كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، أبو إسحاق (نحو 72 ق هـ - 32 هـ / 551م - 652م) إخباريّ عالم بسِيَر الأنبياء والرُّسل. كان يهودياً مخضرماً أدرك الجاهلية والإسلام. أسلم في خلافة أبي بكر الصِّديق، وقدم المدينة في دولة عمر، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم كثيراً من أخبار الأمم الغابرة، وسرَّب كثيراً من «الإسرائيليات» إلى التراث العربي. خرج إلى الشام، فسكن حمص، وتوفي فيها، عن عُمِّر مئةً وأربعَ سنين.[1]
كعب الأحبار | |
---|---|
كعب بن ماتع الحميري | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 6 اليمن |
الوفاة | العقد 660 32 هـ حمص،بلاد الشام |
مواطنة | الخلافة الراشدة |
الكنية | كعب الاحبار ، ابو إسحاق |
الديانة | الإسلام، تابعون |
الحياة العملية | |
المهنة | عالم عقيدة، ومفسر، وحاخام، ومستشار |
مجال العمل | علم التفسير، وإسرائيليات |
قال عنه الذهبي: «كعب الأحبار: هو كعب بن ماتع الحميري اليماني العلامة الحبر،الذي كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه ، فجالس أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية ، ويحفظ عجائب ويأخذ السنن عن الصحابة. وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء».[2]
حياته
ولد كعب في بيت يهودي من يهود اليمن وهو حِميّري بالحلف، فاسمه عبري محرف إلى العربية فكعب اسم منتشر بين يهود شبه الجزيرة العربية، وهو تحريف للاسم العبري "عقيبا" وماتع اسم غير عربي على الإطلاق وليس معروفاً،[3] نسب إليه المؤرخون اللاحقون سلسلة نسب لعلها مختلقة وخيالية،[4] قيل أنه أسلم خلال خلافة أبي بكر الصديق وقيل خلافة عمر وقيل أنه أسلم قبل وفاة النبي محمد عندما أرسل علي بن أبي طالب لليمن [5] ووردت عدة روايات حول سبب إسلامه منها أنه آمن بعد أن رأى صفات النبي محمد في التوراة.[5]
وقد كانت مسألة ذكر النبي محمد في كتب اليهود وفق اعتقادات المسلمين، تشغل بال الكثيرين بمن فيهم الصحابة والتابعين والمؤرخين والمحدثين وعوام الناس. فكان كعب وأمثاله مصدرهم لمثل هذه القضايا والأمور،[6] ومن الأمثلة على سعة علمه وتبحره في علوم اليهود حكاية أوردها الطبري في تفسيره لآية :"يا أخت هارون ما كان أبوك إمرأ سوء وما كانت أمك بغيا" فقال كعب أن هارون المذكور ليس بهارون أخ النبي موسى فكذبته عائشة فرد قائلًا: "إن كان النبي قال هذا فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ستمائة سنة"، فسكتت عائشة،[7] اتهم كعب كثيراً في كتابات متأخرة منها أنه كان مشاركا في مؤامرة اغتيال عمر بن الخطاب،[8] وجاء فيها أنه أنذره بمقتله بثلاثة أيام زاعمين أنه قال لعمر أنه وجد ذكره في التوراة. ويرجح عدد من الباحثين أنها قصة مُختلقة، لإنه لو كان كما روى أولئك الرواة لعد شريكاً صريحاً في المؤامرة وقُتل على إثرها ولكنه لم يُقتل بل عاش إلى خلافة عثمان،[9] فعبيد الله بن عمر قتل الهرمزان الفارسي وابنة أبو لؤلؤة الصغيرة فلو كان كعب معهم لما تردد في قتله، كان عمر بن الخطاب قد زجره قائلًا «لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة» وفي الأثر «لَمَّا دخل عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ وَأَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ مُصَلًّى لِلْمُسْلِمَيْنِ : قَالَ لِكَعْبِ ؟ أَيْنَ أَبْنِيهِ ؟ قَالَ ابْنِهِ خَلْفَ الصَّخْرَةِ . قَالَ : خَالَطَتْك يَهُودِيَّةٌ يَا ابْنَ الْيَهُودِيَّةِ ؛ بَلْ أَبْنِيهِ أَمَامَهَا» قال ابن تيمية "وذلك لأن اليهود تعظم تلك الصخرة، ولم يأت ديننا بأي فضيلة لها".[10]
ومما يُنقل عن كعب الأحبار قوله «أول من وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها آدم قبل موته بثلاثمائة سنة كتبها في الطين ثم طبخه!! فلما أصاب الأرض الغرق أصاب كل قوم كتابهم فكتبوه فكان إسماعيل بن إبراهيم أصاب كتاب العرب».[11] توفي قبل مقتل عثمان بن عفان بسنة ودفن في حمص وقيل في دمشق ورأي ثالث في الجيزة.[12]
روايته للحديث
- حدث عنه: أبو هريرة، ومعاوية، وابن عباس، وذلك من قبيل رواية الصحابي عن التابعي، وهو نادر عزيز، وأسلم مولى عمر، وتبيع الحميري ابن امرأة كعب، وأبو سلام الأسود، وروى عنه عدة من التابعين؛ كعطاء بن يسار وغيره مرسلا. وقع له رواية في سنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي.
مقالات ذات صلة
مراجع
- الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٨. - تصفح: نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 3 - الصفحة 490. - تصفح: نسخة محفوظة 29 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص 22
- إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص 26
- طبقات بن سعد ج 7 القسم الثاني ص 156
- إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص 29
- تفسير الطبري ج 16 ص 15
- مجير الدين الحنبلي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ج 1 ص 232
- عبد الوهّاب النجار، تاريخ الإسلام: الخلفاء الراشدون ج 2 ص 474
- دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية - ج 3 ، ج 4 - المائدة - الذاريات. IslamKotob. مؤرشف من الأصل في 19 مارس 2020.
- "كتاب : الإتقان في علوم القرآن 7". www.islamicbook.ws. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 201819 مارس 2020.
- خطط المقريزي ج 1 ص 333