فحص العذرية[1] مصطلح يشير إلى استقصاء عذرية فتاة من خلال الكشف عن غشاء البكارة.
الاختبار بأصبعين
تختلف عملية اختبار العذرية حسب المنطقة. في المناطق حيث يتوفر الأطباء؛ غالبًا ما تتم عملية الفحص في عيادة الطبيب.[2] على عكس البلدان النامية والفقيرة التي تضطر لإجراء مثل هاته الاختبارات للتأكد من عذرية الفتاة. عادة ما تقوم السيدات العجائز بهذا الاختبار وذلك لما تحظى به هذه الفئة من موثوقية داخل المجتمع. شاعَ هذا الأمر بين القبائل الأفريقية في وقت ما. هناك شكل آخر من أشكال اختبار العذرية وينطوي على اختبار ارتخاء عضلات المهبل خلال اختباره بأصبعين حيث يقوم الطبيب بإجراء الاختبار عن طريق إدخال الأصبع في مهبل الأنثى للتحقق من مستوى تراخي المهبل والذي يستخدم لتحديد ما إذا كانت متعودة على الجماع أم لا.[3] ومع ذلك؛ فقد تعرضت هذه الطريقة لنقد كثير باعتبار أن تراخي المهبل لا يدل على عدم وجود غشاء البكارة أو التعود على ممارسة الجماع على حد سواء؛ لأن ذلك قد يكون ناجمًا عن عوامل أخرى.[4]
العنف ضد المرأة
يُعد اختبار العذرية أحد أبزر مظاهر العنف ضد المرأة حسبَ منظمة الصحة العالمية التي تُؤكد أن هذا الاختبار لا يزال قائمًا في عددٍ من البلدان. من الناحية الطبية؛ فإنّ اختبار العذرية أمر غير ضروري خاصة عندما تتم هذه "العملية" على بعض النساء دون الحصول على موافقتهن ناهيك عن إمكانية الألم الذي قد يشعرن به بالإضافة إلى الإحساس بالدونية. لطالما استُخدم اختبار العذرية على أساس المعايير الاجتماعية بهدف تنظيم النشاط الجنسي للإناث وتبرير العنف ضد المرأة. أما في مجتمعات باقي أنحاء العالم؛ وخاصة المجتمعات الأبوية فإن هذا الاختبار قد يبدو متقبلا في حالة ما تم عن طريق الأب أو الزوج. بسببِ الضغوط الاجتماعية على النساء والفتيات كي تظل عذراء حتى الزواج، فإن هذه الاختبارات ضرورية -حسب الفتاة نفسها- حتى تُؤكد لأسرتها عن سلكوها الجنسي المُطيع. في بعض المجتمعات وفي حالة ما تم التأكد من انعدام عذرية الفتاة من خلال هذا الاختبار فإنّها قد تتعرض للعقاب حتى الموت. أدت كل هذه المواقف التمييزية إلى انتشار العنف ضد المرأة في تلك المجتمعات. هذا وتجدر الإشارة أن اختبار العذرية يحعل الشابة تفهم أنها مسؤولة عن كل نشاط جنسي في كامل حياتها -على الأقل قبل الزواج- حتى لو تعرضت لعملية اغتصاب أو شيء من هذا القبيل.[5]
الأسباب
تتطلّبُ بعض الثقافات دليلا على عذرية العروس قبل زواجها. هذا وقد جرت العادة على اختبار وجود غشاء البكارة والتي يتمُّ التحقق منها إما عن طريق الفحصِ البدني -عادة من قبل الطبيب الذي سيتولى تقديم شهادة العذرية-[6] أو من قبل ما يُعرف "بدليل الدم" والذي يشير إلى النزيف المهبلي الناتج عن تمزق غشاء البكارة.[7][8][9] عادة ما يتم الفحص البدني قبل حفل الزواج أمّا "الإثبات عن طريق الدم" فينطوي على التفتيش عن علامات النزيف كجزء من إتمام الزواج بعد الحفل.
