الخِلافةُ الرَّاشِدَة، أو الخِلافةُ الراشِدِيَّة، أو دولةُ الخُلَفاءُ الرَّاشِدين، هي أولى دُول الخِلافة الإسلاميَّة التي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل سنة 11هـ، المُوافق فيه 7 يونيو سنة 632م، وهي دولةُ الخِلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيًّا بل قائمٌ على الشورى، عكس دول الخِلافة التالية التي كان الحُكمُ فيها قائمٌ على التوريث. توالى على حكم الدولة أربع خُلفاء من كِبار الصحابة، وجميعهم من العشرة المُبشرين بالجنَّة وِفق المُعتقد الإسلامي السُنّي تحديدًا، وهم: أبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفَّان وعليّ بن أبي طالب، يُضاف إليهم الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب الذي يعدّ البعض عهده القصير في الحكم مُتممًا لعهد الأربعة الذين سبقوه. استمرت الدولة قائمة حتى سنة 41 هـ، أي استمرت (30 عامًا)، سيطرت الخلافة في أوج قوتها على شبه الجزيرة العربية والشام والعراق وبلاد فارس ومصر وأجزاء من أوروبا، وانتهت بعد عام الجماعة لتقوم الدولة الأموية.
|
مقالة مختارة
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ للشَّامِ هي سلسلةٌ من المعارك العسكريَّة وقعت بين سنتيّ 12هـ \ 633م و19هـ \ 640م بهدف سيطرة دولة الخِلافة الرَّاشدة على الشَّام أو ولاية سوريا الروميَّة، وقد تولّى قيادة تلك الحملات كُلٍ من خالد بن الوليد وأبو عُبيدة بن الجرَّاح ويزيد بن أبي سُفيان بشكلٍ رئيسيّ، وقد أفضت في نتيجتها النهائية إلى انتصار المُسلمين، وخروج الشَّام من سيطرة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ودُخولها في حظيرة دولة الإسلام. بدأت معارك فُتوح الشَّام في خلافة أبي بكر بعد نهاية حُروبُ الرِّدَّة، وكانت قد اندلعت مُناوشاتٌ بين الدَّولة الإسلاميَّة التليدة والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة مُنذُ سنة 629م في غزوة مؤتة، غير أنَّ المعارك الحاسمة وقعت في خلافة عُمر بن الخطَّاب، وكان أهمها معركة اليرموك التي هُزم فيها الجيشُ البيزنطيُّ هزيمةً ساحقة حدَّدت مصير البلاد.
فُتحت العديد من المُدن الشَّاميَّة سلمًا دون قتال، بعد أن أعطى المُسلمون أهلها عهدًا بحفظ الأمن والأملاك الخاصَّة، والحُريَّة من الرق، وعدم التعرُّض للدين ودُور العبادة بما فيها الكُنس والكنائس والأديرة والصوامع وكذلك عدم إرغام النَّاس على اعتناق الإسلام، ومن هذه المدن: بعلبك، وحماه، وشيزر، ومعرَّة النُعمان، ومنبج؛ والقسمُ الثاني من المُدن فُتحت سلمًا، إنما بعد حصارٍ طويلٍ، لا سيَّما في المواقع المهمَّة حيث وجدت حاميات روميَّة كبيرة، ومنها: دمشق، والرقَّة، وحمص، وبيت المقدس؛ أما القسم الثالث من المُدن فقد فُتح حربًا، ومنها رأس العين، وحامية غزة، وقرقيسيا، في حين استعصت جرجومة في الشمال حتى عهد عبد الملك بن مروان الأُموي. |
مدينة في ظل الخلافة الراشدة
في سبتمبر 635م، فتح خالد بن الوليد دمشق سلمًا بعد ستة أشهر من الحصار، ومنح في إثرها الأمان لسكانها حسب صكّ التسليم المبرم بينه وبين أسقفها سرجون بن منصور؛ وهو الصك الذي استسلمت بموجبه سائر المدن السورية؛ وفي العام التالي 636 م وقعت معركة اليرموك الحاسمة في تاريخ فتوح الشام. بعد الفتح، استقرّ الولاة في دمشق، وبذلك انتقلت عاصمة البلاد من أنطاكية إليها؛ وبعد أربع سنوات من الفتح عيّن معاوية بن أبي سفيان واليًا على دمشق، خلفًا لأخيه يزيد بن أبي سفيان؛ وخلال فتنة مقتل عثمان أعلن معاوية التمرد على الخليفة علي بن أبي طالب، واستقلّ بحكم الشام، وبسط نفوذه في مصر عبر عامله عمرو بن العاص، وبعد خمسة سنوات من القتال، انتهت الحرب في عام الجماعة بإعلان الدولة الأموية وعاصمتها دمشق؛ وبذلك يكون معاوية قد حكم دمشق أربعين عامًا عشرون منها كوالي، وعشرون أخرى كخليفة.
|
هل تعلم؟
|
فهرس الخُلَفاء الفُتُوحَات قَادة عسكريون
الولايات العراق (الأحواز، الكوفة، البصرة)، فارس (سجستان ومكران وكرمان، طبرستان، خراسان)، الشام (قسم قاعدته حمص، وقسم قاعدته دمشق)، فلسطين (قسم قاعدته أيلة وقسم قادته الرملة)، أفريقية (صعيد مصر، مصر السفلى، غرب مصر، وصحراء ليبيا) ولاة أحداثٌ تاريخية أهَمُ المُدُن
|
شخصية مختارة أبو الأسود الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، (16 ق.هـ. -69 هـ)، من سادات التابعين وأعيانهُم وفقهائهُم وشعرائهُم ومحدثيهُم ومن الدهاة حاضرِي الجواب وهو كذلك نحوي عالِم وضع علم النحو في اللغة العربية وشكّل أحرف المصحف، وضع النقاط على الأحرف العربية بأمر من الإمام علي بن أبي طالب، وِلد قبل بعثة النبي محمد وآمن به لكنه لم يره فهو معدود في طبقات التابعين وصَحِب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وشهد معه وقعة صفين والجمل ومحاربة الخوارج. تولى عدداً من المناصب بِالبصرة في خلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان وفي خلافة علي بن أبي طالب كان عبد الله بن عباس أمير البصرة وكان أبو الأسود الدؤلي كاتِباً له ثم ولاه قضاء البصرة، وحينما رجع ابن عباس إلى الحجاز استخلف على إمرة البصرة أبا الأسود الدؤلي فأقره الخليفة علي بن أبي طالب أميراً على البصرة، ويُلقب بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، المفعول به، المضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم. |
صور مختارةرسم لِما كانت تبدو عليه المدينة المُنوَّرة خِلال أواسط القرن التاسع عشر الميلاديّ، وهو منظرٌ شبيه تقريبًا بما كانت عليه زمن حُروب الرِّدَّة ، التي خاضتها الخلافة الراشدة مع قبائل العرب المرتدة عن الإسلام |
خريطة مختارة |
اقتباس مختار مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ.
|
فهارس |