الرئيسيةعريقبحث

قومية أندلسية


☰ جدول المحتويات


أندلسيا أمة، رسم قومي أندلسي بإشبيلية.

القومية الأندلسية (بالإسبانية: Nacionalismo andaluz)‏ هي حركة سياسية واجتماعية تدعو إلى الاعتراف بأندلسيا كأمة. تغطي مجموعة واسعة من الآراء : من مؤيدي الكونفيدرالية داخل إسبانيا إلى المطالبين علنًا بالاستقلال والانفصال عن إسبانيا. يُعد بلاس إنفانتي اليوم أب قومية الأندلسيون ومفكر انبعاثهم المعاصر.

بداية

قضى طرد 1609 م على تنظيم النخبة المورسكية الذي حافظ على الإسلام في الأندلس مدة مائة وعشرون سنة بعد سقوط غرناطة. بعد غزو جيوش نابليون الفرنسية إسبانيا سنة 1808 م، تكبدت أول هزيمة لها في معركة بايلين قرب ببايلين بجيان أمام مقاومة الجيش الإسباني وثار أهل أندلسيا في قادس ضد الغزو الفرنسي، فاستسلمت لهم البحرية الفرنسية في قادس وكونوا حكومة سرية في إشبيلية تحت اسم " المجلس الأعلى المركزي " ، وأعلن الثوار في قادس في 19 مارس 1812 دستورا جديدا لإسبانيا كمملكة دستورية حددوا فيه سلطات الكنيسة والملك وقرروا الديمقراطية في المعاملة بين الأفراد والجماعات والشعوب الإسبانية . واعترف الدستور لأول مرة بالأندلسيين كإحدى الشعوب الإسبانية ذات الشخصية المميزة وظل دستور قادس مطلب الحركات التصحيحية في إسبانيا طوال القرن التاسع عشر .

ثورات على سلطة مدريد

ولكن بعد خروج الفرنسيين، ألغى الملك الذي عاد في سبتمبر عام 1812 م دستور قادس، وأرجع السلطة إلى الملك والكنيسة وثار الأندلسيون سنة 1820 م ثم سنة 1823 م مطالبين بدستور قادس، وهاجموا محاكم التفتيش وأحرقوها. وتتابعت محاولات الرجوع إلى دستور قادس . ففي سنة 1831 م، ثار الجنرال طرخوس في الجزيرة الخضراء ، وثارت مالقة سنة 1835 م وطردت ممثلي الحكومة، وتبعت مالقة مقاطعات أندلسيا الأخرى . فهزموا الجيش الإسباني، وكونوا في بلدة أندوخار بجيان " مجلس أعلى للثورة " حرر دستور أندوخار الذي أعلن حكما ذاتيا للأندلس . ولكن فشلت ثورة عام 1835 م ورغم فشلها كانت لها أهمية كبرى في بلورة الهوية الأندلسية الجديدة، إذ تحركت أندلسيا لأول مرة، منذ ثورات المورسكيين، كأمة واحدة، أمام الحكم المركزي في مدريد.

ثورة الفلاحين

مقال رئيسي: ثورة 1868

رجعت إسبانيا إلى فسادها الأول، وظلت أندلسيا أفقر مناطقها يرزخ أهلها تحت تجاوزات النبلاء الشماليين والكنيسة، فثار فلاحوها سنة 1857 في مقاطعة إشبيلية يطالبون بأرض أجدادهم، فقضى الجيش عليهم، وقتل منهم من قتل ونفى من نفى . فأيقضت تلك الثورة الفلاح الأندلسي . ثم ثار فلاحو مالقة وغرناطة سنة 1861 م، فقضى عليهم كما قضى على إخوتهم في إشبيلية . وفي سنة 1868 م، انطلقت الثورة من قادس وانتشرت في كل البلاد . فهزمت حيش الحكومة وهربت الملكة إلى فرنسا . وطالب الثوار بتأسيس جمهورية إسبانية اتحادية تعترف بالحكم الذاتي للأندلس وبإلغاء الدين الكاثوليكي كدين الدولة الرسمي . لكن الجيش أعاد السيطرة على البلاد وأرجع الملكة عام 1873 م . وفي سنة 1874 م، تأسس " الحزب الجمهوري الاتحادي " الذي تبنى سنة 1883 م " دستور انتقيرة " الذي خطط لإنشاء دولة الحريات الشخصية، تفصل فيها بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأصبح دستور انتقيرة أساس المشاريع الاتحادية التي اقترحت فيما بعد .

التأسيس للقومية الأندلسية

تتلخص أهم سمات الحركة الأندلسية في القرن التاسع الميلادي في الانتماء إلى منطقة واحدة (أندلسيا) وأمة واحدة، والمطالبة بحقوقها، والوقوف في وجه تجاوزات الدولة المركزية الكنيسة الكاثوليكية والإقطاع الزراعي. لكن بقيت إشكالية هل الأندلسيون يرتبطون فقط بمصالح متصلة بمنطقتهم أم أنهم يكونون قومية تختلف عن كل القوميات الأخرى بخاصيات مميزة.