الوقاية من المرض والحمل
يُعدُ منع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في سن المراهقة أمثلة من الأسباب التي قدمها أنصار اختبار العذرية. في 2004؛ أعلنت قرية نابوت ماكوني النائية في دولة زيمبابوي عن اعتمادها خطة فرض اختبار العذرية كوسيلة لحماية الشعب من فيروس نقص المناعة البشرية. وأوضح شيخ القرية أنه يركز على الفتيات لأنه يعتقد أنهن أسهل للسيطرة -من الناحية الجنسية- مُقارنة بالفتيان.[10] أمّا في جنوب أفريقيا؛ حيث اختبار العذرية محظور فإن قبيلة الزولو تعتقد أن هذه الممارسة تمنع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية أوْ الحمل في سن المراهقة.[11] خلال مقابلة لامرأة مع صحيفة واشنطن بوست ذكرت السيدة: «اختبار العذرية مهم جدا لأن الفتيات أصبحنَ خائفات من الأولاد. ما يحدث هو أن الشاب يُحاول فض عذرية الفتاة فتضر لإجراء الاختبار للتأكد مِمّا حصل ولمعرفة ما إذا كانت حامل أو حتى مُصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.»
أسباب ثقافية
في ثقافة قبيلة الزولو؛ هناك تقليد يقوم على رقص الفتيات في سن معينة لملك أو شيخ القبيلة. لا يُسمح للعذاري بالمشاركة في هذا الحدث وللتأكد من عذريتهن يجب أن يخضعن لهذا الاختبار. في حالة ما تمّ الاختبار بنجاح فإنّ الفتاة تجلب الشرف لعائلتها؛ أما في حالةِ لم تنجح في تجاوز الاختبار وتبيّن أنها غير عذراء فإن أسرتها تضطر لدفع غرامة كونها لطّخت سمعة المجتمع كما قد يتم نبذها إلى الخارج.[12] نفس الأمر كان لدى العائلة المالِكة في المملكة المتحدة والتي لم تكن تسمح لأفرادها الذكور بالزواج من سيدة غير عذارء إلا أن هذا الشرط قد تم التخلص منه مطلع القرن الحادي والعشرين.[13]
الاعتداء على النساء
في مصر
الظاهرة ظهرت في مصر بعد ثورة 25 يناير، وتحديدا في سياق أحداث 2011 في مصر التي تعتبر ضمن عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتي شهدت تجاوزات عديدة خصوصا ضد الذين رفعوا شعارات من قبيل «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين» ثم «يسقط حكم العسكر». وهي تحديدا ممارسات من بعض أفراد من جانب الجيش المصري، تخضع فيها الفتيات المعتقلات للكشف التناسلي "لإثبات" عذريتهن، ووثقت ذلك امنستي انترناشونال واحتجت رسميا لدى السلطة العسكرية الحاكمة آنذاك، وقد اعترفوا بحدوث ذلك لاحقا.[14] ورغم حساسية الموضوع وتجاوزه للكرامة والأعراف إلا أن العديد من تلك الفتيات أعلنّ عما فُعل بهنّ ليعلنّ مظلمتهنّ، مثل سميرة إبراهيم التي قدمت بلاغا بحدوث ذلك. وقد أعلنت شخصيات ثورية عديدة عن حدوث هذه الانتهاكات منهم حسام الحملاوي. وقد برأ القضاء المصري سريعا الطبيب العسكري الذي تورط في فعل ذلك في سميرة.[15] وبعدها بشهور في أواخر ديسمبر 2011 أصدر القضاء الإداري حكم يأمر بوقف هذه الكشوف.[16] وكانت كشوف العذرية أحد أبرز مخالفات حقوق الإنسان في مصر في عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة.[17]
في الدول العربية
يميل كثير من الأزواج إلى الانخراط في اختبارات العذرية على أساس عدم نزيف غشاء البكارة خلال الجماع الأول مما يؤدي إلى عدد لا يحصى من المشاكل الاجتماعية في العديد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في المملكة المتحدة
