوالي 2 مليار دولار في ذلك الوقت تحملها وسددها العراق بالكامل. وتضمن المشروع تجهيز مصانع البتروكيمياويات والحديد والأسمدة الألمنيوم والإسمنت وغيرها وجميع محطات الكهرباء بالغاز في مناطق العراق الصناعية الرئيسية.
تم تشغيل المشروع على مراحل وبالكامل وصولاً إلى تموز 1990 عندما بوشر بتحميل أول ناقلة أجنبية للتصدير ولكنها توقفت وغادرت على عجالة فور غزو العراق للكويت في 2 آب 1990. وبذلك- وبالاشتراك مع غاز الشمال في كركوك- أصبح لدى العراق القدرة على استثمار حوالي 95% من جميع الغازات المصاحبة. بالإضافة لما تقدم فان قد تم بناء آلاف الكيلومترات من أنابيب نقل الغاز الطبيعي والغاز السائل ممتدة من أقصى الجنوب ولغاية منطقة الموصل لترتبط بغالبية المشاريع الصناعية ومحطات التوليد الكهربائية والتي لا مثيل لها ولحد يومنا هذا في منطقة الشرق الأوسط (بالإضافة إلى أنابيب نقل المنتجات النفطية من الشمال إلى الجنوب) علما بأن قراراً كان قد اتخذ وتم تنفيذه منذ عام 1973 بأن لا يتم إنشاء أية محطة لتوليد الكهرباء إلا بعد ضمان تشغيلها بثلاثة أنواع وقود أولها الغاز الطبيعي.