بلاس إنفانتي

يعد بلاس إنفانتي هو من وضح معالم القومية الأندلسية، وهو ابن مقاطعة مالقة ومولود بها سنة 1885 م، بعد أن ظهرت أفكاره لأول مرة في خطاب ألقاه سنة 1914م في إشبيلية عن "النظرية الأندلسية " ، كان أساس كتابه التاريخي عن القومية الأندلسية . وفي السنة نفسها، فتح مكتب محاماة في إشبيلية . وفي سنة 1916 م، أسس انفانتي أول " مركز أندلسي " في إشبيلية، تبعته مراكز أخرى في مدن الأندلس وقراها، وأصدر مجلة " الأندلس " كلسان حال المراكز الأندلسية . ومع الأيام، تحولت تلك المراكز إلى مدارس لأنشطة أندلسية تثقيفية وتخطيطية، وأخذت تستعمل عبارة " الأمة الأندلسية " لأول مرة . ثم تبلور الفكر الأندلسي في اجتماع رندة عام 1918 م في النقطتين التاليتين :

ثم أسس انفانتي في إشبيلية دار نشر ومكتبة، نشر فيها عددا من كتبه، كما أسس مركز الدراسات الأندلسية، وفي سنة 1920 م، ظهر كتاب " المعتمد ملك اشبيلية " ، وهي قصة مسرحية تاريخية عرف فيها بلاس انفانتي بجدور الهوية الأندلسية الإسلامية.

وفي سنة 1923 م، تحولت إسبانيا إلى الحكم الدكتاتوري، فأقفلت الحكومة المراكز الأندلسية واتهمت القوميين الأندلسيين بمقاومة الدولة وأسكنت القوى المعادية للكنيسة. فركز انفانتا في التفكير في مصير أندلسيا وجدور الهوية الأندلسية، فانتقل إلى أغمات بالمغرب حيث ضريح المعتمد بن عباد، حيث قيل أنه إشهار إسلامه هناك، وهو إدعاء نفته أسرته وأنكرته، حيث في مقابلة سنة 2011 مع ابنته ماريا دي لوس انجليس إنفانتي، كذبت تحوله للإسلام، وقالت أنه إنتمى للتقاليد الكاثوليكية؛[2] ثم حاول بعد عودته من المغرب ربط الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية.[3]

وبعد انهيار الدكتاتورية وبداية الجمهورية الإسبانية الثانية رجع انفانتا للحياة العامة بلغة جديدة، يمجد فيها التاريخ الإسلامي كأساس للهوية الأندلسية، ويطالب الأندلسيين باستعادة هويتهم، وإزاحة هيمنة الكنيسة عنهم، وشارك القوميون الأندلسيون سنة 1930 في مؤتمر " الشعوب التي لا دول لها " بالهند، ثم التقى انفانتا بالحركات التحررية العربية عبر مجلة " الأمة العربية " في جنيف(سويسرا) التي كان ينشرها الأمير شكيب أرسلان. لكن لم يعش بلاس انفانتا ليرى انتصار أفكاره، إذ بعد أيام من انفجار الحرب الأهلية الإسبانية ، قبض عليه أتباع فلانخي الإسبانية وأعدموه رميا بالرصاص بالقرب من إشبيلية.

العصر الحديث

الراية الأكثر انتشارا بين الإنفصاليين الأندلسيين والقوميين اليساريين.
العلم القديم للحزب القومي الأندلسي، والعلم الحالي للشبيبة الأندلسية.

وفقا لمسح أجري في نوفمبر 2005 أخذ عينة من 1,010 شخص، منهم 52.7٪ "موافق جدا" أو "إلى حد ما موافق" في إصلاح النظام الأساسي (دستور محلي) لمنطقة الحكم الذاتي أندلسي واعتبار أندلسيا ك"واقع وطني" مقارنة ب 24.4٪ الذي قال " لا أتفق". وحول ما إذا كان القانون الجديد ينبغي أن يعتبر أندلسيا كأمة، فإن النتائج تختلف تماما، مع "لست متفق" ب60.7٪ إلى 18.1٪ "أتفق جدا أو "إلى حد ما أتفق". وكشفت دراسة استقصائية في عام 2006 إلى أن 9.3٪ فقط هم من يفضلون أندلسيا كأمة، مقارنة ب 82.1٪ الذين فضلوا أن يشار إليها كمنطقة أو جهة.

شعارات القومية الأندلسية

  • العَلم للقومية الأندلسية حاليا راية تميزها، التي أنشئت في عقد الثمانينات، عندما حصلت أندلسيا على الحكم الذاتي وهي فترة بداية القوميين الأندلسيين المطالبة بتعريف أندلسيا كأمة.[4]
مقال رئيسي: علم منطقة الأندلس
  • النشيد
مقال رئيسي: نشيد منطقة الأندلس

كان أول علم قومي تم إنشاؤه في أندلسيا يقلد علم كوبا. أنشأه الحزب الاشتراكي الأندلسي، المسمى حاليا الحزب القومي الأندلسي ، وتستخدمه كذلك شبيبة الأندلسيين. وهو يتألف من علم أندلسيا وتمت إضافة مثلث أحمر في السارية وفي الوسط نجم أبيض مخمس.[5]

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Himno de Andalucía. Historia. - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. Blas Infante estaría hoy con la razón y con la justicia - تصفح: نسخة محفوظة 20 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. الإسلام في إسبانيا للدكتور علي منتصر الكتاني - تصفح: نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  4. La verdad oculta en la tricolor
  5. Historia de la Bandera Andaluza - تصفح: نسخة محفوظة 21 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :