الرئيسيةعريقبحث

قومية مسيحية


☰ جدول المحتويات


القومية المسيحيَّة هي في مفهومها شكل من أشكال القومية الدينية المرتبطة في المسيحية. يركز القوميين المسيحيين في المقام الأول على السياسة الداخليَّة، مثل تمرير القوانين التي تعكس وجهة نظرهم المسيحية ودورها في الحياة السياسيَّة والاجتماعية. وهي تسعى إلى تعزيز الخطابات الدينية المسيحية والقومية في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، ومنها السياسة والتاريخ، والثقافة والعلوم. يميل القوميين المسيحيين في أوروبا والولايات المتحدة إلى أن يكونوا من المحافظين.

لدى الحركات القوميَّة المسيحيَّة في الغالب هيكل قيادة معقدة، وذلك اعتمادًا على طبيعة علاقتها مع المؤسسات الكنسيَّة المحلية. بعض الحركات هي أكثر علمانية المنحى، ويشارك فيها رجال الدين بشكل رمزي وتتلقى دعم غير مباشر من قبل الهياكل الكنسيَّة المحليَّة، والبعض الآخر متأثر بشدة من قبل رجال الدين المحليين. أدى تدخل رجال الدين في مختلف الحركات القومية المسيحية منذ القرن التاسع عشر إلى تطوير شكل معين من أشكال القومية المسيحية المعروفة بإسم القومية الإكليروسيَّة.

الحركات القومية المسيحية حسب البلد

البرازيل

في السنوات الأخيرة كان هناك شعور متزايد من القومية بين كل من الكاثوليك والبروتستانت في البرازيل. يشجع عدد من السياسيين مثل ماغنو مالطا وجايير بولسونارو، والأحزاب السياسية مثل باتريوتا، حتى مغادرة جايير بولسونارو الحزب، على الأفكار المحافظة، مثل رفض حقوق مجتمع إل جي بي تي، ومعارضة الإجهاض، ومناهضة العلمانية. يؤيد معظم القوميين المسيحيين في البرازيل المسكونية، بينما يهاجمون ويرفضون الإتصال مع غير المسيحيين، وعلى الأخص المسلمين والملحدين.[1]

كندا

كانت القومية الإكليروسيَّة في كيبك أيديولوجية مرتبطة مع التيار اليميني في كيبيك منذ السنوات بعد الحرب العالمية الأولى وحتى عشية الثورة الهادئة في عام 1950، وكانت القومية الإكليروسيَّة شكل ديني للقوميَّة الفرنسيَّة الكنديَّة والتي ركزت على دور الكنيسة الكاثوليكية. يُذكر أنه حتى عشية الثورة الهادئة في عام 1950 كانت مجالات الرعاية الصحية والتعليم بيد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

كرواتيا

في عام 1930 وعام 1940، تبنت حركة أنتي بافليتش الأوستاشا الكرواتية الإيديولوجيَّة الكاثوليكيَّة السياسيَّة[2] على الرغم من أنه تم إطلاق أسماء أخرى على الحركة، بما في ذلك "الكاثوليكية السياسية" و"الكاثوليكية الكرواتيّة".[3] وروجت الكاثوليكية السياسية في كرواتيا وهي تصور سياسي وثقافي، للأفكار والتعاليم الإجتماعية للكنيسة الكاثوليكية في الحياة العامة من خلال العمل الحكومي. وارتبطت الإيدولوجيَّة الكاثوليكيَّة مع القومية الكرواتيَّة.

ألمانيا

في خلفية الحرب العالمية الأولى، انعكست القوميَّة المسيحيَّة الألمانيَّة من خلال المفاهيم اللوثرية، والرومانسية، والمثالية، والمحايثة.[4]

المملكة المتحدة

في خلفية الحرب العالمية الأولى، انعكست القوميَّة المسيحيَّة البريطانيَّة من خلال المفاهيم التجريبية، والواقعية، والفردية.[4] كما أن واحدة من أشكال القومية المسيحية تظهر بين بروتستانت أولستر الإتحاديين والموالين للتاج البريطاني في أيرلندا الشمالية. والتي ارتبطت تاريخيًا مع الحكم البريطاني، والتي تجلت في الهيمنة البروتستانتية على المجالات السياسيَّة والاقتصادية والاجتماعية.[5]

لبنان

كانت الجبهة اللبنانية عبارة عن ائتلاف الأحزاب ذات الأغلبية المسيحية في الحرب الأهلية اللبنانية. في عام 1980، فويت القومية المسيحية التي تبناها العديد من أبناء الطائفة المارونية. حيث سعى الموارنة لخلق دولة مسيحية مصغرة.[6] ثار القومي المسيحي ميشال عون ضد النظام السوري في لبنان عام 1990، لكنه هزم بدعم الجيش السوري. وتم نزع سلاح جميع الميليشيات بإستثناء حزب الله الموالي لسوريا بحلول عام 1991، والحزب الوحيد في لبنان الذي يمثل القومية المسيحية هو حزب القوات اللبنانية.[7]