تم الاعتماد على اختبار العذرية خلال دخول النساء المهاجرات إلى المملكة المتحدة خاصة من تدّعي رغبتها في الزواج من شاب بريطاني يعيش في المملكة.[18] أكدت الحكومة البريطانية في وقت لاحق على أن النساء العذارى كانوا أكثر عرضة لقول الحقيقة حول سبب الهجرة إلى البلاد. في كانون الثاني/يناير 1979؛ أخضع ضباط بريطانيون آنسة مهاجرة لاختبار العذرية حينما وصلت إلى لندن بدعوى أنها ادعت هجرتها نحو بريطانيا من أجل الزواج لا غير. لم تكن تملك السيدة تأشيرة لذلك كان لِزامًا على الشرطة إخضاعها لهذا الفحص من أجل التأكد من حُسن نيتها. تمّ انتقاد هذه الممارسة من قِبل جريدة الغارديان في عام 1979[19] ثم تغيرت هذه السياسة بسرعة بعدما أثارت جدلا حينها.[20][21]
في إندونيسيا
في أغسطس/آب 2013 أعلنت منطقة نائية في سومطرة الجنوبية في إندونيسيا على يد وزير التعليم السيد محمد راسياد أن الإناث المراهقات اللاتي يحضرن المدرسة الثانوية سيضررن للخضوع لاختبارات العذرية ابتداء من عام 2014.[22] ذكر الوزير أن القصد من هذا هو الحد من الاختلاط في المنطقة.[23] ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية في عام 2014 أن اختبار العذرية يجرى بشكل روتيني على المرشحات الإندونيسية للعمل في سلك الشرطة كجزء من شروط الولوج للوظيفة.[24]
في إيران
أما في إيران فقد عانت أتينا فرقداني من تهمة "العلاقات الجنسية غير المشروعة ثم الزنا" وذلك بعد مصافحتها لمحاميها في يونيو 2015. اشتكت السيدة الإيرانية من موظفي وحراس السجن بسبب ما عانت منه من إيماءات جنسية وافتراءات وغيرها من الإهانات. حاولت أتينا لفت الأنظار صوبها من خلال الإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2015 احتجاجا على سوء المعاملة. ومع ذلك؛ فإن التحرش قد استمر. في رسالة مسربة من فرقداني تكلفت منظمة العفو الدولية بنشرها فإن أتينا قد تم أخدها من قِبل السلطات القضائية إلى مركز طبي خارج السجن في 12 آب/أغسطس 2015 ثم أجبروها على الخضوع لاختبار العذرية لغرض التحقيق في التهمة الموجهة لها.[25]
انتقادات
في مايو 2013 قضت المحكمة العليا في الهند بالحُكم على اثنين من الرجال بسبب تطبيق اختبار العذرية. تم الحكم على الرجلين بتهمة انتهاك الحق في الخصوصية ثم طلبت حكومة دلهي تقديم أفضل الإجراءات الطبية للتأكد من حصول اعتداء جنسي من عدمه.[26][27] ألغت في الوقت الحالي معظم البلدان هذا الاختبار وذلك لعدة أسباب بما فيها أن الطريقة قديمة جدًا وغيرُ علمية ناهيك عن أنها تنتهك خصوصية السيدة وكرامتها.[28] حظرت منظمة أطباء في كيبيك إجراء اختبارات العذرية بعد أن تم العثور على بعض النساء اللاتي يفعلن هذا فضلا عن توفير شهادات العذرية.[29]
مقالات ذات صلة
المراجع
- "Al-Qamoos القاموس - English Arabic dictionary / قاموس إنجليزي عربي". www.alqamoos.org. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 20195 نوفمبر 2019.
- Amnesty International - تصفح: نسخة محفوظة 12 2يناير3 على موقع واي باك مشين.
- McNeil, Jr., Donald G. (13 September 2010). test&st=cse "Rape: Rights Group Calls Test to Determine Sexual Activity a 'Second Assault' in India". New York Times. مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 201815 سبتمبر 2010.
- "Crude, degrading' finger-test forced on Mumbai gangrape victim by cops". First Post. 9 October 2013. مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 201818 أكتوبر 2013.
- Olson, Rose McKeon; García-Moreno, Claudia (2015-11-18). "Virginity testing: a systematic review". Reproductive Health. 14. doi:10.1186/s12978-017-0319-0. ISSN 1742-4755. PMID 28521813. Material was copied from this source, which is available under a Creative Commons Attribution 3.0 Unported License.
