القِبلة هي وجهة المصلي عند الصلاة وهي عند المسلمين الكعبة المشرفة في مدينة مكة.[1][2][3] في فترة مبكرة من الإسلام كانت القبلة هي بيت المقدس قبل هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، وبذلك سميت القدس بـ"أولى القبلتين"[4]، كان تحويل القبلة في 17 رجب سنة 2 من الهجرة، وقيل في 8 محرم من ذات العام، أثناء الركعة الثانية من صلاة الظهر.
تحوي معظم المساجد على ركن في أحد الجدران يدعى المحراب والذي يدل على اتجاه القبلة، والمسلمون في جميع أنحاء العالم يصلون باتجاه القبلة وهذا ما يجسد وحدة الأمة الإسلامية تحت شريعة الله.
أهمية القبلة
للقبلة أيضاً أدواراً هامة أخرى غير كونها وجهة المصلي، حيث يُدفن المسلمون بعد الموت بحيث يكون الجانب الأيمن لجسدهم هو اتجاه القبلة ويُدار وجههم نحوها، فمثلاً إذا كانت القبلة نحو الجنوب فيُدفن جسد المُتوفّى بحيث يكون رأسه نحو الغرب وأرجله نحو الشرق ويُدار وجهه إلى الجنوب والذي افترضناه اتجاهاً للقبلة.
كذلك يكون رأس الماشية المذبوحة ذبحاً حلالاً مستقبلاً القبلة أثناء الذبح.
أيضاً لا يجوز استقبال القبلة أو استدبارها بغائط أو بول، فبيت الخلاء يجب أن لا يكون باتجاه القبلة أو بعكسها، حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ، وَلا بَوْلٍ، وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا "[5]
تاريخ القبلة
- قال الله في القرآن الكريم ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)﴾ (سورة يونس).
- قال الله في القرآن الكريم ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)﴾ (سورة البقرة).
- قال الله في القرآن الكريم ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)﴾
- قال الله في القرآن الكريم ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)﴾ (سورة البقرة).
لقد كان المسجد الأقصى في مدينة القدس في فلسطين هو القبلة سابقاً. حيث بقي على هذا الحال إلى أن أتى أمر الله بتغيير القبلة إلى الكعبة، وذلك بعد عدة أشهر من هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، وحيث أن النبي محمد لطالما تمنى أن تكون الكعبة هي القبلة، فنزلت الآية: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)﴾ (سورة البقرة).
تحديد اتجاه القبلة
- لقد كان المسلمون المسافرون في عصر الحضارة الإسلامية يستخدمون الإسطرلاب لمعرفة اتجاه القبلة.
- يمكن تحديد اتجاه القبلة أيضاً بطريقة دقيقة جداً وهي حينما تتعامد الشمس مباشرة مع الكعبة حيث يختفي ظل الكعبة تماماً، حينها وفي المناطق المعرضة للشمس، يكون ظل الأشياء بعكس القبلة تماماً. تحدث ظاهرة التعامد هذه مرتين كل سنة وذلك في 27 أو 28 من شهر أيار (مايو) الساعة 9:18 بتوقيت غرينتش، وكذلك في 15 أو 16 من شهر تموز (يوليو) الساعة 9:27 بتوقيت غرينتش. وبالمثل فإنه يمكن تحديد اتجاه القبلة بالنسبة للمناطق التي لا تشترك في النهار مع مكة في هذين الوقتين السابقين بنفس الطريقة حين تتعامد الشمس مع المنطقة المقابلة تماماً للكعبة المشرفة في النصف الآخر مِن الكرة الأرضية ولكن تكون القبلة في اتجاه ظلال الأشياء وليس عكسها كما في المناطق التي تشترك مع مكة في النهار في الوقتين السابقين، ويحدث هذا التعامد مرتين كل سنة وذلك في 12 أو 13 كانون الثاني (يناير) الساعة 21:29 بتوقيت غرينتش وفي 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الساعة 21:09 بتوقيت غرينتش أي بعد 6 أشهر و 12 ساعة تقريبًا من الوقتين السابقين ولكن في وقت آذان الظهر بمكة مع إضافة 12 ساعة عليه يعني في منتصف ليل مكة بما يشابه وقت الظهر بها نهارًا وهذه الطريقة تختلف عن الطريقة الأولى التي تعتمد مباشرة على وقت الظهر بمكة .
الرياضيات والمسلمون
- مقالة مفصلة: الرياضيات في عصر الحضارة الإسلامية
لقد كان تحديد اتجاه القبلة موضوع حيويًّا لدى المسلمين والمولد للبيئة العلمية خلال فترة ازدهار المسلمين، إحدى الطرق تطلبت الرياضيات والفلك. وقد ساهم العلماء المسلمون بالعمل لتحديد اتجاه القبلة من أي نقطة على سطح الأرض، ومن هؤلاء العلماء: الخوارزمي، البيروني، ابن الشاطر، ابن الهيثم، وآخرون.
من الفضاء
أقامت وكالة الفضاء الوطنية الماليزية في نيسان/أبريل 2006 مؤتمراً للعلماء والباحثين المسلمين لنقاش موضوع كيفية تحديد القبلة لشخص في الفضاء. وتوصل المؤتمر إلى أن رواد الفضاء يجب عليهم تحديد القبلة "وفق استطاعتهم".
مقالات ذات صلة
وصلات خارجية
المراجع
- Di Justo, Patrick (26 September 2007). "A Muslim Astronaut's Dilemma: How to Face Mecca From Space". وايرد. مؤرشف من الأصل في 07 أكتوبر 201525 مايو 2015.
- Yohanan Friedmann (2003). Tolerance and coercion in Islam: interfaith relations in the Muslim tradition. Cambridge University Press. صفحة 31. مؤرشف من الأصل في 18 مايو 202005 أكتوبر 2010.
- Cheraman Juma Masjid A Secular Heritage - تصفح: نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- القدس أولى القبلتين ومسجدها ثالث الحرمين - تصفح: نسخة محفوظة 30 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- المسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم - كتاب الطهارة - باب لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها.. - تصفح: نسخة محفوظة 07 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.