بولندا

تميزت القومية البولندية بالولاء الدائم للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وكانت الكاثوليكيَّة عنصرًا مهمًا في القومية البولندية وأرتبطت بشكل كبير مع الهويَّة الوطنيَّة، التشابك بين الهوية الوطنية والكنيسة الكاثوليكية يعود جذوره بشكل أساسيّ في فترة الإصلاح المُضاد في القرن السابع عشر، وترسخ دور الكنيسة بشكل واضح في فترة ما بين الحربين العالميتين.[8][9] تقوم جماعات مثل النهضة الوطنية في بولندا استخدام شعارات بولندا الكاثوليكية العظمى (بالبولنديَّة: Wielka Polska Katolicka) خلال مظاهرات الاحتجاج ضد تقنين زواج المثليين والإجهاض.[10] وغالبًا ما تتهم جماعات الدينية المحافظة المرتبطة مع راديو ماريا بإيواء القومية والمواقف المعادية للسامية.[11]

صربيا

تاريخيًا تُعد التقاليد المسيحية الشرقية والكنيسة الصربية الأرثوذكسية من الأسس المركزية لهوية الصرب. وكان لمفهوم حصن المسيحية تقليد طويل جدًا في التأريخ، والخطاب، والأكاديمي، والسياسي في صربيا. حيث تصور الأساطير الصربية الشعب الصربي على أنهم المدافعين عن الحضارة الأوروبية المسيحية.[12]

إسبانيا

تُعد الكاثوليكية القومية (بالإسبانيّة :Nacionalcatolicismo) جزء من الهوية الأيديولوجية فلانخي الإسبانية والنظام الدكتاتوري لاسبانيا الفرانكوية بين عامي 1936-1975. تمثلت مع الهيمنة التي كانت تحظى بها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في جميع جوانب الحياة العامة والخاصة. وباعتباره رمزًا من الانقسامات الأيديولوجية فلانخي الإسبانية، ويمكن مقارنة النقابية القومية (بالإسبانيّة :nacionalsindicalismo) عنصرًا أساسيًا في الفكر والممارسة السياسية للفلانخي الإسبانية.

تأسس الاتحاد الوطني الكاثوليكي على يد الفرنسيّ إدوارد كاستيلنو في عام 1920 كنموذج فرنسي مماثل.[13] على الرغم من أن الاتحاد القومي الكاثوليكي وصل عدد أعضاءه إلى مليون عضو في عام 1925.

جنوب أفريقيا

تطورَّت الكالفينية الأفريكانية، وهي نظرية ثقافية ودينية، بين الأفريكان وجمعت بين عناصر العقيدة الكالفينية البروتستانتية في القرن السابع عشر مع أيديولوجية "شعب الله المختار"؛ مشابهة لتلك التي يتبناها دعاة الأمة اليهودية.[14] وقد جادلت عدد من الدراسات الحديثة أن هذه الأيديولوجية أدّت إلى تريك العظمى وإلى إخضاع الجماعات العرقية الأخرى في جنوب أفريقيا، وبالتالي وضعت حجر الأساس للقومية الأفريكانية الحديثة والفصل العنصري.[15]

الأفريكان هم الجنوب أفريقيين من أصول هولندية وألمانية وفرنسية الذين أستوطنوا جنوب أفريقيا في عام 1985، كان 92% من الأفريكان أعضاء في الكنائس الكالفينية. يُذكر أن عموم الطوائف المسيحية ترفض فكرة تفوق أو الفرق بين شعب وغيره؛ حيث تؤمن المسيحية بمفهوم «شعب الله» لكن دون كلمة "المختار" لكونها لم ترد بشكل صريح في الكتاب المقدس. المسيحيّة تعلّم أن شعب الله قد تحوّل مع المسيح إلى جميع البشر ومن كل الأمم دون فرق بين يهودي وغيره. وتعمل الكنيسة، على إدارته من الناحية الروحية وحفظ معتقداته. يقول البابا بندكت السادس عشر: "من شعوب الأرض كافة، يوجد شعب لا يشبه أي شعب آخر، لا يخضع ذاته لأحد غير الله، وعليه أن يكون مثل الملح في الطعام، ومثل الخميرة في العجين".[16]

الولايات المتحدة

يستخدم مصطلح اليمين المسيحي في الولايات المتحدة لتسمية الفصائل السياسية اليمينية المسيحية التي تُعرف بدعمها القوي للسياسات المحافظة اجتماعيًا. يسعى المسيحيين المحافظين أساسًا لتطبيق فهمهم للتعاليم المسيحية في السياسة والسياسة العامة بإعلان قيمة تلك التعاليم أو من خلال السعي إلى استخدام تلك التعاليم لتطبيق القانون في السياسة العامة.[17]

يعتبر اليمين المسيحي الأمريكي تحالف غير رسمي يتشكل حول نواة من البيض، البروتستانت الإنجيليين وبدعم متفاوت من الكاثوليك المحافظين.[18][19][20] ويحظى اليمين المسيحي دعم إضافي من البروتستانت التقليديين، واليهود والمورمون المحافظين سياسيًا.[18][21] لدى اليمين المسيحي نشاط ملحوظ اليوم لتعزيز المواقف المحافظة اجتماعيًا في القضايا الاجتماعية بما في ذلك الصلاة في المدرسة، وتدريس التصميم الذكي، والنظرة المحافظة حول أبحاث الخلايا الجذعية، والموقف ضد المثلية الجنسية، وضد وسائل منع الحمل والإجهاض، وضد المواد الإباحية.