- "Student sells virginity online for £45,000 (but she's keeping her identity a secret in case her parents find out)". Daily Mail. 5 May 2011. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2015.
- Perlman, Sally E.; Nakajyma, Steven T.; Hertweck, S. Paige (2004). Clinical protocols in pediatric and adolescent gynecology. Parthenon. صفحة 131. .
- The London medical and physical journal, Volume 51. Harvard University. 1824. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 202008 أكتوبر 2011.
- Kathleen Coyne Kelly (2000). Performing virginity and testing chastity in the Middle Ages. Volume 2 of Routledge research in medieval studies. Psychology Press. صفحة 197. . مؤرشف من الأصل في 25 يناير 202008 أكتوبر 2011.
- Virginity and HIV Tests Before Marriage, from News From Africa - تصفح: نسخة محفوظة 2 March 2007 على موقع واي باك مشين., Virginity and HIV Tests Before Marriage, from News From Africa. Retrieved 4 March 2009.
- Karin Brulliard (26 September 2008). "Zulus Eagerly Defy Ban on Virginity Test". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 201704 مارس 2009.
- LeClerc-Madlala, Suzanne (2001). "Virginity Testing: Managing Sexuality in a Maturing HIV/AIDS Epidemic". Medical Anthropology Quarterly. 15 (4): 533–552. doi:10.1525/maq.2001.15.4.533. PMID 11794875.
- Katz, Gregory (2011-04-08). "UK royal bride's virginity no longer an issue". Washington Post (باللغة الإنجليزية). ISSN 0190-8286. مؤرشف من الأصل في 07 يناير 201928 ديسمبر 2017.
- Watchdog: Egypt Army Acknowledges 'Virginity Tests'. فوكس نيوز، 2011-6-27. نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- بالصور.. نساء ورجال يتضامنون مع «سميرة إبراهيم» أمام «القضاء العالي». المصري اليوم، 2012-3-16. نسخة محفوظة 02 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.
- شيماء القرنشاوي، «القضاء الإداري» تلزم المجلس العسكري بوقف «كشوف العذرية». المصري اليوم، 2011-12-27. نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
- Egypt’s Security Forces Once Again Using Virginity Tests On Female Detainees. Buzz Feed، 2014-2-12. نسخة محفوظة 09 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
- "British Virginity Testing of Immigrants Must End". Pittsburgh Post-Gazette. Pittsburgh Post-Gazette. Associated Press. 3 February 1979. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019 – عبر Google News.
- Phillips, Melanie (3 February 2010). "From the archive: Airport virginity tests banned by Rees". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 03 نوفمبر 2018.
- Andy Beckett "The changing face of Melanie Phillips", The Guardian, 7 March 2003
- Travis, Alan (8 May 2011). "Virginity tests for immigrants 'reflected dark age prejudices' of 1970s Britain". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2018.
- Bachelard, Michael (21 August 2013). "Virginity test for high school girls". World. The Age. مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 201821 أغسطس 2013.
- Hodal, Kate (21 August 2013). "Female students in Indonesia may be forced to undergo 'virginity tests". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 201921 أغسطس 2013.
- هيومن رايتس ووتش (November 18, 2014). "Indonesia: 'Virginity Tests' for Female Police". مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 201919 نوفمبر 2014.
- The shame of Afghanistan's virginity tests - BBC News - تصفح: نسخة محفوظة 25 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- PTI (2013-05-19). "No two-finger test for rape: SC". The Hindu. The Hindu. مؤرشف من الأصل في 24 يونيو 201418 أكتوبر 2013.
- "Two-finger test should be stopped with immediate effect: SC". ATimes Of India. ATimes Of India. 2013-05-20. مؤرشف من الأصل في 04 سبتمبر 201318 أكتوبر 2013.
- "Insult After Assault: The two-finger test is not only unscientific but also degrading for the victim. The demand to ban it mounts : NATION". India Today. India Today. 2013-02-01. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 201718 أكتوبر 2013.
- "Virginity tests banned in Quebec". CTV News. 11 October 2013. مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2018.