مراجع

  1. "Sem essa de Estado laico, somos um Estado cristão", afirma Bolsonaro". gospelprime.com.br. 10 February 2017. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 201821 سبتمبر 2018.
  2. Stanley G. Payne (1996). A History of Fascism, 1914–1945. University of Wisconsin Pres. صفحة 406.  . مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2017.
  3. John R. Lampe (2004). Ideologies and National Identities: The Case of Twentieth-Century Southeastern Europe. Central European University Press. صفحة 102.  . مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 2017.
  4. Arlie J. Hoover (1989). God, Germany, and Britain in the Great War: A Study in Clerical Nationalism. Praeger.  . مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019.
  5. Daniel Hack, "Inter-Nationalism: 'Castle Rackrent' and Anglo-Irish Union," NOVEL: A Forum on Fiction 29(2), 145-164 (1996). نسخة محفوظة 3 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. Kirsten E. Schulze (27 October 1997). Israel's Covert Diplomacy in Lebanon. Palgrave Macmillan UK. صفحات 153–.  . مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2020.
  7. Barry Rubin (29 May 2007). The Truth about Syria. St. Martin's Press. صفحات 121–.  . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  8. Geneviève Zubrzycki (15 October 2009). The Crosses of Auschwitz: Nationalism and Religion in Post-Communist Poland. University of Chicago Press. صفحات 35–36.  . مؤرشف من الأصل في 10 مارس 201323 سبتمبر 2013.
  9. Stefan Auer (22 January 2004). Liberal Nationalism in Central Europe. Routledge. صفحة 58.  . مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 201923 سبتمبر 2013.
  10. Małopolska za życiem! | Narodowe Odrodzenie Polski - NOP - تصفح: نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. "Antisemitism And Racism". مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2013.
  12. Kolstø, Pål; Žanić, Ivo; Goldstein, Ivo; Džaja, Srečko M.; Perica, Vjekoslav; Aleksov, Bojan; Antić, Ana; Terzić, Zoran; Brunnbauer, Ulf; Hranova, Albena (2005), "Assessing the Role of Historical Myths in Modern Society", Myths and boundaries in south-eastern Europe, Hurst & Co., صفحة 191,  , OCLC 62314611, مؤرشف من "antemurale+myth"&dq="antemurale+myth"&hl=en&ei=KlocTuriNs_Lswagw6D4Bg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CCgQ6AEwAA الأصل في 19 يوليو 2018, The antemurale myth has had a very long tradition in various schools of Serbian historiography. In Serbian academic and political discourse, Serbs have been depicted as the defenders of Christian European civilization
  13. Frank Tallett (2003). Catholicism in Britain & France Since 1789. Continuum International Publishing Group. صفحات 152–154.  . مؤرشف من الأصل في 4 يونيو 2016.
  14. Du Toit 1985، صفحة 209.
  15. Williams 1991.
  16. التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية - بالعربية، مجموعة من الأساقفة بموافقة البابا بندكت السادس عشر، مكتب الشبيبة البطريركي، بكركي 2012، ص.79
  17. Sociology: understanding a diverse society Margaret L. Andersen, Howard Francis Taylor , Cengage Learning, 2005 , نسخة محفوظة 11 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. Deckman, Melissa Marie (2004). School Board Battles: The Christian Right in Local Politics. Georgetown University Press. صفحة 48.  . مؤرشف من الأصل في 3 يناير 202010 أبريل 2014. More than half of all Christian right candidates attend evangelical Protestant churches, which are more theologically liberal. A relatively large number of Christian Right candidates (24 percent) are Catholics; however, when asked to describe themselves as either "progressive/liberal" or "traditional/conservative" Catholics, 88 percent of these Christian right candidates place themselves in the traditional category.
  19. Schweber, Howard. "The Catholicization of the American Right". هافينغتون بوست. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 201624 فبراير 2012. In the past two decades, the American religious Right has become increasingly Catholic. I mean that both literally and metaphorically. Literally, Catholic writers have emerged as intellectual leaders of the religious right in universities, the punditocracy, the press, and the courts, promoting an agenda that at its most theoretical involves a reclamation of the natural law tradition of Thomas Aquinas and at its most practical involves appeals to the kind of common-sense, "everybody knows," or "it just is" arguments that have characterized opposition to same-sex marriage ... Meanwhile, in the realm of actual politics, Catholic politicians have emerged as leading figures in the religious conservative movement.
  20. Melissa Marie Deckman. School Board Battles: the Christian right in Local Politics. Georgetown University Press. Indeed, such significant Christian Right leaders such as Pat Buchanan and Paul Weyrich are conservative Catholics.
  21. Smith, David Whitten; Burr, Elizabeth Geraldine (2007). Understanding World Religions: A Road Map for Justice and Peace. Rowman & Littlefield. صفحة 106. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.

مصادر

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :